الدولة : المحافظة : البحيرةالمدينة : فى قلب الحدثالجامعة : الإسكندريه فرع دمنهورالكلية : كلية الآدابالفرقة : خريجقسم : التاريخالشعبة : عامهعدد المساهمات : 2499العمر : 37الجنس :
موضوع: الأباطرة الرومان الأربعاء 08 أبريل 2009, 17:10
أغسطس
على الرغم من أن مصر أصبحت إحدى ولايات الإمبراطورية الرومانية بدءًا من عام 30ق.م عقب انتصار القائد الروماني أوكتافيان (الذي سمي فيما بعد أغسطس) على غريمه وزميله القائد الروماني الآخر ماركوس أنطونيوس ومعشوقته وزوجته الملكة كليوباترا السابعة آخر ملكات الأسرة البطلمية في مصر في موقعة أكتيوم البحرية 31ق.م. ثم انتحار كليوباترا في حوالي منتصف أغسطس من عام 30ق.م ودخول أغسطس مصر فاتحًا منتصرًا وضمها لأملاك الشعب الروماني ، فإن سجل العلاقات بين مصر وروما يعود إلى فترة طويلة قبل هذا التاريخ . ففي 273ق.م أرسل الملك بطليموس فيلادلفوس – ثاني ملوك البطالمة في مصر – بعثة دبلوماسية إلى روما لكي يؤكد على علاقات الصداقة بين مصر وروما في أثناء الحرب بين روما والملك بيروس ملك مملكة أبيروس في غرب بلاد اليونان ولكن دون أن ينضم لطرف منهما. وفي القرن الثاني قبل الميلاد توسعت روما شرقًا واشتبكت مع عدد من الممالك الهلينستية وانتصرت عليها، أما مملكة البطالمة في مصر – والتي ارتبطت بصداقة معها قبل وقت طويل – كما أسلفنا – فقد كانت بمنأى عن هذه العداوات مع روما قبل وكانت تتمتع بحماية روما في بعض المناسبات كلما دعت الضرورة، وعلى ذلك يمكن القول بأنه على الرغم من أن مملكة البطالمة كانت تتمتع باستقلال شكلي على عهد الملوك البطالمة الضعاف (بعد وفاة الملك البطلمي الرابع فيلوباتور 205/204ق.م) فإنها كانت من الناحية الفعلية دولة تابعة للنفوذ الروماني وتتمتع بحماية الرومان.
ومن الأمثلة التي تدعم ما ذكرنا في هذا الصدد أنه بعد وفاة الملك البطلمي الرابع ارتقى العرش البطلمي ابنه الطفل الذي كان في الخامسة من عمره وهو بطليموس الخامس أبيفانيس فانتهز الملك السليوقي في سوريا أنتيوخوس الثالث هذه الفرصة السانحة واستولى على فينيقيا ووقفت جيوشه على أعتاب مصر البطلمية، ولكن روما كانت قد فرغت من حربها مع هانيبال (الحرب البونية الثانية) وخرجت منها منتصرة فأمره الملك أنتيوخوس الثالث أن "ابتعد عن هذه المملكة التي تحت حمايتها والتي خولنا أبوه (بطليموس الرابع) في وصاياه الأخيرة بالقيام على أمره " وقد انصاع الملك السليوقي لهذا الإنذار واستمر في غزواته خارج حدود مصر وزوجته ابنته للملك البطلمي الشاب.
وبعد ذلك بفترة وبالتحديد في صيف عام 168ق.م وكان يحكم مصر وقتها ملك شاب هو بطليموس السادس فيلوميتور وكانت روما مشغولة بحربها مع الملك بيرسيوس ملك مقدونيا – غزا أنيتوخوس الرابع ملك السليوقيين مصر وأسر الملك البطلمي الشاب وأعلن نفسه ملكًا في مصر وعسكر بجيشه قرب الإسكندرية، وفي ذلك الحين وصلت الأنباء بأن الرومان قد سحقوا الملك بيرسيوس في موقعة "بيدنا"، وأرسلت روما رسولاً من طرفها هو جايوس بوبليوس لايناس ومعه مرسوم من مجلس السناتو الروماني إلى الملك أنتيوخوس الرابع. وكان هذا المرسوم – كما يروى المؤرخ اليوناني بوليبيوس الذي كان معاصرًا للأحداث – يحتوي على أمر من السناتو للملك السليوقي بأن يُنهي حربه مع بطليموس فورًا وأن يسحب جيشه إلى سوريا. ولما تسلم الملك المرسوم وقرأه رد الملك بأنه يريد أن يستشير أصدقائه حول هذا التطور الجديد فما كان من المبعوث الروماني الذي كان يمسك في يده عصا من كرمه إلا أن رسم دائرة حول الملك السليوقي بعصاه وأمره بأن يرد على رسالة السناتو قبل أن يخرج من الدائرة، وقد بوغت الملك من هذا التصرف الجريء وتردد بعض الشيء ولكنه رد بأنه سينفذ كل ما طلبه الرومان.
وبعد طرد أنتيوخوس الرابع من مصر نشب نزاع على العرش البطلمي بين بطليموس السادس فيلوميتور وأخيه الأصغر بطليموس يو أرجيتيس الثاني وقامت روما بتسوية النزاع بينهما بأن أسندت عرش مصر للأخ الأكبر وعرش قورينه – ليبيا الحالية – للأخ الأصغر كمملكة منفصلة. وبعد سنوات من ذلك التقسيم شعر الأخ الأصغر بأن أخاه يرمي إلى اغتياله وحكم قورينه فأحبط المحاولة وأعلن في وصية أنه يتنازل لروما عن مملكة قورينة بعد وفاته. ولكن بطليموس الثامن الذي كتب هذه الوصية عاصر أخاه فيلوميتور وعاد بعد وفاته ليحكم مصر وبرقة معًا وامتد حكمه أربعة وخمسين عامًا، وفي عام 96ق.م آلت قورينة إلى الدولة الرومانية بمقتضى تلك الوصية.
وظل ملوك البطالمة هذه الحالة ألعوبة في أيدي القادة الرومان فترة طويلة وكان منهم الملك بطليموس الثاني عشر الملقب بـ((الزمار)) الذي فرّ إلى روما 58ق.م يطلب الأمان بعد أن ساءت الأحوال في مصر ضده. وفي روما لقى الدعم والتأييد من القائد الروماني بومبي الذي أوصى عليه صديقه جابينيوس الحاكم الروماني على سوريا الذي قام بغزو مصر 54ق.م. وأعاد الزمار إلى عرشه. ولما لم يتمكن بطليموس الزمار من أن يدفع لجابينيوس المكافأة الضخمة التي وعده بها وقدرها عشرة آلاف تالنت من الفضة ولا من رد القروض التي استدانها من مرابين رومان آخرين عين أحد الدائنين الرومان وزيرًا لماليته ويدعى جايوس رابيريوس بوستوموس. وبعد وفاة بطليموس الزمار 51ق.م أوصى بأن يؤول عرش مملكته إلى كبرى بناته كليوباترا السابعة التي كانت في الثامنة عشرة من عمرها بالاشتراك مع أخيها ابنه الأكبر الذي كان صبيًا في التاسعة أو العاشرة من عمره وأن تكون روما وصية عليهما، وبعد عامين اشتبك القائدان يوليوس قيصر وبومبي في حرب أهلية عام 49ق.م وفي العام التالي فرّ بومبي إلى مصر وتعقبه يوليوس قيصر إلى هناك حيث اكتشف أنه قد قتل، وعلى أثر ذلك قام قيصر بتسوية الخلاف بين كليوباترا وأخيها على عرش مصر لصالح كليوباترا بالطبع وحيث قامت قوات قيصر بهزيمة قوة الأخ الأصغر لكليوباترا هزيمة ساحقة ولقى هذا الأخ (بطليموس الثالث عشر) مصرعه وزوجها قيصر من أخيها الأصر منه (بطليموس الرابع عشر). ثم قام قيصر تصحبه كليوباترا بنزهة نيلية لمدة شهرين طارحها فيهما الغرام وتمتعا سويًا بمشاهدة روائع الآثار المصرية. وبعد رحيل قيصر من مصر أنجبت كليوباترا ابنًا منه تندر السكندريون به وأطلقوا عليه لقب "قيصرون" أي قيصر الصغير ولحقت به كليوباترا وابنها من قيصر بقيصر في روما 46ق.م وعلى ضفاف التيبر في ضيعة أعدها قيصر لها وأقامت هناك لمدة عامين وسط سخط وحنق بعض الرومان إلى أن قتل يوليوس قيصر 44ق.م فعادت هي وحاشيتها بعد شهر من اغتياله إلى مصر.
أما عن قصة غرام كليوباترا وماركوس أنطونيوس التي استغرقت اثنتي عشرة سنة من 42 إلى 30ق.م فقد نالت حظًا وافرًا من الشهرة ولا تحتاج إلى المزيد من التفصيل. أما ما يعنينا من هذه القصة في هذا السياق فهو أنه أيًا كان دور العاطفة فيها فإن بها أيضًا دهاءً سياسيًا كامنًا يتمثل في اختيار ماركوس أنطونيوس. فقد كان كلاً من أوكتافيان وأنطونيوس على علم بأن حسم موضوع السيطرة على روما وإمبراطوريتها لصالح طرف منهما أمر حتمي لا يمكن تفاديه، وباختيار مصر وموارد الشرق بالإضافة إلى زوجة مصرية يكون أنطونيوس قد حصل على قيادة النصف الأكثر ثراءً بكثير من حيث الرجال والغنى والثروة من العالم الروماني، ولكن في شهر سبتمبر من عام 31ق.م لقى كل من أنطونيوس وكليوباترا هزيمة ساحقة في موقعة أكتيوم البحرية في غرب بلاد اليونان، وتعزى هذه الهزيمة إلى خطأ في الحسابات الاستراتيجية لكل منهما. وعقب الهزيمة فرّ كل من أنطونيوس وكليوباترا إلى مصر وتعقبهما أوكتافيان، ولكن أنطونيوس انتحر ثم تبعته كليوباترا في ذلك بدلاً من أن يقعا أسرى في أيدي أوكتافيان.
وهكذا أصبحت مصر ولاية رومانية وانتهى حكم أسرة البطالمة في مصر 30ق.م ومن هنا عيّن أوكتافيان (أغسطس) حاكمًا رومانيًا على مصر وأقام بها إدارة رومانية وجيش احتلال روماني ليضمن الهدوء والأمن العام في البلاد.
وفي عام 27ق.م مرّ حاكم روما بتحول مخطط بعناية حيث طرح وألقى شخصية أوكتافيان جانبًا وبرز في شخصية أغسطس وهو أول السلسلة التي نطلق عليها أباطرة الرومان بالرغم من أن التوصيف الذي اختاره أغسطس لنفسه وللأباطرة الآخرين من بعده هو لقب Princeps أو "المواطن الأول". وقد ظل أغسطس يحكم لمدة واحد وأربعين عامًا نفذ خلالها عددًا كبيرًا من الإصلاحات الدستورية والاجتماعية في المجتمع الروماني وهو أمر يتفق مع ما يميز أغسطس من حرص على إحياء تقاليد الأسلاف العظام. أما فيما يتعلق بالمدى الذي وصل إليه في تغيير الأوضاع التي كانت بمصر فإنه محل جدل ونقاش بين العلماء ولكن يبرز إجماع بين العلماء حول الأطر التالية:
بالنسبة لأكثرية السكان من المزارعين فإن حياتهم في قراهم استمرت بلا تغيير جوهري باستثناء أن عبء الضرائب على كاهلهم ازداد ثقلاً لأن الرومان كانوا أكفأ في عملية جباية وتحصيل الضرائب من الحكومات الضعيفة للملوك البطالمة المتأخرين. أما فيما عدا ذلك فإن الحياة في القرى استمرت بطرقها التقليدية القديمة إذ استمر النيل في الإفادة بفيضانه السنوي الذي يهب الأرض الخصوبة ويرتفع هذا الفيضان في بعض الأعوام وينخفض في أعوام أخرى وأحيانًا يكون متوسطًا وملائمًا لمحصول جيد أو وفير.
أما بخصوص التنظيم والممارسات الإدارية المحلية والمركزية فإنها هي التي أكسبت مصر منذ بداية حكم أغسطس طابع الولاية الرومانية. وكان على مصر – في ظل التنظيم الإمبراطوري الكبير – أن تزود روما بثلث احتياجاتها السنوية من الحبوب اللازمة لإطعام الشعب الروماني. ولكي يضمن أغسطس عدم تمزق مصر أو انحرافها عن الهدف السابق (تزويد روما بثلث ما تحتاج إليه سنويًا من الحبوب) فقد جعل منها ولاية أشبه ما تكون بضيعة خاصة بالإمبراطور. فعلى النقيض من الولايات الأخرى التي كان يتولى الحكم فيها رومان تبوأوا مكانًا عليّا وارتقوا في سلم الإدارة الرومانية حتى وظيفة قناصل ثم تركوا القنصلية وأصبحوا "قناصل سابقين Proconsul " فإن حكم مصر أسند إلى موظفين أقل يطلق عليهم لقب "الوالي Praefectus " وكان يعتبر "قائمًا بالأعمال" يعينه الإمبراطور كممثل شخصي له. وجرى العرف منذ عهد أغسطس على أنه يكون والي مصر من طبقة الفرسان وهي الطبقة التي شكلت منذ بداية حكم الإمبراطور أغسطس العمود الفقري والمتين والحصن الصلب في تأييده. وقد اشترط أغسطس ألا يسمح للرومان من طبقة السناتو أو حتى من الشخصيات البارزة العامة من طبقة الفرسان بدخول مصر إلا بعد الحصول على إذن صريح بذلك من الإمبراطور في روما. وربما يكون من بين التفسيرات لهذا الإجراء أن أغسطس لم يشأ أن يحط من قدر ولاته في مصر في نظر رعاياهم من خلال الزيارات المتكررة من جانب شخصيات رومانية تفوقهم وتعلوهم قدرًا فأراد من خلال هذا ألإجراء أن يجنبهم ذلك الحرج. ولكن الدافع الأكبر لوضع هذه القيود أمام علية الرومان من زيارة مصر هو استبعاد الزعماء والقادة المناوئين من ذوى النفوذ وأن يتحاشى إمكانية أن تصبح مصر مرة أخرى قاعدة للمعارضة السياسية تتمتع بمساندة ودعم عسكري كما حدث مع ماركوس أنطونيوس من قبل. وكان الوالي الروماني في مصر – في نظر رعاياه من المصريين – يتمتع بأبهة وسلطان لا نظير له، وكان يعد "نائب الملك" ويمثل "فرعونهم" المقيم على البعد في روما.
