وفاء VIP
الدولة : المحافظة : البحيرة الجامعة : جامعة الإسكندريه الكلية : كلية الآداب الفرقة : الثالثة قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 1075 العمر : 32 الجنس :
| |
وفاء VIP
الدولة : المحافظة : البحيرة الجامعة : جامعة الإسكندريه الكلية : كلية الآداب الفرقة : الثالثة قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 1075 العمر : 32 الجنس :
| موضوع: رد: خاتونات البيت الأيوبي ودَورهنّ في الحياة العلمية الإثنين 18 أكتوبر 2010, 13:17 | |
| السيدة ربيعة خاتون : أما السيدة ربيعة خاتون، أخت السلطان صلاح الدين الأيوبي، فقد قامت أيضًا بدور كبير في إثراء الحياة العلمية والثقافية في العصر الأيوبي ، فمنذ أن وصلت إلى دمشق بعد وفاة زوجها مظفر الدين كوكبوري في عام 630هـ/ 1233م(18) وأقامت بها بدأت تجذب حولها الدارسين والعلماء، وكان على رأسهم الشيخة الصالحة العالمة أمة اللطيف بنت الناصح الحنبلي التي أنشأت مدرسة للحنابلة بدمشق تقع شرقيّ الرباط الناصري (19) وكان لها تصانيف كثيرة(20). وقد قامت السيدة العالمة أمة اللطيف في خدمة ربيعة خاتون، ويقال: إنها هي التي أشارت عليها بإنشاء المدرسة التي عرفت بالصاحبية، فأنشأتها السيدة ربيعة خاتون، وهي تقع على سفح جبل قاسيون(21) من الشرق(22)، وأوقفتها على الحنابلة؛ وأسندت التدريس فيها إلى الناصح بن الحنبلي(23) في عام 628هـ/1231م(24). ويشير عبد القادر بدران إلى عظمة بناء تلك المدرسة ومدى الرقيّ في تقدم فن العمارة الأيوبية، حيث يشير إلى "أنها الآن معروفة ومشهورة في حارة الأكراد بدمشق"(25)، أي في النصف الأول من القرن العشرين - وهي الفترة التي عاش فيها المؤلف(26)- مما يدل على عراقة وأصالة بنائها، ومدى ما أنفق عليها من البناء لاستيعاب مريديها، وكثرة الأوقاف التي أوقفت عليها ودعمت وجودها حتى النصف الأول من القرن العشرين ، بل ربما تكون موجودة حتى الوقت الحاضر. ومما تجدر الإشارة إليه أن السيدة الفاضلة العالمة أمة اللطيف كانت دائمًا في خدمة السيدة ربيعة خاتون؛ وكانت ربيعة خاتون ترجع إليها في كثير من الأمور، لذا فقد أجزلت لها الكثير من الأموال لإنفاقها على ما تؤلّفه من تصانيف. ولما توفيت ربيعة خاتون لقيت السيدة العالمة أمة اللطيف الكثير من الشدائد والمتاعب بسبب ما منحته لها ربيعة خاتون من أموال ؛ فقد صودرت أموالها ، بل وطولبت بالأموال التي منحتها لها ربيعة خاتون، واعتقلت بقلعة دمشق، وظلت في حبسها إلى أن أطلقت من الحبس بعد ثلاث سنوات(27). وقد توفيت السيدة ربيعة خاتون عن عمر يناهز الثمانين عامًا في دمشق بدار العقيقي في عام 643ﻫ/ 1245م، ودفنت في مدرستها التي أوقفتها على الحنابلة بسفح جبل قاسيون(28). ولم تحدد المصادر مَن الذي اعتقل أمة اللطيف؟ ولماذا اعتقلت؟ فربما يكون السبب وراء ذلك مرافقتها للسيدة ربيعة خاتون أثناء حياتها، ومكوثها في بيتها بعد وفاتها. وقد تزوج الملك الأشرف موسى الأيوبي بن الملك المنصور إبراهيم، صاحب حمص، السيدة الفاضلة العالمة أمة اللطيف بعد إطلاق سراحها، وسافرت معه إلى الرحبة ، حيث توفيت بها في عام 653ﻫ/ 1255م(29). ولعل هذا كان ردًّا لاعتبار هذه العالمة الفاضلة التي أسهمت هي الأخرى بِدَور كبير بمصنفاتها وعلمها في إثراء الحركة العلمية خلال العصر الأيوبي. ولعل ما سبق يوضح مدى اهتمام السيدة ربيعة خاتون بالدارسين والعلماء، حتى إنها كانت تصاحبها في بيتها العالمة الفاضلة أمة اللطيف بنت الناصح الحنبلي. يضاف إلى ذلك أن السيدة ربيعة خاتون كان لها الكثير من الأوقاف التي أوقفتها على المدارس وفي وجوه الخير(30).. مما يدل على قيامها بِدَور كبير في الحركة العلمية آنذاك. وإذا كان لسِتّ الشام وربيعة خاتون، أختا السلطان الكبير صلاح الدين الأيوبي، هذا الدَّور الكبير في الحركة العلمية في بلاد الشام وخاصة دمشق، فقد كان للخاتونات بنات السلطان العادل الأيوبي أيضًا دورهن البارز في الحركة العلمية في مصر والشام إبان تلك الفترة. أما السلطان صلاح الدين الأيوبي فلم يكن له سوى ابنة واحدة ، وهي مؤنسة خاتون التي تزوجها ابن عمها الملك الكامل محمد بن السلطان الملك العادل الأيوبي(31). والحقيقة أن المصادر لم تعط معلومات وافية عن مؤنسة خاتون ابنة السلطان صلاح الدين الأيوبي؛ وربما يرجع هذا إلى كثرة الأبناء الذكور للسلطان صلاح الدين الذين شغلوا أماكن كثيرة في الدولة الأيوبية، يضاف إلى هذا انشغال الأقلام في تلك الفترة بأخبار الجهاد ضد الصليبيين والأحوال السياسية في الدولة الإسلامية. | |
|
وفاء VIP
الدولة : المحافظة : البحيرة الجامعة : جامعة الإسكندريه الكلية : كلية الآداب الفرقة : الثالثة قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 1075 العمر : 32 الجنس :
| موضوع: رد: خاتونات البيت الأيوبي ودَورهنّ في الحياة العلمية الإثنين 18 أكتوبر 2010, 13:18 | |
| الخاتونات بنات السلطان العادل الأيوبي : كان للسلطان العادل الأيوبي عدة بنات ظهر لمعظمهن دور كبير في إثراء الحركة العلمية في مصر والشام في العصر الأيوبي ، ويقول ابن واصل في ذِكر أولاد الملك العادل الأيوبي "كان للملك العادل فيما أعلم ستة عشر ولدًا ذكرًا سوى البنات"(32)، ولم يحدد عدد هؤلاء البنات ؛ في حين ذكر الحنبلي أربعًا فقط من بنات السلطان العادل الأيوبي ، وهن غازية خاتون، وضيفة خاتون، اللاتي تزوجهن الملك الظاهر ، صاحب حلب، وملكة خاتون، التي تزوجها الملك المنصور، صاحب حماة، ثم أضاف إليهن تلك التي تزوجها معز الدين قيصر شاه ابن سلطان سلاجقة الروم(33) ولم يحدد اسمها. ومن خلال إعداد هذه الدراسة، وجد أن هناك ثلاث بنات أخريات من بنات السلطان العادل الأيوبي لم يذكرهن الحنبلي، إحداهن التي تزوجها ابن عمّها الملك العزيز عثمان، صاحب مصر(34)، والثانية عصمة الدين مؤنسة خاتون(35)، والثالثة زهرة خاتون(36). يبدو أن السلطان الملك العادل كان له عدد كبير من البنات، وقد أسهم معظمهن بِدَور كبير في الحركة العلمية، ومن هؤلاء الخاتونات السيدة ضيفة خاتون، التي حكمت حلب لمدة ست سنوات نيابة عن ابن ابنها الملك الناصر، وكان لها دَور بارز في إثراء