موضوع البحث: } الامبراطورجستنيان والثورة الشعبية فى القسطنطينية سنة 532 (ثورة نيقا).{
تحت اشراف د/ نادية النويهى.
مقدم من الطلاب:
1)أسماء مجدى محمد شهاب.
2)هند مبروك ابراهيم السمحانى.
3)سهام محمد عبد المولى المرشدى.
4)ياسمين محمد على المنزلاوى.
5)راندا محمد على الحمزاوى.
6)الهام محروس محمد قطب.
7)غادة ممدوح حسن عبد المطلب.
مصطفى شعبان عبد السلام
المقدمة:ـ
يعتبرتاريخ الامبراطورية البيزنطية كما يراه بعض المؤرخين مرحلة جديدة من مراحل تاريخ الامبراطورية الرومانية،ولعلى مادفع هؤلاء الى الاخذ بهذه الفكرة،هو ان الحكام البيزنطين كانوا يعتبرون ويسمون أنفسهم أباطرة الرومان،وانهم خلفاءالقياصرة الرومان القدامى.(1)
ومنذ انتقلت روما من على ضفاف التيبر،الى شطأن البسفور،اخذت حادثات التاريخ على امتداد ثلاثة قرون من الرابع الى السابع تنبئ بالتحول الى عصر جديد من عالم رومانى،ثقافته الاتينية ولسانه،الى عالم رومانى اصطبغ بالصبغة اليونانية،فكرا ولغة.
بل اصبح منذ القرن السابع الميلادى وحتى الخامس عشر،عالما رومانى بلسان يونانى!فقد بنيت روما الجديدة (القسطنطينية)فى قلب عالم اليونان، وفيها امتزج وتفاعل تراث اليونان بخياله الواسع، ومثيولوجياه،مع تراث الرومان بسماته العلمية ونظمه والى جانب العقيدة الجديدة،المسيحية والتى اصبحت على يد الامبراطور(ثيودسيوس)الدين الرسمى للامبراطورية. وظهر عصر جديد، هو ما اصطلح المؤرخون على تسميته ب(العصر البيزنطى).(2)
حيث أن امبراطورية الغرب قد سقطت فى مستهل الربع الاخير من القرن الخامس الميلادى.(3)
ولكن القسم الشرقى من الامبراطورية وعاصمته (القسطنطينية)ظل قائما لم يسقط ـكما رايناـ بل بدت الحكومة البيزنظية راسخة البنيان.(4)
واستمرت الامبراطورية البيزنطية قرابة أحدعشر قرنا.(5)
وتوالى على حكمها عدد كبير من الحكماء ومنهم الضعفاء استمدوا سلطتهم من المؤامرات، وشغب الجند وصخب الدهماء.(6)
(1)جوزيف نسيم يوسف:تاريخ الدولة البيزنطية،ط1998، د.م ، د.ن.
(2) رأفت عبد الحميد:بيزنطة بين الفكر والدين والسياسة،ط1996،د.م، د.ن،ص199.
(3)سعيد عمران:تاريخ الامبراطورية البيزنطية،ط2004،د.م، ص9.
(4)مرسى الشيخ:تاريخ الامبراطورية البيزنطية،ط 3،د.م،د.ت،ص39.
(5)جوزيف نسيم:نفس المرجع السابق،ص153.
(6)مرسى الشيخ:نفس المرجع السابق، ص 39.
الا انها ظلت شامخة تعلو فوق الانهيار وتسمو فوق التداعى.وبعد انهيارالامبراطورية فى الغرب كان يحكم بيزنطة الامبراطور(زينون 474ـ491 م) ويلاه فى الحكم(انستاسيوس491ـ518 م) وبعده حدثت بعض الفتن والثورات التى انتهت باعتلاء(جستين الاول) بعد حياة عسكرية مظفرة.
(الاباطرة الذين توالوا عى حكم الامبراطورية)منهم:ـ
1)جستين الاول 518ـ527 م :ينتسب الى اقليم البلقان وكان رجلا امينا لا يدرى القراءةوالكتابة شيئا،وصل الى العرش وهوشيخ مسن ولم يكن له عقب،ولهذا تبنى ابن اخت له اعتنى بتربيته وتعليمه واعداده اعدادا طيبا ليكون وريثا له وهو (جستنيان)، ويعد من احد اباطرة اللاتنين، واخر من صاغ سياسته وفقا للمصالح اللاتينيه لا اليونانية فعمل على احياء الامبراطورية بكل ما كان لها من مجد.
2)جستنيان527ـ565م: على الرغم من ان الامبراطور(جستنيان) كان ريفى النشأة،الا انه مالبث ان دل على استفاده تامه بجهود خاله واظهر مقدره فائقه ودابا شديدا فى كل اعماله وغدا الحاكم الفعلى فى الدولة،واعتلى العرش وهو فى الخامسة والاربعين من عمره،واشتهر بالامبراطور الذى لا ينام، فقد كان فائق الصحه متودد الوجه وافر النشاط وقودا متزنا طلق المحيا،وفوق ذلك حنكته تجارب الحكم،وصهرته الخبره بالناس.(7)
كما انه كان حريصا على ان يعلم بكل شى وان ينافس كل امر والا يكون هناك قرار الا قراره ولا يعارضه احد. ورغم ان مظهر(جستنيان) يدل على العزم والحزم الا انه كان مترددا شديد التأثر باراء حاشيته خاصة زوجته (ثيودورا)فى موقفها من ثورة (نيقا532م).( وأدى بعض البعث قبل اعتلائه العرش الى معرفه امرأة عاهره تزوجها ورفعها الى أسمى الدرجات وهى الامبراطورة(ثيودورا).(9)
،التى دلت على انها كانت امراه نادره حقا وجوهره ثمينه، فقد كانت والدها رجل قبرصى يعمل مروضا للدببه فى سيرك (القسطنطينية) وعملت بعد وفاه والدها بالتمثيل على مسرح العاصمه وانها كانت تتمتع بالذكاء والشجاعة والنبل العظيم، فضلا عن جمالها الذى أطراه الناس.(10)
(7)مورسى الشيخ:نفس المرجع السابق،ص41،40 .