ومن ناحية التقسيم الإداري فإن أغسطس أبقى على التقسيم الإداري الذي كان سائدًا في مصر من قبل وهو حوالي ثلاثون إقليمًا أو "نوموس" (باللغة اليونانية لغة الإدارة في مصر في العصرين البطلمي والروماني) وكان يحكم كل نوموس حاكم يطلق عليه لقب "ستراتيجوس" (بمعنى حاكم وقائد). ولكن في ظل هذا الإطار الثابت الذي لم يتغير – كما قد يبدوا – فإن أغسطس أحدث تغييرًا جذريًا في تركيبة القوة أو النفوذ، فتحت حكم البطالمة كان الاستراتيجوس يحظى بسلطات عسكرية ومدنية، أما أغسطس فقد جعل من هؤلاء الحكام للأقاليم المصرية موظفين مدنيين تمامًا وجردهم من سلطاتهم العسكرية.
ومن عصر أغسطس (بداية الحكم الروماني لمصر) فصاعدًا كانت السلطات العسكرية في يد الضباط العسكريين فقط الموجودين في خدمة القوات المسلحة الرومانية. وإذا كان الجيش تحت حكم البطالمة يتألف من جنود مزارعين يعيشون مع أسرهم على إقطاعات من الأرض وكان يمنحها لهم الملوك البطالمة ويستدعون للقتال وقت الحاجة، فإن وحدات الجيش الروماني كانت موزعة بشكل استراتيجي في أنحاء الولاية على النمط الروماني في صورة معسكرات محصنة أو نقاط حدودية. وكانت هناك فرقة رومانية متمركزة عند نيكوبوليس (مدينة النصر) إلى الشرق من الإسكندرية لتأمين الإسكندرية التي كانت أخطر بؤرة للقلاقل تحت حكم الملوك البطالمة الأواخر، وفرقة أخرى عند بابيلون على نهر النيل بالقرب من منف (ممفيس) باعتبار منف هي مفتاح الاتصالات بين مصر العليا ومصر السفلى. كما كانت هناك كتائب صغيرة ترسل بالتناوب للقيام بمهام الحراسة في عدد من الأماكن الرئيسية الهامة كالحدود المناجم والمحاجر ومحاور الطرق الهامة ومستودعات تخزين الحبوب. ولنا عودة بعد قليل إلى دور الجيش الروماني في إخضاع بقية أرجاء مصر وحملاته في الحدود المجاورة في الجنوب والجنوب الشرقي.
أما عن الإدارة أو الحكومة المدنية الرومانية في مصر كما أرسى أغسطس قواعدها وطورها خلفاؤه من بعده فكانت ذات طابع روماني متميز وإن كان الموظفون القائمون عليها – باستثناء المناصب العليا الرفيعة في القمة – من السكان المحليين، كما كانت اللغة اليونانية – وليست اللاتينية – هي لغة الإدارة. وفي الإسكندرية كان كبار الموظفين القريبين من الوالي يضمون بعض الضباط والموظفين وكانوا يعرفون اللغتين اللاتينية واليونانية وكانوا يتسلمون نصوص المراسلات اللاتينية من الإمبراطور أو الوالي ويصيغونها باللغة اليونانية لنشرها في أرجاء الولاية. وفي مجال الإدارة المحلية فقد تم الإبقاء على بعض الألقاب من العصر البطلمي وإن أجرى بعض التغييرات في مسئوليات المنصب كما هو الحال في وظيفة الاستراتيجوس. أما بالنسبة لبقية الوظائف والألقاب فقد استحدثت وظائف وألقاب جديدة حسب الحاجة وأرسيت قواعد جديدة تحكم الجوانب الهامة في الاقتصاد والمجتمع والدين.
عدل سابقا من قبل zezooo في الأربعاء 08 أبريل 2009, 17:13 عدل 1 مرات
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرةالمدينة : فى قلب الحدثالجامعة : الإسكندريه فرع دمنهورالكلية : كلية الآدابالفرقة : خريجقسم : التاريخالشعبة : عامهعدد المساهمات : 2499العمر : 37الجنس :
موضوع: رد: الأباطرة الرومان الأربعاء 08 أبريل 2009, 17:12
كانت هذه خلفية سريعة عن العلاقات بين مصر وروما قبل الغزو الروماني ثم ذكر أهم ملامح الإدارة الرومانية لمصر – بعد الغزو – في عجالة قصيرة. والآن ولكي تكتمل هذه الصورة بعض الشيء نعود لنرى كيف بسط الرومان سيطرتهم على مصر وكيف أمكنهم تأمين حدودها الجنوبية وحملاتهم هناك وفي شبه جزيرة العرب على عهد الولاة الثلاثة الأول لمصر تحت حكم أغسطس وهم كورنيليوس جالوس وايليوس جالوس وبترونيوس.
وأول ما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام هو إخضاع الرومان لمصر العليا والإقليم الطيبي الذي اشتهر بتمرده وثورته ضد الغزاة والحكم الأجنبي وآخرهم الملوك البطالمة، فقد أخضع الرومان مصر السفلي في أول الأمر ولكن ذلك لم يقترن بإخضاع جنوب مصر والذي كان لسنوات طويلة في حالة تمرد وثورة شبه مستمرة ضد الحكم البطلمي، وكان في حالة رفض لتقبل إمبراطور روماني مثلما رفض من قبل الملوك البطالمة. ولذلك كان من أول المهام التي أنيطت بأول الولاة الرومان في مصر – كورنيليوس جالوس – من قبل الإمبراطور أغسطس هو قمع هذه القلاقل والاضطرابات الداخلية. وفي نطاق هذه المهمة قمع هذا الوالي تمردًا في هيروبوليس (بالقرب من السويس) وهي مدينة لها بعض الأهمية العسكرية في الطريق إلى فلسطين وعلم بأن الإقليم الطيبي قام بثورة عارمة انتشرت على نطاق واسع بسبب وصول جباة الضرائب الرومان. وردًا على ذلك أرسل كورنيليوس جالوس قواته للقضاء على هذه الثورة 29ق.م وسرعان ما أدرك المصريون في الجنوب أن القوات الرومانية ذات بأس شديد وأنها أكثر صلابة من القوات البطلمية، وتم سحق التمرد في خمسة عشر يومًا في معركتين ضاريتين وتم إخضاع خمس مدن يتكون منها الإقليم الطيبي. وسار الوالي بعد ذلك إلى مدينة سيني (أسوان) وفي جزيرة فيلاي (فيلة) التقى برسل من حاكم الأثيوبيين في مملكة مروي جنوب مصر، وتوصل كورنيليوس جالوس إلى اتفاق مع هؤلاء السفراء تصبح بمقتضاه منطقة ما بعد الشلال الأول محمية رومانية بصورة ما ويظل حكمها في أيدي الأثيوبيين. ويبدو أن هذا الفتح السهل للبلاد قد أدار رأس الوالي الأول لمصر إذ يقال أنه أمر بإقامة تماثيل تكريمًا لشخصه وأن تكتب وتعلق النقوش على المباني العامة وبذلك أثار امتعاض واستياء الإمبراطور أغسطس. ورغم أن أحد هذه النقوش التي تمتدح كورنيليوس جاللوس قد عثر عليه في جزيرة فيلة ورغم أن هذا النقش لا يوحي بأدنى شك في ولاءه للإمبراطور رغم لهجته المتباهية فإن الإمبراطور أغسطس رغب أن يؤكد حكمه الفردي المطلق في مصر فاستدعى واليه المتعجرف مما أدى إلى انتحار الأخير.
وبعد انتحار كورنيليوس جالوس تم إرسال أيليوس جالوس واليًا على مصر 27ق.م وعلى عاتقه مهمة خاصة تتمثل في إخضاع القبائل على جانبي البحر الأحمر وكذلك الأثيوبيين أو التوصل إلى اتفاق معهم. ومن هنا خطط أيليوس جالوس لحملة على شبه الجزيرة العربية وحشد حملة مكونة من عشرة آلاف رجل من القوات الرومانية في مصر والقوات الحليفة التي كان من بينها ألف من مملكة الأنباط (جنوب الأردن) أرسلهم أوبوداس (عبادة) الملك النبطي الموالي للرومان تحت قيادة وزيره الأكبر سيلايوس (سُلّي أو صالح) وكان ترتيب وإعداد هذه الحملة سيئًا منذ البداية حيث جهز الرومان أسطولاً عند خليج السويس لخوض حرب بحرية، ويبدو أنهم كانوا يجهلون أنه لن تكون هناك مقاومة بحرية عربية. وأدرك الرومان هذه الحقيقة بعد فوات الأوان حينما انتقلت هذه القوات بالفعل عبر البحر الأحمر إلى الساحل النبطي بعد رحلة استغرقت خمسة عشر يومًا فقد خلالها الأسطول الروماني عددًا من سفنه وانتشر المرض بين الجنود. وقضت الحملة الشتاء في مملكة الأنباط وفي الربيع تحركت الحملة برًا على الساحل الغربي لشبه الجزيرة إلى حدود مملكة سبأ، ولم تواجه معارضة منظمة من قوات عربية ولم تجد صعوبة كبيرة في تفريق القوات العربية ذات التسليح المتواضع وفي الاستيلاء على عدد من المدن هناك ووصلوا إلى مملكة سبأ وعاصمتها مأرب بعد ستة أشهر. ورغم ذلك فإن الحملة اضطرت على التخلي عن محاولة إخضاع مأرب بعد حصار دام ستة أيام وعادت أدراجها إلى الحدود النبطية وعبرت بقايا هذا الجيش البحر الأحمر إلى ميناء "ميوس هوروموس" المصري على البحر الأحمر ومنه إلى صحراء مصر الشرقية إلى فقط ثم ركبوا النيل شمالاً إلى الإسكندرية.
وقد تكبد الرومان في هذه الحملة خسائر فادحة بسبب المرض ونقص الإمدادات خلال الرحلة البرية الطويلة وعدم حصول قائد الحملة أيليوس جالوس على معلومات كافية عن تلك البلاد التي كان بصدد غزوها وقد كان بإمكانه أن يفعل ذلك عن طريق التجار الذين يعلمون الكثير عن شبه جزيرة العرب وأقصر الطرق المؤدية إليها من خلال البحر الأحمر مباشرة عن طريق ميناء "ميوس هورموس" أو ميناء "بيرنيكي" في أقصى جنوب مصر دون حاجة إلى الرحلة البرية الطويلة بمحاذاة البحر الأحمر إلى الجنوب على ساحل شبه الجزيرة. وقد ألقيت مسئولية فشل هذه المغامرة على القائد النبطي سيلايوس الذي أُخذ إلى روما حيث أعدم، كما استبعد أيليوس جالوس من ولاية مصر ربما في إشارة إلى عدم الرضا عن إخفاقه في الحملة.
وكان من آثار غياب أيليوس جالوس وجزء من الحامية الرومانية عن مصر في شبه جزيرة العربة أن شجع الأثيوبيين على خرق الاتفاقات التي سبق أن أبرمها معهم والي مصر الأول كورنيليوس جالوس وحشدوا ثلاثين ألف رجل وتمكنوا سنة 25ق.م من الاستيلاء على أسوان واليفانتين وفيلة وهزموا ثلاث كتائب رومانية كانت مقيمة في تلك المنطقة. ولكن الوالي الجديد بترونيوس جمع قوة قوامها عشرة آلاف من المشاة وثمانمائة من الفرسان وطردوا الأثيوبيين حتى بسيلكيس Pselkis وبعد ثلاثة أيام من المفاوضات العقيمة بين الطرفين هاجم الرومان الأثيوبيين واجتاحوا بسيلكيس ثم بريميس ثم العاصمة نباتا Napata على التوالي. وأرسلت "كانداكي" ملكة الأثيوبيين تطلب السلام وسلمت الأسرى والغنائم التي غنمتها عند أسوان من قبل فوجد بترونيوس أنه ليس من الحكمة أن يتوغل في هذه البلاد أكثر من ذلك فعاد إلى الإسكندرية تاركًا حامية من 400 رجل أقامت لمدة عامين في بريميس، وبعد هذين العامين وصلت الأنباء إلى بترونيوس أن الملكة كانداكي حاصرت حاميته بقوة كبيرة فأسرع إلى نجدتهم وفك الحصار عنهم. وحين عرضت الملكة العودة إلى المفاوضات مرة أخرى أمرها بأن تتصل بالإمبراطور مباشرة. وكان من نتيجة اتصال الملكة بالإمبراطور أغسطس أن انسحبت القوات الرومانية من الجزء الشمالي من تلك المنطقة التي أصبحت منطقة عسكرية فاصلة بها مجموعة محطات متقاربة بمحاذاة النهر سنة 21ق.م، أما فيما يتعلق بالأمور المدنية فقد كانت تعتمد على السلطات الرومانية في أقرب نومات مصر إلى هذه المنطقة وهي اليفانتين. ولم نسمع شيئًا عن الأثيوبيين بعد حملة بترونيوس، ولكن يبدو أن علاقاتهم بروما كانت علاقات سلمية بصفة عامة.
