ملكة الاحزان مشرف سابق
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : دمنهور الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : الرابعة قسم : التاريخ الشعبة : عامة عدد المساهمات : 4154 العمر : 35 الجنس :
| موضوع: للأندلس أطلالا باقية الأربعاء 11 نوفمبر 2009, 12:11 | |
| [محمد موسى صالح] للأندلس أطلالا باقية الأندلس.. ما لهذا الاسم المألوف الذي يجد رنينا وتردادا في قلب كل من يسمعه. فعندما يأتي الحديث عن ذكرى بلاد الأندلس فإن من يمتلك ولو بقية إباء لاشك سوف تتحرك ما بين أضلاعه مشاعر متضاربة ما بين الفخر والعزة, والحزن والحسرة في آن معا. فالفخر والعزة على السؤدد والمجد الذي وصلت إليه بلادٌ بنى حضارتها نخبة من الأجداد الأفذاذ .. حضارة غدت مشكاة ونبراس شعت بنورها على ما جاورها من البلدان الأوربية التي كانت تجثم آن ذاك تحت ظلام العصور الوسطى. وبرغم أنف القرون المتعاقبة على نهاية عصر العرب فيها- خلفت تلك الحضارة إرثاً راسخاً تحدت به عوادي الزمان و"محاكم تفتيش" الأسبان, وأضحت آثارهم مزاراً للسائحين ومحطاً لأنظار الباحثين. لكن لا يلبث أن تتدارك هذه المشاعر ألماً كامنا في الصدر يلفنا بعباءة من الحزن والحسرة لأفول نجم تلك الحضارة ونهاية عصرها بسبب ما فرطت به يد نسل أولائك الأجداد من مُلك مضاع, لم يحافظوا عليه مثل الرجال! وصدقاً قال الشاعر: أُوتيتَ مُلكاً لم تحسِن سِياستهُ ومن لم يُحسِن سياسَ المُلك يُنزَعُهُ. بمبادرة من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي- حظيت لي فرصة المشاركة في أحد المؤتمرات الاقتصادية على مستوى دول مجلس التعاون ودول السوق الأوربية المشتركة والذي انعقد في برشلونة - أسبانيا. ولكن إضافة إلى اهتمامي بهذا المؤتمر ومتابعة نتائجه, إلا أنني لم أكن لأفوت فرصة الترتيب على حسابي الخاص لزيارة إقليم أندلوسيا- أي الأندلس- الواقعة جنوب أسبانيا. وهو الأقليم الذي يضم أغلب المدن التي اشتهرت أبان حضارة العرب والمسلمين, وبالأخص مدن أشبيلية, قرطبة وغرناطة. لقد حرصت في رحلة البحث هذه ليس فقط على مطالعة ما تبقى من آثار عمرانية خالدة لهذه الحضارة, بل على أي وجود فعلي لتأثير لها على الأسبان.واليك عزيزي القارئ ما اكتشفته. التأثير الاسلامي: رغم عدم اعترافها بذلك أو قل لنكرانها - إلا أن أسبانيا شديدة التأثر بإرثها الإسلامي. فثمانية قرون من التواجد الإسلامي (المورسكيين كما يسميهم الأسبان) في شبه الجزيرة الأيبيرية قد خلف ورائه أثرا يمتد إلى تفاصيل الحياة اليومية للأسبان بشكل عام وليس حصرا على المناطق الجنوبية وإن كان الأثر أعمق فيها. إن الأسبان الذي اعتبر العديد من مفكريهم الحقبة الإسلامية فترة غير إيجابية في تاريخهم, إلا أنهم لاشك مدينين لتلك الحقبة لما لها من دور وإسهام في إثراء الحضارة العلمية والفنية والعمرانية للدولة جعلت منها وتحديدا مقاطعة الأندلس من أكثر المناطق استقطابا للسياح في العالم. كما أن الثقافة الأسبانية بألوانها زاخرة بأصلها العربي. ويقدر البعض عدد كلمات اللغة الأسبانية ذات المصدر العربي ب 5000كلمة. منها الرز(arroz) ,السكر(azucar), ليمون (lemon), الزعفران (azafran). وفي الجانب الفني تم تطوير الجيتار من آلة العود, كما أن رقصة الفلامنجو الشهيرة هي خليط من فن يهودي وعربي وربما غجري طوره الأسبان. وظلت ملامح البناء العربي