(سعيد عمران:تاريخ اوربا فى العصور الوسطى،دزم،د.ت،ص 41. (9)مرسى الشيخ:نفس المرجع السابق،ص 41.
(10)نفس المرجع السابق.
(معالم القسطنطينية ومكانتها لدى الاباطره الرومان):ـ
حيث حرص الاباطره الرومان على ان تبدو حاضرتهم الجديدة، اعظم وأكثر بهاء ورقيا،من روما التيبر؛فالسوق والساحه ومجلس السناتو (الشيوخ) والهبدروم تم تشيدهما، وان خلت روما الجديدة من البانثيون والكابيتول، فقد تم الاستعانه عن ذلك بكنائس القديسين والحكمه المقدسة(ايا صوفيا) والى الحد الذى غدا بمقدور العالم ان يصلى كل يوم جديد فى كنيسة اخرى.
وازدادت المدينة بالقصور الامبراطورية الفاخمة،وبيوت كبار النبلاء حتى بهرت الباب القادمين اليها من وفود الدول الاجنبية، والقبائل القاطنة على حدودها.(11)
والى جانب هذا الثراء الذى يشيع من جنبات الحى الشرقى فى (القسطنطينية) كانت هناك الاحياء الفقيرة والحارات التى يقيم فيها الادنياء من سكان العاصمة ،من العبيد وانصاف الاحرار،والمتسولين والعمال وصغار الحرفيين حيث كانت العاصمة تعد مركز الحياة الاجتماعية والسياسية للدولة البيزنطية.
الى جانب أبناء الطبقة الوسطى من التجار واصحاب المهن الحرة كالاطباء والمعلمين والموثقين القانونيين وأصحاب السفن واصحاب البيوت التجارية والمثقفين ويصف (بول ويلمان) (القسطنطينية) فى القرن السادس فى عبارات بليغة بقوله....تزدحم فيها البيوت المتلاحقة التى يسكنها خليط من الاجناس ،يتكلمون لغات مختلفة ،واصحاب حوانيت ومتسولون ،عاملون وعاطلون ،احداد وارقاء ،شرفاء واندال ،مؤمنون وملحدون، كل يمضى لغرضه عبر الشوارع الواسعة او الازقة الضيقة ،منهم من يعمل بجد، ومن يجوب المدينة باحثا عن عمل). وذلك ان تلك المدينة تعتبر على عده نواح، عالما مصغرا للامبراطورية جميعا فى كل شى ،حتى يمكن القول انها ظلت لقرون عديدة ،تمثل سياده الدولة ومكانتها وقوتها العسكرية ومجدها الادبى وسمعتها الفنية.
مدينة على هذا النحو تمثل عالم الامبراطورية كان لابد ان تزخر بالوافدين اليها من كل اقاليم الامبراطورية مدنها وقراها بعضهم للتجارة وبعض لمسائل قانونية ، وثالث للمتعة والسرور ورابع للمغامرة والبحث عن الحظ.
وقدعبرعن هذا الحال الامبراطور (جستنيان) فى واحد من قوانينه بقوله(خلت الولايات من ساكنيها بينما امتلات مدينتنا بافضل الخلائق).
وقد ساعد هذا الموقع الممتاز الذى تقف عليه (القسطنطينية) على تمثيل حركة الاتصال بين اوربا واسيا فعلى شطأنها يقع الطريق البحرى للتجارة الذى يربط البحر الاسود وما وراءه شمالا وبحر ايجه فى الجنوب وما يفضى اليه ،حيث البحر المتوسط وسوريا ومصر، وما خلفهما من تجارة الشرق الاقصى عبر البحر الاحمر والمحيط الهندى وتحت اسوارها يمر الطريق البرى الهام الذى يصل بين أسيا الصغرى والصين والذى يمثل الشريان التجارى الحيوى (للقسطنطينية).
و(للقسطنطينية) شأن روما القديمة،والمدن الاخرى الكبيرة فى الامبراطورية يحرص أهلها دوما على الاستمتاع بما يجرى فى الهبدروم فى سباق العربات والعروض المسرحية والعاب السيرك والوان الرقص والغناء وينقسم جمهور النظارة بطبيعة الحال على نفسه لتشجيع هذا الفريق او ذاك من المتسابقين بكل الحماسة والهوس المتأصلين فى جماهير هذه المدن والذى عهدناه على مر التاريخ البيزنطى،ليس فى القسطنطينيةوحدها ، بل فى مدن أخرى مثل (انطاكية)و(الاسكندرية)و(سالونيك).
وكان سباق العربات أحب الوان التسلية الى قلوب جمهور
النظارة فى (القسطنطينية)وغيرها من المدن الكبرى فى الامبراطورية واكثرها متعه لهم واثاره حتى انه كان من الامور الطبيعية التغاضى عن الجوانب اللاخلاقية فى طبائع المتسابقين من اجل الاعجاب بهذا الاعب او ذاك ،تشهد على ذلك حادثة(سالونيك) الشهيرة فى اخريات سنى القرن الرابع الميلادى.(12)
(11)رافت عبد الحميد:نفس المرجع السابق ،ص 199.
(12) رافت عبد الحميد:نفس المرجع السابق،ص200 ،201 ،202، 203.