سنه 1492ق.م خلف( تحتمس الاول) ابنه الوحيد الباقى على قيد الحياه، وهو (تحتمس الثانى)، وتضم الالقاب الملكيه للفرعون الجديد خمسه اسماء عظيمه حصل عليها، يوم تتويجه. وكانت هويه الملك الجديده واهتماماته، تنعكس كثيراص فى الاسماء المختارة.
اختار(تحتمس) لقب (عا خبر إن رع) (يصير عظيما مثل رع)، ولقب (تحتمس) (تحوت قد ولد)، وهو الاسم الذى ربما اشتهر به فى مرحله تنشئته.
احتفظ ( تحتمس) باسم ( تحوت) باعتباره إاله الكتابه والمعرفه. وكان ايضاً مرتبطاً بقوه القمر.
من المؤكد أن ( تحتمس الثانى) كان قد تزوج من ( حتشبسوت) عندما اعتلى العرش. وبدأ حكمه بالأسلوب التقليدى،مع زوجته (حتشبسوت). وتختلف التقديرات الحديثه فيما يتعلق بعمرهما عندما اصبحا ملكاً وملكه،ولكن يتفق معظم المؤرخين على انهما كانا فى مرحله المراهقه على ما يعتقد.
كان (تحتمس الثانى) مهتماً ايضاً بإكمال مشروعات البناء التى بدأها أبوه، على الرغم من أن الدلائل المتبقيه عن المبانى التى أمر ببنائها، او أكمل تشيدها قليله، ومن جديد نجد الحاكم (إنينى) حاكم طيبه هو الذى كان مسؤلاً عن هذه المشروعات.(لقد كنت المفضل عند الملك فى كل مكان له ....... إننى بلغت ما كان للعصر القديم من توقير وإجلال، كما تمتعت بنعم جلالته على مر الايام، وكنت أحصل طعامى من كل مائده للملك).
كانت (حتشبسوت) تتصرف كملكه وشريكه (لتحتمس الثانى)، وحصلت على لقب زوجه الملك العظيمه،كما انها صارت ايضأ زوجه الاله (امون) ، وهذا هو اللقب الذى كانت شديده الافتخار به واستخدمته كثيراً جداً فى النقوش. وانجب ( تحتمس الثانى) وزوجته (حتشبسوت) ابنه اسمها (نفرو رع). كما كان ( لتحتمس الثانى) ايضا ابن من زوجته الثانيه (ايزيس)، واطلق عليه ايضا اسم (تحتمس).
فى ذلك الحين، بدأ إعداد مقبرتين من اجل الزوجين الملكيين. كانت مقبره (تحتمس الثانى) فى وادى الملوك. ولأنه لم تكن هناك حتى ذلك الوقت جبانه خاصه لنساء العائله الملكيه، فقد اختارت (حتشبسوت) أن تبنى مقبرتها فى المنحدرات المواجهه للنهر قباله مدينه طيبه. وتم وضع تابوت حجرى ضخم اصفر، ودونت عليه العبارات الاتيه: ( ألاميره العظيمه،عظيمه فى الحظوه والسمو، سيده كل الاراضى، الابنه الملكيه والاخت الملكيه، زوجه الإله، الزوجه الملكيه العظيمه،سيده الارضين، حتشبسوت). غير انه عندما قام عالم الاثار(هوارد كارتر) بالتنقيب فى هذه المقبره عام 1916م،وجد ان اعمال البناء لم تنته ابداً، وظهر له بوضوح أن هذه المقبره لم تستخدم على الإطلاق.
فى سنه 1479ق.م مات (احتمس الثانى). واليوم لسنا على يقين بشأن اى مقبره خصصت له فى وادى الملوك. فربما هى إحدى المقابر التى تكاد تكون غير مزخرفه، أو ربما يتم اكتشافها فى المستقبل. ويرجع ذلك الغموض الى انه قرب نهايه الدوله الحديثه، انهارتماماً الامن والحمايه فى وادى الملوك، وتعرضت الكثير من المقابر الملكيه للاقتحام والسرقه. وبالتالى، فخلال مرحله الانتقال الثالثه بعد حوالى 500 سنه من وفاه (تحتمس الثانى)، تم اخراج الكثير من المومياوات الملكيه من مقابرها، واخفائها فى مقبره جماعيه بالقرب من الدير البحرى. وعندما اكتشفت هذه المقبره فى سنه 1881م، نقلت المومياوات عبر النيل الى المتحف المصرى فى القاهره.
وكشف النقاب عن مومياء(تحتمس الثانى) سنه 1886م، على يد عالم المصريات الفرنسى جاستون ماسبيرو. ووجد ماسبيرو أن مومياء (تحتمس) تعرضت لاضرار بالغه على ايدى لصوص المقابر القدماء. فوجد ان ذراعيه،واحد رجليه قد كسرت وانفصلت عن جثته، ثم اعيدت وتم ربطها فى مكانها.