شاهدة للعيان, ويمكنك تمييز النكهة العربية في العديد من الأطعمة. هذا باختصار شديد بالطبع. أشبيلية (Sevilla) يبلغ عدد سكان المدينة ما يناهز 700ألف نسمة ومناخها لطيف ولكن حار نسبيا في فترة الصيف. ويقع الجزء القديم من المدينة على الضفة الجنوبية لنهر الوادي الكبير (Guadalquivir), وهي أرض سهلية تحدها سلسلة من الهضاب المترامية حولها و يطل عليها جبل الشرف. وتحتوي المدينة على معالم أثرية إسلامية جميلة جعلت منها مقصدا للزائرين, وتمتاز بسككها وحاراتها الضيقة المتعرجة فتكاد لا تتسع لمرور سيارة صغيرة الحجم لتصل بين البيوت التي لم تفقد طرازها العربي. اشتهرت المدينة في الأندلس بصفتها عاصمة ملوك بني العباد ووزيرهم الشاعر ابن زيدون. ومن أشهر معالمها المسجد الجامع الذي قام ببنائه الأموي عبدا لرحمن الأوسط, ومنارته (الصومعة) وتسمى الآن بناها أبو يعقوب يوسف المنصور الموحدي عام 1184م ويبلغ ارتفاعها 65 متر تعد من أعلى المنارات, وتم تحويل هذا المسجد إلى كتدرائية مباشرة بعد سقوط المدينة بيد فرناند الثالث ملك قشتالة عام 1248م. وهذا المسجد لاشك شاهد على عظم الحضارة التي بناها العرب و المسلمين في الأندلس لا يمكن طمسه. ورغم الإضافات الكبيرة على معالم المسجد مثل وضع التماثيل والصلبان على حيطانه وزواياه, وحشو مؤذنته بالأجراس والنواقيس التي مسخت منه بعضا من هويته, إلاَ أن ذلك لم يسلب المسجد الجميل من معالمه الأساسية. المسجد-الكنيسة تم تحويله إلى متحف للزائرين, ولكن من جهة المحراب لازالت تقام فيه الصلوات الدينية... وفقا للمعتقد الكاثوليكي. ورغم هذا وذاك سيتملك نفسك الخشوع لطغيان طابع المسجد- ولو بحثت بعينيك في جوانبه واستذكرت مشيديه وبُناته وجلت بفكرك بين أركانه وجدرانه سيخيل إليك كأنك تسمع صوت المؤذن يصدح في إرجاءه.. وتكاد ترى أطياف المصلين المسلمين قبل قرون وهم ما بين قائم وقاعد وراكع وساجد, وربما استشعرت بكائهم وتضرعهم الأخير قبل سقوط هذه المدينة العريقة. وهناك معالم أخرى في المدينة كقصر الإمارة (alcazar) الذي يطل على حديقة جميلة, ويفصله عن المسجد ساحة عريضة يوجد بها العديد من العربات التي تجرها الخيول لمن يرغب بالتجول في بعض أرجاء المدينة. كما يمكن مشاهدة منارة (برج الذهب) على ضفاف النهر التي بناها السلطان الموحدي أبو العلاء بن إدريس عام 1221م ضمن ما جدده من أسوار المدينة. وعلى بعد حوالي 30 كيلومتر من أشبيلية باتجاه قرطبة تقع بلدة قرمونة (Carmona) وقلعتها الشهيرة, و تعد زيارة البلدة أمرا ضروريا لمن يقدر عراقة تصاميم البيوت العربية الأصيلة, ويعشق هدوء الريف. كما يستوقفك العدد غير القليل من القلاع والحصون الأثرية بين الجبال المنتشرة على امتداد الطريق إلى قرطبة أو إلى غرناطة ومنها بلدة أستجة (ecija), و تشي لك تلك القلاع المنيعة عن طبيعة تاريخ المنطقة المليء بالحروب والصراعات على النفوذ في الماضي من القرون. ] قرطبة (Cordoba) مدينة قرطبة كانت عاصمة الأندلس لثلاث قرون وهي بشهادة الباحثين الغربيين كانت مصدر الاشعاع الفكري والحضاري في أوروبا لقرون. وتقع المدينة باتجاه الشرق من أشبيلية, يطل عليها جبل العروس (Sierra Moreno) ويبلغ عدد سكانها حوالي 300 ألف نسمة . ]وعلاوة على الإسلامية منها- توجد في المدينة آثار تعود إلى العصر الروماني وبالأخص الجسر (القنطرة) الذي يربط بين دفتي نهر الوادي الكبير. عندما دخل المسلمون إلى قرطبة وعزموا على إقامة مسجدهم استأذنوا لذلك القساوسة لاقتسام مبنى الكنيسة -التي تم بناءها على قواعد لمعبد روماني- و تم بعد ذلك شراء مبنى الكنيسة لاستكمال بناء المسجد و الذي تم توسعته تباعا ليضم المئات من الأعمدة بأقواسها المميزة بالخطوط الحمراء. وعلى الرغم من القرون التي مضت على بناءه لا يزال يعد أحد أكبر المساجد في العالم. وبعكس التسامح الديني للمسلمين تجاه الكنيسة كما أشرنا- تم مصادرة المسجد مباشرة بعد سقوط قرطبة عاصمة دولة الأندلس عام 1236م ( يفصلها بذلك 22سنة عن سقوط بغداد عاصمة الخلافة العباسية بيد المغول عام 1258م, فهل كان ذالك محض مصادفة؟ أم أن الوهن والضعف الذي دب في مفاصل الدولتين جعل منهما فريسة سهلة ولقمة سائغة للطامعين!), وأقيم في وسط المسجد كنيسة تبدوا حشرت حشرا في وضع لا ينسجم مع تصميم مبنى المسجد. وبقي المحراب دون عبث كبير في تفاصيله, ولكن تم وضع سياج حوله يشبه القفص ربما ليحول دون اقتراب أصحاب الفضول أمثالي! أو لردع من تراوده فكرة الصلاة ركعتين في محراب هذا المسجد المهيب!. ولقد طلب الشاعر ورجل الأعمال الكويتي عبدا لعزيز البابطين الإذن من سلطات المدينة للصلاة في المسجد مع الوفد المرافق له خلال مؤتمر –دورة إبن زيدون عام 2004 إلا أن طلبه قوبل بالرفض! لكن الكاتب المصري فاروق شوشة أشار بأنه أثناء زيارته للمدينة عام 1977 لحضور مؤتمر إسلامي –مسيحي فقد تم السماح خلاله للوفد المسلم بالصلاة في المسجد وألقيت فيه خطبة الجمعة "والعيون تتفجر منها دموع ساخنة ونحن في مجال العظة والاعتبار والتأسي" كما أشار. المسجد أو ميزكيتا (Mezquita) كما يسميه الأسبان هو المعلم الرئيسي للمدينة ولا شك في أنه يعد أحد المآثر الخالدة للمسلمين ودليلا على التقدم والصدارة. ويلفت انتباهك بعض العبارات العربية حفرت بخط ركيك على بعض جدران مسجد قرطبة - كما في بقية الآثار الأندلسية - يبدوا أنها تعود لسياح عرب ممن لم يستطيعوا إخفاء مشاعرهم وأساهم عند رؤية ما آلت إليه أندلسهم!. و تجد وحول المسجد معظم فنادق المدينة وعدد من المطاعم المميزة التي يعمل في بعضها عاملين عربا, إلى جانب المحال المتخصصة في بيع التحف والهدايا المستمد طابعها بشكل أساسي من معالم المسجد. كما يقع على المقربة قصر الخلافة و النصب الذي تم تشييده قبل سنوات تخليدا للشاعر ابن زيدون وولادة بنت المستكفي. وعلى بعد بضع كيلومترات من قرطبة تقع مدينة الزهراء(medina azahara) التي بناها الخليفة عبدا لرحمن الثالث الملقب بالناصر وصرف على بنائها المال الكثير. وتطل الزهراء من فوق جبل بطلش على قرطبة في منظر بديع. لكن المدينة سرعان ما خبا نورها وفقدت أهميتها ونهبت في بعض الاضطرابات بعد وفاة الخليفة بمدة. ولكن آثارها المتبقية تعزز ما ذكره المؤرخون من روعة وجمال بنائها الأسطوري. وينسب إليها أبو القاسم الزهراوي مؤلف موسوعة الطب "التصريف" الذي ظل لقرون أحد مراجع الطب الأساسية في أوروبا, وقد بادرت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي إلى التكفل بطباعته ونشره ,وهو صاحب مقولة "إن وراثة العلم عند أهل النهى أفضل من المال لأن العلم يزكو على الإنفاق والمال تنقصه النفقة" . ومن الزهراء كاتب ابن زيدون محبوبته ولادة بقصيدته التي مطلعها "ولقد ذكرتك في الزهراء مشتاقا..والأفق طلق ومرأى الأرض قد راقا ".
