| عرب ماقبل الاسلام | |
|
+5yasmean وفاء historical برينسس الشيماء Shimaa 9 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Shimaa مشرف سابق
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : دمنهور الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : الثانية الشعبة : عامة عدد المساهمات : 739 الجنس :
| موضوع: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 14:45 | |
| عرب ما قبل الاسلام :
العرب اليوم هم من يتكلمون العربية ويفهموا ما كتب بها ، فيحفظون من تراثها ويقرءون القرآن بسهولة أكثر مما يقرأه غيرهم من المسلمين الذين لا ينتمون الى العرب ..
لكن من أين جاءت كلمة عرب و من أول من استخدمها ، وعلى ماذا تدل ، وما هي أمكنتهم الأصلية التي سكنوها ؟ وما هي علاقاتهم بالشعوب و المناطق قديما ؟ وما كانت عاداتهم ؟ كل تلك الأسئلة والاجابات عليها ، سنتناولها بشكل مختصر و مبسط ، مستفيدين بالدرجة الأولى من قراءاتنا للمرحوم الدكتور جواد علي ثم نخضع بعض القراءات للمقارنة منطقيا مع ما كتب بهذا الشأن ..
أول إشارة للعرب :
ظهرت أول إشارة للعرب ، في نص آشوري على أيام الملك ( شلمنصر الثالث) حيث ورد بالنص أن هناك مملكة غرب بلاد آشور يحكمها ملك اسمه (جنديبو) أي جندب ، وفي غارة على مملكته قتل ألف من العريبو . ولما كان الآشوريون لا يشكلوا كلماتهم فقد قرءت في النصوص المختلفة arabo و aribo و aribi وurubi ولا يزال الكثير من سكان العراق يطلقون عربي بضم العين على ابن العرب ..
التوراة وذكر العرب :
في سفر (اشعيا) يذكر كلمة عرب للدلالة على العزلة والوحشة والسكن بالبوادي ، ووادي عربة هو الوادي الممتد من البحر الميت (بحر الجليل) الى خليج العقبة .. حيث يفضي الى الأراضي الجرادء المحروق وجهها ، وحيث يسكنها ( العرب) ..
آخرون يتحدثون عن العرب قبل الاسلام :
بعد الاطلاع على كتابات مؤرخي اليونان ، وجد أنهم يدعون البقعة التي تمتد من الجزيرة العربية الى بادية السماوة في العراق و تصل بلاد الشام شمالا وضفاف النيل الشرقية غربا مرورا بسيناء .. هذه بلاد العرب في نظر مؤرخي اليونان قبل الاسكندر المقدوني ..
أما أبرهة الأشرم والذي كان نائب ملك الحبشة على اليمن ، فقد حدد سكان البادية او من يعيش خارج المدن ، و أطلقوا عليهم اسم عرب .. وقد تكون تسميته تلك نابعة من تقليد كان ملوك اليمن يعرفوا أنفسهم به فتجد مثلا ( شمر يرعش ) : ملك سبأ و حضرموت و حمير وعربهم ..
ولا زلنا لحد الآن نقول اذا جاورنا في الحقول بعض البدو ، ( حط عرب شرقنا) وكأن من يتكلم ليس عربيا ..
استنتاج :
ان العرب كأمة لم يبين هويتها الا القرآن الكريم .. أما كمفهوم ومعنى قديما وحديثا فهم من يسكن خارج الحواضر .. ان اللغة العربية التي أعطت الهوية لتلك الأمة هي اللغة التي لم يطلها التلحين و الخلط من لغات أخرى .. من هنا لاحظنا كيف أن الهيثم بن نصر بن سيار و الخليل بن أحمد الفراهيدي و غيرهما كانوا في عصر التدوين حيث كانت الخشية على اللغة العربية من الخلل ، نتيجة دخول أجناس غريبة على جسم الأمة . فقاموا بوضع القواميس بالاتصال بسكان البادية البعيدة عن الحواضر .. و من يتمعن بتلك القواميس سيجد أنها تخلو من أداة حضرية فلا يوجد بها منشار و لا مفك و لا شاكوش .. لعدم استعمال أهل البادية لتلك الأدوات ..
منقول للفائدة__________________ | |
|
| |
برينسس الشيماء مشرف سابق
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : دمنهور الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : الثالثة قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 2674 العمر : 33 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 16:14 | |
| بارك الله فيكي يا شوشو
معلوماتك رووووووعة وقيمة تسلمى اختى الغالية على الابداع الداااااااااااااااااااااااائم دمتى فى رعاية الله | |
|
| |
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : فى قلب الحدث الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : خريج قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 2499 العمر : 37 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 17:35 | |
| حقا" موضوع رائع shosho اسمحيلى بإضافة بعض المعلومات الى موضوعك الجاهلية و مصادر التاريخ الجاهلي
(1)
اعتاد الناس إن يسموا تاًريخ العرب قبل الإسلام "التاريخ الجاهلي"، أو "تأريخ الجاهلية"، وان يذهبوا إلى إن العرب كانت تغلب عليهم البداوة، وانهم كانوا قد تخلفوا عمن حولهم في الحضارة، فعاش أكثرهم عيشة قبائل رحل، في جهل وغفلة، لم تكن لهم صلات بالعالم الخارجي، ولم يكن للعللم الخارجي اتصال بهم، أميوّن، عبدة أصنام، ليس لهم تاريخ حافل، لذلك عرفت تلك الحقبة التي سبقت الإسلام عندهم ب "الجاهلية".
و "الجاهلية" اصطلاح مستحدث، ظهر بظهور الإسلام، وقد أطلق على حال قبل الإسلام تمييزا وتفريقاً لها عن الحالة التي صار عليها العرب بظهور الرسالة، على النحو الذي محدث عندتا وعند غيرنا من الأمم من إطلاق تسميات جديدة للعهود القائمة، والكيانات الموجودة بعد ظهور أحداث تزلزلها وتتمكن منها، وذلك لتمييزها وتفريقها عن العهود التي قد تسميها أيضاً بتسميات جديدة. وفي التسميات التي تطلق على العهود السابقة، ما يدل ضمناً على شيء من الازدراء والاستهجان للأوضاع السابقة في غالب الأحيان.
وقد سبق للنصارى إن أطلقوا على العصور التي سبقت المسيح والنصرانية "الجاهلية"، أي "أيام الجاهلية"، أو "زمان الجاهلية"، استهجاناً لأمر تلك الأيام، وازدراءَ بجهل أصحابها لحالة الوثنية التي كانوا عليها، ولجهالة الناس إذ ذاك وارتكابهم الخطايا التي أبعدتهم، في نظر النصرانية، عن العلم، وعن ملكوت الله. "وقد أغش الله عن أزمنة هذا الجهل فيبشر الآن جميع الناس في كل مكان إلى إن يتوبوا".
وقد وردت لفظة "الجاهلية"، في القرآن الكريم، وردت في السور المدنية ، دون السور المكية ، فدل ذلك على إن ظهورها كان بعد هجرة الرسول إلى المدينة، وان إطلاقها بهذا المعنى كان بعد المجرة، وأن المسلمين استعملوها منذ هذا العهد فما بعده.
وقد فهم جمهور من الناس إن الجاهلية من الجهل الذي هو ضد العلم أو عدم اتباع العلم،ومن الجهل بالقراءة والكتابة، ولهذا ترجمت اللفظة في الإنكليزية ب "The Time of Ignorance"، وفي ا لألمانية ب "Zeit der Unwissenheit" وفهمها آخرون أنها من الجهل بالله وبرسوله وبشرائع الدين وباتباع الوثنية والتعبد لغير الله، وذهب آخرون إلى أنها من المفاخرة بالأنساب والتباهي بالأحساب والكبر والتجبر وغر ذلك من الخلال التي كانت من أبرز صفات الجاهلين. ويرى المستشرق "كولدتزهير" "Goldziher" إن المقصود الأول من الكلمة "السفه" الذي هو ضد الحلم، والأنفة والخفة والغضب وما إلى ذلك من معان، وهي أمور كانت جد واضحة في حياة الجاهليين، ويقابلها الإسلام، الذي هو مصطلح مستحدث أيضاً ظهر بظهور الإسلام، وعمادة الخضوع لله والانقياد له ونبذ التفاخر بالأحساب والأنساب والكبر وما إلى ذلك من صفات نهى عنها القرآن الكريم والحديث.
وقد وردت الكلمة في القرآن الكريم في مواضع منه ،منها آية سورة الفرقان: )وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا: سلاماً) ، وآية سورة البقرة: (قالوا أتخذَنا هزواً? قال: أعوذ بالله إن أكون من الجاهلين) ، وآية سورة الأعراف: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)، وآية هود: (أني أعظك إن تكون من الجاهلين). وفي كل هذه المواضع ما ينم على أخلاق الجاهلية. وقد ورد في الحديث : (إذا كان أحدكم صائماً، فلا يرفث ولا يجهل) ، وورد أيضاً: "إنك امرؤ فيك جاهلية" وبهذا المعنى تقريباً وردت الكلمة في قول عمرو بن كلثوم:
ألا لا يجهلن أحد علـينـا ..... فنجهل فوق جهل الجاهلينا أي: لا يسفه أحد علينا، فنسفه عليهم فوق سفههم، أي نجازيهم جزاء يربي عليه. واستعمال هذا اللفظ بهذا المعنى كثير.
وجاء في سورة المائدة: "أفحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكماً لقوم يوقنون" أي أحكام الملة الجاهلية وما كانوا عليه من الضلال والجور في الأحكام والتفريق بين الناس في المنزلة والمعاملة.
وأطلقوا على "الجاهلية الجهلاء"، والجهلاء صفة للأولى يراد بها التوكيد، وتعني "الجاهلية القديمة". وكانوا إذا عابوا شيئاً واستبشعوه، قالوا: "كان ذلك في الجاهلية الجهلاء". و "الجاهلية الجهلاء" هي الوثنية التي حاربها الإسلام. وقد أنب القرآن المشركين على حميتهم الوثنية،فقال: (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية) . عندما تم ذكر الاسلام في صدد الحديث عن تأريخ العصر الجاهلي .. وتم اعتباره على أنه مستحدث ، فلم يكن استحداثه هنا منسوبا لتأريخ الحالة العقائدية ، التي تنفي حالة استحداثه .. انما تم ذكر استحداثها على الحالة التي نحن بصددها ..
ولو عدنا للفظ الجاهلية ، كما لها من مدلول عملي ، فهي تعني عدم الحلم وعدم الإدراك و السفه والصبيانية .. ففي العراق لحد الآن يطلق على الطفل (جاهل) .. ويجمعونه ب (جهال ) ..
ومن المدلولات المعنوية ، للبلاغة في التسفيه في حالة المقارنة ، فان العهد الذي يسبق عهد ذوي الخطاب السائد ، سيطلق عليهم ـ دون أدنى شك ـ ألفاظا تبرر حالة التغيير ، لإعطاء الخطاب الراهن أهميته و أهمية مبرراته ، ففي عهدنا الحالي ، ما أن يجري تغيير سياسي في منطقة أو دولة حتى ينهال الراهنون في الخطاب بكيل الصفات التي توحي للآخرين بأهمية التغيير ، فينعتوه بالعهد البائد و العهد الظالم الخ ..
ونحن إذ نتتبع تطور الحالة العربية ، لا بد من الإفصاح عن غاياتنا من تناول هذا الموضوع وما يصب في نفس غاياته من مواضيع أخرى ، هو لإبعاد الإدعاء الإسقاطي الذي يحاول أن يرسخه كتاب شعوبيون ، يغمزوا بضئالة دور الأمة في الماضي ، ليجيروا ما حدث بها من نهوض حضاري ، لأشخاص اعتنقوا الإسلام و أضافوا الى رصيد إنجازاته ما تم من إبداعاتهم ( العرقية) !
وهي دعوة تترك أبناء العروبة متأرجحين ، بين إدعاء تفاهة ماضيهم و التسليم لإخوانهم بالدين بقيادتهم ، وقد كان هذا التسليم قد سلب السلطة من أبناء العروبة زهاء ألف عام . وان كان تسامحهم نابع من إيمانهم بطبيعية مشاركة إخوانهم بالدين ، حتى لو كانت تلك المشاركة بمركز القيادة . لكن أبناء العرب دفعوا ثمن ذلك غاليا ، اذ تعمقت لديهم مشاعر الخوف من السلطة و مشاعر الإحساس بانعدام وزنهم و عبثية دورهم التاريخي ، مما أثر على حمل الرسالة نفسها ، كونها نزلت بلسانهم و هم أقرب و أقدر على التعامل مع تطور نمو مفرداتها ، بما يضمن لها الدورين الديني و الدنيوي .. __________________
| |
|
| |
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : فى قلب الحدث الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : خريج قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 2499 العمر : 37 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 17:36 | |
| إهمال التأريخ عن عرب ما قبل الاسلام و أسبابه :
(1)
لم تكن للعرب دولة واحدة في شبه جزيرة العرب ، ولم يكن لديهم عادة كتابة التاريخ ، لغياب الأسباب والدواعي الملحة لذلك .. فكانت الأشعار التي تتحدث عن بطولات قبيلة ضد أخرى ، أو تتحدث عن معركة أو بعض الخصال ، كانت تفي بالغرض لحدود الذاكرة الموظفة بمسألة توكيد الذات الفردية أو الجماعية غير الواسعة ..
وكما هو معروف ، مجموعات الدول العربية التي كانت منتشرة ، من جنوب اليمن الى شمال العراق ( سبأ ، قتبان ، كمنهو ، حضرموت ، حمير ، كندة ، الحضر ، الدولة الصفوية ( عاصمتها أم الجمال في الأردن) ، الدولة اللحيانية (عاصمتها دومة الجندل) وغيرها من الدول التي مررنا عليها ، في مقالات منفصلة ، إضافة الى دول لها تاريخها وشكلها كدول الفراعنة و العراق القديم .
وعليه فان تتبع أخبار تاريخ العرب ، يتم بالاستعانة بما كتب أهل الدول العربية أو من جاورهم عنهم ..
وعندما جاء الاسلام ونهى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أثناء واقعة مذاكرة الشاعر حسان بن ثابت مع الشاعرين عبد الله بن الزبعري و ضرار بن الخطاب .. فقد نهاهم عن تلك المذاكرة التي كانت بمثابة إشارة للامتناع عن ذكر أخبار ما قبل الاسلام .. وعمت تلك الظاهرة عموم بلاد المسلمين ، الا في عهود متأخرة ..
عرب الجنوب يؤرخون بطريقتهم :
لقد كان أهل الجنوب أميل للاستقرار و الحضارة ، فكانوا يؤرخون بمناسبة بناء بيت أو سور ، فتضيع أهمية تحديد التاريخ ، ثم تطورت معهم الأمور فأصبحوا يؤرخون بطريقة لم تفهم تماما حتى الآن ولكن لا بد أنها ستفهم ، بعد تحديد الشهور .
فتجد مثلا عندهم : (نصوص أهل قتبان ) : (ورخس ذو سحر خرف ) و نص مثل ( ورخس ذو تمنع خرف ) وهي تعني أرخ في شهر سحر (الأولى ) وشهر تمنع (الثانية ) .. وخرف تعني سنة أي خريف ، ولا نزال نقول عمر فلان خمسين خريفا .. الخ ..وهذا كان تذييل لأي شيء يؤرخ به أهل اليمن .
وكان التاريخ باليمن يتغير بتغير الملوك .. ولم يثبت الا في عهد الحميريين ، وكان ذلك سنة 115 ق م .. ومن أقدم النصوص المهمة و المؤرخة بالتاريخ الحميري ، نص للملك ( يسر يهنعم ) وابنه الملك ( شمر يهرعش) سنة 375 من التقويم الحميري والذي يصادف 270م .
عرب الشمال يؤرخون بطريقتهم :
لقد وجد على شاهد قبر (امرئ القيس ) نصا يقول (7 بكسلول سنة 223 ) وكانوا يؤرخون ليوم خضوعهم للروم وهي سنة 105م .. فيعني ان شاهد القبر يؤرخ في سنة 328م توفي صاحب القبر !
كما عثر على كتابة في خرائب ( زيد) بين قنسرين و نهر الفرات قرب حلب ، تؤرخ ب (823 للتقويم السلوقي ) وهي تعادل 512 م ..
أما أهل الحجاز فقد أرخوا بعام الفيل وهو يصادف عام 570 أو 571م .. أما أهل حران فأرخوا كتابة لهم باليونانية ..سنة 463 من (الأندقطية الأولى ) .. وهي تقابل 568م .. و (الأندقطية ) هي دورة عند الرومان تأتي كل ثمان سنوات لضبط السنة الشمسية .. فيقول النص ( ... بعد مفسد خيبر ) أي بعد خراب خيبر على يد أحد أمراء بني غسان ..
رأينا كم هي صعبة تتبع عملية التأريخ عند العرب قبل الاسلام ، لتعدد الأحداث التي يعتبرونها هي الأهم للإشارة للتأريخ بها ..
| |
|
| |
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : فى قلب الحدث الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : خريج قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 2499 العمر : 37 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 17:37 | |
| شبه الجزيرة العربية :
تعتبر شبه الجزيرة العربية أكبر شبه جزيرة في الكرة الأرضية ، وهي تمتد من البحر الأحمر غربا الى الخليج العربي شرقا .. ومن بحر العرب جنوبا ، الى خط وهمي يصل مابين خليج العقبة في شمال البحر الأحمر الى مصب شط العرب شرقا .
الجهة الشرقية ( الخليج العربي) كان العراقيون القدماء يسموه البحر التحتاني ، أو البحر الأسفل أو البحر الجنوبي ، واليونان كانوا يطلقون عليه الخليج الفارسي ، ولا يزالوا بأوروبا و العالم يطلقون عليه تلك التسمية .
أما الجزء الجنوبي الممتد بين الخليج العربي والساحل الإفريقي من المحيط الهندي ، فكان اليونانيون يطلقون عليه ( بحر سخاليته ) أو ( البحر الأريتيري ) .. وهو المتصل بالجزء الآخر الذي يسمى الآن البحر الأحمر .
أما البحر الأحمر ، فقد كان اليونانيون يطلقون عليه اسم ( الخليج العربي) والعبرانيون يطلقون عليه ( ها ـ يم ) أي اليم ، والرومان يطلقون عليه اسم (بحر ربرب )أو ربرم ، أما العرب فكانوا يطلقون عليه (بحر القلزم ) .
ويعتقد بعض المؤرخون أن خسف و سخط قد تم للبحر الأحمر ، فجعل شكله بالوضع الذي هو عليه ، حيث أصبح على شكل ثعبان له قرنان هما خليج العقبة وخليج السويس .. وجسمه يستند أو يتصل ببحر العرب ، في المحيط الهندي .
كما أن هناك من يعتقد أن البحر الأحمر كان بحيرة لا تتصل بالمحيط الهندي ، بل بحيرة تتوسط شعبا متصل ببعض من شرق النيل الى شبه جزيرة العرب ، وقد حدث هذا الفعل في تشكيله في العهد الجيولوجي الثالث الذي تشكل به في نفس الوقت البحر الميت و غور الأردن ، وتشكلت به سلاسل الجبال المسماة ب (السراة ) .. وهي التي تعيق الاتصال به ، وتجعل من المتعذر إنشاء مواني عليه .
وتصل ارتفاع الجبال في بعض المناطق الى نحو اثني عشر ألف قدم ، وتنحدر بقوة نحو البحر ، دون ان تكون ساحلا قابل للتحرك فوقه بسهوله . لذلك ولوعورة السواحل كانت السفن التائهة أو المرتطمة بصخوره ، غنيمة لمن يعثر عليها و من عليها من مسافرين .
أما الخط الوهمي الذي يربط مصب شط العرب ، بخليج العقبة التي تسمى أيضا خليج أيلة أو ايلات أو مدينة الأيلونيون عند العبرانيين ، حيث كانت مدينة هامة في عهد الأدوميين ..
ان هذا الخط الوهمي وهو وهمي بالفعل ، حيث كانت القبائل العربية تتنقل من جانبيه دون أي اعتبار لا جغرافي ، ولا سكاني ، وقد ذهب كثير من المؤرخين اليونانيين والرومان الى اعتبار أرض العرب الممتدة من جبال تركيا الجنوبية الى جنوب سيناء ، و المحيط الهندي ، وعند البعض الى ما شرق النيل غربا و الخليج العربي شرقا ..
| |
|
| |
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : فى قلب الحدث الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : خريج قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 2499 العمر : 37 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 17:38 | |
| وصف أرض العرب :
أولا : الحرار : الأرض البركانية :
ويشاهد منها نوعان ، هما الأول : فوهات البراكين ، والثاني : الحمم السائلة منها الى أطراف بعيدة ، تكون أحيانا سميكة ، و أحيانا تكون رقيقة بسماكة سنتمترات قليلة ، يظهر من خلالها التربة التي تحتها ، وهذا آت بفعل ( اللابة Lava) التي سالت وغطت تلك الأراضي .