وصايه الملكه على العرش
كان الحاكم المنتظر لمصر هو الوريث الملكى الذكر التالى، وهو ابن (تحتمس الثانى) من زوجته الثانيه (ايزيس).وربما كان عمر الصبى اقل من عشر سنوات بعد وفاه والده، ومع ذلك فقد اعتلى العرش، ولقب
( من خبر رع)، بصفته ملك مصر العليا ومصر السفلى، وكان يحمل لقب ( تحتمس الثالث) بصفته ابن (رع).
وكان عمر (حتشبسوت ) فى ذلك الوقت حوالى ثلاثين عاماً. وقد مات أبوها وزوجها. وكانت زوجه فرعون, ولا تزال شابه، ويمكن ان تتزوج مره اخرى، وتؤسس لها اسره جديده. ولكت رتى، من سيكون زوجاً ملائماً لمثل هذه المرأة القويه؟؟؟ كما ان اى زوج سيكون فى موقف قوه، ويدفعه إلى محاوله الاستيلاء على عرش مصر.
وعندما جاء طفل الى العرش، قفد دعيت (حتشبسوت) لكى تقوم بدور الوصى على العرش لهذا الفرعون الصغير. وهذا يعنى أنها مطالبه بأستخدام كل خبراتها لمساعدته فى الحكم، إلى أن يكبر بما يكفى ليتولى الحكم بنفسه.
غير ان تلك المره الاولى التى يطلب فيها من ملكه أن تتولى الوصايه على شخص ليس ابنها. بل هو ابن زوجها من امرأة اخرى، وهى امرأة اقل اهميه، واقل كثير فى مكانتها الملكيه، كان باستطاعه (حتشبسوت) أن تزعم لنفسها أن عروقها يجرى فيها دم ملكى، انقى بكثير من دماء الحاكم الحالى. لكن مشكلتها انها امرأة، ولا يمكن لامرأة أن تصبح فرعوناً.
ليس لدينا دليل على طبيعه المشاعر والأفكار التى كانت تجول بخاطر (حتشبسوت)، وقد حرصت طوال السنوات القليله الاولى من حكم (تحتمس الثالث) أن تؤدى كل واجباتها كملكه تولت الوصايه على العرش.
ولاحظ أنه لا يوجد أى شكر يوجه الى ( حتشبسوت)، وبالفعل فإن اسمها يكاد لا يذكر على الاطلاق فى المعبد.
هناك بعض المعلومات التى تفترض أن (حتشبسوت) ربما كانت تسلك مسلك الملكه أكثر مما هو متوقع من الوصى على العرش. وتوجد مدونه فى مقبره الحاكم ( انينى) الذى كان قد ظل فى خدمه ثلاث ملوك يحملون جميعا اسم (تحتمس) وكان رجلاً عجوزاً للغايه، وتقول هذه المدونه: (لقد وقف ابنه فى مكانه بصفته ملكاً على الارضين، بمجرد ان صار حاكماً على عرش الرجل الذى انجبه. إن أخته الشريكه الالهيه،(حتشبسوت) حكمت الارض، وكانت الارضان تحت سيطرتها. وصارت مصر تعمل أمامها بخضوع شديد).
وصف احد النقوش على جدران مقصوره فى معبد الكرنك،الاحتفال الدينى فى معبد الاقصر المجاور، والذى اقيم فى السنهالثانيه لحكم (تحتمس الثالث). وعاده ما كان يتضمن هذا الاحتفال طقساً دينياً يقوم فيه اله معبد الاقصر بمساعده الملك لإعاده تأكيد مكانته الملكيه، واتحاده مع روحه الملكيه، أو (اكا).أن الاحتفال لم يسر فى هذه المناسبه حسب الخطه الموضوعه، إذ قرر الإله أن يفصح عن إعلان فريد.
تصف (حتشبسوت) ما حدث على النحو الاتى: (لقد جاء وحى عظيم فى حضره هذا الاله الطيب ليهبنى ملك الارضين، لتهابنى مصر العليا ومصر السفلى، كان ذلك فى السنه الثانيه.... وفى اليوم الثالث من احتفال الاله (امون)... وتم تنصيبى على الارضين).
وفسر ذلك على ان (حتشبسوت)، والفرعون الحالى قد علما معا أن (حتشبسوت) هى وريثه العرش، وسوف تكون حاكم مصر المنتظر. هذا النقش ليس له تاريخ واضح، وثمه اختلاف بين علماء الاثار حول معنى كلمه السنه الثانيه، واذا ما كان الملك محل التساؤل هنا هو ( تحتمس الاول) ام ( الثانى) ام (الثالث).
بقدر ما يمكننا أن نعرف، فإن السنوات القليله التاليه من حكم (تحتمس الثالث)، مرت بلا اى احداث مهمه. ولكن تعاظم احساس (حتشبسوت) بعدم الرضا عن الدور الذى تلعبه من وراء الستار. فبدات تعمل بالتدريج لتلعب دوراً أكبر فى حكم البلد،وفى نهايه سنه 1473ق.م، اى السنه السابعه لتولى (تحتمس الثالث) الحكم، تم تتويج (حتشبسوت) بوصفها ملكه شريكه فى مصر..........