الحركة العلمية في حلب، حيث اهتمّت بالعلم والعلماء، وقربت إليها أهل العلم والدين وبذلت لهم الكثير(37)؛ فضلاً عن أنها أنشأت مدرسة شافعية المذهب في عام 633ﻫ/ 1236م بظاهر حلب عرفت بمدرسة الفردوس، تقع خارج باب المقام(38)؛ وقد عينت فيها السيدة ضيفة خاتون عددًا كبيرًا من القراء والفقهاء والصوفية(39). أما عصمة الدين مؤنسة خاتون، ابنة الملك العادل سيف الدين أبو بكر بن أيوب، وشقيقة الملك الأوحد قطب الدين أحمد، فقد ولدت في عام 603هـ/1206م، وعاشت في مصر، وتعلمت بها، وبرعت في دراسة الحديث حتى أصبحت من أشهر محدِّثات عصرها، فسمع منها وتخرّج على يديها الكثير من المحدِّثين؛ ومما يؤكد هذا أن الحافظ أبا العباس أحمد قد خرّج لها أحاديث كثيرة حدّثتْ بها(40). لم يقتصر جهد السيدة عصمة الدين مؤنسة خاتون في الحياة العلمية على دراسة الحديث وتدريسه فقط ، بل اهتمّت بالأدب ودراسته ، فضلاً عن ذلك فقد أنشأت مدرسة في مصر في أول حارة زويلة برحبة كوكاي ، عرفت بالمدرسة القطبية ، نسبة إلى أخيها الملك الأوحد قطب الدين أحمد. وكانت تلك المدرسة بمثابة معهد علميّ كبير خُصِّص لدراسة العديد من العلوم الدينية؛ إذ كانت مركزًا لدراسة الفقه الشافعي والحنفي إلى جانب أنها كانت دارًا لإقراء القرآن الكريم، يدرّس فيها القرآن الكريم وعلومه. ولكي يستمر سير العملية التعليمية في تلك المدرسة أمرت السيدة مؤنسة خاتون بشراء وقف يُنفق من إيراده على متطلباتها(41). ولعل ما سبق يؤكد أن عصمة الدين مؤنسة خاتون قد لعبت دَورًا كبيرًا في الحركة العلمية؛ إذ كانت ضمن أشهر علماء عصرها في العلوم الدينية والأدبية، ولكنها برعت بصفة خاصة في علم الحديث، وقد أنشأت المدرسة القطبية التي عنيت بدارسة العديد من فروع العلوم، مما يدل على إسهاماتها الفعّالة في إثراء الحركة العلمية ليس في العصر الأيوبي فحسب، بل امتد جهدها أيضًا إلى العصر المملوكي، حيث امتد عمرها منذ ولادتها في عام 603ﻫ/1206م إلى أن توفيت في عام 693هـ/ 1293م، عن عمر يناهز التسعين عامًا (42) ويقول المقريزي عنها : إنها "كانت عاقلة، ديّنة فصيحة، لها أدب وصدقات كثيرة وتركت مالاً جزيلاً"(43). ولا شك أن رواية المقريزي إنما تدل على فصاحة وسعة علم وتديّن هذه السيدة الفاضلة؛ كما تدل على أن دارها كانت قبلة للعِلم والعلماء فضلاً عن كثرة صدقاتها وبِرّها بالفقراء ودُور العلم. كذلك برز دَور السيدة زهرة خاتون ابنة الملك العادل سيف الدين أبو بكر بن أيوب، في الحركة العلمية في العصر الأيوبي، إذ أنشأت المدرسة العادلية الصغرى بدمشق داخل باب الفرج، شرقي باب القلعة. ويشير إلى ذلك النعيمي نقلاً عن ابن شداد فيقول: "المدرسة العادلية الصغرى منشئتها زهرة خاتون بنت الملك العادل سيف الدين أبى بكر بن أيوب"(44) فقد كانت تلك المدرسة من قبل دارًا وحمّامًا تعرف بدار ابن موسك، ثم اشترتها زهرة خاتون، وحوّلتها إلى مدرسة، وأوقفت عليها الكثير من الأوقاف للإنفاق عليها، كما عيّنت في المدرسة "مدرّسًا ومعيدًا وإمامًا ومؤذّنًا وبوّابًا وعشرين فقيهًا"(45). ويتضح