وقد ذكرها الجغرافيون العرب القدماء ، بأنها كتل براكين كأنها حرقت بنار فأصبحت هشة حادة في بعض المناطق لا يسهل السير فوقها ، وقد وجدت تلك الحرار في مناطق جنوب شرق دمشق وتواصلت مع تلك الموجودة في العراق والأردن وشمال نجد ، وكذلك وجدت قريبة من باب المندب .
وقد وردت في الشعر الجاهلي ذكر لتلك ( الحرار) .. وكانت ( حرة النار) قد ثارت في عهد الخليفة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ، و شوهدت في أيام الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ولعدة أسابيع مظاهر صعود الدخان من بعض الجبال المحيطة بالمدينة المنورة .
وكان آخر انفجار لبراكين الجزيرة قد ظهر في عام 1256م ، حيث ثار بركان قرب المدينة المنورة ، سالت حممه لعدة كيلومترات ، وكانت النجاة منه بأعجوبة . كما كان القرن الثالث عشر قرن ثورة البراكين في كل أرض العرب ، في غرب آسيا ، ومنذ ذلك التاريخ حتى اليوم لم يسجل أثر لذلك .
وكان العرب ينظرون الى البراكين نظرة خوف ورعب وريبة ، فقد كان البرق الذي يخرج من حرة ( القوس) .. والأصوات التي كانت تسمع من حرة (لبن) تترك أثرا مرعبا في نفوس العرب قبل الإسلام .
كما أن النار التي كانت تخرج من حرة (ضروان ) في اليمن والحمم التي تسيل منها هي ما دفع أهل اليمن لعبادتها ، والاحتكام لديها ، ظنا منهم أن الظالم والكاذب ستأتي الحمم على ما يملك و تعاقبه ، وقد عاشت تلك الحرة زمنا طويلا حيث أن الهمذاني قد ذكرها بأنها لا تزال مشتعلة حتى أيامه .
وقد وجد كثير من السواح أن الأرض في جزيرة العرب قد غمرت سكانا في الحمم التي سالت في الأزمنة الغابرة ، وقضت عليهم ، ويرد هذا الى التقلبات العسيرة التي كانت تحصل في باطن الأرض ، فيما يرجعها البعض لغضب إلهي على شعوب قديمة .
و قد كانت بعض الحمم تفجر ينابيع حارة تعتبر مشافي صحية ، أو تترك سهولا خصبة كسهل ( حرة خيبر ) . | |
|
| |
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : فى قلب الحدث الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : خريج قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 2499 العمر : 37 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 17:40 | |
| ثانيا -الدهناء
وهي مساحات من الأرضين تعلوها رمال حمر في الغالب، تمتد من النفود في الشمال إلى حضرموت ومهرة في الجنوب، واليمن في الغرب، وعمان في الشرق. وفيها سلاسل من التلال الرملية ذات ارتفاعات مختلفة، تنتقل في الغالب مع الرياح، وتغطي مساحات واسعة من الأرض. ويمكن العثور على المياه في قيعانها اذا حفرت فيها الآبار.
وقد أشير إلى الدهناء في بيت شعر للاعشى هذا نصه:
يمرون بالدهناء خفافاً عيابهم.....ويرجعن من دارينُ بجر الحقائبْ
وقد تصل الأمطار الموسمية إلى بعض أجزاء "الدهناء" فتنبت فيها الأعشاب، ولكن عمرها فيها قصير اذ سرعان ما تجف وتموت. وقد هجر الناس السكنى في أكثر أقسام الدهناء، لجفاف أكثر أقسام هذه المنطقة الصحراوية الواسعة، وخلوها من الماء والمراعي، ولكثرة هبوب العواصف الرملية فيها، ولشدة حرارتها التي يصعب احتمالها في أثناء النهار، وأقاموا في الأمكنة المرتفعة منها، التي تتوافر فيها المياه، وتتساقط عليها الأمطار، فتنبت الأعشاب، وينتجعها الأعراب. اما الأقسام الجنوبية من الدهناء فيسميها الجغرافيون المحدثون "الربع الخالي" "The Empty Quarter"، لخلوها من الناس، وكانت تعرف ب "مفازة صيهد".
وقد تمكن السائح الإنكليزي "برترام توماس Bertram Thomas "" من اجتيازها في "58" يوماً، وهو عمل مجهد شاق، فكان أول أوروبي جرُؤ على اجتياز هذه الأرض.
ويطلق على القسم الغربي من الدهناء اسم "الأحقاف" وهو منطقة واسعة من الرمال بها كثبان اقترن اسمها باسم "عاد". "واذكر أخا عاد، إذْ أنذر قومه بالأحقاف".
وكشف "برترام توماس" في الربع الخالي بحيرة من المياه الملحة، وبقايا حيوانات مبعثرة، وتبين لدى العلماء إن هذه البحيرة كانت من متفرعات الخليج العربي، وأن من المحتمل إن هذه الأرضين التي تكثر فيها رواسب قيعان البحر، قد كانت في عهدها من المناطق البحرية التي تغمرها مياه المحيط، كما عثر فيه على آثار جاهلية لم يعرف من أمرها شيء حتى الآن، يظهر أنها لأقوام كانت تستوطن هذه المناطق أيام كانت فاتا مياه صالحة للإنبات والخصب. وما زالت حتى اليوم تعد أرضاً مجهولة، وإن تحسنت معارفنا عنها كثيراً، بفضل بعض موظفي شركات البترول والباحثين عن المعادن في مختلف أنحاء الجزيرة. وستأتي الاكتشافات الجديدة لها بمعارف قيمة عن تاريخ العرب قبل الإسلام من غير شك.
وتكون "وبار" قسماً من الدهناء، وكانت من الأرضين المشهورة بالخصب والنماء، وهي اليوم من المناطق الصحراوية، وبها آثار القرى القديمة التي كانت كثيرة قبل الإسلام. والظاهر أنها كانت مواطن الرباريين، وهم الذين دعاهم "بطلميوس" "Jobariai" وفي الجهة الشمالية الشرقية منُ بار، رمال "يرين": وكانت من المناطق المأهولة كذلك، ثم دخلها الحراب وصف أرض العرب :
ثالثا : النفود
أما النفود، وهو اسم لم يكن يعرفه العرب، فهي صحراء واسعة ذات رمال بيض أو حمر تذروها الرياح فتكون كثباناً مرتفعة،وسلاسل رملية متموجة، تبتدئ من واحة "تيماء"، وتمتد إلى مسافة450 كيلومتراً تقريباً نحو الشرق، ويبلغ امتدادها من الجوف إلى جبل شمر زهاء 250 كيلومتراً تقريباً. وقد عرفت أيضاً ب "الدهناء" و ب "رملة عالج"، ثم تغلب عليها اسم "النفود" وصارت تعرف به.
وتعد النفود من الأماكن المائلة أو المنحدرة، ويظهر من القياسات "وان كانت قليلة جداً"، إن المنطقة الشرقية من النفود أوطأ من مستوى المنطقة الغربية عند خط طول "27" درجة و "30" دقيقة، بما يزيد على150 متراً، أي إن هذه البادية مرتفعة في الغرب، آخذة في الانخفاض والميل في الشرق.
وقد نتج عن هذا الميل والانحدار المتوالي إن الرمال التي كانت الرياح الشمالية أو الشمالية الغربية تحملها، تراكمت في المنخفض، فأصبحت الحدود الغربية والشرقية هذه المنطقة مرتفعة بالنسبة إليها، بحيث صار "الحماد" يشرف عليها اشرافاً تاما.
ويغطي وجه "النفود"، كثبان من الرمال متموجة يبلع ارتفاع بعضها زهاء "150" متراً، ولذلك لا يعد سطح بادية النفود سطحاً مستوياً منبسطاً. وتأخذ هذه المرتفعات مختلف الإشكال، فتكون في أغلب الأحيان على شكل نعل الفرس، ويكون اتجاهها من الغرب نحو الشرق، وتكون أبعادها وأعماقها مختلفة، وتسمى "القعور". وقد تركت أثراً عميقاً في مخيلة المسافرين ورجال القوافل.
وبعد الأشتية الممطرة تتحول هذه المنطقة الرملية الموحشة إلى جنة حقيقية فتظهر الرمال وكأنها قد فرشت ببسط خضر، يزينها الزهر والشقائق ومختلف الأعشاب الصحراوية، وينتجعها الأعراب للرعي. وقد تنمو فيها النباتات المرتفعة ذات السيقان القوية كبعض أنواع "الغَضَى"، فتكون أدغالاً يحتطب منها البدو، وقد يحرقونها لاستخراج الفحهم منها. هذه الأعشاب والنباتات، لا تظهر إلا في المنطقة ذات الرمال الحمر "نفود سمرا". أما النفود البيضاء المؤلفة من رمال نشأت من تفتت أحجار "الكوارتز" فإنها في أكثر الأماكن غير منبتة. ولكن هذه الجنة الأرضية جنة قصيرة العمر، لا يدوم عمرها إلا أسابيع قليلة، ثم يحل بها الجفاف، وتهب السمائم، فتقضي على كل ما نبت في هذه البادية، فتبدو كالحة عابسة مزعجة منفرة، وكأن أنسانا كنس وجهها كنساً أزال عنه كل أثر لشلك الجمال. وتهب في شهر نيسان رياح حارة من الشرق والجنوب، ورياح في شهور الصيف، تحرق البادية حرقاَ، حتى تغدو وكأنها جحيم.
وفي العربية ألفاظ عديدة لها صلة بالبوادي، كثرت وتعددت لاتصال حياة العرب بها، منها ما لها علاُّقة بشكل البادية وظاهر وجهها، ومنها ما لها علاقة بطبيعتها وبتركيبها، إلى غير ذلك من مصطلحات، نشاً بعضها من تعدد لهجات العرب ولغاتها، اذ تسمى قبيلة البادية باسم ربما لا تعرفه قبيلة أخرى، وهكذا تنوعت التسميات. مصدر الصحارى
وقد يسأل سائل : عن مصدر هذه الصحارى المزعجة التي وسمت جزيرة العرب بسمة خاصة، وصيرت معظم أهلها بدواً بالرغم منهم، فالقول : إن الرأي المنتشر إن هذه الصحارى تكوّنت من تفتت الأحجار الرملية بتأثر للرياح والجفاف فيها.
ويؤيد وجود مثل هذه الأحجار في الشمال الغربي من بلاد العرب هذا الرأي كئيراً، ويظهر انه رأي علمي ينطبق على بعض الصحارى انطباقاً كَبيراً، غير أنه لا يحل مشكلة مصدر الرمل الأحمر المتكون من أحجار غير رمليه الذي يغمر مساحات واسعة من صحراء النفود، بينما الرمل الناشئ من الأحجار الرملية لا يغطي إلأ مساحات ضيقة بالنسبة إلى المناطق الأخرى. وهذا يدل دلالة مريحة على إن رمال "النفود" لم تتكون من تفتت الأحجار الرملية حسب، بل من عوامل أخرى كالتقلبات الجوية وتأثيرها في قشرة الأرض.
يكون ظاهر التربة الأجرد معرضا لحرارة الشمس والثغرٍات الجوية مباشرة، إذْ لا أشجار تحميه، ولا أعشاب تحافظ على تماسك ذراته وحفظها من تلك التغيرات. فإذا انقطعت الأمطار، جفت التربة، فتفتت تدريجا، وتستطيع الرياح إن تعبث فيها بكل سهولة، وتتمكن الرياح التي سرعتها 18 كيلومتراً في الساعة من إثارة الطبقات الرملية الخفيفة والأتربة الباقية المبعثرة على سطح ا لأرض.
وإذا هبت الرياح بسرعة 33 كيلومتراً في الساعة، امتلأ الجو بالغبار. فاذا ازدادت السرعة، استحالت إلى عواصف" تؤثر تأثيرا كبيرا في سطح الأرض فتحمل ما عليه من أتربة، وتعرض الطبقات السفلى التي كانت تحت هذه الأتربة لفعل الجو المباشر، ليحدث لها ما حدث في الطبقة التي كانت فوقها، وهكذا تتحول هذه المناطق إلى صحارى، وتتكون الرمال حينئذ من التربة المتفتتة لا من تهشم الأحجار الرملية أو الكلسية وحدها.
وتهب مثل هذه الرياح في الشمال الغربي من جزيرة العرب من نهاية شهر "آذار" مارس حتى نهاية شهر "أيار" مايس، وتهب في أغلب الأحيان هبوبا فجائيا، وتستمر يومين أو ثلاثة أيم وتنتهي في بعض الأحيان برعد وبرق. وعند حدوث هذه الزوابع يغبر الأفق ويكفهر وجه السماء، ثم تهب بعد لحظات عواصف شديدة وأعاصير، تضفي على الجو لوناً قائماً،وأحياناً مائلاّ إلى الصفرة أو الحمرة بحسب لون الرمال التي تحملها الرياح، وتختقي الشمس، وتؤثر هذه "العجاجة" في النبات والأشجار تأثيراً كبيراً. واذا استمرت مدة طويلة، سببت تلف قسم كبير من المزروعات في الأماكن المزروعة.
وقد أشار الكتاب اليونان والرومان إلى البادية،كما عرفها العبرانيون. ولكلمة "حويلة Havilah"، ومن معانيها الأرض الرملية، أي تخم بني إسماعيل - وأولادهم وهم البدو - وهذا المدلول علاقة كبيرة بمعنى صحراء. وقد ذهب بعض علماء التوراة إلى إنها تعتي النفود.
وتفصل العراق عن بلاد الشام بادية واسعة، تعرف ب "بادية الشام" أو "البادية"، أو "خساف"، ويقال للقسم الجنوبي منها - وهو القسم الذي بين الكوفة والسماوة من جهة، وبينها وبين الشام من جهة أخرى - "بادية السماوة"، ويسميها العامة "الحماد" أو "حماذ". | |
|
| |
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : فى قلب الحدث الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : خريج قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 2499 العمر : 37 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 17:42 | |
| الدارات
وفي بلاد العرب "الدارات"، والدارة: كل جوبة بين جبال في حَزن كان ذلك أو سهل أو رمل مستدير، في وسطه فجوة، وهي الدوره، وتجمع الدارة على دارات. فهي أرض سهل لينة بيض في أكثر الأحيان، وتنبت فيها الأعشاب والصليان والنباتات الصحراوية، ويبلغ عددها زهاء عشر دارات ومئة.
ولبعض هذه الدارات شهرة، اذ وردت أسماؤها في الشعر الجاهلي والإسلامي، مثل "دارة جلجل"، التي ورد ذكرها في شعر امرئ القيس الكندي. و "دارة الآرام" وكانت مملوءة من شقائق النعمان، كما جاء ذلك في شعر برج بن خنزير المازني الذي كلفه الحجاج بن يوسف حرب الخوارج.
ولتقريب لفظة الدارة للأخوة القراء ، فهي يطلق عليها ببلاد الشام لفظ (رحبة) ومجموعها رحاب .. وهي قطعة من سهل تنخفض عن باقي ما حولها ، فتتجمع بها عناصر الخصوبة ، نتيجة تعرية التربة بفعل انسياب مياه الأمطار ، فيكون أصحاب تلك الرحاب ، يعولون عليها الكثير في الزراعة ، فيتركونها لزراعة أصناف لا تنبت في غيرها من الأراضي .. كالبساتين أحيانا و بعض أصناف الحبوب الثمينة كاليانسون والكمون ، وعندما يقل مستوى خصوبتها تستخدم لزراعة البقوليات .. فاقتضى التنويه الجبال
تكون سلسلة جبال السَّرات العمود الفقري لجزيرة العرب، وتصل فقراته بسلسلة جبال بلاد الشام المشرفة على البادية، المتحكمة فيها تحكم الجنود في القلاع. وبعض قمم هذه السلسلة مرتفعة. وقد تتساقط الثلوج عليها كجبل دباغ للذي يرتفع "2,200" متر عن سطح البحرْ، وجيل وثر وجبل شيبان. وتنخفض هذه السلسلة عند دنوها من مكة، فتكون القمم في أوطأ ارتفاع، ثم تعود بعد ذلك إلى العلو حيث تصل إلى مستوى عال في اليمن حيث تتساقط الثلوج على قمم بعض الجبال.
وتمتد في محاذاة السواحل الجنوبية سلاسل جبلية تتفرع من جبال اليمن، ثم تتجه نحو الشرق إلى أرض عمان، حيث ترتفع قمم الجبل الأخضر ارتفاعاً يتراوح من تسعة آلاف قدم إلى عشرة آلاف قدم. وتتخلل هذه السلاسل الجنوبية أودية تمثل اتجاه مسايل الأمطار إلى البحر.
وتفصل بين البحر والسلاسل الجبلية سهول ساحلية ضيقة في الغالب، ربما لا تتجاوز خمسة عشر ميلاً عن سواحل البحر الأحمر. وتكون هذه السواحل حارة رطبة في الغالب، يتضايق منها الإنسان، وتكون غير صحية في بعض الأماكن. ويطلق على بعض أقسام التهائم "الغور" و "السافلة"، لانخفاض بقاعها. وقد ذهب بعض العلماء إلى اطلاق تهامة على طول الأغوار الساحلية الممتدة من شبه جزيرة سيناء وبحر القلزم إلى الجنوب..
وتكون هذه السلاسل مانعاً - للأبخرة المتصاعدة من البحر الأحمر والبحر العربي- من وقوع الأمطار في أواسط بلاد العرب وفيما وراء السفوح المرقية للسراة والسفوح الشمالية للسلاسل الجبلية الجنوبية، لذلك كثرت الأودية القصيرة التي تسيل فيها. المياه في هذه المناطق، وزادت فيها إمكانيات الخصب والزراعة عن البقاع التي وراء السَراة حتى الخليج.
وفي نجد، وهي هضبة يبلغ ارتفاعها زهاء2500 قدم، منطقة جبلية تتكون من "الغرانيت"، يقال لها جبل "شمر"، وهي من مواضع "طيء" التي اشتهر أمرها قبل الإسلام اشتهاراً كبيراً، وقد عرفت قديماً بجبلَيْ طيء.
وتتألف من سلسلتين، يقال لإحداهما أجأ، و للأخرى سلمى. وهناك منابع عديدة للمياه في شعاب هذه المسلسلة وفي السهل الكبر المنبسط بينهما. ويمكن الحصول على المياه فيها بوفرة تحت طبقات الرمال والصخور. و أما جبل "طويق" فهو مرتفعات تقع في الوسط الشرقي من نجد وفي جنوب شرقي الرياض، وتتألف من الحجارة الرملية وتحيط بها الصخور والحجارة الكلسية، وتدل البحوث على إن من الصخور والمواد البركانية ما قذفته البراكين إلى هذه الجهات. الأنهار والأودية
ليس في جزيرة العرب انهار كبيرة بالمعنى المعروف من لفظة نهر مثل نهر دجلة أو الفرات أو النيل، بل فيها أنهار مغيرة أو جعافر. ولذلك أصبحت أكثر بقاعها صحراوية قليلة السكان. غير أنها كثيرة الأودية،تطغى عليها السيول عند سقوط الأمطار، فصير وكأنها طاغية مزبدة. وهي في الغالب طويلة، تسير في اتجاه ميل الأرض. أما الأودية التي تصب في البحر الأحمر أو في البحر العربي، فإنها قصيرة بعض الشيء، وذات مجرى أعمق، وانحدار أشد، والمياه تسيل فيها بسرعة فتجرف ما يعرضها من عوائق، وتنحدر هذه السيول إلى البحر فتضيع فيه، ومن الممكن الاستفادة منها في الأغراض الزراعية والصناعية. وقد تكون السيول خطرا يهدد القوافل والمدن والأملاك، ويأتي على الناس بأفدح الخسائر. وفي كتب المؤلفين الإسلاميين إشارات إلى سيول عارمة جارفة، أضرت بالمدن والقرى والمزارع وبالقوافل والناس، إذ كانت قوية مكنتها من جرف الأبنية والناس، ومن إغراقهم حتى ذكر إن خراب عاصمة اليمامة القديمة كان بفعل السيل، وأن كثيراً من المزارع والأموال هلكت وتلفت بفعل لعب السيول بها لعباً لم تتحمله، فهلكت من هذا المزاح الثقيل.