وفي مصر نفسها نفذ بترونيوس بعض الإصلاحات حيث أشرف على تطهير الجيش لقنوات الري التي سدت خلال حكم أواخر ملوك البطالمة بسبب تفاقم الاضطرابات والصراعات على العرش البطلمي مما نجم عنه تناقص مساحة الأرض الزراعية في أواخر عهد البطالمة بصورة خطيرة. وبعد تطهير قنوات الري بنجاح كبير أحس المزارعون بالرضا عن الإدارة الرومانية لأن الفيضان الذي يبلغ ارتفاعه اثنى عشر ذراعًا أصبح يثمر خيرات زراعية تفوق تلك التي تنتج عن فيضان ارتفاعه أربعة عشر ذراعًا في أواخر حكم البطالمة.
ومن بين ما قام به بترونيوس أيضًا أنه صادر ممتلكات المعابد المصرية وجعلها تؤول إلى خزانة الدولة. وكانت ممتلكات هذه المعابد وقوتها قد ازدادت بشكل ملحوظ في ظل حكم الملوك البطالمة الضعاف في أواخر العصر البطلمي بعد أن كان البطالمة الأوائل قد نظموا أمورها تنظيمًا دقيقًا، وكان أغسطس يدرك مدى أهمية إخضاع هذه البؤرة التي تؤجج الإحساس الوطني بالعمل في إضعافها، ولذلك فقد ألحقت الأراضي الزراعية التابعة للمعابد بأراضي الدولة حوالي سنة 20 أو 19ق. م. وقد سمح لبعض الكهنة بالاستمرار في زراعة الأرض التي كانت تابعة للمعابد من قبل على أن يدفعوا إيجارًا مخفضًا نسبيًا للدولة، في حين أعطيت لمعابد أخرى "إعانات Syntaxeis ولم تستمر في زراعة أراضيها حيث أسندت تلك الأرض لمزارعين آخرين. وعهد بتنظيم أمور المعابد المحلية كلية إلى موظف يطلق عليه لقب "أيديولوجوس Idiologos وهو الموظف المختص بالأمور المالية في مصر الرومانية وكان يحمل أيضًا لقب "الكاهن الأكبر للإسكندرية وسائر مصر". ولكن على الرغم من كبح أغسطس لجماح قوة الكهنة فإنه لم يتدخل في العبادات والطقوس المحلية بل وبنى قدر كبير من المعابد الكبرى في مصر العليا في عهده.
كان الوريث الوحيد ليوليوس قيصر الدكتاتور الروماني وهو خال امه أتيا. عاصر أغسطس أواخر الجمهورية الرومانية وحروبها الاهلية بعد خلاف خاله يوليوس قيصر مع مجلس الشيوخ الروماني وحروبه مع بومبي واغتياله على يد بروتوس مما جعله يعقد حلفا مع أحد جنرلات خاله وهو ماركوس انطونيوس ضد مغتالين يوليوس قيصر.
أدى ذلك لحرب أهلية أخرى، ثم انتصاره.
صراعه الاخير، كان مع ماركوس انطونيوس نفسه، ليتوج أول امبراطور روماني أو أب الامبراطورية: Patre Patriae.
الثلاثية الثانية : تحالف ماركوس أنطونيوس إثر اغتيال قيصر مع أكتافيوس و لابيدوس مكونين التريومفيراتوس الثاني (43-33 ق.م.). انحلّ التريومفيراتوس سنة 33 ق.م. وأزيح لابيدوس عن ساحة الأحداث بينما أدت الاختلافات بين أكتافيوس و ماركوس أنطونيوس إلى نشوب حرب أهلية سنة 31 ق.م. انتهت بهزيمة هذا الأخير وحليفته ملكة مصر كليوباترا السابعة في معركة أكتيوم البحرية حيث انتحر على إثرها ماركوس أنطونيوس وذلك سنة 30 ق.م.
كانت مصر تتمتع بموقع جغرافي هام وبثروة طائلة خاصة بالنسبة لروما التي كانت تعيش على قمح مصر منذ وقت طويل كما اعتبر المؤرخون مصر كونها كانت سلة غذاء الامبراطورية الرومانية ، لذلك رأى الأمبراطور أغسطس أن يضع لمصر نظاماً خاصاً متميزاً عن الولايات الأخرى ، فكانت تتبع الأمبراطور مباشرة وليس للسناتور ، كما أن حاكمها كان ذو مرتبة أرفع من باقى حكام الولايات .
الولاه الرومان في عصر أغسطس : - كورنيلوس جالوس 30 ق . م - بترونيوس 26 ق . م - ايليوس جالوس 25 ق . م - بترونيوس مرة ثناية 24 ق . م - روبريوس بارياروس 13 ق . م - توانيوس 7 ق . م - أوكتا فيوس 1 ق . م - ماكسيموس - أكيل
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرةالمدينة : فى قلب الحدثالجامعة : الإسكندريه فرع دمنهورالكلية : كلية الآدابالفرقة : خريجقسم : التاريخالشعبة : عامهعدد المساهمات : 2499العمر : 37الجنس :
موضوع: رد: الأباطرة الرومان الأربعاء 08 أبريل 2009, 17:17
تيبريوس
في خلال الجزء الأخير من حكم الإمبراطور أغسطس ومعظم فترة حكم الإمبراطور تيبريوس ظلت مصر في حالة هدوء نسبي حتى أنه في السنة العاشرة من حكم تيبريوس انخفض عدد الفرق الرومانية التي كانت تشكل القوة الأساسية للحامية الرومانية التي كانت تشكل القوة الأساسية للحامية الرومانية الأصلية في مصر من ثلاثة فرق إلى اثنتين . وكان للرقابة الصارمة التي فرضها تيبريوس على ولاته فيما يتصل بمصالح سكان الولايات أثرها في المحافظة على هذا الهدوء وذلك من خلال ضبط تجاوزات وتعسف الموظفين التي قد ينجم عنها قلاقل من جانب الشعب. ومن الأمثلة على ذلك أنه وبخ أحد ولاته وهو أيميلوس ركتوس عندما أرسل الأخير إلى روما مقدارًا من الضريبة أكثر من الضريبة المحددة لأنه قام "بسلخ الماشية بدلاً من جزها" على حد تعبير الإمبراطور. وفي خلال فترة حكمه أيضًا حدث لأول مرة جباية الضرائب بشكل مباشر عن طريق جباة ضرائب معينين بدلاً من النظام القديم الذي كان يعتمد على نظام الملتزمين في جباية الضرائب.
كما تظهر نفس هذه الصرامة أيضًا في تعنيفه وتوبيخه لجرمانيكوس قيصر الذي بعث به تيبريوس حاكمًا على الشرق فانتهز الفرصة وزار مصر في جولة سياحية بين آثارها القديمة فصعد في النيل حتى أسوان دون أن يحصل على إذن مسبق من الإمبراطور وبذلك تجاوز وتخطى القانون الذي وضعه الإمبراطور أغسطس في هذا الصدد والذي كان يحظر على أي مواطن روماني من طبقة السناتو أن يدخل الإسكندرية بغير إذن منه شخصيًا. ويقال أيضًا أن جرمانيكوس قيصر قد أخذ على عاتقه أن يفتح مخازن الغلال العامة إذا ما شحت الحبوب وكان يسمح ببيع الحبوب، كما يروى أنه كان يسير بين الناس في ملابس إغريقية وبغير حراسة. ويبدو حقيقة أنه حاول أن يمنع أي سبب من أسباب انتهاك القوانين وذلك بإصدار مراسيم يبتغي فيها من المصريين ألا يعاملوه بتملق ونفاق زائد عن الحد ويمنع فيها تكليف السكان إجباريًا بتسليم دوابهم ومؤنهم لاستخدامها بلا مقابل في مناسبة زيارة الإمبراطور، ولكن من المحتمل أن هذه التوجيهات قد أغفلها عامة الناس وهناك قرائن تفيد أن الموظفين في طيبة كانوا يفرضون مساهمات عينية من الحبوب استعداداً لقدومه. وهذا التمادي في الترحيب وإظهار الإجلال يمكن أن يوحي بسهولة الخيانة وخصوصًا في مصر وهي الولاية التي يمكن لمن يحكم قبضته عليها أن يتولى مقاليد السلطة في روما والتي كانت مستعدة دومًا لأن تعلن التمرد والعصيان مع أي قائد قد يدعوها إلى ذلك. وقد زارها تيبريوس ولكنه وجه إليها تعنيفًا قاسيًا.
إن إعادة إصدار العملة الفضية مرة أخرى في الإسكندرية في عهد تيبريوس يمكن أن يؤخذ كقرينة على أن مصر كانت في حالة رخاء متزايد في عصره. ففي ظل حكم البطالمة المتأخرين أغرقت الإسكندرية بكميات كبيرة من عملة الأربع دراخمات (التترادراخمة) الفضية المنخفضة القيمة والتي كانت قيمتها في حالة تذبذب مستمر أمام العملة النحاسية. وقد أوقف أغسطس إصدار التترادراخمات وضرب فقط كميات محدودة من العملة النحاسية ربما بغرض تثبيت سعر تغيير العملة. وفي العام السابع من حكم تيبريوس ظهرت التترادراخمة من جديد من دار سك العملة السكندرية، وكانت قيمتها لا تزال منخفضة ولكن مقدار ما تحتويه من الفضة كان محددًا بما يساوى الديناريوس الروماني الذي أصبح يعادل التترادراخمة وذلك لأغراض حساب العملة الذي ظل ثابتًا بصورة معقولة لما يزيد عن قرن وفي الوقت ذاته تضاءل إصدار العملة النحاسية.
وقرب نهاية حكم تيبريوس كان هناك خوف من اضطرابات جديدة في مصر، وهذا الخوف يمكن أن نستشعره في مرسوم أصدره الوالي أفيليوس فلاكوس حرّم فيه حمل السلام وأن من يخالف ذلك سيكون جزاؤه الإعدام، ويبدو أنه في أعقاب صدور هذا الرسوم كانت هناك زيارات للناس في مواطنهم بحثًا عن السلاح وعثر على كميات كبيرة من الأسلحة كما يروى فيلون. وهذه الإجراءات من جانب فلاكوس الذي يبدو أنه حكم مصر بالعدل والحزم الصارم منعت تفجر أي أعمال خطيرة حتى وفاة تيبريوس.
الدولة : المحافظة : البحيرةالمدينة : فى قلب الحدثالجامعة : الإسكندريه فرع دمنهورالكلية : كلية الآدابالفرقة : خريجقسم : التاريخالشعبة : عامهعدد المساهمات : 2499العمر : 37الجنس :
موضوع: رد: الأباطرة الرومان الأربعاء 08 أبريل 2009, 17:18
كاليجولا
عندما ارتقى الإمبراطور كاليجولا عرش الإمبراطورية فإن نتائج ضعف السلطة المركزية للإمبراطورية سرعان ما وضحت في الإسكندرية حيث اشتعلت العداوة القديمة الكامنة والمكبوتة بين الإغريق واليهود . وقد كانت إشارة تفجر هذه العداوة هي وصول أجريبا إلى الإسكندرية في طريقه لتقلد أمور المملكة التي آلت إليه بحكم صداقته للإمبراطور . إن رواية اليهود لما أعقب ذلك – كما يرويها فيلون وجوسيفوس – تلقى باللوم كله بطبيعة الحال على الإغريق، ولكن ربما يلاحظ أن زيارات أجريبا وولده للإسكندرية كانت دائمًا ما تتزامن مع أحداث الشغب. وقد كان الملك المعين حديثًا معروفًا جيدًا لدى المرابين السكندريين، وكان في ارتقائه المفاجئ من الإفلاس إلى العرش ما أتاح الفرصة للغوغاء أن يتندروا به في دعابة فجة فألبسوا أحد الحمقى المعتوهين تاجًا ورقيًا وقادوه في الطرقات مستهزئين بالملك محدث النعمة. وقد بدأت الاضطرابات عندما تأكد الإغريق من أن أجريبا سوف يعرض قضية اليهود أمام صديقه الإمبراطور فشرعوا في إيجاد تبرير لأفعالهم بدعوى أن اليهود قد أغفلوا أمر كاليجولا بإقامة تماثيل له في كل المعابد وأن يدخلوا المعابد اليهودية بغرض إقامة هذه التماثيل فيها. وبهذه الحيلة السياسية اصطنع السكندريون الوالي إلى جانبهم وحرضوه على أن يسحب من اليهود امتيازاتهم الخاصة وأن يجلد ثمانية وثلاثين من شيوخهم على يد جلاد الدولة، وفي الوقت ذاته نهبوا اليهود وذبحوهم على هواهم.