من هذه الرواية أمران مهمّان، أما الأمر الأول فهو شكل الهيئة التعليمية في مدارس العصر الأيوبي؛ إذ كان على رأس تلك الهيئة المدرّس الذي كان دائمًا يُختار على أساس شهرته ومكانته وسعة علمه، ويعتبر من مشايخ علماء العصر؛ لأن هذا الاعتبار تتوقف عليه سمعة وشهرة المدرسة. لذا فقد كان من واجبات المدرّس أن يعطي الدرس حقه شرحًا وتوضيحًا(46) ثم يأتي بعده المعيد، الذي كانت مهمته كما أوضحها القلقشندي، إعادة ما ألقاه المدرّس على الطلبة بعد انصرافه ليزداد فهمهم (47)، كما عرّف السبكي المعيد بأنه "عليه قدر زائد على سماع الدرس ومن تفهيم بعض الطلبة ونفعهم وعمل ما يقتضيه لفظ الإعادة"(48). ويتضح من هذا أن المعيد كان يساعد المدرّس، حيث يعيد على الطلبة ما ألقاه المدرّس، فهو أكبر منهم درجة ، ويجلس معهم ليستمع إلى ما يعطيه المدرّس، ثم يرجع إليه الطلاب ليشرح لهم ما قد يكون قد صعب عليهم ، ولعل هذا يبين أيضًا أن المدارس الأيوبية كانت أشبه بجامعات اليوم ؛ مما يدل على أنها كانت في أوج من الرقيّ والإتقان(49). وإلى جانب المدرّس والمعيد، كان يعيّن عدد كبير من الفقهاء في المدرسة الأيوبية. أما الأمر الثاني فهو أن المدرسة الأيوبية كانت بمثابة مسجد تقام فيها الصلاة؛ لذا فقد كان يعيّن فيها مؤذّن وإمام، مما يدل على مدى التشابه بين المسجد والمدرسة الأيوبية ، ويرجع السبب في هذا التشابه إلى أن كلاًّ منهما كان يتقرّب بإنشائهما العبد إلى ربه، فإذا كان إنشاء المساجد يعتبر من أجلّ الأعمال التي يمكن أن يتقرّب بها المسلم إلى ربه فإن المدارس أيضًا اعتبرت قلاعًا للعقيدة وحصونًا للدين؛ لأن الإسلام حث على العلم والتعلم، ومادام الهدف متقاربًا بين المسجد والمدرسة، فإن الوظائف والمهام تشابهت إلى حد كبير يقترب من التطابق، بمعنى أن المسجد صار مكانًا للعبادة والدرس، في حين صارت المدرسة مكانًا للدرس والعبادة(50). ويتضح مما سبق أن السيدة زهرة خاتون، ابنة السلطان العادل الأيوبي، قد أسهمت هي الأخرى بدور في الحركة العلمية في العصر الأيوبي، تمثّل في إنشاء المدرسة العادلية التي تخرّج منها الكثير من العلماء. هكذا أسهمت الخاتونات بنات السلطان العادل الأيوبي في إثراء الحركة العلمية في مصر والشام في العصر الأيوبي ، ومما تجدر الإشارة إليه أن السلطان العادل قد أنجب ستة عشرة ولدًا كان في طليعتهم الملك الكامل محمد، سلطان مصر والشام، والملك المعظم عيسى، صاحب دمشق، والملك الأشرف موسى، صاحب الجزيرة، وغيرهم كانوا جميعًا على ثقافة عالية، ومعرفة غزيرة بالعلوم الدينية والأدبية، فضلاً عن معرفتهم نظم الشعر العربي وإسهامهم الكبير في دفع الحركة العلمية بما أنشئوه من مدارس ومساجد وزوايا وربط ودور للحديث انتشرت بكل من مصر والشام وكانت بمثابة معاهد علمية كبيرة(51). لذا فليس بمستغرب أن تحذو حذوهم أخواتهم بنات السلطان العادل الأيوبي اللائي برع منهن أيضًا عالمات فضليات ومحدِّثات ومشتغلات بالعلم ومؤسِّسات للمدارس ودور العلم، فضلاً عما قام به الكثير منهن برصد الكثير من الأوقاف المتنوعة للإنفاق على دور العلم والعلماء والمصنفات العلمية. | |