وهناك موضع على مقربة من ساحل البحر الأحمر اسمه "قرح" على مسافة 43 كيلومتراً من "الحجر" في مكان يمر به خط الحديد الحجازي في منطقة صحراوية، وكان في الأزمنة السابقة من المحلات المزروعة، وبه بساتين عدة تعرف ب "بساتين قرح"، وعلى مقربة منها "سقيا يزيد" أو "قصرعنتر" "إسطبل عنتر"، كما تعرف به في الزمن الحاضر على بعد 98 كيلومتراً من المدينة.
وتوجد بعض الأودية كوادي الدواسر الذي ينتهي بالربع الخالي ، و وادي الرمة ووادي الحمض، ويعد هذان الواديان من الأودية الجافة، إلا في مواسم الأمطار الشديدة حيث تصب السيول فيهما، غير إن لها مجاري أرضية، تشير إلى تلك الحقيقة، ويمكن الحصول على المياه فيهما بحفر الآبار على أعماق ليست بعيدة عن السطح. وقد تظهر على سطح الأرض في بعض المحالّ، وربما كانا قبل آلاف السنين، أنهاراً تجري فيها المياه،فتروي ما عليها من أرض .
يتكون "وادي الرمة" عند "حرة خيبر" أو "حرة فدك" من التقاء بضعة أودية ممتدة من الشمال على ارتفاع ستة آلاف قدم. ثم تتجه بعد ذلك نحو الشرق ثم تأخذ اتجاها جنوبيا شرقيا حيث تتصل ب "الجرير" أو "الجريب" كما كان يعرف سابقا، و هو من أوسع فروع وادي الرمة. و يتجه هذا الوادي نحو الشرق حيث يصل إلى "بريدة"، ثم ينعطف نحو الشمال الشرقي فالشرق إلى "القصيم" حيث يسمى بعد ذلك "الباطن" "البطن" ثم يتفرع إلى فرعين يخترقان منطقة صحراوية، ويسير أحدهما في "النفوذ" حيث يتصل بالدهناء إلى إن يبلغ موضعاً قرب البصرة. ويبلغ طول هذا الوادي زهاء 950 كيلومترا أو أكثر.
و أما مبدأ وادي الحمض أو وادي إضم كما كان يسمى قديماً، فمن جنوب حرة خيبر، ثم يتجه نحو الجنوب الغربي إلى إن يصل إلى يثرب حيث تتصل به أودية فرعية أخرى، منها "وادي العقيق"، ويتصل به كذلك "وادي القرى"، ويستمد مياهه من السيول التي تنحدر إليه من الجبال من العيون التي عند خيبر حيث يصب في البحر الأحمر في جنوب قرية الوجه. وعند هذا المصب بقايا قرية يونانية قديمة، وبقايا معبد يعرف عند الأهلين "كصر كريم"، وهو من مخلفات المستعمرات اليونانية القديمة التي كان الملاحون والتجار اليونانيون قد أقاموها عند ساحل البحر الأحمر لحماية سفنهم من القراصنة وللاتجار مع الأعراب، ولتموين رجال القوافل البحرية بما يحتاجون إليه من ماء وزاد. ويبلغ طول وادي الحمض زهاء 900 كيلومتر.
وهناك "وادي حنيفة" وهو من الأودية المهمة كذاك، يبتدئ من غرب "جبل طويق" ثم يتجه نحو الشرق نحو الخليج العربي، وهو مهم، ويمكن الحصول على المياه فيه بطريقة حفر الآبار، لأن الماء غير بعيد عن قاعه. و أما عند هطول الأمطار، فإن المياه تجري إليه من السفوح فتسيل فيه.
ولقلة المياه في بلاد العرب، انحصرت الزراعة فيها في الأماكن التي حبتها الطبيعة بمواسم تتساقط فيها الأمطار مثل العربية الجنوبية، وفي الأماكن التي ظهرت فيها عون وينابيع، مثل وادي القرى في الحجاز، والأحساء على الخليج العربي. وفي الأودية والأماكن التي تكثر فيها المياه الجوفية، حيث استنبطت المياه منها بحفر الآبار. والزراعة في هذه الأماكن -باستثناء العربية الجنوبية- هي زراعة محدودة، حدودها ضيقة، وآفاقها غير بعيدة، و ناتجها قليل لا يكفي لإعاشة كل السكان.
وعلى خلاَف العيون الحارة التي هي من آثار التفاعلات البركانية والتفاعلات الباطنية. الكيماوية، فان في بلاد العرب عيون وينابيع وواحات، صارت موطناً للزراع والزرع. وبعض، هذه العيون، تتدفق من الجبال والهضاب وبعد مجرى قصير تعود فتدخل باطن الأرض كما هو الحال في أرض "مَدْيَن". وهنالك عيون تتوقف حياتها على المطر. وقد استفاد الجاهليون من بعض العيون والينابيع فربطوها بكهاريز وبقنوات تجري فيها المياه تحت سطح الأرض الى بيوتهم ومزارعهم دون إن تتعرض للتبخر الزائد: فتفقد كميات كبيرة من المياه تذهب هباء. وقد عثر على شبكات منها في عُمان وفي وادي فاطمة بالحجاز وفي اليمن.
| |
|
| |
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : فى قلب الحدث الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : خريج قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 2499 العمر : 37 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 17:44 | |
| أقسام بلاد العرب
قسّم اليونان و اللاتين جزيرة العرب إلى أقسام ثلاثة: ا - العربية السعيدة 2 - العربية الصخرية، وترجمت بالعربية الحجرية كذلك "Arabia Petreae". 3 - العربية الصحراوية Arabia Deserta.
وهو تقسيم يتفق مع الناحية السياسية التي كانت عليها البلاد العربية في القرن الأول للميلاد. فالقسم الأول مستقل، والقسم الثاني قريب من الرومان ثم أصبح تحت نفوذهم، و أما القسم الثالث فهو البادية إلى نهر الفرات .
وقد أشير إلى العربية السعيدة والعربية الصحراوية في الموارد "الكلاسيكية" القديمة مثل جغرافية "سترابون" . ويرى بعض العلماء إن القسم الآخر وهو "العربية الصخرية" Arabia Petreae هو من إضافة "بطلميوس" العالم الجغرافي الشهير، وقد قصد به برية شبه جزيرة سيناء وما يتصل بها من فلسطين إلى الأردن. فهو في رأي هؤلاء أحدث عهداً في التسمية من التسميتين الأخريين . ولم يأخذ الجغرافيون العرب بالتقسيم "الكلاسيكي"، مع أنهم وقفوا على بعض مؤلفاتهم، كجغرافية بطليموس . إلا إن جزيرة العرب عندهم ، هي "العربية السعيدة" في اصطلاح أكثر الكتبة اليونان واللاتين.
العربية السعيدة Arabia Felix
أما العربية السعيدة، ويقال لها "Arabia Beata" و "Arabia Eudaimon" في اليونانية، فهي أكثر الأقسام الثلاثة رقعة ، وتشمل كل المناطق التي يقال لها جزيرة العرب في الكتب العربية كما يفهم من بعض المؤلفات ، وليست لها حدود شمالية ثابتة، لأنها كانت تتبدل وتتغير على حسب الأوضاع السياسية . ولكن يمكن القول إنها تبدأ في رأي أكثر الكتاب اليونان والرومان من مدينة "هيروبوليس" "Heropolis" على مقربة من مدينة السويس الحالية ، ثم تساير حدود العربية الحجرية الجنوبية ، ثم تخترق الصحراء حتى تتصل بمناطق الأهوار "اهوار كلدبا" عند موضع "Thapsacus". وقد أدخل بعض الكتاب هذه الأهوار في جملة العربية السعيدة ، وجعلها بعضهم خارجة عنها بحيث يمر خط الحدود في جنوبها إلى إن تتصل بمصب شط العرب في الخليج العربي . . أقسام بلاد العرب :
العربية الصحراوية
ويقال لها في اليونانية "Arabia Eremos". أما حدودها، فلم يعينها الكتّاب اليونان واللاتين تعيينا دقيقاً. ويفهم من مؤلفاتهم أنهم يقصدون بها البادية الواسعة الفاصلة بين العراق والشام، أي البادية المعروفة عندنا ب "بادية الشام" . ويكون نهر الفرات الحدود الشرقية لها إلى ملتقى الحدود بالعربية السعيدة . و أما الحدود الشمالية ، فغير ثابتة، بل كانت تتبدل بحسب الأوضاع السياسية . و أما الحدود الغربية ، فكانت تتبدل وتتغير كذلك ، ويمكن إن يقال بصورة عامة إن حدودها هي المناطق الصحراوية التي تقارب الأرض الزراعية لبلاد الشام . فما كان بعيداً عن إمكانيات الرومان واليونان ومتناول جيوشهم .
ويفهم من العربية الصحراوية أحياناً "بادية السماوة" ، وقد يجعلون حدودها على مقربة من بحيرة النجف ، أي في حدود الحيرة القديمة ، حيث بدا "بطائح كلدية" التي كانت تشغل إذ ذاك مساحة واسعة من جنوب العراق . وعرفت عند بطليموس باسم "Amardocaea"، وهي تمتد حتى تتصل ببطائح "Maisanios Kolpos" أو "خليج مسنيوس" "خيلج ميسان"، الذي يكون امتداد الخليج العربي "Persikos Kolpos". وكل ما وقع جنوب ذلك الخط الوهمي ، عد في العربية السعيدة .
وقد فهم "ديودورس" من "العربية الصحراوية" المناطق الصحراوية التي تسكنها القبائل المتبدية ، وتقع في شمالها وفي شمالها الشرقي في نظره أرض مملكة "تدمر" . و أما حدها الشمالي الغربي والغربي حتى ملتقاها بالعربية الحجرية ، فتدخل في جملة بلاد الشام . و أما حدودها الشرقية ، فتضرب في البادية إلى الفرات . فأراد بها البادية إذن . وقد جعل من سكانها الآراميين والنبط .
وتقابل العربية الصحراوية، ما يقال له "اربى" عند الأشوريين، و "ماتو أربى" عند البابليين ، و "أرباية َ" عند السريان والفرس .
كانت البادية ، بادية الشام ، أو "العربية الصحراوية" ، مأهولة بالقبائل العربية ، سكنتها قبل الميلاد بمئات السنين . وليست لدينا مع الأسف ، نصوص كتابية قديمة أقدم من النصوص الأشورية التي كانت أول نصوص أشارت إلى العرب في هذه المنطقة ، وذكرت انه كانت لديهم حكومات يحكمها ملوك . وأقدم هذه النصوص هو النص الذي يعود تاريخه إلى سنة 854 ق. م. وقد ورد فيه اسم العرب في جملة من كان يعارض السياسة الأشورية ، و لما كان هذا النص يشير إلى وجود مشيخة أو مملكة عربية ، سكنها ملك فلا يعقل إن يكون العرب قد نزلوا في هذا العهد في هذه البادية ، بل تشير كل الدلائل إلى إن وجودهم فيها كان قبل هذا العهد بأمد ، وربما كان قبل الألف الثاني قبل الميلاد . ولهد كانت هذه القبائل تهاجم أرض ما بين النهرين وبلاد الشام ، وتكون مصدر رعب للحكومات المسيطرة على الهلال الخصيب ، وكانت ننتقل في هذه البادية الواسعة ، لا تعترف بفواصل ولا بحدود ، فتقيم حيث الكلأ والماء والمحل الذي يلاءم طبعها .
أما الروايات العربية ، وهي لا تستند إلى وثائق أو نصوص جاهلية ، فقد رجحت وجود العرب في هذه الأرض إلى ما بعد الميلاد في الغالب ، ولم يتجاوز بعض من تجاوز الميلاد أيام "بخت نصر" وهو بالطبع حديث مغلوط فيه | |
|
| |
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : فى قلب الحدث الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : خريج قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 2499 العمر : 37 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 17:46 | |
| أقسام بلاد العرب :
العربية الحجرية، العربية للصخرية
أما العربية الحجرية ، فتشمل الأرض التي كان يسكن فيها الأنباط ، وخضعت لنفوذ الرومان والبيزنطيين . ويطلق ذلك الاسم ، أي العربية الحجرية . على شبه جزية سيناء على المملكة النبطية ، و عاصمتها "بطرا" "بترا" "البتراء" . وكانت حدود هذه المنطقة تتوسع وتتقلص بحسب الظروف السياسية و بحسب مقدرة العرب ، ففي عهد الحارث الرابع ملك الأنباط "من سنة 9 ق.م إلى سنة 40 ب . م" اتسعت حدودها حتى بلغت نهايتها الشمالية مدينة دمشق .
ولما ضعف أمر النبط، استولى الامبراطور "تراجان" عام "106 م" على هذه المقاطعة وضمها إلى المقاطعة التي كوّنها الرومان و أطلقوا عليها أسم "المقاطعة العربية" "Provincia Arabia". ويظهر من وصف "ديودورس" هذه المنطقة أنها في شرق مصر وفي جنوب البحر الميت ، وجنوبه الغربي وفي شمال العربية السعيدة و غربها .
وان الأنباط يقيمون في الأرض الجبلية وفي المرتفعات المتصلة بها التي في شرق البحر الميت ، وفي شرق وادي العربة ، وفي جنوب اليهودية حتى الخليج العربي ، "خليج العقبة". و أما الأقسام الباقية ، فكانت تسكن فيها قبائل عربية قيل لها "سبئية" ، وهي تسمية كانت تطلق عند الكتبة اليونان والرومان على أكثر القبائل المجهولة أسماؤها ، التي تقطن وراء مناطق نفوذ الأنباط والرومان ، ويعنون بذاك قبائل جنوبية في الغالب . التقسيم للعربي
من المؤسف أنه لا نستطيع إن نتحدث عن وجهة نظر أحد من الجاهليين في أقسام بلاد العرب ، لعدم ورود شيء من ذلك في النصوص أو في الروايات التي يرويها عنهم أهل الأخبار ، وكلهم مسلمون .
أما الإسلاميون ، فقد اكتفوا بجزيرة العرب ، فأخرجوا بذلك البادية الواسعة منها ، واخرجوا القسم الأكبر مما دعاه الكلاسيكيون بالعربية الحجرية منها كذلك . وجزيرة العرب وحدها ، هي "العربية السعيدة" عند اليونان والرومان ، و ما يقال له أيضا ب "Arabia Proper" في الإنكليزية .
وقد قسموا جزيرة العرب إلى خمسة أقسام: الحجاز ، وتهامة ، واليمن ، والعروض ، ونجد . ويرجع الرواة أقدم رواياتهم في هذا التقسيم إلى عبد الله بن عباس .
أما الحجاز ، فتمتد رقعته في رأي أكثر علماء الجغرافية المسلمين . من تخوم الشام عند العقبة إلى "الليث"، وهو واد بأسفل السراة يدفع في البحر ، فتبدأ عندئذ أرض تهامة . وقد عد قسم من العلماء "تبوك" وفلسطين من أرض الحجاز . ويقال للقسم الشمالي من الحجاز أرض مدين وحسمى . نسبة إلى السلسلة الجبلية المسماة بهذا الاسم ، التي تتجه من الشمال نحو الجنوب ، و تتخلها أودية محصورة بين التيه وأيلة من جهة ، وأرض بني عذرة من ظهرة حرة نهيل من جهة أخرى . وكانت تسكنها في الجاهلية قبائل جذام . ويسكنها في الزمن الحاضر عرب الحويطات ، ويعتقد المستشرقون أنهم من بقايا النبط .
وأرض "حسمى"، أرض خصبة كثيرة المياه . وكانت من المناطق المعمورة ، وبها آثار كثيرة ومن جبالها جبل يعرف ب "إرم" . ويرى بعض المستشرقين إن لهذا الجبل علاقة بموضوع "إرم" الوارد ذكره في القرآن الكريم وفي كتب قصص الأنبياء والتواريخ . ويرى "موريتس" انه موضع "Aramaua" الذي ذكره "بطليموس" على أنه أول موضع من مواضع العربية السعيدة ، وأنه لا يبعد كثيرا عن البحر . ويقال له "رم" في الزمن الحاضر .
وتتخلل الحجاز أودية عديدة ، منها وادي إضم الذي ورد ذكره في أشعار الجاهلية وفي أخبار سرايا الرسول . ووادي تخال ، ويصب في الصفراء بين مكة والمدينة . والصفراء واد من ناحية المدينة ، كثير النمل والزرع ، في طريق الحاج ، سلكه الرسول غير مرة ، وعليه قرية الصفراء ، وماؤها عيون تجري إلى ينبع ، وهي لجهينة والأنصار ولبني فهر ونهد ورضوى . ووادي "بدا" قرب أيلة ، يتصل بوادي القرى . ووادي القرى واد مهم يقع بين العلا والمدينة ، ويمر به طريق القوافل القديم الذي كان شرياناً من شرايين الحركة التجارية في العالم القديم، ويقال له "وادي الديدبان" ، ويصب فيه واديان هما: وادي جزل من الشمال ، ووادي الحمض من الجنوب ، ويلتقي به واد آخر هو وادي التبج ، أي وادي السلسلة . وكان عامراً جدا ، تكثر فيه المياه ، وتشاهد فيه اليوم آثار المدن والقرى . وقد عثر فيه على كتابات كثيرة لحيانية وسبئية و معينية وغيرها .
ومن أهم مواضع وادي القرى "العلا" ، وقد نزله الرسول صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى تبوك . ويقع في موضع "ديدان" "ددان" "ددن" القديم . وبه واحة ونهير صغيره . ومدينة "قرح"، وكانت من أسواق العرب في الجاهلية ، وقد زعم أنها القرية التي كان بها هلاك عاد . وتبعد عن خرائب "ديدان" بمسافة ثلاثة كيلومترات . وقد سكنتها قبائل "بليّ" من القبائل العربية القديمة . وهي ملتقى طريق مصر القديم بطريق الشام . ويرى "موسل" أنها هي "العلا" ، دعيت بهذا الاسم فيما بعد . ولما سأل "دوتي" الأعراب القاطنين في هذه الأماكن عن "قرح" ، لم يعرفوا من أمرها شيئاً .
ووجد "دوتي" في قرى وادي القرى وخرائبه عدداً كبيرا من الحجارة المكتوبة بحرف المسند ، وقد اتخذها السكان أحجارا من أحجار البناء . وعثر في "الخريبة" على كتابات بهذا القلم ، وعلى آثار أبنية ومواطن حضارة . وعلى ألواح من الحجر كان يستعملها الصيارفة لصف نقودهم عليها ، أو لذبح القرابين . كما شاهد موضعاً يقال له "إسطبل عنتر" على قمة جبل شاهق يرنو إلى الوادي ولعله معبد أحد الأصنام التي كانت تعبد هناك التقسيم للعربي
تهامة :
وتبدأ حدود تهامة ، في رأي بعض الجغرافيين ، من بحر القلزم ، فتكون المنطقة الساحلية الضيقة الموازية لامتداد البحر الأحمر . ويقال لتهامة الواقعة في اليمن "تهامة اليمن"، ويختلف عرضها باختلاف قرب السلاسل الجبلية من البحر وبعدها عنه ، وقد يبلغ عرضها خمسين ميلاَ في بعض الأمكنة .
وترتفع أرض تهامة الجنوبية الواقعة على البحر العربي ما اتجهت نحو المشرق ، وتتكون فيها سلاسل من التلال المؤلفة من حجارة كلسية ترجع إلى العهود الجيولوجية الحديثة أو من حجارة بركانية .
ولانخفاض أرض تهامة قيل لها "الغور" و "السافلة". وقد وردت لفظة تهامة على هذا الشكل "تهمت" "تهمتم" في النصوص العربية الجنوبية .
ويظهر إن هذه اللفظة علاقة بكلمة "Tiamtu"، التي تعني البحر في البابلية . وبكلمة "تبهوم Tehom" العبرانية . وقد تكون هذه الكلمة ترجع إلى أصل سامي قديم . له علاقة بالمنخفضات الواقعة على البحر ، والتي تكون لذلك شديدة الرطوبة والحرارة في الصيف .
ولهذا فإنها في العربية بلهجة القرآن الكريم وباللهجات الجنوبية للسواحل المنخفضة الواقعة بين الجبال والبحر ، وهي حارة وخمه شديدة الرطوبة كأنها من بقاع جهنم في الصيف التقسيم العربي :
اليمن
حدّ اليمن في عرف بعض العلماء من وراء "تثليث" وما سامتها إلى صنعاء وما قاربها إلى حضرموت والشحر وعمان إلى عدن أبين وما يلي ذلك من التهائم والنجود وقيل : يفصل بين اليمن وباقي جزيرة العرب خط ، يأخذ من حدود عمان ويرين إلى ما بين اليمن واليمامة فإلى حدود الهجيرة وتثليث وكثبة وجرش ومنحدرا في السراة إلى شعف عنز وشعف الجبل أعلاه إلى تهامة إلى أم جحدم إلى البحر إلى جبل يقال له كرمل بالقرب من حمضة ، وذلك حد ما بين كنانة واليمن من بطن تهامة . أما النصوص العربية الجنوبية ، فلم تثبت حدود اليمن . ولكن اليمن فيها وتسمى "يمنت" "يمنات" ، منطقة صغيرة ذكرت في نص يعود عهده إلى أيام الملك "شمر يهرعش" ، المعروف في الكتب الإسلامية ب "شمر يرعش" ، بعد "حضرموت" في الترتيب . وعلى هذا الترتيب وردت أيضاً في نص "أبرهة" نائب النجاشي على اليمن . ويعود عهده إلى سنة 543م .
