الحلقة الثانية من بحث تطور النظرية الامنية الصهيونية

· العوامل المؤثرة علي نظرية الأمن الإسرائيلي:



1- الموقع الجغرافي:



يزيد اهتمام الدول الكبرى بإسرائيل ،ما يضيفه عليها موقعها الجغرافي من مزيا، فإسرائيل جسر استراتيجي ،بري وبحري وجوي ،يربط بين ثلاث قارات وهي حلقة الوصل بين بحرين بالغي الأهمية (المتوسط والأحمر).

ويوضح شيمون بيريز ذالك فيقول "يجب أن تهتم أوروبا بنا بسبب ما تمتلكه أيدينا ،فموقعنا الممتاز يعتبر قوة ،تمكننا من أن نسد الطريق في وجه القومية العربية ،وان نكون بديلا لقناة السويس ،وان نشكل ضغطا علي الدول المنتجة للنفط وتلك التي تنقله"(1).



2- الطاقة البشرية :

كان تعداد الشعب اليهودي عام 1948م يتراوح ما بين 600الي650الف نسمة في حين كان عدد سكان الدول العربية المجاورة يربو علي عدة ملايين . هذا الخلل في التوازن الديمغرافي الذي لا تستطيع أية هجرة جماعية يهودية تعديله يعني أن باستطاعة العالم العربي المحافظة علي وجود جيوش نظامية كبيرة الحجم ،ولا يمكن لإسرائيل مضاهاة ذلك ،وأية محاولة لبناء جيش كهذا سيقضي علي قدرة الدولة علي بناء اقتصاد سليم.

واستطاع المخططون العسكريون الاسرائليون تذليل هذه العقبة الديمغرافية عن طريق تحويل الجيش إلي أشبه ما يكون بالمليشيات المسلحة إبان حرب الاستقلال وللجيش الإسرائيلي وظيفتان رئيستان وقت السلم تتمثل الأولي في المسؤولية عن الأمن اليومي الإسرائيلي ،والثانية فتتمثل في الإعداد الجيد لحرب شاملة.

فان جيشا اسرائليا شبيها بالمليشيات يخدم الأمن القومي الإسرائيلي جيدا (2).

ويتطلب أسلوب الاعتماد علي القوات الاحتياطية ،وفترة عدم التقيين في أثناء حدوث توترات عسكرية علي الحدود ،تعبئة قوات عسكرية ضخمة ،استعدادا لخوض القتال ،إذا ما اندلعت الحرب ، أو لتنفيذ عمليات الاختراق والسيطرة ،فيما إذا قررت إسرائيل شن الحرب.(3) .







________________________

(1) موسوعة مقاتل من الصحراء، موقع علي الانترنت..

(2) مركز التخطيط الفلسطيني، مجلة العدد الثالث والرابع ، ديسمبر 2001 ، ص 192-193.

(3) مجلة شؤون فلسطينية ، العدد200 ،نوفمبر 1989م ، ص80.



3- الموارد الاقتصادية :

يتطلب الاحتفاظ بالقوة العسكرية الضاربة لتحقيق مبادئ نظرية الأمن الإسرائيلي موارد مالية هائلة . وفي نقطة حرجة معينة لا يمكن زيادة التعاظم العسكري من دون مس القدرة الاقتصادية لإسرائيل ، وهو الوضع الذي وصلت إسرائيل في منتصف الثمانيات ،حيث توقف الكثير من المشاريع العسكرية بسبب الأعباء المالية ،فان نفقات الأمن تتزايد بعد كل حرب يخوضها الجيش الإسرائيلي ، مهما كانت نتائجها النهائية ، استعدادا للحرب المقبلة المتوقعة ،وأشارت الإحصائيات إلي تزايد العبء الاقتصادي ،نتيجة الأعباء الأمنية وذلك علي شكل قفزات متصاعدة حيث إن نفقات الأمن تصل إلي نسبة 40% من الميزانية العامة للدولة ،وتساهم المساعدة الأمريكية بنسبة 40% من ميزانية الأمن الإسرائيلية.



· ويمكن تلخيص تأثير نفقات الأمن في الاقتصاد الإسرائيلي بالنقاط التالية :

1- بعد فترة طويلة من التوظيفات في المجال الأمني ،وصلت إسرائيل في أوائل الثمانينات إلي استنزاف موارد اقتصادية كبيرة ،ولكن يكون بالإمكان زيادة حصة الأمن من الموارد المالية ،بل تستدعي الضرورة الاقتصادية بسبب الصعوبات الاقتصادية.

2- يتطلب تعزيز النموذج الأمني الحالي اتفاقا سنويا ضخما ،ومن اجل المحافظة علي قوة الردع اللازمة ،يجب علي إسرائيل توظيف موارد مالية تزداد باطراد ،تمشيا مع ارتفاع أسعار السلاح في العالم ،ومن اجل مواجهة سباق التسلح الجاري في المنطقة ،يسود اعتقاد لدي هيئة الأركان الإسرائيلية ،بان إذا لم يرتفع نصيب الجيش من الداخل القومي الإجمالي إلي مستوي 11.5-12% ، فلن يستطيع الجيش الرد بصورة مقبولة علي "الأخطار" المحدقة بإسرائيل.

3- بسبب الارتفاع المتواصل في أسعار السلاح ،سوف يحصل الجيش الإسرائيلي علي معدات اقل ،فان تقليص المستوي الحقيقي لميزانية الأمن ستفرض تقليص القوات النظامية ،والاحتياطية .

4- إن وتيرة سباق التسلح المتصاعدة في المنطقة ،منذ العام 1973م و حتى 1984م ،يفرض تكريس 15% علي الأقل من الناتج القومي الإجمالي للمحافظة علي وتيرة ازدياد احتياطي رأس المال الأمني .

5- يبدو أن المساعدات العسكرية التي تحصل عليها إسرائيل من الولايات المتحدة وصلت إلي ذروتها 0 وبظهر من خلال مسارات معينة ،داخل الولايات المتحدة احتمال حدوث تحفيظ للمساعدات العسكرية مستقبلا.(1)





_____________________

(1)محمد عبد الرحمن، مجلة شؤون فلسطينية ، العدد200 ،نوفمبر 1989م ، ص81-82.

رائع من حضرتك جدا
لكن عندي سؤال
هل يوجد عوامل اخري؟

بصراحة بحث رائع
فى انتظار الباقى

رررررررررررررررروووووووووووووووووووووووووعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

لديهم تخطيط وتنظيم هائل لكن باذن الله سوف ياتى اليوم الذى يهزموا فيه ولكن لابد من تعاون العرب والمسلمين حتى يحدث ذلك
جزاك الله خيرا اخى على هذه المعلومات