2ً – الدور الثاني :
وهو دور الضعف و الانحلال يمتد من وفاة " داجوبرت" ( سنة 639 م ) حتى اعتلاء " بيبن الصغير" ( القصير) العرش الفرنجي ( 751 م ) .
ويتميز ملوك هذا الدور بما يلي :
1- لم يلعبوا أي دور في شؤون العالم المعاصر .
2- لم يكن لهم أي نفوذ في مجرى الأحداث داخل المملكة الفرنجة ذاتها .
3- معظم ملوك هذا الدور كانوا أطفالاً أو معتوهين و معظمهم ماتوا في العشرينات من أعمارهم .
4- لذلك دبت الفوضى و الانحلال في المملكة الميروفنجية .
وعلى الرغم من ذلك استمرالحكم الميروفنجي باقياً على العرش قرابة ثلاث قرون من(481-751 م ) .
- العوامل التي أدت إلى سقوط المملكة الميروفنجية :
1- لأن كفاءة الميروفنجيين في الحكم أقل بكثير من كفاءتهم في الحرب .
2- اتساع المملكة الميروفنجية التي شملت " فرنسة" وجزء كبير من جنوب غربي ألمانية .
3- تقسيم المملكة بين الأبناء .
4- لأن الحكام الميروفنجيين حكموا دون استشارة أحد الأمر الذي أدى إلى الفوضى .
5- لأن الملوك الميروفنجيين أعطوا النبلاء وظائف في الدولة و بعض الأملاك حتى يضمنوا ولاء صاحب الوظيفة لكن النبلاء سرعان ما حلوا تلك الوظائف والأملاك إلى ممتلكات خاصة بهم و كونوا أسرات حاكمة في المقاطعات .
6- عدم الكفاية الشخصية التي ميزت معظم خلفاء " كلوفيس" فمعظم الذين حكموا كانوا أطفالاً و نساء أو ذوي أمراض عقلية .
7- انهيار التحالف الذي كان قائماً في القرن السادس بين الكنيسة والمملكة الميروفنجية، مما أدى إلى ضعف الأسرة الميروفنجية .
8- تدهور الكنيسة كان نتيجة و سبباً في ضعف المملكة الميروفنجية .
9- انتشار الحروب الأهلية بين أبناء " كلوفيس" و أحفاده نتيجة لمبدأ تقسيم المملكة .
10- إن الحرب بين أمراء الأسرة الميروفنجية وإلتماس بعضهم المساعدة من النبلاء الذين ازداد نفوذهم الأمر الذي أدى إلى إضعاف السلطة .
11- انتشار الأوبئة و المجاعات و أعمال القتل في المملكة الميروفنجية .
- شارل مارتل ( 714 – 741 م ) :
- هو ابن " بيبن الثاني" وعرف بــ " مارتل" ( المطرقة) و رئيس للبلاط في " أوسترازيا" وكان قائداً عسكرياً فذاً وحاكماً قديراً .
1ً- شارل مارتل و العرب المسلمون :
- فتح العرب المسلمون "إسبانية" ( عام 711 م ) و استطاع "عبد الرحمن الغافقي" من إلحاق الهزيمة بـ " أود" وفتح " بوردو" ولذلك استنجد " أود" بـ" شارل مارتل" الذي انتصر على العرب المسلمين الذين كانوا بقيادة "عبد الرحمن الغافقي" في معركة " بواتيه" ( بلاط الشهداء) ( عام 732 م ) ودامت المعركة ( سبعة أيام ) وانتهت باستشهاد " عبد الرحمن الغافقي" وهزيمة العرب وانتصارالفرنجة بزعامة " شارل مارتل" ، وكان لهذه المعركة نتائج هي :
1- وضعت حداً للفتح العربي الإسلامي وراء جبال " البيرينه" .
2- جعلت " شارل مارتل " في نظر الغرب بطل المسيحية الأول الذي حمى غرب أوربة من الفتح العربي الإسلامي .
3- بعض الباحثين نظروا إلى هذه المعركة على أنها انتصار كبير لأنها أنقذت مملكة الفرنجة
والغرب الأوربي من الفتح الغربي الإسلامي .
2ً – شارل مارتل و البابوية :
عندما قام ملك " اللومبارديين " " ليتوبراند" ( 712 – 744 م ) بالتوسع في إيطالية و أصبح يشكل خطراً على البابوية استنجد البابا " جريجوري الثالث " ( عام 737 م ) بـ " شارل مارتل" وطلب منه المساعدة ضد اللومبارديين إلا أنه لم يلبي ندائه للأسباب التالية :
1- لأن مركز " شارل مارتل" في " غاليا" لم يكن يسمح له بإرسال حملات إلى الخارج .
2- لأن اللومبارديون حلفاء " شارل مارتل" حيث قدموا له المساعدة أثناء حروبه مع العرب المسلمين عندما هاجموا إقليم " بروفانس" .
3- لانشغاله بأمر العرب المسلمين الذين لم تنقطع غاراتهم من إسبانية" إلى " غالية" .
4- كان ينظر إلى أباطرة بيزنطة على أنهم أباطرة " روما" .
3ً – وفاة شارل مارتل :
توفي (سنة 741 م ) ليترك لابنه " بيبن القصير" القيام بالانقلاب الكارولنجي على الأسرة الميروفنجية.
– مملكة الفرنجة في عهد الأسرة الكارولنجية :
1ً – الانقلاب الكارولنجي :
قام بهذا الانقلاب " بيبن القصير" الذي يعث ( عام 751 م ) سفارة إلى البابا " زكريا" ليطلب منه أن يكون ملكاً لأنه الحاكم الحقيقي للفرنجة ، فوافق البابا على تتويجه ملكاً للفرنجة في ( تشرين الثاني سنة 751 م )، و بذلك تم القضاء على الأسرة الميروفنجية و ظهرت أسرة جديدة هي الأسرة الكارولنجية .
2ً – الأسباب التي دفعت البابا إلى الوقوف بجانب " بيبن القصير" :
1- من أجل كسب " بيبن القصير" القوي للوقوف بجانبه ضد اللومبارديين .
2- تدهور العلاقات بين البابوية و بيزنطة بسبب :
أ – عجز بيزنطة عن الدفاع عن الغرب و إيطالية.
ب- بسبب سياسة تهديم الأيقونات التي تبناها الإمبراطور البيزنطي" ليون الأيسوري " .
ت- عجز بيزنطة على الوقوف في وجه اللومبارديين .
3- اقتناع البابا " زكريا" أن " بيبن القصير" عازم على الاستيلاء على التاج .
4- لأن البابوية أرادت أن تكافىء " بيبن القصير" على الأعمال التي قام بها في خدمة الكنيسة الرومانية .
3ً – سياسة " بيبن القصير" الإيطالية :
1- في ( سنة 751 م ) استولى " ايستولف" ملك اللومبارديين على " رافنا" وأصبح يهدد البابوية .
2- طلب البابا " إستيفن الثاني " المساعدة من " بيبن القصير" ضد اللومبارديين .
3- قدوم البابا " إستيفن الثاني " إلى " باريس" ( إلى بيبن القصير) و وقعت معاهدة بين الطرفين نصت على مايلي :
أ- تعهد " بيبن" بالدفاع عن مقر القديس " بطرس" و إمارة " روما" .
ب- مساعدة البابا ضد اللومبارديين .
ت- العمل على استرداد " رافنا" من اللومبارديين .
4- في ( سنة 755 م ) أعلن " بيبن" الحرب على اللومبارديين و انتصر على " إيستولف" و وقعت معاهدة بين الطرفين .
5- عندما عاد البابا إلى " روما" عاد " بيبن" إلى " باريس" بعد توقيع المعاهدة تمر اللومبارديين
وحاصروا " روما" في ( شتاء عام 755 م ) .
6- استنجاد البابا " إستيفن الثاني " بـ " بيبن القصير" الذي أعلن الحرب ضد " إيستولف" ( سنة 756 م ) و انتصر عليه و وقع معه معاهدة نصت على مايلي :
أ- اعتراف اللومبارديين بـ " بيبن القصير" سيداً عليهم .
ب- تعهد "إيستولف" بتسليم " رافنا" و عدد من المدن إلى البابوية .
ت- دفع " إيستولف" جزية سنوية قدرها ( 12 ألف صولدي ) .
ث- تقديم " إيستولف" رهائن لـ " بيبن القصير " من أجل ضمان تنفيذ المعاهدة .
4ً – هبة " بيبن القصير " :
بعد توقيع المعاهدة مع " إيستولف" عاد الأب " ثيولداد"- ممثل" بيبن القصير" في المفاوضات مع إيستولف – إلى " روما" وقدم وثيقة باسم سيده " بيبن القصير" تعرف بـ"هبة بيبن" و وضعها على ضريح القديس " بطرس" و تنص على ما يلي :
1- منح " رافنا" رسمياً إلى البابا .
2- استقلال أوقاف القديس " بطرس" و أملاكه .
5ً – " بيبن القصير" و بيزنطة :
عندما كان " بيبن " يحاصر " بافيا" عاصمة اللومبارديين وصلت سفارة من بيزنطة إلى " إيطالية"
و طالبوا " بيبن" بإعادة " رافنا" إلى الإمبراطورية البيزنطية لكنه رفض ذلك و قال : " سوف يمنحها للبابا وأن إمبراطور بيزنطة لا يستحق شيئاً " .
- العلاقة بين شارلمان و كارلومان :
قسم"بيبن القصير" المملكة الفرنجية قبل وفاته(سنة 768 م) بين ولديه" شارلمان" و" كارلومان"إلا أن الناس أخذوا يحرضون " كارلومان" ضد أخيه بحجة أنه الابن الشرعي لـ " بيبن القصير" ، لذلك عندما قامت ثورة ضد " شارلمان" في " اكيتانيا" ( سنة 769 م ) لم يساعد " كارلومان" أخاه ، لذلك أخذ
" شارلمان" يتحين الفرصة المناسبة للقضاء على أخيه ، إلا أن والدتهما " برتا" قامت بوساطة بين الأخويين فعادت المحبة و الوئام بينهما .