وتخترق السراة اليمن من الشمال إلى الجنوب حتى البحر ، وتتخللها الأودية التي تنساب فيها مياه الأمطار ، ويمتد بين الهضاب والشعاب فلاة تتفرع من الدهناء من ناحية اليمامة والفلج يقال لها "الغائط" ، وتظهر في أواسطها "الصيهد" ، وتقع بين مأرب وحضرموت .
وفي شمال منطقة عدن صحراء تتصل بالربع الخالي ، يخترق الهضاب المهيمنة على عدن عدد من الأودية الجافة يظهر أنها كانت مسايل مياه ، وأنها من بقايا أنهار جفت ، وتسيل في بعضها المياه عند سقوط الأمطار ، ومنها "وادي تبن"، وهو من بقايا نهر طويل ، له فروع عديدة ، وتمر به الطريق الرئيسية المؤدية إلى اليمن .
ويخترق حضرموت واد ، يوازي الساحل ، يبلغ طوله بضع مئات من الأميال و يتألف سطحه من ارض متموجة تتخلها أودية عميقة تكثر فيها المياه ، في باطن الأرض ، وبعض تلاله مخصبة .
وفي حضرموت حجارة بركانية ومناطق واسعة ، يظهر أنها كانت تحت تأثير البراكين . والظاهر إن دورها لم ينته إلا منذ عهد ليس ببعيد . ويزرع الناس في هذه الأودية حيث يحفرون آباراً في قيعانها فتظهر المياه على أبعاد متفاوتة ، وهنالك نهر يقال له نهر حجره .
ومن شرق سيحوت تبتدئ سواحل "مهرة"، وتعرف عند الجغرافيين باسم "الشحر". ومعنى كلمة "مهرة" في العربية الجنوبية القديمة "ساحل". ويطلق اليوم أسم "الشحر" على الميناء الغربي وحده . وفي "قارة" مدينة "ظفار" ، وهي غير ظفار اليمن . وعند خليج ظفار كان موضع "Syagro" المشهور عند اليونان وللرومان .
ويمتد اقليم ظفار من سيحوت إلى حدود عمان ، وهو هضبة يبلغ ارتفاعها ثلاثة آلاف قدم ، تهب عليها الرياح الموسمية ، وفوق جبالها تنمو أشجار الكندر التي اشتهرت بها بلاد العرب قبل الإسلام . وتشقها طولاً وعرضاً أودية تكسوها الأعشاب وتتخللها الأشجار . وبها جبال "قرا"، و منحدراتها أرجوانية ، وقد تفتتت الصخور الحمر فيها ، فأكسبت الأودية والسهول الحمرة ، وتوجد نهيرات وعيون ، ويمكن الحصول على المياه بحفر الآبار . ولا زال السكان يحتفظون بعاداتهم القديمة الموروثة مما قبل الإسلام .
ويظهر إن هذه المنطقة كانت أماكن "القريين" من الشعوب العربية الجنوبية القديمة ، وهناك قبيلة لا تزال حتى اليوم يقال لها "بنو قرا" لعل لها صلة بالقريين .
ويتكلم أهل "مهرة" بلهجة خاصة ، يقال لها "المهرية" أو "الأمهرية"، وهي متأثرة بالجعزية . كما يتكلم أهل قارة "قرا" بلهجة يقال لها "أحكيليلة"، ويظن إنها من اللهجات العربية القديمة .
وتتألف أرض عمان من أماكن جبلية ، وهضاب متموجة ، وسهول ساحلية . واكثر حجارتها كلسية و غرانيتية ، و فيها أيضا حجارة بركانية . والظاهر إنها كانت من مناطق البركانية . وفي مناطق التلال وفي "جعلان" عيون ومجاري مياه معدنية أكثرها ذات درجات حرارة مرتفعة . وتوجد آبار في "الباطنة" وفي المناطق المجاورة للصحراء وفي الأقسام الشرقية من عمان . وتتخلل هضاب عمان وجبالها أودية معظمها جاف ، وتكون طرق المواصلات بين الساحل والأرض الباطنة ، وجوّها حار استوائي ، وتتجه الجبال من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي ، وأعلى قمة فيها هي قمة الجبل الأخضر ، ويبلغ ارتفاعها تسعة آلاف قدم . الأرض المحيطة بهذا الجبل ، خصبة ، وقابلة للاستثمار .
وفي عمان مدن قديمة ، منها "صحار" و "نزوة" و "دبا" أو "سما"، وكانت من المدن المهمة في أيام الرسول ، وهي عاصمة عمان الشمالية ، كما كانت سوقاً من أسواق الجاهلية ، وسكانها من الأزد . والعمانيون من الشعوب البحرية المحبة لركوب البحار ، ولهم صلات وروابط بسواحل أفريقية والهند . ونجد بينهم عدداً كبيراً من الزنوج والهنود والفرس والبلوش . | |
|
| |
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : فى قلب الحدث الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : خريج قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 2499 العمر : 37 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 17:47 | |
| التقسيم العربي :
العروض
و أما العروض ، فيشمل اليمامة والبحرين وما والاها . وأغلب الأرض فيه صحارى وسهول ساحلية ، ترتفع في الجهات الغربية عن ساحل البحر . ويمتد مرتفع الصمان الصخري موازياً لساحل الخليج ، متوسطاً بين الأحساء والدهناء . ومن اودية الأحساء ، وادي فروق في الجنوب ، وهو قسم من وادي المياه .
ومن أقسام العروض ، شبه جزيرة "قطر" التي يمتد من عمان إلى حدود الأحساء ، يشتغل سكانها بصيد الأسماك واستخراج اللؤلؤ ، وقد عرفت ب "Cataraei" عند "بلينيوس" . ومعظم أراضيها صحارى ، وفيها واحات قليلة ، ويزرع السكان في بعض الأماكن على مياه الآبار . وقد عرفت قديماً بأنواع من الثياب والمنسوجات القطرية ، كانت تصدَّر إلى الخارج ، كما عرفت بتصدير النجائب والنعام . و يلي شبه جزيرة قطر: "الأحساء" ، وكان يقال لهذه المنطقة قديماً "هجر" والبحرين . والقسم الأكبر من الأحساء ، سهل صحراوي ، يرتفع في الجهة الغربية عن ساحل البحر ويتخلله كثير من التلال ، يتجه بعضها باتجاه وادي المياه وجبل الطف . والمنطقة الساحلية ، سبخة في الغالب ، وتكثر فيها الآبار التي لا تبعد مياهها كثيراً عن سطح الأرض . وأغلب مناطق الأحساء ، منطقة الأحساء والقطيف في الجنوب حيث تكثر المياه من آبار وعيون .
وتظهر المياه الجوفية المنحدرة من الأمطار التي تتساقط بمقدار أربع عقد أو خمس عقد "انج" في السنة على حافات جبل "طويق" في "الهفوف" ، تظهر فيها على شكل عيون ، تبلع زهاء أربعين عينا ً، جعلت المنطقة من أهم الواحات في المملكة العربية السعودية . وبحذاء هجر في الجنوب الغربي من مدينة القطيف تقع "العقير" ، وهي الآن ميناء صغيره . وعلى مقربة منها خرائب عادية ، يعتقد العلماء أنها موضع "Gerrhaei" المدينة التجارية العظيمة التي اشتهر أمرها ، وبلغت شهرتها اليونان والرومان . وكانت محطة من المحطات التجارية العالمية ، وملتقى طرق القوافل التي كانت ترد من جنوب بلاد العرب قاصدة للعراق . وقد أغرت الطامعين ، فطمعوا في الاستيلاء طيها ، وأوحت إلى الكتبة "الكلاسيكين" ، فكتبوا فيها قصصاً من نسج الخيال ، وتقع على خليج سماه "الكلاسيكيون" "Sinus Gerraicus" ؛ أي خليج جرهاء .
وتقع القطيف على خليج يشمل جزيرة "تاروت" وتعد المدينة البحرية الرئيسية في الأحساء ، يرتفع سطحها بضع أقدام عن سطح البحر ، وتكثر بها مياه العيون . وتشاهد عندها خرائب عادية ، يستدل منها على إن هذه المدينة كانت ذات تاريخ قديم ، ربما يعود إلى آخر عهد من عهود العصر النحاسي .
وفي هذه المنطقة ، يجب إن يكون موقع مدينة "بلبانا" "Bilbana" "Bilaena" "Bilana"، إحدى مدن "الجرهائيين" . ومواطن قبيلتي "Gaulopeus" و "Chateni" على سواحل خليج سماه "بلينوس" "Sinus Gaulopeus" أي "خليح كيبيوس" . ويرى "شبرنكر" أنه "خليج القطيف" . ويذكرنا اسم "Chateni" "p'dkd" باسم "الخط" ، ويطلق في العربية على سيف البحرين كله . وربما كان "كيبيوس" ، التي سميّ الخليج به ، هو تحريف "Cateus" الذي يشير بكل وضوح إلى اسم "القطيف".
و أما جزيرة "تاروت" الصغيرة التي في هذا الخليج ، فالظاهر إنها جزيرة "Tahar" أو "Taro" أو "Ithar" في جغرافية "بطليموس" ، وفيها مدينة "دارين" . ويظهر إنها أقيمت على أنقاض أبنية قديمة ، ولعلها كانت معبداً للإله "عشتروت" 0 اشتهرت به ، ثم حذف المقطع الأول من اسم الإلهَ اختصاراً ، وصارت تعرف بالمقطعين الأخيرين ، و هما "تاروت".
والقسم الأكبر من أرض الكويت منبسط، وأكثر السواحل رملي ، إلا بعض الهضاب أو التلال البارزة . وفي المحالّ التي تتيسر فيها المياه تتوافر الزراعة ، وأكثر ما بزرع هناك النخيل . وليس في الكويت من الأنهار الجارية غير مجرى واحد أو نهر يقال له "المقطع"، يصب في البحر . ومشكلة ماء الشرب من أهم المشكلات في هذه الإمارة ، لأن ماء أغلب الآبار ملح أجاج ، ولذلك يضطر الأغنياء إلى جلب المياه من شط العرب .
ومن أشهر مدن الكويت مدينة "الكويت" ، وهي العاصمة ، وهي على ساحل الخليج ، و "جهرة" ، وفي في منطقة زراعية خصبة ، ذات أبار على مقربة من خليج الكويت . ويظن إن الخندق الذي أمر بحفره "سابور ذو الأكتاف" ليحمي السواد من غزو الأعراب ، كان ينتهي في البحر عند "خليج كاظمة" في شمال الإمارة .
وأرض الكويت ، مثل سائر أرض العروض ، كانت موطن شعوب قديمة، فيظهر . إن "Bukae" أو "Abucaei" أو "Abukae"، وعاصمتهم مدينة "Coromanis" ، هم أسلاف بني عبد القيس ، وأن "Coromanis"، المصدر اللغوي الذي اشق منه "القرين" ، الاسم القديم للكويت .
ولعلّ "Idicare" هي "قارة" من مواضع الكويت ، وان "Jucara" هي "الجهرة" من أخصب مناطق الكويت في الزمن الحاضر، وكانت من المواضع المأهولة قبل الإسلام .
وقد عرف "ياقوت" البحرين بأنها الأرضون التي على ساحل بحر الهند بين البصرة وعُمان ، وذكر إن من الناس من يزعم إن البحرين قصبة هجر ، و أن منهم من يرى العكس ، أي إن هجراً هي قصبة البحرين .
أما "أبو الفداء" فذكر إن البحرين هي ناحية على "شط بحر فارس" ، وهي ديار القرامطة ولها قرى كثيرة ، وبلاد البحرين هي هجر . وذكر أيضا إن من الناس من يرى إن هجراً اسم يشتمل جميع البحرين كالشام والعراق ، وليس هو مدينة بعينها . ويظهر من دراسة ما ذكره العلماء عن البحرين إن رأيهم في حدودها كان متبايناً ، وأنهم لم يكونوا على اتفاق في تحديدها ، فتارةً يوسعونها ، وتارة يقلصونها .
ومن مواضع البحرين "محلّم" وبه نهر اشتهر بنخله ، و إليه أشار "بشر بن أبي ختزم ألاسدي" بقوله:
كأن حد وجهم لمّا استقلوا........ نخيل "محلّم" فيها ينـوع
| |
|
| |
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : فى قلب الحدث الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : خريج قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 2499 العمر : 37 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 17:49 | |
| اليمامة :
و أما اليمامة ، فكانت تعرف ب "جو" أيضا ً، وقد عدّها "ياقوت الحموي" من نجد ، وقاعدتها "حجر". وكانت عامرة ذات قرى ومدن عند ظهور الإسلام ، منها "منفوحة" ، وبها قبر كان ينسب إلى الشاعر "الأعشى" . و "سدوس" من المدن القديمة ، وبها الآن آثار كثيرة ، وقد عثر فيها على تمثال يبلغ قطره ثلاث أقدام ، وارتفاعه 22 قدماً . و "القرية" ، وعلى مقربة منها بئر ، قال الهمداني -وهو يتحدث عنها-: "فإن تيامنت شربت ماءً عادياً ، يسمى قرية ، إلى جنبه آبار عادية وكنيسة منحوتة في الصخر ، ثم ترد ثجر" . والظاهر إن هذا الموضع كان من المواضع الكبيرة المعروفة . وذكر ياقوت وغيره إن اليمامة "كانت تسمى جوا والقرية" . ولا يعقل تسمية اليمامة بالقرية لو لم يكن هذا الموضع شهرة .
وقد نشر "فلبي" وبعض رجال شركة النفط العربية السعودية صوراً فوتوغرافية لكتابات ونقوش عثروا عليها في موضع يقال له "قرية الفأو" على الطريق الموصلة إلى نجران ويقع على مسافة سبعين كيلومتراً من جنوب ملتقى وادي الدواسر بجبل الطويق ، وعلى مسافة "120" كيلومتراً من شرقي "نجران" ، وعلى ثلاثين ميلاً من جنوب غربي "السليل" في وادي الدواسر .
كما وجدوا آثار أبنية ضخمة، يظهر أنها بقايا قصور كبيرة، ووجدوا كهفاً منحوتاً في الصخر مزداناً بالكتابات والتصاوير واسعاً ، يقول له الناس هناك "سردباً" أو "سرداباً" . وعند هذا الموضع عين ماء وآبار قديمة ، وقد كتب اسم الصنم "ود" بحروف بارزة . وتدل كل الدلائل على إن الموضع الذي تتغلب عليه الطبيعة الصحراوية في الزمن الحاضر، كان مدينة ذات شأن .
وقد أشار الألوسي في كتابه "تاريخ نجد" إلى سدوس وآثارها فقال : "وفي قربها أبنية قديمة يظن أنها من آثار حمير وأبنية التبابعة . "نقل لي بعض الأصحاب الثقات من أهل نجد : إن من جملة هذه الأبنية شاخصاً كالمنارة ، وعليها كتابات كثيرة منحوتة في الحجر ومنقوشة في جدرانها . فلما رأى أهل قرية سدوس اختلاف بعض السياحيين من الإفرنج إليها، هدموها ملاحظة التدخل معهم" . وفي هذا الوصف دلالة على إن الخرائب التي ذكرها "ياقوت الحموي" بقيت، وأن المنبر الذي أشار إليه ، قد يكون هذا الشاخص الذي شبه بالمنارة والذي أزيل على نحو ما ذكره الألوسي .
والكتابات التي عثر عليها في "قرية الفأو" ذات أهمية كبيرة ، لأنها أول كتابة باللهجات العربية الجنوبية عثر عليها في هذه المواضع، وتعود إلى ما قبل الميلاد . وعثر فيها على مقابر، وعلى أدوات وقطع فخارية ظهر من فحصها أنها تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد . ويرى من فحص هذه الآثار أنها تعود إلى السبئيين . والظاهر إن هذا الموضع هو بقايا مدينة قديمة كانت تتحكم في الطريق التجارية التي تخترقها القوافل إلى تقصد الخليج العربي والعراق من اليمن عن طريق نجران . وفي هذه المنطقة بصورة عامة بقايا مدن تخربت قبل الإسلام . ورأى "برترام توماس" "Bertram" إن آبار "العويفرة" القريبة من القرية هي موضع "أوفير" "Ophir" الوارد ذكره في التوراة والذي اشتهر بالذهب ، والطواويس ، وان الاسم العربي القديم هو "عفر" "Ofar" ، وقد تحرف بالنقل إلى العبرانية واليونانية، فصار "Ophir". وهذا الموضع قريب من مناجم الذهب .
ويظهر إن هنالك جملة عوامل أثرت في اليمامة وفي أواسط جزيرة العرب ، فحولت أراضيها إلى مناطق صحراوية ، على حين أننا نجد في الكتب أنها كانت غزيرة المياه ، ذات عيون وآبار ومزارع ومراع .
ومن أودية اليمامة "العرض" "العارض" الذي يخترق اليمامة من أعلاها إلى أسفلها . ولما كان من الأودية الخصبة ، كثرت فيها القرى والزرع . وهو واد طويل ، لعله من بقايا مجرى ماء قديم ، و "الفقي" ، في طرف عارض اليمامة ، تحيط به قرى عامرة ، تسمى "الوشم" . و "وادي حنيفة" و "عرض شمام" . وفي اليمامة مرتفعات مثل "جبل شهوان" ، تخرج منه العيون والمياه ، و "عارض اليمامة"، ويبلغ طوله مسيرة أيام ، وتكون عند سفوحه الآبار .
و تعد "الافلاج" من المناطق التي تكثر فيها المياه ، و تصب فيها أودية العارض ، و فيها السيوح الجارية و الجداول التي تمدها العيون . وقد شاهدت بتلفزيون عمان عن الأفلاج وهم يطلقون عليها (الفلايج ) .. فتوقعت أن يكون هذا الاهتمام قديما جدا حيث يعتبر نظام ري تتم صيانته الى يومنا هذا .
و قد ذكر "الهمداني" من سيوحة "الرقادى" و "الأطلس" و "نهر محلّم" . قال: و يقال انه في أرض العرب بمنزلة نهر بلخ في أرض العجم . وطبيعي إن يكثر فيها وجود الخرائب العادية التي إلى ما قبل الإسلام . وقد وصف الهمداني بعض التحصينات القوية ، فقال عنها أنها من عاديات طسم و جديس ، مثل "حصن مرغم و "القصر العادي" بالأثل . و يرجع "فلبي" الخراب الذي حل باليمامة إلى العوامل الطبيعية ، و منها فيضان وادي حنيفة . نجد
نجد في الكتب العربية "اسم للأرض العريقة التي اعلاها تهامة و اليمن ، و أسفلها العراق و الشام". وحدها ذات عرق من ناحية الحجاز ، و ما ارتفع عن بطن الرمة ، فهو نجد إلى أطراف العراق و بادية السماوة . و ليست لنجد في هذه الكتب حدود واضحة دقيقة ، وهي بصورة عامة الهضبة التي تكون قلب الجزيرة ، وقد قيل لها في الإنكليزية: "The Heart of Arabia". و تتخلل الهضبة أودية و تلال ترتفع عن سطح هذه الهضبة بضع مئات من الأقدام ، و تتألف حجارتها في الغالب من صخور كلسية ومن صخور رملية غرانيتية في بعض المواضع . و أعلى أراضيها هي أرض نجد الغربية المحاذية للحجاز ، ثم تأخذ في الانحدار كلما اتجهت نحو الشرق حتى تتصل بالعروض .
و تتألف نجد من الوجهة الطبيعية من مناطق ثلاث :
1 - منطقة وادي الرمة ، و تتألف أرضها من طبقات طباشيرية في الشمال وحجارة رملية في الجنوب ، وتغطي وجه الأرض في بعض أقسامها طبقات مختلفة السمك من الرمال ، وتتخللها أرض خصبة تتوافر فيها المياه على أعماق مختلفة ، ولكنها ليست بعيدة عن سطح الأرض ، وتتسرب إليها المياه من المرتفعات التي تشرف عليها وخاصة من جبل شمر ، ومن الحرار الغربية التي تجود على الوادي بالمياه . ويختلف عرض وادي الرمة ، فيبلغ زهاء ميلين في بعض الأماكن ، وقد يضيق فيبلغ عرضه زهاء "500" ياردة ، وتصل مياه السيول إلى ارتفاع تسع أقدام في بعض الأوقات .
