تاريخ الجيش المصري
وجد في مصر أحد أقدم الجيوش النظامية في العالم. وقد كان ذلك بعد توحيد الملك نارمر لمصر حوالي عام 3200ق.م. فقبل ذلك العام كان لكل إقليم من الأقاليم المصرية جيش خاص به يحميه, و لكن بعد حرب التوحيد المصرية أصبح لمصر جيش موحد تحت إمرة ملك مصر. و قد كان الجيش المصرى أقوى جيش في العالم كله و بفضله أنشأ المصريون أول إمبراطورية في العالم و هى الإمبراطورية المصرية الممتدة من تركيا شمالاً إلى الصومال جنوباً ومن العراق شرقاً إلى ليبيا غرباً، و قد كان ذلك هو العصر الذهبى للجيش المصري. كان المصريون هم دائماً العنصر الأساسى في الجيش المصرى و لكن بعد إنشاء الإمبراطورية المصرية دخل في الجيش المصرى بعض العناصر النوبية و الأمازيغية (خاصةً الليبية منها). وقد كان الجيش المصرى يتكون من الجيش البري (المشاة والعربات التى تجرها الخيول والرماحين وجنود الحراب والفروع الأخرى) و الأسطول الذى كان يحمى سواحل مصر البحرية كلها إضافة إلى نهر النيل. و مازلت بعض الخطط الحربية المصرية القديمة تُدَرَّس في أكاديميات العالم و مصر العسكرية. و قد قدمت العسكرية المصرية القديمة العديد من القواد العظماء و كان أنبغ هذه العقول العسكرية هو الإمبراطور (تحتمس الثالث) أول إمبراطور في التاريخ و هو الذى أنشأ الإمبراطورية المصرية و في رصيده العديد من المعارك و الحروب, أشهرها معركة مجدو التى مازالت تُدرَّس حتى اليوم. كما نقل علي رسول الإسلام محمد عليه الصلاة و السلام حديثه: (إذا فتح الله عليكم مصر فإتخذوا فيها جنداً كثيرا فإنهم خير أجناد الأرض و هم في رباط إلى يوم الدين), و قد حرر الجيش المصرى مدينة القدس من أيدى الصليبيين في واحدة من المعارك التاريخية على مر العصور ،و بالإضافة إلى ذلك لعب القوات المصرية ضمن الجيوش الإسلامية دور كبير في هزيمة المغول الذين دمروا الدولة الإسلامية العباسية.
تم تأسس الجيش المصرى الحديث إبان حكم محمد علي باشا الذى يعتبر مؤسس مصر الحديثة حيث كون جيشا من المصريين لأول مرة بعد فترة ظل الجيش فيها حكرا على غير المصريين وخاصة المماليك حيث بدأ محمد على ببناء أول مدرسة حربية تقوم بإعداد الجنود والضباط على الطراز الحديث عام 1820 بمدينة أسوان وقام بإنشاء العديد من الترسانات لتمويل الجيش بأحدث المعدات كالبنادق والمدافع والبارود واستعان محمد علي باشا بالقائد الفرنسي الشهير سليمان باشا الفرنساوي الذى أقام في مصر لتأسيس هذا الجيش الذى صار أحد أقوى جيوش المنطقة في فترة وجيزة فغزا عدة مناطق في المنطقة حيث وجه محمد علي حملاته إلى جزيرة رودس وإلى بلاد الحجاز لمواجهة الثورة الوهابية بقيادة ابن محمد على(طوسون)، وقام بإرسال حملات إلى اليونان لمواجهة الثورات اليونانية ولكنه فشل بسبب تدخل كلا من إنجلترا وفرنسا وروسيا لنجدة اليونانين فاضطر الأسطول المصرى للإنسحاب وترك الأسطول التركي وحيدا في نفارين العام 1827
انقلاب حركة الضباط الأحرار و العدوان الثلاثي
وجاء انقلاب الضباط الأحرار أو ثورة 23 يوليو 1952 والذين قاموا بنفي الملك من البلاد و طالبوا برحيل الإنجليز التي نفذت هذا بعد 4 سنوات أو أقل و تولى أعضائها الحكومة .
فى فترة رئاسة جمال عبد الناصر بدأ تحالف مصر مع القوى الشرقية لاستيراد الأسلحة التي رفض عدة دول غربية إمداد مصر بها.
وبالفعل تم استيراد الأسلحة المطلوبة عن طريق جمهورية تشيكوسلوفاكيا السابقة كوسيط بين مصر والاتحاد السوفيتي وكان الجيش في مستوي جيد نسبيا لكن ظهرت حرب السويس و التي حاربت فيها مصر ضد بريطانيا و فرنسا و إسرائيل، و هو ما أطلق عليه العدوان الثلاثي العام 1956 . كما قام عبد الناصر بإرسال الجيش المصري إلي اليمن لدعم الثورة اليمنية ، و هو ما يري المحللون أنه أضر بالجيش المصري في حرب يونيو 1967.
نكسة 1967
في 5 يونيو 1967 قامت إسرائيل بشن هجوم جوي مباغت علي مصر، ما تسبب في تدمير نحو 400 طائرة عسكرية مصرية كانت جاثمة على المدرجات و مخازن قواعدها، ما تسبب في إحتلال شبه جزيرة سيناء إضافة إلى هضبة الجولان السورية و إصطلح على تسمية هذه الحرب بنكسة 1967 .
و جاءت الفترة اللاحقة على مصر لزيادة المجهود الحربي، وكانت مصر تستورد الأسلحة و الخبراء السوفييت من الإتحاد السوفيتي و بعض الدول من الكتلة الشرقية حينئذ . ودارت معارك بين مصر و إسرائيل سميت بحرب الإستنزاف و هى عبارة عن الدخول في معارك قصيرة المدى يتم من خلالها توجيه ضربات موجعة للعدو من أجل إستنزاف قوته .
الانتصار واسترجاع سيناء
قامت مصر بشن حرب في 6 أكتوبر 1973 ،و اعتبر تخطيط الحرب "عبقريا" و آثار إعجاب الكثيرين، حيث دخل الجيش المصري إلى مسافة 13 كيلو متر في شبه جزيرة سيناء شرق قناة السويس المغلقة للملاحة وقتها، و قامت القوات المصرية باقتحام خط بارليف و الذي قيل وقتها أنه "حصين" واستولت علي جميع نقاطه الحصينة ، وهو الذي كان مدعاة فخر للقوات الإسرائيلية، و هزمت إسرائيل و بعد هذه الضربة بخمس سنوات اتخذ الرئيس محمد أنور السادات خطوات نحو السلام وذهب في مبادرة تاريخية إلى تل أبيب وألقى خطبة في الكنيست الإسرائيلي ، تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر و إسرائيل واستعادت مصر سيطرتها على سيناء بالكامل عند تحرير طابا.
ومنذ ذلك الحين تسعى مصر لزيادة قدرات قواتها المسلحة، ما جعل القوات المسلحة المصرية من أكثر القوات المسلحة قدرة في العالم و من أكثرها قوة في الشرق الأوسط إلى جانب تركيا و إسرائيل وأيران.