|
وفاء VIP
الدولة : المحافظة : البحيرة الجامعة : جامعة الإسكندريه الكلية : كلية الآداب الفرقة : الثالثة قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 1075 العمر : 32 الجنس :
| موضوع: رد: خاتونات البيت الأيوبي ودَورهنّ في الحياة العلمية الإثنين 18 أكتوبر 2010, 13:19 | |
| السيدة عذراء خاتون ابنة نور الدولة شاهنشاه : ومن الخاتونات الأيوبيات اللائي أسهمن في الحياة العلمية بإنشاء المدارس السيدة عذراء خاتون بنت الأمير نور الدولة شاهنشاه بن نجم الدين أخو السلطان صلاح الدين التي أنشأت مدرسة بحارة الغرباء بدمشق داخل باب النصر في عام 580هـ/1184م. وقد أشارت المصادر إلى أن السيدة عذراء خاتون قد أوقفت تلك المدرسة على تدريس المذهبين الشافعي والحنفي(52)، أي أنها كانت مدرسة ثنائية المذهب؛ مما يدل على أنها تخرّج منها الكثير من العلماء والفقهاء على المذهبين الشافعي والحنفي. السيدة خديجة خاتون ابنة الملك المعظم عيسى : كما برز أيضا دور بعض الخاتونات الأيوبيات في الحياة العلمية كالسيدة خديجة خاتون بنت الملك المعظم عيسى بن الملك العادل سيف الدين أبى بكر التي ينسب إليها المدرسة المرشدية بدمشق ، والتي تقع في جبل الصالحية على نهر يزيد بجوار دار الحديث الأشرفية(53). وتعتبر تلك المدرسة من المدارس الحنفية بدمشق، حيث كان يدرّس فيها المذهب الحنفي(54). والمعروف أنّ أباها الملك المعظم عيسى كان الوحيد من أبناء السلطان العادل الأيوبي الذي اتبع المذهب الحنفي، بل "كان مغاليًا في التعصب لمذهب أبى حنيفة"، "وقال له أبوه مرة: كيف اخترت مذهب أبى حنيفة وأهلك كلهم شافعية؟ فقال: يا خوند، أما ترغبون أن يكون فيكم رجل واحد مسلم"(55)؛ لذلك يبدو أن السيدة خديجة خاتون اتبعت هي الأخرى- مثل أبيها- المذهب الحنفي، وأوقفت هذه المدرسة على دراسته. وقد أوقفت السيدة خديجة خاتون على المدرسة المرشدية الحنفية أوقافًا كثيرة. وقد كُتب على عتبة بابها ما نصه "هذا ما أوقفت الست الجليلة عصمة الدين خديجة خاتون بنت السلطان المعظم شرف الدين عيسى بن السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر؛ وذلك حصته من بستان الكليب: خمسة أسهم، وثلثا سهم، وخُمس سهم، وسُبع سهم، ومن طاحون الطرف الخمس، ودار بجبل الصالحية، وحصة بقرية تقي الدين سبعة أسهم ونصف سهم، وحصة بجنة عاتكة ثمانية أسهم ونصف، وحصة بجنة عسال من قصر معلول ثلث سهم، ومن الجنة سهم ونصف، وبستان الماردانية بكماله"(56). ويتضح من هذا النص كثرة الأوقاف التي أوقفتها السيدة خديجة خاتون على تلك المدرسة للإنفاق منها على مدرّسيها وفقهائها ومبانيها، وحتى تضمن استمرار تلك المدرسة يُدرّس فيها المذهب الحنفي الذي اتبعه من قبل والدها الملك المعظم عيسى. السيدة مؤنسة خاتون : يضاف إلى المدارس التي أنشأتها الخاتونات الأيوبيات تلك المدرسة التي أنشأتها السيدة مؤنسة خاتون، ابنة الملك المظفر صاحب حماة، وعرفت بالمدرسة الخاتونية بحماة، والتي أوقفت عليها أوقافًا كثيرة، فضلاً عن العديد من الكتب المتنوعة في مختلف العلوم(57). ولعل هذا يعطي انطباعًا على أن الكثير من المدارس الأيوبية كانت غالبًا ما يلحق بها مكتبة تحوي العديد من الكتب المتنوعة ليستفيد منها شيوخ ومدرّسو وطلاب العلم ومريدو تلك المدارس. ويبدو أن المدرسة الخاتونية قد أنشئت في العصر المملوكي، وهي الفترة التي عاشت فيها السيدة مؤنسة خاتون بنت الملك المظفر صاحب حماة ، ويؤكد ذلك أبو الفدا فيقول : "ودخل الملك المظفر ومضى إلى دار الوزير المعروفة بدار الأكرم داخل باب المغار ، وهى الآن مدرسة تعرف بالخاتونية، وقفتها عمتي مؤنسة خاتون بنت الملك المظفر المذكور"(58). والمعروف أن أبا الفدا من ملوك حماة الأيوبيين الذين حكموا حماة في العصر المملوكي؛ وتعدّ مؤنسة خاتون هذه عمته كما يذكر، وقد توفى في عام 732هـ/1331م(59)؛ مما يؤكد أنها عاشت في العصر المملوكي. وجدير بالذكر أن هناك بعض الخاتونات الأيوبيات اللائى عشن في العصر المملوكي، ومنهن خاتون بنت عبد العزيز المغيث بن الملك المعظم عيسى بن السلطان العادل الأيوبي؛ وقد تزوجت من ابن عمها غازي بن الملك الناصر داود ابن الملك المعظم عيسى، وكانت مقيمة في القاهرة وتوفيت بها في عام 712هـ/ 1312م(60). ومنهن أيضا بست خاتون بنت الملك الجواد يونس بن المعظم مودود بن السلطان العادل الأيوبي، وعاشت في دمشق وتوفيت بها في ربيع عام 693هـ/1293م ودفنت بقاسيون(61). ومنهن أيضًا خاتون بنت الملك الصالح إسماعيل بن الملك العادل سيف الدين أبو بكر، وكانت تعيش في دمشق في دارها التي عرفت بدار كافور "وكانت رئيسة محترمة ، ولم تتزوج قط ، وليس في طبقاتها من بني أيوب غيرها في هذا الحين"(62). وقد توفيت في 21 شعبان عام 723هـ/1323م(63). ولعل التعبير عنها بلفظ "رئيسة محترمة" يشير إلى أنها كانت من عالمات الفقه والحديث والوعظ والإرشاد في ذلك العصر. هذا ما قد تم استقراؤه من المصادر عن خاتونات البيت الأيوبي، ولكن ربما يكون هناك خاتونات أخريات عشن في العصر المملوكي غير هؤلاء، قد يكون لهن دَور فعّال في الحركة العلمية آنذاك. | |
|
وفاء VIP
الدولة : المحافظة : البحيرة الجامعة : جامعة الإسكندريه الكلية : كلية الآداب الفرقة : الثالثة قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 1075 العمر : 32 الجنس :
| |
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : فى قلب الحدث الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : خريج قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 2499 العمر : 37 الجنس :
| موضوع: رد: خاتونات البيت الأيوبي ودَورهنّ في الحياة العلمية الإثنين 18 أكتوبر 2010, 14:17 | |
| | |
|
ahmed طالب ماسى
الدولة : المدينة : مالهاش وجود ع الخريطة الجامعة : أخر الكلية : كليات أخرى الفرقة : أخر قسم : تاريخ تخصص جراحة مومياوات الشعبة : شعبة نساء وتوليد عدد المساهمات : 1026 العمر : 39 الجنس :
| موضوع: رد: خاتونات البيت الأيوبي ودَورهنّ في الحياة العلمية الإثنين 18 أكتوبر 2010, 16:40 | |
| | |
|