2ـ المنطقة الوسطى ، وهي هضبة تتألف من تربة طباشرية ، متموجة ، تتخللها أودية تتجه من الشمال إلى الجنوب . وبها "جبل طويق"، والأرض عنده مؤلفة من حجارة كلسية،وحجارة رملية، ويرتفع زهاء "650" قدم عن مستوى الهضبة . وتتفرع من جبل طويق عدة أودية تسيل فيها المياه في مواسم الأمطار، فتصل إلى الربع الخالي فتغور في رماله . ويمكن إصلاح قسم كبير من هذه المنطقة ، خصوصا تلك الأقسام الواقعة عند حافات وادي حنيفة .
3 ـ المنطقة الجنوبية ، وتتكون من المنحدرات الممتدة بالتسريح من جبل طويق ومرتفعات المنطقة الوسطى إلى الصحارى في اتجاه الجنوب . وفيها مناطق معشبة ذات عيون وآبار ، مثل "الحريق" و "الخرج" . ويرى الخبراء إن مصدر مياه هذه المنطقة من جبل طويق ومن وادي حنيفة . ومن مناطقها المشهورة "الأفلاج ." و "السليل" و "الدواسر" ، وفي جنوب هذه المنطقة تقل المياه ، وتظهر الرمال حيث تتصل عندئذ بالأحقاف .
ويقسم علماء العرب نجداً إلى قسمين : نجد العالية ، ونجد السفلى . أما العالية فما ولي الحجاز وتهامة . و أما السفلى ، فما اتجه منها نحو العراق . وكانت نجد حتى القرن السادس للميلاد ذات أشجار وغابات ، ولا سيما في "الشربة" جنوب "وادي الرمة" و في "وجر ة ".
وفي جزيرة العرب وبادية الشام أرض يمكن إن تكون مورداً عظيماً للماشية بل وللحبوب أيضاً ، لو مسها وابل وهطلت عليها أمطار ، وتوفرت فيها مياه ، فإن أرضها الكلسية تساعد كثيراً على تربية الماشية بجميع أنواعها . كما تساعد على الاستيطان فيها ، ولهذا يتحول بعضها إلى جنان تخلط الألباب وتسحر النفوس عند هبوط الأمطار عليها ، فتجلب إليها الإنسان يسوق معه إبله لتشبع منها . ولكن هذه الجنان لا تعمر .
خلاصة للوصف الجغرافي :
يمكن للقارئ الكريم بعد أن تعرف بعض الشيء على طبيعة الجزيرة العربية ، أن يجد تفسيرا لقلة السكان ، وعدم وجود حكومات مركزية قوية قبل الإسلام ، وطبيعة التوجس و الحذر ، عند سكانها ، وهي صفة تختلف عن صفات الشعوب التي تعيش في أماكن وفيرة المياه ، سواء في المنطقة أو في العالم ..
ثروات وسكان جزيرة العرب
( 1 )
تتكون أراضي جزيرة العرب في معظمها من الصخور الرسوبية ، وكما بينا سابقا في موضوع (الحرار ) فان العرب كانوا يستخرجون من تلك (الحرار) ، الكبريت ، وكان قسم من اليمنيين القدماء يستخدمون بعض الصخور الرسوبية المتصلبة بديلا ( للزجاج ) لوضعها على النوافذ ، ولا زالت تلك العادة موجودة حتى الآن ..
ومن يعود الى وصف جزيرة العرب في بداية القرن التاسع عشر ، لوجد أن وضعها قد تخلف عشرات المرات عما كانت عليه قبل آلاف السنين ، فقد هجرت قرى وخربت ، وبقيت آثارا لخرائب قديمة ، وقد نفخ اكتشاف البترول في أجزاء كثيرة من جزيرة العرب الحياة من جديد ..
وكانت البحرين من أكثر مناطق جزيرة العرب ملائمة للحياة ، فترى كثافة السكان ووفرة المياه ، وفرص الحياة من استخراج اللؤلؤ الى صيد الأسماك ، الى الاتصال بالعالم من خلال البحر ..
وكان ( ولا يزال ) في جزيرة العرب ، الكثير من المعادن والخامات نذكر منها:
1 ـ الذهب : ذكر المؤرخون الأجانب ، والعرب ، أن ( التبر ) كان موجودا في مناطق (العتود ) و ( ديار بني سليم ) و ( بيشة ) والمنطقة التي بين ( قتفذة) و (مرسى حلج) .. ومنطقة اسمها ( أوفير ) .. وقد وردت الأخيرة باللسان العبري بالتوراة .. حيث أصبح الذهب يحمل اسما مشابها لاسم المنطقة ، باللسان العبري . كما يوجد منطقة يستخرج منها الذهب اسمها ( مهد الذهب ) .. ويعتقد الكثير من الجغرافيين أنها هي نفسها ( ديار بني سليم ) .
2 ـ البارايت و الجالين : يعتقد بعض الخبراء أنه من الممكن استخراج عشرة آلاف طن سنويا من (البارايت ) من منطقة (راج ) .. كما معدن ( الجالين ) النفيس ، يمكن أن يكون له منجما قديما في منطقة (رابغ ) ..
3 ـ الحديد : اشتهرت اليمن بسيوفها ( اليمانية ) .. مما يدل أنها كانت تستخرج الحديد بتقنيات متفوقة في وقتها على غيرها .. وقد ذكر (الهمذاني ) ذلك وقال أن مناجم الحديد كانت في ( نقم ) و (غمدان ) و (فصوص السعوانية ) و جبل (أنس) ..
وفي أرض جزيرة العرب معادن كثيرة منها النحاس و الكوبلت والفضة و أملاح كثيرة ، ويتواجد في صخورها الرسوبية ، الكثير من النفط وغيره ..
وقد حاولنا تكثيف و اختصار ذلك الموضوع للتدليل ، على معرفة تلك المعادن في العصور القديمة ، لربط الموضوع من كل جوانبه ..
| |
|
| |
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : فى قلب الحدث الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : خريج قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 2499 العمر : 37 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 17:49 | |
| الحيوانات في جزيرة العرب ما قبل الإسلام
الجمل :
يعود استخدام الجمل في جزيرة العرب الى منتصف الألف الثاني قبل الميلاد ، وقد ورد ذلك في نصوص أهل العراق القديم عن استخدام أهل جزيرة العرب له وكان الآشوريون يطلقون عليه ( حمار البحر ) ..
وقد مكن الجمل لسكان الجزيرة أن يتوسعوا في اكتشافهم أعماق الصحراء ، وإن لم يكونوا قد عرفوها كلها ، وذلك لما لهذا الحيوان من قدرة على تحمل العطش ، حيث يستطيع الصبر أكثر من أسبوع على العطش ، كما أن له خصائص ليست موجودة عند الحيوانات الأخرى ، والجمل العربي له سنام واحد ، يختلف عن الجمل ذي السنامين الذي يصغره حجما و لكنه يتفوق عليه بالسرعة .
لقد وجد للجمل عند العرب مئات الأسماء ، في حين وجد له القليل من الأسماء عند جيرانهم ، وكان المديانيون ( وهم عرب آل مدين الذي يرده المؤرخون الى أنه أحد أبناء ابراهيم عليه السلام من أم عربية اسمها قنطورة ) يعتنون بالجمال ، حتى أنه ذكر أنه كان لأيوب عليه السلام ألفان من الإبل .
وقد سمي الجمل جملا ، لتجمله بالصبر ، و سرعته على الإنتقام ..
الحصان :
لم يعرف عرب الجزيرة الخيل إلا قبل الميلاد بمائتي عام ، وقيل أنها انتقلت إليهم من العراق أو مصر ، والمعروف أن موطن الخيول القديمة التي انتشرت قبل التاريخ ، كان من منطقة بحر قزوين ..
والخيل أسرع من الإبل ، لكنها لم تتحمل أجواء الجزيرة و تضاريسها ، وكانت تستخدم للزينة عند الميسورين من الناس .. وحتى في المعارك الإسلامية الأولى لم تكن أعداد الخيول بالكثرة التي تذكر .. وقد ورد بالقرآن الكريم ، اقتران الخيل بالقوة ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ) .
البغال :
البغال معروفة بقوة تحملها الكبرى في مناطق مختلفة من العالم ، وهي هجين بين أنثى الخيل و ذكر الحمار .. وقد حرم العبرانيون على أنفسهم استخدام أو اقتناء البغال ، حتى أحل استخدامها النبي (داوود ) .. وهم جيران العرب .
أما المسلمين ، فقد ذكر أن أول بغلة رئيت في الإسلام هي ( دلدل ) وهي بغلة أهداها ( المقوقس ) للرسول صلى الله عليه و سلم ، هي وحمار اسمه (عفير) .
الحمير :
يعتقد الباحثون أن استخدام الحمار في جزيرة العرب هو أقدم من استخدام الجمل ، و قد اتصف بسهولة انقياده و تحمله ، ووصف بالبلادة لذلك ، ليس عند العرب وحدهم بل عند كل شعوب الأرض ، و أنثى الحمار عند العرب (أتان) وعند العبرانيين ( أتون ) ..
الأبقار و الأغنام :
عرفت التجمعات السكانية الريفية الأبقار ، وكانوا يستفيدون من حليبها و استخدامها للحرث ، أما البادية فلم تقتنيها لارتفاع كلفة تربيتها و عدم ملائمتها لجوهم ، بل حتى كان من يقتنيها يقابل بنظرة احتقار من لدن أهل البادية .
حيوانات أخرى :
لقد عرف العرب الأسد ، وقد قل ظهوره مع ظهور الإسلام ، وقد وجد له العديد من الأسماء ، وكانت المناطق التي يكثر بها الأسد تسمى مآسد وواحدتها مأسدة .. كما عرفوا النمر والفهد و الضبع و الضب و الثعلب و البازي و العقاب و ابن آوى و السمك و الذباب و البعوض و الأفاعي و العقارب والنعام والقرود و الخنازير و الغراب و البوم والهدهد ..
ــــــ المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام / د جواد علي / دار العلم للملايين 1964 | |
|
| |
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : فى قلب الحدث الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : خريج قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 2499 العمر : 37 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 17:50 | |
| النباتات في جزيرة العرب قبل الإسلام :
إذا كان الجمل ( البعير ) هو الحيوان الذي رافق العربي في جزيرة العرب كحيوان ضروري ، فإن (النخلة ) كانت الشجرة والنبتة الأكثر أهمية بين النباتات عندهم ، فكانت تشكل لهم مصدرا هاما في تغذيتهم و تداويهم و خمرهم ، كما كانوا يستخدمون خشبها في أعمال البناء ، وكذلك سعفها و ليفها .
وكانت النخلة التي تزرع حيثما وجد الماء ، تشكل رمزا للغنى و الوجاهة ، ومصدرا هاما في تكوين رأس المال .. وقد تخصص اليهود في زراعتها ، وبيع تمرها . وبقيت سعفة النخيل رمزا للاحتفال و التكريم ، وقد وجدت نقوشها في الآثار القديمة . وقد زينوا بها معابدهم ، فكانت النخلة سيدة النباتات دون منازع ، ليس عند عرب الجزيرة فحسب ، بل عند كل الشعوب السامية .
أما الكروم ( العنب ) فقد ذكر العلماء أن النبط قد أدخلوها لجزيرة العرب في القرن الرابع الميلادي لكل من الحجاز و اليمن ، وقد أتوا بها من بلاد الشام . كذلك أدخل النبط زراعة الرمان والمشمش والتفاح و غيرها ، حيث زرعت في الطائف و مناطق اليمن ..
أما أشجار الأخشاب ، فقد تبين أن العرب كانوا يستوردون الخشب من الهند وإفريقيا لصناعة سفنهم ، لندرة الأشجار الضخمة إلا في المناطق الجبلية الماطرة . وقد كان بعض الغابات في منطقة (حسمى ) و بعض مناطق الحجاز ، وعرف عرب الجزيرة إلها اسمه ( ذو غابة ) . وعرفت مناطق مثل اليمن وعمان نمو الغابات بها .
وقد عرف عرب الجزيرة شجر (السدر ) .. وكانت شجرة قوية ترتفع عدة أمتار عن الأرض ، تعطي ثمرة ( النبق ) .. لا تحتاج كثيرا من الماء ، اكتسبت أهميتها لما توفره من ظل للذين يقطعون الصحراء الحارة الجافة ، فما أن يصادفوها في واحة في طريقهم ، حتى ينعموا بظلها وينسوا عناء سفرهم هم وإبلهم ، ويتذكروها .. حتى أن بعض العبرانيين قد عبدوها ، وكانوا يعتقدون أنها تتلقح من القمر .. فاعتبروها آلهة أنثى و القمر إله ذكر .
وقد عرف عرب الجزيرة أشجارا مثل (الغضى) المشهور في فحمه وجمره ، والأدراك ، والسمح ، والصعتر . أما الحبوب والبقول فقد عرف القمح والشعير و الحمص و الفول والعدس والأرز والذرة و السمسم ، وقد نأتي على ذكرها في الحديث عن الزراعة عند عرب ما قبل الإسلام .
كما استورد عرب ما قبل الإسلام بعض الخضراوات مثل البطيخ من فارس ، والذي كان يسمى (خربز ) ..
أما البخور واللبان و الصمغ ، فقد كان يشكل في الأزمنة الغابرة مصدرا للثراء كما يشكل النفط الآن لأهل الجزيرة .. وقد كان يستخرج في مناطق ظفار و مسقط وبعض نواحي اليمن .
وقد تفوقت اليمن بفنون أهلها بمعرفة النباتات وزراعتها عن دون مناطق جزيرة العرب ، فكان عندهم ثلاث مستويات من تبدل الطقس ، بارد ، معتدل ، دافئ ، عرفوا نباتات كل طقس .. و تفننوا في إقامة المدرجات و المصاطب الزراعية ، وعمل السدود .. الخ .
ونظرا للمناخ القاسي الذي يلف جزيرة العرب ، فإن غير أبناءها يستغربون طباعهم و ما يثيرهم وما يفرحهم ، فقد يستغرب باحث أوروبي قادم من حوض نهر الدانوب ، لماذا يتقاتل أخوان عرب على غدير ماء به عدة أمتار مكعبة من الماء .. كما قد يستغرب أحدهم لماذا يتم التغزل بريح الصبا و اكتمال البدر .. ولعن ريح السموم !
| |
|
| |
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : فى قلب الحدث الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : خريج قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 2499 العمر : 37 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 17:51 | |
| الأمطار والمناخ وتوزيع السكان :
أينما يوجد الماء ، توجد الحياة .. هذه حقيقة أكدها رب العزة في قوله : (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ) الأنبياء 30
حبا الله أرض اليمن وأجزاء من أرض عمان بمناخ متنوع و أمطار وفيرة في بعض الأمكنة ، فكانت اليمن من أكثر بقع الجزيرة العربية كثافة بالسكان ، وأكثر المناطق العربية التي هاجر منها العرب ، فاستوطنوا في بقاع قريبة وبعيدة ، حتى وصلوا شواطئ البحر المتوسط الشمالية . فدولة الحيرة ودولة الغساسنة ، قبل الإسلام ، أصولهم من اليمن .. واليوم تضخ اليمن موجات مهاجرة لكل بقاع الأرض ..
لقد أطلق العرب على المطر اسم ( الغيث ) ، لأنه يغيثهم من جوعهم وعطشهم ويوفر لحيواناتهم المرعى فيكثر لبنها و يزداد عددها .. وكانت الحواضر المستقرة تقع في مناطق يتوفر بها الماء ، فتكتسب تلك الحاضرة أهميتها لوفرة الغذاء والماء لأهلها ومن يصلها في طرق سفره .. في حين تتنقل القبائل العربية ، تتبع مصادر الرعي و الماء أينما وجدت ، وكانت تلك الصفة هي الأكثر عند عرب الجزيرة الذين كانت أمطار مناطقهم تتذبذب بين زخات بسيطة أو أمطار تنزل كأفواه القرب تصنع السيول و الغدران والواحات المؤقتة ، فتتجمع حولها الأعراب ، ثم تنتقل عندما تستنزف ما يوفر الحياة بها .
وقد تدمر السيول مدنا ، أو تغور في الأرض (الرمال) لتكون قريبة أو بعيدة تستثمر في أشكال ما ، وقد تغور في داخل البحر مكونة عيونا قرب الشاطئ كما في حالة (الخليد) بين البحرين والساحل .. وقد عانت مكة وبعض الحواضر من السيول الغاضبة ، كما تحايل أهل اليمن على السيول و أنشئوا السدود . وقد وجد رجال الآثار مواقع لسدود قديمة قبل الإسلام في مواضع كثيرة .
أما سكان الجبل الأخضر في عمان ، فيعتبروا من السعداء حيث تصطدم الأبخرة في قمم الجبال ، فتفرغ غيومها حمولتها من الماء ، لتسيل على سفوح الجبال مكونة بقاعا خضراء تزهو بتفوقها على ما حولها من الصحراء الجافة .
وحيث كانت السيول والنهيرات و الأودية و الإحساء ، تتكون تجمعات سكنية تعيش على هوامشها .. ورسمت الخطوط وطرق المواصلات بحيث يرتاح المسافر في تلك النقاط المخضرة .. وانتعش سكان تلك المناطق ببيعهم الغذاء وتزويد المسافرين بحوائجهم ، كما تطورت تلك التجمعات السكنية لتصبح فيما بعد نقاطا تجارية ، تجمع المنتوجات المحلية والمستوردة وتبيعها لمن يحل بها .
كما كانت النقاط الواقعة على السواحل البحرية ، تستقبل البضائع والتجار وحتى المهاجرين .. ففي السواحل الغربية والجنوبية الغربية ، تجمعت أعراق إفريقية وأوروبية ، واختلطت بالعرق العربي المتأصل في تلك المنطقة ، أما في السواحل الشرقية والشرقية الجنوبية فاختلطت الأجناس الآسيوية وبالذات الهندية والفارسية مع سكان المنطقة الأصليين .. كما أن سكان السواحل الأصليون قد انتشروا حتى وصلوا الى إندونيسية و سواحل إفريقيا الجنوبية الشرقية .
أما السكان الذين لم يكونوا يرتبطوا بتجمعات ثابتة ، وكانوا الأغلبية (قبل الإسلام ) .. فطغى التنقل على صفاتهم ، فانتقلوا بموجات متتالية حتى حلوا في العراق و(كرمان ) الساحل الإيراني الجنوبي ، ووصلوا الى ضفاف المحيط الأطلسي في حركة دءوبة لم تتوقف إلا عند نشوء الدول القطرية الحديثة . | |
|
| |
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : فى قلب الحدث الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : خريج قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 2499 العمر : 37 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 17:52 | |
| الطرق البرية
من نتائج غلبة الطبيعة الصحراوية على أرض جزيرة العرب ، أن انحصر امتداد شرايين المواصلات فيها في أماكن خططتها الطبيعة نفسها للإنسان ، فجعلتها تسير بمحاذاة الأودية ومواضع المياه والآبار ، وهي السبل الوحيدة التي يستطيع المسافر ورجال القوافل كي يستريحوا في مواضع منها ويحملوا منها الماء . وتنتهي رؤوس هذه الطرق بالعراق وببلاد الشام في الشمال وبالعربية الجنوبية وبموانئها في الجنوب ، وهناك طرق أخرى امتدت من العربية الشرقية إلى العربية الغربية ، ولها مراكز اتصال بالطرق الطولية الممتدة من الشمال إلى الجنوب في الغالب .
وقد أقيمت في مواضع من هذه الطرق مواضع سكنى ذات مياه من عيون أو آبار ، عاشت ونمت بفضل منة مائها عليها ، فصارت منازل مريحة لرجال القوافل يحمدون آلهتهم عليها ، ويحمد أصحاب ذلك الماء آلهتهم على منتها عليهم بإعطائهم ذلك الكنز العظيم الذي أعانهم على العيش وجلب لهم كرم التجار .
وفي العقد الحساسة من هذه الطرق نشأت المستوطنات ، ومواطن السكنى القديمة انتشرت في أماكن متباعد بعضها عن بعض في الغالب ، فكان لهذا التوزيع أثر كبير في الحياة الاجتماعية والحياة السياسية والعسكرية ، ولا شك . وما الطرق الحالية التي يسلكها الناس اليوم إلا بقية من بقايا تلك الطرق القديمة التي ربطت أجزاء الجزيرة بعضها ببعض ، كما ربطت الجزيرة بالعالم الخارجي .
