طالما وجدت نفسي مزهوة بحسن طالعي .. والتفاؤل الشديد الذي يسكنني.. وهدايا الحياة التى تتوالي مع مرور عمري!!
ففي مطلع كل عام جديد لميلادي .. كنت أستعرض حياتى كلها .. فأغمض عيني وأترك شريط الذكريات يمر أمامي فيرتسم الرضا في كل جوارحى .. وترتسم ابتسامة تلقائية علي وجهي حتى للأيام الصعبة .. والتى اجتزتها بنجاح .. ابتسم لانتصاري الدائم علي مشاكلي .. وأنظر للجانب الجميل من حياتى واتغاضي عن الجانب الآخر..
لذلك كنت أشعر دوما بالبهجة طالما أنه يوجد في هذه الحياة ما أعيش من أجله.. فيعلو صرح التفاؤل عندى وتتدفق انهار حب الحياة بداخلي.. فتصبح سعادتى غامرة وأنا أنثر الزهور في سماء كل من حولي وأبث روح التفاؤل والمحبة بداخلهم..
وهذه المرحلة من عمري أشيد أحلاما وأعيش بين حوائطها التى أزينها بضحكات طفل وطفلة لم يولدوا بعد.. وسعادة عاشقين مازالا في ميعة الشباب يتذوقا أجمل ما فيها بين أحضان دافئة ترعاهما معا .. وألوان من الحب والسعادة وأنوار الصدق والتلقائية المفرطة ..
لا أهتم بحسابات البشر العادية ولا أحسب خطواتى في تشييد هذه الأحلام لشدة إيمانى بها.. وأترك الأحلام الصغيرة تلتف حول الحلم الكبير كالمصابيح .. فأرى أجمل بنيان يشمخ أمامي فأرعاه بمزيد من الحب ..
في مثل هذا اليوم من كل عام كنت أقف أمام مرآة روحي وارتدى فستان حظى وأزهو بجماله وأقنع نفسي أن الحياة اختصتنى به وحدى ..
وكلما أهدتنى الحياة هدية كنت أزين بها ذيل فستانى ..
كنت أتخيل أننى كشجرة الميلاد التى يعلقون فيها الهدايا
فأغمض عينى إطمئنانا وأرقص رقصة طفلة لا تتقن الرقص ولكنها تتحرك علي موسيقي دقات قلبها البرئ..
أفرح بما تمنحنى الحياة من هدايا غالية غالية .. ثمرات عمري التى أوليتها جل أهتمامى ومنحتها حبي .. وكلما نضحت ثمراتى أعود لمرآتى أتحدث معها .. أناجيها وأسر لها بحديث السعادة الأبدية التى أحياها .. ولا أضن بسعادتى علي قلوب من حولي..
ومع توالي الأعوام لم أعد طفلة.. وفستان حظى بدأ يكبر معى ..
أصبحت أري بمرآتى أمرأة ترفل في ثياب أنيقة موشاة بأحلام كثيرة لم تكن أحلامها وحدها ..
فقد تقسمت الأحلام بيني وبين ثمراتى.. مما زاد من سعادتى وزهوي بفستان حظي الذي يتشكل بلون أيامي التى تؤكد لي إننى محظوظة..
لم يدر بخلدى ان ألملم ثوب تفاخري بحظى حتى لا تحسدنى العيون البائسة .. بل ظللت وإلي الأن أطفئ نار الحسد بحبي للحياة.
.........................................................................