كان والي فلاكوس يتصدى للهود على الدوام ويحول بينهم وبين عرض شكواهم على الإمبراطور إلى أن تكفل أجريبا بقضيتهم وأخذها على عاتقه. وقد كان لأجريبا من النفوذ ما مكنه من إلصاق العار بفلاكوس وعزله من ولاية مصر. وكانت الحجة الزائفة لهذا العزل تتمثل في أنه لم يتمكن من المحافظة على السلام في ولايته وأنه تجاوز سلطاته حينما حرم اليهود من امتيازاتهم، هذا على الرغم من أن مثل هذه الحجج ليست بذات وزن كبير بالنسبة للإمبراطور كاليجولا في الحكم الفعلي في هذه القضية لأن أعمال الشغب قد نشبت بسبب مسألة تأليهه وأن اليهود قد عوقبوا بسبب معارضتهم لرغباته. وربما أضعف من موقف فلاكوس أيضًا نفور السكندريين الإغريق منه رغم أن ثلاثة من زعمائهم هم ديونيسيوس ولامبون وايزيدوروس كانوا هم أكبر المحرضين له على فعله مع اليهود. وكان سبب ذلك أن ايزيدوروس لم ينل ما كان يأمله من نفوذ بسياسته المعادية لليهود فأثار مظاهرة ضد الوالي في الجمنازيوم واضطر نتيجة لذلك أن يفر هاربًا وهناك بعض الشذرات التي ترجع إلى تلك الفترة وتعبر عن وجهة النظر الإغريقية ويبدو أن هذه الشذرات توضح أن ديونيسيوس أيضًا أن متواطئًا في دسائس غامضة ضد فلاكوس.
تدل الاحتياطات التي اتخذت لترحيل فلاكوس إلى روما على قوة مركز الوالي في مصر: فقد أرسل أحد كبار الضباط خصيصًا من روما وبرفقته كتيبة من الجنود وحينما اقترب من الإسكندرية انتظر حتى حل الظلام ثم دخل إلى الميناء وأسرع بعد ذلك باغت الوالي قبل أن تصله أنباء وصول السفينة الرومانية وألقى القبض عليه وهو يتناول الطعام في حفلة عشاء وعاد به إلى السفينة دون تأخير.
نجح أجريبا في إلحاق الخزي والعار بفلاكوس ولكنه لم يتمكن من توفير مناخ ملائم لسماع السفارة التي بعث بها اليهود إلى روما لعرض قضيتهم أمام الإمبراطور كاليجولا وكان على رأس هذه السفارة اليهودية فيلون وكانت هناك أيضًا في المقابل سفارة تمثل إغريق الإسكندرية وكان المتحدي الرسمي باسمها هو أبيون. وقد أجهد الجانبان نفسهما في الجري وراء الإمبراطور في أرجاء القصر ومحاولة الحصول على بعض الحجج أو التفسيرات عند مناقشة بعض التوافه المقحمة على الموضوع الأصلي والتي شغلت معظم اهتمام البلاط. وأخيرًا وحين بدا أن الأمر الوحيد ذا الأهمية هو عبادة الإمبراطور فإن اليهود قد سروا حينما طردهم الإمبراطور وهو يتظاهر بالشفقة الممزوجة بالاحتقار فهؤلاء الناس الذين لم يدركوا بعد أنه إله.
الولاه الرومان في عصر كاليجولا : - نافويوس سرتوريوس ما ماكرو ( عين ولم يتول ) - فتراسيوس بوليو 39
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرةالمدينة : فى قلب الحدثالجامعة : الإسكندريه فرع دمنهورالكلية : كلية الآدابالفرقة : خريجقسم : التاريخالشعبة : عامهعدد المساهمات : 2499العمر : 37الجنس :
موضوع: رد: الأباطرة الرومان الأربعاء 08 أبريل 2009, 17:20
كلوديوس
تجددت مرافعات الطرفين المتنازعين في الإسكندرية بعد ارتقاء الإمبراطور كلوديوس العرش في روما بفترة وجيزة : فقد ذهبت سفارة من إغريق الإسكندرية ليعرضوا نواياهم الحسنة وولائهم للبيت الإمبراطوري وليسجلوا آيات الشرف والفخار التي يرغبون في إسباغها عليه في أمور مثل إقامة تماثيل له والاحتفال بيوم مولده . كما ترافعوا من أجل تأكيد أو تجديد مميزاتهم القديمة وانتهزوا الفرصة لعرض قضيتهم ضد اليهود أمامه. ولكن على الرغم من أن الإمبراطور قد قبل معظم مظاهر تكريمهم له ما عدا مسألة تأليهه وأكد بعض حقوقهم القائمة مثل حق المواطنة فإنه لم يكن يميل إلى أن يأخذ جانب الإغريق في صراع القوميات ووجه خطابا قاسيًا لطرفي النزاع ليكفوا عن الشقاق الذي كاد يصل إلى درجة الحرب. ويمكن أن نلاحظ نفوذ أجريبا بهذا الخطاب، وقد كان أجريبا لا يزال يتمتع بالحظوة والنفوذ في البلاط الإمبراطوري – فقد نشر الوالي في الإسكندرية الرسالة في حينها ووصل الأمر بأجريبيا أن ظهر بين الناس وقرأ خطاب الإمبراطور بصوت مرتفع، وهكذا قام صراحة بدور زعيم اليهود ومحاميهم.
لم يكن لخطاب الإمبراطور تأثير مستمر إذ سرعان ما تجددت هذه المنازعات في روما 53م. وفي هذه المرة كان أطراف النزاع والخصومة هم أيزيدوروس ولامبون من الزعماء السابقين لإغريق الإسكندرية وأجريبا الأصغر الذي صار حينئذ ملكًا على خالكيس ممثلاً لليهود. وقد عرض أيزيدوروس قضيته ضد أجريبا أمام محكمة مكونة من الإمبراطور وحوالي أربعة وعشرين عضوًا من السناتو، وتقرير دعوى ايزيدوروس وصل إلينا في صورة شذرات لا نستطيع معها تحديد طبيعة الشكوى، ولكن يبدو أن كلوديوس قد أعلن عن صداقته لأجريبا وانحيازه له بشكل قاطع، وكان من نتيجة ذلك أن انحدرت المحاورات والمناقشات إلى سباب شخصي بين الإمبراطور من جانب وإيزيدوروس ولامبون من جانب آخر وحكم على هذين المبعوثين من قبل السكندريين بالإعدام وقد رفعهما إغريق الإسكندرية إلى درجة الشهداء الذين استشهدوا في سبيل قضية وطنهم ضد روما. وبعد حوالي مائة عام من موتهما يشير إليهما أحد الوطنيين السكندريين عند محاكمة الأخير أمام الإمبراطور كومودوس ويبدو أن سجل أعمالهم وأقوالهم كان منشرًا ومتداولاً في مصر في القرن التالي.
أدركت السلطات الرومانية في ذلك الحين أنه بينما كانت الإسكندرية في حاجة إلى حراسة عسكرية قوية للحفاظ على الهدوء والأمن فيها فإن بقية أرجاء مصر كان يمكن السيطرة عليها بصورة كاملة بقوات قليلة وحينما سحبت أجزاء من الفرقة الثانية ولاعشرين المرابطة في نيكوبوليس حل محلها الفرقة الثالثة التي نقلت من بابيلون إلى نيكوبوليس لتدعيم الحامية هناك وبعد ذلك كانت الفرقة الوحيدة الدائمة في معسكرها في مصر هي تلك المرابطة عند أبواب الإسكندرية.
يبدو أن هذه الفترة شهدت تطورًا كبيرًا في التجارة بين الإسكندرية والهند فمنذ حملة أيليوس جالوس تحسنت معرفة الرومان بصورة مطردة ومستمرة بالملاحة في البحر الأحمر وكانوا يحلون تدريجيًا محل التجار العرب. ويبدو من المشكوك فيه أن تكون السفن السكندرية كانت تتجاوز في العادة ما بعد عدن، حيث يروي بليني قصة رجل ألقت به الأمواج والعواصف من مدخل البحر الأحمر حتى ساحل سيلان في أيام الإمبراطور كلوديوس بطريقة توحي بأنه لم تكن هناك حينئذ سبل مواصلات منتظمة ومباشرة حتى الهند وسيلان. ولكن اتخذت إجراءات لقمع القرصنة والقضاء عليها في البحر الأحمر ومن المحتمل أن الرومان قد استولوا على عدن حوالي ذلك الحين.
سيرته : طيبربوس كلوديوس قيصر اوغسطس جرمانيكوس Tiberius Claudius Caesar Augustus Germanicus من ( 1 اغسطس 10 قبل الميلاد -الى- 13 أكتوبر 54)الامبراطور الروماني الرابع من سلالة - خوليوكلاوديان ، حكم خلال الفترة من 24 يناير 41 إلى وفاته في 54 . ولد في لوغدنم في بلاد الغال (ليون ، فرنسا) ،من درسس وانتونيا مينور ، وكان أول امبراطور روماني مولود خارج ايطاليا.
كان من المستبعد ان يصبح امبراطورا . و ورد انه كان يعاني نوعا من الاعاقة مما ادى إلى استبعاد اسرته له عمليا من ان يتولى اي منصب حكومي حتى تولى منصب القنصلية مع ابن اخيه كاليجولا في 37 . وهذه الاعاقة قد انقذته من مصير الكثيرين غيره من النبلاء الرومان خلال حملات التطهير 'التي سادت عهد كاليجولا وطيباريوس . نجاته من هذه الحملة ادت إلى اعلانه امبراطورا بعد اغتيال كاليجولا ، وذلك لكونه آخر الذكور البالغين المتبقيين من اسرته .
ورغم افتقاره للخبرة سياسية اثبت انه مدير متمكن و بناءا كبير للمشاريع العامة . وشهد حكمه توسع الامبراطوريه ، بما فيه غزو بريطانيا. كان مهتما بالقانون ، وترأس محاكمات علنيه ، و اصدر مراسيم تصل إلى عشرين مرسوما في اليوم، ومع ذلك ، كان ينظر اليه طوال حكمه كشخصية ضعيفة ، وخاصة من جانب النبلاء . اجبر باستمرار على دعم موقفه مما ادى إلى وفاة العديد من اعضاء مجلس الشيوخ . كما عانى في حياته الشخصيه من نكسات ماساوية ، واحدة منها قد تكون ادت إلى مقتله . هذه الاحداث ادت ا لى الاضرار بسمعته عند المؤلفين القدماء . ولكن مؤخرا قام المؤرخون المعاصرين بتنقيح هذه الراء .
الولاه الرومان في عصر كلوديوس : - اميليوس ركتوس 41 - يوليوس بوستوموس 47 - فرجيليوس كابيتو 48 - لوسيوس 54 - متيوس مود ستوس
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرةالمدينة : فى قلب الحدثالجامعة : الإسكندريه فرع دمنهورالكلية : كلية الآدابالفرقة : خريجقسم : التاريخالشعبة : عامهعدد المساهمات : 2499العمر : 37الجنس :
موضوع: رد: الأباطرة الرومان الأربعاء 08 أبريل 2009, 17:21
نيرون
كان احتلال الرومان لعدن أحد الخطوات لتأمين التجارة الهندية ومما كان يحتم ذلك القوة المتنامية لمملكة أكسوم . فقد بدأت هذه المشكلة الجديدة على حدود مصر الجنوبية الشرقية تشد انتباه الرومان في منتصف القرن الأول اليملادي: فمن جهة ضغط الأكسوميون بشدة على وادي النيل في مجراه الأعلى حساب مملكة مروي وبذلك شكلوا تهديدًا على الطريق البري من إثيوبيا، وكانوا من جهة أخير يحاولون أن يكون لهم موضع قدم في جنوب شبه جزيرة العرب مما يمكنهم من قطع التجارة البحرية مع الشرق .
ولكن الجزء الأخير من خطة مملكة أكسوم أحبط تمامًا بعد تكوين محمية رومانية على مملكة حمير في شبه جزيرة العرب والتي أمنت في الوقت ذاته السيطرة على جزيرة سوقطرة وهي من ممتلكات الحميرين.
كان الخطر في وادي النيل على درجة من الصعوبة ويحتاج إلى مواجهة، فقد اضمحلت قوة مروي والتي كانت بصفة عامة على علاقات صداقة مع مصر حوالي ثمانين عامًا. وكخطوة أولى أرسل نيرون بعثة إلى أعالي نهر النيل إلى ملكة مروي ربما بغرض تدعيم المملكة لكي تشكل منطقة عازلة أو حاجزة عن مملكة أكسوم وأوضح تقرير هذه البعثة عند عودتها أن إمكانيات مملكة مروي فقيرة حيث وجدوا أن كل الوادي بين أسوان ومروي عبارة عن صحراء قاحلة. وكان من الضروري بالنسبة للرومان أن يتخذوا إجراءات أكثر قوة لمجابهة الأكسوميين، فخططوا للقيام بحملة ضد إثيوبيا واقترح الإمبراطور نيرون أن يقوم بزيارة لمصر للإشراف على هذه الحملة. وعلى الرغم من أن هذه الزيارة قد أجلت فإن القوات بدأت تتمركز في الإسكندرية، ونقلت فرقتان على الأقل من تلك التي كانت في الحرب البارثية إلى الإسكندرية ونقلهما تيتوس إلى الإسكندرية بسبب حرب اليهود ومن المحتمل أنهما أحضرا خصيصًا بغرض القيام بالحملة على إثيوبيا.
