آداب دمنهور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

آداب دمنهور


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دراسة تحليلية للحروب الصليبية

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 06:24


أولاً أحب أن أنوه أن هذا الموضوع مأخوذ من كتاب تاريخ الحروب الصليبيه للمولف استيفن رنصيمان

سواء اعتبرنا الحروب الصليبيه أروع أو أعنف ما قام به المسيحيون فى الغرب من مغامرات أم آخر ما قام به المتبربرون من غارات فإنها تؤلف حقيقه أساسيه فى تاريخ العصور الوسطى ، فالمعروف أن مركز المدنيه قبل الحروب الصليبيه يقع فى بيزنطه وفى بلدان الخلافه الإسلاميه غير أن التفوق فى المدنيه انتقل إلى الغرب قبل أن تنتهى الحروب الصليبيه ومن ثنايا هذا الإنتقال نبت التاريخ الحديث.

ولفهم الحركه الصليبيه ينبغى علينا آلا ندرس فحسب الأحوال فى غرب أوروبا
ما أدى إلى الباعث الصليبى بل لا بد أيضا - ولعل ذلك لا يقل أهميه - أن نفهم أحوال الشرق ما هيأ للصليبين الفرصه ورسم طريق تقدمهم.

لذا ينبغى أن يتحرك نظرنا أثناء البحث من المحيط الأطلسى إلى منغوليا ، فإذا جرت الرؤيه لهذا التاريخ من وجهه نظر عربيه فقط أو فرنجيه فقط أو من وجه نظر ضحاياها الأولون وهم المسيحيون فى الشرق فإن ذلك يجعلهاتفتقد الدلاله والأهميه لأنها على قول المستشرق حيبون قصه نزاع عالمى..
فى احد ايام شهر فبراير سنه 638 م دخل الى بيت المقدس الخليفة عمر بن الخطاب راكبا جملا ابيضا، وكان وقت ذاك يرتدى ثيابا خشنه.. ومع ان الجيش الذى كان يقوده كان خشنا فانه بلغ الاكتمال فى نظامه ، وسار الى جانب الخليفة البطريرك صفرونيوس باعتباره راس رجال الاداره الرومانيه فى المدينه التى اذعنت على ان عمر بن الخطاب بادر بالتوجه راسا الى موقع هيكل سليمان الذى صعد منه صاحبه سيدنا محمد الى السماء ، وبينما كان البطريرك ينظر اليه اثناء وقوفه تذكر قول المسيح عليه السلام : ( فمتى نظرتم رجسه الخراب التى قال عنها دانيال النبى )..

ثم طلب الخليفه زياره المشاهد المسيحيه فصحبه البطريرك الى كنيسه القيامه واطلعه على كل ما بها، وبينما كان فى الكنيسه اقترب موعد الصلاه عند المسلمين فتساءل الخليفه : اين يستطيع ان يفرش قباءه اثناء الصلاة ؟ ، فتوسل اليه البطريك ان يصلى مكانه ، غير انه غيّر مكانه الى خارج الكنيسه كيلا يزعم احد اتباعه أن عمر صلى فى هذا المكان وان الاسلام له حق فى هذا المكان الذى صلى فيه!!!!!!!!!


اضطراب احوال الشام

ازداد الموقف سوءا اثناء القرن السادس الميلادى اذ ان حروب الإمبراطور جستنيان استغرقت وقتا طويلا وكلفت الدوله اموالا باهظة ، وكانت سوريا اكثر ماتعرض من البلاد للخسارة ، فبالاضافه الى ما تحملته من عبء مالى تعرضت لسلسله من الغارات العنيفه التى شنتها الجيوش الفارسيه فضلا عن هزات ارضيه بالغه الخطورة..

فى سنه 602 استولى على السلطه فوكاس قائد احدى الكتائب الامبراطوريه واغتصب العرش الامبراطورى و طفح عهده بالهمجيه وانعدام الكفايه فبينما عانت القسطنطينيه من عهد الارهاب ساد الاقاليم ما نشب من الفتن والحروب الداخليه بين الاحزاب والمذاهب الدينيه المتنازعه..

ففى انطاكيه مثلا عقد عقد البطريركان اليعقوبى والنسطورى مجمعا مشتركا للتشاور فى اتخاذ اجراء مشترك لمناهضه الارثوذكس ، غير ان فوكاس انزل بهما العقاب بعد ان انفذ جيشا ضخمااجهز على اعداد ضخمه من اتباعهما ، وبذل اليهود المساعده عن طيب خاطر.. وبعد سنتين ثار اليهود بالمدينه وعذبوا البطريرك الارثوذزكسى ثم ذبحوه..

الحرب الفارسيه

وفى سنه 610 م ازاح فوكاس عن العرش نبيل شاب ينتمى الى اصل ارمنى وهو هرقل ابن حاكم افريقيه .......

للقصه بقيه ان شاء الله ولا تستغربوا من سردى لهذا التاريخ المبكر عن الحروب الصليبيه ولكنه مرتبط بموضوعنا الذى نتحدث عنه ان شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 06:25

وفى نفس السنه اتم كسرى الثانى ( ابرويز ) ملك الفرس استعداداته الحربيه لغزو الامبراطوريه وتقطيع اوصالها..

واستمر ت الحرب 19 سنه على ان المبراطوريه ظلت 12 سنه تتخذ خطه دفاعيه بينما احتلت الجيوش الفارسيه هضبه الاناضول ، وقام جيش فارسى اخر بفتح الشام فسقطت فى ايديهم انطاكيه سنه 611 ، ودمشق سنه 613 ، وفى ربيع سنه 614 دخل فلسطين القائد الفارسى شهربراز فصار ينهب الاراضى ويحرق الكنائس اينما سار ، ولم يفلت من يده الا كنيسه المهد فى بيت لحم لما كان يعلو بابها من فسيفساء تصور الحكماء القادمين من الشرق فى ازياء فارسيه ، وفى 15 ابريل سنه 614 اقتحم شهربراز بيت المقدس واستعدالبطريرك زكريا لتسليم المدينه لتجنب اراقة الدماء غير ان السكان المسيحيين رفضوا الاستكانه والاستسلام..

وفى 5 مايو سنه 614 وبفضل مساعدة اليهود المقيمن فى المدينه شق الفرس طريقهم الى المدينه ، فتلى ذلك من الشناعه ما يفوق الوصف إذ صحب اشتعال الكنائس قتل المسيحين دون تمييز ، بينما زاد عدد الذين لقوا مصرعهم على ايدى اليهود فقط 60 ألفاً فى بعض الروايات ، اما الارقاء فزادوا على 35 الفاً ، اما المقدسات الدينيه مثل صليب الصلبوت وادوات تعذيب المسيح اختفت!!! غير انه عثر عليها وتقرر ارسالها مع البطريرك الى الشرق للملكه مريم النسطورية..

وما حل من الخراب داخل المدينه وما حولها قد بلغ من الضخامه ان الاراضى المحيطه بها لم تنتعش او تهض حتى اليوم..

وزحف الفرس على مصر بعد ثلاث سنوات سنه 617 واضحوا سادتها فى سنة ، وفى تللك الاثناء زحفت جيوش الفرس شمالا حتى البسفور ..

على ان سقوط بيت المقدس فى ايدى الفرس كان صدمة كبيرة فى العالم المسيحي ، وما قام به اليهود من دور مطلقا لم يجر نسيانه واغتفاره ، فاتخذت الحرب مع الفرس صفة الحرب المقدسة!!

فلما اتم هرقل استعداداته الحربيه سنه 622 نذر نفسه وجيشه لله ان يطهر .. ومضى على انه محارب مسيحى يقاتل قوى الشر ، فتصورته الاجيال التاليه على أنه اول محارب صليبى.

وحينما الف وليم الصورى بعد خمسه قرون تاريخه عن الحروب الصليبيه ضمن هرقل ضمن قصه الحرب الفارسيه ، واشتهر كتابه فى ترجمته الى الفرنسيه باسم كتاب هرقل!!

ونجحت الحرب الصليبيه واستطاع هرقل اخر الامر ان ينزل الهزيمه الساحقه بالفرس عند نينوى فى ديسمبر سنه 627 ، على ان كسرى (ابرويز ) لقى مصرعه سنه 628 ، وسكر خليفته لعقد الصلح ، ومع ذلك فان السلام لم يستقر ، ولم تسترد الامبراطوريه اقاليمهاالتى استولى عليها الفرس الا سنه 629 ، واحتفل هرقل بانتصاره فى القسطنطينيه ، وفى الربيع التالى ارتحل نحو الجنوب لتسلم الصليب المقدس.

اما الاجراءات التى اتخذها هرقل ضد اليهود فعلى الرغم من انه لم يكن لهم الكراهيه والعداء فانه وقف على التفاصيل لما قاموا به من دور اثناء الغزو الفارسى للامبراطوريه وذلك حينما نزل ضيفا على رجل يهودى كريم فى طبريه فى طريقه الى بيت المقدس.

واذ تاثر ايضا فيما يبدو بنبوءه غامضه عن عنصر يتخذ عادة الختان سوف يدمر الامبراطوريه فاصدر امرا يفرض التنصير على جميع اليهود فى الامبراطوريه ، وكتب الى ملوك الغرب يحثهم على ان يحذو حذوه..

كان من المستحيل تنفيذ هذا الامر الا انه هيأ الفرصه الرائعه للمسيحين لاجراء مذبحه فى هذا العنصر البغيض ، ولم تكن النتيجه الوحيدة لذلك سوى ازدياد كره اليهود للامبراطورية..


كان هرقل سنه 629 يستقبل السفارات من الهند وفرنسا قالت الروايه انه استقبل وقتذاك كتابا وجهه اليه زعيم عربى !!!!!!!!! أعلن انه رسول الله ، وامر الامبراطور بان يعتنق دينه ، وجرى انفاذ كتب مثله الى ملك فارس ونجاشى الحبشه ووالى مصر..

وما اشتهر به محمد ( صلى الله عليه وسلم) من عبقريه فذه رائعه يضاف الى ذلك ما ادخره من مهاره سياسية نادرة هيأت له فى عشر سنوات ان يقيم من العدم امبراطوريه تجهزت لقهر العالم ، ففى سنه 622 وهى السنه التى هاجر فيها النبى صلى الله عليه وسلم ولم يتجاوز اتباعه أهل داره وطائفة قليله من العدد من اصدقائه ، وحينما توفى سنه 632 صار سيدا على بلاد العرب وصارت جيوشه تعبر الحدود..

على ان ظهور المغامرين الفجائى لم يكن مالوفا فى الشرق على ان تداعيهم يحدث ايضا فجأة غير ان محمدا صلى الله عليه وسلم خلف نظاما متينا كفل له القران الدوام والبقاء ، والواقع ان ما للاسلام من قوه يرجع الى بساطته فلا اله الا الله فى السموات وامير المؤمنين على الارض يحكم بكلامه الذى هو القران.

واصابت الغارات اقاليم الامبراطوريه اثناء حياه النبى الا انها لم تحرز نجاحا كبيرا ، على ان سياسه التوسع اضحت جليه فى زمن ابو بكر الصديق رضى الله عنه فاكتمل فتح بلاد العرب بطرد الفرس من البحرين، بينما اجتاز جيش عربى اخر عبر البتراء مخترقا الطريق التجارى الى ساحل فلسطين الجنوبى فانزل هزيمه بحاكم المنطقه سيجيوس فى مكان يقع بالقرب من البحر الميت واستولى على غزة..

وولى بعد خلافه ابو بكر سنه 634 عمر بن الخطاب الذى اتصف مثل ابو بكر بالعزم والاصرار على مد سلطان الاسلام..

ملحوظة هامة..

رأى المؤلف (استيفن رنسيمان) فى المسلمين عامه رأى صليبى بحت وان ادعى غير ذلك ، والدليل على كلامى سيرد من خلال الروايه حيث انه على الرغم من كلامه فى المقدمه من التزام الاعتدال فى الروايه الا انه لم يستطع التخلى عن روحه الصليبية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 06:27

حدث بعد ذلك من فتوحات اسلاميه روته كتب التاريخ بالتفصيل فنحن فى غنى عن تكرارها مره اخرى..

ثم مر عهد الخلفاء الراشدين على ما سلف من فتوحات ، وجاء عهد الامويين الذى تميز بالهدوء والاعتدال من جانب الخلفاء تجاه المسيحيين ، فمااشتهر به الخلفاء الامويون من الكفايه النادره والتسامح الشديد كفل للمسيحيين الرخاء ، اوما اصابوه من الثراء ما يزيد على ما كانو عليه زمن الاباطره البيزنطيين اذ استتب الامن ونشطت التجارة وازداد هبوط الضرائب ، يضاف إلى ذلك ان الامبراطور المسيحى خلال الشطر الاكبر من القرن الثامن كان مناهضا لعباده الصور ظالما لكل الارثوزكس الذين يبجلون الصور ( راجع تاريخ الامبراطور ليو الايسورى واسرته).

الخلافه العباسية

على ان هذه الفترة السعيده لم تستمر اذ تداعى الامويين بسبب الحروب الاهليه التى ادت الى قيام العباسيين ببغداد سنه 750 الذى اثار الاضطراب والفوضى مما ادى ببعض الحكام المحليين فى فلسطين وسوريا بجبايه الاموال ومصادره الكنائس..

على ان انتصار العباسيين اعاد الامن الى نصابه..

على ان العباسيين كانوا يفوقون الامويين فى شده التعلق بالايمان ويقلون عنهم فى التسامح مع المسيحيين ..

ومع ذلك لم يكن المسيحييون من الاشقياء فى ظل الحكم العباسي.

فيصح انهم تعرضوا الى الهجمات العنيفه من قبل المؤلفين المسلمين كالجاحظ فى القرن التاسع غير أن ذلك يرجع الى ما اصابوه ثراء وافر والى أنهم ازدادو تجبرا وعتوا وانهم لم يابهوا للشهادات التى صدرت ضدهم من البابا فى روما.. على ان بطريرك بيت المقدس عند كتبته احوال ذلك الوقت إلى زميله فى القسطنطينيه ( هذه الرساله موجهه من تيودوسيوس بطريرك بيت المقدس الى اجناتيوس بطريرك القسطنطينيه) يقول عن السلطات الاسلامية : ( إنها عادله ولم تنزل بنا الضرر ولم تظهر شيئا من العنف نحونا).

شارلمان وفسطين

والواقع ان المسيحيين الارثوذكس فى الشرق اكتشفوا عدوا جديدا فما حدث من ظهور امبراطور الكارولنيجين فى الغرب لم يغب عن بال الشرق ، فحينما أظهر شارلمان اهتماما خاصا برفاهيه الاماكن المقدسه فى الشرق لقى ترحيبا من جهات عديدة ؛ واذ فرح هارون الرشيد بالعثور على حليف ضد بيزنطه بذل له كل تشجيع لانشاء موسسات فى بيت المقدس ولإرسال الصدقات الى كنيسة القيامه، فحل شارل فترة من الزمن محل الامبراطور البيزنطى باعتباره ملكا له من السلطه ما يكفى لحمايه الارثوزكس فى فلسطين.

على ان ما حدث من انهيار امبراطوريته زمن الخلافه ونهوض بيزنطه فى نفس الوقت جعل تدخل الفرنجه قصير الاجل ، ولم يعد لهم من ذكرى سوى بعض الفنادق التى انشأها شارل .. وفي الراهبات اللاتينيات اللاتى يباشرن الخدمه فى كنيسه القيامة..

غير ان هذا الحادث لم يجر نسيانه مطلقا من الغرب ، اذ بالغ فيه ما ذاع من اساطير ، ولم يلبث الناس ان ظنوا ان شارل اجرى حمايه شرعيه على الاماكن المقدسه فى الشرق ، بل شاع فى وقت من الاوقات ان شارل قام بنفسه إلى الحج فى تلك الجهات.. وبذلك جرى الاعتراف والاقرار بما للفرنجة من حقوق فى الاجيال المتأخرة فى حق الحكم بيت المقدس.


اشتد اهتمام المسيحيين الشرقين بافاقه الدوله البيزنطيه اذ انه طوال القرن التاسع ظلت تلتزم خطه دفاعيه فسقطت كريت وصقليه فى ايدى المسلمين وكل سنه تشهد غاره عنيفة من المسلمين على جوف اسيا الصغرى ، على انه جرى فى منتصف القرن التاسع إعاده تنظيم البحريه البيزنطيه من جديد ، ويرجع الفضل فى ذلك الى ما اتخذته الامبراطوره تيودورا من تدابير اقتصاديه سليمة ، وبفضل قوه الاسطول البيزنطى لم تلبث من جديد ان توطدت على جنوب ايطاليا ودالماشيا..

ظهرت اسرات حاكمه محليه فى الموصل وحلب منهم الحمدانيون والاخشيديون فى مصر ، وقد اشتهر الاولون بانهم مقاتلون بواسل واستمرت فتره من الزمن سياجا مانعا لكل اعتداء من قبل بيزنطه ، غير انهم لم يكن بوسعهم ان يمنعوا تداعي الدوله الاسلاميه بل انهم اسهموا فيه وزادوه بما لجأوا اليه من حروب داخليه ، وفى اثناء الحروب الداخليه ظفر الاخشيديون بفلسطين وجنوب الشام ، وبادر البيزنطيون بالافاده من الموقف فالتزموا اول الأمر الحذر فى الهجوم..

غير انه حدث فى سنه 945 ورغم بسالة الامير سيف الدين الحمدانى ان حاز يوحنا كراكوس لللامبراطوريه البيزنطيه من البلاد والمناطق فى اعالى الجزيره ما لم تشهد جيشا مسيحيا منذ ثلاثه قرون...

وازدادت الامور سرعه بعد عام 960 حينما تولى الجندى الكبير نقفور فوقاس قياده الجيش الامبراطورى ، ففى سنه 961 استرد نقفور جزيره كريت ، وفى 962توجه بحمله الى طرف قلقيليا فاستولى على عين زربه ومرعش فعزل بذلك قلقيليه الاسلامية.. على ان نقفور امضى سنه 963 فى بيزنطه حيث دبر الانقلاب الذى جاء به الى العرش بمسانده الجيش والامبراطوره الوصيه ، وعاد نقفور إلى الشرق سنه 964 ، فاتم سنه 965 فتح قلقيليه ، وأرسل حمله الى قبرص أعادت سيطره بيزنطه المطلقة على الجزيرة..

وفى سنه 966 توجه نقفور بحمله الى الحوض الاوسط لنهر الفرات كيما يقطع الاتصال بين حلب والموصل ، فنهض كل الشرق المسيحي وأدرك ان الخلاص قد قرب ، وكتب اليه البطريك يوحنا بطريرك بيت المقدس يحثه على القدوم الى بيت المقدس ، على ان هذه الخيانه بلغت من الشدة ما استنفد صبر المسلمين فتقرر القاء القبض على يوحنا وبادر الثائرون إلى إحراقه..

والواقع ان آمال البطريرك كانت سابقة لاوانها، ففى سنه 967 انصرف نقفور إلى ما يجرى من احداث الى المنطقه الشماليه من الامبراطورية ، غير انه قاد سنه 969 جيشه صوب الجنوب مره اخرى الى جوف بلاد الشام ، فاتخذ طريق وادى الاورنت ومضى فى الاستيلاء على المدن الكبيرة ونهبها الواحده بعد الاخرى أمثال شيرز وحماه وحمص ، ثم اجتاز البلاد الى الساحل حتى اجتاز ارباد طرابلس ، ثم عاد الى الشمال بعد ان ترك وراءه انطرسوس وجبيل واللاذقيه، وقد اشتعلت فيها النيران ، بينما قام نوابه بالقاء الحصار على انطاكيه وحلب فسقطت فى اكتوبر الحاضرة القديمة انطاكية ، واستسلمت حلب فى نهايه السنة..هذه الحروب جعلت من الامبراطوريه المسيحيه مره اخرى من الدول الكبيره فى الشرق ، واذ اضحى الامل فى تخليص المسيحيين فى الشرق قريب المنال نالت هذه الحروب الصفه الدينية.

وكلما احتفل الإمبراطور بالنصر على المسلمين هتف المنشدون ( المجد لله الذى قهر العرب ) واصر نقفور على أن حروبه كانت مسيحية.

على ان نقفور فى انذاره الحافل بالشتائم الذى وجهه الى الخليفه العباسى قبل المضى فى حملته سنه 946 اعتبر نفسه بطل المسيحيين بل انه حدد ان يزحف الى مكه ليقيم بها عرش المسيح.

وتراءى اخر الامر احتمال عوده الارض المقدسة الى حكم المسيحيين غير ان انتظار الارثوذكس ضاع هباء ؛ ذلك ان خليفه يوحنا على العرش وهو الإمبراطور باسيل الثانى لم تتهيأ له الفرصه مطلقا فى الزحف جنوبا على الرغم من انه اصبيح قائدا كبيرا، فما حدث من الحروب الاهليه التى تلت حرب البلغار الطويله الامد تطلب منه كل الاهتمام.

ولم يقم بزياره الشام الا مرتين لكي يعيد السياده البيزنطيه على حلب سنه 995 ويمضى فى سيره على الساحل حتى طرابلس سنه 999 ، على انه قرر سنه 1001 على انه لا جدوى فى مواصله الفتوح فانعقدت الهدنه مع الخليفه الفاطمى لمده عشر سنوات.. فتقرر ان يجرى الحد الفاصل بين الإمبراطوريتين من نقطه على الساحل بين بانياس وانطرسوس حتى جنوب شيرز فبقيت حلب رسميافى منطقه نفوذ البيزنطين غير ان الاسره المرادسيه التى استقرت فى حلب قامت بالاستقلال فعلا سنه 1030 بعد ان هزم اميرها جيشا بيزنطيا غير ان ضياع حلب عوضه ماحدث فى السنه التاليه من ادماج الرها فى الامبراطوريه البيزنطية.

ولقى الصلح قبولا بين البيزنطيين والفاطميين لان كلا منهما ازعجه من نهوض الخلافه فى بغداد على يد المغامرين الترك القادمين من وسط اسيا (السلاجقة).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 06:29

اعتبر البيزنطيون ان حدهم الشرقى الاكثر تعرضا للخطر من الحد الجنوبى ، وترتب على الخوف من الترك (السلاجقه)ان بادر باسيل الثانى الى ان يضيف إلى الامبراطوريه اقرب ما يقع اليها من الاقاليم الارمينيه بان استولى على اماره فاسبوركان التى كانت تقع فى اقصى الجنوب الشرقى من الامبراطوريه.. وواصل خلفاؤه هذه السياسه ففى سنه 1045 قام ملك انى اكبر ملوك ارمينيابتسليم بلاده الى الامبراطور ، وفى سنه 1064 ابتلعت الامبراطوريه آخر اقليم ارمينى مستقل وهو قارس.

الخليفة الحاكم الفاطمي:

انتقل شمال الشام الى حكم المسيحيين غير ان المسيحيين فى الجنوب لم يجدوا ما يضايقهم فى سلطه الفاطميين غير ما كان من الخليفه الحاكم بامر الله الفاطمى اذ خضع هذا الخليفه منذ الصغر الى موثرات حيث كانت امه مسيحيه وتلقى الجانب الاكبر من تعليمه على ايدى مسيحيين ، ففى مده عشر سنوات منذ سنه 1004 حتى 1014 ورغم احتجاجات الامبراطور البيزنطى اصدر الحاكم القرارات ضد المسيحين استهلها بمصادره الكنائس ثم امر باحراق الصلبان وبتشييد مساجد صغيره فوق سقوف الكنائس ، وقرر اخر الامر باحراق الكنائس نفسها ، وفى سنه 1009 امر بتدمير كنيسه القيامه نفسهااذ زعم ان ما يحدث كل سنه من معجزة النور المقدس التى يحتفل بها الناس مساء عيد الميلاد من البهتان ولا تتفق مع الدين، وفى سنه 1014 بلغ عدد من تعرض للحريق والنهب من الكنائس 30 الف كنيسه ، وتظاهر عدد كبير من المسيحين باعتناق الاسلام للنجاة بارواحههم .

وهذه التدابير اتخذها ايضا ضد اليهود على انه ليكن ملحوظا ان المسلمين أنفسهم تعرضوا للاضطهاد على يد زعيم عقيدتهم (خليفتهم) غير ان الاضطهاد لم يتوقف الا حين اعتقد الحاكم انه اله واعلن الوهيته على الملأ سنه 1016 صديقه الدرزى .

واذ بلغ الارتياع بالمسلمين لتصرف زعيمهم الدينى من الشدة مالم ياخذ الذميين اخذ الحاكم يسترضى المسيحيين واليهود ويهاجم المسلمين ، فحرم الصوم فى رمضان وتاديه الحج ، وفى سنه 1017 ارتد 6000 من المسيحيين الذين كانو اسلموا تحت وطأة الحاكم الى دينهم ، وفى سنه 1020 استعادت الكنائس ما كان صودر من املاكها، غير انه فى ذلك الوقت ثارت ثائرة المسلمين الذى استبدل باسمه اسم الله فهرب الدرزى الى الشام ، اما الحاكم فقد اختفى سنه 1021 ولا يزال مصيره سراً خفياً.

استولى صالح بن مرادس على فلسطين لفترة وجيزة بعد وفاة الحاكم غير أن حكم الفاطميين عاد من جديد سنه 1029 إلى كل البلاد.ساد العالم الذى يقع شرق البحر المتوسط من الهدوء والسلام فى منتصف القرن الحادى عشر ما تراءى انه سوف يستمر الى سنوات عديده اذ تم الوفاق بين اكبر دولتين فى المنطقه (البيزنطيين والفاطميين) فلم تعتد احداهما على الاخرى بل ارادت كل منهماان تكبح الامارات الاسلاميه الواقعه الى الشرق منهما حيث اثار المغامرين الترك الاضطرابات والقلاقل.

التدهور البيزنطى

حدث فى اثناء القرن العاشر ان ظهرت فى بيزنطه طبقه ارستقراطيه من ملاك الاراضى بلغت من الثراء والنفوذ ما جعلها تتحدى الحكومه المركزية ، ولم يستطع باسيل الثانى اعظم اباطره الاسره المقدونية ان يقمع الا بعد مجهود شاق ثوره قام بها فى مستهل حكمه جماعه من هذه الطبقه الارستقراطيه، انتصر باسيل وطال الامد بهيبته ومجده حتى زالت الاسره المقدونية سنه 1056 بوفاه تيودورا ابنة أخته ، فلو ان البيت المقدونى انجب ورثه للحكم من الذكور لتوطد مبدا الوراثه فى العرش ..

غير انه على الرغم من ان الولاء للاسره المقدونيه هيأ للامبراطوره زوى وازواجها المتتاليين ان بحكموا باستهتار ما يقر ب من ثلاثين ، وكفل للامبراطوره تيودورا ان تنفرد بالحكم فان عوامل مدمرة اخذت تنمو فى هذه الفترة ، وبعد وفاه الامبراطورة تيودورا اشتد التنافس بين حزبين وهم حاشيه البلاد التى تستولى على الادارة المركزية والاسرات النبيله التى يخضع لها الجيش، أما الكنيسه فانها بفضل ما لها من صله بالمعسكرين حاولت ان تقيم التوازن بينهما.

كومنين ودوكاس

لم تكد غيبوبة الموت تنزل بالإمبراطورة التى جاوزت الستين من عمرهاحتى بادر حزب البلاط الى ترشيح للعرش موظف طاعن فى السن اسمه ميخائيل استراتيوتيكوس غير ان الجيش لم يقبل بالامبراطور الجديد فزحف على القسطنطينيه واصر على ان يتولى العرش قائد الجيش ، وصار القائد اسحاق كومنينوس هو الامبراطور ، وبهذا تكون الارستقراطيه العسكريه ربحت الجولة الاولى.

لم يختلف اسحاق كومنين عن باقى زملائه الارستقراطيين غير انه كان ينتمى إلى الجيل الثانى ، كان ابوه جنديا من تراقيا استرعى اهتمام الامبراطور باسيل الثانى فمنحه اراضى فى بفلاجونيا حيث شيد قلعه اشتهرت باسمه قلعه كومنين او قسطمونيه الان ، وورث اسحاق واخوه يوحنا عن ابيهما البساله وتزوج كلاهمامن الارستقراطيه البيزنطيه ، فزوجة اسحاق كانت تنتمى الى أسره ملكيه سابقه فى بلغاريا، اما زوجة يوحنا فكانت من سلاله اسرة دلاسينى الكبيرة.

وعلى الرغم من ثروة اسحاق وقيادته العليا ومساندة الجيش له فانه ادرك أن حكومته تتعرض باستمرار لكراهيه الادارة المدنية فلم يلبث بعد نضال استمر سنتين ان استسلم ولجأ الى دير ، ولما لم يكن له وريث اختار قسطنطين دوكاس خليفة له فلم تغفر له انا دلاسينا اخت زوجته ذلك.

يعتبر قسطنطين دوكاس راس أعرق البيوت الارستقراطيه واكثرها ثروة على الترجيح، غير أنه شق طريقه الى البلاط ؛ لذا كان اسحاق يأمل ان يكون مقبولا عند الفريقين ، غير انه لم يلبث على أن دل أن ميوله بعيدة عن ميول طبقته اذ كانت خزانته خاويه، وكان الجيش من القوة ما يعتبر مصدر خطر على الامبراطور فلم يجد لذلك حلاً سوى ان يعمل على انقاص عدد القوات المسلحة، ويصح ان يدافع عن هذا الاجراء بأنه من دواعى السياسة الداخلية
غير انه طوال عهد الحكم البيزنطى كان اضعاف الجيش الامبراطورى من الامور السليمه فهذا الاجراء يعتبر فى تلك اللحظه بالغ الضرر إذ أنه اخذت سحب عواصف تهب من الشرق بينما اخذت عاصفة تهب من الغرب.
من المعروف رسميا ن حد الامبراطوريه الجنوبى يمتد الى تيرشينا على الساحل الادرياتى غير انه لم يخضع لحكم البيزنطيين المباشر داخل هذا الخط الا ابوليا وكلابارياالتى كان سكانهما من اليونان ، وعلى الساحل الغربى قامت المدن التجاريه المستقله وهى جائيتيا ونابولى وامالفى ، أما داخل ايطاليا حاز الاميران اللومبارديان سالرنو وبنفيتو واعترفا بالتبادل بالامبراطور البيزنطى والالمانى فى الغرب غير انهما لم يوليهماشيئا من الاحترام ، ولا زالت صقلية فى ايدى المسلمين على الرغم من المحاولات العديدة التى بذلها الامبراطور لاستعادتها ، وما حدث من غارات جاءت من سواحل افريقية او من صقلية زاد من حدة الاضطرابات فى شبه الجزيرة الايطالية.

قدم الى هذه البلاد اعداد كبيرة من المغامرين النرمان على انهم حجاج فى طريقهم الى بيت المقدس او لزيارة مشهد القديس ميخائيل فى ايطاليا ، واشتدت رغبه سكان نورمانديا فى امتلاك الاراضى مما دفعهم الى فتح انجلترة ، واذ ان الضياع فى نورمانديا بلغت فيه الكثافة السكانية انه لم يكن مجال لاشباع الفرسان الذين ليس لهم اقطاع ، وهذا البعث دفعهم على التوسع وهو الذى جعلهم يفتحون عيونهم ويتطلعون الى الشرق وما فيه من ثروات فشهدوا فى جنوب ايطاليا مفتاحاً لاقامة امبراطورية بالبحر المتوسط ، ومما ساعد فى تحقيق غرضهم الفوضى التى كانت بجنوب ايطاليا.

ففى سنه 1040 استولى سته اخوه ابناء فارس نرمانى مغمور اسمه تانكرد هوتفيل على مدينه ملفى بتلال ابوليا واقاموا بها اماره لم تحفل بهاالسلطات البيزنطيه المحليه أول الامر غير أنه ساند النرمان امبراطور الغرب هنرى الثالث الذى حرص على السيطرة على اقليم طالما تنزاعته الامبراطوريتان والبابا الجرمانى الذى رشحه الامبراطور للباباويه الذى كره ان يكون لبابا البيزنطى أى سيطرة على كنيسة فى ايطاليا.

وفى خلال الثنى عشرة سنة استطاع النرمان ان يوطدوا سيادتهم على الامارات اللومبارديه اذ طردوا البيزنطيين الى اقصى طرف كلاباريا والى ساحل أبوليا وأخذوا يهددون المدن الواقعة على الساحل الغربى وصاروا يوجهون غارتهم خلال الشمال على اقليم كمبانيا حتى بلغت الجهات المجاورة لروما، ارتاعت الحكومه البيزنطيه لما حدث فتم استدعاء حاكم ابوليا وهو ماريانوس ارجيوس الى القدوم الى القطنطينيه لينبئ بما جرى ثم عاد بالسلطات اللازمة لاصلاح الموقف.

لم يحرز ماريانوس نصرا حربيا اذ ان النرمان استطاعوا فى سهوله ويسر ان ينزلوا هزيمه بجيشه الصغير غير انه احرز نصرا دبلوماسيا كبيرا ، ذلك ان البابا ليو التسع وهو من اللورين اشتدت ثائرته فما حازه النرمان من انتصارت فاق كل ما يتوقعه هو وهنرى الثالث ، وكان هنرى الثالث وقت ذاك منصرفا الى قتال المجريين ، ومع ذلك بذل المساعدة للبابا، ففى صيف 1053 سار البابا ليو نحو الجنوب بجيش مؤلف من الالمان والايطاليين وقد اعلن ان هذه الحرب تعتبر حربا مقدسه ، وكان من المقرر ان ينحاز إليه جيش بيزنطى غير ان النورمان هاجموه حيث كان ينتظر هذا الجيش البيزنطى خارج مدينه كيفيتاتى فى ابوليا فتعرض جيش البابا لهزيمة ساحقة ووقع هو نفسه اسيراً فى ايدى النورمان ، ولم يتم اطلاق صراحه الا بعد ان اعلن عن تخليه عن كل سياسته السابقة.

كانت هذه اخر محاوله جديه لمناهضه ابناء تانكرد هوتفيل اذ مات هنرى الثالث سنه 1053 ، ولم يكن خليفته هنرى الرابع وقت ذاك الا طفلا صغيرا فقررت الباباويه ان تكون واقعيه ، ففى سنه 1059 وفى مجمع ملفى اعترف البابا نيقول الثانى بروبرت جويسكارد (الملفب بالعرس) وهو اكبر من عاش من ابناء تانكرد هوتقيل دوقا على ابوليا وكللاباريا بفضل الله والقديس بطرس ودوقا على صقليه بفضل مساعدتهما ، هذا الاعتراف الذى اعتبرته رومالروبرت انه يتضمن التبعيه للكنيه الغربيه هيأ للنرمان ان ينتهوا فى يسر من فتوحاتهم فلم تلبث الجمهوريات البحرية ان خضعت لهم ، ولم تحل عام 1060 حتى لم يبقى لبيزنطة فى شبه الجزيرة الايطالية سوى حاضرتهم بارى وهى الحصن المنيع الذى يقع على الساحل.

