[size=18]- حملة " جويسكارد" ضد بيزنطة ( 1081 – 1085 م ) :
لقد قام " جويسكارد " بالحملة ضد بيزنطة بين سنتي ( 1081 – 1085 م ) لعدة أسباب هي :
1- لأنه كان قد خطب ابنته "هيلانا" إلى" قسطنطين" ابن الإمبراطور"ميخائيل السابع" وعندما وصلت العروس إلى "القسطنطينية" وقبل الزواج وقع انقلاب عسكري بقيادة " نقفور الثالث" الذي بعث الإمبراطور " ميخائيل " و ابنة " جويسكارد" إلى دير للرهبان .
2- رغبته في إعادة عرش الإمبراطورية إلى " ميخائيل السابع" .
3- تأييد البابا " جريجوري السابع" و تقديمه العون و المساعدة لحملة " جويسكارد" .
4- قيام انقلاب عسكري من قبل "الكسيوس كومنين" و ضغف الميزانية والجيش والبحرية في عهده
- وإن حملة " جويسكارد" كانت تنفذ على ثلاث مراحل حسب ما كانت تعتقد المؤرخة " آنا كومنينا" :
1- احتلال مدينة " دورازو" .
2- احتلال مدينة " تسالونيك" .
3- احتلال مدينة " القسطنطينية" .
1ً- احتلال جزيرة " كورفو" و مدينة " دورازو" :
وفي (سنة 1081م)أبحر"جويسكارد" من البحرالأدرياتيكي على رأس قواته وكان معه ابنه" بوهيموند" و الراهب الذي يدعي أنه الإمبراطور " ميخائيل السابع" ونجحت القوات النورماندية في احتلال جزيرة " كورفو"، وفرضت الحصار على مدينة " دورازو" إلا أنه في تلك الأثناء وصل أسطول "البندقية"إلى مياه "دورازو" نتيجة للاتفاقية - البيزنطية البندقية – ودمر الأسطول النورماندي ، لذلك غادر"الكسيوس كومنين " القسطنطينية على رأس جيش كبير وعسكر قرب مدينة " دورازو" و دارت بينه و بين
" جويسكارد" معركة انتهت بهزيمة القوات البيزنطية وهرب " الكسيوس كومنين" و فتح " جويسكارد" مدينة " دورازو" ( سنة 1082 م ) .
2ً- الاستعداد لاحتلال مدينة " تسالونيكا" و عودته إلى إيطالية :
في ( سنة 1082 م ) غادر"جويسكارد" مدينة " دورازو" لاحتلال " تسالونيكا" إلا أنه عاد إلى إيطالية للأسباب التالية :
1- لأنه عندما كان في طريقه إلى " تسالونيكا" وصله رسول من إيطالية أخبره بتمرد أتباعه في " أبوليا" و" كاليبريا" .
2- لان الإمبراطور الألماني "هنري الرابع" قد وصل بقواته إلى إيطالية واتخذ طريقه إلى" روما" .
3- وصول رسالة من البابا " جريجوري السابع" يطلب من " جويسكارد" العودة بسرعة للوقوف إلى جانبه ضد عدوه " هنري الرابع" .
لذلك غادر"جويسكارد" إلى إيطالية بعد أن ترك قيادة الحملة لابنه " بوهيموند"، وعندما علم "الكسيوس كومنين" برحيل " جويسكارد" جهز جيشاً و سار به ( 1082 م ) لمواجهة " بوهيموند" الذي هزم في معارك عديدة و تشتت قواته و عاد إلى إيطالية .
3ً- جويسكارد و استعداده للحملة الجديدة :
بعد أن قضى " جويسكارد" على ثورة أتباعه و"هنري الرابع" ، سار ( سنة 1084 م ) على رأس قواته و استطاع احتلال جزيرة " كورفو" .
وفي ( سنة 1085 م ) انتشر وباء ذهب ضحيته " جويسكارد" نفسه .
4ً- نتائج حملة " جويسكارد" ضد بيزنطة :
1- فشل الحملة في تحقيق أهدافها ( احتلال دورازو – تسالونيكا – القسطنطينية ) .
2- استعادة البيزنطيين ما احتله النورمان منهم .
3- وفاة " جويسكارد" .
- الاحتلال النورماني لصقلية :
1ً- دوافع الاحتلال النورماني لصقلية :
- دوافع سياسية وعسكرية :
1- قرب " صقلية" من إيطالية .
2- لأنها بأيدي العرب المسلمين حيث أن بعض الأمراء العرب المسلمين أخذوا يلتمسون العون
و المساعدة من النورمان ضد بني قومهم .
- دوافع اقتصادية :
1- لأنها كانت غنية بالمزروعات كالبندق و الأرز و الصنوبر و القمح و الكتان و قصب السكر .
2- توافر الثروات المعدنية كالذهب و الكبريت و الزئبق و الرصاص و النحاس و الفضة .
3- ازدهار صناعة السفن و الأيقونات .
4- موقعها التجاري الممتاز .
2ً – الاحتلال النورماني لصقلية :
1- استغرق هذا الاحتلال ( 30 عاماً ) من ( 1061 – 1091 م ) .
2- كان يقود عمليات الاحتلال النورماندي شقيق " جويسكارد" ( روجر) .
3- كان هذا الاحتلال عبارة عن عدد لا يحصى من الغارات و المناوشات التي انتهت باحتلال الجزيرة .
- روجر الثاني وبيزنطة :
شجعت بيزنطة الملك الألماني " لوثر الثاني" ضد " روجر الثاني" فقد قام بحملة ضد " روجر الثاني " ( سنة 1136 م ) بتمويل من الإمبراطور البيزنطي " يوحنا كومنين" إلا أنه رغم الانتصار الألماني القصير استطاع " روجر الثاني" استعادة كل ما أخذه منه الألمان .
وفي ( سنة 1147 م ) بعث " روجر الثاني" إسطولاً نورمانياً بقيادة " جورج الإنطاكي" الذي استطاع الاستيلاء على جزيرة " كورفو" ومن ثم احتل عدد من الجزر مثل مدينة " ينقروبونت" ومن ثم الانتقال إلى البر اليوناني و التقدم في الأراضي البيزنطية حيث احتلت مدينتي " طيبة" و" بورنثا" .
وفي ( سنة 1149 م ) استطاع " منويل كومنين" من استرداد " كورفو" من أيدي النورمان .
- الملك النورماني " وليام الأول " ( الشرير) :
هو ابن " روجر الثاني" حكم بين سنتي ( 1154 – 1166 م ) ، أبرز ما حدث في عهده الخطر البيزنطي الذي تعرضت له مملكته .
ففي ( سنة 1155 م ) زحف القوات البيزنطية نحو " أبوليا" واستطاعت تلك القوات احتلال الساحل الغربي للبحر الادرياتيكي .
كما استطاعت القوات البيزنطية فتح مدينة " برانديزي" ( سنة 1156 م ) .
وفي ( سنة 1156 م ) أيضاً جرت معركة حامية الوطيس بين " وليام " والقادة البيزنطيين ، أسفرت عن تمزق القوات البيزنطية و وقوع عدد كبير منهم في الأسر ، وكان في مقدمة هؤلاء الأسرى القائد
" يوحنادوقاس" .
وبعدها استطاع " وليام" استعادة المدن التي أخذها البيزنطيين .
- بالنسبة لمدينة " باري" دمرها انتقاماً من سكانها وقد استخدم أقسى أنواع الشدة و العنف لذلك سمي بـ" الشرير" .
- وفي سنة ( 1158 م ) وقعت معاهدة بين النورمان و البيزنطيين تعهد فيها " وليام" بإطلاق صراح الأسرى البيزنطيين الذين وقعوا في الأسر في المعركة التي وقعت قرب " برانديزي" وكانت المعاهدة تعني اعتراف بيزنطة بشرعية الوجود النورماندي في إيطالية .
- الملك النورماني " وليام الثاني" ( الطيب) :
ابن " وليام الشرير" حكم بين ( سنتي 1166 – 1189 م ) أبرز حدث قام في عهده هو قيامه بحملة ضد البيزنطيين ( عام 1185 م ) فبعد وفاة " منويل كومنين" استلم العرش البيزنطي ابنه "الكسيوس الثاني" إلا أنه ألقي القبض عليه و ابعد عن العرش نتيجة انقلاب قام به " أندرنيق كومنين" ، لذلك كان سبب الحملة أن شخصاً اسمه " الكسيوس كومنين" أوحى أنه أحد أقرباء " منويل كومنين" و طلب المساعدة من " وليام الثاني" الذي أخذ يعد حملة لمساعدته .
وقد غادرت الحملة " صقلية" ( عام 1185 م ) بثمانيين ألف من المقاتلين النورمان ، وعبروا البحر الأدرياتيكي وفرضوا الحصار على مدينة " دورازو" و استطاعوا فتحها .
- وفي ( آب 1185 م ) استولوا على مدينة " تسالونيكا" و ارتكبوا أعمال وحشية ضد السكان ، الأمر الذي أدى إلى انتشار المجاعة و الأوبئة ، وقد شعر " أندرنيق كومنين" بخطورة الوضع لعلمه أن النورمان يتوجهون إلى " القسطنطينية" ، لذلك اتخذ إجراءات سياسية وعسكرية هي :
1- اتصل بـ " صلاح الدين الأيوبي" وطلب منه العون و النصيحة ضد النورمان .
2- فتح باب المفاوضات مع "البندقية" و البابوية من أجل الحصول على الدعم و المساعدة .
3- أرسل جيوش للتصدي للقوات النورماندية .
- وفي ذلك الوقت ثار الشعب وعزل " أندرنيق كومنين" وتم انتخاب " اسّحق انجليوس" إمبراطوراً ، الذي استطاع إلحاق الهزيمة بالقوات النورماندية و إنقاذ العاصمة من خطر ماحق .
- وقد وقعت معاهدة صلح بين " وليام الثاني" و" اسّحق انجليوس" ، لأن الأول تأثر بفتح " صلاح الدين " لبيت المقدس ( سنة 1187 م ) ، لذلك أراد أن يكرس كل قواه لمساعدة الصليبين .
- سقوط المملكة النورماندية :
بوفاة الملك النورماندي " وليام الثاني " ( سنة 1189 م ) أخذ العصر الذهبي للمملكة بالانحسار ، فبدأت الأسرة المالكة بالانقراض ، حيث أن " وليام" توفي دون أن ينجب وريثاً للعرش ، وكان وريثه الشرعي عمته " كونستانس" التي تزوجت من " هنري السادس" ابن الإمبراطور " فردريك بربروسا"(1186م) كما تمكن الحزب الوطني النورماندي من تعيين" تنكرد"(تانكريد) حفيد " روجرالثاني" ملكاً(1191م ).
وبعد أن توج " هنري السادس" إمبراطوراً في "روما" توجه نحو الجنوب ،إلا أن " تانكريد" تمكن من إلحاق الهزيمة به ، و وقعت زوجته " كونستانس" في الأسر ، ثم أطلق سراحها بعد تدخل البابا .
- وفي ( سنة 1194م ) توفي " تانكريد" وكان عنده ولداً إلا أن "هنري السادس" تمكن من إلقاء القبض عليه و على والدته ، وبذلك قضي على الأسرة النورماندية ، وتوج " هنري السادس" إمبراطوراً على ألمانية وملكاً على عرش المملكة النورماندية في صقلية . [/size]