تفجرت ثورة اليهود في إقليم جودايا (يهودا) بفلسطين وبذلك أوقفت استعدادات الحملة ضد إثيوبيا حيث أرسلت كل القوات الموجودة بالإسكندرية إلى يهودا بأقصى سرعة. أما الحامية النظامية الرومانية في مصر فقد كانت مشغولة تمامًا في مهمة حفظ الأمن والنظام بالإسكندرية حيث تجدد النزاع والشقاق القديم بين الإغريق واليهود في الإسكندرية في هذه المناسبة: فقد نشبت مشاجرة بين الفريقين في اجتماع في المسرح (الأمفيثيتر) تطور إلى معركة، وحاول الوالي تيبريوس يوليوس الإسكندر – وهو يهودي من حيث المولد – أن يكبح جماح زعماء اليهود ويسيطر عليهم فلم يتمكن وكان عليه في نهاية الأمر أن يستدعي القوات من معسكرها ويوجهها إلى الحي اليهودي من المدينة فقاموا بنهبه بمساعدة الدهماء. ويقال أن حوالي خمسين ألفًا من اليهود قد قتلوا قبل أن تنسحب القوات واستمر تخريب الدهماء والعوام مدة أطول.
على الرغم مما سبق ذكره فإن فكرة الحملة على إثيوبيا يبدو أنها كانت لا تزال تلح على رأس نيرون: فقبل سقوطه مباشرة أرسل كتائب من بعض الفرق الجرمانية إلى الإسكندرية وأغلب الظن أن ذلك كان بصدد تلك الحملة. وفي العام السابق قامت دار سك النقود بالإسكندرية بإصدار عملة مرسوم عليها سفينة شراعية عليها الإمبراطور مما يظهر أنه كان من المتوقع أن يزور الإسكندرية 68م. وفي الحقيقة فقد كانت مصر في ذهنه بشكل واضح فعندما سمع بإعلان الجيش الروماني "جالبا" إمبراطورًا وباقترابه من روما فكر في أن يأوي إلى مصر، بل وفي أن يسعى ليشغل منصب الوالي في تلك البلاد.
سيرته : نيرون أو نيرو (37 - 68) كان خامس وآخر إمبراطور الأمبراطورية الرومانية من السلالة اليوليوكلودية (من أغسطس حتى نيرون) (27 ق.م. - 68 م)وصل إلى العرش لأنه كان ابن كلوديوس بالتبنى .
بدأ نيرون حكمه بفترة من الإصلاحات وذلك بتأثير معلمه الفيلسوف سينيكا Seneca، ولكنه كان صغيراً في السن ليحكم هذه الإمبراطورية الواسعه، فقد كان سنه 16 سنة، فأنقلب حكمه إلى كابوس مخيف وأنغمس في اللهو، والغريب أنه سيطرت عليه رغبه أنه بارع كمغنى ولاعب للقيثارة وسائق عربة حربية، والمؤرخ المتتبع لكيفية وصول الأباطرة إلى عرش روما يكتشف بسهولة أنه كان غالبا عن طريق الإغتيالات السياسية التى أصبحت السمة الأساسية للحكم في روما ، ويحكى في بذخه وحبه للعطور انه في عهده كان سقف الدعوات يُمطر رذاذاً من العطور والزهور .
فى عصر نيرون كثرت المؤامرات والإغتيالات السياسية التى كان له يد في تدبيرها وكانت أمه "أجريبينا" إحدى ضحاياه وماتت وهى تلعن جنينها نيرون التى حملته في بطنها وأبلت به العالم، ومن ضحاياه أيضاً "أوكتافيا" زوجته الأولى وقد قام بقتلها أثناء أدائه مسرحيه يحمل فيها صولجان فسقط من يده. مدحت أوكتافيا أدائه لكنها قالت له "لو أنك لم تسقط الصولجان فقتلها". ومن بعدها لم يتجرأ أحد من العاملين في قصره أن يعيب أي عمل له، وأيضاً قتل معلمه سينيكا، أما أشهر جرائمه على الإطلاق كان حريق روما الشهير سنة 64 م حيث راوده خياله في أن يعيد بناء روما، وبدأت النيران من القاعدة الخشبية للسيرك الكبير حيث شبت فيها النيران وأنتشرت بشدة لمدة أسبوع في أنحاء روما، وألتهمت النيران عشرة أحياء من جملة أنحاء المدينة الأربعة عشر، وبينما كانت النيران تتصاعد والأجساد تحترق وفى وسط صراخ الضحايا كان نيرون جالساً في برج مرتفع يتسلى بمنظر الحريق الذى خلب لبه وبيده آلة الطرب يغنى أشعار هوميروس التى يصف فيها حريق طروادة.
وهلك في هذا الحريق آلالاف من سكان روما وأتجهت أصابع اتهام الشعب والسياسين تشير إليه إلى أنه هو المتسبب في هذا الحريق المتعمد، وتهامس أهل روما بالأقاويل عليه وتعالت كلماتهم وتزايدت كرهية الشعب نحوه، وأصبح يحتاج إلى كبش فداء يضعه متهماً أمام الشعب وكان أمامه إختيار أما اليهود أو المسيحية الحديثة في روما، ولكن كان اليهود تحت حماية بوبياسبينا إحدى زوجات نيرون، فألصق التهمة بالمسيحيين، وبدأ يلهى الشعب في القبض على المسيحيين وإضطهادهم وسفك دمائهم بتقديمهم للوحوش الكاسرة أو حرقهم بالنيران أمام أهل روما في الستاديوم وفى جميع أنحاء الإمبراطورية حتى أن مؤهلات الولاة الذين كانوا يتولون الأقاليم هو مدى قسوتهم في قتل المسيحيين، وسيق أفواج من المسيحيين لإشباع رغبة الجماهير في رؤية الدماء، وعاش المسيحيين في سراديب تحت الأرض وفى الكهوف ومازالت كنائسهم وأمواتهم إلى الآن يزورها السياح.
وأستمر الإضطهاد الدموى أربع سنوات ذاق فيه المسيحيون كل مايتبادر إلى الذهن من أصناف التعذيب الوحشى، وكان من ضحاياه الرسولان بولس وبطرس اللذان أستشهدا عام 68م. ولما سادت الإمبراطورية الرومانية الفوضى والجريمة أعلنه مجلس الشيوخ السنات أنه أصبح "عدو الشعب" فمات منتحراً في عام 68 م مخلفاً وراؤه حالة من الإفلاس نتيجة بذخه الشديد والفوضى من كثرة الحروب الأهلية أثناء حكمه ونيرون هو القيصر الذى أشار إليه سفر الأعمال في (أعمال 25 : 28) و (أعمال 26: 32) ولم ينته إضطهاد المسيحيين بموته وفى 68 م .
الولاه الرومان في عصر نيرون : - كلوديوس بالبيلوس 56 - يوليوس فستينوس 59 - كايسينا توسكوس 67 - تيبريوس يوليوس اسكندر 68
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرةالمدينة : فى قلب الحدثالجامعة : الإسكندريه فرع دمنهورالكلية : كلية الآدابالفرقة : خريجقسم : التاريخالشعبة : عامهعدد المساهمات : 2499العمر : 37الجنس :
موضوع: رد: الأباطرة الرومان الأربعاء 08 أبريل 2009, 17:23
جالبا
لو كان نيرون قد نفذ الفكرة التي يقال أنها جالت بخاطره وهي اللجوء إلى مصر هربًا من جالبا لما كان قد وجد في مصر المأوى الآمن لأن واليها تيبريوس يوليوس الاسكندر كان – على ما يبدو – متفاهمًا بصورة ما مع جالبا، وعلى أي حال فقد أصدر تيبريوس مرسومًا تكريمًا للإمبراطور الجديد بمجرد سماعه بأبناء سقوط نيرون وإعلان السناتو جالبًا إمبراطورًا وقبل أن يصله رسول من جالبًا . وقد كان تيبريوس الاسكندر دبلوماسيًا بارعًا سعى للحفاظ على منصبه رغم كل المتغيرات وقد كان من حيث المولد يهوديًا مصريًا ثم حصل على المواطنة الرومانية وتقلد منصب الابستراتيجوس في الإقليم الطيبي في عهد الإمبراطور كلوديوس ثم عينه نيرون واليًا على مصر عام 66 وظل في هذا المنصب في ظل حكم جالبا ثم أوتو ثم فيتيللوس وتحت حكم فسبسيان، وقد كان الأخير مدينًا لتيبريوس ومساندته إلى حد ما في الوصول للعرش الإمبراطوري. وبعد سقوط نيرون استبعدت فكرة الحملة على إثيوبيا نهائيًا حيث يبدو أنها لم تكن تروق للإمبراطور الجديد. وقد أعيدت كتائب الفرق الجرمانية التي أرسلت للإسكندرية لهذا الغرض إلى روما حيث شاركت في الدسائس التي أدت إلى خلع جالبا وتعيين أوتو إمبراطورا بدلاً منه.
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرةالمدينة : فى قلب الحدثالجامعة : الإسكندريه فرع دمنهورالكلية : كلية الآدابالفرقة : خريجقسم : التاريخالشعبة : عامهعدد المساهمات : 2499العمر : 37الجنس :
موضوع: رد: الأباطرة الرومان الأربعاء 08 أبريل 2009, 17:36
أوتو
تولى أوتو الحكم لفترة ثلاثة أشهر من يناير حتى إبريل 69م وقد تركت فترة حكمه القليل من آثاره في مصر، ولكن يبدو أنه كان معترفًا به في مصر اعترافًا تامًا حيث ضربت (سكّت) باسمه كمية كبيرة من النقود كما استعملت فترة حكمه في تأريخ بعض الوثائق كما تظهر صورته كفرعون ومكتوب بجوارها خرطوش ملائم باسمه وذلك على جدران المعبد الصغير في مدينة هابو في طيبة وهو المبنى الذي استمر رغم كل تغيرات الحكام والأباطرة .
فيتيللوس
أما الإمبراطور الثالث في تلك الفترة المضطربة فهو فيتيللوس الذي حكم في روما من 16 إبريل حتى 21 ديسمبر 69 ولكن معلوماتنا عنه أقل من معلوماتنا عن أوتو . وفيتيللوس هو الإمبراطور الروماني الوحيد حتى نهاية القرن الثاني الميلادي الذي لم نعثر على خرطوش باسمه على جدران أحد المعابد المصرية، ورغم صدور كمية من العملة باسمه في الإسكندرية فإن استعمال اسمه لتاريخ وثيقة مصرية لم يرد سوى مرة واحدة على إحدى قطع الشقافة من اليفانتين وقد كتبت في اليوم العاشر من شهر يوليو 69 رغم أن حكم فيتيللوس في مصر انتهى في أول يوليو وحل محله فسبسيان الذي أعلن إمبراطوراً في الإسكندرية في 1 يوليو 69، وتعليل ذلك أن هذه الأيام التسعة لم تكن وقتًا كافيًا لوصول أخبار الإمبراطور الجديد من الإسكندرية حتى أقصى جنوب مصر.
فسبسيان
يعود الفضل في إعلان فسبسيان إمبراطورًا إلى تيبريوس يوليوس الاسكندر: فحتى ذلك الحين لم تشارك الفرقتان الرومانيتان في مصر – مثل الفرق الرومانية في الشرق على وجه العموم – في تأييد وإعلان إمبراطور في عام الفوضى والاضطراب 69 . ولكن حين وصلتهم الأخبار بأن القوات الرومانية في ألمانيا هي التي اختارت فيتيللوس حفزهم ذلك إلى البحث عن مرشح للعرش الإمبراطوري يكون من طرفهم بحيث يساعد نجاحه في تولي عرش الإمبراطورية في ضمان قدر من الغنائم لهم. وكانت سبع فرق تحت قيادته في سوريا قد نادت به إمبراطورًا قبل أيام من قسم الفرقتين الرومانيتين في مصر على مبايعته والولاء له أمام تيبريوس الإسكندر في أول يوليو 69. وتتجلى أهمية ضمه مصر إلى جانبه في أن تاريخ مبايعته في مصر اعتبر هو تاريخ بداية تولية الإمبراطورية، فمنذ ذلك التاريخ أصبح سيدًا بلا منازع على الشرق وكان باء مكانه أن يُحدث مجاعة في روما إذا قطع عنها إمدادات القمح المصري. ويقال إن هذه الخطة قد اقترحت عليه بالفعل من قبل أحد قواده فأرسله حول إيطاليا ومعه جيش واقترح أن يتجمع مع قواته عند منطقة "أكويليا" وينتظر نتائج تلك السياسة، ولكن الظروف عجلت بقرار آخر.