وفى تلك الاثناء شرع روبرت جويسكارد فى اتنزاع صقليه من يد المسلمين على ان قدوم الغزاه اللاتين من الشمال (النورمان ) بعث من جديد النزاع القديم بين الكنيستين الشرقيه والغربيه الذى ادى الى صدور قرار الحرمان من كل من الكنيستين تجاه الاخرى ، على أن هذه الاضطرابات والمشاكل فى الغرب قد طغى عليها ما ظهر فى الشرق من مشاكل أكبر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 06:31

تبين لبيزنطه انها لم تفد من تداعى الخلافه العباسيه اذ ان الدوله العباسيه كانت تشكل حائط دفاع خارجى ضد شعوب وسط اسيا الذين كانوا يغيرون على اوربا فى العصور السابقه ، فلما انهارت اسباب الدفاع ( البدويه العباسيه) استطاعت اسيا من جديد ان تنبثق وتطغى على البلاد التى سادت فيها حضارات قديمة ، ففى القرن العاشر خضعت تركستان الى اسرة السامانيين الفارسيه واهم ما قامت به هذه الاسرة كان تحويل هذه القبائل الى الاسلام ومنذ ذلك الوقت اتجهت انظار الترك الى جنوب غرب اسياوطرد السامانيين واحتل مكانهم اول امير تركى مسلم وهو محمود الغزنوى الذى اقام اثناء الشطر الاول من القرن الحادى عشر امبراطوريه ضخمه امتدت من اصبهان الى بخارى ولاهور ، وفى تلك الاثناء اخذ عساكر من الترك المغامرين يجوبون العالم الاسلامى مثلما فعل النورمان فى اوربا المسيحية..

فانشأ الامراء المسلمون الفرق التركية وأنفقوا عليها ، وكان من بين رعايا الغزنويين عشيره من الترك الغز من برارى ارال اتخذت اسم ( السلاجقة ).. ألف امراء السلاجقة جماعة من المغامرين ساد بينهم الحقد والحسد غير انهم اتحدوا من اجل رفعة اسرتهم مثلما حدث بين ابناء تانكرد هوتفيل على ان هؤلاء السلاجقة كانوا أسعد حظا من النورمان الذين لم يتوافر لهم من مواطنيهم الا العدد القليل اذ كان بوسع السلاجقة ان يلتمسوا مساندة الجموع الغفيره من التركمان.

وعند وفاة محمود الغزنوى سنه 1030 خرجوا عن طاعة الغزنويين ، وفى سنة 1040 طردوهم الى املاكهم فى الهند ، وفى سنه 1050 دخل طغرلبك زعيم السلاجقه اصبهان واتخذها عاصمة له ، بينما استقر ابناء عمومته واخوته فى الجهات المتاخمة لاملاكه فى الشمال وألفوا حلفا مفككاً ، وبمقتضى هذا الحلف اعترفوا له بالسيادة ، وفى سنه 1055 بناء على دعوة الخليفة العباسى الذى ازعجه ما دبره ضده وزيره البساسيرى من مؤمرات بالاشتراك مع الفاطميين دخل طغرلبك الى بغداد على انه حامى المذهب السني.


نهاية ارمينيا

ترجع الغارات التركيه على ارمينيا الى زمن باسيل الثانى حينما كان السلاجقه مازالوا تحت الحكم الغزنوي ، ولحمايه الامبراطوريه البيزنطيه من الغارات التركيه ضم باسيل الثانى ارمينا جزء بعد جزء الا ان غارات السلاجقه اشتدت على ارمينيا بعد ان استولوا على فارس وخراسان ، ولم يشترك طغرل ذاته فى هذه الغارات الا مرة واحدة حينما قام سنه 1054ببتخريب الجهات الواقعة حول بحيرة فان ، غير انه فشل فى الاستيلاء على حصن مانزكيرت ، وتولى عادة جيوش الاغاره ابنا عمه اصان وابراهيم ينال غير ان البيزنطيين انزلوا بهم الهزيمة عند ارضروم سنه 1047 ، وفى اثناء السنوات التالية ركزا هجومهما على حلفاء الامبراطوريه من الكرج ، ففى سنه 1052 نهبا فارس ثم ظهرا من جديد فى ارمينيا سنتى 1056 1057 فتعرضت ملطيه سنه 1057 للسلب والنهب ، وفى سنه 1059 زحفت القوات التركيه لاول مرة الى جوف اسيا الصغرى حتى وصلت مدينه سيواس.

مات طغرلبك سنه 1063 والواقع ان طغرل ذاته لم يكن شديد الاهتمام بالجزء الشمالى الغربى من ممتلكاته غير ابن اخيه وخليفته فى الحكم الب ارسلان اثاره احتمال قياه تحالف بين البيزنطين والفاطميين فحرص على أن يحمى نفسه من البيزنطيين بالاستيلاء غلى ارمينيا قبل ان يمضى الى تحقيق غرضه الاصلى وهو مهاجمه الفاطميين ، فاشتدت حده الغارات على املاك الامبراطوريه، ففى سنه 1064 تعرض للدمار انى حاضرةارمينيا قديما، وتقدم عن طيب خاطر امير فارس وسلم امارته الى الامبراطور البيزنطى مقابل الحصول على ضياع فى جبال طوروس فصحبه الى موطنه الجديد اعداد كبيرة من الارمن..

وترتب على ذلك ان تعرض سنويا حصن الرها للغارة من قبل الاتراك غير انهم لم يكن لهم خبره كافيه بالحصار ، ففى سنه 1066 احتلوا ضروب جبال امانوس ، وفى الربيع التالى نهبوا قيصريه حاضره كبادوكيا،وفى الشتاء التالى حلت الهزيمه بالجيوش البيزنطيه فى سيواس وملطيه وترتب على هذه الانتصارات ان صار للترك السيطرة التامة على ارمينيا، وفى السنوات التالية اوغلوا بغاراتهم فى جوف الامبراطورية حتى وصلوا بغارتهم الى نقصار وعموريه سنة 1068 وقونيه سنه 1069 وإلى خونيه القريبه من ساحل بحر ايجه سنه 1020.


موقعة مانزيكرت

واضطرت الحكومه الامبراطوريه ان تتخذ اجراء حاسما ذلك انه حدث فى سنه 1067 ان توفى الامبراطور قسطنطين العاشر الذى كانت سياسته ترمى الى تخفيض عدد الجيش والذى يعتبر مسؤلا عن هذا الوضع الخطير الذى تعرضت له الامبراطوريه فخلفه فى الحكم ابنه ميخائيل السابع بوصايه امه الامبراطورة ايدوسياالتى فى السنه التاليه تزوجت من القائد الاعلى للجيش رومانوس يوجين فرفعته الى العرش.

كان رومانوس جنديا بارعا ولكن العمل الذى واجهه تطلب عبقريه فذة اذ ادرك ان سلامة الامبراطوريه تتطلب استرداد ارمينيا غير ان الجيش البيزنطى لم يكن من الكفايه ما اتصف به منذ خمسين سنه اذ تم تسريح معظمه فى عصر سابقيه مما اضطره الى الاعتماد على المرتزقه الاجانب منهم الشماليون الذين يؤلفون حرس الورنك ومنهم النرمان والفرنجة من غرب أوربا والصقالبه من الشمال والترك من برارى جنوب روسيا فضلا عن البجناك والكومان والغز ، ومن هذه العناصر الف رومانوس جيشا عدته 100 الف مقاتل منهم نحو النصف ينتمون الى عنصر بيزنطى على ان الترك الكومان كانوا أكثر الجنود الماجورين عددا وتولى قيادتهم يوسف تارخانيوتس التركى المولد، اما الفئة المختارة تتمثل فى الفرسان الدارعين من الفرنج والنرمان بقيادة روسل باليل النرمانى ، والمعروف ان القائدين الذين سبقا روسل فى القيادة قد تم عزلهم لخيانتهم الصريحة ، وكان من الفرنج غير ان العسكر الفرنج لا يخدمون الا تحت احد مواطنيهم فكان اندرونيكوس دوكاس اكبر من يلى الامبراطور فى قيادة الجيش وهو ابن اخ الامبراطور الراحل ولا يختلف عن سائر اسرته فيما يكنه من العداء للامبراطور الذى لم يجرؤ على ان يتركه خلفه فى القسطنطينية، وبهذا الجيش الضخم الذى لا يصح الوثوق به خرج رومانوس فى ربيع سنه 1071 ليسترد ارمينيه ، وحينما غادر القسطنطينيه جاءته الاخبار من ايطاليا باستيلاء النورمان على بارى اخر ماتبقى للبيزنطين فى ايطاليا.

وقد سلك الامبراطور الطريق البيزنطى القديم الذى اجتازه الاباطرة فى حروبهم وجعل نصب عينيه ان يستولى على حصون ارمينيا ويشحنها بالجنود قبل ان ياتى الترك من الجنوب .

وكان الب ارسلان فى الشام فى موضع قرب حلب ، وحينما سمع بزحف البيزنطيين أدرك انه لابد ان يتصدى للقتال فبادر بالمسير صوب الشمال ليلتقى بالامبراطور.

نفذ رومانوس بقواته الى ارمينيا على امتداد الفرع الجنوبى للفرات الاعلى وبالقرب من مانزيكرت قام بتقسيم قواته فمضى بنفسه الى مانزيكرت بينماأرسل الفرنج والكومان للاستيلاء على اخلاط الواقعه على شاطئ بحيرة فان ، على ان رومانوس تلقى اثناء مقامه بمانزيكرت انباء اقتراب الب ارسلان فانحرف الامبراطور الى الجنوب الغربى ليلحق من جديد بالجيش قبل ان ينقض عليه الترك غير ان تناسيه لمبدى الخطط الحربيه البيزنطيه حمله على اغفال ارسال كشافة.

وفى اغسطس سنه 1071 بينما كان ينتظر قدوم بقيه اتباعه الماجورين انقض عليه الب ارسلان ، ولم ينهض لنجدته عساكره الماجورون ، وفى الليلةالسابقة للمعركة انحاز الى السلاجقة الكومان الماجورون نظرا لانهم اتراك ولانهم لم يتقاضوا اجورهم المتأخرة ، وقرر روسل ومن معه الا يخوضواالمعركة ، فاصبح مصير المعركة معروفا ، فاستبسل رومانوس فى القتال غير ان اندرونيكوس دوكاس حينما راى ان قضيته خاسرة وظن ان المنظر التالى من الماساة لابد ان يكون فى القسطنطينيه انسحب بمن معه من الجند الاحتياطى وسار صوب الغرب بعد ان ترك الامبراطور ليواجه مصيره ، وفى المساء حل بالجيش البيزنطى الدمار واصابت رومانوس الجراح ووقع فى الاسر.

ملاحظة هامة على النص السابق للمعركة:

طبعا لا يخفى على القارئ العادى ولا سميا الذى لم يخض بدلوه من قبل فى مجال التاريخ الرائحة الصليبية الواضحة التى تقطر من قلم المؤلف استيفن رنصيمان من تقليل لشان السلاجقة فى هذا الانتصار العظيم وتهوينه فى نفس الامر من شان الجيش البيزنطى حتى يبدو ان النصر فى المعركة كان سهلا ميسور المنال وليس للمسلمين ادنى مجهود فيه ، بل ان نصر المسلمين فى هذه المعركة كان وليد الصدفة !! والوقائع التى المت بالامبراطوريه قبل المعركه بفترة ، ولكن كما قلت من قبل تلك هى الروح الصليبيه الملازمة للغربيين والتى لن تفارقهم مهما ادعو من رقى حضارى وعلمي.

تعتبر معركه مانزيكرت من اشد ما وقع فى التاريخ البيزنطى من كوارث حاسمه وتراءى للصليبين فيما بعد ان البيزنطين فقدوا ما اتخذوه من لقب حماه العالم المسيحى ، على ان الترك لم يفيدو كثيرا من هذا النصر .حقق الب ارسلان غرضه اذ كفل الحمايه لجناح جيشه وازال خطر التحالف بين بيزنطه والفاطميين وكل ما طلبه من الامبراطور الاسير هو الجلاء الناجز عن ارمينيا ودفع فديه ثقيله عن شخص الامبراطور ثم انصرف لمواصله القتال فى اقليم ما وراء النهر حيث قضى نحبه سنه 1072 ولم ينفذ ابدا الى اسياابنه وخليفته ملك شاه الذى امتدت امبراطوريته من البحر المتوسط الى حدود الصين غير ان رعاياه من التركمان كانوا متأهبين للمسير ولم يشأان ينزلهم بالاراضى التى كانت تابعه للخلافه غير انه رأى ان خير ما يلائمهم هى سهول اسياالصغرى التى عمل الاعيان البيزنطيون على اخلائها من سكانها من اجل قطعان الغنم التى تنتجع فيهافعهد الى بن عمه سليمان بن قتلمش ان يستولى على هذه الاراضى لصالح الاقوام التركية.

ويسر البيزنطيون نفسهم فتح البلاد امام الاتراك فالعشرين سنه التاليه طفحت بالتمرد والتأمر فحينما وصل الى القسطنطينيه خبر الكارثه واسر الامبراطور اعلن ميخئيل دوكاس ابن زوجه رومانوس انه بلغ سن الرشد وتولى مقاليدالحكم وتوطد مركزه بقدوم بن عمه اندرونيكوس بفلول ما تبقى من الجيش واشتهر ميخائيل السابع بانه شاب مثقف ذكى يصلح لان يكون حاكما قديرا فى الازمنه الوادعه غير ان ما واجهه من مشكلات تطلبت شخص اخر اكثر خبره ودراية.

عاد رومانوس ديوجين من اسره ليجد نفسه معزولا عن العرش وحاول ان يقاتل من اجل مركزه غير انه تعرض لهزيمه اخرى وجرى حمله الى القسطنطينيه حيث بلغت القسوة والعنف باقتلاع عينيه ولم يلبث ان مات متأثرا بجراحه بعد ايام قلائل.

غير ان اقارب رومانوس واصدقائه الذين جذبهم اليه ما كان له من مروءة وفروسيه ارتاعوا واشتد سخطهم لما تعرضت له خاتمته من الوحشيه والهمجيه فعبروا عن سخطهم وغضبهم بما لجئوا اليه من الخيانة.

الترك ينفذون الى اسيا الصغرى

لم يبدأ الترك غزوهم الجدى لاسيا الصغرى الا سنه 1073 ، حاول الامبراطور ميخائيل السابع ان يوقف هذا الزحف فلم يجد امامه الا الخائن روسل باليل الذى عاش بعد كارثه مانزيكرت فامده بقوه صغيره من الجيش الوطنى بقياده اسحق كومنين الذى اصطحب معه اخوه الكسيوس كومنين ابنااخت الامبراطور السابق والذان يكنان الكراهيه للامبراطور الحالى ولكنهما ظلا على ولائهمالميخائيل السابع حتى نهايه حكمه على الرغم من الضغوط التى تعرضوا لها، غير ان اخلاص اسحاق دمره روسل وعساكره النرمان وماارتكبوه من الخيانه اذ خرجوا على طاعه اسحاق وطرحوا جانبا ما التزموه من الولاء قبل ان يلتقى الجيش البيزنطى بالترك ، واذ تعرض اسحاق للهجوم من قبل الترك والفرنج معا وقع اسيرا بين يدى السلاجقة.

افصح روسل يومئذ عن نواياه واذ اثار حماسه ما اقامه مواطنوا النرمان فى إيطاليا من اماره وضع لنفسه خطه بان يقيم لنفسه اماره نرمانيه فى الاناضول ولم يكن معه الا ثلاثه الاف رجل غير انهم تعلقوا به واخلصوا له
غير ان روسل صار عند الامبراطور اشد خطوره من الترك فما جمعه الامبراطور من عساكر ولى عليهم ابن عمه يوحنا دوكاس لقتال روسل فالتقى يوحنا بروسل بالقرب من عموريه فهزم هزيمه ساحقه واسر روسل يوحنا دوكاس ، واذ التمس روسل سببا شرعيا نادى باسيره امبراطورا وزحف به على القسطنطينيه فبلغ الشاطئ الاسيوى من الابسفور دون ان يلقى مقاومه فاشعل الحرائق فى ضاحيه خرصيبولى واسكدرى وعسكر بين اطلالها.

واذ استبد اليأس بميخائيل لم يستطع الا ان يلجأالى القوه الوحيدة التى ممكن ان تبذل له المساعدة فارسل سفاره الى السلطان سليمان السلجوقى وبموافقه سيده السلطان ملك شاه وعد من الامبراطور ان يترك للسلطان سليمان ما استولى عيه من اقاليم التى احتلها من شرق الاناضول مقابل ان يقدم المساعدة للامبراطور..

وتراجع روسل ليستعد للقاء السلطان سليمان غير ان الترك لم يلبثوا الا ان طوقوا عساكره على جبل صوفون فى قبادوكياوحاول روسل نفسه ان يهرب ويلجأ الى اماسيه قى اقصى الشمال الشرقى . وعندئذ ارسل الامبراطور ميخائل اليه الكسيوس كومنين للتفاوض معه وحثه على الاستسلام غير ان حكومه روسل فى اماسيه بلغت من القوة والكفاية ومحبة الناس لها ما جعل سكان اماسيه لا يكفون عن المساعدة الا بعد ان جاءهم الخبر بسمل عينيه.

اختفى روسل من التاريخ غير ان قصته تركت اثرا فى البيزنطين اذ علمتهم انه لا يصح الوثوق فى النورمان.. على ان الخوف من النرمان وشده الحاجه الى الجنود الماجورين حملت ميخائيل السابع على مسالمه الغرب فلم يعد ثمه امل فى استعاده جنوب ايطاليا بعد ضياعه . ولقد ارسل ميخائيل لعقد صلح مع النورمان فتوطدت هذه المصالحة على ان زوج الامبراطور ابنه الصغير قسطنطين من هلين بنه جويسكارد وفى الوقت ذاته نجحت مساعى الصلح مع البابا جريجورى السابع الكبير.


غير ان الفوضى ازدادت سوء فى الاناضول اذ حدث فى اخر سنه 1078 ان اعلن نقفوربتنياس الثوره على الامبراطور ميخائيل السابع وكان نقفور حاكم ثغر الناطليق الشاسع الذى يقع فى وسط اسيات الصغرى وغربها ، ودفعه لهذه الثوره الطموح الشخصى من جهه وشدة ثائرته على ضعف الامبراطور من جهه أخرى غير انه كان قائدا بلا جيش ففى سبيل الحصول على القوه التى يحتاجها حشد تحت لوائه اعدادا كبيره من الترك واستخدمها لحراسه ما يستولى عليها من مدن اثناء زحفه الى القسطنطينيه مثل سزكوس ونيقيه ونيقوميديا وخلقيدونيا وخرصيبولى ، ولاول مره الفت الجموع التركيه نفسها داخل المدن الكبيره فى غرب الاناضول.

ولم يبذل مخائيل شيئا من المقاومه فلما دخل نقفور الى العاصمه لم يسع ميخائيل الا ان يلجأ الى الدير حيث حالفه الحظ واصبح اسقفا فيما بعد ، أما زوجته التى تخلت عنه وهى مارياالقوقازيه الالانيه والتى كانت تعتبر من اجمل اميرات عصرها فأنها رأت انه من الحكمه ان تتزوج الامبراطور المغتصب.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 06:34

الكسيوس كومنين ولاية العرش
على ان نقفور ادرك ان حياة التمرد اسهل من حياة الامبراطور فسار على نهجه قاده اخرون ففى غرب البلقان اعلن حاجب دوروازو نقفور برينيوس نفسه امبراطورا هو الاخر واجتذب الى لوائه جند الاقاليم الاوربيه فتوجه لقتاله الكسيوس كومنين فى جماعه صغيره من العساكر اليونانيين الذين يعوزهم التدريب فضلا عن عدد قليل من الفرنج الذين لاذوا بالفرار كعادتهم ولم يستطع الكسيوس ان يهزم نقفور الا حين جاءته فى الوقت المناسب جماعه من الترك المأجورين ، ولم يكن الكسيوس ينتهى من حملته حتى كان لزاما عليه ان يمضى الى تساليا ليسحق مغتصب اخر وهو باسيلاكيوس.

وفى تلك الاثناء تمردت الحاميه التركيه المرابطه فى نيقية ، ولما وصل الى البابا جريجورى السابع خبر سقوط حليفه الامبراطور ميخائيل اصدر قرارا بحرمان الامبراطور الجديد من الكنيسه.

اما روبرت جويسكارد فأنه بفضل تشجيع الكنيسه وتحريضها ولسخطه وغضبه لما حدث من فسخ خطوبه ابنه لابن الامبراطور ميخائيل المخلوع قرر ان يجتاز البحر الادرياتيكى لمهاجمه املاك الامبراطوريه البيزنطيه ، فنزل باكمل قوته فى افلونا وزحف على دورازو ، وفى اوائل ذلك الربيع نفسه اعلن اشهر قادة اسيا نقفور مليسينيوس الثورة وتحالف مع السلطان التركى سليمان، وبفضل هذا التحالف تهيأ للسلطان سليمان ان يسير مطمئنا الى بثنيا فى وسط اسيا الصغرى حيث رحبت به الحاميه التركية التى تركها نقفور بتنياس.

ولما فشل مليسنيوس فى الاستيلاء على القسطنطينيه رفض سليمان ان يرد مااستولى عليه من مدن بل انه استقر فى نيقيه وبذلك اضحت نيقيه التى تعتبر من اجل المدن فى العالم المسيحى احتراما وتبجيلا والتى لا تبعد عن القسطنطينيه سوى 100 ميل عاصمه للسلطان السلجوقى سليمان.

اما فى القسطنطينيه فقد اضاع الامبراطور نقفور بتنياس الفرصه الوحيدة للبقاء على العرش بما لجأ اليه من الشجار مع اسرة كومنين.

خلع نقفور

اخلص كل من الاخوين اسحاق والكسيوس فى خدمه الامبراطور نقفور بتنياس وكانا يأملان فى ان يحافظا على صلة الود وحسن نيته بما كانا لهما من صداقه وثيقه بالامبراطورة التى تزوجها ابن عمها اسحاق والتى ظن الناس ان الكسيوس كان عشيقا لها، غير ان الامبراطورة لم تستطع ضبط المؤمرات التى فى البلاط والتى ادت الى ان ينقلب الامبراطور نقفور عليها لذا صار على الاخوين الكسيوس واسحاق ان يعلنا الثورة من اجل المحافظه على حياتهما، ونظرا لما هو معروف لاسرة كومنين من ان الكسيوس هو اكفأالاخوين فأنه اعلن نفسه امبراطورا..

فهوى نقفور بتنياس بنفس السهوله التى اطاح بها بالامبراطور السابق ميخائيل عن العرش ، وبناء على نصيحه البطريرك بعد ان حل به الارهاق والمسكنه انسحب نقفور ليقضي ايامه الاخيرة راهبا!!!


الامبراطور الكسيوس كومنين

حكم الكسيوس 37 عاما ، ودل على انه من اعظم ساسه عصره .. غير انه حدث سنه 1081 ان بدا كأنه من المحقق الا تعيش الامبراطورية او يبقى الكسيوس امبراطورا...

كان الكسيوس شابا لم يتجاوز وقت ذاك الثلاثين من عمره وطد اتصالاته بما اتخذه من زواجه من اسرة دوكاس وحفل البلاط الامبراطورى بأفراد ينتمون الى بيوت امبراطوريه سابقه والذين حرص الكسيوس ان يرتبط بهم بالتحالف على أساس المصاهره الى جانب ان يكونوا تحت عينيه فيأمن شرهم مستقبلا ، فاقام بالبلاط الامبراطورى ماريه الامبراطورة القديمة التى اشتد حقدها على الامبراطوره الجديدة ، وكذا قسطنطين دوكاس بن ماريا الذى جعله الكسيوس قسيما له فى الملك ولم يلبث ان زوجه من ابنته الكبرى انّه .. وبالبلاط نزل ايضا ابناء رومانوس ديوجين فزوج الكسيوس احدهم من اخته تيودورا وتزوج ابن نقفور برينيوس انّه ابنته بعد وفاة زوجها قسطنطين دوكاس ،اما نقفور ميسيلينوس فتزوج من اخت الامبراطور ايدوسيا ، وتنازل لصهره عن دعاويه فى الامبراطوريه مقابل الحصول على لقب قيصر ..

وكان لزاما على الكسيوس ان يراقب هؤلاء جميعا فيعمل على تلطيف منازعتهم وتجنب خيانتهم ، على ان حال الامبراطورية فى سنه 1081 تطلبت شخصا شديد الشجاعه لا شخصا بالغ البلادة والغباء فلم يكن بالخزانه شيئ من المال، ودأب الاباطرة المختصبون على ان يطلقوا ايديهم فى انفاق الاموال المدخرة ، وما حدث من ضياع الاناضول ومن التمرد فى اوربا قلل من الدخل وتحطم النظام القديم الموضوع للجباية...

ولم يكن الكسيوس من البارعين فى تدبير الاموال وما اتبعه من وسائل قد يثير دهشه رجل اقتصاد العصر الحديث ، فقد لجأ الى اثقال كاهل رعاياه بالضرائب ، وابتز قسرا من الاعيان والكنيسه ، وصادر الاملاك وفرض العقوبات بالغرامه لا بالحبس ، وفضل الصناعات الامبراطوريه (الاحتكار) ، ومع كل هذه القرارات استطاع الكسيوس ان يسد نفقه البلاط الامبراطورى الضخم وان يحتفظ بأبهه البلاط ايضا


اقول ولله الحمد والمنه، اما فى الامور الخارجيه فى بداية عهد الكسيوس قكانت كالتالى :

اوغل اعداء البيزنطين المحيطين بالامبراطوريه فى داخلها ففى اوربا ظل الامبراطور يسيطر على شبه جزيره البلقان غير ان الصقالبه فى الصرب ودلماشيا اعلنوا الثوره ودأب البجناك وهى قبيله تركيه تجوب ما وراء نهر الدانوب على عبور النهر والاغاره . وفى الغرب استولى روبرت جويسكارد والنرمان على افلونا واخذوا يضيقون الجوار على دوروازو ، اما فى اسياالصغرى فلم يبقى لبيزنطه سوى سواحل البحر الاسود وبعض المدن المعزوله الواقعه على الساحل الجنوبى لاسيا الصغرى ومدينه انطاكيه المعروفه بمناعتها واستحكاماتها غير ان الاتصال بهذه المدن البعيده لم يكن مكفولا ويعتبر من الامور النادرة.

وعلى الرغم من وجود مدن بالداخل يحكمها المسيحيون فان حكامهما انقطعت صلتهم نهائيا بالحكومه المركزيه وصار معظم الاقاليم فى يد السلطان سليمان الذى حكم من نيقيه ممتلكات امتدت من البسفور حتى حدود الشام غير انه لم يكن لدولته اداره منظمه او حدود ثابته وانتقلت مدن اخرى الى حوزة امراء اتراك صغار اعترف بعضهم بسيادة سليمان واعترف الاغلبيه بسيادة ملكشاه ومن اهم هؤلاء الامراء بيت دانشمند الذى حاز قيصيريه وسيواس واماسيه ومنهم ايضا منجوشك امير ارزنجان وكلونيا على ان اخطر هؤلاء جميعا هو جكا المغامر الذى استولى على ازمير وساحل بحر ايجه.

الارمن بجبال طوروس

اتخذت هجرة الارمن شيئا من التنظيم والاهتمام البالغ اذ ان الامراء الارمن الذين جردهم البيزنطون من املاكهم من قبل حازوا فى مقابلها ضياعا فى قبادوقيا ولا سيما فى الجنوب صوب جبال طوروس وصحبهم الى تلك الجهات عدد كبير من حواشيهم.

ولما اشتدت غارات السلاجقه وغزواتهم غادروا موطنهم فى حشد متصل من الارمن فلحقوا بتلك المنازل الجديده حتى اضحى ما يقرب من نصف سكان ارمينيا فى حركه مستمره نحو الجنوب الغربى ودفعهم تغلغل الترك مره اخرى فى كبادوقيا الى جبال توروس وانتشروا فى وادى نهر الفرات الاوسط الذى لم يصل اليه الترك بعد..

على المناطق التى اخلاها الارمن من ارمينيا لم يغمرها الترك فحسب بل غمرها ايضا الكرد المسلمون القادمون من بلاد آشور وشمال غربى ايران.

خروج الارمن عن الامبراطوريه البيزنطيه

حدث ان اخر امراء اسرة بغراط الارمنيه لقى مصرعه سنه 1079 بناء على اوامر بيزنطه بعد ان ارتكب جريمه باغتيال رئيس اساقفه قيصريه وعندئذ خرج عن طاعه الامبراطور احد اقاربه واسمه روبين واستقر فى التلال الواقعه الى الشمال الغربى من قليقيه ، وفى ذلك الوقت تقريبا قام زعيم ارمنى اخر واسمه اوشين بن هيثوم اقام امارة تقع الى غرب الاماره السابقه وعلى مسافه غير بعيده منها . ولعب كل من ال روبين وال هيثوم دورا خاصا فى التاريخ فيما بعد غير انه فى الوقت الحالى طمس اسم روبين واوشين زعيم ارمنى اخر اسمه بهرام والذى اطلق الروم عليه لقب فيلاريتوس .

كان فلاريتوس يخدم الحكومه البيزنطيه اذ عينه الامبراطور رومانوس ديوجين حاكما على مرعش ولما هوى رومانوس رفض فلاريت الاعتراف بالامبراطور ميخائيل دوكاس واعلن استقلاله ، وفى اثناء الفوضى التى سادت حكم ميخائيل استولى فيلاريت على اهم مدن قليقيه امثال طرسوس والمصيصه وعين زربه ، وفى سنه 1077 انتزع احد اتباعه مدينه الرها من يد البيزنطين بعد ان حاصرها لمدة سته اشهر ، وفى سنه 1078 التمس سكان انطاكيه بعد ان لقى حاكمها الذى تولاها بعد اسحاق كومنين مصرعه من فلاريت ان يتولى امر الدينه وانقاذهامن الترك.

وامتدت بذلك ممتلكات فلاريت من طرسوس الى ما يلى الفرات من الاراضى واضحى كل من روبين واوشين من اتباعه ونظرا لان فلاريت يختلف فى مذهبه عن الارمن فهو ارثوذكسى لم يشأ ان ينفصل نهائيا عن الامبراطوريه فلما تم عزل ميخائيل عن العرش اعلن ولاءه للامبراطور نقفور بتنياس الذى ابقاه حاكماعلى ما فتحه من البلاد ، ومن الواضح ايضا انه اعترف بالامبراطور الكسيوس ولكنه التزم الحذر مما جعله يبذل الولاء لامراء حلب من المسلمين ايضا.

لم يكد الكسيوس يعتلى العرش حتى صار لزاما عليه ان يحدد اى الاعداء سيبدأ بقتاله اولا واذ قدر ان الترك لا يجرى ردهم بسهوله اذ يحتاجون الى جهد شاق وادرك ما قد يقع بينهم من الشجار والنزاع رأى انه من الضرورى ان يبدأ برد النرمان اولا على ان رد النرمان استغرق من الوقت ما يزيد على ما قدر له ..

ففى صيف 1081 حاصر دروازو روبرت جويسكارد وبصحيته زوجته سيجلجايتا وابنه الاكبر بوهمند ، وفى اكتوبر توجه الكسيوس على راس جيش يؤلف اهم فرقه من الانجليز الورنك لانقاذ حصن دوروازو واستخلاصه غير ان الانجليز لم يكونوا ندا للنرمان ، ومثلما حدث فى هاستنجر منذ 15 سنه حلت بالكسيوس هزيمه ساحقه وصمدت دوروازو طوال الشتاء غير انها لم تلبث ان سقطت فى يد النرمان فى فبراير سنه 1082 فتهيأ بذلك لروبرت جويسكارد ان يزحف فى الربيع نحو القسطنطينيه


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 06:36

الحرب المقدسه فى اسبانيا
المنصور

كان المسلمون فى القرن العاشر فى اسبانيا يشكلون خطرا على العالم المسيحى فما حازه المسيحيون من قبل من بلاد لم يلبث ان اضاعوه وفقدوه فى منتصف هذا القرن كان عبدالرحمن الثالث (الناصر) سيد شيه الجزيره بلا منازع واحدثت وفاته سنه 961 شيئا من الهدوء نظرا لما اشتهر به خليفته الحكم الثانى (المستنصر) من الميل الى الهدوء والمسالمه ولانصرافه الى قتال الفاطميين والادارسة فى المغرب على انه سيطر بعد وفاة الحكم سنه 972الوزير محمد بن ابى عامر المعروف بالمنصور الذى كان يميل الى القتال والجهاد وكانت مملكة ليون اهم مملكه مسيحية فى اسبانيا وقد تعرضت لهجمات المنصور ففى سنه 981 استولى المنصور على زامورا بجنوب مملكه ليون ، وفى سنه 996 نهب المنصور ليون ذاتها وفى السنه التاليه اشعل الحرائق فى كومبوستيلا (سانت يعقوب)التى تعتبر ثالث الاماكن المقدسه ومن المزارات بالعالم المسيحي بعد بيت المقدس وروما ومع ذلك حرص الامير على أن يحترم المزار ذاته.

وفى سنه 986 استولى المنصور على برشلونه وتراءى انه لا يلبث ان يعبر البرانس الا انه وافته منيته سنه 1002 ، واخذت قوة المسلمين فى التداعى بعد وفاة المنصور.

ومع هذا استطاع القراصنة المسلمون ان ينهبوا انتيباس سنه 1003 وبيزا سنه 1005 و1006 وناربون سنه 1020 غير ان الهجوم المنظم للمسلمين توقف يفجأءه وبذلك حان الوقت للمسيحين بان يقوموا بالهجوم المضاد.




قام بهذا الهجوم المضاد ملك نافار سانكو الثالث المعروف باسم سانكوالكبير ففى سنه 1014 حاول سانكو ان يؤلف عصبه من الامراء المسيحيين لقتال المسلمين واراد زميلاه ملكا ليون وقشتاله ان يساعداه ووجد فى سانكو - وليم دوق غسقونيا حليفا متحمسا اما روبرت ملك فرنسا فلم يستجب لدعوته غير ان هذه التحالفات لم تحقق شيئا ملموسا وفى تلك الاثناء حظى سانكو بحليف بالغ الاهمية.