ونجد في مخلفات تلك المستوطنات مواد مستوردة من مواضع بعيدة ، هي دليل بالطبع على إن الإنسان كان يقطع الطرق قبل الميلاد بمئات من السنين ليتاجر ويبيع ويشتري دون إن يبالي ببعد المسافة وطول الشقة وصعوبة الحصول على وسائل النقل وما يتعرض له ، وهو في طريقه إلى هدفه ، من مخاطر وأهوال .
وتعد "نجران" من أهم المواضع المهمة الحساسة في شبكة المواصلات البرية قبل الإسلام ، ففيها تلتقي طرق المواصلات الممتدة في الجنوب ، وفيها يتصل الطريق البري التجاري المهم الممتد إلى بلاد الشام ، فيلتقي بطريق العربية الجنوبية ومنها يسير الطريق المار إلى "الدواسر" فالأفلاج فاليمامة أو ساحل الخليج ومنه إلى العراق .
ولم تموّن الطرق البرية المارة بالعربية الشرقية أي "ساحل الخليج" العراق بتجارة جزيرة العرب وبالمواد المستوردة إليها من الهند ، بل موّنتها بموجات من البشر منذ آلاف السنين قبل الميلاد . فقد كانت القبائل العربية النازحة من الجنوب لأسباب متعددة تحطّ رحالها على هذا الساحل ، انتهازاً لفرصة ملائمة ترحل خلالها إلى العراق لتستقر فيه . وقد سلكت أكثر القبائل العربية التي استوطنت العراق هذا السبيل حينما هاجرت إليه قبل الميلاد وبعده أيضاً . | |
|
| |
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : فى قلب الحدث الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : خريج قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 2499 العمر : 37 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 17:53 | |
| صلات العرب بالساميين
لاحظ المعنيون بلغات "الشرق الأدنى" وجود أوجه شبه ظاهرة بين البابلية والكنعانية والعبرانية والفينيقية والآرامية والعربية واللهجات العربية الجنوبية والحبشية والنبطية وأمثالها ، فهي تشترك أو تتقارب في أمور أصلية وأساسية من جوهر اللغة ، وذلك في مثل جذور الأفعال ، وأصول التصريف ، تصريف الأفعال ، وفي زمني الفعل الرئيسيين ، وهما: التام والناقص ، أو الماضي والمستقبل ، وفي أصول المفردات والضمائر والأسماء الدالة على القرابة الدموية والأعداد ، وبعض أسماء أعضاء الجسم الرئيسية ، وفي تغير الحركات في وسط الكلمات الذي يحدث تغيراً في المعنى .
وفي التعبيرات التي تدل على منظمات للدولة ، والمجتمع والدين ، وفي أمور مشابهة أخرى ، فقالوا بوجوب وجود وحدة مشتركة كانت تجمع شمل هذه الشعوب ، وأطلقوا على ذلك الأصل ، أو الوحدة "الرس السامي" أو "الجنس السامي"، أو "الأصل السامي"، أو "السامية، "Aemites" "Ahemites" "Semitic Race" وعلى اللغات التي تكلمت وتتكلم بها هذه الشعوب "اللغات السامية" ، "Semitic Languages"
وقد أخذ من أطلق هذه التسمية ، تسميته هذه من التوراة . أخذها من اسم "سام بن نوح" ، جدّ هذه الشعوب الأكبر ، كما هو وارد فيها . وأول من أطلقها وأذاعها بين العلماء على هذه الشعوب ، عالم نمساوي اسمه "أوغست لودويك شلوتسر" August Ludeig Schlostzer أطلقها عام "1781 م" فشاعت منذ ذلك الحين ، وأصبحت عند العلماء والباحثين في موضوع لغات الشرق الأدنى علماً للمجموعة المذكورة من الشعوب وقد أخذ "آيشهورن" "Joh. Cotte. Eichhorn" هذه التسمية ، وسعى لتعميمها بين العلماء علماً على الشعوب المذكورة.
وفي عام (1869م) قسم العلماء اللغات السامية إلى مجموعتين : المجموعة السامية الشمالية ، والمجموعة السامية الجنوبية وتتألف المجموعة الشمالية من العبرانية والفينيقية والآرامية والآشورية والبابلية والكنعانية . و أما المجموعة الجنوبية ، فتتألف من العربية بلهجاتها والحبشية . وعمم استعمال هذا الاصطلاح بينهم وأصبح موضوع (الساميات) من الدراسات الخاصة عند المستشرقين ، تقوم على مقارنات وفحوص (أنتولوجية) و (بيولوجية) وفحوص علمية أخرى ، فضلا عن الدراسات التاريخية واللغوية والدينية .
وهذه القرابة الواردة في التوراة ، وذلك التقسيم المذكور فيها للبشر ، لا يستندان إلى أسس علمية أو عنصرية صحيحة ، بل بنُيت تلك القرابة ، ووضع ذلك التقسيم على اعتبارات سياسية عاطفية وعلى الآراء التي كانت شائعة عند شعوب العالم في ذلك الزمان عن النسب والأنساب وتوزع البشر. فحشرت التوراة في السامية شعوباً لا يمكن عدها من الشعوب السامية ، مثل )العيلاميين (Elam و )اللودبين( "Ludim" "Lud"، وأقصت منها جماعة من الواجب عدّها من الساميين ، مثل (الفينيقيين) و (الكنعانيين ) وقد مررنا على هذه النقطة في مادة (من هم الكنعانيون؟) .
ويرى "بروكلمن" إن العبرانيين كانوا قد تعمدوا إقصاء الكنعانيين من جدول أنساب سام ، لأسباب سياسية ودينية ، مع أنهم كانوا يعلمون حق العلم ما بينهم وبين الكنعانيين من صلات عنصرية ولغوية .
وقد رَجَع الإصحاح العاشر من التكوين نسب الفينيقيين و السبأيين إلى حام جد الكوشيين ، ذوي البشرة السوداء ، مع أنهم لم يكونوا من الحاميين ، وقد يكون ذلك بسبب وجود جاليات فينيقية وسبأية في افريقية ، فعدّ كتبة التوراة هؤلاء من الحاميين.
وقد عرف المسلمون اسم ( سام بن نوح) ، وقد كان لا بد لهم من البحث عن أولاد (نوح) لما لذلك من علاقة بما جاء عن (نوح) وعن الطوفان في القرآن الكريم . و قد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (سام أبو العرب) ، و( يافث أبو الروم ) ، و( حام أبو الحبش) ، وقد روى (الطبري) جملة أحاديث عنه في هذا المعنى . و قد لوحظ بأنها كلها وردت من طريق (سعيد بن أبي عروبة) عن (قتادة) عن (الحسن) عن (سمرة بن جندب) ، و هي في الواقع حديث واحد ، و لا يختلف إلا اختلافا يسيرا في ترتيب الأسماء أو في لفظ أو لفظين .
ومن هنا يجب إن يدرس هذا الحديث و كل الأحاديث المنسوبة إلى الرسول في هذا الباب دراسة وافية ، لنرى مدى صحة نسبتها إلى الرسول ، كما يجب دراسة ما نسب إلى عبد الله بن عباس أو غيره في هذا الشأن ، فإن مثل هذه الدراسات تحيطنا علما برأي المسلمين أيام الرسول و بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى في نسبتهم إلى سام بن نوح .
وقد قسم بعض علماء الساميات المحدثين اللغات السامية إلى أربع مجموعات هي : المجموعة السامية الشرقية ومنها البابلية والآشورية ، والمجموعة الشمالية ومنها الأمورية والأرمية ، والمجموعة الغربية ومنها الكنعانية والعبرانية والموابية والفينيقية ، والمجموعة الجنوبية ومنها المعينية والسبئية والإثيوبية والعربية والأمهرية . ويلاحظ إن واضعي هذا التقسيم لم يراعوا في وضعه التطورات التاريخية التي مرت بها هذه اللغات بل وضحوا تقسيمهم هذا على أسس المواقع الجغرافية لتلك الشعوب .
| |
|
| |
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : فى قلب الحدث الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : خريج قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 2499 العمر : 37 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 17:54 | |
| الهجرات السامية :
قبل أن ندخل في موضوع الهجرات السامية، لا بد من التنويه بأن هناك من يعتقد أن أصل الساميين هو من بلاد القفقاس، ولهم حججهم في ذلك،ويذهب من يتبنى تلك النظرية أن أرمينيا هي مكان رسو سفينة نوح وهي البقعة التي يفترض أن تكون موطنا للساميين. وكان من بين تلك النظريات من يقول أن أصل الساميين من إفريقيا وحججهم أقوى من حجج الذين يقولون بالقفقاس كمنشأ للساميين .
فيقول أصحاب نظرية أن أفريقيا هي الموطن الأصلي للساميين بأن خطوط الهجرة كانت من سيناء الى الجزيرة العربية ومن الصومال وهو الموطن الذي يعتقد البعض بأنه المكان الأساس للساميين، حيث دخلوا الى الجزيرة عن طريق باب المندب، وكانت حجج هؤلاء العلماء أن أسماء سامية وجدت في مصر و الحبشة و الصومال، في الأزمنة القديمة، كما أن للغة و الكتابة نصيب في استناد أصحاب تلك النظرية، إذ يعيدون لغة إثيوبيا الى اللغة اليمنية القديمة وخط قريب جدا من (المسند) .. ولكن يقول معارضو هذا الرأي أن هذا ليس دليلا كافيا، فقد تكون الهجرة من الجزيرة العربية نحو إفريقية، وقد يكون هؤلاء السكان تواجدوا قبل حدوث الشرخ الذي تشكل به البحر الأحمر كفاصل طبيعي بين الجانبين : الإفريقي و الآسيوي ..
لكن القسم الأعظم من العلماء قد تيقنوا بالاتفاق، على أن منطقة الجزيرة العربية وبلاد مابين النهرين وبلاد الشام هي الموطن الأصلي للساميين ..
هجرات الساميين والآراء حولها :
يتفق معظم العلماء على أن الهجرة كان وراءها التزاحم على الرزق، وعدم تحمل المكان الأصلي لسكانه، فيضطرون للهجرة. ثم يدعم هذا الرأي أصحاب نظرية أن جزيرة العرب هي موطن الساميين، فيقولون : أن تلك البلاد كانت من أخصب بقاع الأرض وأن تحولات مناخية قد طرأت عليها، أجبرت السكان على التفكير بالهجرة ..
وقد عين بعض العلماء تلك المرحلة التي طرأ فيها التغيير، بأنها كانت ملازمة للفترة التي حدثت في أوروبا والتي تحولت من مساحات جليدية الى أراض رخوة من ذوبان الثلوج، فقد تأثر مناخ الجزيرة العربية، بتحولها الى منطقة جافة مرتفعة الحرارة .. وقد استمرت الهجرات من الجزيرة في عدة حقبات ، وقدر للحقبة بألف سنة، يعني أن الهجرة استمرت آلاف السنين ..
ويستند بعض العلماء الى حقيقة جغرافية ملموسة، وهي انخفاض منسوب الماء الأرضي المقرون بانخفاض منسوب مياه المساحات المائية، سواء كانت بحار أو أنهار أو بحيرات، ويعزو عالم طبقات الأرض ( فلي) وأيده عالم آخر اسمه ( تويجل Twitchell )، من خلال فحص آبار في الخرج و تهامة ومناطق أخرى، أن الماء الأرضي قد انخفض زهاء 27 قدم ، وأرجعوا ذلك الى هبوط الضغط الجوي لاختلاف الظواهر المناخية، وقد ذهب غيرهما أن مياه البحر الأحمر قد انخفضت حوالي 25قدم .. ولكن علماء آخرون وبعد فحص قصة فرعون وموسى عليه السلام، أن الماء لم ينخفض بهذا الكم، بل انخفض زهاء ستة أقدام فقط منذ 3000سنة ..
أما مياه الخليج العربي، فقد انخفضت خلال ألفين من الأعوام ما بين خمسة الى عشرة أقدام .. وقد استدلوا على ذلك بوجود (سبخات ) في الحساء والقطيف ، كذلك ذهب بعضهم الى أن الربع الخالي وفي مكان منخفض معروف اسمه (أبو بحر) فيعتقدون أنه كان متصلا بالبحر العربي ..
كما أن السواح كانوا يعثروا في سياحتهم على صدف ومحار في المناطق الصحراوية شبيهة بتلك التي تكون في المياه العذبة، وكان من أبرز العلماء أصحاب النظريات المفصلة حول جزيرة العرب الإيطالي ( كيتاني) الذي سنفرد لنظريته حديثنا المقبل ..
| |
|
| |
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : فى قلب الحدث الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : خريج قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 2499 العمر : 37 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 17:55 | |
| نظرية الإيطالي (كيتاني) حول جزيرة العرب:
أحيانا يجد القارئ في الكتب العربية القديمة، ومن خلال أشعار شعراء الجاهلية ذكر لحيوانات كالأسد وحمار الوحش والريم (بقر الوحش) وأشجار ضخمة، ويتساءل القارئ: هل ذلك من ضرب الخيال، أم أن تلك المناظر قد اختفت من المشهد في الجزيرة العربية، ولماذا اختفت وغير ذلك من الأسئلة..
لقد أجاب الإيطالي (كيتاني) على تلك الأسئلة وغيرها، من خلال نظرية وضعها قائلا: أن جزيرة العرب كانت لفترات طويلة جدا عبارة عن أمكنة وفيرة الخصوبة مثيرة للابتهاج، وقد أرجع فكرة (جنة عدن) أنها في الجزيرة العربية، وأن ذكر الجنة في التوراة يقصد به جزيرة العرب، لكن الظروف قست عليها ودفعت بسكانها الى التفكير بالهجرة خارجها وتنفيذ ذلك التفكير، فكانت (برأيه) معظم الهجرات العظيمة قد حدثت بين عامي 2500 و1500 قبل الميلاد. ولكنه يرجع التغير المناخي الى حوالي عشرة آلاف سنة قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام، إلا أن سكان الجزيرة لم يبدءوا بالإحساس بقسوة التغيير إلا بعد حدوثه بخمسة آلاف سنة.
ويتصور (كيتاني) أن سكان جزيرة العرب وهم (الساميون) حسب نظريته، كانوا ينعمون بأنهار وفيرة المياه، وقد حددها بوادي الحمض ووادي الرمة ووادي الدواسر ووادي السرحان، والتي كانت تتغذى من المرتفعات المحاذية لها.
وقد وافقه المستشرق الألماني(فرتز هومل) الذي أصر على أن أنهار جنة عدن المذكورة في التوراة هي أودية (الدواسر والرمة والسرحان وحوران ). وشاركهما في ذلك (كلاسر) الذي اعتقد جازما أن نهري (جيحون وفيشون) المذكورين بالتوراة هما في جزيرة العرب.
وقد اعتقد (كيتاني) أن الجزيرة كان بها أفيال وبالذات في أرض (مدين) وأن الصيادين كانوا يخرجون لصيدها باستمرار.. وقد قسم (كيتاني) أرض جزيرة العرب الى قسمين: الغربي المحاذي لسواحل البحر الأحمر الشرقية، وهو ذو طبيعة جبلية سكانه أكثر رقيا وقوة من سكان القسم الشرقي الذي ينحدر حتى يصل الى سواحل الخليج العربي، وأن السيطرة كانت لسكان المناطق الغربية، كما أن قسوة الظروف قد تأثر بها سكان المنطقة الشرقية، فبدأت الهجرة عندهم بوقت أبكر منه في المناطق الغربية، فاتجهوا نحو العراق أو سلكوا الخط الساحلي متجهين الى ما وراء المياه في اتجاه الهضبة الإيرانية أو إفريقيا. وبرأي كيتاني استمرت الهجرة من القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد وتوقفت عند القرن السابع الميلادي.
وقد لاقت نظرية (كيتاني) رواجا بين المؤرخين وعلماء الآثار، فامتدحها السير (توماس أرنولد) واعتبرها أهم نظرية تتحدث عن الساميين .
هجوم المستشرق (لويس موسل) على نظرية (كيتاني):
سخر المستشرق (لويس موسل) من نظرية (كيتاني) واعتبرها نظرية ينقصها الأدلة القوية.. فحاكمها من خلال :
1ـ أن اعتماد الجفاف كعامل مسبب للهجرة، يفتقر الى المنطق، ويتساءل: وهل أصبحت جزيرة العرب منطقة ماطرة وخصبة بعد القرن السابع الميلادي؟ حتى تتوقف الهجرة، ثم يضرب مثلا بأن المناطق الجافة في الجزيرة عندما حسنت الإدارات الحكومية فيها تم إعمارها في أوائل القرن التاسع عشر، مستشهدا في مناطق كثيرة في الجزيرة والأردن والعراق وسوريا، والتي لم تكن محاذية للأنهر .
2ـ ويرى (موسل) أن اختفاء الحيوانات، قد يعود لجور الإنسان وليس لقسوة الظروف.. وقد أنكر (الهمذاني) قول أن الجزيرة كان بها أسود وأفيال وغيرها.. فاعتبر (موسل) أن المسألة تحتاج المزيد من الأدلة ..
3ـ استنكر (موسل) موضوع الأنهار، حتى وإن ورد في التوراة، فبرأيه أن هذا الكلام مجرد تخمين يخلو من الحقائق العلمية ..
4ـ رد موسل قيام هيئات حكومية تشكل ما يشبه الدول (الغساسنة والمناذرة)، بأنها إدارات عشائرية قامت على أنقاض دولة (تدمر) ودولة (الأنباط) وارتبطت بمن يجاورها من إمبراطوريات (فارسية و رومانية) .. كما ينكر (موسل) ارتباط قبائل (الغساسنة والمناذرة) باليمن، ويرجع ادعائهم بذلك، هو سيطرة أهل اليمن على طرق المواصلات، فكانت تلك القبائل تدعي ارتباطها باليمن!
5ـ يرجع (موسل) ضعف عطاء الأرض وهدم سد (مأرب) الى الفساد بالحكومات وعدم انتباهها لا للعوامل الجوية ..
6ـ يعترض موسل على أن الفتوحات الإسلامية تشكل هجرة، فيقول أن فتح العراق والشام جاء بمساعدة أهالي العراق والشام الذين يلتقون مع إرادة إخوانهم في جزيرة العرب ضد الفرس والروم .. وليس بدافع ديني!
..
| |
|
| |
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : فى قلب الحدث الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : خريج قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 2499 العمر : 37 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 17:56 | |
| رأي الدكتور جواد علي في أصل الساميين:
كان الدكتور جواد علي (صاحب موسوعة المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ) ـ حتى وفاته ـ من المطالبين بشدة فرق البحث العربي في مجال الآثار و الجيولوجيا في أن يكون عملهم جادا ومثابرا وعلى نهج واضح ليستكملوا دراسات باطن الأرض في جهد عربي غير متأثر بآراء الغربيين الذين لم ينزههم عن دس غايات وتحليلات نظرية تلتقي مع أهداف دولهم من زاوية مصلحية، وتلتقي مع نظرتهم المعرفية التي تستند الى حقيقة فلسفية قوامها أن الغرب هو مركز العالم الحضاري، وما سواه ما هو إلا نشاط يأتي على هامش ذلك الجهد الحضاري ( فيكو الإيطالي ـ فلسفة التاريخ).
فلذلك رأى الدكتور جواد علي عدم الاستعجال في قبول نظريات الغرب حول موضوع الساميين مارا على كل نقطة استند عليها المحللون الذين ذكرناهم في إرجاع أصل الساميين وأسباب هجرتهم وسنلخص نظرة الدكتور جواد علي وفق رأيه من محاكمة تلك التحليلات :
أولا : إن اعتماد التقارب اللغوي بين شعوب المنطقة، باعتبار هذا التقارب مؤشرا على بدء وكيفية حركة الساميين، ما هو إلا حدس وتخمين يفتقر الى الإثباتات العلمية المستندة على تحليل مختبري يفحص بعناية ما في باطن الأرض للوقوف على تلك الدلائل.
ثانيا: إن اعتبار تغير المناخ وقسوة الجو باعتبارها محركا وسببا أساسيا في الهجرة، فهو الآخر لا يعدو كونه تخمينا لا يستند الى أي حقيقة علمية، فقد تكون الخلافات السياسية هي ما دفعت الناس لهجر مواقعهم، فالصراع بين الأحباش وأهل اليمن قد دفع قسم من اليمنيين لهجر أوطانهم، وقد يكون الصراع بين الفرس والعرب هو ما دفع الكنعانيين أو الفينيقيين لترك سواحل الخليج العربي كما تركوا سواحل المتوسط متوجهين لإفريقيا، وهنا المسألة في الحالتين ليس لها علاقة بتغير الطقس.
ثالثا: لقد تسللت الى كتب التاريخ التي أثرت فيما بعد على آراء أولئك المحللين، آراء عقائدية دينية كاليهودية المحرفة والمسيحية المستندة في رأيها التاريخي على آراء اليهودية، وقد رأينا كيف فبرك مؤرخو اليهود إبعاد الكنعانيين من نسب الساميين وإدراجهم مع الحاميين لغايات إبعادهم عن السيادة على فلسطين، وذلك في الألف الثاني قبل الميلاد. وقد تسللت تلك المفاهيم الى المؤرخين العرب كالطبري مثلا فتبنى الرؤية اليهودية دون أن يعلم، وقد أشار ابن خلدون لقضية في منتهى الذكاء عندما فند رأي اليهود بأخبارهم أنهم كان لديهم سبعمائة ألف مقاتل عندما خرجوا من مصر واستمروا في زحفهم حتى احتلوا بحر الخزر وما وراءه، فعلق على هذا النوع من الافتراء بأسلوب علمي متهكم، حيث استند في محاكمته لتلك الفرية باعتماد القرآن الكريم، بأن موسى عليه السلام قد تزوج بنت شعيب عليه السلام وشعيب هو الابن الخامس (أي من الجد الخامس) لمدين ومدين هو أحد أبناء ابراهيم عليه السلام من أم اسمها (قنطورة) لم يذكرها القرآن وتجاهلها اليهود في كتاباتهم، فتبنى كل المؤرخين رأي اليهود، وإن كان كذلك، فكيف لخمسة أجيال من شخص واحد أن تكون سبعمائة ألف مقاتل، ثم يضيف ابن خلدون، أنه لم يعثر في قراءاته على تاريخ منطقة الخزر أنها تعرضت لغزو يهودي في تلك الفترة التي يشير إليها اليهود.
رابعا: إن الهجرة أو الهجرات لم تكن في اتجاه واحد فقد كانت تأخذ عدة اتجاهات فقد يخرج من جزيرة العرب ناس ثم يأتي إليها آخرون، كذلك العراق وبلاد الشام، ولم تكن الهجرات من صنف واحد من الناس، بل أجناس مختلفة تأتي وتنصهر لتذوب في شكل جديد، فلا لون البشرة ولا شكل الجمجمة ولا لون العينين ولا الأنف بقي صافيا 100% لأي جنس بشري على الكرة الأرضية.
خامسا: إن اعتماد الخرائب كدلائل أن تلك المناطق كانت عامرة، فهدمت وخُربت بسبب تغير الجو أو غيره، فإنها دلالة ضعيفة جدا، فقد تكون تلك الخرائب لأقوام لهم شأنهم لكنهم هجروها في فتوحاتهم واحتلالهم لمناطق أكثر راحة فاستوطنوا بتلك المريحة وتركوا تلك لتخرب. أو قد يكون أن خطوط النقل قد تغيرت من مكانها فلم يعد يمر بتلك الخرائب التي كانت عامرة تجار ومسافرين ليبقوا شروط الحياة فيها، فتركها أصحابها الى لا عودة فخربت ..
ينهي الدكتور جواد علي رأيه المطالب بالتريث وعدم الاستعجال، بقوله إن علينا قبل أن نبحث بأصل الساميين وموطنهم أن نبحث عن موطن البشرية، وهل هو موطن واحد أم أكثر .. وهذا يتطلب مزيدا من التنقيب والبحث والصبر ..
| |
|
| |
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : فى قلب الحدث الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : خريج قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 2499 العمر : 37 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 17:56 | |
| طبيعة العقلية العربية
لكل أمة عقلية خاصة بها، تظهر في تعامل أفرادها بعضهم مع بعض وفي تعامل تلك الأمة مع الأمم الأخرى، كما أن لكل أمة نفسية تميزها عن نفسيات الأمم الأخرى، وشخصية تمثل تلك الأمة،وملامح تكون غالبة على أكثر أفرادها، تجلها سمة لتلك الأمة تجزها عن سمات الأمم الأخرى.
والعرب مثل غيرهم من الناس لهم ملامح امتازوا بها عن غيرهم، وعقلية خاصة بهم. ولهم شمائل عرفوا واشتهروا بها بين أمم العالم، ونحن هنا نحاول التعرف على عقلية العربي وعلى ملامحه قبل الإسلام، أي قبل اندماجه واختلاطه اختلاطاً شديداً بالأمم الأخرى، وهو ما وقع وحدث في الإسلام.
وقد بحث بعض للعلماء والكتاب المحدثين في العقلية العربية، فتكلموا عليها بصورة عامة، بدوية وحضرية، جاهلية وإسلامية. فجاء تعميمهم هذا مغلوطاً وجاءت أحكامهم في الغالب خاطئة. وقد كان عليهم التمييز بين العرب الجاهلين والعرب الإسلاميين، وبين الأعراب والعرب، والتفريق بين سكان البواطن آي بواطن البوادي وسكان الأرياف وسكان أسياف بلاد الحضارة. ثم كان عليهم البحث عن العوامل والأسباب التي جعلت العرب من النوعين: أهل الوبر وأهل الحضر، تلك الجبلة، من عوامل إقليمية وعوامل طبيعية أثرت فيهم، فطبعتهم بطابع خاص، ميزهم عن غيرهم من الناس. بل إن الحديث عن العقلية العربية، حديث قديم، ففي التوراة شيء عن صفاتهم و أوصافهم، كوّن من علاقات الإسرائيليين بهم، ومن تعاملهم واختلاطهم بالعرب النازلين في فلسطين وطور سيناء أو في البوادي المتصلة بفلسطين. ومن أوصافهم فيها: أنهم متنابذون يغزون بعضهم بعضاً، مقاتلون يقاتلون غيرهم كما يقاتلون بعضهم بعضاً "يده على الكل، ويد الكل عليه". يغيرون على القوافل فيسلبونها ويأخذون أصحابها أسرى، يبيعونهم في أسواق النخاسة، أو يسترقونهم فيتخذونهم خدماً ورقيقاً يقومون بما يؤمرون به من أعمال، إلى غير ذلك من نعوت وصفات.
والعرب فيَ التوراة، هم الأعراب، أي سكان البوادي، لذلك فإنّ النعوت الواردة فيها عنهم، هي نعوت لعرب البادية، أي للأعراب، ولم تكن صلاتهم حسنة بالعبرانيين.
وفي كتب اليونان والرومان والأناجيل، نعوت أيضا نعت بها العرب وأوصاف وصفوا بها، ولكننا إذا تمعنا بها وقرأنا المواضع التي وردت فيها، نرى أنها مثل التوراة، قصدت بها الأعراب، وقد كانوا يغيرون على حدود إمبراطوريتي. الرومان واليونان، و يسلبون القوافل، ويأخذون الإتاوات من التجار والمسافرين وأصحاب القوافل للسماح لهم بالمرور.
وقد وصف "ديودورس الصقلي" العرب بأنهم يعشقون الحرية، فيلتحفون السماء. وقد اختاروا الإقامة في أراضي لا أنهار فيها ولا عيون ماء، فلا يستطيع العدو المغامر الذي يريد الإيقاع بهم أن يجد له فيها مأوى. انهم لا يزرعون حَباً، ولا يغرسون شجراً، ولا يشربون خمراً، ولا يبنون بيوتاً. ومن يخالف العرف يقتل. وهم يعتقدون بالإرادة الحرة، وبالحرية. وهو يشارك في ذلك رأي "هيرودوتس" الذي أشاد بحب العرب للحرية وحفاظهم عليها ومقاومتهم لأية قوة تحاول استرقاقهم واستذلاهم. فالحرية عند العرب هي من أهم الصفات التي يتصف بها العرب في نظر الكتبة اليونان واللاتين.
وفي كتب الأدب وصف مناظرة، قيل إنها وقعت بين "النعمان بن المنذر" ملك الحيرة وبين "كسرى" ملك الفرس في شأن العرب: صفاتهم وأخلاقهم وعقولهم، ثم وصف مناظرة أخرى جرت بين "كسرى" هذا وبين وفد أرسله "النعمان" لمناظرته ومحاجته فيما جرى الحديث عليه سابقاً بين الملكين. وفي هذه الكتب أيضا رأي "الشعوبيين" في العرب، وحججهم في تصغير شأن العرب وازدرائهم لهم، ورد الكتاب عليهم. وهي حجج لا تزال تقرن بالعرب في بعض الكتب.
ومجمل ما نسب إلى "كسرى" من مآخذ زُعم انه أخذها على العرب، هو أنه نظر فوجد أن لكل أمة من الأمم ميزة وصفة، فوجد للروم حظاً في اجتماع الألفة وعظم السلطان وكثرة المدائن ووثيق البنيان، وأن لهم ديناً يبين حلالهم وحرامهم ويرد سفيههم ويقيم جاهلهم، ورأى للهند، نحواً من ذلك في حكمتها وطبّها مع كثرة أنهار بلادها وثمارها، وعجيب صناعاتها ودقيق حسابها وكثرة عددها. ووجد للصين كثرة صناعات أيديها وفروسيتها وهمتها في آلة الحرب وصناعة الحديد، وان لها ملكاً يجمعها، وأن للترك والخزر، على ما بهم من سوء الحال في المعاش وقلة الريف والثمار والحصون ملوك تضم قواصيهم وتدبر أمرهم. ولم يرَ للعرب دينا ولا حزماً ولا قوة. همتهم ضعيفة بدليل سكنهم في بوادي قفراء، ورضائهم بالعيش البسيط، والقوت الشحيح، يقتلون أولادهم من الفاقة ويأكل بعضهم بعضاً من الحاجة. أفضل طعامهم لحوم الإبل التي يعافها كثير من السباع لثقلها وسوء طعمها وخوف دائها. "وإن قرَى أحدهم ضيفاً عدّها مكرمة. وإن أطعم أكلة عدها غنيمة تنطق بذلك أشعارهم، وتفتخر بذلك رجالهم". ثم إنهم مع قلتهم وفاقتهم وبؤس حالهم، يفتخرون بأنفسهم، ويتطاولون على غيرهم وينزلون أنفسهم فوق مراتب الناس. "حتى لقد حاولوا أن يكونوا ملوكاّ أجمعين"، وأبوا الانقياد لرجل واحد منهم يسوسهم ويجمعهم.
إذا عاهدوا فغير وافين. سلاحهم كلامهم، به يتفننون، وبكلامهم يتلاعبون. ليس لهم ميل إلى صنعة أو عمل ولا فن، لا صبر لهم، إذا حاربوا ووجدوا قوة أمامهم، حاولوا جهدهم التغلب عليها، أما إذا وجسوها قوة منظمة هربوا مشتتين مبعثرين شراذم، يخضعون الغريب ويهابونه ويأخذون برأيه فيهم، ما دام قوياً، ويقبلون بمن ينصبه عليهم، ولا يقبلون بحكم واحد منهم، إذا أراد أن يفرض سلطانه عليهم.
وقد ذُكر أن أحد ملوك الهند كتب كتاباً إلى "عمر ين عبد العزيز"، جاء فيه "لم تزل الأمم كلها من الأعاجم في كلّ شق من الأرض لها ملوك تجمعها ومدائن تضمها وأحكام تدين بها وفلسفة تنتجها وبدائع تفتقها في الأدوات والصناعات، مثل صنعة الديباج وهي أبدع صنعة، ولعب الشطرنج وهي أشرف لعبة، ورمّانة القباّن التي يوزن بها رطل واحد ومائة رطل، ومثل فلسفة الروم في ذات الخلق والقانون والاصطرلاب الذي يعدل به النجوم ويدرك به الأبعاد ودوران الأفلاك وعلم الكسوف وغير ذلك من الآثار المتقنة، ولم يكن للعرب ملك يجمع سوادها ويضم قواصيها، ويقمع ظلمها وينهى سفيهها، ولا كان لها قط نتيجة في صناعة و لا أثر في فلسفة إلا ما كان من الشعر. و قد شاركتها في العجم، وذلك إن للروم أشعارا عجيبة قائمة الوزن و العروض فما الذي تفتخر به العرب على العجم فإنما هي كالذئاب العادية، و الوحوش النافرة، يأكل بعضها يعضا و يغير بعضها على بعض. فرجالها موثوقون في حَلَق الأسر. و نساؤها سبايا مردفات على حقائب الإبل، فإذا أدركهن الصريخ أتستنقذن بالعشي، و قد وطئن كما توطأ الطريق المهيع". إلى آخر ذلك من كلام.
وقد تعرض "السيد محمود شكري الألوسي" في كتابه "بلوغ الأرب"، لهذا الموضوع، فجاء بما اقتبسه منه، ثم جاء برأي "أبن قتيبة" على الشعوبية، في كتابه: "كتاب تفضيل العرب"، ثُم أنهاه ببيان رأيه في هذه الآراء و في رد "أبن قتيبة" عليها.
ولابن خلدون رأي معروف في العرب، خلاصته "إن العربي متوحش نهّاب سلاّب إذا أخضع مملكة أسرع أليها الخراب، يصعب انقياده لرئيس، لا يجيد صناعة ولا يحسن علماً ولا عنده استعداد للإجادة فيهما، سليم الطباع، مستعد للخير شجاع". وتجد آراءه هذه مدوّنة في مقدمته الشهيرة لكتابه العام في التاًريخ.
وقد رمى بعض المستشرقين العرب بالمادية وبصفات أخرى، فقال "أوليري": " إن العربي الذي يعد مثلاً أو نموذجاً، ماديّ، ينظر إلى الأشياء نظرة مادية وضيعة، ولا يقومها إلا بحسب ما تنتج من نفع، يتملك الطمع مشاعره، وليس لديه مجال للخيال ولا للعواطف، لا يميل كثيراً إلى دين، ولا يكترث بشيء إلا بقدر ما ينتجه من فائدة عملية، يملؤه الشعور بكرامته الشخصية حتى ليثور على كل شكل من أشكال السلطة، وحتى ليتوقع منه سيد قبيلته و قائده في الحروب الحسد والبغض والخيانة من أول يوم اختير للسيادة عليه ولو كان صديقاً حميم له من قبل، من أحسن أليه كان موضع نقمته، لأن الإحسان يثير فيه شعوراً بالخضوع وضعف المنزلة وأن عليه واجباً لمن أحسن.
يقول لامانس "إن العربي نموذج الديمقراطية"، ولكنها ديمقراطية مبالغ فيها إلى حد بعيد، وإن ثورته على كل سلطة تحاول أن تحدد من حريته ولو كانت في مصلحته هي السر الذي يفسر لنا سلسلة الجرائم والخيانات التي شغلت أكبر جزء في تأريخ العرب، وجهل هذا السر هو الذي قاد الأوروبيين في أيامنا هذه إلى كثير من الأخطاء، وحملهم كثيراً من الضحايا كان يمكنهم الاستغناء عنها، وصعوبة قيادة العرب وعدم خضوعهم للسلطة هي التي تحول بينهم وبين سيرهم في سبيل الحضارة الغربية، ويبلغ حب العربي لحريته مبلغاً كبيراً، حتى إذا حاولت أن تحدها أو تنقص من أطرافها هاج كأنه وحش في قفص، وثار ثورة جنونية لتحطيم أغلاله والعودة إلى حريته. ولكن العربي من ناحية أخرى مخلص، مطيع لتقاليد قبيلته، كريم يؤدي واجبات الضيافة والمحالفة في الحروب كما يؤدي واجبات الصداقة مخلصاً في أدائها بحسب ما رسمه العرف... وعلى العموم، فالذي يظهر لي أن هذه الصفات والخصائص أقرب أن تعد صفات وخصائص لهذا الطور من النشوء الاجتماعي عامة من أن تعد صفات خاصة لشعب معين، حتى إذا قر العرب وعاشوا عيشة زرعية مثلاً، تعدلت هذه العقلية". ويوافق المستشرق "براون أولري" في رمي العرب بالمادية المفرطة. ورماهم "أوليري" أيضا بضعف الخيال وجمود العواطف.
أما "دوزي" فقد رأى أن بين العرب اختلافاً في العقلية وفي النفسية، وأن القحطانيين يختلفون في النفسية عن نفسية العدنانيين. | |
|
| |
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : فى قلب الحدث الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : خريج قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 2499 العمر : 37 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 17:57 | |
| رد أحمد أمين
وقد تعرض "أحمد أمين" في الجزء الأول من "فجر الإسلام" للعقلية العربية، وأورد رأي الشعوبيين في العرب، ثم رأي "ابن خلدون" فيهم، وتكلم على وصف المستشرق "أوليري" لتلك العقلية، ثم ناقش تلك الآراء، وأبان رأيه فيها وذلك في الفصل الثالث من هذا الجزء، وتحدث في الفصل الرابع عن "الحياة العقلية للعرب في الجاهلية". وخصص الفصل الخامس ب "مظاهر الحياة العقلية"، وتتجلى عنده في: اللغة والشعر والمثل والقصص. أوجز "أحمد أمين" في بداية الفصل الثالث آراء المذكورين في العرب، وبعد أن انتهى من عرضها وتلخيصها ناقشها بقوله: "لسنا نعتقد تقديس العرب، ولا نعباً بمثل هذا النوع من القول الذي يمجدهم ويصفهم بكل كمال، وينزههم عن كل نقص، لأن هذا النمط من القول ليس نمط البحث العلمي، إنما نعتقد أن العرب شعب ككل الشعوب، له ميزاته وفيه عيوبه، وهو خاضع لكل نقد علمي في عقليته ونفسيته وآدابه وتاريخه ككل أمة أخرى، فالقول الذي يمثله الرأي الخاص لا يستحق مناقشة ولا جدلاّ، كذلك يخطئ الشعوبيون أصحاب القول الأول الذين كانوا يتطلبون من العرب فلسفة كفلسفة اليونان، وقانوناً كقانون للرومان، أو أن يمهروا في الصناعات كصناعة الديباج، أو في المخترعات كالاصطرلاب، فإنه إن كان يقارن هذه الأمم بالعرب في جاهليتها كانت مقارنة خطا، لأن المقارنة إنما تصح بين أمم في طور واحد من الحضارة، لا بين أمة مبتدئة وأخرى متحضرة، ومثل هذه المقارنة كمقارنة بين عقل في طفولته وعقل في كهولته، كل أمة من هذه الأمم كالفرس والروم مرت بدور بداوة لم يكن لها فيه فلسفة ولا مخترعات. أما إن كان يقارن العرب بعد حضارتها، فقد كان لها قانون وكان لها علم وان كان قليلاً.." ثم استمر يناقش تلك الآراء إلى أن قال: فلنقتصر ألان على وصف العربي الجاهلي، فوصفه بهذا الوصف: "العربي عصبي المزاج، سريع الغضب، يهيج للشيء التافه، ثم لا يقف في هياجه عند حد، وهو أشد هياجاً إذا جرحت كرامته، أو انتهكت حرمة قبيلته. وإذا اهتاج، أسرع إلى السيف، واحكم إليه، حتى أفنتهم الحروب، وحتى صارت الحرب نظامهم المألوف وحياتهم اليومية المعتادة." "والمزاج العصبي يستتبع عادة ذكاء، وفي الحق أن العربي ذكي، يظهر ذكاؤه في لغته، فكثيراً ما يعتمد على اللمحة الدالة والإشارة البعيدة، كما يظهر في حضور بديهته، فما هو إلا أن يفُاجأ بالأمر فيفاجئك بحسن الجواب، ولكن ليس ذكاؤه من النوع الخالق المبتكر، فهو يقلب المعنى الواحد على أشكال متعددة، فيبهرك تفننه في القول أكثر مما يبهرك ابتكاره للمعنى، وان شئت فقل إن لسانه أمهر من عقله.
"خياله محسود وغير متنوع، فقلما يرسم له خياله عيشة خيراً من عيشته، وحياة خيراً من حياته يسعى وراءها، لذلك لم يعرف "المثل الأعلى"، لأنه وليد الخيال، ولم يضع له في لغته لفظة واحدة دالة عليه، ولم يشر أليه فما نعرف من قوله، وقلما يسبح خياله الشعري في عالم جديد يستقي منه معنى جديداً ولكنه في دائرته الضيقة استطاعَ أن يذهب كل مذهب." "أما ناحيتهم الخلقية، فميل إلى حرية قلّ أن يحدّها حدّ، ولكن الذي فهموه من الحرية هي الحرية الشخصية لا الاجتماعية، فهم لا يدينون بالطاعة لرئيس ولا حاكم، تأريخهم في الجاهلية - حتى وفي الإسلام - سلسلة حروب داخلية" وعهد عمر بن الخطاب كان عصرهم الذهبي، لأنه شغلهم عن حروبهم الداخلية بحروب خارجية، ولأنه، رضي الله عنه، منح فهماً عميقاً ممتازاً لنفسية العرب.
