ما يلفت نظر المتابع العربي لمعظم القنوات الفضائية العربية وخاصة الإخبارية منها تزايد ظاهرة ما يسمى (المحلل السياسي) إن صحت التسمية هذه مؤقتاً . فبعد أن كانت مهنة تقتصر على أصحاب الرأي المحايد والنظرة الموضوعية للأحداث ,أصبحت عمل من عمل له , ومجال جديد للسجال السياسي والمشاجرات والمهاترات التي لا فائدة منها سوى الترويج لسياسة الداعم والممول لهذه القناة أو تلك من القنوات دون النظر إلى خطورة هذه الأفكار وتأثيرها على المشاهد . فبعد إذاعة الخبر خلال النشرة الإخبارية يظهر شخص أو عدة أشخاص قد استهلكوا الكثير من وقتهم في اختيار ملابسهم وتصفيف شعرهم ,أما الوقت المتبقي فقد أضاعوه في حفظ القليل من الجمل السياسية المستهلكة والبالية كلٌ حسب ميوله السياسية .
وأنا بكلامي هذا استثني عدداً لا باس به من أصحاب الخبرة السياسية في هذا المجال ,ومما يزيد الأمر سوءاً هو التمويل المالي والإعلاني الذي تقدمه بعض القنوات الإخبارية لهذا (المتحايل) .وإذا أمعنى النظر في الخلفية العلمية لمعظم هؤلاء المتحايلين لنجدها أكثر البعد عن الفكر السياسي والتحليل السياسي فهذا متخرج من كلية الهندسة الميكانيكية وذاك قد تخرج (من رياض اطفال) , فالبعض منهم قد اكتشف الخطة العسكرية والسياسية التي ستستخدمها أمريكا وإسرائيل في القضاء على إيران وسوريا وغيرها .
لذلك ليس من الغريب إن قرأنا في يوم من الأيام إعلان عن برنامج لاختيار أكثر هؤلاء المتحايلين تحايلاً فلعل الفائز بهذا اللقب قد يستطيع اكتشاف أو التنبؤ بردة فعل هيفاء وهبي على تصريحات روبي الأخيرة ضدها مما قد يساعد في إيجاد الحل لمشكلة دارفور أو غيرها من القضايا العالقة والتي تنتظر المتحايل الذي يجد لها الحل النهائي والشافي لها !!!