ذلك ان دير كلونى الذى امتدت راسه اثنين من اساقفتة له 115 سنه وهمااوديلو من سنة 994 الى 1048 ثم خلفه على رئاسة الدير هيو الذى عاش حتى سنه 1109 اخذ يوجه اهتماما خاصا باسبانيا وحرص دير كلونى دائما على راحة الحجاج المتوجهين الى كومبوستيلا .

واشتدت سيطره دير كلونى على الكنيسه الاسبانيه زمن سانكو واخلافه ولم يسع الباباويه الى ان تقر كل محاوله لمد اطراف العالم المسيحي لاسبانيا وقد حلت البركات الكلونيه والباباويه بامير غسقونيه سانكو - ويليم حين انحاز الى سانكو ملك نافار لشن هجوم على امير سرقسطه.

وهذا التاييد الكلونى الباباوى شجع ريموند- برنجار امير برشلونه على المضى بدفع المسلمين صوب الجنوب.

الحرب المقدسه فى اسبانيا

كل ما نشب من حروب فى اسبانيا اخذت صفه الحرب المقدسه فلم يلبث الباباوات ان صار لهم يد فى توجيهها.

ففى سنه 1063 لقى راميرو الاول ملك اراجون مصرعه فى جرادوس حينما قام بهجوم على المسلمين فأثار موته خيال اوربا، فبادر البابا اسكندر الثانى الى ان يعد ببذل الغفران الى كل من قاتل من اجل الصليب فى اسبانيا وشرع البابا فى انشاء جيش من اجل مواصله عمل راميرو.

وقام ويلم مونتراى وهو جندى نرمانى بجمع الجنود من شمال ايطاليا لخدمة البابا وتولى بجمع العساكر شمال فرنسا ابلس كونت روسى شقيق فليشيا ملكه اراجون بجمع العساكر من شمال فرنسا على ان اضخم جيش ذالك الذى قام بجمعه جفرى كونت اكتانيا الذى تولى قياده الحمله ومع ذلك لم يتحقق شيئ يذكر فعلى الرغم من الاستيلاء على بلده باروبستر (بربشتر) والحصول على غنيمه وفيره فأن هذه البلده لم تلبث ان ضاعت من جديد غير ان الفرسان الفرنسيين اخذوا منذئذ يهرهون الى عبور جبال البرانس لمواصله هذا العمل.

ففى سنه 1073 اعد ابلس كونت روسى حمله جديده ودعا البابا جريجورى السابع كل امراء المسيحيه للانضمام اليها، فاعلن عند تذكيره ان مملكه اسبانيا تنتمى الى المقر المقدس وان المسيحيين سوف ينعمون بما يفتحونه من ايدى الكفار من الاراضى.

وفى سنه 1078 تولى هيو الاول دوق برجنديا قثياده جيش لمساعده صهره الفونسو السادس ملك قشتالة.

وفى سنه 1080 اعلن البابا جريجورى السابع تاييده الشخصى للحمله التى قادها جاى جفرى وجرت الامور على خير وجه وفى السنوات التاليه استولى القشتاليون على طليطله سنه 1085 .

ثم تلا ذلك حركة افاقه اسلاميه بعثها المرابطون ومنذ سنه 1087 اشتدت دعوة الفرسان المسيحيين الى القدوم الى اسبانيا لمقاومه المرابطين وبذل البابا ايربان الثانى المساعده عن طيب خاطر.

بل انه اخطر الحجاج المتوجهين الى فلسطين انه لخير لهم ان ينفقوا اموالهم فى اعمار المدن الاسبانيه التى نجت من تخريب المسلمين على ان الحملات الموجهه الى اسبانيا ظلت حتى القرن الحادى عشر تجتذب من الشمال الفرسان المسيحيين ولم تنتهى هذه الحملات الا بعد الاستيلاء على وشقه سنه 1096 وباروبستر سنه 1101.

وهكذا لم ينتهى القرن الحادى عشر الا واتخذت الحرب المقدسه الجانب العملى اذ ان الفرسان والعساكر المسيحيين لقوا التشجيع من قبل الكنيسه بأن يتوجهوا الى قتال الكفره وان ما يحوزونه من غنائم هو مكافأه على ما يؤدونه من خدمه ، وعلى الرغم من ان كبار الامراء نزعوا الى ان يبقوا بعيدا عن الحرب المقدسه فأن الفرسان الغربيين ابدوا استعدادهم الى الذهاب الى الحرب المقدسه فكان دافعهم دينى خالص من بعض الوجوه اذ انهم خجلوا من مواجهه بعضهم البعض وارادوا ان يحاربوا من اجل الصليب على ان الحرص على امتلاك الاراضى كان ايضا من الدوافع التى جعلت الامراء ولا سيما شمال فرنسا يقبلون على الاشتراك فى الحروب المقدسه نظرا لما رسخ بها الى نظام قصر الوراثه على الابن الاكبر.

اما الكنيسه فانها طربت لما حدث من تقدم الحركه واضطرادها وتوافرت الدواعى التى ادت الى استخدام هذه الحركه فى الطرف الشرقى من العالم المسيحى.


البابا اربان الثانى والدعوه الى الحرب المقدسه
لم تبلغ العلاقات بين العالم المسيحى فى الشرق والغرب من البرود مابلغته سنة 1087 اى السنه التى مات فيها جريجورى السابع فالامبراطور الشرقى قطعه من الكنيسه لانه اخذ يشجع النورمان صراحه على ان يهاجموا اخوانهم المسيحيين (البيزنطيين) فى نفس الوقت الذى كان الامبراطور البيزنطى يمد بالمساعدات عدو البابا الاساسى المتمثل فى ملك المانيا فاشتدت حده المراره والكراهيه من الجانبين غير انه لم يحدث وقت ذاك انشقاق فعلى فلا زالت البراعه السياسيه تعمل على وحدة العالم المسيحى ، وصادف الشرق فى الامبراطور الكسيوس سياسيا توافرت فيه المرونه والحكمه واخذ يظهر فى الغرب سياسى اخر من نفس الطراز..

ففى سنه 1042 ولد فى شاتيون سيرمارن اودو دى لاجيرى الذى ينتمى الى اسره نبيله ، تلقى تعليمه فى المدرسه الكتدرائيه فى ريمس .اقام اودو فى ريمس حتى صار قسا ثم رئيسا لشمامسه الكتدرائيه غير انه لم يقنع بذلك اذ قرر فجأه ان يلجأ الى دير كلونى ، وفى سنه 1070 اعترف بكفايته هيو رئيس الدير ثم تقرر نقله الى روما بعد ان امضى مدة وجيزة فى وظيفة مقدم الدير ، ولم يلبث اودو ان ترك بروما اثرا واضحا فعينه البابا جريجوريوس السابع كاردينالا واسقفا فى اوستيا ، ثم كان مندوبا للبابا بين سنتى 1082و 1085 فى فرنسا والمانيا ..

ولما عاد بقى ملازما لجريجورى التسع سنوات التاليه من باباويته ، ولما مات جريجورى تولى كرسى الباباويه بروماجيبرت المختصب واختار الكرادله الاوفياء ليحل مكانه رئيس دير مونتى كاسينوالمعروف بضعفه وتردده فاتخذ اسم فيكتور الثالث ، غير ان كاردينال اوستيا لم يقر الانتخاب واعلن ذلك صراحه ، ولم يحمل فيكتور له ضغينه بل إنه اوصى ان يكون البابا من بعده وهو على فراش الموت فى ستمبر سنه 1087 بان يختاروا خليفة له اودو دى لاجيرى غير ان مجلس الكرادله لم يجتمع الا فى تيرشينا سنه 1088 فاختاروه بابا باسم ايربان الثانى.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 06:38

ولى البابا ايربان الثانى ارثا شاقا فلا يطمئن الا فى المقام فى الاراضى النرمنديه الا ان النرمان كانو حلفاء انانيين لا يصح الوثوق بهم وكانت روما تحت حكم البابا المغتصب جيبرت ، وكان فى وسع ايربان ان يتوغل حتى ضواحى روما ولكنه ادرك ان هذا لا يحدث الا باراقة الدماء ولم يرض هو بذلك ، ولقى ايربان تاييدا فى اقصى الشمال من ماتيلدا صاحبة تسكانيا فى املاكها الشاسعه ، وفى سنه 1099 توطد مركز ماتيلدا بزواجها الساخر من امير المانى هو ولف دوق بافاريا وهو لم يبلغ نصف نصف عمرها غير ان عساكرها تعرض لهزيمه على يد هنرى الرابع ملك المانيا فى معركة تريبزونتاى وكان هنرى فى ذروة سلطانه ومجده . فتوجه البابا المغتصب فى سنة 1084 فاضحى سيد المانيا واحرز النصر فى شمال ايطاليا غير ان ايربان لم يبلغ مركزه ما يجعل سلطانه يفرض فى جهات بعيدة..

على ان ايربان دأب على العمل دون انقطاع واتبع فى ذلك الكياسه حتى اذا حلت سنة 1093 تغير كل شيئ واستطاع ان يدخل روما بدون سلاح وامضى عيد اليلاد بها ، وفى الخريف التالى استقر فى اللاتران واستطاع ان يضعف مركز الامبراطور هنرى الرابع وذلك بما حدث من تمرد ابنه كنراد عليه الذى شجعه ايربان..

ونظرا لما اشتهر به ايربان من المواهب فى الاداره والتنظيم استطاع ان يخضع لسيادته كل النظام الكنسى فى فرنسا موطنه الاصلى اما فى اسبانيافكان لنفوذه السياده العليا واخذت البلاد النائيه فى اوربا تعترف ريدا رويدا بسلطته الروحيه وامتنع ايربان عما اشتهر به البابا جريرجورى السابع من الدعاوى من اجل السياده الكنسيه (التقليد العلمانى - سأتناول هذا الموضوع شرحا فى موضع اخر ان شاء الله).. واظهر مع العلمانيين فى كل مكان من الصبر والتحمل ما تجاوز الحدود . ففى سنه 1095 اضحى ايربان السيد الروحى للعالم المسيحى الغربى بلا منازع.

البابا ايربان يوجه نظره تجاه الشرق :

فى تلك الاثناء وجه ايربان اهتمامه بالعالم المسيحى الشرقى ذالك انه لمامات روبرت جويسكارد صار اخوه روجر امير صقليه اقوى النرمان سلطة ونفوذا . ولم يجنح روجر الى انزال الاذى بالبيزنطيين وشرع ايربان فى اجراء مفاوضات مع البلاط البيزنطى وفى مجمع ملفى سنه 1089 اعلن البابا رفع قرار الحرمان عن الامبراطور البيزنطى الكسيوس كومنين وبالتالى رد الكسيوس بأن عقد فى نفس الشهر مجمعا فى القسطنطينيه حيث تبين ان اسم البابا لم يجر حذفه من السجل الكنسي بمقتضى قرار كنسي بل حدث ذالك نتيجه الاهمال فتقرر ضرورة اعادة قيد الاسم ، وقرر المجمع انه لم يكن ثمه مايدعو للتنازع بين الكنيستين كما اكد ان للكنائس اللاتينيه الحريه فى القسطنطينيه فى ان تسير وفق تقاليدها.. وفى سنة 1090 قامت سفاره من قبل الكسيوس بزيارة البابا ايربان الثانى وقد حملت رساله تنطوى على الصداقه الوديه.

مجمع بياكنزا:

فى اوائل سنه 1095 توجه الباقبا ايربان الثانى الى الشمال ودعا ممثلى كل الكنيسه الغربيه للاجتماع به فى اول مجمع كبير لباباويته وفى هذا المجمع الذى يعتبر محكمه اوربيه على اعلى المستويات ففيه دارت مناقشات حول ما ارتكبه فيلب ملك فرنسا من جريمة الزنا غير انه قرر الا يتخذ اى اجراء الا بعد زيارة ايربان لفرنسا .. كما قدم مبعوثون من قبل كنراد بن الامبراطور هنرى الرابع ليدبرو امر اجتماع كنراد بالبابا ايربان فى كريمونا.. كما قدمت ايضا زوجة هنرى الرابع الامبراطوره براكسيس الروسيه التى تنتمى الى البيت السكنداوى الذى يحكم كييف كيما تخطر البابا بما تتعرض له من اهانات من قبل زوجها الامبراطور.. ومن الزائيرين للمحكمه رسل من قبل الامبراطور الكسيوس اذ ان حربه مع الترك جرت على ما يحب ويهوى نظرا لان قوة السلاجقه اخذت تتداعى فلا يحتاج تحطيمها النهائى الا بضع حملات يجر توجيهها فى الوقت المناسب غير ان امبراطوريته لا زالت تفتقر الى الجند المدربين اذ كان اعتماد الكسيوس غالبا على الجنود الماجوريين من الاجانب وهى كالاتى :
1- كتائب مؤلفه من الجبناك ومن قبائل اخرى من الاستبس.
2- حرس الورنك الذى يزحر بكثير من الانجليز والسكسون المطرودين من انجلتره النرمنديه.
3- مجموعه من المغامرين القادمين من الغرب بشكل مؤقت ومن اشهرهم روبرت الاول امير الفلاندر الذى حارب الى جانب الكسيوس سنة 1095.

نرجع الى مجمع بياكنزا فقد قرر البابا دعوة الرسل البيزنطيين للتحدث الى الحاضرين ، وفى سبيل اقناع الحاضرين بأنه لجدير بهم ان يعملوا فى خدمة الامبراطور البيزنطى اشاروا بصفه خاصه الى المتاعب التى يتعرض لها المسيحيون فى الشرق مالم يتم طرد المسلمين.

تأثر الاساقفه والبابا بما اشار اليه ممثلو الامبراطور البيزنطى وفى اثناء رحيلهم الى كريمونا لاستقبال كنراد ليتلقى من يمين التبعيه واثناء اجتيازه ممرات الالب الى فرنسا اخذ ايربا يقدح زناد فكره لتديبر خطه اكثر شمولا وأعظم مجدا وتتمثل فيما هو معروف الحرب المقدسه.



الدعوة الى الحرب الصليبية

قدم البابا ايربان الثانى الى فرنسا فى اواخر صيف سنة 1095 فكان فى فالنس فى اغسطس وبلغ لى بويه ، ومن لى بويه بعث برسائل الى اساقفه فرنسا والبلاد المجاوره يطلب اليهم الاحتماع به فى كلير مونت فى نوفمبر ، وفى تلك الاثناء توجه نحو الجنوب ليمضى شهر سبتمبر فى افينيون وسانت جيل فى بروفانس ، وفى اوائل اكتوبر جاء الى ليون ومنها الى برجنديا ثم الى دير كلونى واجتمع به فى هذا الموضع اسقف كليرمونت كيما يصحبه الى مقر اسقفيته استعدادا للمجمع.

مجمع كليرمونت :

انقعد هذا المجمع فى الفتره الواقعه بين 18 نوفمبر الى 28 من نفس الشهر وشهده نحو ثلاثمائه من رجال الدين واتخذت فى هذا المجمع بعض القرارات ضد التقليد العلمانى والسمعانيه وزواج القسس.. كما جرى قطع فيلب ملك فرنسا من الكنيسه نظرا لما اتهم به من جريمه الزنا ، غير ان البابا اراد ان يستخدم هذه الفرصه لما هو ابعد واهم من ذلك الغرض . اذ شاع انه سوف يعقد جلسه علنيه فى يوم الثلاثاء 27 نوفمبر ليلقى باعلان هام على جموع القس والعلمانيين التى احتشدت بلغت من الضخامه ان الكتدرائيه التى انعقد بها المجمع لم تتسع لهم فتقرر اقامه الكرسى الباباوى على منصه مرتفعه تطل على الفضاء خارج الباب الشرقى للمدينه فلما اكتمل اجتماع الجماهير نهض ايربان ليخاطبهم.

ملخص الخطاب :

استهل ايربان خطابه باخطار السامعيين بضروره بذل المساعده لإخوانهم المسيحيين فى الشرق فالعالم المسيحى فى الشرق التمس منه المساعده لان الترك امضوا فى زحفهم الى جوف البلاد المسيحيه واخذوا يسيؤن معامله السكان ويدمرون اضرحتهم ومشاهدهم ، واكد ما لبيت المقدس من قداسه ووصف ما يعانيه الحجاج بصفه خاصه اثناء سفرهم من العذاب ، وبعد ان وصف الصوره القاتمه اطلق نداءه الشهير "فلينطلق المسيحيون بالغرب لنجدة الشرق، ينبغى ان يسير الاغنياء والفقراء سواء ، ينبغى ان يكفوا عن قتال احدهم الاخر وان يباشروا عوضا عن ذلك القتال الحق ، ومن يلق مصرعه فى المعركه تحلل ذنوبه وغفر الله اخطاءه فالحياه هنا اضحت صعبه وتعيسه مليئه بالشرور بعد ان اضنى الناس انفسهم فى تدمير اجسادهم وارواحهم واستبد بهم هنا الفقر والبأس ، وسوف ينعمون هناك بالسعادة والرخاء ويكونوا اصدقاء اوفياء لله ، فلا ينبغى التمهل والارجاء فليستعدوا فى المسير عند حلول الصيف وليكن الله هاديهم ".

تحدث ايربان بحماس بكل ما اتصف به الخطيب من براعة ، وكانت الاستجابة سريعة وقوية إذ تخلل الخطاب هتافات الحاضرين ( هكذا أراد الله ) ..

ولم يكد البابا ينتهى من مجلسه حتى نهض اسقف لى بويه ، وركع امام عرش البابا والتمس منه ان يلحق بالحمله المقدسه وتزاحم مئات من الحاضرين لينتهجوا مثاله. ثم ركع الكاردينال جريجورى على ركبتيه وأخذ يتلو بصوت جهورى الاعتراف فيردد وراءه الجموع ، فلماانتهى نهض ايربان مره اخرى وتلا التحلل مره ثانيه ، وامر سامعيه بالانصراف الى بلادهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 06:42

قوانين الحرب الصليبيه
فاق الحماس كل ما توقعه ايربان. فما وضعه من خطط لتوجيه الحمله لم تكتمل بعد. ولم يشهد مجمع كليرمونت احدا من كبار السادة العلمانيين (الامراء). فكل الذين احتشدوا بالمجمع كانوا من الفقراء والوضعاء ، وكان لا بد لايربان ان يحظى بتأييد قوى من العلمانيين ، وفى الوقت ذاته اجتمع ايربان مرة اخرى باساقفته للقيام بمشاورات اخرى فقد اصدر المجمع بناء على طلب ايربان قرارا ببذل التحلل من العقوبات الدنيويه عن الذنوب التى ارتكبها من اشترك بنيه خالصه فى الحرب المقدسة.

وأضيف الى ذلك ان كل امتلكه المشاركون فى الحرب المقدسه من متاع الدنيا سوف يكون تحت حماية الكنيسه اثناء تغيبهم فى الحرب ، ويعتبر الاسقف المحلى مسئول عن سلامته ، و ينبغى ان يرده كاملا حين يعود المحارب الى وطنه .

وينبغى على كل مشارك فى الحمله ان يحمل علامة الصليب رمز التضحيه والوفاء ، و لابد ان يجعل على سترته صليبا من نسيج احمر اللون وكل من اتخذ الصليب ، لا بد ان يفى بالوعد بالمسير الى بيت المقدس ، فأذا تبادر بالروجع عن فكره او لم يتوجه فى الحمله تعرض للقطع من الكنيسه ، ولا ينبغى لرجال الدين ان يتخذوا الصليب الا باذن الاسقف ورئيس الدير ، و ينبغى الا يشترك فى الحمله المتقدمون فى العمر او المرضى ، ولا ينبغى لاحد ان يسير الا بعد استشارة مستشاره الروحى .. لم تكن الحرب من اجل الفتح فكل ما يجرى الاستيلاء عليه من يد المسلمين من المدن لا بد لكنائس الشرق ان تسترد ما لها من حقوق واملاك..

وينبغى ان يتجهز كل فرد لمغادرة وطنه فى عيد العذراء (15 اغسطس) وفى السنه التاليه بعد ان يتم جمع المحصول .. وينبغى ان تلتقى الجيوش فى القسطنطينية.

ثم تقرر انه لابد من تعيين قائد للحمله . اراد ايربان بذالك ان يوضح انه لابد للحمله ان تخضع لاشراف الكنيسه فينبغى ان يتولى قيادتها احد رجال الكنيسه وليكن مندوبه اتخذ المجمع قرارا ان يكون اسقف لى بويه قائدا للحملة.

ينتمى ادهيمر لى مونتيل الى اسرة كونتات فالنتينو . كان وقت ذلك فى ربيع العمر ادى منذ تسع سنوات فريضة الحج الى بيت المقدس ، ولم يفز بالقيادة الا لانه اول من استجاب الى دعوة ايربان.

على ان تنصيبه قائدا كان قرارا صائبا فقد كان دبلوماسى ماهر نافذ البصيرة هادئ الطبع شديد الرفق يسعى للاقناع لا لفرض رأيه غير انه لم يتوفر له من الحزم والصلابه ما يكفى لضبط السادة الاعيان المشتركين فى الحمله الذين من المفروض ان يخضعوا لاوامره.

اعدادات الحرب والقادة:

كان ريموند كونت تولوز اول من طلب من الساده الامراء الاشتراك فى الحمله ففى اول ديسمبر بينما كان ايربان بينما كان ايربان لا يزال مقيما فى كليرمونت قدمت الرسل فأنهت اليه ان كونت تولوز وطائفه كبيره من النبلاء يحرصون على ان يضعوا الصليب..

واذا كان ريموند فى تولوز لم يسمع باخبار ما جرى القاءه فى كليرمونت فأنه علم بها من قبل ، ولما كان اول المجيبن توقع ان تكون له القياده على جميع العلمانيين واحب ان يكون ادهيمر له كما كان هارون لموسى على ان ايربان لم يقر هذا الزعم ، ومع ذلك لم يتخل ريموند عنه مطلقا وفى الوقت ذاته وطن ريموند نفسه للتعاون مع ادهيمر بخلاص.

غادر ايربان كليرمونت فى 20 ديسمبر وتوجه صوب الشمال الى وادى اللوار فعقد مجمعا فى تور وحث المصلين على ان يمضوا الى الحرب المقدسه.. وفى اغسطس عبر ايربان الالب الى لومبارديا ثم الى روما.

وفى سنة 1095 كتب البابا من ليموج الى جميع المؤمنين فى الفلاندر يطلب اليهم الرجوع الى قرارات كليرمونت ويسألهم التأييد ، وفى يوليو بينما كان ايربان فى نيم تلقى رساله من الملك فيليب يعلن اذعانه المطلق لما تقرر بشأن جريمة الزنا التى ارتكبها ، والراجح انه اشار الى انضمام اخوه هيوفرماندوا الى الحمله..

والراجح ان البابا بناء على نصيحة ريموند قرر انه لابد من مساعده قوة بحريه كيما يتحقق تموين الحمله ، فتوجه مندوبان باباويان الى جمهورية جنوة يطلبان منها التعاون ، ووافقت الجمهوريه على تقديم اثنى عشر سفينه نقل ولكنها ارجأت ارسال السفن حتى تعلم اذا كانت الحرب الصليبيه حركه جاده فلم يقلع الاسطول من جنوه الا فى 1097 ، وفى تلك الاثناء اتخذ الصليب كثير من الجنويين..

ولما عاد البابا الى ايطاليا كان مطمئنا الى ما يصادف خطته من نجاح اذ ان نداءاته حرص الناس على الاذعان لها فبادر اتخاذ الصليب جميع الناس من اقصى الجهات من اسكتلانده ودانيمرقه الى اسبانيا، واشترك فى الحرب عدد غير قليل من الامراء وكبار النبلاء فالى جانب ريموند كونت تولوز وهيو كونت فرماندو تجهز للخروج مع الحمله روبرت كونت فلاندر وروبرت دوق نرمنديا وصهره استفن كونت بلو.

ومن الامور الجديرة بالملاحظة انه اشترك بالحمله رجال اشتدت صلتهم بالامبراطور الالمانى هنرى الرابع المعروف بعداوته للباباويه



ومن الجدير بالملاحظة ان انحاز الى الحمله رجال اشتدت صلتهم بالامبراطور الالمانى هنرى الرابع ، ومن اشهر هؤلاء الرجال جودفرى دوق اللورين الادنى الذى اتخذ الصليب مع اخويه يوستاس كونت بلونيا وبلدوين ، والتف حول هؤلاء القادة الكثير من صغار النبلاء وعدد قليل من كبار رجال الكنيسه مثل اسقف بايو.

ولقى ايربان فى ايطاليا من الحماس ما لا يقل شده عمالقيه فى بقية الجهات ففى سبتمبر كتب ايربان الى مدينة بولونيايشكرهم على حماسهم المتأجج ويحذرهم الا يرتحلوا الى الشرق الا بعد موافقة قسسهم ولا ينبغى لمن تزوج حديثاان يتوجه الى الشرق الا بموفقة زوجته ، وفى تلك الاثناء وصلت انباء الحمله الى جنوب ايطاليا فلقيت حماساً شديداً جدا بين النورمان على ان الامراء النورمان ترددوا اول الامر غير ان بوهيموند بن جويسكارد وأمير تارنتو الذى اوقف مطامعه فى ايطاليا اخوه روجر بورصه وعمه روجر صاحب صقليه لم يلبث ان ادرك ما قد تهيؤه الحمله الصليبيه من فرص فاختذ الصليب مع عدد من اصدقائه وترتب على ذالك ان انضم عدد كبير من النورمان الى الحمله الصليبيه

بطرس الناسك

طلب البابا الى اسقفته ان يبشروا الحمله الصليبيه غير ان اشد التبشير تأثيرا كان ما قام به الرهبان ورجال الدين امثال روبرت اربرسيل الذى انشأ طائفة فونتيفرول بل اشد من ذلك ما قام به الرهب المعروف باسم بطرس.

كان بطرس طاعنا فى السن ، ولد بمكان قرب اميان ، والراجح ان حاول منذ سنوات ان يؤدى الحج الى بيت المقدس غير انه تعرض للاذى من الترك فأرغموه على العودة دون ان يؤدى مناسك الحج .

كان بطرس قصير القامه داكن اللون ذا وجه طويل نحيل اشبه ما يكون فى قبحه بالحمار الذى يمتطيه والذى لقى من التبجيل والتكريم مثل ما لقى بطرس .

درج بطرس على ان يسير حافى القدمين وأن يرتدى ملابس رثة.. وعلى الرغم من حقارة منظرة فأنه كان يدخر من القوه ما كان يثير الرجال .. وعلى الرغم من أن بطرس لم يشهد مجمع كليرمونت فأنه لم تكد تنتهى سنه 1095 حتى اخذ يبشر بالحرب الصليبيه.

بدأ رحلته من برى ، وفى فبراير ومارس اجتاز اورليانيه وشمبانياالى اللورين ومنهاالى مدن الميز وآخن الى كلن وحشد من مريديه من انفذهم الى المناطق التى لم يكن بوسعه الدخول اليها ، ومن هؤلاء المريدين ووالتر المفلس ورينالد برايس وجفرى بوريل ، وأينما توجه بطرس ونوابه غادر الرجال والنساء دورهم كيما يتبعوه ، فلم يكد يبلغ كولونيا حتى بلغ عدد اتباعه 15 الف شخص وازدادوا عددا بمن انحاز اليهم من المانيا.

وما أحرزه بطرس من نجاح يرجع الى اسباب منها:ان حياة الفلاح فى شمال غرب اوربا كانت قاسيه ولم تكن بنجوه من الخطر واخلى من الزراعه جانب كبير من الاراضى بسبب غزوات المتبربرين والشمالين وتحطمت الجسور الخ..... هذا الى جانب ما حصل فى السنوات الاخيرة من من فيضانات وأوبئة سنه 1094 وتلاها سنه 1095 الجفاف والمجاعة ، وفى سنة 1095 ادى تساقط الشهب الى هجرة عدد كبير من الناس.

الرؤى والتنبؤات واثرها فى الحماس

يضاف الى الاغراء الاقتصادى تعاليم الرؤى والتنبؤات اذ ان العصر كان عصر الرؤى . وظن الناس ان بطرس كان يعلم الغيب ، وأعتقد رجل العصور الوسطى ان القيامة الثانيه اضحت وشيكة الوقوع فينبغى ان يستغفر طالما هناك فسحة فى الوقت ، وينبغى ان يمضى لعمل الخير ، ومن تعاليم الكنيسه انه يصح التكفير عن الذنوب بتأدية الحج .

وتشير النبؤات ان الى انه ينبغى ان تعود الارض المقدسه الى المسيحيه قبل عودة المسيح للمرة الثانيه يضاف الى ذلك انه لم يكن بوسع العقول القاصرة ان تفرق تماما بين اورشليم وبيت المقدس الجديدة فأعتقد كثير من السامعين فيما وعدهم بطرس من انه سوف يخرجهم من حيلة البؤس الى الارض التى تفيض عسلا ولبنا والتى تحدثت عنها الاناجيل.

غير انه الحماس الزائد الذى تجاوز الحد جعل ينتشر فى ارجاء ايطاليا فأخذ يتدفق على الشرق طوال الصيف سنة 1096 من حين لأخر سيل من الحجاج لم يتول احد قيادته ولم يجمعهم نظام.

ولا شك ان البابا كان يامل ان يصل هؤلاء الحجاج واتباع بطرس سالمين الى القسطنطينيه وان ينتظروا حتى يأتى المندوب الباباوى والقادة العسكريون فيدخلونهم فى صفوف الجيش المسيحي الكبير.

ومااصر عليه ايربان من اجتماع الجيوش المسيحيه فى القسطنطينيه انما يدل على ثقته فى ان الكسيوس سوف يرحب بهم.

ذلك ان بيزنطه طلبت من الغرب ارسال العساكر وهاهم قد استجابوا لدعوتها لا على انهم عساكر مأجوره متفرقه قليلة العدد بل جاءوا فى جيوش كاملة قويه.. فلما بلغت القسطنطينيه انباء الحركة الصليبيه أثارت الشعور بالقلق والحذر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 06:44

تدابير الأمبراطور الكسيوس لاستقبال جيوش الصليبيين

في سنة 1096 نعمت الامبراطورية البيزنطية بفترة نادرة من الراحة لم تتجاوز بضعة شهور. اذ ان الامبراطور الكسيوس انزل اخيرا هزيمة حاسمة بما قام به الكومان من غارة علي شبه جزيرة البلقان ، ولم تحاول بعدها قبائل البرارى المتبربرة ان تجتاز الحدود . وأخذت الامبراطورية السلجوقية تتجزأ بأسيا الصغرى وذلك بفضل ما نشب بها من حروب اهلية التى شجعتها الدبلوماسية البيزنطية ، ولم يلبث الكسيوس ان راوده الامل في مهاجمتها الا انه اراد ان يختار الزمن المناسب فلا زال في حاجة الى فسحة من الوقت كيما يصلح موارده المستنفذه ؛ واذ ازعجه امر القوة الضاربه عنده احب ان يحصل علي عساكر مأجورة من الغرب ، ولا شك في انه كان يأمل ان يظفر مبعوثوه بأيطاليا بالنجاح في نجنيد العساكر . على انه علم اخيرا ان جيوشا بأكملها من الفرنج تشق طريقها اليه بدلا من الفرسان الفرادى والجماعات الصغيرة التى توقع انحيازها الى قواته..

الا انه لم يفرح لذلك لأنه يعلم ان الفرنج عنصر متقلب الاهواء متعطش للحصول علي المال ولا يحفل بالوفاء بما يعقده من اتفاقات ، وعلي الرغم من شدتهم في الهجوم الا ان هذه الشدة ليست في بعد الاحوال من المزاياالطيبة ، وأنزعج البلاط البيزنطى لما علم علي حد قول الاميرة انه كومنين ( أن الغرب بأسره وكل القبائل المتبربرة من وراء الادرياتى وحتى اعمدة هرقل اخذوا يتحركون كتلة واحدة مجتازين اوربا نحو آسيا وجلبوا معهم اسراتهم ).

ولم يكن الامبراطور وحده هو من انزعج لذلك بل شاركه في ذلك افراد رعيته . وكان ذلك طيرة منذرة( بأن ارجالا ضخمة من الجراد تجتاح اوربا فلا تمس الحبوب وانما تلتهم الكروم) ، وفسر المنجمون ذلك بناء علي اشارة من السلطات الحكومية حتى لا يذيع اليأس بين الناس بان الفرنج لن يتعرضوا لأذى للمسيحيين الاخيار الذين رمز لهم بالقمح خبز الحياة (الحبوب) وسوف يحطمون المسلمين وهم قوم جرى تشبيه شهوانيتهم بالكروم .

والواضح ان ما قدمته انَه من تفسير يشوبه بعض الريبة غير أن تشبيه الفرنج بالجراد أمر بالغ الوضوح.

شرع الامبراطور الكسيوس يعد في هدوء تدابيره اللازمة لمنعهم من تخريب القرى وسلب السكان ونهبهم . فأمر الامبراطور بتوفير المؤن في كل المواقع الاساسية التي يجتازها الجيوش ، وتقرر ان تتولى قوة من الشرطة استقبال كل سرية وكتيبة عند دخولهاالى الامبراطورية واصطحابهاالى القسطنطينية ، والمعروف ان طريقين رئيسيين يجتازان شبه جزيرة البلقان:
1- الطريق الشمالى الذى يعبر الحدود عند بلغراد ويتجه صوب الجنوب الشرقي الى نيش وصوفيه وفليوبليس وادرنه.
2- المعروف بأسم اجناتيا والذى يبدأ من دوروازو فيجتاز اوكريد واديسا(فودينيا) الى سالونيك ثم الى موزينو بوليس وسليمبريا الى العاصمة.

تلقى الكسيوس من ايطاليا انباء عن الحملة الصليبية ولذا توقع ان جيوش الفرنج سوف تعبر بحر الادرياتى وتسلك طريق اجناتيا فبعث بالمؤن الى دورازو وما بينها وبين القسطنطينة من مدن وتلق حاكم دوروازو يوحنا كومنين ابن اخ الامبراطور من التعليمات ما يقضي الترحيب بقادة الفرنج، وأن يتأكد ان الشرطة العسكرية تتولى طوال الوقت مراقبتهم وضبط جيوشهم وتقرر ان ينفذ من القسطنطينية مبعوثون ساميون لتحية كل قائد على حدة، وفي تلك الاثناء توجه القائد البحري نقولا مافر كاتاكلون باسطوله الى البحر الادرياتي ليراقب الشواطئ ويبعث الانذارات كلما اقترب الحمالات التي تنقل الفرنج.

