المجاهد حمد الترت الغزالي بطل الساحل في معركة المبني

حمد الترت الغزالي بطل الساحل
في معركة المبني

بعد فشل مفاوضات سيدي ارحومة بين شيخ المجاهدين
والمارشال بادليو التي بدءت يوم 19/6/1929 م واستمرت عدة
شهور من دون طائل و تجدد القتال بين الطرفين وقام بعض
المجاهدين يوم 17/11/1929 م بشن هجوم خاطف
على دورية ايطالية عند قصر المقدم المشرف على
وادي الكوف وواصل المجاهدون شن العديد من الهجمات
على قواعد ومراكز العدو .

وفي مطلع شهر الحرث ( نوفمبر ) سنة 1929 م
توجه المجاهدون وهم :

حمد محمود صالح الغزالي العقوري ...... الملقب ( حمد الترت )

محمد الكـــــــــــــدن الخفيــــــــــفي
حمــــــد محمـد المختـــــــار المنفي
الـــــزروق بـــــــــــــــــــوشخاتور
محمــــــــد العمــــــــــــــــــــــــي
بوفكـيــــــــــــــــــــــــــــــــــــرين
علـــــــــــــــي بــــــــــــــــوسد ينا
محمـــــد شعيب الغــــــــــــــــايش
امحمـــد الباعور الاشــــــــــــــــل
السنــــــــــــوسي بـــــــــــوصفحة
الناجي النمــــــــــر العـــــــــقوري
حمـــــــــــــــــــــد العــــــــــــوامي
الحفيـــــــــــــــــان العوامـــــــــــي
الريفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي
بــــــــــواشناف السحيـــــــــــــــــل

إلي منطقة المبني الخاضعة لسيطرة القوات الايطالية لجمع
الأعشار وكان جميع المجاهدون يمتطون صهوات الجياد ماعدا
المجاهد حمد الترت فقد كان يركب ناقة فتية سريعة العدو ...

وفي الليل أقاموا بإحدى المزارع وكان احد العملاء يراقب
تحركات المجاهدين فابلغ عن مكان وجودهم وفي الفجر
أحاطت بالمجاهدين قوة كبيرة من الايطاليين وأعوانهم
وأكد قائد الايطاليين وهو يخاطب المجاهدين بأنه
لاتوجد أمامهم أيه فرصة للنجاة أو الإفلات
وطالبهم بإلقاء أسلحتهم والاستسلام فقال قائد
المجاهدين السنوسي بوصفحة لحمد الترت
" هل لك أن ترد عليه ياحمد "
وأدرك المجاهد حمد الترت مقصد السنوسي بوصفحة
فصوب بندقيته إلي رأس القائد الايطالي المتمايل
صلفا وغطرسة وكبرا ...
وكان حمد الترت راميا لا يبارى ولا تكاد رصاصته
تخطي هدفها وانطلقت الرصاصة من بندقية
حمد الترت وأصابت القائد الايطالي في جبهته فسقط
جثة هامدة اضطرب الجنود المرافقون للقائد
الايطالي من شده هول الصدمة واندفع ثلاثة من بينهم
تجاه حمد الترت حصدهم برصاص بندقيته واحدا واحدا .
واحتدم القتال بينالطرفين واشتد وتصدى عدد
صغير من المجاهدين لايتعدى ستة عشر مجاهدا
لهجمات مئات الجنود الطليان وأعوانهم وتمكن
المجاهدون من قتل عدد كبير من المهاجمين
الطليان والمتطلينين فاضطرت قوات العدو للتراجع
وفي المقابل شن المجاهدون عدة هجمات استشهادية
على احد جوانب الطوق المضروبمن حولهم و تمكنوا
من فتح ثغرة بدا المجاهدون في الانسحاب منها .

بينما استمر المجاهدون الأربعة ....
1- حمد الترت الغـــزالي
2- محمد الكدن الخـفيفي
3- الناجي النمر العقوري
4- الزروق بـــــوشخاتور

يقاتلون العدو في مكانهم لتامين انسحاب رفاقهم واشتد
القتال بين المجاهدين الأربعة وبين عشرات المقاتلين
الطليان وأعوانهم واستشهد المجاهدون :

: محمد الكدن الخفيفي
: الناجي نمر العقوري
: الزروق بوشخاتور

بينما أصيب المجاهد حمد الترت بجراح بليغة في
إحدى رجليه . وتمكن المجاهد أمحمد الباعور أثناء
الانسحاب من قتل احد الضباط الطليان واستولى
على جواده وقاده بأقصى سرعة ممكنه إلي مكمن
حمد الترت وقدمه إليه لكن حمد الترت رفض مغادرة
مكمنه وبدلا من مرافقة الباعور طلب منه أن
يترك له ذخيرته وينجو بنفسه وحاول الباعور
على الرغم من ضيق الوقت إقناع حمد الترت
بامتطاء صهوة جواد الضابط القتيل واللحاق
برفاقه دون جدوى فترك له معظم ذخيرته وانطلق
خلف رفاقه وانتصف النهار والمجاهد حمد الترت
يقاتل وحيدا دون ماء ودون طعام ودون
نجدات و الدم ينزف من رجله والأعداء المتخمون
بالمؤن والعتاد يتكاثرون من حوله وهو صامد
في بسالة منقطعة النظير لايخشى الموت ولا يتحاشاه
وحاول جنديان اقتحام مكمن حمد الترت فكان مصيرهما
الموت الزؤام وكان كل من يقترب من عرين حمد الترت
مصيره الموت وتذكر حمد الترت وهو يقاتل ورقة
في جيبه موقعة من قبل شيخ المجاهدين تضم
أسماء بعض سكان منطقة المبني المتعاونين مع المجاهدين
فاخذ يضمد بها جراحه حتى امتلأت بالدم وطمس
كل معالمها وذالك حتى لاتقع الورقة في يد الطليان
ويتم التعرف على المتعاونين مع المجاهدين من أهالي
منطقة المبني .

و واصل المجاهد حمد الترت صموده ولم يعد في وسع
الأعداء سوى انتظار نفاذ ذخيرته وبدء الظلام يختلط
ولم يعد مع حمد الترت بطل الساحل سوى رصاصة
واحدة وتوقف إطلاق النار من جانب حمد الترت فتقدم
جنديان من مكمنه وعندما قتل احدهما وعاد الثاني
إلي رفاقه سالما أدرك الأعداء أن بطل الساحل أصبح
من دون ذخيرة فاندفعوا يهاجمونه من جميع الجهات
ويطلقون عليه الرصاص كل يريد ان يفوز بنصيبه
من الغنيمة واقتربوا منه أكثر فأكثر واخذوا في إطلاق
النارعليه ولم يتوقف الأعداء من إطلاق النار
على الأسد الجريح حمد محمود الترت الغزالي بطل
الساحل حتى بعد أن فاز بنعمة الشهادة .

ويروى عن احد العملاء الخونة الذين شاركوا في معركة المبني
انه لم يرى في حياته أبدا مقاتلا في بسالة وبراعة
حمد الترت الغزالي في الرماية وقد قاتل وهو جريح
من الفجر حتى المغرب دون كلل ودون وجل ولو
لم تنفذ ذخيرته لما تمكن الأعداء منه .

وقد استشهد المجاهد حمد محمود صالح الترت الغزالي
وهو شاب في مقتبل العمر وهذا ما يؤكده المجاهد الشاعر
رزق الله سالم المعداني الذي رثاه بأبياته التالية :

عيل مات أمات فخيمة ....
خلف قيمة ....سهرايه تمشي لديمة
عيل مات أمات أكابر ....
عيل عابر .. مآبا في العدوان ايدابر
له تحكيمه ....
منظاره جضوا من ضيمه
عيل مات على ناموسه
جزار أوسنوا له موسه
قص السيمه ....
من خوف أتسير التيهيمه

فالمجاهد الشاعر رزق الله المعداني يصف حمد الترت
بأنه شاب في مقتبل العمر شجاع توج جهاده العظيم
بنعمة الشهادة وترك ذكرا عطرا وسيرة عظيمة ومكانه
رفيعة في عالم البطولة والجهاد تناقلها الاجيال جيلا
بعد جيلوقد شل حركة أعدائه في معركة المبني
بضرباته السديدة رغم كثرة عددهم وعتادهم .

والشاعر يشير بقولة ....... قص السيمة ... من خوف اتسير التيهيمة .

إلي فطنة ووعي المجاهد حمد الترت على الرغم من
انشغاله بقتال العدو إلي الرسالة التي بحوزته فعمل على
طمس معالمها حتى لاتضر بالمواطنين المتعاونين مع
المجاهدين من أبناء منطقة المبني .

بقلم / عبدا لواحد بوعجيلة العوكلي
صورة من صحيفة اخبار بنغازي السنه الثامنة من ملاحم الجهاد
العدد 1116
يوم الخميس بتاريخ
7 شعبان 2 اكتوبر 1371 و. ر 2003 م

http://file15.9q9q.net/preview/89583419/----.jpg.html

هوامش :

1. خليفة محمد التليسي –معجم معارك الجهاد ص 83-84
2. د يوسف سالم البر غثي – موسوعة روايات الجهاد – العدد 22 – ص 153
3. عن لقاء مع المجاهد محمد شعيب الغايش العرفي – قرية سلينا
4. حسن الكاسح – الخلود للشهداء ص 80-81

شكرا على مجهودك

شكراً لمجهودك
تسلم

» الأمير المجاهد عقبة بن نافع الفهري
» معركة ذات الصوارى
» معركة الأرك
» معركة العقاب
» معركة حطين