تنطوي الأحاديث النبوية الشريفة على منظومة من مفردات المعرفة التاريخية والفقه الحضاري , وتقدم الإجابة على العديد من التساؤلات التي يثيرها هذا الفرع الهام في دائرة العلوم الإنسانية , وهي – بهذا – تؤكد , وتوضح , وتضيف على معطيات القرآن الكريم في هذا المجال .
إن ضرورة الوعي التاريخي والفقه الحضاري في اللحظات الراهنة تتطلب المزيد من الاهتمام بتصنيف ودراسة المعطيات القرآنية والنبوية بخصوص هاتين المسألتين , والسعي لتوظيفها في إعادة بناء المشروع الحضاري الإسلامي , وتأصيله , من أجل أن يكون جديراً بملء الفراغ الذي تركه ولا يزال سقوط النظم والمبادئ الوضعية عبر النصف الثاني من القرن الماضي على وجه الخصوص . يضع الدليل بين يدي القارئ الأحاديث ( الصحيحة ) المعنية بالتاريخ والحضارة في السياقات الأساسية التالية :
· أولاً : الأمم والجماعات والنبوات والأديان السابقة .
· ثانياً : عصر الرسالة .
· ثالثاً : النبوءات التاريخية , الملاحم والفتن , المهدية , وأشراط الساعة .
· رابعاً : قيم السلوك التي تعين على نهوض الجماعات والدول والحضارات.
· خامساً : قيم السلوك التي تعجل بانهيار وزوال الجماعات والدول والحضارات .
وفي المقطع الأخيرة من مقدمة الدليل يجد القارئ عرضاً للمنهج الذي اعتمد في استقصاء الأحاديث, وتصنيفها , وسبل التعامل معها .