أما الامبراطور فبقي بالقسنطينية ينتظر ورود الانباء الجديدة ، ولم علم ان البابا حدد يوم 15 اغسطس لرحيل الحملة لم يتعجل في انجاز استعداداته. الا انه حدث فجأة في اواخر مايو 1096 أن قدم من الشمال رسول يذكر ان جيشا للفرنج اجتاز بلاد المجر ونفذ الى الامبراطورية عند بلغراد .

رحلةالصليبين الى القسطنطينيه



وصل بطرس الناسك مع اتباعه من كلونيا في يوم السبت &é ابريل سنة 1096 . وهناك أخد بطرس يدرك ما سوف يوجهه من متاعب وعقبات في حملة الشعوب . فالجموع الضخمة من اخلاط المتحمسين الدين احتشدوا سويا تألفغت من اناس من جهات متعددة أجناس مختلفة وطبقات مختلفة فمنهم من صحب زوجاتهم بل بعضهم احضر اطفالهم على أن معظمهم كانو من الفلاحين ومع >لك كان بينهم جماعة من سكان المدن وأنس من صغار النبلاء ومنهم من كانو قطاع طرق ومجرمين ولم تكن تجمع بين هؤلاء رابطة سوى الحماس الديني أد تخلو عن كل شيئ واتبعو بطرس


واراد بطرس ان يستفيد من وجوده في مدينة كلونيا ليدعو الالمان الى الاشتراك في الحملة الصليبية وصادفت دعوة بطرس نجاحا كبيرا فمن الالمان ال>ين لبوا دعوته عدد كبير من صغار النبلاء يتزعمهم هيو كنت تبنجن وهنرى كونت شفارتزنبرج ووالتر كونت تيك وابناء كونت تسمر الثلاثة والتر المفلس


استبد القلق بالفرنسيين اد قرر والتر الملفلس انه لن يتخلف في مدينة كولونيا بل لم يكد عيد القيامة ينتهى حتى غادر والتر المدينة في الف من مواطنيه بينما اتخد طريقه الى بلاد المجر فلما وصل الى الحدود المجرية استأدن الى كولومان ملك المجر فى عبور مملكته ويطلب منه المساعدة بأن يتيسر لرجاله الحصول على المؤن وبرهن كولومان على مودته وصداقته فأجتاز جيش واللتر لادب المجر دوتن ان يقع حادث وعند نهاية >الك الشهر وصل الجيش الى سملن على الجانب الاخر من حدود المجر فعبر نهر الساف عند بلغراد الى الاراضى البيزنطية

على ان القائد العسكرى في بلغراد اخدته المفاجأة ا> لم يقتضى تعليمات بالتصرف نحو هدا الغزو نظرا لان البيزنطيين كما دكرنا قبل دالك لم يكنو يتوقعوا مجيئ الصليبيين من هدا الطريق .



فبادر بأن يبعث الى حاكم اقليم بلغاريا في نيش يخطره بوصول والتر المفلس وهدا الحاكم اسمه نيكيتاس ولقد اشتهر بالامانه في عمله برغم انه لم يكن من الموظفين النابهين لم يتلق ايضا تعليمات بهدا الشأن فأنفد رسولا الى القسطنطينية نقل اليها في سرعة فائقة ما زاع من انباء
وفي تلك الاثناء طلب والتر المفلس وهو بمدينة بلغراد الؤن لاتباعه .


ولما لم يتم جمع المحصولات بعد حتى وقت دالك ولم يكن لدى الحاميه من المؤن ما تستطيع الاستغناء عنه أخد والتر واتباعه بنهبون القرى . اد اثاره ما حدث فى سملن من قبل حيث حاول ستة عشر من الجنود الدين لم يجتازو النهر مع رفاقهم ان ينهبوا احدى الاسواق فألقى المجريون اللقبض عليهم وجردوهم من ملابسهم واسلحتهم وعلقوهم على ابواب سملن تحزيرا لهم ثم ارسلوهم الى بلغراد عراة ولما وقع النهب حول بلغراد لجاء القائد العسكرى المجرى الى استخدام السلاح فلقى عدد كبير من رجال والتر مصرعهم وأحترق الاخرون احياء في الكنيسة
وأستطاع زالتر في اخر الامر ان يمضي سيره الى مدينة نيش فأحسن حاكمها نيكيتاس استقباله وأمده بالمؤن واحتجزه في نيش حتى يصل الرد من القسطنطينية اما الامبراطور البيزنطى الدى اعتقد ان الحملة سوف لا تغادر الغرب الا بعد عيد العدراء فأنه اضطر الى التعجيل بأنجاز استعداداته . وتلى نيكيتاس طلبا من الامبراطور ان يرسل والتر المفلس برفقة الحرس وفي صحبة الحرس واصل التر المفلس ومن تبقى من جنوده مسيرهم في سلام وهدوء وفى منتصف الشهر اضحو في القسطنطينية ولابد ان نيكيتاس حاكم بلغراد علم من والتر ان بطرس الناسك يتبع اثره في جموع ضخمة ولدالك تحرك الى بلغراد للقائه ةللاتصال بحاكم سملن المجرى لكى لا يتقرر ما حدث سابقا

غادر بطرس مدينة كولونيا في 20ابريل ستة 1096 ودالك بعد ان سخر الالمان من دعوته اول الامر غير ان الوفا عديدة لم تلبث ان انضمت اليه والراجح ان عدد اتباعه من الرجال والنساء قارب العشرين الفا واتحذ بطرس الطريق المالوف الذى يحاذى نهر الراين والذى يؤدى الى نهر الدانوب فلما وصل بطرس الى نهر الدانوب عزم جماعة من جنوده على اتخاذ السفن في الدانوب غير ان بطرس ومعظم جيشه سلكو الطريق البرى فدخلوا الى المجر عند اودينرج وامتطى بطرس حماره وركب الفرسان الالمان خيولهم بينما حملت العربات ما جمعه للرحله من المؤن والاموال
استقبل كولومان ملك المجر بطرس بما سبق ان استقبل به والتر المفلس من الاكرام والعطف غير انه حذر بطرس وجنوده ان كل محاولة من النهب سوف يلقى مرتكبوها جزاء رادعا وتحرك الجمع فى هدوء مجتازين المجر وفي يوم 20 يونية بلغ الجمع سملن . وأخذت المتاعب في الظهور عند سملن . غير ان ما حدث يكتنمفه الغموض . فيبدو ان حاكم سملن الذى ينتمى الى اصل تركى من الغز ارتاع لضخامة هذا الجمع فحاول ان يشدد الحراسة على الجمع بوافقة زميله على الجانب الاخر من الحدود .


ارتابت جموع بطرس في ذالك اذ ترامى اليهم ما زاع من شائعات عما حل برجال والتر من العذاب وخشوا ان الحاكمين يتأمران ضدهما وارتاعو لمنظر اسلحة اصحاب والتر التى لا زالت معلقة على جدران سملن وكادت الامور تسير على احسن وجه لولا ان وقع سجار بسيط بسبب شراء ح>ا فأدى الى شغب لم يلبث ان تحول الى معركة دموية . والراجح ان رجال بطرس بقيادة جفرى بوريل هاجموا على غير ارادته مدينة سملن واستولوا على قلعتها ولقى اربعة الاف مجرى مصرعهم ووقع في ايدى رجال بطرس مقدار كبير من المؤن ثم بادر الجنود الى اجتياز نهر الساف الى الحدود البيزنطية خوفا من انتقام المجريين
انتزع جنود بطرس كل ما استطاعو من اخشاب كيما يصنعوا قوارب . وشدد نيكيتاس مراقبتهم في بلغراد فحاول ان يشرف على عبورهم النهر وأن يجبرهم على ان يستخدموا في عبورهم مخاضه واحدة
وتألف معظم جيش نيكيتاس من البجناك المأجوريين الذين يبذلون له الطاعة العمياء فتقرر ارسالهم على سفن لمنع جنود بطرس من العبور الا من الموقع المتفق عليه ونظرا لانه لم يكن لنيكيتاس من الجند ما يكفى لمواجهة الحشود الضخمة تراجع الى نيش حيث يقع مقر القيادة الحربية للاقليم وعند ارتحاله هجر سكان بلجراد المدينة الى الجبال
وفى 26 يونية شق جيش بطرس طريقه عبر نهر الساف ولما احول البجناك الزامهم بالعبور فى موضع واحد تعرضوا للهجوم فغرق في النهر عدد من السفن ووقع في الاسر كل من كان في تلك السفن من الجند فتقرر قتلهم ودخل الجند بلغراد واشعلوا النار فيها بعد ان نهبوبها ثم واصل الصليبيون سيرهم مجتازين الغابات لدة سبع ايام وفى الثالث من يوليه وصلوا الى نيش وهناك بادر بطرس بأن يبعث الى نيكيتاس يطلب المؤنة .




واخطر نيكيتاس الامبراطور بقدوم بطرس وأخذ ينتظر الموظفين الامبراطوريين والحرس العسكرى اللازمين لحراسة جنود الغرب. فتوفر له في نيش حامية ضخمة وعززها هو بما جنده محليا من البجناك والمجريين المأجورين غير ان نيكيتاس لم يكن في غنى عن احد جنوده لمرافقة بطرس وحراسته الا بعد ان يلتقى بالجنود القادمين من القسطنطينيه للقيام بهذا الغرض
على انه من ناحية اخرى يعتبر من الامور الخطيرة والتى لم تكن عملية أن يتهيأ جيش بالغ الضخامة البقاء في نيش زمنا طويلا ولذا تقرر مطالبة بطرس بأن يقدم الرهائن حتى يتم جمع ما يلزم من لرجاله من المؤن ثم يبادر بالمضى الى سيره
وسارت الامور فى اول الامر علي خير ما يرام فتقرر تسليم جفري بوريل وويليم بارتيل على انهما رهائن . ولم يكت السكان في نيش بأن يسمحوا للصليبين ان يصيبوا ما يحتاجون من المؤن بل بذلوا الاحسان والصدقات للحجاج الفقراء بل ان بعدهم طالب الانضمام الى الحجاج
وفي صبيحة اليوم التالى استأنف الصليبيون مسيرهم الى مدينة صوفيه وبينما هم يغادرون المدينة عمدت طائفة من الالمان الى اشعال الحراق ببعض الطواحين المقامة على النهر وكانوا في الليلة السالبقه لهذه اقاموا شجارا مع احد سكان المدينة . ولم سمع نيكيتاس الخبر ارسل الجنتود فهاجموا مؤخرة الجيش الصليبي فوقع في ايديهم بعض الاسرى الذين اتخذهم نيكيتاس رهائن . اما بطرس الذى يمتطى حماره فقد سبق الجيش الصليبي بنحو ميل ولم يعلم شيئا عما حدث الا بعد ان اسرع اليه من المؤخرة رجل اسمه لامبيرت فأخبره بما وقع . فأسرع بطرس الى المؤخرة ليتفاوض مع نيكيتاس في شأن الاسرى وبينما كانا مجتمعين ترددت بين الجيش شائعات عن وقوع القتال والخيانة . وعندئذ انطلقت جماعة من المتهورين فهاجمت اسوار المدينة فردتهم حاميتها علي اعقابهم ، وقامت بهجوم مضاد وبينما كان بطرس يحاول الاتصال بنيكيتاس لكبح جماع الجند اصرت طائفة اخرى من الصليبيين علي القيام بهجوم جديد . فأطلق نيكيتاس لجنوده العنان لمهاجمة جند الصليبيين فأنزلو بهم هزيمة ساحقة وتفرقو في سائر الجهات ولقى عدد كبير منهم مصرعهم ووقع في الاسر الكثير من النساء والرجال والاطفال فأمضو ما تبقى في حياتهم في الاسر في الجهات المجاورة .



من الاشياء التى ضاعت اثناء القتال ما كان لبطرس من خزانة المال . وفر الى الجبال كل من بطرس ورينالد برايس والتر بريتيل مع نحو من خمسمائة رجل بعد ان اعتقدوا انه لم ينج من القتل احد سواهم غير انه الحق بهم في اليوم الثانى سبعة الاف من الرجال فمضوا الى صوفية حيث استقبلهم الحرس الامبراطورى المرسل اليهم ومنذئذ مضت الرحله في هدوء وسلاماذ اظهر السكان المحليون لهم الود والصداقة وبلغ التأثر من البيزينطيين عند سماع اخبار ما تعرضوا له من عذاب اثناء الرحلة انهم بذلوا لهم الاموال والخيول والبغال عن طيب خاطر وبعد يومين قدمت رسل اخرى من قبل الامبراطور لتؤدى التحية الى بطرس الناسك خارج مدينة ادرنة ، وكان لابد من العفو عنما ارتكبته الحمله من جرائم بعد ان نزل بها العقاب الكافي وبكى بطرس فرحا لما اظهره الحاكم الكبير (الامبراطور) من العطف ولما اسداه من معروفلهم
[/size]


عدل سابقا من قبل zezooo في الثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 07:08 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 06:52

وصل بطرس الى القسطنطينية في اول اغسطس وكان الامبراطور حريصا على لقائه وأدرك الامبراطور بما له من خبره وتجربه أن هذا الجمع الصليبي ليس مما يثير الخوف في القلوب وخشى انه اذا عبر هذا الجمع الى اسيا الصغرى ان الاتراك المسلمون سيدمرونه تدميرا سريعا . غير انه ماساد هذه الجمع من قلة نظام واضطراب دعا الامبراطور الى المبادرة بأجلائهم الى الجهات المجاورة للقسطنطينية نظرا لما ارتكبه جنود الغرب من سرقات لا حد لها . اذ اقتحمو القصور والدور الواقعة في ضواحي العاصمة بل انهم سرقو الرصاص من سقوف الكنائس . ومع دخولهم الى مدينة القسطنطينية كان مقيدا كل التقييد بحيث لم يكن دخولها مسموحا الا لمجموعات صغيره فأنه كان من المستحيل حراصة الضواحى المجاورة من تسلل الكثير من الصليبيين
قدم الي القسطنطينية والتر المفلس فى الوقت ذاته وانحاز الى حملة بطرس وفي 6 اغسطس تم نقل كل قوات بطرس عبر البوسفور الى الشاطئ الاسيوي والذى منه اتخذو طريقهم دون ان يلتزمو النظام فصارو ينهبون الدور والقصور الواقعة على شاطئ بحر مرمرةحتى نيقوميديا التى نهبها الاتراك منذ 15 سنة ووقع في هذا الموضع شجار بين الالمان والايطاليين من جهه وبين الفرنسيين من الجهة الاخرى فخرج الاولون علي قيادة بطرس واختارو رينالد الايطالى قائدا لهم . وعند نيقوميديا اتجه جزء من الجيش نحو الغرب على امتداد الشاطئ الجنوبى لخليج نيقوميديا الى معسكر حصين اسمه كيبوتس عند البيزنطيين او كيفيتوت عند الصليبيين بعد ان اعده الكسيوس ليستخدمه جنده المرتزقه من الانجليزوالواقع ان هذا الموقع كان ملائما لقيام معسكر به نظرا لخصوبة المنطقة ولقربه من القسطنطينية
غارات الصليبيين

اقترح الامبراطور الكسيوس علي طبرس ان ينتظر قدوم الجيش الصليبي الرئيسي قبل ان يقوم بهجوم علي المسلمين وتأثر بطرس بنصيحته غير ان سلطتة اخذت في الافول اذ ان جموع الالمان والايطاليين بقيادة رينالد وكذالك الفرنسيين صارت تتسابق وتتنافس في الاغارة على الاراضى الزراعية وذالك بدلا من الاخلاد الى السكينه لاستعادة قوتهم ، وكان جفرى بوريل صاحب النفوذ الاكبر على الفرنسيين فبادرو اول الامر الى الاغارة على القرى ثم اخذ الصليبيون يزحفون بحذر الى الاراضى التى بأيدى الترك المسلمين فقامو بالغارة عليها وسلب سكان القرى وكلهم من البيزنطيين المسيحيين وفي منتصف سبتمبر اوغل بضعة الوف من الفرنسيين في المغامرة حتى وصلوا الى ابواب نيقية عاصمة السلطان السلجوقى قلج ارسلان بن سليمان فنهبوا القرى بالضواحى واستاقوا ما صادفوه من ماشية وقتلوا السكان المسيحيين في وحشية بشعة . وقيل انه قامو بشفاء الاطفال علي السفافيد .


وخرجت من المدينة سرية من الجيش التركى لقتالهم غير انها ارتدت على اقابها بعد قتال عنيف ثم عاد الصليبيين الى كيفيتوت وباعوا ما غنموا الى رفاقهم والى البحارة البيزنطيين الذين كانوا بالقرب من المعسكر
ما احرزه الفرنسيين في غاراتهم من غنيمة اثارت حسد الالمان ففي اواخر سبتمبر خرج رينالد في رفقة جماعة من الالمان يبلغ عددهم 6000 رجل بينهم عدد من القسس والاساقفة وتجاوزو في سيرهم مدينة نيقية واخذو ينهبون اينما ساروا غير انهم كانوا ارفق من الفرنسيين فلم يقدمو مثلما قام الفرنسيين على قتل المسيحيين ومضوا في سيرهم حتى بلغوا قلعة اكسيريجوردن فعالجلوا امر فتحها ولما تبيبن لهم انها مليئة بالؤن من جميع الانواع قررو اتخاذها مركزا يغيرون منه على الاراضى الزراعية المجاورة ولما علم السلطان السلجوقى بأعمال الصليبيين ارسل احد كبار القادة العسكريين على رأس جيش كثيف لاسترداد القلعة . وتقع قلعة اكسيريجورد علي تل وتستمد مائها من نبع بالوادى الذى يجرى تحتها واستطاع الجيش التركى أن ينزل الهزيمة بكمين اعده رينالد .


وأشتد تطويق الالمان بداخل القلعة باستلاء الترك على النبع والبئر ولم يلبث المحاصرون الالمان ان استبد بهم اليأس بعد ان كادوا يهلكون عطشا فحاولو ان يطفئوا ظمأهم بامتصاص الرطوبة من الارض وبما لجئو اليه من شق عروق خيولهم وبغالهم لشرب دمائها بل ان كلا منهم كان يشرب بول الاخر وحاول القسس عبثا أن يبثوا الطمئنينة فيهم ولشجاعة . وقرر رينالد ان يستسلم بعد ان استبد به الكرب لمدة 8 أيام ففتح الابواب للعدو بعد أن حصل على وعد منهم للابقاء علي حياته اذا تخلى عن المسيحية . وكل من بقيا مسيحيا لقى مصرعه وتقرر ارسال رينالد واصحابه الاسرى الذين اعتنقوا الاسلام الى انطاكيه وحلب وخراسان


كارثة كيفيتوت
بلغ انباء استيلاء الالمان على قلعة اكسيريجورد المعسكر المقام في كيفيتوت وتلى ذالك ما ازاعه جاسوسان تركيان من انهما استولوا على نيقية نفسها وأدى ذالك كما توقع الترك المسلمون الى اشتداد الاضطراب في المعسكر اذ طالب العساكر بالسماح لهم فى الاسراع الى نيقية وذالك على امتداد طرق ملائها السلطان السلجوقى بكمائنه ولم يكن بوسع القادة كبح جماحهم الى ان جرى فجأة اكتشاف صدق ما حاق بحملة رينالد من مصير فتحولت الاثارة الى زعر وأجتمع قادة الجيش للتشاور فيما يفعلونه بعد ذالك .


كان بطرس قد ذهب الى القسطنينيه ولم يعد له أي سيطرة علي الجيش وكان يأمل ان يسترد هذه السيطره بعد ان يحصل على معونة مديه هامة من الامبراطور واشتدت ثائرة الجيش وحماسه للمضى للانتقام لما وقع فى اكسيريجوردن غير ان والتر المفلس حث زملائه على انتظار بطرس الذى سوف يعود خلال 8 أيام غير أن بطرس لم يعد . وفي تلك الاثناء شاع ان الترك يقتربون بجيوشهم من كيفيتوت فأجتمع مجلس الحرب مرة اخرى وأصر كبار الجيش من الفرنسيين أمثال والتر المفلس ورينالد برايس ووالتر بريتيل وفولك اورليان ومن الالمان أمثال هيو توبنجن ووالتر تيك على الا يجرى شيئ الا بعد وصول بطرس على ان جفرى بوريل يانده الراى العام فى الجيش اصر على انه من الجبن والحماقة الا يزحف الجيش للقاء العدو فأتخذ قراره . اذ حدث عند بزوغ فجر يوم 21 اكتوبر أن تحرك من كيفيتوت الجيش الصليبي بأكمله وعدته تزيد عن العشرين الف رجل ولم يتركو خلفهم سوى الشيوخ والنساء والاطفال والمرضى


وعلى مسافة ثلاثة اميال من المعسكر حيث اتجه لطريق المؤدى الى نيقية الى وادى ضيق زاحر بالغابات وعند قرية تسمى داركون نصب الترك كمينا . وسار الصليبيين دون ان يلتزمو النظام واشتدت جلبتهم وضوضائهم وصار الفرسان في المقدمة فأنهال عليهم سيل من السهام فجأة من الغابات فأصابت خيولهم وقتلتها ولما ساد بينهم الفوضى والاضطراب وسقط الفرسان عن ظهور الخيل هاجمهم الترك على ان الخيالة الذين طاردهم الترك استدارو للانقضاض على رجالة الترك واستبسل فى القتال عدد كبير من الفرسان غير انهم لم يستطيعو وقف ما استبد بالجيش من الذعر ولم تمض لحظات حتى اخذ كل الجيش فى الهرب بلا نظام الى كيفيتوت . واذا بدأت الاعمال اليومية تجرى بالمعسكر ولا زال بعض الشيوخ نائمين فى فراشهم وأخ القسس هنا وهناك يؤدون صلاة الصبح انطلق الى وسط المعسكر جمع من الفارين المذعورين يقتفى اثرهم المسلمين



لم تحدث مقاومة كبيرة ولقى الكثير من العساكر والقسس والنساء مصرعهم قبل ان يتهيأ لهم الوقت للتحرك والسير وألتجأ فريق منهم الى الغابات المجاورة وهرع اخرون الى البحر ولم يفلت منهم الا عدد قليل وحاول فريق الدفاع عن انفسهم بما اشعلوه من نيران لفحتها الرياح فى وجه المسلمين ولم ينج من القلت سوى الصبيان والفتايات التى استهوى الترك منظرهم فضلا عن بعض الاسرى الذين وقعوا فى يد الترك بعد ان انتهت الشدة الاولى للقتال فجرى عليهم الرق . على ان ما يقرب من ثلاثة الاف رجل كانو احس حظا اذ نجحوا في الوصول الى قلعة عتيقة تقع على شاطئ البحر وتجردت من الابواب ولنوافذ غير ان الاجئين استمدوا من اليأس قوة وبادروا بأقامة استحكامات من اشجار الغèابات الواقعة حولهم وعززها بالعظام فأستطاعو بذالك ان ييردو هجمات المسلمين


وصمدت اللقلعة غير ان كل شيئ كان قد انتهى وفى الغسق استطاع احد البيزنطيين وكان بصحبة الجيش أن يعثر على قارب فأقلع به الى القسطنطينية ليروى خبر المعركة الى كل من بطرس الناسك والامبراطور البيزنطى ، ولم يصلنا شيئ يصف لنا مشاعر بطرس الناسك الا ان الامبراطور البيزنطى بادر بأصدار امر بأن يقلع الى كيفيتوت عدد من السفن الحربية تقل قوات ضخمة ولما قدمت الكتئب البيزنطية رفع الترك الحصار عن القلعة وأنسحبو الى الداخل ومن تبقى حيا من الرجال حملتهم السفن وعادت بهم الى القسطنطينة حيث جرى انزالهم بالضواحى بعد نزع الاسلحة منهم

هذه كانت خاتمة حملة الشعوب الصليبية التى تكلفت ازهاق ارواح الوف عديدة من الناس واستنفذت صبر الامبراطور ورعاياه


عدل سابقا من قبل zezooo في الثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 07:09 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 06:53

الحملة الالمانية

لم يتوقف الحماس الصليبي بالمانيا بعد رحيل بطرس الناسك الى الشرق اذ انه خلف وراءه تلميذه جوتشالك ليحشد جيشا اخر كما كان عدد كبيرا من الدعاة والقادة ابدوا استعدادا لان يحتذو حذوه وعلى الرغم من ان الافا من الالمان استجابو للدعوة فأنهم لم يبلغوا ما بلغه الفرنسيون من الحماس للرحيل الى الارض المقدسة ولكن قبل الرحيل كان هناك عملا مهما لابد للصليبيين الالمان وغيرهم ان يؤدونه في بلادهم

من المعروف ان جاليات يهودية استقرت منذ قرون عديدة على امتداد الطرق التجاريه فى غرب اوربا وينتمون الى اليهود السفرديين الذين انتشر اسلافهم فى حوض البحر المتوسط اثناء العصور الوسطى على انهم ظلوا على اتصال بأخوانهم فى الدين فى بيزنطه والبلاد العربية وبذالك استطاعو ان يقوموا بدور كبير فى التجارة الدولية ولا سيما التجارة بين البلاد الاسلامية والبلاد المسيحية وترتب على تحريم الربا فى البلاد المسيحيةبالغرب وتحريم الربا فى بيزنطة ان تهيأ لليهود مجال واسع لانشاء بيوت مالية فى ارجاء العالم المسيحي وبفضل ما اشتهر به اليهود من مهارات فنية وما كان لهم من تقاليد عريقة كفلت لهم التفوق في مماؤسة الطب ولم يتعرضو للاضطهاد الى فى اسبانيا منذ زمن طويل فى ظل حكم القوط الغربيين قبل الفتح الاسلامى .لم يكن لليهود حقوق مدنية غير ان السلطتين السياسية والدينية كفلت لهم الحماية نظرا لفائدتهم في المجتمع .فالتمس صداقتهم دائما ملك انجلتره وفرنسا وخصهم بالعطف رؤساء اساقفة المدن الكبيرة ببلاد الرين غير ان الفلاحين والفقراء هم الذين كلما كثرت حاجاتهم الى المال صارو مدينين لليهود فأشتدت كراهيتهم لهم ،على حين ان اليهود برغم افتقارهم الى حماية القانون تقاضوا اسعارا مرتفعة للارباح وحققوا ارباحا طائلة كلما استندوا الى عطف الحكم الحلى ورضاه
اذدادت كراهية اليهود اثناء القرن الحادى عشر كلما كثرت الفئات التى اخذت تقترض الاموال ، وزادت تلك الكراهية حدة بوادر الحركة الصليبية


كان من الواضح ان الفارس الصليبي يتكلف نفقات باهظة لتجهيز نفسه للاشتراك في الحملة فاذ لم يتفر له ما يرهنه من الارض والاملاك كان لابد له ان يقترض من اليهود . ولكن هل من الصواب ان ما التزم به من دين لفرد اثيم يمنعه من تأدية الواجب الديني .حرصت الدعوة التبشيرية على التاكيد على اهمية الارض المقدسة وهى البلد التى شهد صلب المسيح على قول المسيحين وبذا توجهت الدعوة ضد هؤلاء القوم الذين على يديهم صلب المسيح.


ومن المعروف أن المسلمين هم العدو القائم بالبلاد لاهنم كانوا يضطهدون اتباع المسيح بالبلادواذا كان ذالك كذالك فان اليهود اشد نكرا وعداوة لانهم هم الذين اضهدوا المسيح نفسه
ففى الحروب الاسبانية ضد المسلمين ظهر عند الجيوش المسيحية نزوع الى معاملة اليهود معاملة سيئة


وفى ديسمبر سنة 1095 كتبت الجاليات اليهودية بشمال فرنسا الى اخوانهم بالمانيا ينذرونهم أنه من الراجح ان تسبب الحركة الصليبية لهم بعض الضرر . وأشارت بعض الروايات الى وقوع مذبحة في اليهود فى مدينة روان وليس من الراجح ان هذه الذبحة حدثت فعلا على ان اليهود كانوا من الرعب بحيث استطاع بطرس الناسك ان يعقد معهم صفقة ناجحة اذ اشار انه بدون هذه الصفقه ليس بوسعه ان بكبح جماح اتباعهدراسة تحليلية للحروب الصليبية Smile لذا حصل من اليهود الفرنسيين على رسائل تقدمه الى الجاليات اليهودية فى انحاء اوربا للترحيب به وامداده بالمؤن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 07:01

وفى حوالى ذالك الوقت اخذ جودفري بويون دوق اللورين الادنى يتجهز للمضى فى الحملة الصليبية وترددت اشاعة بذالك الاقليم بأن جودفرى نذر قبل رحيلاه ان ينتقم لموت المسيح بأهدار دم اليهود واذ استبد الرعب باليهود فى بلاد الرين ،حرضوا كالنيموس كبير ربابنة اليهود فى ماينز على ان يكتب للامبراطور هنرى الرابع باعتباره السيد الاعلى لجودفرى وهو الذى اظهر دائما صداقته لليهود يحثه على ان يمنع ما قد يجريه جودفرى من اضطهاد وفى نفس الوقت ورغبة من اليهود فى التزام الجانب السليم عرضت كلا من جاليتين ماينز وكلونيا ان تدفع كل منهما للدوق 500 قطعة فضية فكتب الامبراطور هنرى الى كبار اتباعه من العلمانيين والكنسيين ان يكفلوا السلام والامن لكل اليهود فى بلادهم .


واذ نجح جودفرى فيما اثاره بالتشهير ضد اليهود رد على هنرى بأن الاضطهاد ابعد ما يكون عن تفكيره وبذل عن طيب خاطر ما هو مطلوب من الضمان


واذا كان اليهود يأملون بالافلات من خطر الحماس المسيحي بما فعلوه من بذل الثمن فلم يلبث ان تكشف لهم الخداع


ففى نهاية ابريل سنة 1096 خرج من بلاد الراين فولكمار الذى لا نعرف شيئا عن اصله يقود ما يزيد عن 10,000 رجل للحاق ببطرس الناسك فى الشرق . سلك فولكمار الطريق الذى يجتاز بوهيميا ويؤدى الى المجر ولم تنقض الايام حتى ارتحل جوتشالك وهو من قدامر اتباع بطرس الناسك على رأس جيش كبير نسبيا وأتخذ الطريق الرئيبسي الذى سلكه بطرس من قبل على امتداد الراين وعبر بافاريا وفى تلك الاثناء احتشد جيش ثالث بقيادة سيد اقطاعى صغير هو اميخ كونت لايزنجن الذى حاز شهرة في الخروج على القانون واللصوصية وازعم اميخ ان ببدنه صليبا من صنع الكرامات والمعجزات وبفضل ما اشتهر به ايضا من الخبرة اجتزب تحت لوئه ما يفوق من خضع لفولكمار وجوتشالك اذ انحاز له عدد كبير من الحجاج السذج فأعتقد بعضهم ان يقتفون اثر الاوزة التى تلقت الوحى من الربدراسة تحليلية للحروب الصليبية Biggrin غير ان جيش اميخ شمل ايضا عددا من النبلاء الفرنسيين والالمان امثال اميرى زفايبروكن وهارتمن امير دلينجن ودروجوا امير نسل وكلارامبلد صاحب فندى ووليم كنت ميلون الملقب بالنجار لما اشتهر به من قوه بدنية شديدة


لعل بطرس وجودفرى هما الموذج الذى اوحى للسيد اميخ انه من اليسير الافادة من الحماس الديني لتحقيق ارباح شخصية لنفسه ولاتباعه اذ تجاهل ما اصدره الامبراطور هنرى الرابع من اوامرخاصة عن معاملة اليهود وحرض اتباعه ان بدأو الحرب الصليبية فى 3 مايو بشن الهجوم على الجالية اليهودية الموجودة فى اشبير فرب موطنه غير أن هذا الهجوم لم يكن شديد الاثراذ ان اسقف اشبير لم يلبث ان بذل الحماية لليهود لذين ظفروا بعطفه بما قدموه من هدية سنية فلم يقع فى قبضة الصليبيين الى 12 شخصالقوا مصرعهم بعد ان رفضوا اعتناق المسيحية وانتحرت سيدة يهودية فى سبيل الحفاظ على عفتها وأنقذ الاسقف بقيتهم بل انه حرص على القبض على جماعة من السفاكين الصليبين وقطع ايديهم جزاء لما اقترفوا من جرائم

وعلى الرغم من ان مذبحة اشبير صغيرة الا انها اثارت شهية الصليبيين ففى 18 مايو وصل الى فورمز اميخ وجنده ولم تلبث الشائعة ان ترددت بأن اليهود اختطفوا احد المسيحيين وأغرقوه فى الماء وأستخدموا الماء الذى جعلوا فيه جثته لتسميم ابار المدينة ولم يكن اليهود موضع محبة فى فورمز والقرى المجاورة لها فترتب على هذه الشائعة ان انحاز الفلاحون وسكان المدن الى جيش اميخ واشتركوا فى شن هجمات على الحى اليهودى ولقى كل يهودى وقع في ايديهم مصرعه وهنا حدث مثلما حدث فى اشبير اذ تدخل الاسقف وفتح قصره للاجئين من اليهود غير ان اميخ وجموعه الغاضبة لم يلبثوا ان اقحموا ابواب القصر ونفذوا الى الحرم المقدس على الرغم من احتجاج الاسقف وذبحوا كل ضيوفه اليهود الذين بلغ عددهم خمسمائة
شخص



مذابح ماينز وكلونيا

وقعت مذبحة فورمز في 20 مايوا وفي 25 مايو كذالك بلغ اميخ مدينة ماينز الكبيرة فألفى الابواب مغلقة فى وجهه بأمر روثارد كبير الاساقفة على ان انباء قدوم اميخ اثارت داخل المدين ثورات ومظاهارات ضد اليهود وفى اثنائها لقى احد المسيحيين مصرعة . وفى 26 مايو فتح له اصداقائه ابواب المدينة.دراسة تحليلية للحروب الصليبية Biggrin


أرسل اليهود الذين اجتمعوا بالمعبدالخاص بهم ماتى قطعة من الفضة الى رئيس الاساقفة والحاكم العلمانى وتوسلوا اليهم ان يقبلوهم كلاجئين فى قصريهما .وفى نفس الوقت توجهه رسول يهودى الى اميخ يحمل ايه سبع قطع من الذهب وحصل منه على وعد بأن لا يتعرض لليهود بالاذى غير ان هذه الاموال ذهبت هباءااذ هجم اميخ فى اليوم التالى على قصر رئيس الاساقفة وارتاع روثاردرئيس الاساقفة لسلوك المهاجمين فبادر بالهروب مع حاشيته وموظفيه وعند رحي روثارد اقتحم اميخ الدار وحاول اليهود ان يقاوموا غير انهم غلبوا على امرهمولقوا مصرعهم ولعل رئيس المدينة العلمانى الذى تولى حماية اليهود والذى لم يتخلد اسمه فى التاريخ كان اشجع من رئيس الاساقفة .