تقدم فسبسيان بنفسه إلى الإسكندرية وتلقى وهو في الطريق أخباراً عن انتصار قائده في كريمونا واستعد لكي يجرب نتائج تجويع روما ولكن الاعتراف السريع به إمبراطورًا في روما بعد مقتل فيتيللوس جعله يعدل عن هذا النهج، ولقد لقى فسبسيان ترحيبًا بالغًا من السكندريين الذين لم يحظوا بالرضا من جانب أي إمبراطور روماني منذ رحيل أغسطس عن مصر بعد فتحه لها. وقد عامله السكندريون كإله فقد أتى إليه طلبًا للعلاج رجل أعمى وآخر مصاب بضمور في يده وذلك وفقًا لنصيحة تلقياها من الإله سيرابيس حسب قولهما، وذاع خبر شفائه لهما ونجاحه في ذلك بعد أن بصق على جفون الأول وداس على الآخر بقدميه، ولكن سرعان ما اكتشف السكندريون أن معبودهم الجديد كان رجل أعمال في المقام الأول وكانت المشاغل الدنيوية هي همه الأول بحيث رفع الضرائب وكان يطالب أصدقائه برد ما عليهم من ديون مهما كانت ضآلتها، ولما تحرروا من وهم ألوهيته بدأوا ينتقمون لأنفسهم منه بأن عادوا إلى طباعهم القديمة من بذاءة اعتادوا عليها منذ زمن طويل لتسلية أنفسهم على حساب حكمهم: فنظرًا لأنه فرض ضريبة على السمك المملح أطلقوا عليه اسم "بائع السمك المملح" وكان قلقه على دين مقداره 6 أوبولات ما جعلهم يطلقون عليه "صاحب الأوبولات الستة". ويقال أنه رد على هذه النكات بأن أمر بفرض ضريبة الرأس بمقدار 6 أوبولات على الفرد من السكندريين وهي غرامة تافهة من حيث مقدارها بالمقارنة بمقدار هذه الضريبة في بقية نومات مصر، وكان الغرض من فرضها على السكندريين بهذا المبلغ الزهيد رمزًا لإهانتهم والتقليل من قدرهم لأن الإعفاء من ضريبة الرأس كان من الامتيازات الكبيرة التي تميز بها السكندريون عن أهل البلاد من المصريين. ولكن تيتوس توسط للسكندرين عند أبيه فسبسيان وجعله يصفح عنهم.
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرةالمدينة : فى قلب الحدثالجامعة : الإسكندريه فرع دمنهورالكلية : كلية الآدابالفرقة : خريجقسم : التاريخالشعبة : عامهعدد المساهمات : 2499العمر : 37الجنس :
موضوع: رد: الأباطرة الرومان الأربعاء 08 أبريل 2009, 17:37
تيتوس
أرسل تيتوس إلى يهودا (جودايا) ليتولى قيادة الجيش الذي كان يحاصر أورشليم وتم تدعيمه بكتائب يبلغ عدد كل منها ألف فرد من الفرقتين المرابطتين بمصر وذلك 70م . وبعد سقوط أورشليم يبدو أن هذه الكتائب قد رافقت تيتوس في عودته إلى الإسكندرية .
وفي خلال فترة إقامته في مصر أظهر التقدير والتبجيل لمشاعر المصريين بعد أن شفع للسكندريين عند أبيه من قبل فقد حضر تقديم قربان للعجل أبيس في ممفيس وأعطى الاحتفال والمناسبة تكريمًا إمبراطوريًا بظهوره على الملأ وهو يلبس تاجًا بما يتفق والطقوس المعتادة. وعلى الرغم من أن هذا الفعل كان مقصودًا به زيادة شعبية الحكم الروماني في مصر بإظهار سماحته نحو الديانة الوطنية فقد كانت النظرة إليه في روما هي نظرة عدم الارتياح باعتباره رمزًا لرغبة في الوصول إلى العرش قبل الأوان.
أعقب سقوط أورشليم اضطرابات في الإسكندرية حيث لجأ إليها بعض المشاكسين من اليهود الذين فروا من منطقة يهودا وحاولوا إقناع السكان اليهود المقيمين بالإسكندرية بالانضمام إليهم لخلق المتاعب والقلاقل للرومان ولكن زعماء اليهود المحليين رفضوا المشاركة في مثل هذه العملية العقيمة وألقوا القبض على بعض اللاجئين وهرب البعض الآخر إلى مصر العليا ولكنهم ألقى القبض عليهم وأعدموا. وعلى الرغم من الاتجاه الموالي والمخلص للرومان من زعماء اليهود فإن الحكومة قررت اتخاذ خطوات لتدمير مركز من المراكز التي يمكن أن تثير الحركة الوطنية اليهودية ويتمثل هذا المركز في معبد أونياس قرب رأس الدلتا. وكان هذا المعبد قد بني أصلاً كمنافس لمعبد أورشليم، وخشي الرومان أن تنتقل مكانة وتأثير معبد أورشليم أو بعض منها إلى نظيره في مصر. وعلى ذلك فقد نهبت كنوز معبد أونياس وحرم الدخول إليه تمامًا.
كان تيتوس هو أول إمبراطور روماني – ربما باستثناء نيرون – يبدي ميلاً لسياسة إمبراطورية حقيقية في تعاملاته مع الولايات الشرقية، ولكن لم يعش طويلاً بحيث يمكنه التأثير في مقدرات الإمبراطورية، والمعلومات الواردة عنه في مصر قليلة: وهناك نقشان طريقان يعودان لفترة حكمه أحدهما يشير إلى تطهير نهر الحظ السعيد وهو الاسم الذي كان يطلق على الفرع الكانوبي للنيل مما يدل على أن صيانة الممرات المائية لم تهمل، أما النقش الآخر فيشير إلى بناء معبد للآلهة المنقذة (بطليموس الأول سوتير وزوجته) في بطوليمايس هيرميو (بطلمية في موقع المنشأة الحالي في سوهاج بمصر العليا) ويبدو منه أن الرومان قد سمحوا باستمرار عبادة مؤسس هذه المدينة في بطوليمايس.
تيتوس ( تيتوس فيلافيوس فاسباسيانوس- Titus Flavius Vespasianus) المعروف بايجاز بتيتوس (30 كانون الاول / ديسمبر ، 39 -- 13 أيلول / سبتمبر ، 81) ، كان الامبراطور الروماني الذي ساد بايجاز من 79 حتى وفاته في 81. تيتوس هو ثاني امبراطور من السلاله الفلافيانيه، والتي حكمت الامبراطوريه الرومانيه بين 69 و 96 ،وهي تشمل والد تيتوس فسبسيان (69 -- 79) ، و تيتوس نفسه (79 -- 81) ، وأخيرا شقيقه الأصغر دوميتيان
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرةالمدينة : فى قلب الحدثالجامعة : الإسكندريه فرع دمنهورالكلية : كلية الآدابالفرقة : خريجقسم : التاريخالشعبة : عامهعدد المساهمات : 2499العمر : 37الجنس :
موضوع: رد: الأباطرة الرومان الأربعاء 08 أبريل 2009, 17:39
دوميتيان
في فترة حكم دوميتيان تزايد الاهتمام بآلهة المصريين المحلية ويمكن أن نستنتج أن المعبودات المصرية القديمة التي ظلت مكبوتة لفترة من جراء سياسة الأباطرة الرومان الأوائل بدأت تطل برأسها مرة أخرى من جديد . وكانت مصادرة أملاك المعابد على يد الإمبراطور أغسطس والنظم الصارمة التي فرضها على رجال الكهنوت تشكل عبئًا أكثر ثقلاً ووطأة على العبادات المحلية لاصغيرة أكثر من العبادات النتشرة شبه الرسمية مثل عبادة سيرابيس وإيزيس وقد أخذت بعض الوقت لكي تسترد مكانتها: فبالنسبة للبناء في المعابد الكبرى فقد استمر بصورة مطردة في العديد من مدن مصر العليا مثل فيلاي ولاتوبوليس وطيبة وتنتيرا، كما أن هناك قرائن تدل على نشاط كبير في معابد الآلهة التماسيح في الفيوم، ولكن معظم المعبودات المصرية المحلية بقيت في الظل طيلة القرن الأول الميلادي، فقد كان الرومان ينظرون إلى هذه المعبودات باحتقار عميق ولم يكونوا يعترفون رسميًا بعبادتها لما تثيره من اضطرابات. ويبرز الموقف الروماني المألوف من هذه العبادات في كلمات جوفينال – الذي قضى فترة خدمته العسكرية في معسكر سينيي في أسوان بمصر في عهد دوميتيان – وذلك في وصفه لحادثة يقول أنه شاهدها حيث يخبرنا عن السكان المتجاورين في مدينتي تنتيرا وأمبوس (دندرة وكوم أمبو) في الإقليم الطيبي حيث كان سكان المدينة الأولى تنتيرا يحتقرون ويضطهدون التمساح الذي كان يقدسه سكان مدينة أومبوس، وفي إحدى الاحتفالات قامت معركة بين الفريقين وفر أهل أومبوس باستثناء واحد منهم لم يتمكن من الفرار فأطبق عليه أهل تنتيرا وقتلوه وأكلوه. ولكن يتضح أنه على الرغم من عدم الاعتراف الرسمي من قبل الحكومة الرومانية بهذه العبادات القديمة فإنها كانت متمكنة جدًا من السكان المصريين أهل البلاد وكان من الممكن أن تثير أحداثًا أكثر خطورة من تلك الحادثة التي أثارت اشمئزاز جوفينال: فقد استدعيت القوات الرومانية لكي تضع حدًا للنزاع الذي تفجر بين مدينتي أوكسير ينخوس وكينوبوليس في إقليم النومات السبع نتيجة للإهانات المتبادلة التي ألحقها سكان المدينتين لمعبود المدينة الأخرى.
يمكن أن ننظر إلى حضور تيتوس لاحتفال تقديم القرابين للعجل أبيس كما سبق أن ذكرنا على أنه أول علامة على تغير الاتجاه الرسمي الروماني نحو المعبودات والآلهة المصرية الخالصة. وهناك قرائن أخرى ذات طبيعة مماثلة من عصر دوميتيان حيث نجد نقوشًا إغريقية تسجل إقامة معابد للآلهة أفروديتي – وهي المرادف الإغريقي المقبول للآلهة المصرية حتحور – في مدينة أومبوس وذلك عام 88م وكذلك للآلهة هيرا – التي تمثل الآلهة المحلية ساتي آلهة الشلال – في اليفانتين. وربما يكون للصدفة دورها في العثور على مثل هذه النقوش من تلك الفترة. ولكن أنماط العمل السكندرية من تلك الفترة تزودنا بأدلة أكثر تحديدًا على تغير طرأ على السياسة الرومانية تجاه الآلهة المصرية في عصر دوميتيان: ففيما سبق كان موظفو دار سك النقود في الإسكندرية يصورون على ظهر العملة موضوعات أخرى – ولكن موضوعات الديانة المصرية كانت قاصرة فقط على موضوعات مثل سيرابيس وإيزيس وكانوبوس ونيلوس وهي الموضوعات ذات العناصر الأسطورية المتصلة أكثر بالإسكندرية. ولكن في السنة الحادية عشرة من حكم دوميتيان ظهرت مجموعة من العملة البرونز السكندرية مصور عليها الآلهة المحلية للنومات المصرية في صورة متأغرقة بشكل أو بآخر ولكن بخصائص مصرية. ومنذ ذلك الحين فصاعدًا تمثل الآلهة المصرية المحلية بشكل أكبر على العملة السكندرية. ومن الجدير بالذكر أيضًا في هذا الصدد أن دوميتيان نفسه قد أقام معابد لإيزيس وسيرابيس في روما وقد أعطى بذلك صبغة رسمية لوجود هذه الآلهة السكندرية العظيمة في عاصمة الإمبراطورية بعد أن انتشرت في كافة أرجاء الإمبراطورية وصارت مألوفة في روما ذاتها رغم محاولات السلطات الرومانية لقمع وتكبيل عبادتهما.
سيرته : دوميتيان ( تيتوس فيلافيوس دوميتيانوس) (24 تشرين الاول / أكتوبر 51 -- 18 أيلول / سبتمبر 96) امبراطور الامبراطوريه الرومانيه ، والمعروف عموما باسم دوميتيان ، كان الامبراطور الروماني الذي ساد في الفترة من 14 تشرين الاول / أكتوبر 81 حتى وفاته في 18 ايلول / سبتمبر 96. كان آخر امبراطور من سلالة فلافيان (flavian)، الذين حكموا الامبراطوريه الرومانيه بين 69 و 96 ، وهي تشمل والد دوميتيان فسبسيان (69 -- 79) ، واخيه الكبير تيتوس (79 -- 81) ، وأخيرا دوميتيان ذاتة.
شبابه : امضى دوميتيان الكثير من شبابه المبكر والوظيفي في ظل شقيقه تيتوس ، والذي اكتسب شهرة اثناء الحملات العسكرية في جيرمانيا في 60s . استمر هذا الوضع في ظل سيادة فسبسيان ، الذي اصبح الامبراطور 21 كانون الاول / ديسمبر 69 ، وبعد سنة من الحرب الاهليه المعروفة باسم سنة الأربعة اباطره.
بينما تقاسم اخيه تيتوس سلطات متساويه تقريبا في حكومة والده ، كان لدوميتيان اليسار مع مرتبة الشرف ولكن لا مسؤوليات. توفي فسبسيان في 23 حزيران / يونية 79 ، وخلفه تيتوس ، و جاء عهد تيتوس موجز إلى نهاية غير متوقعة في 13 ايلول / سبتمبر 81. وفي اليوم التالي ، اعلن الامبراطور دوميتيان ، وبدأ عهد دوميتيان الذي دام أكثر من خمس عشرة سنة - أي اطول رجل يحكم روما منذ تيبريوس .
الآراء التقليديه عن دوميتيان كان قاسي و طاغيه. ومن بين المؤلفين القدماء ، وقال انه من بين صفوف معظم الحكام الرومان في التاريخ ، دخل إلى هذه المقارنة الاباطره كما كاليجولا و نيرون. التاريخ الحديث رفض هذه الآراء كطاغيه قاسي و لا يعرف الرحمه ولكن متسلط كفء .
اضطهاد الدولة الرومانية للمسيحيين : رفض المسيحيين تأليه الإمبراطور الروماني وعبادته كما رفضوا الخدمة في الجيش الروماني ، ولذلك نظرت الحكومة الرومانية إلى المسيحيين على أنهم فرقة هدامة تهدد أوضاع الإمبراطورية وكيانها ، بل وسلامتها.
