السيدة زبيدة بنت جعفر زوجة الخليفة هارون الرشيد ..ماذا تعرف عنها؟

ترى ما هذا الصوت الغريب القادم من قصر أمير المؤمنين .... إنه صوت يشبه دوي النحل ...... *تعالوا لنقترب من القصر ..... ها قد اتضح الصوت ..... إنهن جوارى زوجة الخليفة يحفظن و يرتلن القرآن الكريم ....... *إنها زوجة الخليفة العباسي الأكثر شهرة ..... الخليفة العباسي الذي كان يحج عاما و يغزو عاما ...... *إنها السيدة زبيدة بنت جعفر زوجة الخليفة هارون الرشيد و ابنة عمه أيضا .... تماما كمثل فاطمة بنت عبدالملك و عمر بن عبد العزيز .... *هناك عامل مشترك بين السيدتين .... كلاهما بنات أعمام أزواجهم ..... و قد قرأت العديد و العديد من القصص التاريخية الجميلة فرأيت أن العديد من العظماء يتزوجون ببنات أعمامهم .... فما السر يا ترى في ذلك ..... منذ القدم و حتى الآن (: ........ *كانت زبيدة تتمنى بينها و بين نفسها أن تتزوج من ذلك الشاب اليافع ... هارون الرشيد .... وها قد تحقق حلمها الذي كانت تحلم به ..... فقد عاد ابن عمها هارون مع أبيه الخليفة "المهدى" من ميدان المعركة بعد أن حققا النصر على الروم ...... *وستكون الفرحة فرحتين ... فرحة النصر ..... وفرحة زواج هارون و زبيدة ..... نصبت الزينات وأقيمت الولائم التي لم يشهدها أحد من قبل فى بلاد العرب ... * زينت زبيدة بالحلى والجواهر ..... والمسك والعنبر .... والروائح الطيبة تنتشر فى مكان العرس .... والناس مسرورون بهذا الزواج المبارك ..... *وتزوجت زبيدة من هارون الرشيد .... فملأ الحب قلبيهما ..... واستطاعت بذكائها و لباقتها أن تزيد من حبه لها .....حتى أصبح لا يطيق فراقها ولا يمل صحبتها ......... ولا يرفض لها طلبا ...... *و تولى هارون الخلافة .... فازداد الخير فى البلاد .... و اتسع ملكه .... لدرجة جعلته يقول للغمامة حين تمر فوقه "اذهبي فأمطري أَنَّى شئت .... فإن خراجك سوف يأتى إلى" ...... *و رأت زبيدة زوجة خليفة المسلمين أن تساهم فى الخير .... و فى إعمار بلاد الإسلام ..... فحين حجت إلى بيت الله الحرام سنة 186هـ .... و أدركت ما يتحمله أهل مكة من المشاق و الصعوبات فى الحصول على ماء الشرب .... دعت خازن أموالها ..... و أمرته أن يجمع المهندسين و العمال من أنحاء البلاد ... و قالت له قولتها المشهورة "اعمل و لو تكلفت ضربة الفأس الواحدة دينارا" ..... و حفر البئر ليشرب منه أهل مكة و الحجاج و عرف بعد ذلك ببئر زبيدة ..... *ولم تكتف زبيدة بذلك ..... بل بنت العديد من المساجد و المبانى المفيدة للمسلمين ..... و أقامت الكثير من الآبار و المنازل على الطريق بين بغداد و مكة حتى يستريح المسافرون و الحجيج و سمي الطريقفيما بعد بدرب زبيدة ..... *أنجبت زبيدة من هارون الرشيد ابنها "محمد" .... الذي لقب فيما بعد بمحمد الأمين .... وقد أحبته كثيرا .... وكانت شديدة العطف عليه و الرفق به ..... *كثرت الأقاويل في الكثير من الكتب و للأسف الشديد بأن زبيدة كانت تتدخل في الأمور السياسية لزوجها الرشيد .... فتحكم و تعزل و تولي من تشاء .... و لكن الحقيقة غير ذلك ..... لم يكن لها دورا واضحا في التاثير على سياسة الرشيد ...... و لكنه كان يستشيرها في كل صغيرة و كبيرة لما كانت تتسم به من رجاحة العقل و انصاف الحق و كان الرشيد يعجب بأرائها كثير الإعجاب و ينظر لها بعين التقدير و الاحترام ...... *الكثير منا يعلم أن الرشيد له العديد من الأبناء و لكن أشهرهم على الإطلاق هما .... محمد الأمين و عبدالله المأمون ...... كان المأمون ابن جارية و أكبر سنا من محمد ...... و محمد ابن زبيدة ..... فهو عربي ابن عربي ابن عربية ..... *كان المأمون يتصف برجاحة العقل و بكل الصفات التي تجعله أهلا للخلافة بعد أبيه و خصوصا أنه أكبر أبناء الرشيد .... و لكن زبيدة كانت تلح على الرشيد بأن يولي ابنها ولاية العهد و أن يجعل المأمون بعد الأمين ... و قد فعل الرشيد .... * لما تولى الأمين الخلافة أراد ان يخلع أخاه المأمون و يولي ابنه فكان أن نشبت بين الأخوين حرب ادت في النهاية إلى مقتل الأمين و تولى المأمون الخلافة ... *و قد قتل الأمين في حياة أمه زبيدة ... فلما قتل دخل أحد خدمها عليها فقال: ما يجلسك و قد قتل امير المؤمنين محمد؟ .... فقالت: و يلك و ما أصنع؟ فقال: تخرجين تطلبين ثأره ..... فقالت: اخسأ لا أم لك .... ما للنساء و طلب الثأر و منازلة الأبطال ....... *انظروا يا إخوان .... إنها امرأة تعلم علم اليقين أن للنساء دور مهم و كبير في حياة المجتمع في مجالات معينة فقط .... كالعمران و المشاريع التنموية .... و لكن الحرب و طلب الثأر هي من أفعال الرجال حتى لو كان المقتول ابنها ..... *قامت زبيدة من مجلسها و ذهبت للمأمون و قالت له: "أهنيك بخلافة قد هنأت نفسى بها عنكَ قبل أن أراك - تقصد ابنها محمد - و لئن كنت قد فقدتُ ابناا خليفة ..... فقد عوضني الله ابنا خليفة لم ألده .... وما خسر من اعتاض مثلك ... و لا ثكلت أم ملأت يدها منك ...... و أسأل الله أجرًا على ما أخذ .... و إمتاعا بما عوض" ........ *كلمات زلزلت الأرض من تحت أقدام المأمون الذي قال عنها "ما تلد النساء مثل هذه .... و ماذا أبقت فى هذا الكلام لبلغاء الرجال" ...... *كان زبيدة تحت المأمون و تجله و كذلك المأمون يحبها و يجلها و كان يناديها بيا أماه ..... *إنها سيدة عظيمة ..... خدمت شعبها و خدمت المسلمين .... و استسلمت لقضاء الله و قدره عند مقتل ابنها .... و عاملت ابن زوجها -المأمون- أحسن معاملة و كانت تفتخر بأنه ابنها الذي لم تلده ...... أين نحن الأن من سيدة كهذه السيدة .... رحمها الله و أسكنها فسيح جناته ..... تحياتي

ارجو ان ينال اعجاب الكثيرين

بارك الله فيكى ملكة

مجهود اكتر من رائع

ولكى تحياتى

» زبيدة زوجة الرشيد
» السيدة زبيدة بنت جعفر، أمة العزيز
» زبيدة زوجة الخليفة وأم الخليفة
» خلافة الخليفة(هارون الرشيد)
» نساء في حياة الخليفة هارون الرشيد..