"والعربي أحب المساواة، ولكنها مساواة في حدود القبيلة، وهو مع حبه للمساواة كبير الاعتداد بقبيلته ثم بجنسه، يشعر في أعماق نفسه بأنه من دم ممتاز، لم يؤمن بعظمة الفرس والروم مع ما له ولهم من جدب وخصب وفقر وغنى وبداوة وحضارة، حتى إذا فتح بلادهم نظر إليهم نظرة السيد إلى المسود".
ثم خلص إلى أن العرب في جاهليتهم كان أكثرهم بدواً، وان طور البداوة طور اجتماعي طبيعي تمر به الأمم في أثناء سيرها إلى الحضارة، وان لهذا الطور مظاهر عقلية طبيعية، تتجلى في ضعف التعليل، وعنى بذلك عدم القدرة على فهم الارتباط بين العلة والمعلول والسبب والمسبب فهماً تاماً، "يمرض أحدهم ويألم من مرضه، فيصفون له علاجاً، فيفهم نوعاً ما من الارتباط بين الدواء والداء، ولكن لا يفهمه فهم العقل الدقيق الذي يتفلسف، يفهم إن عادة القبيلة أن تتناول هذا الدواء عند هذا الداء، وهذا كل شيء في نظره، لهذا لا يرى عقله باًساً من أن يعتقد إن دم الرئيس يشفي من الكَلَب، أو أن سبب المرض روح شرير حل فيه فيداويه بما يطرد هذه الأرواح، أو انه إذا خيف على الرجل الجنون نجسوه بتعليق الأقذار وعظام الموتى إلى كثير من أمثال ذلك، ولا يستنكر شيئاً من ذلك ما دامت القبيلة تفعله، لأن منشأ الاستنكار دقة النظر والقدرة على بحث المرض و أسبابه وعوارضه، وما يزيل هذه العوارض،وهذه درجة لا يصل أليها العقل في طوره الأول".
ثم أورد أمثلة للاستدلال بها على ضعف التعليل، مثل قولهم بخراب سدّ مأرب بسبب جرذان حُمْر، و مثل قصة قتل النعمان لسِنمّار بسبب آجُرّة و ضعها سِنِمار في أساس قصر الخورنق، لو زالت سقط القصر.
ثم تحدث عن مظهر عن آخر من مظاهر العربية، لاحظه بعض المستشرقين و وافقهم هو عليه، هو: إن طبيعة العقل العربي لا تنظر إلى الأشياء نظرة عامة شاملة، وليس في استطاعتها ذلك. فالعربي لم ينظر إلى العلم نظرة عامة شاملة كما فعل اليوناني، كان يطوف فيما حوله؛ فإذا رأى منظرا خاصا أعجبه تحرك له، و جاس بالبيت أو الأبيات من الشعر أو الحكمة أو المثل. "فأما نظرة شاملة وتحليل دقيق لأسسه وعوارضه فذلك ما لا يتفق والعقل العربي. وفوق هذا هو إذا نظر إلى الشيء الواحد لا يستغرقه بفكره، بل يقف فيه على مواطن خاصة تستثير عجبه، فهو إذا وقف أمام شجرة، لا ينظر إليها ككل، إنما يستوقف نظره شيء خاص فيها، كاستواء ساقها أو جمال أغصانها، و إذا كان أمام بستان، لا يحيطه بنظره، ولا يلتقطه ذهنه كما تلتقطه "الفوتوغرافيا"، إنما يكون كالنحلة، يطير من زهرة إلى زهرة، فيرتشف من كل رشفة". إلى أن قال: "هذه الخاصة في العقل العربي هي السر الذي يكشف ما ترى في أدب العرب - حتى في العصور الإسلامية - من نقص وما ترى فيه من جمال".
وقد خلص من بحثه، إلى أن هذا النوع من النظر الذي نجده عند العربي، هو طور طبيعي تمر به الأمم جميعاً في أثناء سيرها إلى الكمال، نشاً من البيئات الطبيعية والاجتماعية التي عاش فيها العرب، وهو ليس إلا وراثة لنتائج هذه البيئات، "ولو كانت هنالك أية أمة أخرى في مثل بيئتهم، لكان لها مثل عقليتهم، و أكبر دليل على ذلك ما يقرره الباحثون من الشبه القوي في الأخلاق والعقليات بين الأمم التي تعيش في بيئات متشابهة أو متقاربة، وإذ كان العرب سكان صحارى، كان لهم شبه كبير بسكان الصحارى في البقاع الأخرى من حيث العقل والخلق". | |
|
| |
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : فى قلب الحدث الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : خريج قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 2499 العمر : 37 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 17:58 | |
| طبقات العرب
بدءا، علينا أن نحذر الأخذ بكل تفاصيل ما أورده المؤرخون العرب عن طبقات العرب، والذين يكادون أن يتفقوا على فكرة العرب العاربة (الموغلة في القدم) والعرب المستعربة (جرهم وما نتج عنها من قبائل العدنانيين)، ليس لشيء، إلا لتصورنا للظرف التي وضعت به تلك النظريات، ولتطويع تلك النظريات ومقاربتها مع القرآن الكريم، ثم أخيرا للدور الذي قام به المؤرخون اليهود والفرس و أهل اليمن وأهل الشام الذين نشطوا نشاطا هائلا في عهد معاوية بن أبي سفيان الذي كان مغرما بقصص التاريخ القديم، فاجتمع بحضرته الكثير من المؤرخين أو الرواة والقصاصين الذين زودوا عاشقين الأساطير والقصص القديمة بالكثير مما ينشدوه.
فتقسيم البشرية الى ثلاثة أقسام هم (سام وحام ويافث ) وهم أبناء نوح عليه السلام الذين نجوا من الطوفان، تقسيم كان يريح من يرغب بإخضاع التطور البشري لهذا النمط من التفسير، ومسألة الطوفان قد ذكرت في النقوش السومرية قبل التوراة وقبل القرآن الكريم، لكننا نعود للقرآن الكريم ليحسم مسألة تحديد النسل البشري بهؤلاء الثلاثة الذين نجوا من الطوفان، فلن نجد أصلا أنه حدد عددهم بثلاثة فقد يكونوا ثلاثة وقد يكونوا ثمانين كما في بعض الروايات .. وإن سلمنا بكونهم ثلاثة فمن أين جاء سكان أمريكا القدماء وسكان أستراليا، وإن قال أحدهم أنهم هاجروا بعد مسألة الطوفان، فلماذا هاجروا وهم قلة تكفيهم المساحات المتوفرة في العالم القديم .. وإن لم تكفيهم فكيف لهم الهجرة بوسائط نقل بحرية متواضعة، وكيف صمدوا بالبحر؟ وإن صمدوا فكيف لهم أن يحددوا كمية المؤن التي سيأخذونها معهم في هجرتهم. وقد يقول قائل أنهم هاجروا قبل انفصال مواطنهم عن العالم القديم!
كل ذلك يصنع ارتباكا في تتبع تلك المسائل التي حصرنا بها المؤرخون الذين استندوا للتوراة الذي كتبه اليهود بطريقتهم ولهم ولمناقشة الظروف الموضوعية المحيطة بهم، باعتبارهم محور الحديث والبحث، فيأخذون من الحضارة السومرية والبابلية بتصورات شعوبها لينسبوه لأنبيائهم أو حتى لله عز وجل. ثم يأتي المؤرخون الإسلاميون فتتسلل المعتقدات اليهودية الى كتاباتهم لتصبح أساسا لتفسير كثير من الظواهر التاريخية ..
وضعنا هذا الاقتراب للتمهيد لما سنتحدث فيه عن موضوع الطبقات عند العرب كما يرويه الطبري و ابن الأثير وغيرهما، موصين لمن يريد الاستزادة بالعودة الى محاكمة ابن خلدون لهؤلاء المؤرخين، والرجوع لكتاب المفصل بتاريخ العرب قبل الإسلام للدكتور جواد علي (الفصل الثامن).
دعونا نعود الى طبقات العرب مبتعدين عن الطريقة الكلاسيكية التي يسرد بها المؤرخون العرب بتقسيماتهم المعروفة، بل سنتكلم عن أسماء وردت بالقرآن الكريم والكيفية التي تناول بها المؤرخون العرب تلك الأسماء:
عــــاد :
إن عاد لم تذكر في التوراة، وهي مادة تجعلنا نجتهد في الكيفية التي يضع النسابون العرب تصوراتهم عن طبقات العرب، فيقول الطبري رأيا هاما في هذا الشأن: ( فأما أهل التوراة، فإنهم يزعمون أن لا ذكر لعاد ولا ثمود ولا لهود وصالح في التوراة، وأمرهم عند العرب في الشهرة في الجاهلية، والإسلام كشهرة إبراهيم وقومه") ..
إذن من أين نسج النسابون العرب فكرة الصورة التي وردتنا عن قوم عاد؟ يمكننا التجرؤ بالقول أن التقسيم العربي عن عاد وثمود وطسم وجديس وعمليق وغيرهم والذين لا ذكر لهم في التوراة أو في كتب التاريخ اليونانية أو الرومانية ولا ذكر له في نقوش أهل الرافدين. إنه من وضع العرب تناقلوه كابرا عن كابر في العهد الجاهلي و تكيف مع النصوص القرآنية..
أما عاد، فإنهم من نسل "عاد بن عوص بن إرم". وأما ثمود فمن نسل "ثمود بن غاثر بن إرم". وأما "طسم"، فمن نسل "طسم بن لاوذ". وأما "جديس"، فمن نسل "جديس بن غاثر بن إرم"، في رواية أو من نسل "جديس بن لاوذ بن سام" على رواية أخرى. وأما "أميم" فإنهم من نسل "أميم بن لاوذ بن سام". وأما "جاسم"، فمن نسل "جاسم"، وهو من العماليق أبناء "عمليق"، فهم اذن من نسل "لاوذ بن سام". وأما "عبيل"، فإنهم من نسل "عبيل بن عوص بن إرم"، وأما "عبد ضخم"، فمن نسل "عبد ضخم" من نسل "لاوذ"، وقد جعلوا من صُلْب "أبناء إرم" في رواية أخرى. وأما "جرهم الأولى"، فمن نسل "عابر"، وهم غير جرهم الثانية، الذين هم من القحطانيين. وأما العمالقة، فإنهم أبناء "عمليق بن لاوذ"، وأما "حضورا"، فإنهم كانوا بالرسّ، وهلكوا.
نرى مما تقدم أن أهل الأخبار قد رجعوا نسب العرب البائَدة إما إلى "إرم"، وإما إلى "لاوذ"، باستثناء "جرهم الأولى" الذين ألحق بعض النسابين نسبهم ب "عابر". وهذه الأسماء هي أسماء توراتية، وردت في التوراة، وأخذها أهل الأخبار من منابع ترجع إلى أهل الكتاب، وربطوا بينها وبين القبائل المذكورة، وكونوا منها الطبقة الأولى من طبقات العرب.
وذهب الأخباريون إلى وجود طبقتين لقوم عاد هما: عاد الأولى، وعاد الثانية، وكانت عاد الأولى، في زعم أهل الأخبار، من أعظم الأمم بطشاً وقوة، وكانت مؤلفة من عدة بطون تزيد على الألف، منهم: رفد، ورمل، وصد،والعبود. والظاهر أن فكرة وجود طبقتين لعاد قد نشأت عند الأخباربين من الآية: (وأنه أهلك عاداً الأولى، وثمودَ فما أبقى)، فتصوروا وجود عاد ثانية، قالوا أنها ظهرت بعد هلاك عاد الأولى.
وقد ذهب بعض العلماء إلى أن "عاداً الأولى"، هو "عاد بن عاديا ابن سام بن نوح"، الذين أهلكهم الله، وأوردوا في ذلك بيت شعر ينسب إلى "زهر". وأما عاد الآخرة، فهم "بنو تميم" وينزلون برمال عالج. وذهب الطبري إلى أن عاداً الأولى، هم نسل بن عوص بن إرم بن سام ابن نوح، وأن عاداً الآخرة هم رهط قيل بن عتر، ولقيم بن هزّال ابن هزيل بن عُتيَل بن صد بن عاد الأكبر، ومرشد بن سد بن عفير، وعمرو بن لقيم بن هزّال، وعامر بن لقيم، وسرو بن لقيم بن هزّال، وكانوا في أيام "بكر بن معاوية" صاحب "الجرادتين"، وهما قينتان له تغنيان. وقد هلكوا جميعا الا "بني اللوذية"، وهم "بنو لقيم بن هزّال ابن هزيل بن هزيلة ابنة بكر"، وكانوا سكاناً بمكة مع أخوالهم "آل بكر ابن معاوية"، ولم يكونوا مع عاد بأرضهم فهم عاد الأخيرة، ومن كان من نسلهم الذين بقوا من عاد.
وجعل بعض أهل الأخبار عدد قبائل عاد ثلاث عشرة قبيلة، ذكروا منها: "رفد" و "زمل" و "صد" و "العبود". وجعلها "الهمداني" أحد عشر قبيلة وهي: العبود، والخلود، وهم رهط هود النبي المرسل، وفيهم بنو عاد وشرفهم، وهم بنو خالد. وقيل: بنو مخلد، وبنو معبد، ورفد، وزمر وزمل، وضد وضود، وجاهد، ومناف، وسود، و هوجد.
وقد ذهب العلماء مذاهب في تفسير المراد من "إرم ذات العماد" في الآية: (ألم ترَ كيف فعل ربك بعادِ، إرَمَ ذات العماد) فذهب بعضهم إلى أن "إرم ذات العماد" مدينة في "تيه أبْينَ" بين عدن وحضرموت، وذهب آخرون إلى أنها دمشق أو الإسكندرية. والذي دعاهم إلى هذا الرأي هو كثرة وجود المباني ذوات العماد في هاتين المدينتين وما عرف عنهما من القدم، فوجد الإخباريون فيهما وصفاً ينطبق على وصف إرم ذات العماد. وقد خلقت "باب جيرون" من أبواب دمشق قصة "جيرون بن سعد ابن عاد" الذي قالوا فيه إنه كان ملكا من ملوكهم، وإنه الذي اختط مدينة دمشق، وجمع عمد الرخام والمرمر إليها، وسماها "إرم".
وهناك مناسبة أخرى جعلت بعض العلماء يذهبون إلى أن دمشق هي "إرم" أو "إرم ذات العماد"، فقد كانت دمشق - كما هو معروف - من أهم مراكز الإرمين "الآراميين"، وكانت عاصمة من عواصمهم. وهذا السبب أيضاً قال نفر من الباحثين إن "إرم" تعني "أرام"، وأن عاداً من "الآراميين"، وأن "عاد إرم" انما تعني "عاد أرام"، فالتبس الأمر على المؤرخين وظنوا أن ذات العماد صفة، فزعموا أنها مدينة بناها عاده. غير أنه قول لا يؤيده دليل يثبت أن "إرم" في هذا الموضع تعتي "ارام". ومن الجائز أن تكون "إرم ذات العماد" هي التي أوحت إلى النسابين فكرة جعل "عاد" من نسل "عوص بن ارم"، لتشابه اسم "ارام" و "ارم" عند العرب التي هي "آرام" فأصبحت عاد من الإرميين.
ويرى بعض المستشرقين أن الذي حمل الإخباريين على القول إن "الإسكندرية" هي "ارم ذات العماد"، هو أثر قصص الاسكندر في الأساطير العربية الجنوبية ذلك الأثر الذي نجده في كتب القصاص اليمانيين، في مثل كتاب "التيجان" المنسوب إلى وهب بن منبه، وفي الرواية اليمانية. وقد حاول الاسكندر كما نعرف احتلال اليمن، فغدا "شداد بن عاد" بانياً للإسكندرية، وأصبح "الاسكندر" مكتشفاً لها.
ونسب بعض أهل الأخبار ل "عاد" ولداً، دعوه "شداداً" قالوا: إنه كان قوياً جبارا، سمع بوصف الجنة، فأراد بناء مدينة تفوقها حسناً وجمالاً، فأرسل عماله، وهم: "غانم بن علوان"، و "الضحاك بن علوان"، و "الوليد بن الريان"، إلى الآفاق، ليجمعوا له جميع ما في أرضهم من ذهب وفضة ودرّ وياقوت، فابتنى بها مدينته، مدينة "إرم" باليمن، بين حضرموت وصنعاء، ولكنه لم ينعم بها إذ كفر بالله، ولم يصدق بنبوة "هود"، فهلك. وتولى من بعده ابنه "شديد".
وزعم بعض، النسابين أن نسب "شداد" هو على هذه الصورة: "شدّاد ابن عمليق بن عوفي بن عامر بن إرم"، فأبعدوه بذلك عن "عاد". وقيل في نسبه غير ذلك.
ويفهم من القرآن الكريم أن مساكن "عاد" بالأحقاف، (واذكر أخا عاد، إذ أنذر قومه بالأحقاف). والأحقاف: الرمل بين اليمن وعُمان إلى حضرموت والشجر. وديارهم بالدوّ والدهناء وعالج ويبرين ووبار إلى عمان إلى حضرموت إلى اليمن. وقد اندفع أكثر الإخبارين يلتمسون مواضعهم في الصحارى، لأنها أنسب المواضع التي تلاءم مفهوم الأحقاف، فوضعوا من أجل ذلك قصصاً كثيراً في البحث عن مواطن عاد وتبور عاد، ورووا في ذلك كثيراَ من قصص المغامرات التي تشبه قصص مغامرات لصوص البحر.
وقد ذهب "موريتس" إلى ان موضع "Aramaua" الذي ورد عند "بطلميوس"، وهو "إرم"، أو "إرم ذات العماد". ويقال له الآن "رم"(في الأردن). وقد أيد "موسل" رأي "موريتس" غير أنه لم يذهب إلى ما ذهب أليه من أنه "إرم". وقد أظهرت الحفريات التي قام بها "المعهد الفرنسي" في القدس، صحة هذا الرأي، إذ ورد في الكتابات "النبطية" التي عثر عليها في خرائب معبد اكتشف في "رم" أن اسم الموضع هو "إرم". فيتضح من ذلك أن هذا الموضع حافظ على اسمه القديم،غير أنه صار يعرف أخراً ب "رم" بدلاً من "إرم".
| |
|
| |
وفاء VIP
الدولة : المحافظة : البحيرة الجامعة : جامعة الإسكندريه الكلية : كلية الآداب الفرقة : الثالثة قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 1075 العمر : 32 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 21:03 | |
| | |
|
| |
Shimaa مشرف سابق
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : دمنهور الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : الثانية الشعبة : عامة عدد المساهمات : 739 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الأربعاء 12 أغسطس 2009, 22:57 | |
| مرور رائع برنسيس
وفاء ومجهود اكتر من رائع زيزو ومعلومات قيمة | |
|
| |
yasmean مشرف سابق
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : كفر الدوار الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : الرابعة قسم : التاريخ والاثار الاسلامية الشعبة : عامة عدد المساهمات : 840 العمر : 34 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الإثنين 17 أغسطس 2009, 12:54 | |
| موضوع رائع جددددددددددددا يا شوشو واضافة زيزو اضافة مفيدة جددا يارب دائما فى تالق ونجاح | |
|
| |
shimooo مشرف سابق
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : دمنهور الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : الثالثة قسم : التاريخ الشعبة : عامه عدد المساهمات : 730 العمر : 35 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الإثنين 17 أغسطس 2009, 21:35 | |
| مشكوره يا احلى شوشو موضوع مفيد جدا واضافه ومجهود رائع زيزو تحياتى لكم
| |
|
| |
emadmsamir طالب ماسى
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : Damanhour الجامعة : جامعة الإسكندريه الكلية : كلية الآداب الفرقة : خريج قسم : HISTORY الشعبة : عــامـه عدد المساهمات : 1741 العمر : 35 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الثلاثاء 18 أغسطس 2009, 17:16 | |
|
- مشكوره شوشو ع الموضوع & زيزو ع الاضافه الجميله $
| |
|
| |
على ناصر عقدة طالب جديد
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : دمنهور الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : الثالثة قسم : التاريخ الشعبة : عامة عدد المساهمات : 11 العمر : 32 الجنس :
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام السبت 24 يوليو 2010, 19:48 | |
| موضوع رائع والردود اكثر من رائعة والحقيقة نقاش ممتع | |
|
| |
الحابسي طالب جديد
الدولة : عدد المساهمات : 1
| موضوع: رد: عرب ماقبل الاسلام الثلاثاء 20 سبتمبر 2011, 21:03 | |
| مشكورين على هذه المعلومات القيمة والرائعة ... وفقكم الله جميعا ........... | |
|
| |
| عرب ماقبل الاسلام | |
|