نهر النيل .. تاريخ وحقائقنهر النيل هذا النهر العظيم الذي يمتد داخل إفريقيا كامتداد الشريان في الجسد ، والذي شاهد ميلاد حضارات عظيمة مثلما شاهد انهيار حضارات أخرى قوية ، فكثيراً ما أفاض علينا بالخير، وهب الحياة وأنبت الزرع وأضاء الميادين والمدن.
يعتبر نهر النيل من أطول الأنهار في العالم إذ يمتد على طول 6695 كلم، وينبع من بحيرة فيكتوريا وتشترك فيه عشر دول هي: إثيوبيا وزائير وكينيا وإريتيريا وتنزانيا ورواندا وبروندي وأوغندا والسودان ومصر. وإذا كان السودان يشكل مجرى النيل فإن مصر تمثل مجراه ومصبه بينما الدول الأخرى تمثل منبعه وحوضه.
يضم "النيل" على امتداده (10) دول إفريقية تعاني معظمها من الحروب الداخلية والحروب فيما بينها، مما جعل هذه الدول في ذيل الاقتصاد العالمي تجرها قاطرات الفقر والعصبية.
من هنا جاءت فكرتنا لتكون المصلحة واحدة والهدف واحد مثلما يجمعنا نيل واحد، وحتى يتثنى لنا تحقيق الهدف يجب أولاً معرفة أنفسنا، فنحن في حاجة ماسة لمعرفة بعضنا البعض، فطول النيل يجعلنا نتباعد ونختلف في العادات والتقاليد واللغات. وليكن الموضوع التالي أولى خطواتنا في تحقيق الهدف وتنمية المعرفة.
يبلغ طول نهر النيل 6825 كم وتبلغ مساحة حوضه (3) ملايين كم2 . وينبع النيل من مصدرين رئيسيين هما إقليم البحيرات الاستوائية جنوب السودان والهضبة الإثيوبية . كما تضع المنابع الاستوائية المجاري النهرية والبحيرات التي تقع في هضبة البحيرات وتتكون من بحيرة فيكتوريا والتي تضم حوض بحيرة فيكتوريا وحوض بحيرة كيوجام إلى جانب المجموعة الألبرتية والتي تضم حوض بحيرتي جورج وإدوارد وحوض نهر السمليكي الذي يصل بين بحيرتي إدوارد وألبرت وحوض بحيرة ألبرت التي يخرج منها نيل ألبرت.
أما المنابع الإثيوبية فتشمل ثلاثة روافد هم نهر السوباط والنيل الأزرق ونهر العطبرة وتعتبر الهضبة الإثيوبية أهم منابع النيل إذ تمد النيل الرئيسي عند أسوان بـ (85%) من متوسط الإيراد السنوي.
وفي مشهد رائع الجمال والإبداع الإلهي يلتقي النيل الأبيض الذي ينبع من البحيرات الاستوائية بالنيل الأزرق الذي ينبع من المرتفعات الإثيوبية في العاصمة السودانية "الخرطوم" والتي اختارها الله دون باقي دول حوض النيل لكي تمتلك هذا الملتقى ليجري النهر إلى سد أسوان فالبحر المتوسط.
ويغطي النيل عُشر مساحة إفريقيا ، وتقع معظم هذه المساحة خارج حدود السودان، فمعظم أجزاء النيل الأزرق وعطبرة والسوباط والنيل الأبيض في إثيوبيا والبحيرات الاستوائية.
وتتكون الدول المشاركة في حوض النهر من عشر دول هي : مصر – السودان – إثيوبيا – كينيا – بوروندي – رواندا – تنزانيا – أوغندا – الكونغو – إريتريا.
*دول الحوض في سطور
مصر :
تقع مصر في شمال إفريقيا وتعتبر دولة المصب وتحدها من الجنوب "السودان" ومن الشرق البحر الأحمر وخليج السويس ومن الغرب "ليبيا" وتبلغ مساحة "مصر" حوالي مليون كم2 وعاصمتها "القاهرة" وأهم مدنها الإسكندرية – الإسماعيلية – المنصورة – بورسعيد – أسوان – وتنقسم إلى (26) محافظة (14) في الوجه البحري ، (7) في الوجه القبلي ، (5) للحدود. وتعتبر اللغة العربية هي اللغة الأساسية للشعب المصري بجانب الإنجليزية والفرنسية. ويرجع تاريخ استقلال "مصر" إلى (1922) وتأكد بموجب معاهدة (1936) وتم الجلاء الإنجليزي نهائياً في (1956).
أما العملة المصرية فهي الجنيه المصري والذي يعادل حالياً 1/6 دولار أمريكي . أما أهم المشروعات المصرية المقامة على النيل فهي :
-القناطر الخيرية والتي تم بناؤها في نهاية الأربعينات من القرن الماضي على بعد 30) كم جنوب القاهرة العاصمة للتحكم في مياه النهر.
وهناك أيضاً خزان أسوان ويعد من أعظم التوسعات في عمليات الري المستديم وتم بناؤه في عام 1902 بسعة قدرها (مليار م3) وتقرر تعليته مرتين في (1912) ، (1933) لتصبح سعته (5.2 مليار م3) ليواكب التوسع في زيادة المحاصيل الزراعية. والمشروع الثالث هو "قناطر زفتى وإسنا ونجح حمادي" والتي بنيت في (1903) ، (1909) ، (1930) وذلك للاستفادة من مياه خزان أسوان . ويأتي "السد العالي" أهم المشاريع المصرية على النيل فقد بدأ في بنائه في (1960) وانتهى العمل به عام (1970) ويبلغ ارتفاع السد (196م) (1111م) من منسوب القاع، (85) فوق سطح البحر ، وأعلى منسوب لحجز المياه أمامه 182م حيث تكون هذه المياه المحجوزة بحيرة "ناصر" التي يبلغ طولها (500 كم) ومتوسط عرضها (12) كم ويبلغ سطحها نحو (6500) كم2 وتبلغ سعة حوض التخزين (162) مليار م3 كما تبلغ الطاقة الكهربائية المولدة من السد حوالي 10 مليارات كيلووات/ ساعة وتأتي الزراعة في المرتبة الأولى من النشاط الاقتصادي بنحو (21%) من الدخل مثل القطن – الأرز – القمح – السمسم. وأهم الصناعات الغزل والنسيج والملابس والهندسية والأسمنت ، وأهم المعادن البترول – المنجنيز – الفوسفات – الحديد.
السودان:
وتأتي السودان بعد مصر مباشرة في مصب النيل، حيث يحدها من الشمال "مصر" ومن الشرق "إثيوبيا" ومن الغرب "تشاد" ومن الجنوب "أوغندا" وتبلغ مساحة السودان 2.5 مليون كم2 حيث تشكل حوالي (8.3%) من المساحة الإجمالية للقارة الإفريقية، عاصمتها "الخرطوم" وأهم مدنها : بورسودان – أم درمان – كسلا – سنار – الأبيض ، ويرجع تاريخ استقلالها إلى (1956) واللغة العربية هي اللغة لرسمية وتتنوع اللغات في جنوب السودان تبعاً لتنوع القبائل ، عدد السكان 38.5 مليون نسمة . أما العملة السودانية فهي الجنيه السوداني والذي تحول الآن إلى الدينار السوداني الذي يساوي (10) جنيهات ، والدولار الأمريكي يعادل (2.6) دينار سوداني تقريباً.
الوضع الاقتصادي للسودان
السودان بلد زراعي ويتصدر دول العالم في إنتاج الصمغ العربي (93% من إجمالي الناتج العالمي) بالإضافة إلى زراعة القطن والقصب والأرز والتبغ والبن والفول السوداني والبنجر والموز والمانجو ، وتبلغ الأراضي القابلة للزراعة في السودان 200 مليون فدان.
كما يمتلك السودان عشرات الملايين من الماشية والماعز والأغنام، وتم اكتشاف الذهب والبترول بوفرة بجانب الحديد والفضة والنيكل والنحاس والزنك وغاز النترون.
أما الصناعة معتمدة على منتجات القطن وصناعات الزيوت والصابون والألبان والجلود وتكرير السكر
المرجع:احمد نافع .جغرافيا حوض النيل