سيدة قلبي
عندما قررت أن أعلن الحصار على مدينة قلبي وأغلقت جميع مداخلها وكنت أعددتُ العدة لاكون مقاتلاً لا يمكن أن يقهر أو يهزم .
أتيت أنت بجيوشك المدججة والتي بدون تردد حطمت جميع ما بها من أسوار واقتحمت كل الحواجز .
أتيت وأنت مستجمعة كل قواك لتفتك بقلبي الذي انتهى من آخر معركة له وكان سعيداً بنشوة النصر .
وهذه أنت الان تتربعين على عرشه وكأنك عالمة بجميع طرقاته فطوقته بجبروت حبك وحاصرته بحنانك .
حتى أصبح رهن يديك مملوكاً لك وحدك وتمردت على جميع محتوياته وعبثت بجميع أرجائه .
بعد هذا أصبح هذا القلب يناجيك ويناديك وبأنه يحتاج الى أن تمكثي فيه الى آخر لحظة له .
إنه سجينك فترفقي به . إنه محميتك ومملكتك فلا تترددي بالدفاع عنه أمام أي قوة غاشمة تحاول أن تفتك به .
أنت يا أنت وكل النساء أنت :
وسيتفاخرن بأنهن نساء لأنهن ينتمين إليك فقد كذبت ما قاله الشعراء .
لأنك من اخترعت الدلال والجمال لم يكشف سره من قبل ولم يحمل اسم الجمال إلا ليكون شعارك .
تسألت ألف مرة من علم العشاق الحب من علمهم الوفاء حتى جمعتني الأقدار بك .
فتأكدت إنهم ما عرفوا الحب ولا عرفوا الوفاء لأن كلمات الحب والوفاء قليلة بحقك .
لا تقولي بأني مبالغ حبيبتي :
فعندي من الطبيعة شهود حتى الورد يشهد أن حمرته ما اكتسبها إلا من خديك ورقة الزهر لم تكتمل إلا من وجنتيك .
حينما تبتسمي ينثني اللؤلؤ اجلالاً لثغرك فالعطر أنتي والجمال أنتي وما أنا إلا شاهداً على ذلك الجمال الذي صنعه مبدع الجمال .
وها أنا أعلنها : بأني عاشقك الوحيد وإنك حبي الأزلي الفريد
فدعينا نترجم كل ثقافات العالم وحضاراته ابتداء من الفرعونية والبابلية وانتهاء بك أنتي.
ونكتب رسالتنا الخالدة بحب لم تعرفه جميع هذه الحضارات .
وتكون المرجع الوحيد لكل من يعيش الحب ويهنأ به ....