حكم أوغسطس

بموت كليوباترا وأنطونيوس، أصبح أوكتافيوس الذي لقب بأوغسطس أي المبجل، هو الوريث الشرعي لمُلك مصر بعد البطالمة، وذلك بعد سقوط الإسكندرية عام 30 ق.م، وأصبحت مصر ولاية تتبع الإمبراطورية الرومانية. عين أوغسطس الوالي كورنيليوس جاللوس والياً على مصر والذي قام بنفسه بقمع ثورة أهل طيبة الذين إحتجوا بسبب وصول جباة الضرائب الرومان.

إستمر الوالي الروماني في سيره إلى جنوب مصر لتأمين حدود الإمبراطورية، وكان يتباهى بأنه أول والي على مصر والإسكندرية، وجدير بالذكر أن الرومان لم يعتبروا مدينة الإسكندرية جزء من مصر بل متاخمة لها، لكن الوالي غالى في تصرفاته مما جعل أوغسطس يستدعيه إلى روما وعزله من منصبه ونفى من البلاد.

عين أوغسطس الوالي إيليوس جاللوس (26-24 ق.م) الذي ركز على حملته ضد اليمن، وحينما خلت مصر من معظم القوات الرومانية، إنتهز النوبيون الفرصة وهاجموا الحدود المصرية وإستولوا على أسوان وسرقوا تماثيل أوغسطس، ومن ثم تقدم الوالي الجديد وهو جايوس بترونيوس (24-21 ق.م) وقام بطرد النوبيين ووصل إلى أثيوبيا.

كان تدعيم مصر التجاري جزءاً من خطة متكاملة، هدفها تقوية مصر إقتصادياً، لأن الرومان كانوا يطمعون في جني ثمارها من أجل رخاء الإمبراطورية. كانت روما تعتمد على القمح المصري إعتماداً كلياً، حيث أنها كانت تحصل من مصر في بداية عصر أوغسطس على مايقرب من مليون أردب سنوياً، بواقع ضريبة قدرها أردب على كل نصف فدان. قام الوالي الروماني في مصر بإرضاء الفلاحين وذلك بتطهير المصارف والترع، إلا أنه أغضب الكهنة بمصادرته لممتلكات المعابد.

لقد كانت الضرائب الرومانية المفروضة على السكان كثيرة ومتنوعة، وكان أشهرها ضريبة الرأس، وضريبة حيازة المحصول وضريبة الحرفيين، وضريبة الملح ....إلخ.

كانت مقاومة الفلاح بالصبر والجلد، ولكن عندما يضيق ذرعاً يلجأ إلى الإنسحاب والهروب. لقد ظلت الإدارة الرومانية القائمة على إستغلال مصر تعمل بكفاءة عالية، وظل الإستنزاف الروماني سائداُ حتى بدأت ملامح الخراب الإقتصادي تظهر منذ مطلع القرن الثالث الميلادي.

اشكركم على مروركم