على ان اميخ نجح فى اشعال الحرائق فى داره واجبرسكان قصره على مغادرته ونجا كثير من اليهود بعد ان ارتدوا عن دينهم ومن تبقى منهم لقى مصرعه واستمرت المذبحة لما يزيد عن يومين على حين تم تطويق الاجئين واظهر احد المرتدين من اليهود الندم على استنانته وضعفه فانتحر واشعل احدهم النار فى المعبد لكى لا يصيبه الدنس قبل ان يجهز على اسرته ويقت نفسه أما كلونيموس رئيس ربابنة اليهود فانه هرب مع خمسين من رفاقه الى روديسهايم والتموسوا الماوى من رئيس الاساقفة الذى كان يقيم وقت ذاك فى ذاره الريفية ولما تبين لرئيس الاساقفة ما استبد من زائريه من رعباغتنم هذه الفرصه وحاول ان يحملهم على التحول الى المسيحية الا ان كالونيموس رأى ان ذالك يتجاوز طاقته واحتماله فأخطف سكينا ووثب على مضيفه غير انه نكث على عقبيه وكلفته ثائرته هذه حياته فضلا عن حياة رفاقهوهلك فى هذه المذبحة نحو الفين من اليهود
[/size]





ففى كلونيا قرر اميخ ان عمله انتهى فى بلاد الراين اذ استأنف السير فى اوائل يونية مع معظم جيوشه واتخذ طريق الراين متجها نحو بلاد المجر .الا ان جانب كبيرا من جيشه واتباعة رأو انه لابد ايضا من تطهير وادى الموزيل من اليهود فأنفصلوا عن جيشه فى ماينز ففى اول يونيه بلغوا ترييه التى حدث فيها ايضا ان لجأ اليهود الى رئيس الاساقفة وأتخذوا من داره ملاذا وحينما اقترب الصليبيون بلغ الرعب من اليهود مبلغه لدرجة ان بعضهم اخذ يقتل بعضا بينما القى فريق منهم بأنفسهم فى النهر ومات غرقا وعندئذ تحرك المضطهدون لهم الى متز حيث هلك 22 يهوديا وحوالى منتصف يونيه عادت هذه الشرذمة الى كلونيا وكانوا يأملون ان يسعودوا الى صفوف جيش اميخ غير انهم لما عرفوا انه ارتحل زحفزا بمحازاة نهر الراين وظلوا فى الفترة الواقعة من 24 الى 27 يونية يقتلون اليهود فى نويس ،وفيفلنجهون، وايللر وازانتن ، ثم تفرقوا بعضهم عاد الى بلاده اما الباقى فقد اندمجوا فى جيش جودفرى بويون


وصلت انباء ما قام به اميخ من اعمال الى الجماعات الصليبية الاخرى الىت غادرت المانيا متوجهه الى الشرق اذ ان فولكمار واتباعة وصلوا الى براغ فى اخر مايو وفى 3 يوية اخذوا يجهزون على اليهود بهذه المدينة ولم تسطع السلطات المدنية ان تكبح جماحهم ولم يستمع احد الى الاحتجاجات العنيفة من قبل الاسقف كوزماس ومن براغ توجهه فولكمار الى بلاد المجر والراجح انه حاول ان يقوم بعمل مماثل فى نياترا وهى اول المدن الكبيرة الواقعة على الحدود المجرية غير ان المجريين لم يسمحوا بمثل هذا السلوك فهاجموا لصليبيين وشتتوا شملهم بعد ان ادركوا انهم لا ينصاعون للاوامر بل ركبوا رؤوسهم ولذا لقى الكثير من لاصليبيين مصرعهم ووقع فى الاسر عدد كبير منهم وما حدث لما بقى منهم ولفولكمار نفسه لا نعلم عنه شيبئ



اما جوتشالك ورجاله فانهم اتخذوا طريقهم عبر بافاريا توقفوا عند راتيزبون واحدثوا مذبحة فى اليهود هناك وبعد ايام قليلة نفذوا الى بلاد المجر عن فيزلبرج (موسون) وأصدر ملك المجر كولومان الاوامر بأن تتهيأ لهم كل الوسائل للحصول على المؤن طالما حسنت سيرتهم غير انهم منذ البداية اخذوا ينهبون القرى والاراضى فنهبوا النبيذ والقمح والاغنام والثيران وقاوم الفلاحون المجريوون هذه الاعمال التعسفية فنشب القتال بين الفريقين ولقى الكثير مصرعهم ومنهم طفل صغير مات متأثرا بما نصبه له الصليبيون من خازوق خشبى وهنا استدعى كولومان الجنود لضبط الصليبيين فطوقهم فى قرية اشتوا هلفيسنبرج التى تقع الى الشرق على مسافة غير بعيدة واضطر الصليبيون الى تسليم اسلحتهم وكل ما سلبوه من سلع . غير ان القلق ظل مستمرا والراجح انهم حاولوا ان يبدوا بعض المقاومة والواضح ايضا ان كولومان سمع بما وقع في نيلترا من اخوانهم فلم يثق بهم بعد تجريدهم من السلاح واذ صار الصليبييون تحت رحمة كولومان والجيش المجرى .

انقض عليهم كولومان وهم نيام فكان جوتشالك اول من هرب ولكنه لم يلبث ان وقع اسيرا وهلك كل رجاله فى مذبحة
اميخ من الحدود المجرية وكان جيشه اضخم من جيش جوتشالك وأقوى مراسا .واشتد خوف الملك كولومان بعد تجاربه الاخيرة فلما ارسل اميخ يستأذنه فى اجتياز مملكته رفض طلبه وبعث بجنوده لحماية الجسر على فرع الدانوب والذى يؤدى الى فيسلبرج غير ان ذالك لم يثن اميخ عن عزمه فظل رجاله نحو ستة اسابيع يهاجمون المجريين في سلسلة مناوشات امام الجسر على حين انه شرع فى بناء جسر اخر على النهر ليستخدموه فى العبور النهر واستطاع الصليبيين اخر الامر ان يشق طريقهم عبر الجسر الذى اقاموه بانفسهم والقوا الحصار على حصن فيسلبرج وبفضل ضخامة الجيش الصليبي وما كان لقوة الات الحصار اضحى سقوط المدينة وشيك الوقوع غير ان ما شاع من قدوم ملك المجر اثار خوف الصليبيين وفزعهم فوقع الاضطراب فى صفوفهم واستطاعت الحامية المجرية ان تخرج من الحصن وان تنقض على معسكر الصليبيين ولم يستطع اميخ ان يجمع اليه جنوده ورجالة فحلت بهم هزيمة ساحقة بعد معركة ليست طويلة ولقى معظم العساكر مصرعهم بساحة القتال غير ان اميخ وفئة قليلة من الفرسان استطاعو ان يفلتوا بفضل سرعة خيولهم فانسحب اميخ ورفاقة الالمان الى بلادهم اما الفرسان الفرنسيين فلحقوا بالحملات المتوجهة الى فلسطين


وكان لما اصاب حملة اميخ الصليبية من الانهيار بعد هزيمة فولكمار وجوتشالك تاثير سيئ فى غرب اوربا اذ راى فيها معظم المسيحيين الاتقياء عقابا صبه الله على الذين قتلوا اليهود اما الذين اعتبروا الحملات الصليبية من الحماقات والاخطاء فانهم راو ان هذه الكوارث دليلا على ان الرب انكر الحركة كلها .ولم يتحقق حتى ذاك ما يبرر ما تردد صداه فى كليرمونت


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 07:04

حملة الامراء (الامراء والامبراطور

هيو كونت فرماندوا

هوه اول من ارتحل من بلاده هيو كونت فرماندوا الملقب بالصغير كان الابن الاصغر لهنرى الاول ملك فرنسا من زوجته الاسكنداناوية الاصل آن اميرة كييف ولم يتجاوز هيو وقت ذاك الاربعين من عمرهكان له من المكان والقدر ما يزيد عما له من الثروة فلم يحز امارته الصغيرة الا بفضل زاجه من وريثة الامارة ولم يكن له دور سياسي هام فى الحياه الفرنسية كان هيو يعتز بنسبه الا انه لم يكن شديد الاثر فيما يقوم به من اعمال
بعد ان رتك هيو بلاده فى رعاية الكونتيسه [زوجته]ارتحل الى ايطاليا فى اواخر اغسطس على رأس حمله صغيرة من اتباعه وبعض الفرسان من ضياع اخيه فيليب ملك فرنسا الا انه انفذ قبل رحيله رساله الى القسطنطينية يطلب من الامبراطور ان يعد له من الاحتفال والتشاريف ما يليق بامير يجرى فى عروفه الدم الملكى وفى اثناء مسيره صوب الجنوب انحاز اليه دروجى صاحب نسل ووليم النجار وسائر الفرسان الفرنسيين الذين عادوا من حملة اميخ بعد ان حلت بها الهزائم والكوارث


اجتاز هيو واصحابه روما وبلغوا ثغربارى فى اوائل اكتوبر وفى جنوب ايطاليا شاهدو الامراء النورمانديين يتجهزون للحملة الصليبية ولم يشاء وليم احد اقارب بوهمند ان ينتظر فرحل مع هيو ومن بارى بعث هيو بسفارة من 24 فارس يرأسها وليم النجار اجتازت البحر الادرياتى الى دروازو فاخطرت حاكمها بان هيو على وشك الوصول وكررت طلبه بان يجرى الاحتفال به وبذا اضحى فى وسع حام دوراوزو يوحنا كومنين ان يبلغ الامبراطور بقرب وصول هيو على حين استعد لاستقباله والترحيب به .



غير ان قدوم هيو نفسه لم يلق من الترحيب ما هو متوقع اذ ان عاصفة حطمت الاسطول الصغير الذى استأجره ليجتاز به البحر فغرقت بعض السفن بما فيها من الركاب اما هيو فقد دفعته الامواج الى شاطيئ قرب دوروازو وعثر رسل يوحنا على هيو وقد استبد به القلق والحيرة وتلطخت مبلابسه بالوسخ والطين فصحبوه الى سيدهم حاكم دوراوازو فجهزه بعتاد جديد وقدم له المؤن واولاه اهتماما خاصا الا انه اشتد فى مراقبته وملاحظته واظهر هيو الفرح والسرور لما لمسه من رعاية واهتمام الا انه بعد اتباعه لم يروا انه بالرغم من ذالك الا اسيرا اذ ظل فى دوراوزو الى ان قدم قائد البحر مانويل بوتومايتس كيما يصحبه الى القسطنطينية وفى القسطنطينية استقبله الكسيوس استقبالا حارا وغمره بالهدايا الكثيرة غير انه ظل يقيد حريته
]على ان وصول هيو كونت فرماندوا ارغم الكسيوس على ان يعلن السياسة التى ينبغى ان يتخذها مع الامراء الغربين وكان ماتوفر لديه من معلومات وما جال بخاطره من مغامرات روسيل باليل اقنعه انه مهما تكن الاسباب الاسمية للحروب الصليبية فان الغرض الحقيقي للفرنج ينطوى على حرصهم ان يجعلوا لهم امارات فى الشرق ولم يعترض الامبراطور على هذا طالما استرد كل املاكه فى الشرق قبل غارات المسلمين ونظرا لما يعلمه الكسيوس ان ولاء الغرب لا يتم الا بيمين حرص على ان يجعل الامراء الغربيين يحلفوا له هذا اليمين وللظفر باذعانهم ورضاهم اغدق الكسيوس عليهم الهدايا كيما يشعرو بان مكانتهم تغيرت بان اصبحوا اتباعا له واذ بهر هيو عظمة الامبراطور وسخائه لم يلبث ان رضى عن طيب خاطر بطلباات الامبراطور غير ان الامير الصليبي الذى تلى هيو فى الوصوول الى القسطنطيننية وهو جودفرى بويون لم يكن من السهل اقنناعة مثلما حدث مع هيو



ذالك ان جودفرى بويون دوق اللورين الادنى يظهر فى الاسطورة المتاخرة علن انه فارس صليبي كامل الاوصاف والبطل الذى لا نظير له في كل الملاحم الصليبية

من هو جودفري ؟؟

ولدجودفرى حوالى سنة 1060 وهو الابن الثانى ليوستاس الثانى كونت بولونيا وايدا ابنة جودفرى الثانى دوق اللورين الادنى المتحدر من جهة الاناث من شرلمان . كان مفروضاان يرث جودفري كل ما لدى اسرة امه من ممتلكات الا ان الامبراطور هنرى الرابع صادر الدوقية عند وفاة والدهافلم يبقى لجودفرى سوى كونتية انتوورب واقطاع بويون في الاردن ومع ذالك فان جودفرى اظهر من الولاء والاخلاص فى خدمة الامبراطور هنرى الرابع فى حملاته الايطالية والالماانيه ما ادى سنة 1082 لن يتولى الدوقية باعتباره موظفا فلم تكن الدوقية اقطاعا متوارثا له . وعلى الرغم من ان جودفري ظل على ولائه للامبراطور فقد تاثر جودفري بتعاليم الدير الكلونى الى جانب هتافات البابا شغلت باله كثيرا فلم تكن ادارته للورين ذات اثر وتوافرت الظنون والريب ما بدا ان امبراطورهنرى سوف لا يمضى فى استخدام جودفري


اتم جودفري تجهيزاته على احسن وجه فبعد ان جمع ما يلزمه من اموال عن طريق تنديده باليهود والتشهير بهم وباع ضيعته فى روازى ستيناى على نهر الميتز ورهن قلعة بويون عند اسقف لييج استطاع ان يعد جيشا ضخما
فما كان لجودفري من جيش وفير العدد وماكان يشغله من قبل من وظيفه سامية جعل له مكاناومجدا


كان جودفرى طويل القامة متين البنيان اشقر الوجه ذا لحية صفراء وشعر اصهب وهو الصورة المثالية للمحارب الشمالى غير انه لم يكن جنديا ممتازا امما شخصيته فقد طغت عليها شخصية اخوه بلدوين الاصغر
اقسم اخوان لجودفرى يمين الاشتراك فى الحرب الصليبية فأخوه الاكبر يوستاس الثالث كونت بولونيا لم يكن محاربا صليبيا متحمسا بل اشتهر دائما بحرصه على العوده لبلاده التى تقع على جانبي بحر المانش وكان ماقدمه يوستاس من الجند يقل كثيرا عما قدمه جودفرى ولذا رضى يوستاس ان يكون جودفرى قائدا والراجح انه سار مستقلا عنه بان اتخذ طريق ايطاليا .


اما الاخ الصغير وهو بلدوين الذى صحب جودفرى فكان من طراز مختلف اذ كان من المقرر ان يلتحق بالكنيسه ولذا لم ينل شيئا من املاك الاسره وعلى الرغم من ان ما تلقاه من تعليم فى مدرسة ريمس الكبرى جعله شغوفا بالثقافه لم يكن مزاجه من مزاج الكنيسه فعاد الى الحياة الدنيويه والواضح انه خدم اخاه جودفرى فى اللورين ويختلف الاخوان احدهما عن الاخر اختلافا كبيرا فبلدوين كان اطول قامة من جودفرى وغلب على شعر بلدوين السواد على حين ان شعر جودفرى كان اصهب الا ان بشرته كانت ناصعة البياض وبينما اتصف جودفرى بالدماثة والظرف اشتهر بلدوين بالتعالى والبرود ونزعت اهواء جودفرى الى البساطة بينما كان بلدوين يميل الى الطرف والابهة برغم قدرته على تحمل المشاق .اشتهر جودقرى فى حياته الخاصة بالعفة والطهارة على حين استسلم بلدوين لشهواته ومجونه .رحب بلدوين فرحا بالحملة الصليبية اذ ان موطنه لم يهبه المستقبل على حين انه يأمل ان يقيم له مملكة فى الشرق فلما تأهب للمسير اصطحب معه زوجته النورمندية وهي جودفيري توسيني بأطفالها الصغار. فقد كان عازما على الا يعود.



انضم الى جودفرى واخويه عدد كبير من اعلام الفرسان فى بلاد الوالون ولوثرنجيا منهم ابن عمهم بلدوين رتيل سيد لي بور وبلدوين الثانى كونت هينو ورينالد كونت تول وفارنر جراى …………
جودفري فى المجر


عزم جودفرى على الا يسلك الطريق الذى اتفق الامراء الصليبيين على ان يتخذوه وهو الذى يجتاز ايطاليا ولعل ذالك راجع الى ما احس به من حرج من علاقاته مع البابويه اذ انه من انصار الامبراطور الالمانى ولذالك عزم على ان يخترق الطريق الى بلاد المجر
غادر جودفرى اللورين فى نهاية اغسطس وبعد بضعة اسابيع امضاها فى المسير ازاء الراين والهبوط الى الدانوب وصل فى اول اكتوبر الى الحد المجرى عند نهر لايثا . ومن ثم ارسل سفارة الى ملك المجر كولومان يطلب الاذن باجتياز بلاده .



وكان ما تعرض له كولومان اخيرا من كوارث على ايدي الصليبيين بلغ من الشده انه لم يرحب يغزوة جديده فأحتجز السفارة عنده ثمانية ايام ثم اعلن انه سوف يجتمع بجودفرى فى اودنبرج ليتفاهم معه ثم قدم جودفرى فى فئة قليلهمن الفرسان فدعاه ملك المجر ليقيم فى بلاطه بضعة ايام وكان ما تركه زيارة جودفرى من اثر طيب عند كولومان جعلته يقرر الاذن بالعبور لجيش جودفرى بشرط ان يبقى بلدوين عنده هوو وزوجته واولاده وذالك لاعتقاده ان بلدوين هو اخطر شخص فى جيش جودفرى .



ولما عاد جودفرى الى جيشه رفض بلدوين فى اول الامر ان يذعن الى راى الملك الا انه رضى فى اخر الامر ثم دخل جودفرى وجنوده بلاد المجر عند اودنبرج ووعده كولومان ان يمد الجيش الصليبي بالزاد والمؤن باسعار متهاودة في حين ارسل جودفرى من طرفه اناسا يطوفون بالجيش وينادو ان كل من ارتكب العنف او ارتكب جريمة فجزائه الموت وبعد اتخاذ هذه التدابير اجتاز الصليبيون بلاد المجر فى هدوء واشتد الملك المجرى وجنوده فى مراقبة الجيش الصليبي ولم يكد الجيش ينتهى من عبور البلاد حتى عادت الرهائن

واتخذت السلطات البيزنطيه العده لاستقبال جودفرى والراجح انه حدث ذلك بعد ان انذرهم المجريون كانت بلغارد مدينة مهجورة منذ ان تعرضت للنهب على يدى بطرس الناسك قبل ذلك بخمسة اشهر غير ان حرسا مرابطا على الحدود بادر بالمسير الى نيش حيث اتخذ الوالى نكيتاس مقره وحيث كان حرس بيزنطى فى انتظار جودفرى فبادر الحرس بالسير والتقى بجودفرى فى الغابة الغربيه التى تقع فى منتصف الطريق بين نيش وبلغراد وتم اتخاذ التدابير اللازمة لتزويد الجيش بالمؤن فسار جودفرى بجيشه مخترقا البلقان دون ان تصادفه عقبه من العقبات


وعند فليبوبوليس بلغته الانباء بوصول هيو فرماندو الى القسطنطينية وبما تلقاه هيو ورفاقه من الهدايا الجميلة وبلغ تاثير ذلك الاستقبال عند بلدوين هينو وهنرى ايش انهما قررا ان يسبقا الجيش الى العاصمة كى يصيبا حظهما قبل غيرهما من الهدايا والمنح غير ان الشائعة ترددت ايضا ولابد ان يكون لها اساس من الصحة ان هيو جرى الالقاء به فى السجن فاستبد القلق والضيق بجودفرى


وحوالى 12 ديسمبر توقف جيش جودفرى عند سيلمبريا على بحر مرمرة وهنا انهار فجاة نظام الجيش بعد انظل حتى وقتئذ سليما رائعا ولمدة ثمانية ايام ظل يعيث فسادا فى القرى المجاورة ولسنا نعلم السر فيما حل بنظام الجيش من خلل غير ان جودفرى علل ذلك بانه ليس سوى الانتقام لما حدث من اسر هيو وجيشه فبادر الامبراطور الكسيوس بارسال اثنين من الفرنسين كانا بخدمته وهمارادولف بيلديلاو و روجر ابن داجوبرت ليحتجا عند جودفرى وليحثاه على ان يلتزم الهدوء فى مسيره ، ونجح هذان المبعوثان فى ذلك .


ففى 23 ديسمبر بلغ جيش جودفرى القسطنطينية وعسكر بناء على طلب الامبراطور خارج المدينة فى الطرف العلوى للقرن الذهبى وكان قدوم جودفرى بجيش ضخم تجهز باحسن عتاد مما خلق مشكلة عويصة للحكومة البيزنطية ذلك ان الكسيوس وفقا لسياسته اراد ان يستوثق من ولاء جودفرى واخلاصه ثم يبادر بعد ذلك باخراجه من المواضع المهدده بالخطر المجاورة للقسطنطينية ومن المستبعد ان الامبراطور الكسيوس اعتقد ما اعتقدته ابنته انه بان جودفرى اعدخططا للاستيلاء على القسطنطينية غير ان ضواحى المدينة سبق ان تعرضت فعلا للخراب والدمار على يد بطرس واتباعه ومن الخطر ان تتعرض هذه الضواحى لهجمات جيش لايقل عن الجيوش السابقة احتقارا للقوانين فضلا عن تفوقه عليها فى التسليح على انه كان لزاما على الكسيوس ان يحصل من جودفرى على يمين الولاء ولذا لم يكد جودفرى يستقر فى معسكره حتى ارسل الكسيوس اليه هيو فرماندوا لزيارته واقناعه بضرورة الذهاب لزيارة الامبراطور وقبل هيو عن طيب خاطر القيام بهذه السفارة ولم يسخط لما اصابه من سؤ المعاملة على يد الامبراطور



رفض جودفرى الدعوة التى وجهها له الامبراطور وازداد تبرما وضيقا غير ان سلوك هيو زاد فى حيرته اذ ان جنوده اتصلوا ببقايا جيش بطرس واعلن معظهم ان ما حل بهم من الكوارث انما يرجع الى خيانة الامبراطور و تاثر جودفرى بروايتهم ودعواهم و راى باعتباره دوقا للورين حلف يمين الولاء للامبراطور هنرى الرابع ان هذه اليمين تمنعه من ان يحلف يمينا اخرى للامبراطور البيزنطى يضاف الى ذلك انه لم يرغب فى ان يتخذ خطوة هامة الا بعد ان يستشير سائر القادة الصليبين الذين فيما علم يصلون عاجلا وعاد هيو الى البلاط البيزنطى دون ان يحظى باجابة صريحة من جودفرى يقدمها الى الكسيوس غضب الكسيوس وقرر فى حماقة ان يخضع جودفرى لارادته بمنع المؤن التى سبق ان وعد بتزويد عساكر جودفرى بها وبينما تردد جودفرى بادر بلدوين الى الاغارة على ارباض القسطنطينية حتى وعد الكسيوس برفع الحصار وفى نفس الوقت وافق جودفرى على ان ينقل معسكره من القرن الذهبى الى بيرا وهوموضع يصلح لحمايته من رياح الشتاء وتستطيع شرطة الامبراطور ان تشدد فيه الملاحظة والمراقبة على ان كلا من الجانبين لم يقم بعمل من الاعمال لفترة من الزمن. امد الامبراطور قوات الغرب بالمؤن الوفيرة وادرك جودفرى ان النظام استقر واستتب .



وفى اواخر يناير وجه الكسيوس مرة اخرى الدعوة لزيارته غير ان جودفري ظل مصرا على ان لا يلتزم بشيئ الا بعد ان ينضم اليه سائر القادة الصليبيين
،فارسل الى البلاط البيزنطى ابن عمه بلدوين لي بور و كونون مونتاينج و جفرى ايش كيما يستمعوا الى ما يعرضه الامبراطور من مقترحات الا انهم لم يحظو من الامبراطور بجواب .



حرص الكسيوس على الا يثير جودفرى حتى لا يعود من جديد لتخريب الارباض والضواحى .وبعد ان اطمأن الكسيوس الى انه ليس ثمة اتصال بين عساكر اللورين والعالم الخارجي انتظر حتى يفرغ صبر جودفري فيقبل التفاوض معه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 07:35


وفي نهاية مارس علم الكسيوس ان جيوشا صليبية اخرى تصل عاجلا الى القسنطينية فكان لزاما عليه ان يحسم الامور فاخذ فى تخفيض ما كان يرسله من مؤن الى معسكر الصليبيين بان لجاء اولا بمنع ارسال العليق اللازم للخيول وعندما اقترب عيد اسبوع الالام السابق على عيد القيامة منع الامبراطور عنهم انوع السمك عنهم ثم الخبز ورد الصليبييون على ذالك بأن دأبو كل يوم على الغارة على القرى المجاورة وادى ذالك الى الاشتباك بعساكر البجناك التى تولت حراسة المنطقة .وانتقم بلدوين من البجناك بأن نصب لهم كمينا فوقع فى اسره ستون منهم ولقى عدد كبير مصرعهم وتشجع جودفرى بما احرزه من نجاح واحس بان بوسعه ان يقاتل فعزم على ان ينقل معسكره ويهاجم القسنطينية ذاتها وبعد ان امعن جودفرى فى نهب المساكن واحراقها فى ضاحية بيرا التى نزل بها برجاله اجتاز بجنده الجسر المقام على القرن الذهبي وتسحب بها الى اسوار المدينة وشرع فى المهجمة الباب الذى يؤدى الى قصر بلاشيرنا (القصر الامبراطورى). ومن المستبعد ان جود فرى كان يريد ان يقوم باكثر من الضغط على الامبراطور الا ان البيزنطيين ساورهم الشك فى ان جودفرى كان يريد ان يستولى على الامبراطورية

حدث ذالك فى يوم الخميس من عيد اسبوع الالام الموافق يوم الثانى عشر من ابريل ،ولم تكن القسنطينية مستعدة لهجوم من هذا النوع فانتشر فى المدينة نذر الخوف والذعر ولم تهذاء الا بعد حلول الامبراطور بها وما شتهر به من البرود .والواقع ان الامبراطور ارتاع لوقوع القتال فى يوم عيد فامر عساكره بالتظاهر خارج ابواب المدينة دون ان يشتبكوا فى القتال مع العدو بينما صدرت الاوامر للرماة على الاسوار بأن يقذفوا بسهامهم من فوق رؤسهم ولم يستمر الصليبيين فى الهجوم ولم يلبثوا ان انسحبوا ولم تتعد الضحايا سبعة من البيزنطيين وفى اليوم التالى توجه هيو فرماندو مرة اخرى الى جودفرى للتحدث اليه الا ان جودفرى وجه اليه اللوم والتقريع ونعته بالستكانه والعبودية لانه قبل التبعية للامبراطور الكسيوس .ولما توجههت رسل الكسيوس فى اخر النهار الى معسكر جودفرى لالزام قوات جودفرى للعبور الى اسيا ،قبل ان يحلق جود فرى يمين الولاء بادر الصليبييون بهماجمتهم قبل ان يسمعوا ما سيقولونه وعند اذ عزم الكيبوي على ان ينهمى المشكلة فتقدم بعدد كبير من الجنود لصد الهجوم ولم يكن بوسع الصليبيين ان يقاوموا الجيوش الامبراطوريه المشهورة بحسن اعدادها وتجهيزها فلم يلبثوا بعد قتال صغير ان انسحبوا وركنوا الى الفرار .وكان ما حل بجودفرى من هزيمة هو الذى حمله على ان يعترف بضعفه فرضى بان يقسم يمين الولاء وان يعبر البسفور يجبوشه الى اسيا




الراحج ان الاحتفال باخذ يمين الولاء وقع بعد يومين أي في يوم الاحد من عيد القيامة اذ اقسم جودرى وبلدوين وكبار القادة بالاعتراف بالامبراطور سيدا على كل مايفتحونه من بلاد وان يسلموا لموظفى الامبراطور كل ما يستردوه من بلاد كانت اصلا املاك للامبراطور وتلقى الصليبييون بعد ذالك هدايا كثيرة من الاموال واحتفى بهم الامبراطور فى مأدبة فاخرة ولم تكد الاحتافلات تنهتى حتى استقل جودفرى ورجال السفن الى خلقدونية ومضوا جميعا فى سيرهم حتى الموضع الذى اقاموا به معسكرهم فى بليكاتوم على الطريق الى نيقوميديا

لم يكن لدى الكسيوس سوى وقت قصير اذ ان جيشا مختلطا يرجح انه كان مؤلفا من اتباع جودفرى الذين اختار ان يسلكوا طريقا عبر ايطاليا وترجح ايضا ان من تولى قيادتهم كونت تول وصل الى الضواحى الواقعة باطراف المدينة وانهم اخذوا ينتظرون على شواطى بحر مرمرة قرب سوثنيوم واظهرو من الشراسة ما اظهره جودفرى من قبل وحرصوا على ان ينتظروا قدوم بوهيموند والنرمان بعد ان عرفوا انهم سائرون على اعقابهم ،اما الامبراطور الكسيوس فانه عزم على منع اتصالهم بجودفرى ولم يلبث الكسيوس وبعد قتال قصير ان سيطر على تحركاتهم ولم يكد جودفرى ان ينتهى من عبور البسفور، حتى امر الكسيوس بنقلهم بحرا الى العاصمة
، حيث انجازوا الى سائر الجماعات االصليبية الصغيرة التى قدمت بعد ان شقت طريقها فى البلقان .
وبذل الامبراطور كل ما عنده من كياسة ، واغدق الهداية الوفيرة ، كيما يحمل زعمائهم على ان يحلفوا له يمين الولاء . ولما ارتضوا ذلك اخر الامر ، زاد الامبراطور فى جلال هذه المناسبة ، بان دعا بلدوين و جودفرى لشهود الاحتفال
فاشتد حنق زعماء الغرب ، وزادت شراستهم وحدتهم ، اذ جلس احدهم على عرش الامبراطور ، وعندئذ انبرى بلدوين لتانيبه ولفت نظره الى انه اصبح من اتباع الامبراطور ، وطلب اليه ان يراعى تقاليد البلاد . غير ان هذا القائد صار يتمتم فى غضب ، كيف يجوز للامبراطور ان يجلس ، على حين ان عددا كبير من القادة الشجعان يظلون واقفون . ولما علم الكسيوس بهذه الملاحظة ، بعد ان جرت ترجمتها له ، طلب ان يتحدث الى الفارس . ولما اخذ الفارس يتباهى ببسالته التى لم تنثلم فى مبارزة فرديه ، تلطف الامبراطور معه ، ونصحه بان يلتمس خططا اخرى عند لقائه مع الترك المسلمين .
وتصور هذه الحالات تماما العلاقات بين الامبراطور والفرنج . فلا شك ان الفرسان الاجلاف القادمين من الغرب ، اشتد تاثرهم بما للبلاط من طباع لينه هادئة مهذبة ، مع الحرص على مراعاة المراسيم ، غير انهم نفرو من ذلك .
وكان ما اصاب كبرياءهم من الجراح ، هو الذى جعلهم غلاظ الطبع ، يميلون الى المشاكسة ، شان الاطفال الشرسين .
ولما تم اخذ اليمين على الفرسان ورجالهم ، تقرر نقلهم عبر البواغيزحتى ينضموا الى جيش جود فرى على الشاطىء الاسيوى . والواقع ان الامبراطور احسن التصرف في الوقت المناسب ، ففي 9 ابريل قدم الى القسطنطينية بوهمند امير طارنت ( اوترا نتو ) .

لم يحتفل النرمان اول الامر بدعوة ايربان للحروب الصليبية ، نظرا لاستمرار الحروب الاهلية التى نشبت بينهم في جنوب ايطاليا ، عقب وفاة روبرت جويسكارد
فالمعروف ان روبرت طلق زوجته الاولى التى انجب منها بوهمند ،واصي بدوقيه
ابوليا الى ابنه روجر بورصا من زوجته سيجلجايتا . فاعلن بوهمند الثوره علي اخيه
روجر، وعزم على ان يستخلص لنفسه اوترانتو (طارنت ) في اقصي الطرف الجنوبي الشرقي لشبة الجزيره ، وذلك قبل ان يلجا عمهما روجر امير صقلية الى تسوية الامور بينهما .
لم يعترف بوهمند بالهدنة علي انها تسوية نهائية ، فاستمر يعمل سرا وخلسة علي مناهضة روجر بورصا . ثم حدث في صيف سنه 1096 ،ان اتفقت الاسره الملكية كلها علي ان تنزل العقاب بمدينة امالفي الثائرة عليهم . وكانت المرسومات البابوية
المتعلقة بالحرب الصليبية قد صدرت فعلا ، واجتاز البحر فعلا جماعات صغيرة من الايطاليين من جنوب شبة الجزيرة نحو الشرق . ثم ادرك بوهمند فعلا اهمية الحركة الصليبية حين وصل الى ايطاليا جيوش الصلبيين المتحمسة ، القادمة من فرنسا.
وعندئذ ادرك انه يصح ان يفيد منها . اذ ان عمه روجر امير صقلية لن يسمح له مطلقا ، بان يضيف الى املاكه دوقيه ابوليا . فراى انه من الخير ان يقيم له مملكة على الساحل الشرقي للبحر المتوسط . وما اتصف به الصليبيون الفرنسيون من الحماس ، اثار حماس الجنود النرمان المرابطين امام امالفي .
ولقي النرمان التشجيع من بوهمند ، فاعلن انه سوف يشترك في الحملة الصليبية ، ودعا بوهمند جميع المسيحيين المؤمنين للحاق به . وامام الجيش المحتشد ، خلع بوهمند رداءه الاحمر الثمين ، ومزقه قطعا صغيرة ، جعل منها صلبانا لقادته . وبادر اتباعه بالانضواء تحت لوائه ، وعمه روجر صاحب صقلية ، الذى جار بالشكوى بان الحركة الصليبية سلبته جيشه .

بادر وليم ابن اخت بوهيمند بالمسير مع الصليبيين الفرنسيين اما بوهمند فكان لابد له ان يتريث حتى يتم اعداد قواته فترك اراضيه فى حماية اخيه ورعايته وجمع من الاموال ما يكفى للانفاق على كل من صحبه من العساكر .ابحرت الحمله من بارى فى اكتوبر وصار مع بوهمند تانكرد الاخ الاكبر لوليم وابن ايما اخت بوهمند ،والمماركيز اودو وابنا عمه ريتشارد وراينولف امير سالرنو وبعض امراء نرمان صقليه وكذالك بعض امراء نرمان فرنسا .
كان جيش بوهمند اصغر حجما من جيش جودفرى الا انه كان يفوقه فى عدته وتدريبه .