بدأ اضطهاد الدولة الرومانية الرسمي للمسيحيين في عام 64م على يد الإمبراطور نيرون وحتى عام وفاته 68م وعرف هذا الاضطهاد بالاضطهاد الأول ، أما الاضطهاد الثاني فقد تم بين عامي 95 – 96م زمن الإمبراطور دوميتيان .
الولاه الرومان في عصر دوميتيان : - بولينوس - ستيتيوس افريكانوس 82 - سبتيموس فيجيتوس 86 - متيوس روفوس 90 - بترونيوس سيكوندوس 95
historical Administrator
الدولة : المحافظة : البحيرةالمدينة : فى قلب الحدثالجامعة : الإسكندريه فرع دمنهورالكلية : كلية الآدابالفرقة : خريجقسم : التاريخالشعبة : عامهعدد المساهمات : 2499العمر : 37الجنس :
موضوع: رد: الأباطرة الرومان الأربعاء 08 أبريل 2009, 17:42
نيرفا
حكم نيرفا الامبراطور الروماني من 96 م حتى عام 98 م وهو أول الأباطرة الأنطونيين الرومان كان أول "خمسة اباطره جيدون "حكموا الامبراطوريه الرومانيه من 96 إلى 180. و الأباطرة الأنطونيين الرومان هي سلالة من ستة اباطره الرومان ، الذي حكموا الامبراطوريه الرومانيه على مدى ما يقرب من القرن الثاني الجامع (96 -- 192). هؤلاء الاباطره هم :
الاباطره الخمسة الاولى هي ما نعرف ايضا كخمسة اباطره جيدون.
خلف نيرفا الأمبراطور دوميتيان ، كان نيرفا غير مرغوب فيه من الجيش ولحاجتة إلى القيام بأي شيء لكسب تاييد الجيش أنجز هذا بتسمية تراجان ابن بالتبني وخليفة له في صيف 97.
تراجان
هناك قرائن جديدة على تحسن الوضع الرسمي للديانة المصرية تعود إلى العام الأول من حكم تراجان حيث أقامت سيدة من مدينة تنتيرا معبدًا تكريمًا "لأفروديتي الجديدة" ومن المحتمل أن يشير هذا الاسم إلى بلوتينا زوجة تراجان التي ظهرت مصورة مع الآلهة حتحور . ومثل هذا التصوير لإمبراطورة رومانية مع آلهة مصرية لم يكن ممكنًا من قبل. ومما يلفت النظر أيضًا نقش طريف يعود لنفس الفترة تقريبًا يتعلق ببناء معبد لأسكليبيوس وهيجيا في مدينة بطلمية وأنشودة الشكر الموجودة في النص صيغتها إغريقية تقليدية وتظهر بطلمية كانت لا تزال تحتفظ بسمتها وطابعها الذي تمتعت به منذ تأسيسها كمركز ذي طابع هيليني في أرض أجنبية.
هناك وثيقة ذات طابع غير عادي تتمثل في وثيقة بردية تحتوي على أجزاء من حديث فيه شجب واستنكار لتصرف شخص يدعى ماكسيموس من الواضح أنه كان موظفًا كبيرًا في الإسكندرية وربما كان الوالي – يبدو أن هذا الشجب كان في حضرة الإمبراطور ويبدو أن الظروف تشير إلى الشخص الذي هوجم على أنه فيبيوس ماكسيموس الذي يرجح أن فترة ولايته في مصر قد انتهت بأمر شائن أو مخزي لأنه اسمه قد كشف ومحي من على ثلاثة نقوش كان مكتوبًا عليها أصلاً. ويمكن افتراض أن سقوطه قد كان من أسبابه التي ساعدت عليه الشكاوى التي كتبت ضده إلى الإمبراطور من سكان الأقاليم (كانت فترة حكمه في مصر من 103-107).
ظل الوضع العام في مصر هادئًا لبضع سنوات، وحتى في الإسكندرية خمد النزاع مؤقتًا بين الإغريق واليهود بسبب السياسة الصارمة التي اتبعت مع الحزب اليهودي المناوئ بعد سقوط أورشليم والولاء الذي أبداه أحبار اليهود وزعماؤهم نحو الحكومة الرومانية مما منع أي فرصة لإثارة القلاقل. وقد انخفض منسوب مياه النيل في إحدى سنوات حكم تراجان ونتج عن ذلك مجاعة ولكن تراجان اتخذ إجراءات فورية خففت من وطأة هذه المجاعة حيث أعاد إلى الإسكندرية أسطولاً محملاً بالقمح المصري من المخزون المتراكم في شون الغلال الحكومية. ولكن قرب نهاية حكم تراجان اندلع موقف في غاية الخطورة وهو أخطر الثورات التي كان على الرومان أن يتعاملوا معها منذ فتحهم لمصر.
أن الأحداث التي يبدو أنها مهدت لهذه الثورة قد رويت في إحدى الشذرات المتبقية عن أحد "الوطنيين" السكندريين واحتفظت لنا بها وثيقة بردية وتتعلق هذه القصة بالسفارات التي كان يرسلها طرفا النزاع في الإسكندرية من الإغريق واليهود إلى روما والتي مثلت أمام تراجان قبل ذهابه لآخر مرة إلى الشرق 114. ولم يتضح سبب أو مناسبة إرسال هذه السفارات إلى روما. ولكن بما أن الإمبراطور قد أتهم الإغريق باستفزاز اليهود فإنه يتضح أن نعرة معاداة السامية القدمية قد عاودت الظهور من جديد. ويقال أن الإمبراطورة بلوتينا كانت تحبذ اليهود وجعلت زوجها الإمبراطور تراجان يحذو حذوها. وكل ما لدينا من هذه الوثيقة البردية هي الفقرات الافتتاحية للمناقشة وهي تظهر نية قاطعة لدى من صاغها على إضفاء لون ما على حديثه (أي أنه حديث يحمل وجهة نظر مسبقة لصاحبها) ولكن ليس في الوثيقة مفتاح يدلنا على نتائج المرافعات.
سواء كان الأمر استفزاز من اِلإغريق لليهود أم لا فقد اندلعت في الإسكندرية 114 ثورة لليهود تمكنت الحكومة من قمعها بغير صعوبة كبيرة. ولكن في 115 كانت الفرق الرومانية في مصر قد استنزفت نتيجة لإرسال إمدادات منها إلى الحروب البارثية فاندلعت وتفجرت ثورة واسعة النطاق في أرجاء مصر وبرقة وفرض اليهود سيادتهم لبعض الوقت على مناطق من البلاد حيث ذبحوا الإغريق أو طردوهم ليلجأوا إلى الإسكندرية التي أمنوا على أنفسهم فيها ضد قلاقل اليهود حيث قتلوا كل من كان بها من اليهود. وقد وجدت الحكومة الرومانية أن قواتها غير كافية تمامًا لمجابهة هذا الخطر حتى أنها لجأت إلى تسليح السكان المصريين من أهل البلاد: فقد سجل المزارعون المصريون في النومات في نوع من المليشيات المحلية تحت قيادة الاستراتيجوس وهو القائد المدني للنوموس. واستمرت حرب العصابات في أرجاء البلاد حتى وفاة تراجان وهناك إشارات عديدة إليها في مراسلات أبوللونيوس الاستراتيجوس، ولم تكن هناك حملات منظمة كما لم يكن هناك زعماء معلوميين للمتمردين اليهود وكان يتم تتبعهم ومطاردتهم كرجال العصابات الخارجين على القانون. ولابد أن الخسائر الناجمة عن هذه الثورة سواءً في الإسكندرية أو في بقية الأقاليم كانت كبيرة جدًا، كما أنها أثارت مشاعر عدائية كبيرة ضد اليهود حيث نجد أن سكان أوكسير ينخوس كانوا لازالوا يحتفلون بانتصارهم على اليهود في عيد سنوي حتى بعد ثمانين عامًا من هذه الأحداث.
في فترة حكم تراجان كانت هناك تعديلات متعددة وهامة في الترتيبات العسكرية في مصر. وكان من أهم هذه الإجراءات بناء قلعة جديدة في ممفيس (بابيلون) على ضفة النيل لتحل محل المعسكر القديم الذي كان على ربوة عالية وبذلك يمكن إمداد هذه القلعة بالمياه بصورة أفضل وكذلك تكون اتصالاتها النهرية أفضل من ذي قبل. وقد دعّم ذلك من موقف الحامية الرومانية وجعلها تحكم قبضتها على قمة الدلتا، كما كانت تحرس رأس القناة التي شقها تراجان من النيل للبحر الأحمر. كما كونت فرقة جديدة هي الفرقة الثانية التي تحمل اسم تراجان Trajana وجعلت مصر مركزها وذلك قبل 109. ولم يكن الغرض من هذه الفرقة تدعيم الحامية الرومانية في مصر لأن الفرقتين الموجودتين في مصر من قبل كانتا كافيتين للحامية مع القوات المساعدة، ومن المحتمل أن يكون السبب في تكوينها هو الاستعداد للتقدم نحو الشرق لأن هذه الفرقة أرسلت أجزاء منها إلى الحروب البارثية رغم أن مقر قيادتها لم ينتقل من مصر مطلقًا، وبمرور الوقت أصبحت هي الفرقة الوحيدة المتبقية في مصر. في حين انتقلت الفرقتان اللتان كانتا بمصر منذ عصر أغسطس إلى أماكن أخرى.
سيرته : الإمبراطور تراجان (53– 117)م ثاني الأباطرة الأنطونيين الرومان الامبراطور الروماني من 98 (98-117)م حتى وفاته من عام 98 حتى 117 وبلغ بالإمبراطورية الرومانية أوج اتساعها. الأمبراطور الروماني كان ثاني "خمسة اباطره جيدون "حكموا الامبراطوريه الرومانيه من 96 إلى 180.
ولد في 18 ايلول / سبتمبر 53 ، في مدينة يتاليكا كما شاب ، وارتقى في صفوف الجيش الروماني كان والد تراجان حاكم syria- سوريا (في 76-)77 تم تعيينه القنصل وتقديمهم ابوللودوروس ( ابوللودور الدمشقي ) من دمشق معه إلى روما حوالي 91.وقام ابوللودور بتصميم واشادة أكثر المباني شهرة في روما وعلى طول نهر الراين ، وشارك تراجان الامبراطوردوميتيان في الحروب و خلف دوميتيان نيرفا ، الذي كان غير مرغوب فيه من الجيش ولحاجة نيرفا إلى القيام بأي شيء لكسب تاييد الجيش أنجز نيرفا هذا بتسمية تراجان ابن بالتبني وخليفة له في صيف 97.
عندما توفي نيرفا خليفة دومتيانوس تولى الحكم الأمبراطور تراجان يوم 27 كانون الثاني / يناير و 98 ، باحترام كبير دون حوادث.
هجوم تراجان على الإمبراطورية البارثية : وقع في عام 115 أو 116. فلقد قاد تراجان بنفسه قواته من روما ومن سوريا إلى الشرق والجنوب داخل بلاد الرافدين وأوقع بالعاصمة ستيسيفون الواقعة على نهر دجلة في الأسر. بلغ تراجان الخليج العربي وبكلمات المؤرخ إدوارد جيبون، "تمتع بشرف كونه أول جنرال روماني ، وكان الأخير أيضا، الذي أبحر في ذلك البحر النائي". رجل ذو طموح لا نهاية له، كان يحلم بالإبحار من هناك إلى شواطئ اسيا والهند البعيدة .
سياسة تراجان مع المسيحيين : دارت رسائل بين بلينى الأديب الرومانى والأمبراطور تراجان عن أحوال المسيحيين في ذلك العصر. يقول بعض المؤرخين أن سياسة تراجان مع المسيحيين فكانت غالباً سياسة تسامح وتساهل .
كان تراجان هو أول إمبراطور أعلن أن المسيحية ديانة محرمة ، ولكي يضع حدا لانتشار المسيحية ، حكم على كثيرين منهم بالموت ، وأرسل بعضا آخر إلى المحكمة الإمبراطورية بروما .
ثورة اليهود في شمال افريقيا :
فى السنة الثامنة عشرة من ملك تراجان عادت المنازعات والمنافسات بين اليهود واليونان في شمال افريقيا ، وتفاقمت الخلافات حتى آل الأمر على قيام اليهود على الدولة الرومانية وإشهارهم بالعصيان فحاول لأوبوس الوالى الرومانى أن يقمع ثورتهم فلم يتغلب على الثائرين وكانوا تحت قيادة رجل أسمه لوكاس من يهود قورينة فظل في هذا الأقليم مدة سنتين يحارب الرومان وعاثوا في الأرض فساداً حتى أصبحت ولاية ليبيا تئن من أهوال هذه الحرب الداخلية إلى أن أرسل الأمبراطور أخيراً القائد مارسيوس توربو بجيش جرار إلى مصر لمحاربتهم وبعد قتال عنيف جرى في عدة مواقع إنهزم اليهود شر هزيمة وقتل ألوف منهم وجردوا عقب هزيمتهم من أمتيازاتهم الوطنية تجريداً شرعياً ، وبهذه الهزيمة ضاعت آمالهم وخابت أحلامهم فيما ينتظرون من عودة الحرية ووطنهم إليهم ومن ذلك العهد أصبحوا يعتنقون المسيحية أفواجاً أفواجاً .
الدولة : المحافظة : البحيرةالمدينة : فى قلب الحدثالجامعة : الإسكندريه فرع دمنهورالكلية : كلية الآدابالفرقة : خريجقسم : التاريخالشعبة : عامهعدد المساهمات : 2499العمر : 37الجنس :
موضوع: رد: الأباطرة الرومان الأربعاء 08 أبريل 2009, 17:44
هادريان
عندما تولى هادريان عرش الإمبراطورية كانت ثورة اليهود قد قُمعت فعلا ً، ولكن كان عليه أن يقوم بأشياء كثيرة من أجل إصلاح الدمار والتخريب الذي نجم عن تلك الثورة، ويقال أنه أصلح مباني بالإسكندرية . ورغم أنه من الصعب أن نحدد هذه الإصلاحات بصورة مؤكدة فيبدو أن أحد هذه الإصلاحات كان "مكتبة هادريان" التي ذكرت في وثيقة أو مرسوم للوالي مؤرخ بسنة 127 التي كانت قد بنيت قبل وقت قريب لتستعمل كمستودع للسجلات لأن مكاتب السجلات كانت دائمًا هدفًا مفضلاً لأعمال العنف التي يمارسها الغوغاء. وربما كان هذا هو المبنى الممثل على عملات من عصر هادريان حيث يقف الإمبراطور أمام سيرابيس ويشير إلى سطح صغير منقوش عليه اسمه فنظرًا لأن مكتبة الإسكندرية الكبرى كانت في حماية الإله سيرابيس فمن الطبيعي أن تكون السجلات أيضًا تحت حماية هذا الإله.
كان للاضطرابات في الإسكندرية رد فعلها وأثرها المعتاد في روما في شكل سفارات من قبل الإغريق واليهود إلى الإمبراطور. ولكن أعمال هذه السفارات في عصر هادريان كانت وصل منها شذرات مبتورة جدًا بين ما يسمى بـ"أعمال الشهداء السكندريين"، ومن الصعب أن تستخلص من هذه الشذرات أي فكرة واضحة عن الوضع حينئذ ومن الغريب أن يهود مصر على وجه العموم قاموا بتمرد مسلح ضد السلطة الرومانية ومع ذلك كان هادريان على ما يبدو من هذه الشذرات مواليًا لليهود ضد الإغريق، ولكن نظرًا لأن الهدف الأساسي لمن كتبوا "أعمال الشهداء السكندريين" أن يبرزوا الإغريق السكندريين بوضوح كحملة للواء القضية القومية الوطنية ضد روما فمن المحتمل جدًا أن تكون روايات هؤلاء الكتبة قد حرفت عمدًا لكي تناسب غرضهم. وكان أحد المبعوثين من إغريق الإسكندرية ويدعى باولوس قد ظهر أمام تراجان قبل أعوام قليلة في مهمة مماثلة، ويبدو أنه قد أدين في هذه المناسبة وحكم عليه بالإعدام.
ثارت اضطرابات جديدة بعد حوالي 5 أعوام من تولي هادريان الحكم (أي سنة 122) في مناسبة تقديم أضحيات للعجل أبيس، أما عن أصل أو مصدر هذه المنازعات فلا يمكن إلقاء اللوم فيها على الإغريق أو اليهود. وقد وصلت هذه الأنباء إلى هادريان عندما كان يقوم بجولته التفتيشية الأولى والكبرى في الإمبراطورية ووصلته أنباء هذه الاضطرابات وهو في فرنسا، ولكن هذه الأنباء لم تكن خطيرة وملحة بالصورة التي تجعله يقطع زيارته إذ كان من المحتمل أن هذا الشغب قد قمع بسهولة إذا ما كان متصلاً بسكان البلاد الوطنيين من المصريين وحدهم.
في جولة هادريان الثانية زار مصر ودخل إلى البلاد من بيت المقدس (أورشليم) عن طريق بيلوزيوم. وهناك عملة سكندرية تعود إلى العام الخامس عشر من حكم هادريان تسجل وتحتفل بترحيب المدينة به. ومن المحتمل أنه وصل هناك في أوائل الخريف حتى يصعد في النيل بمجرد أن ينتهي فيضان النيل حيث كان العرف والتقليد القديم يمنع الملوك من الإبحار في النهر في زمن الفيضان. وقد وصل إلى طيبة في أواخر نوفمبر حيث كانت الاستعدادات لقدومه هناك قائمة على قدم وساق منذ 12 سبتمبر وزار هو وزوجته سابينا وأفراد حاشيته تمثال "ممنون" الضخم في البر الغربي لكي يسمعوا الأصوات الموسيقية الصادرة عنه عند شروق الشمس، وكانت هذه إحدى الفقرات التقليدية في الجولات السياحية للرومان في مصر. وكما يفعل السياح عادة فإن أفراد حاشية هادريان نقشت أسماءها على التمثال الضخم كتذكار للزيارة، وقامت إحدى السيدات المرافقات لسابينا زوجة هادريان وتدعى بالبيلا Balbilla بتأليف ونقش أبيات من الشعر احتفالاً بهذه المناسبة أو الزيارة.
ولكن أخلد وأبقى نصب تذكاري لرحلة هادريان تمثل في مدينة أنتينوبوليس. وكان الدافع لدى هادريان لتأسيس هذه المدينة هو موت صديقه المفضل والمحبب إليه الشاب أنتينوس في أثناء رحلته في النيل وهو في طريقه إلى صعيد مصر إلى طيبة. وكان هناك غموض يكتنف وفاة أنتينوس فمثلته بعض الروايات على أنه غرق بصورة عارضة (بالصدفة) في النيل بينما يشير آخرون أنه قد تمت التضحية به كقربان من أجل سلامة الإمبراطور. وأيًا كانت الظروف فإن هادريان قد كرّم ذكراه بأن أنشأ في مكان الحاديث مدينة كان الغرض منها أن تكون مركزًا جديدًا للنفوذ الإغريقي في مصر: فقد صممت بتخطيط إغريقي بقطع من الأحجار مرقمة ترقيمًا منتظمًا ومُنحت مجلسًا تشريعيًا ودستورًا على النمط الإغريقي. وكان النمط العام لدستورها مأخوذًا من نقراطيس أقدم مستوطنة إغريقية في مصر، ولكن القبائل والديمات سميت بأسماء البيت الإمبراطوري الروماني. ويبدو أن مستوطني أنتينوبوليس قد دعوا خصيصًا من مدينة بطلمية – وهي المكان الوحيد في مصر العليا الذي كان التراث الإغريقي يشكل فيه قوة حية – وتحول أنطينوس إلى إله محلي في المدينة التي تحمل اسمه ولكن الأفكار والتأثيرات المصرية لم تستبعد كلية حيث عبد أنطينوس المؤله على أنه أوزير أنطنيوس ويبدو أنه كان له طاقم كهنوت مصري معتاد من كهنة وعرافين وغيرهم من خدم المعابد وهناك إشارات إلى تمثيله مع الإله بس الإله المحلي للمكان قبل تأسيس المدينة الجديدة. ومن الجدير بالذكر أيضًا أنه في دستور أنطينوبوليس تم إدخال فقرة مختلفة عن دستور نقراطيس مثل منح أهل أنطينوبوليس حقوق التزاوج مع المصريين وهو ما لم يكن مسموحًا لأهل نقراطيس وسيتضح أن نية هادريان وغرضه من ذلك هو أغرقة السكان الوطنيين المصريين بدمجهم مع الإغريق تحت تأثيرات إغريقية طاغية.
لتشجيع تجارة أنطينوبوليس أقيم طريق جديد من هناك إلى بيرنيكي على البحر الأحمر مزود بنقاط حراسة ومحطات تزويد بالمياه، وقد اكتمل هذا الطريق قبل وفاة هادريان (137). وكان الغرض من إقامة هذا الطريق هو تحويل التجارة الهندية من الطريق القديم الذي كان يصل إلى النيل عند فقط. وربما اقترن بإنشاء هذا الطريق الأحداث التي ذكرت في نقش من عهد هادريان عثر عليه في طيبة: فقد قامت إحدى القبائل البدوية في الصحراء الشرقية بغارة على التجارة ولكن بعد تعقب لهم دام يومين من قبل القوات الرومانية أمكن تمزيق هؤلاء المغيرين إربًا واستعادة البضائع المنهوبة والجمال التي كانت تحملها.
تركت الاهتمامات الإغريقية (أو الشغف بما هو إغريقي) عند هادريان بعض آثارها الأخرى بمصر، فقد تعهد موسيون الإسكندرية بالرعاية ويقال أنه عقد في أثناء زيارته – مناقشات مع الفلاسفة هناك. ولكن العلامة البارزة الدالة على تقديره لسمو ورفعة هذه المؤسسة العلمية تمثلت في جلبه لأساتذة من السوفسطائيين المتجولين الذين ربما لم يطلب منهم الإقامة بالإسكندرية ولا حتى إلقاء المحاضرات وإنما يعطون شرف وضع أسمائهم ضمن قائمة علماء الموسيون في مقابل مرتبات يتقاضونها نظير ذلك فقط من أمثال بوليمون من لاوديكيا وديونيسيوس من ميليتوس، كما كانت هناك نهضة فنية عظيمة متأثرة بالنمط الإغريقي في تلك الفترة ويمكن ملاحظة ذلك بصورة قوية في العملة السكندرية حيث بدأ تغير في الأسلوب في العام التاسع من حكم هادريان ثم تطور هذا التغير في السنوات الخمس التالية حتى أصبح تنفيذ قوالب العملة أفضل بكثير جدًا من القوالب المستعملة على مدى قرنين أو أكثر. وهناك مثال آخر يدل على نفس الاتجاه نجده في سلسلة من صناديق المومياوات من مدافن عديدة من العصر الروماني في مصر الوسطى ولاسيما في منطقة الهوارة وفي الفيوم: فمثلاً عادة وضع صورة المتوفى على صندوق الدفن بدلاً من رأس من الخشب أو الجبس تشكل وتوضع على الصندوق وهي العادة التي استخدمت لأول مرة في منتصف القرن الأول الميلادي – أصبحت الأسلوب الأكثر استعمالاً وشيوعاً في ذلك الحين. ومثل هذه الصور الشمعية تظهر بوضوح تقاليد الفن الهلينستي.
قرب نهاية عهد هادريان حدثت آخر اضطرابات اليهود في مصر سنة 136/137 والتي من المحتمل أنها كانت تمثل صدى للحرب الأخيرة في يهودا. ولكن يبدو أن هذا الاضطراب كان غير ذي أهمية ونسمع عنه فقط من إشارة عابرة في وثيقة بردية.
سيرته : هادريان (24 كانون الثاني / يناير ، 76 -- 10 يوليو ، 138) ، والمعروف باسم ادريان باللغه الانكليزيه ، وكان أمبراطور روما في الفترة من 117 إلى 138 بعد الميلاد ، وكذلك فيلسوف رواقي و أبيقوري. كان هادريان هو الثالث من سلالة الأباطرة الأنطونيين الرومان و الثالث من "الاباطره الخمسة الجيدة". حكمة ، كان بداية متعثره ، وسط مجيد ، وخاتمة ماساويه .
سورية والشام : قام الحاكم الروماني بومباي العظيم بالسيطرة على سورية والتي كانت أهم المقاطعات للامبراطورية الرومانية لموقعها بين الشرق والغرب .
وفي فلسطين وجعل منها مقاطعة رومانية ، في سنة 70 للميلاد ، قمع الامبراطور الروماني تيتوس ثورة يهودية في فلسطين ، وسوى القدس بالارض ودمر معبدها. وفي اعقاب ثورة يهودية اخرى ما بين 132م و135م شيد الامبراطور هادريان مدينة وثنية جديدة على انقاض القدس اطلق عليها اسم كولونيا ايليا كابوتاليا ، وحرم على اليهود دخولها .
سور هادريان : سور هادريان ، (بالإنجليزية: Hadrian's Wall) هو سور حجري وتحصينات بناها الإمبراطور الروماني هادريان بعرض إنجلترا الحالية. وكان الثاني من ثلاثة أسوار بنيت عبر إنجلترا الأول كان Gask Ridge والثالث هو the Antonine Wall . وتم بناء الثلاثة أسوار لصد الغارات العسكرية من القبائل القديمة the Pictish tribes التي كانت تسكن أرض اسكتلندا في الشمال وذلك لتحسين الثبات الإقتصادي وتوفير ظروف أمان وسلامة في بريطانيا المقاطعة الرومانية إلى الجنوب ولتحديد حدود الإمبراطورية الرومانية. والجدير بالذكر أن سور هادريان الأكثر شهرة بين الثلاثة أسوار نظراً لوجوده حتى يومنا هذا .
الولاه الرومان في عصر هادريان : - ماركوس توربو 117 - رهميوس مارتياليس 118 - هاتيروس نيبوس 121 - فلافيوس تيتانوس 126 - بترونيوس مامر تينوس 134 - فاليريوس ايدامون
ملكة الاحزان مشرف سابق
الدولة : المحافظة : البحيرةالمدينة : دمنهورالجامعة : الإسكندريه فرع دمنهورالكلية : كلية الآدابالفرقة : الرابعةقسم : التاريخالشعبة : عامةعدد المساهمات : 4154العمر : 35الجنس :
موضوع: رد: الأباطرة الرومان السبت 11 أبريل 2009, 17:14
موضوع مميز زيزو جزاك الله كل خير
برينسس الشيماء مشرف سابق
الدولة : المحافظة : البحيرةالمدينة : دمنهورالجامعة : الإسكندريه فرع دمنهورالكلية : كلية الآدابالفرقة : الثالثةقسم : التاريخالشعبة : عامهعدد المساهمات : 2674العمر : 34الجنس :
موضوع: رد: الأباطرة الرومان الأحد 12 أبريل 2009, 11:13