بسم الله الرحمن الرحيم
ان لمن دواعى سرورى ان اقدم لكم هذا الموضوع الذى يعد بمثابة حجر الزاوية لنا كعرب عامة وكدارسين وباحثين فى التاريخ بوجه خاص وهو (الصهيونية) "zionism"
كلنا نسمع تلك الكلمة تتردد على افواه السياسين والمفكرين واصحاب الراى فى العالم دون التطرق او البحث عن اصل اومعنى او غاية هذا المصطلح .وارت من هذه المساهمة شرح وتفسير هذا المعنى .
الشائع ان الصهيونية ترتبط باليهود وارض فلسطين او المساه لديهم(اليهود) بارض الميعاد وهذه هى الاسطورة والاكذوبة التى صنعوها وصدقوها . والواقع انها ترجع الى اكثر من 3الاف عالم وانها ليست وليدة القرن 19 تلك الفترة التى كانت اولى خطوات السعى لبناء دولة اسرائيل
تعريف العقيدة الصهيونية :
هى حركة سياسية استعمارية عنصرية تهدف الى جمع شتات اليهود من العالم واقامة وطن قومى لهم على ارض فلسطين.
سياسية : اى ان جوهر الصهيونية هو اقامة دوله
استعمارية : اى انها لم تستطيع تحقيق ذلك الابالاستعمار
عنصرية : اى انها قائمة على اساس دينى ومذهبى
سبب التسمية :
كلمة الصهيونية مشتقة من صهيون او(زيون) "zion" وهو اسم جبل ادعوا انة مبنى عليه هيكل سليمان (وهو المكان المبنى عليه المسجد الاقصى الان) وهو غالبا يستخدم كمرادف للقدس وارض اسرائيل "Israel"
والجدير بالذكر اننا لابد ان نفرق بين (العقيدة الصهيونية) و (الحركة الصهيونية) فالاولى ظهرت نتيجة احساس اليهود بالحقارة والدونية من قبل الشعوب الاخرى التى اطلقوا عليها اسم (الاغيار) وهذا ماذهب اليه ثيودورهرتزل"ابو الصهيونية الاول"فى يومياته بتاريخ 22يوليو1895 تحت عنوان"مبحث فى النفسية القومية" "ان اليهود الذين هم شعب محقر تواقون للاحساس بالشرف والكرامه ،ومن هنا فاذا استطاع شخص ان يعبئهم تحت هذا الشعار فانه يمكن له ان يقودهم"
" ومن هنا اقنع هرتزل اليهود انه لا سبيل امامهم سوى تبنى الصهيونية كايدلوجية سياسية تؤمن مع الزمن الى انشاء دولة اسرائيل التى سيحسون تحت علمها بالشرف والكرامه.وانهارابطة توراتية حيت ذكر فى التوراة اسم "زيون" وهو وعد الهى لهم بالعودة الى ارض الميعاد .
ويحاول الكاتب اليهودى" بنيامين نيوبرجر"الذى يحاول من خلال كتاباته تاسيس الاسطورة الدينية والسياسية للصهيونية،فيقرر ان الفكرة الصهيونية تعتمد على العلاقة بين الشعب اليهودى وارضة ،وهى صلة بدات منذ حوالى 4000الاف عام حين استقر ابراهيم عليه السلام كنعان اى يبوس واطلق عليها اورشليم وبالتالى اصبحت اسطورة تربط بين نسلهم لبقاء جدهم ابراهيم هناك ومن بعده ابناءه ،والتى عرفت بعد ذلك بارض اسرائيل . وايضا منذ 3الاف عام وهى فترة خروج سيدنا موسى من مصر ودخولهم ارض فلسطين على يد سيدنا داود واقامة دولة داود ووضع الهيكل.
. ومن هنا يمكن القول ان مفهوم "ارض اسرائيل" جوهرى بالنسبة للتفكير الصهيونى . باعتبارها كما يقررالكا تب الموطن التاريخى للشعب اليهودى والاعتبار بان الحياة اليهودية فى مكان خارجها هى حياة مهجر . وربما لم تكن الصهيونية الحديثة قد نشات واشتد عودها فى القرن 19 لو لم يكن اليهود تعرضوا لموجات من مناهضة السامية والتى سبقها قرون من الاضطهاد .
ذلك انه عبر الزمن طرد اليهود من المانيا وفرنسا والبرتغال واسبانيا وانجلترا وويلز،مما ادى الى تاثيرات عميقة على النفس اليهودية فى القرن19 . وفى ظل هذا المناخ ظهر زعماء الصهيونية الاوائل وابرزهم "موسى هس"الذى كما يقرر الكاتب هزته المذبحة الدموية اليهودية فى دمشق عام 1844م والذى اصبح من بعدها رائد الصهيونية الاشتراكية
وايضا المذابح التى التى حدتت لليهود فى روسيا عامى 1881م و1882م والتى اعقبت اغتيال القيصر الكسندر الثانى الذى لعب اليهود دورا كبيرا فى اغتياله وايضا حادثة دريفوس عام 1896م تلك الحادثة التى حولها هرتزل الى حملة للتنديد بالاضطهاد العالمى لليهود باعتباره صحفيا "وهى الحادثة التى اعدم فيها احد الضباط الجيش الفرنسى والذى كان من اصول يهودية نتيجة لخيانته"
وايضا فشل حركة "الهاسكلاه" وهى حركة تنويرية يهوديه وكان الغرض منها تفهيم اليهود ان لهم ارض وقومية وانتشرت هذه الحركة فى ارجاء اوروبا قبيل القرن 19 ولكنها فشلت بسبب ادراك الصهاينة ان الاهداف القومية لا تتحقق الا بوسائل قومية وهذا ما نجحوا فى اعداده وضياغته بعد ذلك طوال القرن 19 و 20 حتى قيام دولة اسرائيل فى 14 مايو 1948م لتتغير عندها الايدلوجية الصهيونية ولتتحول من فكر او تنظيم جماعى الى سياسة دولة وفيما بعد سوف نتناول مراحل اوفترات التاريخ الصهيونى بدايه من القرن 19 حتى يومنا هذا .