نزلت الحمله اقليم ابيروس فى مواضع متناثرة على امتداد ساحل البحر الادرياتى بين دوروازو وافلونا وتجمعت هذه القوات عند قريه دروبولى فىوادى نهر فيوزا ولا شك انه تم ترتيب نزول الجند فى دروازو بعد استشارة السلطات البيزنطية وهى السلطات التى لم تشاء فيما يبدوا استنفاذ مؤن البلاد الواقعه على الطريق الرئيسي Via Egnatia على ان الراجح ان بوهمند هو الذى اختار الطريق الذى ينبغى ان يسلكه جيشه لان ما قام به منذ 15 سنة من حملات جعله يقف على طبيعة البلاد الواقعة جنوب الطريق الرئيسي .وما لجاء اليه من اتخاذ طريق غير مالوف كان يامل من ورائه تجنب اشراف البيزنطيين ورقابتهم .ولم يكن لدى يوحنا كومنين حاكم دوروازو من القوات ما يصح الاستغناء عنها وبذا صار فى وسع بوهمند ان يشرع فى المسير دون ان تتولى قوة بيزنطية حراسته .الا انه لم يكن هناك ما يدعوا لتوافر سوء النية من جهة بوهمند اذ ان كميات كبيره من المؤن جرى تقديمها للنرمان الى جانب ان بوهمند اشتد فى التنبيه على رجاله بأنهم سوف يجتازون بلادا مسيحية وينبغى ان يمتنعوا عن النهب فيها والعبث بها.

واذ بادر الجيش النورمانى باجتياز دروب جبال بندوس وصل قبيل عيد الميلاد الى كاستوريا فى غرب مقدونيا وحاول بوهمند ان يتزود بالمؤن فى كاستوريا الا ان السكان لم يرغبوا فى ان يتخلوا عن شيئا من مؤنهم الضئيلة لهؤلاء القادمين الطارئين الذذين لم ينسوا انهم اعداء قساة غلاظ فاستحوز الجيش على ما حتاجه من ماشية وخيل ومؤن وامضى النورمان عيد الميلاد فى كاستوريا ثم قاد بوهمند جيشه شرقا الى نهر فاردار ثم توقفو قليلا لمهاجمة قرية قريبه من طريقهم ينزل بها طائفة من اليهود فاحرقوا مساكنها وسكانها وبلغوا الننهر فى منتصف فبراير فكأنهم استغرقوا سبعة اسابيع فى اجتياز مسافة لا تزيد على مائة ميل .

اجتاز الجانب الرئيسي من الجيش نهر الفادرار الا ان احد كونتات بوهمند مع جانب صغير من الجيش بقوا على الضفة الشرقيه من النهر ولم يعبروا وعندئذ هاجمهم الحرس الامبراطورى (البجناك) ليحملوهم على العبور وما كاد تانكرد يسمع بخبر الهجوم حتى اجتاز النهر من جديد لنجدتهم فرد البجناك على اعقابهم ووقع فى يده عدد من الاسرى حملهم الى بوهمند الذى استجوبهم ولما علم انهم ينفذون اوامر الامبراطور فى المحافظة على النظام اطلق سراحهم وحرس بوهمند فى سياسته على ان يتخد مسلك طيب نحو الامبراطور
ولتحقيق رغبته في التزام السلوك الطيب ، لم يكد بوهمند يهبط في اقليم ابيروس ، حتى بادر بارسال السفراء الي الامبراطور .ولما اجتاز بوهمند بجيشه سالونيك ، في طريقة الي serres ، التلقي بهؤلاء السفراء بعد عودتهم من القسطنطينية ، وبصحبتهم موظف كبير من قبل الامبراطور ، فلم تلبث الصلات الودية ان توثقت بين الامبراطور وبوهمند . وتوافرت المؤن للجيش ، ووعد بوهمند مقابل ذلك ، انه لم يحاول دخول مدينه من المدن الواقعة علي طريقه ،بل انه وافق عليان يرد كل ما استولي علية رجالة من الدواب اثناء سيرهم . واراد رجال بوهمند اكثر من مره ان يهبوا الاراضي الزراعية ، غير انه نهرهم ومنعهم من القيام بذلك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 07:37

وصول بوهمند الى القسطنطينية
و في اول ابريل بلغ الجيش النرمانى روسه (كوشان الحالية ) في تراقيا ، وعندئذ قرر بوهمند ان يسرع الي القسطنطينية ، حتى يقف علي ما يجرى من المفاوضات بين الامبراطور وقادة الغرب الذين وصلوا فعلا . تخلي بوهمند عن قيادة الجيش الي تانكرد ، الذى سار بهم الي واد خصيب ، يمتد علي الطريق الرئيسي ، فامضوا بهذا الوادى عطلة عيد القيامة .وقدم بوهمند الي القسطنطينية في 9 ابريل ، فانزلوه خارج اسوار المدينة في دير القدسيين كوزماس وداميان ، وفي اليوم التالي سمحوا له بالمثول امام الامبراطور .
كان بوهمند في نظرالكسيوس اشد الصليبين خطورة .لان ما تعرض له البيزنطيون من تجارب سابقة , جعلتهم يدركون ان النرمان اعداء الداء , اشتهروا بشدة طموحهم وعنادهم وخيانتهم .
ودل بوهمند علي انه خير قائد لهم . واشتهر جيشة بالنظام وجودة السلاح والتدريب ، واكتسب بوهمند ثقة العساكر جميعا . وعلي الرغم من انه بالغ في الاعتداد بنفسه .من حيث الدراية
بالحروب , وان ما يصدر عنه لم يكن دائما يتسم بالحكمة , فانه كان دبلوماسيا حصيفا , شديد الاقتناع , وسياسيا بعيد النظر , واشتهر بوهمند بشخصيتة الجذابة , ولم يسع انه كومنين , وقد عرفته واشتدت كراهيتها له , الا ان تعترف بجاذبيته فكتبت تصفه انه كان فارع الطول , وعلي الرغم من تجاوزه الاربعين من عمره , كان له سمه الشاب وسحنته , كان عريض الكتفين , ضيق الخصر صافي البشرة متورد الخدين . اما شعره الاصفر فلم يبلغ من الطول ما كان مالوفا بين فرسان الغرب , وكان حليق اللحية . وكان منذ طفولته , ينحنى قليلا في مشيته , علي ان ذلك لن يضعف من صحته وقوته . ووصفتة انه كومنين , بان مظهره ينم عن صلابته , ولم تكن ابتسامته عزبة نقيه , بل يشوبها شىء من الشر, ومع ذلك فان انه كومنين , برغم انها لم تختلف عن سائر اليونان في تحفظهم وارتيابهم في جمال البشر , لم تستطع ان تخفي اعجابها به .

ودبر الكسيوس بان يكون اول لقاء له مع بوهمند علي انفراد , كما يكشف عن اتجاهه . غير انه لما تبين له انه صديق , وادرك انه صادق في وده ومساعدته , دعا جودفري وبلدوين اللذين كانا لا يزالان مقيمين بالقصر الملكى ، ليشتركا فيما يجري من المناقشات .وكان لما اظهره بوهمند من خلق مستقيم وزنه وتقديره . كان بوهمند اكثر الصلبيين ادراكا بان بيزنطة لا زالت دوله بالغة القوة، وانه ما لم يجر الارتكان الي مساندتها ، لن تتحقق اغراضهم . وان كل شجار معها سوف يؤدى الي كارثة . علي ان الافاده الرشيده من التحالف معها يصح ان يكون في مصلحته . واراد بوهمند ان يتولى قياده الحملة الصليبية كلها ، غير انه لم يكن لديه اذن من البابا بذلك ، وقد يؤدى ذلك الي اصطدامه بسائر القادة الصليبيين . فاذا حصل بوهمند من الامبراطور البيزنطي على تكليف رسمى صار له من المكانه ما يجعله يباشر اعماله الحربيه فسوف تكون له السيطره على كل تصرفات الصليبيين نحو الامبراطور ،وسوف يكون الوسيط الذى يسلم له الصليبيين ما يستردونه من اراض باسم الامبراطورية وسوف يكون هو المحور الذى تدور حوله كل المحالفات المسيحية ولذا لم يتردد بوهمند فى ان يحلف يمين الولاء للامبراطور ثم اقترح بوهمند على الامبراطور ان يعينه فى وظيفة دمستق الشرق (اى القائد الاعلى للقوات الامبراطورية فى الشرق)

غير ان هذا الطلب اثار حيرة الكسيوس اذ انه كان يخشى بوهمند ولا يثق فيه ولكنه حرص على المحافظة على ولائه فخصه بالسخاء والتشاريف والاموال ،الا انه اختلق الاسباب لعدم الاستجابة لطلب بوهمند اذ قال ان الوقت لم يحن بعد لتعيين دمستق وانه سوف يلي هذه الوظيفة بفضل ولائه واخلاصه.وكان لزاما على بوهمند ان يقع بهذا الوعد الغامض ،الذى شجعه ان يمضى فى سياسة التعاون وفى اثناء ذالك وعد الكسيوس انه سوف يبعث الى بوهمند من العساكر من يصحب الجيوش الصليبية وان يدفع لهم من اجور ما يكفى نفقاتهم ويكفل لهم المؤن ويوفر لهم المواصلات.
وعندئذ تقرر استدعاء جيش بوهمند الى القسطنطينية وفى 26 ابريل عبر بوهمند البسفور ليلحق بجيش جودفرى فى بلكانيوم .اما تانكرد الذى كره سياسة خاله بوهمند ولم يعقلها فانه اجتاز المدينة ليلا وصحبه ابن عمه ريتشرد امير سالرنو كيما يتجنب يمين الولاء وفى نفس اليوم قدم الى القسطنطينية ريموند كونت تولوز فاستقبله الامبراطور.[/size]
اما ريموند الرابع كونت تولوز ، والذى اشتهر عاده باسم كونت سان جيل ، التي تعتبر احب الممتلكات اليه ، فقد بلغ وقت ذاك سن النضوج ، اذ اقترب من الستين . وتعتبر كونتيته التي ورثها عن اسلافة اغنى دوقيه في فرنسا ، وورث اخيرا ماركيزية بروفانس ، التي تضارع دوقيته في الثروه والغني . وبفضل زواجه من الاميره الفيرا ، صاحبه اراجون ، ارتبط بالبيت الملكي ، باسبانياواشترك في كثير من الحروب المقدسة ضد المسلمين باسبانبا . ويعتبر ريموند اول نبيل استشاره البابا ايربان الثاني في مشروع الحمله الصليبية ، واول من اعلن اقراره لها . ولهذا السبب ، وغيره من الدواعي ، اعتبر انه له الحق في القياده العلمانية للحمله .


غير ان ما حرص علية البابا من اخضاع الحركة (الصليبية ) ، للسيطره الروحية جعله يرفض هذه الدعوى . والراجح ان ريموند كان يامل في ان الحاجة الي قائد علماني سوف تشتد ، وفي نفس الوقت دبر امر رحيله الي الشرق في صحبة القائد الروحي ، ادهيمر اسقف لي بويه .


اتخد ريموند الصليب ، اثناء انعقاد مجمع كلير مونت في نوفمبر سنه 1095 ، غير انه لم يستعد لمغادرة بلاده الا في اكتوبر من السنه التالية .
ونذر ريموند ان يقضي ما تبقي من حياته في الاراضي المقدسة . والراجح ان هذا النذر والقسم ، جري مع شىء من الشروط والتحفظات ؛ اذا انه عند مغادرة بلاده في فرنسا ،عهد بادارتها الي ابنه غير الشرعي برتراند ، ولم يتخل مطلقا عن حقوقه . وصحبة في رحلته زوجته ،ووريثة الشرعي الفونسو .
وباع او رهن جانبا من ممتلكاته ، كما يتوافر له من الاموال ،ما يكفي للانفاق علي حملته ، غير انه فيما يبدو التزم الاقتصاد في تجهينزها .



اما شخصيته فانها بلغت من التعقيد انه ليس من السهل تقديرها . وما قام به ريموند من اعمال تدل علي انه عنيد ، مغامر ، يسعى للحصول علي الربح والكسب ، شديد الغرور . غير ان ما اتصف به من طباع دمثة ، لقيت قبولا عند البيزنطيين ، اللذين راوا انه يفوق سائر رفاقه من الصلبيين تمدنا وادبا . واثارهم ايضا بانه يفوق زملاءه في الصدق والثقة . اشارت انه كومنين ، التي دونت الاحداث التي وقعت فيما بعد الي ان تحيزها الي جانبه ، يرجع الي تفوق سلوكه وطبيعته ، ونقاء حياته .واعتبر ادهيمر ،اسقف لي بويه ، المعروف انه رجل من الطراز الاول ،ريموند من خيرة الاصدقاء .


انحاز الي حمله ريموند الصليبية عدد كبير من نبلاء جنوب فرنسا ، ومنهم رامبالد كونت اورانج ،وجاستون كونت بيرن ، وجيرار كونت روسيلون ، ووليم كونت مونبلييه ، وريموند كونت لي فوريه ، وايزوار كونت جاب . واصطحب ادهيمر اخويه فرانسيز ـــ لامبرت مونتيل سيد بيرينز ، ووليم هيو مونتيل ، فضلا عن كل رجاله ،وتلي ادهيمر في الانحياز الي ريموند ، وليم اسقف اورانج . عبرت الحمله جبال الالب ، عند كول دي جنيفر ، واخترقت شمال ايطاليا حتي راس بحر الادرياني ، بل التزم السير ازاء ساحله ، مجتازا استريا ودالماشيا ، ولم يكن ذلك قرارا حكيما ، نظرا لسوء حاله الطرق بدالماشيا ، ولما اشتهر به سكان هذه الجهات من خشونة الطبع والعداوة علي انه لم يقع حادث من الاحداث عند اجتياز استريا . غير ان الجيش ظل نحو 40 يوم من ايام الشتاء القارس ، يشق طريقه في دروب دالماشيا الصخرية الوعرة ، وتعرضت مؤخرة الجيش دائما لاعتداء القبائل الصقلبية المتوحشة . واتخذ ريموند مكانة في مؤخرة الجيش لحمايته . فانقذ رجاله ذات مرة ، بما اقامة في عرض الطريق من حاجز مؤلف من الاسري الصقالبة الذين وقعوا بيده ، ونكل بهم ، ومثل بهم اشنع تمثيل . وحينما خرج ريموند بجيشه ،وفر من المؤن ما يكفي جنده طول الرحلة ، فلم يهلك احد من رجاله ، جوعا او في قتال .


فلما وصل اخر الامر الي اسكودرا ، اخذت المؤن في النفاد . فاجتمع ريموند مع الامير الصربي بودين ، الذي وافق ، بعد ان حصل علي هدايا قيمه ، علي ان يسمح للصليبيين بان يشتروا ما شاءوا من اسواق المدينة . غير انه لم يتيسر لهم الحصول علي المؤن ، وكان لزاما علي الجيش ان يمضي في طريقه وقد اشتد به الجوع والبؤس ، حتى و صل الي الحد البيزنطي ، شمال دورازو ، في اوائل فبراير . وكان كل من ريموند وادهيمر ، ياملان في ان تنتهي عندئذ المتاعب.[/size]





رحب يوحنا كومنين بالصليبين فى دورازو حيث كان ينتظرهم رسل من قبل الامبراطور وحرس من البجناك ليصحبوهم الى القسطنطينية على امتداد الطريق الرئيسى ارسل ريموند منقبله سفارةالى القطنطينية لتعلنخبر قدومه وبعد ان استراح الجيش اياما فى دورازو استانف المسير على انه تخلف عن المسير مع الجيش شقيق ادهمير سيد بيرينز حتى يتم شفاؤه من مرض المبه نتيجة متاعب ومخاطرات السفر على ان رجال ريموند لم يسهل ضبطهم ولم يخضعوا للنظام كرهووجودالحراس البجناك الذين ظلوا يرقبونهم من كل ناحيه وما اتصفوا به من الميل الى الغارة ادى الى استمرار مشاحنتهم مع حراسهم وفى احدى المناوشات لقى اثنان من البروفنساليين مصرعهما بعد ان مضى يومان على مسيرالحمله ولميلبث ادهيمرنفسه انضل الطريق فاعتدى عليه البجناك وجرحوه ثم اسروه دون ان يفطنوا الى شخصيته ولم يلبث ان عادالى الجيش ولم يحزن لما جرى غير ان عساكره سائهم ما حدث وازدادحنقهم واشتدت ثائرتهم حينما تعرض ريموند نفسه للهجوم فى احوال مماثلة قرب اديسا


وعند سالونيك تخلف ادهيمر عن الجيش كيما يعالج جراحه وظل بسالونيكحتى لحق به اخوه قادما من دورازو ولم لم يكن لادهيمر من سلطان قوى فى ضبط العساكر لازداد حال الجيش سؤ غير انه لم يحدث ما يكدر الصفو حتى وصل الجيش الى روسه فى تراقيا على ان عساكر بوهمند ازدادوا سرورا وسعادة لما لقوه قبل اسبوعين من قدوم جيش ريموند من اهل المدينه (روسه) من استقبال حافل ولعل ما قام به رجال ريموند من الاعتداء يرجع الى ان اهل المدينه لم يتوافر لديهم من المؤن ما يبيعونه للعساكر الصليبية وبعد ان هتف العساكر : ((تولز, تولز)) هاجموا اسوار المدينة واقتحموا بابها ونهبوا كل دورها وحدث فى رودوستو بعد ايام قليلة ان التقى العساكر بسفراء ريموند عند عودتهممن القسطنطينية يصحبهم رسول من قبل الامبراطور يحمل رسائل ودية تلح على ريموند بالمبادرة الى المسير الى القسطنطينية وتنطوى ايضا على الاشارة الى حرص كل من بوهمند وجودفرى على قدومه وحضوره والراجح ان الشطر الاخير من الرساله والخوف من اتخاذ قرارات هامه اثناء تغيب ريموند هوالذى جعل ريمونديقبل الدعوة بالتعجيل بالسير الى العاصمة فترك جيشه وبادر بالتوجه الى القسطنطينية فبلغها فى 21 ابريل.



ولما ارتحل ريموند لم يعد بالجيش من القادة من يستطيع ان يحفظ نظامه فبادر العساكر الى الاغارة على الريف على ان فصائل كثيره من الجيش البيزنطى كانت ترابط فى الجهات القريبه فتحركة لمهاجمة المغيرين واسفر القتال عن هزيمة عساكر ريموند وهروبهم بعد ان تركوا اسلحتهم وامتعتهم فى ايدى البزنطيين وبلغت انباء الكارثة ريموند عند تاهبه للمسير للقاء الامبراطور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 07:41

ريموند والامبراطور
لقى ريموند استقبالا حافلا فى القسطنطينية .اذ نزل بقصر خارج اسوار المدينة غير انه لم يلبث ان جرت دعوته الى القصر الامبراطوري حيث عرض عليه ان يحلف يمين الولاء على ان ما عاناه فى الطريق من متاعب وما سمعه من انباء سيئة اثار غضبه وحيره وسائهالموقف الذى وجده بالقصر .اذ ان الهدف الذى لم يحد عنه ابدا هو ان يجري الاعتراف به قائدا عسكريا لكل الحملة الصليبية غير ان سلطته الراهنه استمدها من البابا و من صلته بممثل البابا ادهيمر اسقف لي بويه الذى كان غائبا واكثر من ذالك انه اذا اقسم يمين الولاء للامبراطور كما فعل القادة الاخرين فليس لذالك معنى سوى انه تخلى عن الصلة التى تربطه بالبابا وسوف يؤدى ذالك الى ان يهبط مستواه الى مستوى القادة الاخرين . يضاف الى ذالك ثمة خطر اخر اذ ادرك ريموند بفطناته ان بوهمند يعتبر منافسا خطيرا له اما بوهمند فيما يبدو فانه حاز رضا الامبراطور وترددت الشائعة ان سوف يعين من قبل الامبراطور قائدا عاما للحملة فاذا اقسم ريموند يمين الولاء فليس له معنى سوى انه لن يفقد اسبقيته فحسب بل سيصبح ايضا خاضعا لسلطة بوهمند باعتباره ممثلا للامبراطور.


فأعلن ريموند انه لم يات الى الشرق الا لكى يعمل فى سبيل الله والله تعالى هو وليه وسيده ودل على ذالك انه الممثل العلمانى للبابا .غير انه اضاف الى ذالك انه اذا تولى الامبراطور نفسه قيادة القوات المسيحية فلن يمانع فى الانضواء تحت رياسته فيدل ازعانه على ان ريموند يكره بوهمند لا الامبراطور على ان الامبراطور فوسعه ان يرد على ذالك ان احوال الامبراطوريه لا تسمح له ان يغادر بلاده.


ولم تجد نفعا توسلات قادة الغرب عند ريموند فى ان يغير موقفه وذالك لاعتقادهم ان نجاح الحمله بات فى خطر وصار موضع شك .ولما كان يأمله بوهمند فى ان يتولى قيادة الحملة ولحرصة على ارضاء الامبراطور صرح انه سوف يمضى فى تاييد الامبراطور ونصرته واذا لجأريموند الى منازعة الامبراطور ومهاجمته بل ان جودفري ذاته لم يسعه الا ان يشير الى ما تتعرض مسلحة المسيحية من خطر بسبب ريموند .



اما الكسيوس فانه تنحى جانبا عن المناقشات على الرغم من انه لم يبذل لريموند الهدايا ما منحه لسائر الامراء وحدث اخر الامر،فى 26ابريل ان وافق ريموند على ان يعدل فى صيغة القسم بان وعد بتبجيل واحترام حياة الامبراطوروشرفه وانه يحرص على ان لا يصيب الامبراطور ضرر من ناحيته

فلما انتهت المفاوضات عبر الى اسيا الصغرى بوهمندوجيشه و فى تلك الاثناء
كان جيش ريموند قد احتشد فى رودستو وقد ضعفت روحه المعنويه فى انتظار قدوم ادهيمر اسقف لى بويه ليتولى قيادته الى القسطنطينية ومن المحقق انه اجتمع بالامبراطور وانه اسهم فى تسوية الامور بين الكسيوس وريموند اذ صار الامبراطور يجتمع بريموند على انفراد وشرح له انه لا يضمر الحب للنرمان وان بوهيموند لم بفز بالقيادة العليا وبعد مضى يومين من حلف ريموند يمين الولاء اجتاز السفور هوه وجيشه غير انه لم يلبث ان عاد الى القسطنينية حيث مكث اسبوعين فى البلاط البيزنطى ولما غادر البلاط كانت العلاقات الودية قد توطدت بين الامبراطور وريموند وادرك الكسيوس انه صار حليفا لشخص قوى يستطيع ان يناوئ به بوهيمند وتغير موقف ريموند من الامبراطوريه





اما الجيش الصليبى الرابع , الذى جاء من الغرب , فانه بدء سيره من شمال فرنسا فى اكتوبر 1096 , اى بعد فتره وجيزة من خروج ريموند من موطنه .

وتولى قياده الجيش روبرت دوق نرمنديا , وصهرة ستيفن كونت بلوا , وابن عمه روبرت الثانى كونت فلاندر . كان روبرت الابن الاكبر لوليم الفاتح وكان فى الاربعين من عمره , لين الجانب , دمث الاخلاق , تنقصه الكفايه والاقدام , على الرغم من انه لا يفتقر الى الشجاعه والجاذبيه . وظل روبرت منذ وفاه ابيه فى نضال مرير مع اخيه , وليم روفوس ملك انجلترا , الذى غزا دوقيه (نرمنديا ) مرارا . واشتد تاثره لدعوة ايربان الى الحرب الصليبية , فلم يلبث ان اعلن الاشتراك فيها . ومقابل ذلك , اغتنم البابا ايربان فرصه وجوده فى شمال فرنسا , فدبر امر التوفيق بينه وبين اخيه .



على ان روبرت امضى شهورا عديده فى تجهيز الحملة الصليبية , ولم يستطيع ان يجمع المال الازم لها الا بعد ان رهن دوقيته لدى وليم , مقابل عشرة الاف مارك (قطعه فضيه) . وتم التوقيع على وثيقه الرهن فى سبتمر سنه 1096 . ولم تنتقض الا ايام قليله , حتى سار روبرت بجيشه الى بونتارلييه حيث انحاز اليه ستيفن بلوا وروبرت فلاندر . وصحبه فى الحملة اودو اسقف بايو , ووالتر كونت سان فاليرى ووريثا الدوقين مونتجومرى ومورتاين , وجيرار جورتاى , وهيوسان بول , وابناء هيو جرانت ميسنل , وعدد من الفرسان والرجاله , لا من نرمنديا فحسب , بل ايضا من انجلترا واسكتلنده وبريتانى , على ان النبيل الانجليزى الوحيد الذى صحب الحمله الصلبيه , وهو رالف جوادر ايرل نوفللك , كان وقتذاك فى المنفى , يعيش فى ضياع امه فى بريتانى .



لم يكن ستيفن بلوا يميل الى الاشتراك فى الحملة الصلبية . غير انه تزوج اديلا ابنة وليم الفاتح , وكان لاديلا الكلمه النافذه فى دار ستيفن , وهى التى تتخذ القرارات . فحملته على ان يخرج للحرب الصليبية فلبى دعوتها , وخرج محاربا . وصحبه فى الحمله كبار اتباعه و امثال ايفيرار لى بويل و وجيرن جيرونا , وكارو اسينى , وجفرى جيرين , وقسيسه اسكندر , ومن بين جماعته فولشر قسيس شارتر ,المؤرخ المعروف . واذ كان ستيفن يعتبر من اغنى رجال فرنسا , لم يجد صعوبه فى جمع المال الازم لحملته , وعهد بادارة املاكه الى زوجه الحازمه .



اما الكونت فلاندر فكان اصغر سنا , وغير ان شخصيته كانت بالغه القوة .خرج والده , روبرت الاول , سنه 1086 , حاجا الى بيت المقدس , وفى اثناء عودته من الحج , دخل فى خدمه الامبراطور الكسيوس فترة من الزمن , غير ان الصله بينهما ظلت مستمرة حتى وفاه كونت فلاندر , سنه 1093 . ولذا كان من الطبيعى ان يشترك ابنه روبرت الثانى فى الحرب الصليبيه وقتال المسلمين . وعلى الرغم من ان جيشه كان اقل عددا من جيش ريموند او جيش جودفرى , فانه اشتهر بفائق عدته وتجهيزة . صحبه عساكر من برابانت بقياده بلدوين الوست كونت غنت . وعهد باداره اراضيه اثناء غيابه , الى زوجته الكونتيسه كلمنتيا البرجنديه .



ومن بونتارلييه خرج الجيش المتحد , متوجها صوب الجنوب , فاجتاز جبال الالب الى ايطاليا . وعند اجتيازة لوكا فى نوفمبر , التقى بالبابا ايربان , الذى مكث بها بضعه ايام , اثناء عودته من كريمونا الى روما .
استقبل ايربان زعماء الحمله فشملهم ببركته . وتوجه الجيش الى روما , لزيارة قبر القديس بطرس , غير انه رفض التدخل فيما نشب من نضال بين اتباع ايربان , واتباع جيبرت البابا المغتصب , المعين من قبل الامبراطور هنرى الرابع , وقد اثار هذا النضال الاضطراب فى مدينه روما .


وخرجوا من روما , وتوجهوا عن طريق مونتى كاسينو الى الدوقيه النرمانيه بالجنوب . فلقي الجيش استقبالا حافلا من قبل روجر بورصا ,دوق ابوليا , الذى يرتبط بصلة المصاهرة مع كونت فلاندر , عن طريق زوجته اديلا ارمله ملك دانمرقه واخت كونت فلاندر . واعترف روجر بورصا بدوق نورمنديا زعيما للعنصر النورمندى . فبذل روجر بورصا لصهره هدايا وفيره قيمه , غير ان صهره لم يقبل من هذه الهدايا الا المقدسات الدينيه , مثل شعره من شعرات العذراء, وقطعا من عظام القدسيين متى ونيقولا , فارسلها الى زوجته , لتخلدها فى دير واتن

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 07:44

شهر سيبتمبر , فواصل الى القسطنتينيه دون ان يعترضه حادث من الاحداث , وبلغ بيزنطه فى نفس الوقت الذى قدم فيه بوهمند , غير ان كونت الوست , الذى حاول ان يهبط بالقرب من شيمارا , التى تقع فى اقصى الجنوب , بعيدا عن الموانىء التى وقع الاختيار عليها للنزول بها , لم يلبث ان اكتشف ان فصيلة من الجنود البيزنطية اغلقت الميناء , فدارت معركه بحريه صغيره , اسهمت انه كومنين فى وصفها , نظرا لما يربطها من صداقه مع بطل المعركه ماريانوس مافرو كانا كلون ابن قائد الاسطول .وعلى الرغم من بساله القسيس اللاتينى , الذى راع البيزنطيين , بعدم اكتراثه بالزى الدينى , فان السفينه برابانسون تعرضت للهجوم البيزنطى ,ثم وقعت فى يد البيزنطنيين .

وارغم الكونت ورجالة على النزول فى دورازو . والواضح ان الفلمنكيين لم يبدوا اية معارضه فى بذلهم يمين الولاء للامبراطور الكسيوس . وكان الكونت روبرت من الامراء الذين الحوا على ريموند فى ان يذعن للامبراطور البيزنطى .


وبقى فى جنوب ايطاليا حتى الربيع , كل من روبرت النرمندى وستيفن بلوا . وما افتقر اليه من الحماس كان له تاثير على اتباعها , فاخذ كثير منهم فى الطواف والتجوال راجعين الى بلادهم , ثم حدث اخر الامر , فى مارس , ان تحرك الجيش الى برنديزى , وفى 5 ابريل , تجهز للاقلاع منها . على انه حدث , لسوء الحظ , ان انقلبت فى البحر اول سفينه استلقوها اثناء تاهبها للسير , فغرقت , فهلك نحو اربعمائه راكب بدوايهم من الخيول والبغال , فضلا عن خزائن المال . وما حدث من اكتشاف الجثث التى قذفت بها الامواج الى الساحل , والتى تحمل على الاكتاف الصلبان , لم تزد المؤمنين الا قوة وثباتا , غير انها فى نفس الوقت لم تفلح فى منع المتمردين خائرى القوة , من التخلى عن الحمله .


ولم يجد معظم الجيش صعوبة فى ركوب البحر , فوصل دورازو سالما بعد رحله شاقة استغرقت اربعة ايام . احتفلت السلطات البيزنطيه فى دورازو بقدومهم وامدتهم بحرس يصحبهم فى الطريق الرئيسى المؤدى الى القسطنتينية , على ان الرحلة تمت فى هدوء وسلام , ولم يعكر صفوها الحادث البسيط الذى وقع اثناء اجتياز الجيش جدول ماء , فى سلسله جبال بندوس , حينما اجتاح الفيضان المفاجىء جماعه من الحجاج فغرقوا . ثم وصل الجيش الى القسطنطينية فى مايو , بعد ان مكث فى سالونيك اربعه ايام .


وجرى اعداد معسكر لهم خارج اسوار المدينه , وتقرر السماح لكل جماعة مؤلفة من اربع او خمس رجال , ان تدخل الى المدينة لمشاهده مناظرها , وللتعبد فى مشاهدها وكنائسها , والمعروف ان الجيوش الصليبية السابقة اجتازت فعلا البوسفور , ولم يلمس الصليبيون المتاخرون عند البيزنطيين شيئا من الكراهية والحقد . وادهشهم ما لمسوه من جمال المدينه وروعتها , فنعموا بما بذلته لهم من اسباب الراحه والدعه . فشكروا للامبراطور ما منحهم من الاموال , وما قدمه لهم من الثياب الحريرية والمؤن والخيول .

فبادر زعمائهم بحلف يمين الولاء له , وحمد لهم الامبراطور هذا السلوك فغمرهم بالهدايا . وحينما كتب ستيفن بلوا , فى الشهر التالى الى زوجته , التى كان دائما يراسلها , وكان فى غمرة الغبطة والسرور , لما لقيه من الامبراطور من الحفاوة . واقام ستيفن بالقصر الامبراطورى عشره ايام , عامله الامبراطور اثناءها على انه احد ابنائه , فصار يسدى اليه النصح , ويغمرة بالهدايا النفيسة , وعرض عليه ان يؤدب اصغر ابنائه .وما كان له تاثير خاص عند ستيفن , ما تبذله الامبراطور من السخاء والكرم لجميع رجال الجيش الصليبى , وما اعده من نظام متين لتموين العساكر المقالته . وكتب ستيفن الى زوجته : ( ان والدك , يا عزيزتى , مشيرا بذلك الى وليم الفاتح , بذل منحا كثيرة , غير انه لا يضارع فى ذلك هذا الرجل ) .



نجاح خطة الامبراطور :

امضى الجيش بالقسطنطينية اسبوعين , قبل ان يجتاز البوسفور الى اسيا . بل ان عبور البوسفور كان من دواعى سرور ستيفن , لانه سبق ان سمع ان اجتياز القنال محفوف بالخطر , غير انه تبين له انه لم يزد فى ذلك على اجتياز نهر المارن او نهر السين . سارو ازاء خليج نيقوميديا , مخترقين المدينه ذاتها , ليلحقوا بالجيش الرئيسى الذى اخذ وقتذاك يحاصر نيقيه .



واضحى فى وسع الكسيوس ان يتنفس من جديد , بعد رحيل الصلبيين . فكل ما كان يرغب فى الحصول عليه من الغرب , ان يرسل اليه عساكر ماجورة , غير انه جاء بدلا من ذلك جيوش ضخمه , يتولى كل منهما قاده منهم , فما من حكومه لا تحفل حقا بان تجد اعدادا من القوات الحربية المتحالفه المستقله تغزو بلادها , ولا سيما اذا كانت هذه القوات فى الدرك الاسفل من الحضاره . اذ لا بد من امدادها بالمؤن ومنعها من الاغارة والتخريب .


