نحو نفس مطمئنة واثقة

نحو نفس مطمئنة واثقة

قال تعالى " يا أيتها النفس المطمئنة ، ارجعي إلى ربك راضية مرضية ، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي "

إن الله سبحانه وتعالى حينما خلق هذا الإنسان ، خلق فيه النفس والجسد والروح ..

وما كان للنفس أن تستقر حقيقة الاستقرار إن لم تطمئن الروح ..

وما كان لنفس أن تستقر أيضاً حقيقة الاستقرار إذا كان البدن مُعنّىً بأشياء يمكن علاجها ولم يستطع أن يتعامل معها ذلك الإنسان ..

إذن ، بهذه التركيبة الثلاثية الله سبحانه وتعالى خلق فيه هذه النفس هذا هو الركن الأول

والركن الثاني ـ وليس ترتيباً حسب الأهمية ـ هي الروح

و الأمر الثالث هو ركن الجسد

إن لم تتناسق وتتناغم هذه مع بعضها البعض فإن هذا الكيان سيضطرب ..

إن الإسلام حينما جاء بهذه الأطروحة الدينية لم يتجه إلى روح ابن آدم فحسب

وإنما اتجه إلى نفسه واتجه إلى بدنه أيضاً ..

إذن ، يجب أن يكون هناك توازن في إشباع كل ركن من هذه الأركان الثلاثة ..

يجب أن يتناسق هذا الإشباع مع بعضه البعض ..

هنا يتحقق المطلب الحقيقي ، هنا يتحقق الاستقرار الحقيقي لهذا الإنسان

ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم حتى في تربيته للصحابة : ما كان يقوي الإيمان في قلوبهم فحسب ، وإنما كان يبنيأنفساً بشرية قادرة على العطاء ، قادرة على التحمل ، حتى لو اختل ركن من هذه الأركان :

مثلاً ركن الجسد فإنه يقوي النفس ويحاول أن يقوي الروح لكي يعوض ذلك النقص ..

صعد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه على نخلة وكان دقيق الساقين رحمه الله ، فتضاحك الصحابة : ينظرون إلى دقة ساقيه وهو في أعلى النخلة !

ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : أتضحكون من دقة ساقيه ، إنها أثقل في ميزان الله من جبل أحد !!

ماذا أراد النبي صلى الله عليه وسلم ؟

أكان إخباراً لنا أن ابن مسعود كان تقياً كان مؤمناً ؟!

نعم .. لكنه كان يعالج في نفس ابن مسعود شيء .. ما كان مريضاً نفسياً رضي الله عنه ولكنكان يربي ذاتاً عظيمة تستطيع أن تحمل راية ذلك الدين .. لماذا ؟ .. لأن الركن الجسديفيه نقص عند ابن مسعود .. فيه ضعف .. نحيل صغير ذلك الصحابي ..

فأخاف أن تتأثر نفسه تأثراً ولو كان بسيطاً ، ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم ؟!

اتجه إلى نفس ابن مسعود .. اتجه إلى روحه ..

كأني بابن مسعود ينظر إلى دقة ساقيه إذا جلس وحده وينظر ويقول : هذه بجبل أحد !!!

لماذا ؟ إشباع منه صلى الله عليه وسلم لنفوس الصحابة .. كان يبادر إلى تلك النفوس ..

إن العلاج النفسي لن يكون كافي وحده لطمأنينة ابن آدم .. إن لم يجتمع معه طمأنينة الروح ..

وحينما نقول طمأنينة الروح لا ندعو إلى دين سلوكي يمارسه بعض الأفراد .. إنما ندعو إلى الدين بأركانه الثلاثة

ندعو إلى الدين بجانبه السلوكي ، وبجانبه الانفعالي ، وبجانبه المعرفي ..

بجانبه السلوكي :هي ثلاث ركعات في المغرب ..

لكن بجانبه المعرفي :( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) ..

إن لم يتحقق ذلك .. فراجع نفسك أيها الإنسان ..

بجانبه الانفعالي :ذلك الشوق ( رجل معلق قلبه إلى المساجد ) .. يشتاق إلى المسجد ..

النفس .. لن تستقر إن لم يسمح لها أن تنطق ذاتها ..

لن تستقر إن لم يسمح لها أن تعبّرعن ذاتها ..

هذه هي طريقة التربية المناسبة .. في تربية أنفسنا لأنفسنا ..

في تربيتنا لمن حولنا

إن في منهج التربية الإسلامية أن الذات يجب أن يسمح لها أن تنطق ذاتها ..

أن تعبر عن روحك .. عن معاناتك الروحية .. لعل أحداً أن يساهم في علاج تلك المعاناة ..

أن تعبر عن ما اعتراه جسدك من أمراض لأن الجسد إذا استقر وركد ابن آدم فإن نفسه وروحه بإذن الله تركد ، أرأيت مريضاً بمرض مزمن متعب يقلقه الليل والنهار ، لا يكون مستقراً في العادة ، إلا من قواه الله في العبادة ..

تكون نفسه أيضاً متضايقة .. ليس بالدرجة أن يصل إلى المرض النفسي ، لكنه متضايق ذلك الإنسان ..

نحن بحاجة إلى أن نعود إلى أنفسنا نحتاج في تربيتنا لنفوسنا أن نتأمل .. نتجه إلى حاجاتها

أحدد ما أحبه .. أحدد ما أكرهه .. أنظر إلى ما أحبه هل يحبه الله ورسوله .. فأدعمه ..

إذا كان أمراً يبغضه الله ورسوله فلا خير فيه وإن كانت نفسي تميل إليه .. ففيه الخسران

في الدنيا والآخرة ..

منقول

مشكوره $ سمـــــــــــــــر $ للموضوع ...و حقيقى احنا فى حاجه الى أن نعود الى أنفسنـــــــــا $ موضوع جميل ...جعله الله فى ميزان حسناتـــــــــك $

توبيك كتير مميز سمر

مشكووووووووورة اختى الغالية للنقل الثري والمجهود الراقي

ننتظر المزيد

دمتى بكل تميز ورقي

» حالة الطالبة آمال مطمئنة وتستكمل امتحاناتها بلجنة خاصة