غرناطة(Granada) هي آخر ممالك العرب و المسلمين في الأندلس واستمرت حوالي 250 سنة قبل أن تسقط عام 1492م وهي للمفارقة السنة التي تحرك فيها كريستوفر كولومبس بسفنه الثلاث لاكتشاف العالم الجديد, وبعد 39سنة على سقوط القسطنطينية بيد العثمانيين. وتقع المدينة إلى الجنوب الشرقي من قرطبة, ويحدها جبال متفرقة أهمها جبل الثلج (Sierra Nevada) بارتفاع حوالي 3500متر. ويسكنها قرابة 240000نسمة. وتعتبر ضاحية البيازين (Albayzin) من أشهر ضواحي المدينة وتقع على هضبة تطل على قصر الحمراء في إطلالة جميلة. كما تتميز البيازين بحفاظها على طراز بيوتها العربية وسككها الضيقة,. وقد دخلت هذه الضاحية ضمن التراث العالمي المحافظ عليه عام 1984م مثلها مثل بقية الآثار العربية. واستطاع مسلمو المدينة قبل عدة سنوات وبعد جهد جهيد ورغم المعارضة الشديدة التي واجهتهم من استحصال الموافقة لإقامة مسجدهم الكائن في هذه الضاحية يشرف على قصر الحمراء, وهو قريب من مسجدها التاريخي الذي تحول إلى كنيسة سان سلفادور, كما يوجد في هذه الضاحية المركز الإسلامي. وأفادني عبد الواحد وهو من الناشطين الأسبان المتحولين إلى الدين الإسلامي أن غرناطة يسكنها حوالي 10000مسلم، وأن عدد الأسبان الذين تحولوا إلى الدين الإسلامي يبلغ بالمئات وهم بازدياد, وأنهم يبذلون المحاولات لأجل السماح لهم بالصلاة في قسم من المساجد التاريخية التي تم تحويلها إلى كنائس في اسبانيا, كما أشار إلى أن لديهم الحرية في ممارسة معتقداتهم الدينية. "لا غالب إلا الله" هو شعار بني الأحمر ملوك غرناطة الغابرين, وتجده على جدران قصر الحمراء متداخلا مع الزخارف والنقوش الجميلة, الأمر الذي حال دون قيام الأسبان على إزالته عند الإستيلاء على المدينة. قصر الحمراء(Alhambra) عبارة عن عدة قصور, وتم بنائها على مدى قرون أبان الحكم الإسلامي. وهو من الروائع الإنسانية الخالدة, ويقال أنه أكثر المعالم الأثرية استقطابا للسياح في العالم. وجامعة غرناطة التي أنشأت قبل حوالي خمسة قرون هي أحدى أعرق الجامعات في أوروبا ومن أفضلها في أسبانيا. وفي الشأن الاقتصادي, بالأستطلاع على اقتصاد المدن الثلاث السابق ذكرها, ومما رصدت لا شك لدي في أن اقتصادها مرتكز على إيرادات السياحة التي وفرها تراث حضارة العرب في الأندلس, خصوصا إذا علمنا أن أسبانيا تعتبر ثاني مقصد سياحي في العالم بعد فرنسا, ويزورها ما يقرب 60 مليون سائح سنويا, تساهم بإيرادات تقارب 50 بليون دولار سنويا تمثل 12% من اقتصاد الدولة. عقبة وعقدة التاريخ: بالنسبة للتاريخ فإن أسبانيا تفخر بماضيها ولكنها تخشاه! استفادت من الإرث الحضاري والعمراني الذي تركه المسلمون لكنها تذم حقبتهم! تعترف بسوء أفعال "محاكم التفتيش" التي سحقت المسلمين دون أدنى رحمة بعد سقوط الأندلس لكنها تبرر تلك الأفعال!. هذه عقبة و عقدة يجب مواجهتها وتجاوزها عندما ينظر المفكرون الأسبان إلى ماضيهم. وقد وقع الكاتب الأمريكي "مارك وليامز" في هذه العقدة عندما عمد في كتابه قصة أسبانيا (The Story of Spain) – المستمدة مصادره من المراجع الاسبانية- إلى اتهام المسلمين (المورسكيين) بأنهم السبب في تأخر تطور أسبانيا, وبتلهفهم إلى الغنائم والذهب وبالغ فيما نسب لهم من الفظائع وبالمقابل لم ينصف بالحديث عن ما جري على مسلمو الأندلس, وكذلك حضارات أمريكا الجنوبية من مسخ و إبادة على يد الفاتحين الأسبان في سبيل غنائم الذهب التي تم تطعيم مبنى الفاتيكان بها!. فكون أن صراعات دموية وقعت مع المسلمين قبل قرون من أجل السيطرة والنفوذ على شبه الجزيرة الأيبيرية فإن ذلك لا يعني نكران ما خلفه هؤلاء من منجزات ساهمت في بناء أسبانيا وأوروبا الحديثة وشحذت من همم الأسبان ليطمحوا إلى اكتشاف وحيازة المزيد من الأراضي والقارات الجديدة ليتم توسعة نفوذ مملكتهم الفتية آن ذاك. وأما التساؤل بشأن أسباب سقوط الأندلس- فيمكن الاختصار بالقول بأن بداية النهاية كانت عند انقسام دولة الأندلس إلى دويلات وحين ظن ملوك الطوائف ذوو الأحلام القصيرة والمصالح الحقيرة أن صراعهم مع أعدائهم هو صراع حدود لا وجود! لقد آل أمر أمة العرب والمسلمين في بلاد الأندلس كمنبوذين في بلادهم بعد أن وضع الأعداء اليد والسيف على أملاكهم وأنفسهم. فأجبر المسلمون على الارتداد عن دينهم إلى المسيحية وخيروا بين ذلك والقتل ! وتسلطت عليهم محاكم التفتيش السيئة الصيت التي أحصت عليهم همساتهم وأنفاسهم فتحولوا عن دينهم مكرهين متقين والإيمان في قلوبهم لما يزيد عن القرن, وتم تلقيبهم بالمدجنين (mudejars) وصدرت القرارات الهادفة إلى طمس هويتهم وثقافتهم. وانتهى أمر هذه الأمة المكلومة (التي تم تقدير عددها ذالك الحين بما يناهز ستمائة ألف نسمة) التي لم تفلح محاولات تدجينها أو حرفها عن دينها! إلى النفي نهائياً عن ديارهم عام1609م أي قبل أربعة قرون بشكل لا أخلاقي يندى له جبين البشرية. وكان لي في هذا المقام قول: سل الطلول عن الأوطان لو تسلِ وعن المنازل تحكي خطبها الجللِ وقف بالمآذن, نظرة وتأمل وثر الدموع وأحني عبرة المقل وإذا رأيت آي الذكر قد درست من النقوش على الجدران فاحتمل لقد بناها قوم يوم عزهم والدهر ينحت نقش الحزن والذلل تقطعت بهم سبل العيش فافترقوا بين الشتات, لم يسن لهم مهل أمل مضى على ذكراك أندلس ونحن كيومك ماضون بلا أمل *********************** | |
|
وفاء VIP
الدولة : المحافظة : البحيرة الجامعة : جامعة الإسكندريه الكلية : كلية الآداب الفرقة : الثالثة قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 1075 العمر : 32 الجنس :
| موضوع: رد: للأندلس أطلالا باقية الأربعاء 18 أغسطس 2010, 11:45 | |
| | |
|