اما الحجم الحقيقي للجيش الصليبي فلا يمكن تقديرة الا تخمينا . وما حدث فى العصور الوسطى من تقديرات , اتسمت دائما بالمبالغه الشديده . غير ان جموع بطرس الناسك , التى ضمت بين صفوفها , عددا كبير من غير المحاربين , بلغت فيما يبدو نحو عشرين الف , اما الجيوش الصليبية الرئيسيه , وهى جيوش ريموند وجودفرى وشمال فرنسا , فيربو كل منها على عشرة الاف , يدخل فى ذلك العدد غير المحاربين . ويقل عن هذا العدد جيش بوهمند , يضاف الى ذلك جموع اخرى اقل عددا . غير انه لابد ان نفذ الى الامبراطوريه من الغرب , بين صيف 1069 , وربيع 1097 ,من الجيوش ما يتراوح عددها جميعا بين ستين ومائه الف شخص . وفى الحمله , حاز الامبراطور نجاحا كبيرا فيما اعده من تدابير لمعالجتهم . فلم يعان احد من الصلبيين قله المؤن .



عند اجتياز جبال البلقان . والغارات الوحيده التى وقعت من اجل الحصول على الطعام , هى تلك التى قام بها والتر سانزافورا (المفلس ) فى بلغراد , وبطرس فى بيلابلانكا ,وذلك فى ظروف استثنائية , وتلك التى قام بها بوهمند فى كاستوريا , اثناء مسيرة فى الطريق وعر فى قمه الشتاء . ولما لم يكن لدى الكسيوس من قوات وفيره , لم يتيسر منع ما حدث من الغارات الصغيرة او الهجمات المتفرقه الطائشة على المدن . على ان كتائب الكسيوس من البجناك , الذين اشتروا بالطاعه العمياء لاوامر الامبراطور , دلت على انها قوة امن بالغه الكفايه , على الرغم من انها لابد ان ضايقت الصليبين , على حين ان مبعوثيه التزموا عادة الكياسة فى معامله امراء الغرب . ومن الدليل على اضطراب نجاح طرق الامبراطور ووسائله , السهولة التى تم بها اجتياز الجيوش الاخيرة المؤلفه من رجال شمال فرنسا , الذين لم ينالوا حظا من التدريب والنظام , وتولى امرهم قاده ضعاف .




مصالح اللامبراطور :


وحصل الكسيوس بالقسطنطينية على يمين الولاء من كل الامراء ما عدا ريموند , الذى تفاهم معه سرا . ولم يخالجه الشك والوهم فى القيمه العمليه لليمين , وفى صدق الرجال الذين حلفوا له اليمين ؛ على ان هذه اليمين هيات له من الميزات القانونيه , وما سوف تثبت اهميتها .


اذ لم يكن من اليسير تحقيق النتيجه الناجمه عنها ؛ فعلى الرغم من ان كبار العقلاء من القاده امثال بوهمند , واذكياء المراقبين امثال فولشر شارتر , ادركوا ضرورة التعاون مع بيزنطة , فان صغار الفرسان وسائر العساكر , اعتبروا اليمين ضربا من الاذلال , بل عدوها دليلا على انعدام الثقه . وما اثار تعصبهم وتحديهم للبيزنطيين , ما تلقوة من ترحيب بادر من اهل الريف , الذين ظنوا انهم جاءوا لانقاذهم . وما اشتهرت به القسطنطينية من الاتساع , والفخامةوالثروة , ونشاط سكانها من التجار والصناع ,وما يتدبر به نبلاؤها من ثياب متمدنه جميلة ,وما يرتدية كبار العقائل من ثياب فاخرة , وقد تحلين بالزينه , وسار من ورائهن حاشيه من الطواشيه والجوارى , كل ذلك اثار عندهم الازدراء والاحتقار , الذى امتزج باحساس بالنقص بالغ الاضطراب . لم يفهموا لغه البلاد وعاداتها , بل ان صلوات الكنيسة وطقوسها كانت غريبة عليهم .



وبادلهم البيزنطيون هذه الكراهية . اذ ان سكان العاصمه (القسطنطينية ) اعتبروا هؤلاء اللصوص الاجلاف الغلاظ الذين لا ضابط لهم , والذين عسكروا زمنا طويلا فى ارباض مدينتهم , مصدر نكد واضطراب شديد , بينما تجلى شعور اهل الريف فى رساله كتبها , تيوفيلاكت رئيس اساقفه بلغاريا , من مقرة فى اوكريدا الواقعه على الطريق الرئيسى .



وبرغم ما يؤخذ عادة على تيوفيلاكت من الميل الى الغرب , لم يسعه الا ان يتحدث عن المتاعب التى اثارها اجتياز الصلبيين لاسقفيته , غير انه يضيف انه هو ورعيته اخذوا يتعلمون كيف يتحملون فى صبر واناة هذا العبء . لم يبشر استهلال الحرب الصليبيه بتحسين العلاقات بين الشرق والغرب .


ومع ذلك فالراجح ان الكسيوس لم يكن ساخطا , اذ انجاب الخطر عن القسطنطينية , وتوجه الجيش الصليبي الكبير لقتال الترك . وعزم الكسيوس مخلصا على ان يتعاون مع الصليبين , انما بشرط واحد , الا يضحى بمصالح الامبراطورية فى سبيل مصالح فرسان الغرب , اذ جعل واجبه اولا نحو قومه . يضاف اى ذلك انه لم يختلف عن كل البيزنطنيين فى الاعتقاد بان سعاده العالم المسيحى , تتوقف على سعادة الامبراطورية المسيحية المعروفه فى التاريخ . وكان اعتقادة سليما وصائبا

اشتد النزاع بين الامبراطور والامراء الصليبيين على حقوقهم الاساسية وعلى توزيع الفتوح المقبلة فلم يكن ثمة خلاف فى المراحل الاولى من الحمله والتى تبداء بستخلاص طريق اسيا الصغرى مما يترتب عليه طرد الترك من اسيا الصغرى
والواضح انا الاتفاق كان تاما حول الخطه الحربيه ونظرا لان جيشا بيزنطيا كان يساند الصليبيين حتى وقت ذاك احب الصليبييون فى ان ينصاعوا لاوامر القادة البيزنطيين المتمرسيين فى كل ما يتعلق بالشؤن الحربية.

وكان اول هدف هو الاستيلاء على نيقية عاصمة السلاجقة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 07:47

نيقية
وتقع نيقيةعلى شواطىء بحيرة اسكان , التى لا تبعد كثيرا عن بحر مرمرة . ويجتازها الطريق الحربى البيزنطى القديم , على الرغم من ان طريقا اخر , يعتبر بديلا عن الاول , يسير على مسافه قصيره الى الشرق منه , فاذا بقى هذا الحصن الكبير فى يد العدو كان ذلك مصدر خطر يهدد سائر الطريق التى تخترق الاقليم . كان الكسيوس حريصا على ان يبادر الصليبيون الى التحرك , نظرا لقرب حلول فصل الصيف , كما ان الصليبين انفسهم كانوا قلقين , ففى الايام الاخيرة من ابريل 1097 , وقبل ان يصل الى القسطنطينية الجيش القادم من شمال فرنسا , صدرت الاوامر باقامه المعسكر فى بليكانوم , وبالزحف على نيقيه .

احتشاد الصليبين امام نيقيه :


جرى اختيار الوقت المناسب , اذ ان السلطان السلجوقى , قلج ارسلان الاول كان غائبا وقتذاك عن عاصمته , اذ توجه الى الحدود الشرقية كما ينازع امراء دانشمند السياده على ملطيه , التى انصرف اميرها الارمنى جبرائيل , الى اثارة النزاع بين الامراء المجاورين ,وايقاع الفتنه والبغضاء بينهم . والواقع ان قلج ارسلان لم يدرك ما كان يتهدده من خطر من جهة الغرب . فما احرزه فى سهوله ويسر من انتصار على جموع بطرس الناسك , حملة على احتقار الصليبين .ولعل حرص جواسيسة وعيونه فى القسطنطينية على ارضاء سيدهم , جعلهم يبالغون فى اخبار النزاع بين الامبراطور والامراء الغربيين . ولاعتقاده ان الحملة سوف لا تتوغل مطلقا حتى نيقيه , خلف داخل الاسوار , زوجته واطفاله وامواله . لم يبادر قلج ارسلان الى ارسال جانب من جيشه نحو الغرب , ولم يقرر المضى فى اثرة بعد الفراغ من تدبير امورة فى الشرق , الا حينما جاءته اخبار احتشاد عساكر العدو فى بيلكانوم . على ان عساكره لم تصل الا متاخرة لمنع زحف الصليبيين على نيقيه .



غادر جيش جودفرى , امير اللورين , بليكانوم , حوالى 26 ابريل 1097 , قاصدا نيقوميديا , حيث انتظر بها ثلاثه ايام , فانحاز اليه جيش بوهمند بقياده تانكرد , وانضم اليه بطرس الناسك ,ومن تبقى معه من جموعه . اما بوهمند فانه مكث بضعه ايام فى القسطنطينية , كما يدبر مع الامبراطور امر امداد الجيش بالمؤن . وصحب العساكر ثله من المهندسين البيزنطنيين بادوات الحصار , بقياده مانويل بوتوميتس . ثم قاد جودفرى الجيش من نيقوميديا الى كيفيتوت , ثم انحرف جنوبا , مخترقا الدرب الذى هلك فيه رجال بطرس , ولا زالت عظامهم تغطى مدخل الدرب , وتمنع المرور فيه .


واذ خشى جودفرى ان يلقى نفس المصير , ولما تلقاه من الامبراطور من نصيحه , التزم الحذر فى سيرة , فكان يرسل امامه الكشافه والمهندسين , لتطهير الدرب وتوسيعه , وتقرر وقتذاك تمييزه بنصب سلسله من الصلبان الخشبيه , لتكون دليلا للحجاج الذين يقدمون مستقبلا . وفى 6 مايو وصل جودفرى الى نيقيه . واشتهرت المدينه منذ القرن الرابع بمناعه استحكاماتها , اما اسوارها التى امتد طولها اربعه اميال , والتى ارتفع عليها 240 برجا , فان البيزنطيين دابوا على صيانتها واصلاحها . تقع نيقيه على الطرف الشرقى لبحيرة اسكان , وارتفعت اسوارها الغربيه من خلالها المياه الضحله , فكونت شكلا خماسيا غير منتظم . عسكر جودفرى خارج السور الشمالى , بينما عسكر تانكرد خارج السور الشرقى , اما السور الجنوبى فاختص به جيش ريموند .



وعلى الرغم من ضخامه الحاميه التركية المرابطه فى نيقيه , فانها احتاجت الى امدادا . فتقرر انفاذ الرسل , الذين وقع احدهم فى ايدى الصليبيين , الى السلطان , ليحثوه على ان يدفع بالعساكر الى المدينه من الابواب الجنوبية , قبل ان يكتمل تطويقها . غير ان الجيش التركى لا زال بعيدا عن المدينة ؛ وقبل ان تقترب منها مقدمه الجيش التركى , كان ريموند قد وصل فى 16 مايو 1097 , ووزع عساكره امام السور الجنوبى . ولم يمضى يومان او ثلاثه حتى انحاز الى جيشه بوهمند بعساكره . على ان تناقض المؤن اضعف الصليبيين قبل قدوم بوهمند . وبفضل مفاوضاته مع الكسيوس , تدفقت منذ قدومه المؤن على المحاصرين الذين قدموا برا وبحرا . واحتشد كل الجيش الصليبي بعد قدوم روبرت النرمندى وستيفن بلوا بجيوشها . فصار يعمل على انه كتله واحده , على الرغم من انه لم يكن للجيش وقتذاك قائد عام , فكانت القرارات يصدرها الامراء بعد اجتماعهم فى هيئه مجلس . ولم يقع بينهم حتى وقتذاك اختلاف خطير . وفى تلك الاثناء تحرك الامبراطور الكسيوس نحو بليكانوم , حتى يتيسر له الاتصال بالعاصمه ونيقيه .


لم تصل اول قوة تركية لنجده (نيقيه) الا عقب قدوم ريموند , فالفت المدينة قد اكتمل حصارها من جهة البحر , ولم تلبث هذه القوة ان انسحبت بعد مناوشه فاشله مع عساكر ريموند , واخذت تترقب الجيش التركى الرئيسى بقياده السلطان , الذى اخذ يقترب من المدينة . اصدر الكسيوس التعليمات الى بوتوميتس , بالاتصال بالحاميه المحاصره داخل المدينة . ولما تبين للحاميه ما حدث من التراجع عن انقاذها , طلب قادتها الى بوتوميتس ان ينفذ الى داخل المدينة , بعد ان بذلوا له الامان , ليتناقشوا فى امر التسليم . فقبل الطلب , غير ان الانباء لم تلبث ان ترددت بان السلطان اضحى قريبا منهم , فتوقفت المفاوضات .




المعركة خارج نيقيه:

وحوالى 21 مايو 1097 , قدم السلطان جيشه من جهة الجنوب , فبادر بمهاجمه الصليبيين , محاولا بذلك ان يشق له طريقا , ينفذ منه الى المدينة . وتحمل الصدمه ريموند وادهيمر اسقف لى بويه , الذى كان على مجنبته اليمنى , لانه لم يكن بوسع كل من جودفرى او بوهمند ان يخاطر بتخيله عن القطاع الذى تولى حصاره من اسوارالمدينة , غير انه نهض لمساعده ريموند , روبرت فلاندر وعساكره . ودارت رحى القتال , واستمرت المعركه يوما باكمله , ومع ذلك لم يستطيع الترك ان يشقوا لهم طريقا . فلما ارخى الليل ستوره , قرر السلطان الانسحاب . اذ كان الجيش الصليبي اقوىمما كان يظن , حتى اذا التقى جندى باخر , لم يكن الاتراك اندادا اقوياء لفرسان الغرب المزودين باحسن الاسلحه , اذا وقعت الحرب امام اسوار المدينه . وادرك السلطان انه من السياسه الحربيه السليمه ان يرتد الى الجبال , وان يترك المدينه لتواجه مصيرها .



تعرض الصليبيون لخسائر فادحه فى الارواح , اذ قتل عدد كبير منهم , من بينهم بلدوين كونت غنت , ومعظم من عاش من المشتركين فى القتال اصابته الجراح . غير ان الانتصار زاد فى اعتدادهم بانفسهم . ومن دواعى سرورهم انهم عثروا بين القتلى من الترك , على الحبال التى احتفظ بها الترك لقيد الاسرى الذين كان السلطان يامل فى الحصول عليهم . وكما يضعف الصليبيون الروح المعنوية عند الحامية المحاصرة فى داخل المدينة , لجاوا الى اجتزاز رؤوس عدد كبير من القتلى , وقذفوا بها من فوق الاسوار , او رفعوها على الحراب , لاستعرضها امام ابواب المدينة .


ونظرا لانهم لم يخشوا خطرا من خارج المدينه , شددوا الحصار عليها . غيران الاستحكامات كانت بالغه المناعه . ولم تنجح محاولات ريموند وادهمير فى نقب احد الابراج الواقعه فى الجنوب , بما لجا اليه من ارسال نقابين كما يحفروا فى قاعده هذا البرج , ويشعلو بها النيران . غير ان ما احدثوه من ضرر بسيط , اصلحه ليلا المحاصرون (الحامية بداخل المدينة) . يضاف الى ذلك , انه تبين ان االحصار لم يكن تاما , اذ ان المؤن لا زالت ترد الى المدينة عبر البحيره . وتحتم على الصلييبين ان يطلبوا الى الامبراطور ان ينهض الى مساعدتهم , وان يقدم من السفن ما يوقف المساعده التى تصل للحامية عن الطريق المائى . والراجح ان الامبراطور ادرك الموقف تماما . غير انه اراد ان يحمل امراء الغرب , على ان يدركوا ما لتعاونة معهم من اهمية حتميه . وبناء على طلب الصليبين امددهم باسطول صغير , جعله بالبحيرة تحت قيادة بوتومتيس


الاستيلاء على نيقية


[size=16]ولما انسحب السلطان اخطر الحامية ان تقوم باحسن ما تظنه من التصرف , اذ ليس فى وسعه ان يمد لها يد المساعده . فلما شاهدت الحاميه السفن البيزنطية فى البحيرة , وادركت ان الامبراطور يساند الصليبيين بكل ما لديه من قوة , وطدت العزم على التسليم . وهذا ما كان الكسيوس يامله . فلم يشا الكسيوس ان يضيف الى املاكه مدينة تخرب معظمها , ولم يقبل ان يتعرض رعاياه فى المستقبل لاخطار النهب , ولا سيما ان معظم السكان كانوا من المسحيين , ولم يكن بالمدينه من الترك سوى العساكر وفئه صغيرة من نبلاء البلاط . تم الاتصال مرة اخرى بالقائد بوتومنيتس , ودارت المناقشة حول شروط التسليم . غير ان الترك لا زالوا مترددين , اذ كانوا ياملون فيما يبدو فى ان السلطان سوف يعود , فلم يستسلموا الا بعد ان جاءهم النبا بان الصليبيين يدبرون القيام بهجوم شامل عليهم .



وتحدد يوم 19 يونية للقيام بهذا الهجوم , غير انه لما طلع النهار , شهد الصليبيين رايه الامبراطور ترفرف على الابراج . ذلك ان الترك استسلموا اثناء الليل . ودخلت القوات الامبراطورية , ومعظمها من البجناك , الى المدينة , من الابواب التى تطل على شاطىء البحيرة . والراجح ان قادة الصليبيين لم يجهلوا امر المفاوضات , ولم ينكروها , لانهم راوا انه لا داعى مطلقا لان يضيعوا الوقت , وان يفقدوا الرجال , من اجل اقتحام المدينة , لم يسمح لهم بامتلاكها , على انهم بقوا فى جهل تام بالمراحل الختاميه للمفاوضات ؛ على حين ان سائر العساكر ادركوا انهم خدعوا , وجرت تلهيتم عن فريستهم . اذ كانو ياملون فى نهب كنوز نيقية . وبدلا من ذلك لم يسمح بدخول المدينة الا لجماعات قليلة العدد منهم , وخضعت لمراقبة شديده , من قبل شرطة الامبراطور , كانوا ياملون فى الحصول على فديه من نبلاء الترك , غير انهم راوا هؤلاء الترك ينقلون مع امتعتهم تحت حراسه شديده الى القسطنطينية , او الى حيث كان الامبراطور ينزل فى بليكانوم , فاشتدت كراهية الصليبيين للامبراطور .



على ان هذه الكراهية , خفف من حدتها الى حد ما , ما اشتهر به الامبراطور من السخاء . اذ بادر الكسيوس باصدار الاوامر بان يصرف فورا لكل محارب صليبي منحه من المؤونه , بينما دعا القاده الصليبيين الى القدوم الى بليكانوم , فبذل لهم مقادير كبيرة من الذهب و الجواهر , مما غنمه من اموال السلطان السلجوقى . واستبدت الدهشة بستيفن بلوا , الذى ارتحل مع ريموند كونت تولوز الى مقر الامبراطور , لاكداس الذهب التى كانت من نصيبة . ولم يشارك ستيفن رفاقه فى رايهم , الذى يقضي بضرورة قدوم الامبراطور الى نيقية , لانه ادرك ان ما سوف تقوم به المدينة (نيقية) بعد تحريرها , من مظاهر لاستقبال الامبراطور سوف تؤدى الى احراجه . وفى مقابل ما بذله الكسيوس من الهدايا , طلب الى الفرسان الذين لم يحلفوا بعد يمين الولاء له , ان يبادروا الى ذلك .



فاذعن لطلبه عدد كبير من صغار الساده المقطعين , الذين لم يشا ان يزعجهم بذلك عند اجتيازهم القسطنطينية . على انه لم يطلب من ريموند , فيما يبدو , ان يفعل اكثر مما فعله من قبل . اما تانكرد , فان الامبراطور حرص على ان يولى امره اهتماما خاصا , كان تانكرد اول الامر شرسا غليظ الطبع , اعلن بانه سوف لا يحلف , ما لم يمنحه الامبراطور سرادقه الكبير , وقد امتلا حتى حافته بالذهب , وان يجعل له من المال ما يضارع كل ما حصل عليه سائر الامراء المجتمعين . ولما احتج صهر الامبراطور جورج باليولوجوس , على خشونه تانكرد , التفت اليه فى فظاظه وعنف , وشرع فى مهاجمته . ونهض الامبراطور للتدخل , غير ان بوهمند اشتد فى تانيب ابن اخته , ولم يلبث تانكرد ان انصاع حاقدا , فاقسم يمين التبعيه .



على ان الصليبيين صدمهم ما كان من معامله الامبراطور للاسرى الترك . اذ سمح لموظفى القصر السلطانى والقاده بافتداء انفسهم . اما السلطانه , ابنه الامير جكا , فجرى استقبالها فى حفاوة بالقسطنطينية , وكان لابد ان تبقى بها حتى تصلها رساله من زوجها , عن الموضوع الذى تلحقه به . وتقرر انفاذها مع ابنائها الى السلطان دون دفع الفدية . والمعروف ان الكسيوس اشتهر بالرافه والاحسان , وكان شديد الادراك لقيمة ما يبدية من دمائه الخلق والمروءة مع العدو المغلوب على امره , غير ان امراء الغرب اعتبروا انه يتصرف بوجهين مختلفين , وانه ليس مخلصا .



وعلى الرغم مما اصاب الصليبيين من خيبه الامل فى انهم انفسهم لم يستولوا على المدينة (نيقية) , ولم يسهموا فى الحصول على ثرواتها , فان تحرير نيقية ملاهم غضبه وسرورا , واملا فى المستقبل . اذ جرى انفاذ الرسائل الى الغرب . تعلن ان هذا الموضع المبجل عاذ مسيحيا مره اخرى , وتلقى الناس الانباء بحماس شديد . واثبتت الحملة الصليبيية انها احرزت نجاحا باهرا , فكثر قدوم الغساكر , اما المدن الايطالية التى ظلت حتى ذلك الحين شديده الحذر , وبالغه الميل الى التمهل فى بذل ما وعدت به من مساعده , فاخذت تزداد اهتماما بالحركه الصليبية , وفى المعسكر الصليبي اشتد حرص الفرسان على مواصله الرحيل , وازداد التفاؤل عند ستيفن بلوا , فكتب الى زوجته لن تمضى خمسة اسابيع , حتى نكون فى بيت المقدس , ما لم نضطر للتوقف عند انطاكيه ) . فكانه تنبا بذلك دون ان يعلم .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 07:50

الطريق عبر اسيا الصغرى
ومن نيقية اتخذ الصليبين الطريق البيزنطى الرئيسى المعروف قديما , والذى يجتاز اسيا الصغرى . فالطريق الممتد من خلقيدونية ونيقوميديا , يلتقى بالطريق القادم من نيقية عند شاطىء نهر صنغارى . ولم يلبث هذا الطريق , ان يبتعد عن النهر , ويسير مصعدا فى واد فرعى يقع الى الجنوب , مارا بمدينة الحالية , حتى يبلغ , بعد ان يجتاز احد الدروب , دوريليوم بالقرب من اسكى شهر الحاليه . ومن هذا الموضع , يتفرع الى ثلاثه طرق , فالطريق الحربى الكبير المعروف عند البيزنطنين يتجه شرقا , والراجح انه يمر بانقرة من جهه الجنوب , ثم يتفرع ثانيه الى طريقين , بعد اجتياز نهر هاليس , فيستمر احد الفرعين فى المضى قدما الى ارمينيا بعد اجتياز سيواس . اما الطريق الاخر فيتجه نحو . ومن هذا الموضع الاخير يخترق جبال طوروس الامامية (اللكام) , طرق عديده تؤدى الى وادى الفرات , بينما يتجه طريق اخر الى الجنوب الغربي , فيجتاز طوانه , ويمضى الى دروب قليقية .
اما الطريق الثانى الممتد من دوريليوم , فيسير مباشرة عبر الصحراء المالحه الكبرى الواقعه فى وسط اسيا الصغرى , جنوب بحيرة تاتا , من عموريه الى دروب قليقية . على ان هذا الطريق لا يصلح الا لجماعات سريعه التحرك , لانه يجتاز اقليما موحشا ليس به ماء . ويسير الطريق الثالث محاذيا الحافه الجنوية للصحراء الملحية , ويمتد من فيلومليوم , وهى اقشهير الحاليه , الى قونيه وهرقله ودروب قليقيه . على ان طريقا فرعيا يمتد من قرب فيلومليوم , وينتهى عند البحر المتوسط فى انطاليا , ويسير طريق اخر من قونية الى البحر المتوسط عند سلوقيه .

وايا كان الطريق الذى لا بد للقوات الصليبية ان تتخذه , كان لزاما عليهم ان يصلوا اول الامر الى دوريليوم . ففى 26 يونيه , اى بعد مضى اسبوع على سقوط نيقية , اخذت مقدمه الجيش الصليبي فى التحرك , واعقبها فى اليومين التاليين سائر اقسام الجيش , واجتمعت من جديدعند الجسر الذى يقع على النهر الازرق , عند الموضع الذى ياخذ فيه الطريق فى الافتراق عن نهر صنغارى ويسير مصعدا فى الهضبه . وصحب الصليبيين سريه من القوات البيزنطية بقيادة تاتيكيوس المعروف بخبرته وتجربته . على انه تخلف عن السير مع الجيش , عدد من الصليبيين , والراجح ان معظمهم كانوا من الذين اصابتهم الجراح فى نيقية , فدخلوا فى خدمه الامبراطور . وتقرر ان يخضعوا لقيادة بوتوميتس , الذى عهد اليهم عمارة نيقية و المرابطه بها .


عقد الامراء الصليبيون مجلسا للمشورة , عند الجسر فى قرية لويكى , وتقرر تقسيم الجيش قسمين , وذلك لحل مشكلة المؤونه , فيسبق احد القسمين القسم الاخر , ويفصل بينهما يوم واحد . وتالف الجيش الاول من نرمان جنوب ايطاليا وشمال فرنسا , وعساكر كونت فلاندر , وستيفن بلوا , فضلا عن البيزنطنيين الذين امدوهم بالادلاء . واشتمل الجيش الثانى على عساكر جنوب فرنسا واللورين وعساكر كونت فرماندوا . ويعتبر بوهمند قائد المجموعه الاولى , بينما تولى ريموند تولوز قياده المجموعه اثانية . ولم يكد امر التقسيم ينتهى , حتى اتخذ جيش بوهمند الطريق الى دوريليوم . ولما فشل السلطان السلجوقى قلج ارسلان فى انقاذ نيقية , وانسحب صوب الشرق ليحشد من جديد جيوشه , ويعقد صلحا ومحالفه مع الامير الدانشمندى , لمواجهة هذا الخطر الجديد . اذ ان سقوط نيقية زاد فى خوفه وقلقه , كما ان ضياع امواله وكنوزة بها كان امرا بالغ السوء . على انه لا زال الترك على بداوتهم الغريزية . فلا زال فسطاط السلطان هو عاصمته الحقيقية . ففى الايام الاخيرة من شهر يونية , توجه السلطان نحو الغرب بكل ما لديه من القوات , وبصحبتة تابعه حسن امير الترك النازلين فى قيادوقيا , وجيش دانشمندى بقيادة اميرهم . وفى 20 يونية , اتخذ موضعه فى واد قرب دوريليوم , مستعدا لمهاجمه الصليبيين , عند قدومهم لاجتياز الوادى .



وفى مساء ذلك اليوم , عسكر الجيش الصليبي الاول فى سهل ليس بعيدا عن دوريليوم . وعند شروق الشمس اندفع الترك من جانب التل يهتفون بصيحه الحرب . كان بوهمند على اهبه الاستعداد . بادر الحجاج , غير المحاربين , الى الاحتشاد فى وسط المعسكر الصليبي , حيث توافرت ينابيع المياه , وتولى النساء نقل المياه الى الخط الامامى . وتقرر نصب الخيام فورا , وصدرت الاوامر للفرسان بالترجل عن خيولهم . وفى تلك الاثناء ركض رسول الى الجيش الصليبي الثانى , يحثه على التعجيل بالسير , على حين ان بوهمند تحدث الى قادته , يطلب اليهم الاستعداد لخوض قتال شديد شاق , وان يلتزموا اول الامر خطه الدفاع . ولم يخالف اوامرة الا فارس واحد , وهو الذى سبق ان جلس على عرش الامبراطور بالقسطنطينية . وفى اربعين فارسا , التحم بوهمند فى قتال مع الترك , غير انه لم يلبث ان ارتد مهزوما , وقد اثخنته الجراح . ولم يلبث الترك ان طوقوا معسكر الصليبيين , الذين تراءى لهم ان عدد الترك لا حصر له واستخدم الترك ما شغفوا به من الخطط الحربية , بان يبادر الرماه بالانطلاق الى الخط الامامى فيقذفون بسهامهم , ثم يبادرون الى المضى كما يفسحوا المجال لغيرهم .



ولما ارتفع النهار , واشتدت الحرارة ( فى يوليه) , اخذ الصليبيين يرتابون فيما اذا كان بوسعهم ان يصمدوا لما انهمر عليهم من قذائف الترك التى لم تنقطع . على ان ما حدث من تطويقهم جعل امر هروبهم مستحيلا , ولن يترتب على استسلامهم سوى الاسر والاسترقاق ؛ فعزموا جميعا على الاستشهاد اذا اقتضت الاحوال ذلك . ثم حدث اخر الامر , حوالى منتصف النهار , ان شاهدوا قدوم رفاقهم فى الجيش الصليبي الثانى , يتقدمهم جودفرى وهيو برجالها , يليهما ريموند بجنده . لم يدرك الترك انهم طوقوا كل الجيش الصليبي . فحينما شاهدوا القادمين الجدد , تعثروا وارتبكوا , ولم يستطيعوا ان يحولوا دون اجتماع الجيشين . تشجع الصليبيين وقويت روحهم المعنوية . واذ اقاموا جبهه طويله , اتخذ مكانه فى المسيرة منها , بوهمند , وروبرت النرمندى , وستيفن بلوا , بينما كان بوسط الجبهة ريموند , وروبرت فلاندر , واتخذ جودفرى وهيو , مكانهما فى الميمنه .



فشرع الامراء فى القيام بهجوم شامل , واخذ كل منهم يذكر الاخر بما سوف يحصلون عليه فى حاله الانتصار من غنائم واموال ضخمه . لم يكن الترك مستعدين لمواجه هذا الهجوم , والراجح ان مؤنهم اخذت فى النفاذ .
ولم يلبث ترددهم ان تحول الى زعر عند ظهور ادهيمر اسقف لي بويه فى ثله من فرسان جنوب فرنسا على التلال الواقعه خلفهم وقد دبر ادهيمر هذه الخطه التى جعلته ينفصل عن الجيش الرئيسي واتخذ ادلاء يرشدونه الى الممرات الجبلية .وما حدث من تدخل ادهيمر كفل النصر للصليبيين فتحطمت خطوط الترك الذين لازو بالفرار الى الشرق والهتهم العجلة والسرعة عن تقويض معسكرهم فتركوه قائما فوقع فى ايدي الصليبيين سراداقات السلطان والامراء بما زخرت به من الثروة والغنيمة

الفرنج والترك

كان انتصارا باهرا . لقى كثير من المسيحيين مصرعهم , امثال وليم اخ تانكرد , وهمفرى صاحب , وروبرت كونت باريس . وتلقى الفرنج دروسا بان يولوا عساكر الترك ما يليق بهم من الاحترام ولعل حرصهم على ان يشيدوا باعمالهم , حملهم على ان يكونوا للترك , عن طيب خاطر من الاعجاب ما انكروه على البيزنطنيين , واعتبروا ان ما لدى البيزنطيين من وسائل علميه فى فنون الحرب , ليست الا طرقا متداعيه .

ولم يعترفوا بما كان للبيزنطيين من نصيب فى القتال . فالمؤرخ النرمانى المجهول , مؤلف كتاب اعمال الفرنج (الجستا) اعتبر الترك من اروع العناصر واكثرها شجاعه , لوكانوا المسيحيين ,وردد الاسطورة التى تجعل من الفرنج والترك اقارب , باعتبارهما منحدرين من سلاله الطرواديين –وهى اسطوره قامت على اشتراكهما معا فى مناهضه اليونانيين , ولا تستند الى اساس عنصرى . على انه مهما يكن من امر براعه العساكر الترك , فان هزيمتهم كفلت للصليبيين سلامه المرور عبر اسيا الصغرى .



اما السلطان الذى سلبه الصليبيون عاصمته اول الامر , ثم نهبوا خيمته الملكية , وحازوا الشطر الاكبر من ثروته , فانه قرر ان لا جدوى من المحاوله لوقف زحف الصلييين . ولما التقى السلطان . اثناء فراره بجماعه من الترك القادمين من سوريا ,الذين قدموا بعد فوات الاوان للاشتراك فى المعركه , شرح لهم ان ما لدى الفرنج من الجند والقوة يزيد كثيرا على ما كان يتوقعه , ولذا ليس فى وسعه ان يقاومهم . ولجا السلطان وقومه الى التلال , بعد ان نهبوا المدن التى كانوا ينزلون بها ثم هاجروها , وخربوا القرى , حتى يستحيل على الصلييين ان يلتمسوا بها ما يقتاتون به عند تقدمهم وزحفهم .



استراح الجيش الصليبي مده يومين فى دوريليوم , حتى يسترد نشاطه بعد المعركه التى خاضها , ويرتب المراحل التاليه لخط السير .لم يتعذر على الصليبيين امر اختيار الطريق الذى سوف يسلكونه . فالطريق الحربى المؤدى الى الشرق , انما يخترق الاقليم الذى يسيطر عليه الدانشمنديون والامراء الذين لم تتحطم قوتهم . على ان الجيش الصليبي بلغ من ضخامة الحجم والبطء فى المسير , ما يجعل من العسير عليه ان يجتاز الصحراء المالحه , فكان لزما عليه ان يتخذ الطريق الاكثر طولا , وهو الذى يحاذى حافه الجبال الواقعه الى الجنوب من هذه الصحراء ويلائم سيرهم البطىء .


ولا شك ان هذه النصيحه لم يبذلها الا تاتيكيوس والادلاء , ومع ذلك فالطريق لا يصح الاطمئنان اليه ,اذ ترتب على غارات التركمان , والحروب التى استمرت نحو عشرين سنه , ان تدمرت القرى , وخربت الحقول وخلت من الزراعه , وفسدت مياه الابار , بل انها اخذت تجف , وهوت الجسور او تحطمت . وليس من العسير الحصول على الاخبار والمعلومات من اقوام متفرقين او سكان استبد بهم الخوف . ومع ذلك فاذا وقعت اخطاء لم يسع الفرنج الا الارتياب فى خيانه الادلاء اليونانيين , بينما ازدادت كراهيه اليونانيين للفرنج , لما غلب عندهم من سوء النظام , وانكار المعروف . وادرك تاتيكيوس ان مهمته اصبحت بالغه الصعوبه والمشقه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 07:51

الجيش يجتاز صحراء الاناضول
واذ سار الجيش الصليبي فى يوليه 1097 فى جموع متصله كما يتجنب ما سبق ان تعرض له من الخطر فى دوريليوم , اخذ يشق طريقه صوب الجنوب الشرقى عبر هضبة الاناضول , فلم يحرص على التزام الطريق الرئيسي القديم . وبعد ان اجتاز الصليبيون مضيق بوليبوتس , انحرفوا الى انطاكيا بسيديا التى افلتت فيما يبدو من تخريب الترك , ولذا يتيسر لهم الحصول فيها الحصول على المؤن . ومن ثم اجتاز الصليبيون دروب جبل السلطان , حتى اذا بلغوا فيلوميليوم , اتخذوا من جديد الطريق الرئيسي . ومن فيلوميليوم , اخذ طريقهم يجتاز الاقليم الموحش الذى يقع بين الجبال والصحراء , على ان الفرسان المثقلين بادوات الحرب , وخيولهم الدارعه والرجاله , اشتدت معانتهم لقيظ الصيف وشده حرارته .


فلم يصادفوا الماء الا فى المستنقعات المالحه بالصحراء ,ولم يجدوا من النبات الا الاشجار الشوك , التى حاولوا عبثا ان يعلكوها , املا فى الحصول على الرطوبه . شهدوا على جانب الطريق , ما سبق ان اقامه البيزنطنيين من صهاريج , غير انها كلها تعرضت للتخريب والتدمير على ايدى الترك , وكانت الخيول اول ما تعرضت للهلاك , واضطر عدد كبير من الفرسان ان يسيروا مترجلين , وركب جماعه منهم الثيران , وجرى جمع الكلاب والماعز , كما تجر قطر الامتعه . غير ان الروح المعنويه للجيش ظلت مرتفعه .ويشير فولتشر شارتر , ان ما كان روح الزماله بين العساكر الذين قدموا من جهات متفرقه وتحدثوا بلغات مختلفه , يعتبر قيما يبدوا من وحى الله والهامه .


وفى منتصف اغسطس 1097 بلغ الصليبيون قونيه , وهى المعروفه حتى اليوم بهذا الاسم , والتى كانت بيد الترك منذ ثلاث عشرة سنه , ولم يلبث قلج ارسلان ان اتخذها عاصمه جديده له , غير انها صارت وقتئذ مهجوره , اذ هرب الترك الى الجبال بل ما لديهم من منقولات وامتعه . غير انهم لم يستطيعوا تدمير ما يقع من الغدران والبساتين بوادى نهر ميرام العذب , الذى يجرى خلف المدينه . فاجتذبت خصوبه هذا الوادى اليه المسيحيين المنهوكين القوة . فاستراحوا به اياما حتى يستردوا نشاطهم وقوتهم .


كانوا جميعا فى اشد الحاجه الى الراحه , بل ان قادتهم اشتد بهم التعب . ومنذ ايام اصاب جودفرى بعض الجراح , اذ تعرض لهجوم دب برى اثناء صيده . واشتد المرض بريموند كونت تولوز حتى كاد يموت , وقد مسحه اسقف اورنج بالزيت المقدس , ايذانا بقرب وفاته , غير انه لم يلبث ان ابل من مرضه بعد اقامته فى قونيه , فاستطاع ان يسير مع الجيش حين تحرك من قونيه . وبفضل نصيحه بعض الارمن المقيمين بالقرب من قونيه , حمل العساكر معهم من الماء ما يكفيهم حتى يصلوا الى وادى هرقله الخصيب .



صادفوا فى هرقله جيشا من الترك , بقياده الامير حسن والامير الدانشمندى , ونظرا لحرص الاميرين على املاكهما فى قبادوقيا , فالراجح انهما كانا ياملان من حضورهما الى هرقله , ان يحملا الصليبيين على ان يحاولوا اجتياز جبال طوروس الى الساحل . غير انه لم يكد الصليبيون يشهدون الترك , حتى بادروا بمهاجمتهم , وكان يقود الصليبيين بوهمند الذى سعى للالتقاء بالامير الدانشمندى . ولم يشا الترك ان تنشب معركه حاسمه , فاسرعوا الى الانسحاب صوب الشمال , وتركوا المدن للمسيحيين . وومض فى السماء مذنب , مؤذنا بانتصار الصليبيين .




وكان لابد وقتذاك من المناقشه مرة اخرى عن الطريق الذى ينبغى اتخاذه . فعلى مسافه قصيرة الى الشرق من هرقله , كان الطريق الرئيسي , يخترق جبال طوروس خلال الدرب الكبير المعروف بابواب قليقية , الى قليقلية . كان هذا هوالطريق المباشر الذى يؤدى الى انطاكيا , غيرانه لم يسلم من العيوب . فليس من اليسير اجتياز ابواب قليقية , فتاره يبلغ الطريق من شدة الانحدار والضيق , ما يهىء لقوة معاديه صغيرة العدد , اتخذت لها مكانا باعلى الجبال , لان تثير الاضطراب والفوضى فى جيش يسير ببطء شديد .




كانت قليقية بايدى الترك , ويقرر الادلاء البيزنطيون ان مناخها فى سبتمبر بالغ السوء ؛ يضاف الى ذلك ان الجيش المتوجه من قليقية الى انطاكية لابد له ان يجتاز سلسلة جبال امتانوس , خلال الدرب المعروف باسم الابواب السوريه . ومن جهة اخرى , ترتب على الهزيمه الاخيرة للترك , ان صار الطريق مفتوحا الى قيصريه مازكا . ومن ذلك الموضع يتصل بالطريق البيزنطى العسكرى , طريق يؤدى الى مرعش بعد اجتياز جبل الكام , او جبال طوروس الاماميه , ثم يهبط الى الدرب الواسع المنخفض من دروب الامانوس , الى سهل انطاكية .


هذا هو الطريق الذى سلكته اصلا قبل غزوات الترك , التجارة بين انطاكيا والقسطنطينية , ومن مزايا وقتئذ انه يجتاز بلادا يحكمها مسيحيون , من امراء الارمن , ومعظمهم من الموالين للامبراطور , والراجح انهم ظلوا على ولائهم له , والراجح ايضا ان تايتكيوس والبيزنطيين اوصو باتخاذ هذا الطريق غير ان الاقتراح لقى معارضة من الامراء المعادين للامبراطور والذين تزعمهم تانكرد ومعه جماعه من نورمان جنوب ايطاليا وبلدوين شقيق جودفرى بمن صحبه من الفلمنكيين وعساكر اللورين عزموا ان يفترؤقو عن الجيش الرئيسي وان يعبرو الى قليقية.[/size]


على اطراف الاناضول
وحوالى 10 سبتمبر 1097 , اتخذ كل من تانكرد وبلدوين طريقا مختلفا للوصول الى ممرات طوروس , بينما تحرك الجيش الرئيسي صوب الشمال الشرقى نحو قيصريه . وعند قرية اوجستابوليس , التقى به عساكر الامير حسن , فانزل الجيش الصليبي بهم هزيمه اخرى .


ولحرص الجيش الصليبي على الا يتوقف او يتمهل فى السير , لم يحاول ان يستولى على قلعه الامير , التى لا تبعد كثيرا عن الطريق , على الرغم من ان قرى صغيره عديده تم احتلالها , وتقرر تسليمها الى امير ارمنى , اسمه سمعان , بناء على طلبه , على ان يحكمها باسم الامبراطور . وبلغ الصليبيون فى نهايه سبتمبر قيصريه , وقد هجروها الترك . غير انهم لم يتوقفوا بها , بل تحركوا الى كومانا , وهى مدينه وافره الغنى والرخاء , سكانها من الارمن , وقد انصرف الى حصارها الترك الدانشمنديون , غيرانه لما اقترب منها الصليبيون اختفى الترك .


وعلى الرغم من ان بوهمند نهض لمطاردتهم غير انه لم يقف لهم على اثر . واستقبل السكان فرحين , اولئك الذين قدموا لانقاذهم , فطلبوا الى تاتيكيوس ان يرشح حاكما يتولى امر المدينه باسم الامبراطور . ورشح تاتيكيوس للوظيفه بطرس اولب , وهو فارس بروفنسالى , قدم لاول مره الى الشرق بصحبه جويسكارد , ثم دخل فى خدمه الامبراطور . وكان ذلك الاختيار دليلا على براعه دبلوماسيه , ودل الحادث على انه لازال فى وسع الفرنج والبيزنطنيين ان يتعاونوا , وان ينفذوا معا المعاهده التى انعقدت بين الامراء والامبراطور .



تقدم الجيش من كومانا صوب الجنوب الشرقى الى كوكسن وهى جكسن الحاليه , وهى مدينه وافره الثروة والرخاء , زاخرة بالارمن , وتقع فى واد خصيب , اسفل سلسله جبال اللكام , فاقام الجيش بها ثلاثة ايام , واستقبلهم السكان بالموده البالغه , فاستطاع الصليبيون ان يحصلوا على كميات وافرة من المؤن , ليفيدوا منها فى المرحله التاليه من سيرهم , عبر الجبال . وتردد وقتذاك شائعه بين الجيش , ان الترك تخلوا عن انطاكيا .



وكان بوهمند لا يزال غائبا , يطارد الدانشمنديين , ولذا بادر ريموند كونت تولوز , دون ان يستشير احدا سوى قادته المقربين , فارسل خمسمائه فارس بقياده بطرس كاستيون للاسراع باحتلال المدينة (انطاكية) .



وانطلق الفرسان فى اقصى سرعه , غير انهم حينما بلغوا قلعه للبيالصة , لا تبعد كثيرا عن نهر الاورنت علموا ان الاشاعه كاذبه , وان ما حدث كان عكس ما ذاع , اذ تدفق الى المدينه امداد الترك . والواضح ان بطرس كاستيون ركب عائدا ليلحق بالجيش , غير ان احد فرسانه , واسمه بطرس رويكس , تسلل مع جماعه من رفاقه , واستطاع بعد مناوشه مع الترك بالمنطقة , ان يستولى على بعض القلاع والقرى بوادى روسية , فى اتجاه حلب , ولذلك بفضل المساعده القيمة التى لقيها من الارمن المحليين . ولعل مناورة ريموند لم يكن المقصود منها ان يكون ريموند سيدا على انطاكيا , بل كان يرمى الى ان يكون له قصب السبق فى المجد والغنيمة . غير انه لما عاد بوهمند الى الجيش ساورته الشكوك حول هذه المناورة , التى دلت على الشقاق بين الاميرين .



على ان الرحله من جكسن و تعتبر اشق ما تحتم على الصليبيين ان يصادفوه , اذ انهم كانوا وقتذاك فى اوائل اكتوبر , واخذت امطار الربيع تنهمر , وكان الطريق الذى يجتاز جبل اللكام بالغ الوعوره , ولا بد من المسير اميالا فى درب امتلا بالطين , يؤدى الى منحنيات شديده الانحدار , ووهاد بعيد الغور , فاخذت الجياد , الواحد بعد الاخر ,تنزلق وتهوى على حافه المنحدر , فهبط الى الهاويه طوابير باسرها من دواب الحمل , التى جرى ربطها معا بالحبال . ولم يجروء احد من الصليبيين ان يمتطى دابه . اذ اشتد جهد الفرسان اثناء السير على اقدامهم , وقد اثقل اجسامهم عدتهم الحربيه , حرصوا على ان يبيعوا ما لديهم من الاسلحه , لغيرهم الذين لم يكن فى حوزتهم الا اسلحه خفيفه , او دفعهم الياس الى ان يتخلصوا منها بالقائها فى الطريق . وصارت الجبال كانها نقمة ,اذ انها ازهقت من ارواحهم ما يزيد على ما ازهقه الترك . وازداد فرح العساكر وسرورهم , حين ظهروا اخر الامر فى الوادى الذى يحيط بمرعش .




ومكث الصليبيون فى مرعش بضعه ايام , بين سكان من الارمن , اطمانوا اليهم , ولقوا منهم الموده . وكان يحكم هذه المدينه امير ارمنى اسمه ثاتول , وكان من قبل موظفا بيزنطينيا , فتقرر ابقاؤه فى وظيفته . ولحق بوهمند بالصليبيين فى مرعش , بعد ان فشل فى مطارده الترك . وقدم بلدوين مسرعا من قليقية , ليدرك زوجته جودفرى , وهى فى النزع الاخير , تعانى سكرة الموت . ولم يلبث بلدوين بعد وفاتها ان ترحل من جديد , متوجها هذه المرة صوب الشرق . وغادر الجيش الرئيسى مرعش , حوالى 15 اكتوبر سنه 1097 , بعد ان تجدد نشاطه واستعاد قوته , وتقدم فى سيرة حتى هبط الى سهل انطاكية , وفى 20 اكتوبر وصل الى الجسر الحديدى على مسيرة مرحله (ثلاث ساعات)من المدينة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 07:55

الصليبيون وادلاؤهم من البيزنطنيين
مضى الان اربعه شهور , منذ ان سارت الحملة البيزنطينية من نيقية . والواقع ان ما قام به هذا الجيش الضخم من اعمال , اثناء هذه الفترة , يعتبر من الاعمال الجليله , نظرا لضخامه الجيش , ومن انحاز اليه من عدد كبير من غير المحاربين , لان الجيش شق طريقه فى اقاليم تكاد تكون جدباء , تحت حرارة الصيف اللافحه , وقد تعرض دائما لمهاجمه عدو اشتهر بالعنف وسرعه التنقل والحركه . وساعد الصليبيين ايمانهم القوى , ورغبتهم الحارة فى بلوغ الارض المقدسة . على انه يضاف الى هذه الرغبه , حافز جديد , وهو الامل فى احراز الغنيمه والنهب فضلا عن انشاء اماره . على انه ينبغى الاعتراف بفضل البيزنطنيين الذين صحبوا الحمله ,فما كان لهم من خبرة فى قتال الترك , جعلهم يبذلون النصيحه الصادقه , ولو لم يقوموا بارشاد الصليبيين لما استطاع هؤلاء ان يشقوا طريقهم عبر اسيا الصغرى .



وعلى الرغم من ان الادلاء ارتكبوا بعض اخطاء , مثلما حدث عند اجتيازهم الطريق المؤدى من كوكسن الى مرعش , فمن المستحيل ان نتبين ما كانت عليه حاله الطريق , بعد عشرين سنه , تعرض فيها للاهمال , وللخراب فى بعض الاحوال . كان لزاما على تاتيكيوس ان يقوم بدور شاق عسير , غير ان علاقاته بامراء الغرب ظلت وديه الى ان بلغ الجيش الصليبي انطاكيا . وعلى الرغم من ان ادنى الجنود الصيبيين مكانه , كان لا يثق فى البيزنطنيين , فان كل شىء ما زال يسير على ما يرام فيما يتعلق بتوجيه حركه الجيش .


وفى تلك الاثناء , كان الامبراطور الكسيوس , الذى يعتبر مسئولا عن صيانه المواصلات والمحافظه عليها فى اسيا الصغرى , يوطد مركز المسيحيين فى مؤخرة الحمله الصليبييه . اذ ترتب على نجاح الفرنج , ان تم الوفاق بين السلاجقه والدانشمنديين . ولم يكد يزول اثر الصدمه الناجمه من اول هزيمه لحقت بهم ,حتى اصبحوا يؤلفون قوة حربية شديده الباس فى وسط اسيا الصغرى وشرقيها . ولذا كانت سياسه الامبراطور , ترمى الى استيراد الشطر الغربى من اسيا الصغرى , حيث يستطيع بفضل قوته البحريه الناميه ان يمهد الطريق الى الساحل الجنوبى لاسيا الصغرى , وبذاك يصح ان يجعله تحت سيطرته الدائمه . فلما فرع الامبراطور من عماره استحكامات نيقية , واستخلص الحصون التى تتحكم فى الطريق المؤدى الى دوريليوم , انفذ صهره القيصر يوحنا دو كاس , يسانده اسطول بقياده الاميرال كاسباكس للاستيلاء على ساحل ايونيا وفريجينيا , وكان هدفه ازمير , التى لازال ابن جكا يحكمها ؛بالاضافه الى جزائر لسبوس وخيوس وساموس , بينما تولى امراء ينتمون اليه حكم افيسوس وسائر المدن الواقعه قرب الساحل . كانت فريجيا يحكمها ساده من السلاجقه , فانقطع الان كل اتصال بينها وبين السلطان , وكما يثير عاطفه الترك , صحب يوحنا دوكاس , السلطانه ابنه جكا , التى لم يجر حتى وقتذاك اتخاذ التدبير لالحاقها بزوجها السلطان السلجوقى . وما حدث من الهجوم برا وبحرا على ازمير , بلغ من شده الوقع على الامير , انه بادر الى الاذعان وتسليم اماراته , فى مقابل السماح له بالانسحاب صوب الشرق . ولعله صحب اخته الى بلاط السلطان , حيث اختفى نهائيا من صفحات التاريخ .



ثم سقطت افيسوس دون قتال تقريبا , وبينما كان كاسباكس يحتل باسطوله الساحل والجزر , اوغل يوحنا دوكاس فى المسير الى داخل اسيا الصغرى , فصار يستولى على اهم مدن ليديا , الواحده بعض الاخرى , امثال سرديس وفيلادلفيا , ولادوقيا . ولم ينقض خريف سنه 1097 , حتى صار كل الاقليم فى قبضه يده , وتجهز للزحف على فريجيا , متى انقضى الشتاء , حتى بلغ الطريق الرئيسي الذى سلكه الصليبيون . والراجح انه كان يهدف الى اعاده توطيد سلطه البيزنطنيين , على الطريق المؤدى من بوليبوتس وقيلوميليوم الى الجنوب , الى اضاليا (انطاليا) ,ومنها يسير على امتداد الساحل صوب الشرق , حيث تبذل القوة البحريه له الحمايه ,ويتم الاتصال بامراء الارمن , الذين استقروا وقتذاك فى جبال طوروس . وبذا يجرى تامين الطريق الذى يصح ان تسلكه المؤن
والامدادات الى المسيحيين الذين يقاتلون فى سوريا ,ويستمر ما للعالم المسيحي من جهد متحد الارمن بين الصليبيين والمسلمين
ان هجرة الارمن الى الجنوب الغربي التى بدأت حين لم تعد الحياة امنه فى وادى نهر الرس وعلى بحيرة وان بسبب غزوات السلاجقةالتى ظلت مستمرة السنوات الاخيرة من القرن الحادى عشر.ولما وصل الصليبييون الى اسيا الصغرى كانت سلسلة من الامارات الارمينية التى تمتد من وراء نهر الفرات الاوسط الى جوف جبال طوروس على انا الامارة الطارئة التى افامها فيلاريت الارمنى تفتت قبل وفاته سنة 1090 غير ان ثوروس لا زال يملك الرها بعد ان حاول اخيرا ان يطرد الحامية التركية من قلعتها ،ولا يزال صهرة جبريل يحكم ملطية. واعترفت السلطات البيزنطية بعد ان استعاد لهم الصليبيين مرعش بزعيم ميسحيى حاكما عليها اسمه ثانول.



واقام كواسيل الارمنى او واسيل اللص امراتة له فى رعبان كيسوم بين مرعش ونهر الفرات .والمعروف ان ثوروس وجبريل بل وثانول ايضا كانو نوابا عن فلاريت وجروا على نفس النهج بان سلكوا فى بداية حياتهم سلك الوظائف الادارية البيزنطية ولم يكونو فحسب منتمين الى الكنيسة الارثوزكسية .لا الكنيسة الارمينية المنفصلة بل ظلوا ايضا يتخذون من الالقاب ما سبق ان حازوه منذ زمن طويل من الامبراطور الكسيوس .وكلما سمحت الفرصة اعادو توطيد علاقتهم بالبلاط البيزنطى لتويد ولائهم وخضوعهم.والواقع ان ثوروس تلقى من الامبراطور الكسيوس اللقب السامى وهو القربلاط على ان الصلة بالامبراطور جعلت لحومتهم قدرا من الصفة الشرعية .غير ان ما يعتبر ابلغ صلابة من هذا هو استعدادهم لقبول سيادة زعماء الترك المجاورين لهم .


وابدى ثوروس براعة فائقة فى الايقاع بين هذين السيدين القويين.بينما ارسل جبريل زوجته الى بغداد لتظفر باعتراف اعلى سلطة اسلامية .ومع ذلك فان هؤلاء الامراء كانوا فى وضع محفوف بالخطر باستثناء كواسيل ،فرق الدين بينهم وبين سائر مواطنيهم وتعرضوا لكراهية السوريين المسيحيين الذين لا زالو كثرة فى املاكهم .وكل هؤلاء كانوا موطن ارتياب من الترك،فلم يبقوا فىهذه المنطقة الا بسبب ما وقع بين الترك من خلاف وشقاق
اما الارمن فى جبال طوروس , فكانوا اقل من غيرهم تعرضا للخطر , لان الاراضى التى نزلوا بها , لم يكن من السهل الوصول اليها , بينما كان من اليسير الدفاع عنها ,وكان اوشين بن هيثوم يسيطر وقتذاك على الجبال الواقعه الى الغرب من ابواب قليقية , واتخذ مقره بقلعه لامبرون المنيعه , الواقعه على نشز يطل على جبال طوروس وسهل قليقية .



واستمر اوشين على اتصاله بالقسطنطينية , فحصل من الامبراطور على لقب نائب قليقية . وعلى الرغم من انه فيما يبدو لم يكن من المنتمين للكنيسه الارثوذكسيه , فالمعروف انه فى الماضى خدم الامبراطور الكسيوس , والراجح ايضا انه حصل بموافقه الامبراطور على قلعه لامبرون ,من ايدى الحاميه البيزنطيه دون قتال ,وداب على التردد عى سهل قليقية , ففى سنه 1097 , اغتنم فرصه اهتمام الترك بزحف الصليبيين , فاستولى على جانب من مدينه اذنه . وما يقع فى شرق ابواب قليقية من جبال كانت بحوزة قسطنطين بن روبين , الذى اتخذ قاعده ملكه فى قلعه بارتزربرت الواقعه على الشمال الغربى من سيس . اذ ان قسطنطين امد سلطانه , منذ وفاه والده , صوب الشرق نحو جبال طوروس الاماميه (اللكام) واستولى على قلعه الواقعه على نهر جكسو, بعد ان انتزعها من الحاميه البيزنطية المنعزله , وكان قسطنطين من اشد انصار كنيسه ارمينيا الانفصاليه , وباعتباره , مثل والده, وريثا لاسرة بقراط , لازال ينتهج سنه اسرته فيما يكنه من العداوة لبيزنطه . وكان يامل ايضا فى الافاده من ارتباك الترك فى الاستقرار فى سهل قليقية الخصيب حيث تالفت غالبيه السكان من الارمن
بلدوين وتانكرد وغزو قليقية :

المعروف ان بلدوين البولونى سبق ان اهتم فترة من الزمن بامر ارمينيا , ففى نيقية وطد اواصر الصداقه مع ارمنى كان بخدمه الامبراطور البيزنطى ,اسمه بقراط , شقيق كواسيل . والتحق بقراط بخدمه بلدوين . فكان من قادته . والراجح ان بقراط كان حريص على ان يلتمس من بلدوين ان يبذل المساعده للامارات الارمنيه , الواقعه قرب نهر الفرات , والتى تربطه بها صلات اسريه , غير انه حينما صرح تانكرد , فى هرقلة , بعزمه على ان يفارق الجيش الرئيسي ليلتمس حظه فى قليقيه , قرر بلدوين , انه من الحماقه ان يسمح لامير غربى سواه , بان يكون اول من يتوجه بحمله الى بلاد ارمنيه , اذا كان لابد من ان يجنى ثمرة كونه اكبر صديق للارمن , وليس من الراجح انه تم التفاهم بين بلدوين وتانكرد حول هذا الموضوع . فكلاهما ينتميان الى فرعين صغيرين من اسرة حاكمه , وليس لهما امل او مستقبل فى وطنيهما , وكل منهما يحرص صراحه على ان يقيم له امارة فى الشرق . وعلى الرغم من ان بلدوين قرر فعلا اقامه اماره ارمنيه , فان تانكرد وطن نفسه على ان يستقر فى اصلح مكان يتيسر له الاقامه فيه . ابدى تانكرد معارضه فى اتخاذ الطريق الدائرى المؤدى الى قيصريه , لان هذا الاقتراح عرضه البيزنطيون كما يفيدوا منه ؛ وهيا لتانكرد الفرصه ,وجود سكان مسيحيين اصدقاء بالقرب منه .

وحوالى 15 سيبتمبر 1097 غادر تانكرد المعسكر الصليبي عند هرقله , على راس جماعه مؤلفه من 100 فارس , 200 من الرجاله , واتخذ طريقه الى ابواب قليقية . ولم يلبث , ان سار فى اثره بلدوين , وبصحبته ابن عمه بلدوين لى بور , ورينالد تول , وبطرس ستيناى وخمسمائه فارس والفان من الرجاله . ولم يعرقل حركات كلتا الحملتين , فئه غير المحاربين . وبقى مع الجيش الرئيسي زوجه بلدوين , جودفر باطفالها , واتخذ تانكرد فيما يبدو الطريق المباشر المؤدى الى درب قليقية , وهو الطريق الذى تجتازه اليوم السكة الحديدية , فاجتاز اثناء سيرة , اولوكيشا , اما بلدوين بجيشة الضخم , فانه اثر ان يتخذ الطريق الرئيسي القديم الذى يؤدى من طواته الى البدتدون , الواقعه الى الشرق على راس درب قليقية . ولذا تاخر ثلاثة ايام عن تانكرد ,فى عبور الدرب .

ولما هبط تانكرد الى السهل , توجه الى طرسوس , التى لازالت اهم مدينه بقليقية , وفى تلك الاثناء ارسل تانكرد فى طلب الامداد من الجيش الرئيسي .كان يرابط بطرسوس حاميه تركيه , التى بادرت بالقيام بهجوم لطرد الغزاه , غير انها تعرضت لهزيمه شديدة . فارتدت على اعقابها . وعندئذ اتصل بتانكرد سكان المدينه . غير ان الترك ظلوا صامدين فى مواضيعهم , حتى تراءى لهم بعد ثلاثة ايام قدوم بلدوين وجيشه . ولما تبين لهم ان العدو يفوقهم عددا , انتظروا حتى اسدل الليل ستوره , وركنوا الى الفرار فى جنح الظلام . وفى صبيحة اليوم التالى , فتح المسيحيون لتانكرد ابواب المدينه , فحينما وصل بلدوين شهد رايه تانكرد ترفرف على ابراج المدينه .لم يكن بصحبه تانكرد احد من الموظفين البيزنطيين . ومن المحقق انه حرص على الا يتنازل للامبراطور عما قد يفتحه من البلاد . غير انه اكتشف فى بلدوين منافسا يبلغ من الخطورة والشده , انه لايحفل ايضا بالمعاهده التى انعقدت بالقسطنطينيه . طلب بلدوين من تانكرد انه لابد ان تنتقل طرسوس الى سلتطه , واستشاط تانكرد غيظا , غير انه لم يسعه الا الموافقه , نظرا لانه لم يتوافر له من القوة ما يكفى لمواجهه خصومه , فانسحب بعساكرة , وتوجهه شرقا نحو اذنه .
ولم يكد بلدوين يستولى على طرسوس , حتى وصل الى المدينه ثلثمائه من النرمان , قدموا من الجيش الرئيسي لمسانده تانكرد . وعلى الرغم من توسلاتهم لبلدوين , رفض ان يسمح لهم بالدخول الى المدينه . وبينما كانوا يعسكرون خارج اسوار المدينه , هاجم اثناء الليل الحاميه التركيه التى كانت مرابطه فى طرسوس , والتى اخذت تطوف وقتذاك بانحاء القرى , فلقي النرمان مصرعهم عن اخرهم . ارتاع الصليبيين لهذا الحدث . وتعرض بلدوين , حتى من جيشة , للوم على ما لقيه النرمان من مصير , وكاد مركزه يزداد سوء , لولا ان جاء من الانباء ما يشير الى ما حدث فجاءه من ظهور اسطول مسيحي , فى خليج مرسين , عند مصب نهر كيدنوس (البردان) , من اسفل المدينه مباشرة , ويقود هذا الاسطول جاينمر البولونى




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
historical
Administrator
Administrator
historical


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : فى قلب الحدث
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : خريج
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2499
العمر : 37
الجنس : ذكر

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالثلاثاء 02 سبتمبر 2008, 07:57

جاينمر البولونى :
اشتهر جاينمر بانه من القرصان المحترفين , وبفضل حنكته وتجربته ادرك حاجه الصليبيين الى مساعده بحريه . فبعد ان حشد طائفه من زملائه القرصان من الدانيين والفريزيان والفلمنكيين , ابحر من الاراضى المنخفضة فى اواخر الربيع , ولما بلغ مياه شرق البحر المتوسط , اخذ يسعى للاتصال بالصليبيين , فلا زال يحفظ لوطنه الولاء والاخلاص , ولذا ابتهج وفرح , حين ادرك انه صار قريبا من جيش , كان قائده بلدوين ,شقيقا للكونت الذى ينتمى اليه . فسار باسطوله مصعدا فى النهر حتى طرسوس , وبذلك الولاء لبلدوين . ومقابل ذلك حصل بلدوين على ثلثمائه من رجاله , ليؤلف منهم حاميه للمدينه , والراجح انه عين جاينمر نائبا عنه فى حكم المدينة , بينما تجهز للمسير الى الشرق .
وفى تلك الاثناء الفى تانكرد ادنه فى حاله فوضى واضطراب , اذ ان اوشين امير لامبرون قام حديثا بالاغارة على المدينه , وترك بها قوة نازعت الترك السلطه , بينما شق الطريق الى القلعه واستولى عليها , فارس برجندى , اسمه ولف , والراجح انه سار مع جيش بلدوين , ثم انفصل عنه , التماسا للكسب والغنيمة . وعند قدوم تانكرد , انسحب الترك ورحب ولف فى قلعته بعساكر تانكرد , الذى اقر امتلاكه لها . اما اوشين فالراجح انه لم يهتم الا بانقاذ رجاله من هذه المغامرة الخطيرة , فحمد لتانكرد قدومه وتدخله , غير انه الح عليه بان يمضى الى مامسترا (المصيصة) حيث تلهف جميع سكانها من الارمن على الخلاص من قبضه الترك . وكان حريصا على ان يرى الفرنج ينفذون الى دائرة نفوذ خصمه النهم قسطنطين الروبينى .

وصل تانكرد الى مامسترا (المصيصة) فى اوائل اكتوبر , وعند ظهوره ولى الترك الادبار مثلما حدث فى ادنه , فاجازوا له عن طيب خاطر الدخول الى المدينة . فلما صار بها , قدم اليها بلدوين بجيشه . على ان بلدوين قرر فيما يبدو ان امارته المقبلة لن تكون فى قليقية . ولعل ما اشتهر به مناخها من الرطوبة والوخامة , جعله يعدل عن اتخاذها امارة . ولعله ايضا احس بان سوف يكون شديد القرب من الامبراطور وسلطته المتزايده , وحثه مستشاره بقراط على ان يسير شرقا , حيث كان الارمن يلتمسون مساعدته . وكيفما كان الامر , فانه افسد ما تهيا لتانكرد من الفرص لاقامه امارة قوية فى قليقية . غير انه توافر لتانكرد من الدواعى ما يحمله على الارتياب , فلن يسمح لبلدوين ان يدخل الى مامسترا (المصيصة) بل ارغمه على ان يعسكر على الشاطىء الاخر من نهر جيحان . ومع ذلك, كان تانكرد مستعدا فعلا بان ياذن لعسكر بلدوين بان يتزود بما ترسله اليه المدينة من المؤن . غير ان كثيرا من النرمان , بزعامه ريتشارد الزعيم صهر تانكرد , لم يحتملو ان يمضى بلدوين , دون ان ينال عقابا , جزاء له علي ما اقترفه من جريمه فى طرسوس . فحرضوا تانكرد على ان يشترك معهم فى القيام بهجوم مباغت علي معسكر بلدوين .
لم تكن هذه حركة موفقة , اذ ان ما لدى بلدوين من العساكر , بلغوا من وفرة العدد , وازدياد القوة , ما لم يكن بوسع تانكرد ان يقاومهم , فلم يلبث بلدوين ان ردهم على اعقابهم الى ما وراء النهر وقد اختل نظامهم , على انه ترتب على هذا النضال المضطرب نتيجه عكسية , اذ تهيات الفرصه للوفاق بين بلدوين وتانكرد . غير ان الضرر وقع فعلا . وصار من الواضح ان الامراء الصليبيين , ليسوا مستعدين لان يتعاونوا من اجل صالح العالم المسيحي , متى سنحت الفرصة لحيازة ممتلكات خاصة . ولم يلبث المسيحيون الوطنيون ان ادركوا ان الفرنج القادمين لتخليصهم انما تحركهم اغراض اخرى , وان كانوا فى الظاهر يزعمون انهم يعطفون عليهم , وايقنوا ايضا ان مصلحتهم العليا , تقتضى بان يعملوا على الايقاع بين الفرنج بعضهم ضد البعض[/size]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
امير القلوب
طالب جديد
طالب جديد



عدد المساهمات : 27

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالأربعاء 22 ديسمبر 2010, 20:15

شكرا مجهود مميز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قمر الزمان
مديرالمنتدى
مديرالمنتدى
قمر الزمان


الدولة : مصر
الكلية : كلية الآداب
قسم : تاريخ
عدد المساهمات : 1960
الجنس : انثى

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالأربعاء 22 ديسمبر 2010, 20:47

شكرا زيزو لمجهودك
انا مش قريته كله هقراه ان شاء الله فى اجازة تالتة
عشان شكل الحروب الصليبية دى رابعة
مش كده

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abdo
طالب ماسى
طالب ماسى
abdo


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : عايش فى زمن كل اقنعه
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : الثالثة
قسم : التاريخ
الشعبة : عامة
عدد المساهمات : 1529
العمر : 32
الجنس : ذكر

دراسة تحليلية للحروب الصليبية Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة تحليلية للحروب الصليبية   دراسة تحليلية للحروب الصليبية Icon_minitimeالأربعاء 22 ديسمبر 2010, 20:54

معلم والله يا بومبو
تسلم يا كبير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دراسة تحليلية للحروب الصليبية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حقيقة الدوافع الدينية للحروب الصليبية
» مصادر دراسة تاريخ الحروب الصليبية*
» الحملة الصليبية الثامنة
» الحملة الصليبية الأولى
» الحمله الصليبية الرابعة.

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
آداب دمنهور :: منتديات التاريخ العام :: منتدى التاريخ الوسيط-
انتقل الى: