آداب دمنهور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

آداب دمنهور


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خوانق والربط والزوايا في مصر المملوكية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

خوانق والربط والزوايا في مصر المملوكية Empty
مُساهمةموضوع: خوانق والربط والزوايا في مصر المملوكية   خوانق والربط والزوايا في مصر المملوكية Icon_minitimeالجمعة 14 نوفمبر 2008, 01:10

الخـوانق و الرّبـط و الزّوايـا:

كان انتشار التّصوّف بمصر في عصر المماليك من المميّزات و الظّواهر الّتي اتّصفت بها الحياة الدّينية، وساعدت عدّة ظروف في انتشار هذه الظاهرة واتّساع نطاقها، وكان صلاح الدّين الأيّوبي قد عمل على إدخال نظام الخانقاوات إلى مصر واستغل التّصوف في مشروعه للقضاء على المذهب الشّيعي، غير أنّ التّصوّف ظلّ هادئا ولم يشتدّ تياره إلاّ في عصر المماليك، وأدّت أحداث العالم الإسلامي في المشرق والمغرب إلى هجرة كثير من مشايخ الصّوفية إلى مصر أين وجدوا مناخًا مناسبًا خاصّة رعاية و اهتمام سلاطين المماليك بهم، و الاستعداد الذي كان عند أفراد المجتمع المصري لتلقي تعاليم الصّوفية و تقبل آرائهم و مذاهبهم المختلفة فاندفع الكثيرون إلى الدّخول تحت لواء المشايخ.
وكان الصّوفية في مصر يتخذون من الخوانق و الرّبط و الزّوايا مراكز لنشاطهم وتعليم مذاهبهم لأتباعهم، والخوانق أو الخانقاوات جمع خانقاه، وهي لفظ فارسي الأصل معناه بيت الصّوفية، وقد أحدثت في العالم الإسلامي خلال القرن 4-5هـ/10-11م.

وكانت الخوانق عبارة عن دور عبادة و علم، حيث كان يدرّس فيها الفقه والحديث و القراءات والتّصوف، كما كانت مأوى للوافدين من الغرباء على مصر، و مراكز إشعاع ثقافي بما حَوَته من مكتبات وكتب في شتى العلوم.
كما كان لها طاقم إداري مكوّن من شيخ الخانقاه وإمامها وناظرها ومدرّسو المذاهب، والمعيدون وخازن الكتب، وغيرهم من القائمين على خدمة الطلبة والوافدين، وكان لكلّ موظف منهم أجره.

وكانت أوّل خانقاه أسّست بمصر هي خانقاه سعيد السّعداء بالقاهرة، وتعرف أيضا بالصّلاحية، أنشأها السّلطان صلاح الدّين الأيّوبي سنة 569 هـ/1173م، وولّى عليها شيخا ووقف عليها بستانا وقيسارية.
وكانت هذه الخانقاه مخصّصة لدراسة المذهب الشّافعي، وممّن تولى التدريس بها: تقيّ الدّين بن رزين، وتقيّ الدّين بن دقيق العيد، و برهان الدّين الخضر السّنجاري، و تقيّ الدّين بن بنت الأعز وبهاء الدّين بن تقيّ الدّين السّبكي وابن حجر العسقلان، وكان هؤلاء المشايخ من أقطاب العلماء بمصر في عصر سلاطين المماليك، ممّا يدل على أهمية هذه الخانقاه وأن إسناد مشيختها وتدريسها كان لا يصح إلاّ للمبرزين من العلماء.
وفي عهد المماليك انتشرت الخوانق انتشارًا واسعًا، و ذكر المقريزي بالقاهرة وحدها 22 خانقاه، وكان أشهرها:


الخـانقاه البيبـرسية:

أنشأها الأمير ركن الدّين بيبرس الجاشنكير سنة 707-709هـ/1306-1309م، ووصفها المقريزي بأنّها أجلّ خانقاه بالقاهرة بنيانًا و أوسعها مقدارًا و أتقنها صنعة و بنى بجانبها رباطًا كبيرًا و قبّه لضريحه، و قرّر فيها 400 صوفي، و بالرّباط 100 من الجند، ورتّب بالقبّة درسا للحديث النبوي، وكانت لهذه الخانقاه عدّة أوقاف بمصر و الشام، و كان عبد الرّحمن بن خلدون ممّن تولى مشيختها.

خـانقاه سريـاقوس:

تقع هذه الخانقاه خارج القاهرة ناحية الشمال، أنشأها السلطان النّاصر محمّد بن قلاوون، وجعل فيها مائة خلوة لمائة صوفي، وبنى بجانبها جامعًا، وبنى بها حماما ومطبخا في 723هـ/1323م، وكمُلَت في 725هـ/1325م، وافتتحها السّلطان مع الأمراء و القضاة و مشايخ الخوانق، و سكن النّاس حولها حقّ صارت بلدة كبيرة، و لقّب شيخ هذه الخانقاه بشيخ الشّيوخ.

الخـانقاه الشّيخونـية:

أنشأها الأمير الكبير شيخو العمري النّاصري سنة 756هـ/1355م، وكان يقام بها درس الحديث والتفسير و القراءات والفقه على المذاهب الأربعة، وكان لكلّ درس شيخ و طلبة، واشترط عليهم حضور الدرس و وظيفة التّصوف.


الخـانقاه الظّـاهـرية:

أنشأها الملك الظاهر برقوق سنة 786-788هـ/1384-1386م، وكان لها عدّة أوقاف، وكانت تزخر بالكتب والشّيوخ والمدرّسين و المعيدين و الطّلاب في فقه المذاهب الأربعة و علوم التّصوف و القراءات و التّفسير و الحديث.

الخـانقاه النّاصرية فرج:

أنشأها السّلطان فرج بن برقوق سنة 801-813هـ/1398-1460م، وكانت أضخم خانقاه بمصر مساحة وأكثرها نفقة، وبنيت على شكل مسجد فسيح الأرجاء لإقامة الصّلوات، وكمدرسة للعلوم الشّرعية وخانقاه للصّوفية وتربة للعائلة البرقوقية وكتاتيب لتعليم الأيتام، وأصبحت نواة مدينة ناشئة.

الخانقاه الأشرفية برسباي:

أنشأها السّلطان الأشرف برسباي بالقرافة الشرقية سنة 835هـ/1431م، وكانت تلي الخانقاه النّاصرية فرج من حيث الأهمية، وكانت مزودة بمكتبة زاخرة بالمصنفات الدّينية والفقهية واللّغويّة و التاريخيّة والمصاحف والربعات الشريفة، وكانت تقام بها دروس الفقه على المذاهب الأربعة.

الخـانقاه الغـورية:

أنشأها السّلطان قانصوه الغوري أواخر عهد المماليك سنة 909-910هـ/1503-1504م، وكانت بها خزانة كتب ضمّت الكثير من المصنفات والمصاحف.

أمّا الرّبط فهي جمع رباط، و هو دار كان يسكنها أهل طريق الله، و هو بيت الصّوفية أيضا، وهو من المرابطة أي لزوم الثّغر.
وكانت الرّبط منتشرة على ثغور الدّول الإسلامية خاصة في بلاد الشام والمناطق الّتي كانت في جهاد مستمر ضدّ الصليبيين، وكانت تجمع بين حياة الحرب و الحياة الروحيّة، لكن وبعد أن ضعف الخطر الصليببي بالمشرق أخذ الرّباط يفقد طابعه الجهادي وتغلبت عليه الصّفة الدينية، وساعد انتشار التّصوف في عصر المماليك على إيجاد المبرّرات لبقاء الرّبط وتحويلها إلى دور للصّوفية.
وقد اهتم سلاطين المماليك بإنشاء الرّبط، و تبعهم في ذلك الأمراء و حتّى بعض السيدات الصّالحات، و وجدت أربطة للرّجال و أخرى للنساء، و أحصى المقريزي بالقاهرة 12 رباطا منها:

ربـاط البغدادية:

بالقرب من خانقاه سرياقوس، بنته السّت الجليلة تذكار باي خاتون ابنة الملك الظّاهر بيبرس سنة 684هـ/ 1285م للشّيخة الصّالحة زينب بنت أبي البركات المعروفة ببنت البغدادية، فأنزلتها به ومعها النساء الخيرات، وكان به شيخة تعظ النّساء و تذكّرهن و تفقّههن.
رباط ابن سليمان:

خارج باب زويلة بالقاهرة، وعرف باسم أحمد بن سليمان بن أحمد بن إبراهيم بن أبي المعالي بن العبّاس الرّحبي البطائحي الرّفاعي شيخ الفقراء الأحمدية الرّفاعية بديار مصر (ت:691هـ/1292م).

رباط ابن أبي منصور:

بقرافة مصر، نسبة إلى الشّيخ صفيّ الدينّ الحسين بن علي بن أبي منصور الصّوفي المالكي (ت:682هـ/ 1283م)، سلك طريقة أهل الله على يد الشيخ أبي العّباس أحمد بن أبي بكر الجزّار التّجيبي المغربي.

رباط الآثار:

خارج مصر، كان مطلاّ على نهر النيل، وقرّر فيه الملك الأشرف شعبان بن حجي بن محمد بن قلاوون درسا للفقهاء الشّافعية، و جعل له مدرّسا و عدّة طلبة كان لهم نفقة ووقف، وكان به خزانة كتب.
أمّا الزّوايـا فهي الركن من البيت أو المسجد، و كان أصلها مسجدًا صغيرًا للصّلوات ثمّ تطور مفهومها في المغرب و صارت توازي الخانقاه بالمشرق، و هي على العموم دار الصّوفية، كما تداخلت تعاريف كلّ من الخانقاه و الرّباط و الزّاوية لاسيما بعد ما أصبحت وظائفها في مصر المملوكية متشابهة، و لم تعد التّفرقة واضحة بين هذه المصطلحات.
وقد انتشرت الزوايـا في العصر المملوكي كنوع من منشآت التّصوف، و كانت الزاوية تنشئ في الغالب برسم شخص معين لينقطع فيها للعبادة، مثال ذلك زاوية الشّيخ خضر التي أنشاهأ الظّاهر بيبرس البندقداري خارج القاهرة، و أنزل بها الشّيخ خضر بن أبي موسى المهراني العدوي، الّذي توفّي سنة 676هـ/1277م، و كان للظّاهر بيبرس اعتقاد كبير فيه، و زاوية الرّكراكي خارج القاهرة، و هي منسوية للشّيخ المعتقد أبي عبد الله محمد الرّكراكي المغربي المالكي، لإقامته بها وكان فقيها مالكيا متصديا لأشغال المغاربة (ت:794 هـ/ 1393م)، وزاوية الجعبري نسبة إلى الشّيخ برهان الدين إبراهيم بن معضاد بن شدّاد بن ماجد الجعبري المعتقد الواعظ (ت:687هـ/ 1288م)، وكان يجلس فيها للوعظ و رواية الحديث ويشارك في الطب، كما كان ينظم الشعر.


بعض المصادر:
-الخطط المقريزية
-كتاب السلوك للمقريزي
-الانتصار لواسطة عقد الأمصار لابن دقماق
-حسن المحاضرة للسيوطي
-المنهل الصافي لابن تغري بردي الأتابكي
-النجوم الزاهرة لابن تغري بردي
ومصادر أخرى.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

خوانق والربط والزوايا في مصر المملوكية Empty
مُساهمةموضوع: رد: خوانق والربط والزوايا في مصر المملوكية   خوانق والربط والزوايا في مصر المملوكية Icon_minitimeالجمعة 14 نوفمبر 2008, 01:11


الخانقاه او الخانكاه ,كلمة فارسية معناها ( البيت ) وقيل ان اصلها خونقاه ومعناها المكان الذى ياكل فيه الملك واستخدم لفظ الخانقاه للدلالة علي بيت الصوفية ,وقيل ان هذا اللفظ مأخوذ من (الخنق), لان الصوفية كانوا يضيقون علي انفسهم , والجمع خوانق او خوانك .
وتتكون الخانقاه من صحن مكشوف تطل عليه غرف صغيرة تستخدم لمبيت الصوفيه ,واربعة ايوانات اكبرها ايوان المحراب الذى تقام فيه الصلاة .
وقد ذكر المقريزي في خططه ان صلاح الدين الايوبي هو اول من انشا الخانقاه في مصر ,وهي خانقاه (سعيد السعداء) سنة 569هـ \1173م , الا ان ابن كثير في البداية والنهاية ذكر ان والد صلاح الدين الايوبى (نجم الدين ايوب ) قد انشا خانقاه في مصر سنة 566هـ\1170م, اي قبل بناء خانقاه صلاح الدين .
وسواء كان اول من انشا الخانقاه في مصر هو نجم الدين ايوب كما ذكر ابن كثير او ابنه صلاح الدين كما ذكر المقريزي , المهم انهما اتفقا علي ان الخانقاه ظهرت في مصر علي يد بني ايوب , وكان الغرض منها ايواء المتصوفة .
هذا وقد زادت الخوانق في مصر في عصر سلاطين المماليك بصورة كبيرة نتيجة لزيادة اعداد المتصوفين وتسابق السلاطين والامراء لانشائها .
ومن اشهر هذا الخوانق , الخانقاه البيبرسية :انشاها السلطان ركن الدين بيبرس الجاشنكيري سنة 709هـ\1309م .
خانقاه شيخو : انشاها الامير سيف الدين شيخو العمري سنة 756هـ\1355م .
وكان لهذه الخوانق دور هام في الحياة الاجتماعية في عصر سلاطين المماليك ,فالي جانب ايواء الصوفية ورعايتهم ,وتوفير الحياة المريحة لهم ,كانت تقدم الخدمات الاجتماعية المختلفة للناس ,مثل تعليم الصبيان وتوفير مياه الشرب , وتقديم الصدقات .
كما قامت الخوانق ايضا بدور ثقافي وتعليمي في ذلك العصر , حيث كان لاهتمام السلاطين والامراء بانشاء هذه الخوانق ووقف الاوقاف الجليلة عليها ان هيأ لساكنيها التفرغ التام للحياة الدينية والثقافية .
فقد كان العلماء والفقهاء يفدون اليها لالقاء الدروس في الفقه والحديث

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ملكة الاحزان
مشرف سابق
مشرف سابق



الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : دمنهور
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : الرابعة
قسم : التاريخ
الشعبة : عامة
عدد المساهمات : 4154
العمر : 35
الجنس : انثى

خوانق والربط والزوايا في مصر المملوكية Empty
مُساهمةموضوع: رد: خوانق والربط والزوايا في مصر المملوكية   خوانق والربط والزوايا في مصر المملوكية Icon_minitimeالسبت 21 فبراير 2009, 21:02

خوانق والربط والزوايا في مصر المملوكية C9566f9a2f
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خوانق والربط والزوايا في مصر المملوكية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تاريخ القبائل العربيه في عصر الدولتين الايوبيه و المملوكية
» معركة ديو البحرية 1509م ونهاية الدولة المملوكية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
آداب دمنهور :: منتديات التاريخ الاسلامى :: منتدى الحضارة والآثار الإسلامية-
انتقل الى: