adiny3aish طالب جديد
الدولة : المدينة : دمنهور الجامعة : جامعة الإسكندريه الكلية : كلية الحاسبات والمعلومات الفرقة : خريج الشعبة : نظم معلومات عدد المساهمات : 13 العمر : 43 الجنس :
| |
adiny3aish طالب جديد
الدولة : المدينة : دمنهور الجامعة : جامعة الإسكندريه الكلية : كلية الحاسبات والمعلومات الفرقة : خريج الشعبة : نظم معلومات عدد المساهمات : 13 العمر : 43 الجنس :
| موضوع: رد: بيزنطة والفكر والدين والسياسة الجمعة 12 ديسمبر 2008, 22:50 | |
| الفصل الثالث
قواعد الدبلوماسيه البيزنطيه
كانت الحدود الطويله للامبراطوريه البيزنطيه تفرض عليها مجاوره شعوب اخري كالفرس والمسلمين والجرمان وغيرهم من الطامعون في الوصول لمركز الثقل الحضاري وجماعات تطمح للقفز علي القسطنطينيه نفسها وايضا البابويه في روما والتي مافتئت تعمل للسيطره علي القسطنطينيه كنيسه ودوله بحجه انها بيعه مارقه وامبراطوريه مهرطقه ولكن تمتعت الامبراطوريه البيزنطيه لفترات طويله باستقرار سياسي بعيد عن التقلبات واستقرار اقتصادي وعمله ذهبيه لها وضعها ومكانتها في السوق التجاري العالمي في ظل حكومه مركزيه صارمه يجلس علي راسها امبراطور ( نائب المسيح ) كما شهدت بيزنطه طوال عصرها استتباب النظام السياسي في الداخل والخارج والعمل الاداري الناجح والازدهار الاقتصادي وتامين طرق التجاره العالميه والتاييد المادي والمعنوي للجهود التي تبذلها الكنيسه الارثوذكيه لنشر المسيحيه بين شعوب البلقان الوثنيه والتي تمهد تلقائيا لبسط النفوذ السياسي للامبراطوريه وكل هذا يحتاج لقوه عسكريه رادعه قادره علي تحقيقه ودبلوماسيه ماهره .
فكان طبيعيا علي الاباطره توجيه اهتمامهم الكامل للجيش وتدريبه وتنظيماته واسلحته وخططه العسكريه وقد قاد معظم الاباطره جيوشهم بانفسهم ولهذا كان الجيش هو مصدر القوه الحقيقيه للامبراطوريه ولكن كان لابد لبيزنطه ان تستخدم سلاح اخر لجانب القوه العسكريه هو الدبلوماسيه وبرعت في استخدامه في العصور الوسطي ووضعت له قواعده ومبادئه ولهذا كان طبيعيا ان يتحقق لبيزنطه بدبلوماسيتها بجانب عوامل القوه بقاؤها عبر هذه القرون الطويله من الرابع الي الخامس عشر وكان التوافق بين العسكريه والدبلوماسيه كفيل بانقاذ الامبراطوريه خلال اشد فتراتها تازما ابان القرنين السادس والسابع كما عوضت الدبلوماسيه النقص الذي كان يعور القوه العسكريه في معظم الازمات وقد كان العديد من الاباطره اساتذه في هذا الفن وحظيت اداره الخارجيه البيزنطيه برعايه تفوق بقيه الادارات الاخري في الجهاز الحكومي وكان الزواج السياسي احد الدعامات الرئيسيه للدبلوماسيه البيزنطيه ولكن استخدم في نطاق ضيق تماما ولكن ليس معني هذا ان التقاليد البيزنطيه كانت تحرم تحريما قاطعا مثل هذه الزيجات وقد ازداد عدد الزيجات السياسيه في اعقاب الحمله الصليبيه الاولي بين البيت الامبراطوري والعائلات الملكيه الصليبيه او الغربيه واذا كان الزواج السياسي بما اداه من خدمات للامبراطوريه كدعامه من دعائم دبلوماسيتها يعطينا صوره جليه عن اطر الفكر السياسي الروماني حيال هذه الشعوب فان جانب اخر من جوانب الدبلوماسيه يدعم هذا الاتجاه وهو الوفود الرسميه التي كانت تقدم علي العاصمه الامبراطوريه ياخذ بالبابها ثراء المدينه وبهاؤها وما كانت عليه من الترف في الدور والقصور والكنائس والابنيه العامه ويتم استضافه القادمين في قصر فخيم من القصور الامبراطوريه كما يخلع عليهم الامبراطور الهدايا الثمينه وكانت هذه المظاهر البراقه تترك بصماتها واضحه علي هؤلاء الذين سرعان ماينقلبون سفراء لبيزنطه لدي دولهم .
واستضافت بيزنطه ابناء الامراء والحكام المجاورين في البلاط البيزنطي والترحيب بضحايا الحروب الاهليه في الدول الخارجيه كلاجئين سياسيين يمكن الاعتماد عليهم لمصلحه السياسه البيزنطيه وتنوعت وسائل الاغراء والترغيب لهؤلاء السفراء الاجانب من القاب التشريف والعباءة الارجوانيه ولكن كل هذا كان يتم في اطار معين لا يتعداه وبجانب كل هذا اعتقد الرومان ان لكل انسان ثمنه فالمال هو اسرع السبل واقصرها طريقا للتاثير علي هذه الشعوب المجاوره لبيزنطه وفعلا صدقت نظرتهم فدفعت الحكومه البيزنطيه مبالغ طائله من الاموال لضمان ولاء الشعوب المجاوره .
تعرضت الامبراطوريه في اخر سني القرن الحادي عشر للحملات الصليبيه التي ارادي الاستيلاء علي القسطنطينيه ولكن الدبلوماسيه البارعه صدتها باغداق الاموال والهدايا والالقاب ومنح الاقطاعات والتقريب وتحريض بعضهم ضد بعض كما سادت سياسه فرق تسد .
تجلت براعه الدبلوماسيه في الوقوف علي الاهداف الحقيقيه لاعدائها في القرن الحادي عشر عندما وقعت الامبراطوريه بين شقي الرحي ( الاتراك والنورمان ) فلم يتردد البيزنطيون في مهادنه الاتراك السلاجفه وتوجيه قواهم كلها للتصدي للخطر النورماني مستعينيين بقوات سلوجقيه .
كما كان التبشير بالمسيحيح بين هذه الشعوب المجاوره من قواعد الدبلوماسيه البيزنطيه فالقسطنطينيه كما كانت درع الارثوذكسيه وقلعه المسيحيه الشرقيه وامن الاباطره ان واجبهم يحيم عليهم نشر العقيده المسيحيه بين القبائل الوثنيه المحيطه بالامبراطوريه ولهذا لقيت كنيسه القسطنطينيه التاييد الكامل وسارت عمليه التبشير جنبا الي جانب الغزو فالكاهن المسيحي كان يمهد الطريق تماما لرجل السياسه حيث يسبقه للاراضي ويعرض ديانته ويسعي لجذب النساء اولا حيث يستهويهن غموض العقيده الجديده ويصبح من السهل التاثير علي الرجال فدارت السياسه التبشيريه في اطار ( العالميه ) وطانت مهمه الرومان حمل لواء خدمه المسيح والتبشير بالانجيل فمفهوم السلام الروماني يعادل السلام المسيحي كان عدم تمكن المسليمن من اسقاط القسطنطينيه خلال الحصار 717 يعتبر نجاحا كبيرا للسياسه التبشيريه البيزنطيه في البلقان التي كانت تموج بالشعوب الوثنيه التي تحولت للمسيحيه الارثوذكسيه علي يد المبشرين البيزنطيين لو تمكن المسلمون من فتح القسطنطينيه لوجدوا تربه خصبه للدعوه الاسلاميه في البلقان فاذا كان الجيش هو الذراع القويه للامبراطوريه البيزنطيه فان الدبلوماسيه كانت ذراعها الطويله .
الفصل الرابع
الصراع الدولي حول شبه الجزيره العربيه في القرن السادس الميلادي
بنهايه الربه الاول من القرن السادس جاء اسطول ضخم من السفن الحربيه بجيش من الاحباش وجهته اليمن القي مراسيه عند ميناء مخا وهزم قوات الملك الحميري ( ذي نواس ) واصبحت اليمن تابعه لمملكه اكوم حين يستقل بها ابرهه ويقيم علي ارضها مملكه حبشيه وكان الغزو الحبشي نتيجه للاضطهاد الديني الذي انزله (ذو نواس ) المتهود بالمسيحيين في نجران محاولا قهرهم علي هجران دينهم والتحول عنه لليهوديه وتقرن كل المصادر تلك الاحداث بما ورد في القران الكريم عن اصحاب الاخدود وكان اخدود ( ذي نواس ) واحدا بين هذه الاخاديد .
كانت المنطقه الجنوبيه من شبه الجزيره العربيه احد المراكز الهامه لليهوديه خلال القرون الاولي فوجد اليهود فيها ملجا لهم وملاذا بعيدا عن ايدي الرومان في القرنين الاول والثاني في اعقاب ثورتهم ضد الحكومه الرومانيه وامتدت من برقه الي فلسطين وزاد نفوذهم خلال الربع الاخير من القرن الرابع ومطلع الخامس عندما تحول بعض ملوك حمير الي اليهوديه .
اقدم ملك حمير علي التحول لليهوديه لمواجهه الامبراطوريه البيزنطيه واكوم بعقيدتها المسيحيه وامبراطوريه الساسانيين الفرس بوثنيتها وقد وجد اليهود في تهود ذي نواس فرصه يقفزون عبرها الي دست السلطه وكان ذو نواس بحاجه الي التاييد الخارجي لسياسته كما تعرضت جماعات من التجار الرومان العابرين للقتل ضمن جمله المسيحيين في ظفار ونجران .
بلغت مملكه اكسوم درجه كبيره من القوه السياسيه والازدهار الاقتصادي خلال القرن الرابع علي عهد ملكها عيزان وظلت علي هذا القدر حتي القرن السابع وامتدت سيطرتها حتي بلاد النوبه شمالا وشكلت اليمن اكبر سوق تجاريه في شبه الجزيره العربيه فكانت تتاجر في حاصلاتها الاقليميه وبضائع الخليج والهند والصين وكان الاهتمام البيزنطي بشبه الجزيره العربيه منذ بدايات العصر الامبراطوري الروماني وكان ابرهه يدرك الاهميه الاستراتيجيه التي تحتلها المنطقه التي يسيطر عليها في الجنوب الغربي لشبه الجزيره العربيه وهي المكانه التجاريه التي تمثلها اليمن في عالم الاقتصاد الدولي والصراع السياسي بين اكبر قوتين في زمانه وكي يفلت من الدوران في فلك اي منهما حاول وضع قدم له بين العملاقيين فاذا كانت بيزنطه تسيطر باسطولها في القلزم وتيران علي البحر الاحمر وتتحكم فارس بسفنها في تجاره الخليج والمحيط الهندي حتي سيلان وبموقعها علي الطريق البري عبر وسط اسيا فبحث عن طريق يخضعه لسلطانه وهو الطريق الذي يبدا من صنعاء ويتجه شمالا ليمر بالمدن الرئيسيه كالطائف ومكه ويثرب الي دمشق وهو الذي يربط اليمن بعالم البحر المتوسط والسيطره علي هذا الطريق تحقق فائده اقتصاديه هامه للجنوب العربي .
واقدام ابرهه علي نقل عاصمه اليمن من ظفار الي صنعاء بالشمالكان خطوه والتاليه هي القفز علي مكه المركز التجاري الهام لشبه الجزيره العربيه وقبله الحجيج للكعبه باوثانها قبل الاسلام ولكن هذا يعني ان تتوحد القبائل العربيه الوثنيه كلها ضد الملك المسيحي الذي يريد بهم الشر وسيحمل هذا في جوهره مشاعر عدائيه تجاه ابرهه في وقت كان هو وحلفاؤه البيزنطيون حريصيين علي استماله هذه القبائل ضد عدوهم المشترك وهو الفرس كان تجار مكه يقومون برحلتي الشتاء والصيف لليمن والشام ووجود البيت الحرام رفع من قدر مكه وزعمائها القرشيين في اعين القبائل العربيه كلها واصبح لهم من المهابه والمكانه قدرا كبيرا كريما وكانت العلاقات السيايه تتوقف علي العلاقات التجاريه وكانت بيزنطه تحرص علي استرضاء عرب الحجاز لفتح المجال للتجار البيزنطيين للمرور عبر بلادهم للجنوب وكان يوجد في مكه بيوت تجاريه بيزنطيه تزاول الشئون التجاريه الخاصه بالامبراطوريه وفيها احباش يرعون مصالح قومهم التجاريه وساعد هذا كله زعماء مكه علي عقد معاهدات تجاريه مع الشعوب المجاوره ,
ولم يكن امام ابرهه سوي بناء كنيسه في عاصمه ملكه لصرف انظار العرب عن مكه ويطوفون بها فيضمن تحويلهم للمسيحيه وابتي شمر ملك اليمن كنيسه في صنعاء ( القليس ) ونقل اليها بعض اثار شهداء نجران واصدر مراسيم بوجوب حج العرب اليها ولكن فشل مشروعه فعزم علي القيام بمهاجمه مكه ومحاوله هدم الكعبه لبسط نفوذه السياسي وتحقيق الرخاء الاقتصادي لبلاده ولكن فشلت هذه الحمله ومات ابرهه وانتشرت الاضطرابات وذهب سيف بن ذي يزن الي الامبراطور البيزنطي يرجوعونه في طرد الاحباش من اليمن في مقابل ان يتعهد هو نفسه بحمايه المصالح البيزنطيه في المنطقه ولكن الامبراطور البيزنطي لم يشا ان يمد له يد العون ولكن سيف بن ذي يزن حصل علي عون كسري انوشروان الذي امده بقوه عسكريه قضت علي الاحباش باليمن وملكها سيف وارضها مقابل جزيه سنويه ولكن بعد مقتل سيف احتلت فارس اليمن وضمتها لدائره نفوذها لتظل لفارس السياده حتي ظهور الاسلام ودخول اليمن ضمن شبه الجزيره العربيه تحت السياده الاسلاميه وقدر لفارس ان تكسب الجوله قبل الاخيره من جولات الصراع بينهما وبين بيزنطه حول شبه الجزيره العربيه بعد استباق طويل للسياده عليها اقتصاديا وسياسيا من القرن السادس الميلادي واغتنمت فارس الفرصه واستولت عسكريا علي كل ساحل الجنوب الغربي لتمس هذه المنطقه واقعه تحت السياده الفارسيه الا ان ذلك لم يقدر له ان يستمر طويلا بفضل الفتح الاسلاميس لليمن .
الفصل الخامس
الثورة الشعبية في القسطنيطية سنة 532
من القرن الرابع الي السابع تحولت روما من عالم روماني ثقافتة الدينية ولسانة الي عالم روماني اصطبغ بالصبغة اليونانية فكرا ولغة واصبح منذ القرن السابع وحتي الخامس عشر عالما رومانيا بلسان يوناني فقد بنيت روما الجديدة القسطينطينه في قلب عالم اليونان وفيها امتزج وتفاعل تترات اليونان بدارسة الفكرية مع تراءت اليونان بسماته العلمية وتشريعاته وقوانينه
كما ذادت المدينة بالقصور الفخمة وبيوتان كبار النبلاء حتي بهرت الباب القاديمين اليها من وفود الدول الاجنبية والقبائل علي حدودها واستغلت إدارة الخارجية وهذة المظاهر البراقة للتأثير علي السفراء الساعين لبلاط القيصر الروماني للبحث عن معاهدة السلام أو هدنة توقف حربا أو طمعا في القاب التشريف والي جانب هذا الثراء الذي يشع من جنبات الحي الشرقي في القسطنيطينة كانت هناك احياء فقيرة والحارات الضيقة التي تقيم فيها الادنياء من سكان العاصمة من العبيد وانصاف الاحراء والمتسولين الي جواء هؤلاء كان هناك ابناء الطبقة الوسطي من التجاور اصحاب المهن الحرة والمثقفين
منع الامبراطور دقلنيوس الانتقال من طبقة الاخري اعلي منها ولكن بمقدور أي شاب ماهر مغامر ان يشعه طريق لاعلي المناصب بل للعرش الامبراطوري .
ولموقع القسطنيطية الممتاز اصبحت تمثل حلقة الاتصال الحضاري والتجاري بين اسيا واروبا وطبيعي والعاصمة تموج بهذا الخليط من البشر ان يصبح حفظ الامن وضمان الهدوء وامر ليس باليسير خاصة بين جموع سريعة الهياج ووسط هذه الجمهرة يمس بولع بكل ما يسبب الاثارة شيئ مرغوبا فيه وانتشر الصراع والقتال في الشوارع والتفرق بين الفرق الرياضية المسابقة ومشجعيهم الذين يناصرون وانصار الرزق وانصار الخضر ولعبت المصالح الاقتصادية لهؤلاء الزعماء والمتعارضة دور كبير في التباعد بين الحزيين وكانت جموع هذه الانصار توجد علي اتساع طبقة العامة والخلاف واضح بين زعماء مؤيدي الفريقين فإذا اتحدت جماهير العامة كما جري في ثورة نيقا بالقسطنيطية عام 532 تعد مواجهه ضد الطبقة الحاكمة نفسها أو ضد النظام القائم وكان الامبرطور جوستينان قد اخذ جانب الزرق وتركهم يعبثوا في الارض فسادا او هذا الذي اثار غضب الخضر في الحادي عشر من يناير 532 واستمرت الثورة حتي الثامن عشر من يناير وترتبت عليها احداث جسام شهدتها المدينة من شغب وصياح وفي اليوم الثاني عشر نري الحزبين اتفقا معا ضد الامبراطور وحاول بكافة الطرق السلمية القضاء عليهم ولكنه فشل ولكن في الخامس والسادس عشر والسابع عشر شهدت العاصمة حربا اهلية طاحنة وازدادة الحرائق في المدينة وامام هذه الفوضي راح جوستينان يراجع حساباته من جديد فأعلن مسئوليتة عن كل ما حدث وان عليه وحدة تقع تبعية هذه الفوضي التي حلت بالعاصمة وقرر العفو عن كل من شارك في الاضطرابات واعلن جوستينيان استعداده للتنجي اذا طلب الجموع فراحوا يقذفونة بالحجارة ويسبونة فانسحب عائدا للقصر كما عقد زعماء الثائرين من السناتوا اجتماعا قرروا فيها مهاجمة الامبراطور في قصره وقد اعلنوا هيباتوس امبراطورا وتم اخماد هذه الثورة والقضاء عليها وهي تمثل نقطة تحول بارزة في مختلف نواحي اليحاة الامبراطورية البيزنطية واعتبر حجر الزاوية في تثبيت دعائم نظام سياسي في الامبراطورية وكان هذا الخط والغضب ناجم تحت السيادة الضرائبية التي فرض جوستنيان علي شعبة وعلي سياسته العقيدية كما وضع الكنيسة تحت السيادة الامبراطورية مباشرة واعتبر السلطتين الامبراطورية والكهنوتية تنبقثان من مصدر واحد وقد تجمعت كل العوامل الاقتصادية والسياسية والعقيدية لدي السناتو والجيش لتصنع ثورة القسطنيطينة عام 532 ولكنها لم تكن مجرد مؤامرة او مجرد احتجاج علي جشع وسوء الادارة المالية ولم تكن ثورة مونوفيرتية ولم يكن هدفها الوحيد فقط هو جستنيان او تغير الاسرة الحاكمة لان الاحاطة بجوستينان جاء نتيجة طبيعية لفشله في علاج الامور وليس سببا في قيام الثورة نفسها وقد نظمت هذه الثورة بيد كل العناصر الساخطة التي كانت نموذج بها العاصمة من كبار الملالة والفلاحون والحرفيون واليهود والثنيون والمازنويون السامريون ولذا سميت بالثورة الشعبية ( جميع فئات شعب ) .
وكانت الثورة تستهدف العرش نفسه وتود القضاء علي نظام الحكم نفسه ذلك النظام الذي وضعه قسطنيطنة في ثلاثينات القرن الرابع وكانت الامبراطورية تمر بفترة انتقال وتحول من عصر روماني الي عصر بيزنطي علي امتداد القرون من الرابع الي السابع
وكانت الثورة بكل عناصرها الساخطة التي شاركت فيها تعبيرا عن الصراع الذي يعتمل بين هذه التيارات جميعها في مرحلة التحول من العصر الروماني الي العصر البيزنطي بكل مفاهيمه ونظمه السياسية والاقتصادية والعسكرية والعقيدية والثقافية وكان الطابع المميز والفريد لهذه الثورة الشعبية في القسطنيطينة عام 532 انها استهدفت العرش ونظام الحكم نفسه وليس فقط المجالس علي العرش .
عدل سابقا من قبل adiny3aish في الجمعة 12 ديسمبر 2008, 23:03 عدل 1 مرات | |
|
adiny3aish طالب جديد
الدولة : المدينة : دمنهور الجامعة : جامعة الإسكندريه الكلية : كلية الحاسبات والمعلومات الفرقة : خريج الشعبة : نظم معلومات عدد المساهمات : 13 العمر : 43 الجنس :
| موضوع: رد: بيزنطة والفكر والدين والسياسة الجمعة 12 ديسمبر 2008, 22:53 | |
| الفصل السادس
ميخائيل بسللوس من خلال كتابه ( التاريخ الزمني )
كان البيزنطيون علي معرفة تامة بماضيهم البيعد وتاثيرتفكيرهم بهذه المعرفة عن الاستمرار التاريخي فقد برعوا في ميدان الكتابة التاريخية وخلال الامتداد الطويل للعصر البيزنطي المتقدم ( من الرابع الي السابع ) وجد واحدا او اكثر من المؤرخين او كتاب التاريخ الزمني الذين دونوا احداث هذه الحقبة التاريخية بقدر كبير من الدقة والموضوعية كما نجد عدد من المؤرخين بالصبغة الدينية في معالجة الامور السياسية وعالج اخرون مادتهم التاريخية بمنهاج موضوعي جاد في فترات الانحلال السياسي شهدت الي حد ليس بالقليل نهضات ثقافية في مجال الفكر والادب وكان هذا خلال الازمة الطاحنة التي احدقت بالامبراطورية ولم يبق منها سوي القسطنطينية وفي المقام الاول يعود هذا الاعتزاز البيزنطيين بتراثهم اليوناني الروماني والي ادراكهم الواعي للدور الحضاري الذي يؤدونة في عالم البحر المتوسط بالاضافة الي انهم يجدون في الابداع الفكري والادبي عوضا عن الضياع السياسي الذي يعانونه ابان تلك الفترات ومن هنا ندرك الاهمية الحقيقية لهذه الفترة في تاريخ الامبراطورية فمنذ وفاة باسل الثاني لم تستطع بيزنطة ان تعود ثانية لسابق قوتها وازدهارها ورغم ان الاسرة الكومنية قد اعادت اليها شيئا من الحياة الا ان ذلك كان بريقا خادعا سرعان ما راحت الامبراطورية بعده تستخدم الخطي كارهة الي الانحلال والسقوط وظاهرة الضعف العام الذي تردي فيها الاباطرة ارهاصا طبيعا بما حدث عام 124 ثم عام 1453 ومن ثم ندرك الاهمية الكبيرة لهذا الكتاب(التاريخ الزمني ) فهو يتناول احداث هذه الفترة من الناحية الداخلية ويضاعف الاهمية ان مؤلفه هو ميخائيل بسللوس الذي عاش هذه لاحداث بنفسة منذ بدايتها كما شارك بنفسه في صنع الكثير من احداث هذه الفترة فقد كان علي مقربة من القصر وعمل في خدمة تسعة من الاباطرة الذين عاصرهم وترقي في المناصب حتي اصبح الوزير الاول المسئول في الامبراطورية كان استمرار بسللوس في ممارسة العمل الاداري والسياسي وسط الاخطار التي كانت تهدد الدولة في الداخل ولخارج مع اختلاف الاهواء وتضارب المصالح وتنافر الطبائع لدي هذا العدد من الاباطرة الذين عمل في خدمتهم والذين يمتلكون السلطة الكاملة في ظل الموناريخية البيزنطية ليدل دلالة واضحة علي شخصية بسللوس وتفهمه لطبيعة العصر الذي يعيشة وادراكه الوعي لمدي امكانيات وقدرات هؤلاء الحكام ويفصح عن ذكائه أية قراءة للتاريخ الزمني حتى لو كانت سريعة تعطينا صورة واضحة عن شخصية بللوس السياسية ودوره في الحياة العامة وفي تسيير أمور الدولة إلى حد التدخل فب بعض الأحيان في إختيار الأباطرة او إقصء آخريين عن الرش او تدبير المؤتمرات السياسية . وقد شارك بسللوس الجموع ثورتها وسخطها بعد أن ايقن أن الأمور أفلتت من يدي ميخائيل خاصة وأنه يتهمه بالتسلط والإستبداد والإنصراف عن شئون الدولة ويحدثنا بسللوس في كتابه عن جوانب شخصية الإمبراطورة زوى المستهترة العابثة المزاوجة كما كان الإسراف والبزخ اللذين كانت تترفل فيهما زوي كانا يدخلان البهجة علي جموع القسطنطينية المحبة لهذه الحياة .
وقد وقف بسللوس الجزء الأكبر من مؤلفه وهو الكتاب السادس للحديث عن الإمبراطور قسطنطين التاسع وخلع عليه ايات التمجيد والإطراء وهو المفضل له وبطل تاريخه .
ويقارن بينه وبين باقي الأباطرة ويرفعه مكانه عليا ويتفوق به عليهم جميعا في كثير من النواحي وإن كان اقل منهم شجاعة وتحدث عن صفاته اخاصة دون الحديث عن منجزاته تمكن قسطنطين التاسع من ان يضم ما تبقي من ارمينية بما فيها عاصكتها اني ولكن سرعان ما فقدتها الإمبراطورية كما تدفق البشفاق الي الداخل دون مقاومة حتي نزلو قرب ادرنه .
وفي الداخل ساءت الاحوال وتم استنفاذ الخزانة العامة علي يد قسطنطين وزرجه زوي . وفي محاولة لمعالجة الأمور أقدم قسطنطين علي تخفيض قيمة العملة بصورة واضحة لمواجهة العجز المالي ونقص إيرادات الضرائب لإزدياد سطوة كبار الملاك وبذلك تم تخريب الإقتصاد البيزنطي .
ومن أهم الأمور التي أقدم عليها قسطنطين في عهدة هو اعادة تنظيم جامعة القسطنطينية عام 1054 ولكن مؤلف بسللوس يكاد يقتصر على معالجة السياسة الداخلية والأمور الخاصة بالبلاط فقط ولا يعرج على الشئون الخارجية إلا فيما ندر ولهذا كان متوقعا أن يمدنا بسللوس بوثيقة تاريخية تعد علي جانب كبير من الأهمية وهي قرار إعادة تنظيم الجامعة خاصة كلية الفلسفة التي كان رئيس لها وذلك راجع الي انه كان يريد أن يحتفظ لنفسه فقط بفضل علوها مثل الثقافية ومكانته الفكرية .
وقد ادعي المرض ورغبته في ترك الحياة الدنيا وعزمة علي سلوك الرهبانية كما يقوم بسللوس أن ذلك يعود لرغبة دفينة في نفسه لممارسة هذه الحياة ولانطواء نفسه علي الحب العميق للتأمل ولكنه لم يطق هذه الحياة وعاد لدينا الناس فور وفاة قسطنطين .
وبعد ذلك اوته الإمبراطورة ثيودورا ثقتها الكاملة و من بعدها ميخائيل السادس . وقد ارتقى بسللوس مكانة سامية وحظي بلقب رئيس شرف مجلس السناتو وأصبح أشد المستشاريين قرباً للإمبراطور والأمبراطورة ولم يتخل بسلوس عن دوره القيادي في رفع قسطنطين العاشر إلي العرش وجا إعتلاء قسطنطين العاشر العرش إنتصاراً للإدارة المدنية البيوقراطية في العاصمة ضد الأرستقراطية العسكرية وصرف بسللوس همه في محاولة إعادة تنظيم الشئون المدنية والتشريعية
الواضح أن بسللوس بحديثه هذا يظهر نفسه بعيدا عن الأحداث الخاصة بتقلبات السياسة وثروات الحكم وهو هنا يعيد نفس الدور الذي رسمه لنفسه من قبل عند الثورة علي ميخائيل السادس .
إن التاريخ الزمن الذي وضعه بسللوس يحتل مكانا مرموقا وسط الكتابات التاريخية في العصور الوسطى كام أن قيمته الحقيقيه في حد ذاته بإعتبارة مذكرات شاهد عيان علي قدر كبير من الثقة والذكاء ونعتبره عملا فنيا رائعا ويتناول عمل بسلوس بين الإطناب وإلايجاز عهود أربعة عشر امبراطور يمتد حكمهم الي قرن كامل وكان لهذه الفترة التاريخية وبالتالي تزداد قيمة الكتاب لأن هذه الفترة تمثل منعطفا خطيرا في تاريخ الدولة البيزنطينية . ويزيد من هذه الأهمية مشاركة بسللوس في الحياة السياسية ومعايشة البلاط البيزنطيعلى عهود تسعة من أباطرة هذه الفترة .
قسم بسللوس تاريخة الزمني الي كتب سبعة اختصت السنة الولي منها بالأباطرة إبتداء بباسل الثاني وإنتهاء بتيودورا ابنه قسطنطين التامن والكتاب السادس وحده يمثل الجزء الرئيسي في هذا المؤلف إذ يحتل وحده ثلث صفحات الكتاب بينما يشغل الكتاب السابع والاخير الثلث الثاني الذي يعد أباطرته مرحلة انتقال بين البيت المقدوني والأسرة المومننية والتاريخ الزمني لبسللوس بصورته هذه يختلف تماماً عما حبرت العادة بإتباعه في كتابه الواريخ الزمنية . وأصدق ما يمكن أن يطلق علي عمل بسللوس هذا هو ( تاريخ البلاط ) فبسللوس وقد مكنته مناصبه من ذلك يتحدث في تفصيل دقيق في كثير من الأحيان عما يجري خلف استار القصر الأمبراطوري ورغم انه صرح ذات مرة انه سوف يتحدث عن الجيوش والمعسكرات والمناوشات والمعارك ولكنه قال سأتركها لكثير من الكتاب الأخرين الذين يرغبون في تدوين مثل هذه الامور
ب) الخاتمه
وقد توصل الباحث في نهاية بحثة الي عدة نقاط اهمها :-
1- ان الاضطهاد الذي حل بالمسيحيين في اصله اضطهادا سياسيا .
2- تعرض المسيحيون الي اضطهاد شديد علي يد الاباطرة الوثنيين .
3- ازداد الاضطهاد الروماني للمسيحيين في عهد الاباطرة المسيحيين .
4- كانت القدس تعلوها هاله كبري من التقديس.
5- كانت القسطنطينيه من اول يوم مسيحيه وصارت عاصمه للامبراطوريه الرومانيه .
6- تعرضت كنيسه القدس لفترات الي دائره النزاع الاسقفي
7- ساعدت الدبلوماسيه البيزنطيه علي بقائها لعدة قرون .
8- كان التوافق بين العسكريه والدبلوماسيه كفيل بانقاذ الامبراطوريه خلال فترات تأزمها .
9- ومن دعائم الدبلوماسيه الزواج السياسي واغداق الهدايا والمنح واستضافه ابناء الحكام .
10- اهم الدعائم ايضا كان التبشير بالمسيحيه بين الشعوب الوثنيه والمرونه اهم سمات الدبلوماسيه .
11- كانت اليمن اكبر سوق تجاريه في شبه الجزيره العربيه .
12- اقدم ابرهه علي نقل عاصمه اليمن من ظفار الي صنعاء بالشمال .
13- كانت العلاقات السياسيه تتوقف علي العلاقات التجاريه بين بيزنطه وعرب الحجاز .
14- القسطنطينيه حلقه الاتصال الحضاري والتجاري بين اسيا واوربا .
15- استهدفت ثوره نيقيا بالقسطنطينيه 532 العرش ونظام الحكم نفسه .
16- كتاب التاريخ الزمني لبسللوس من اهم الكتب التاريخيه لهذه الفتره.
17- اكد بسللوس علي الارتباط الوثيق بين الدوله والكنيسه .
18- بسللوس المسئول الرئيسي عن حركه التجديد والاحياء .
19- لبسللوس يعود الفضل في احياء الاداب والعلوم الانسانيه في الامبراطوريه البيزنطيه .
20- شارك بسللوس في الحياه السياسيه علي عهود تسعه من الاباطره .
جـ ) قائمه المصادر والمراجع
الكتاب
د/ رأفت عبد الحميد بيزنطه بين الفكر والدين والسياسه
الطبعه الاولي 1997
المصادر العربيه :-
- ابن الاثير : عز الدين ابو الحسن علي :ت 630هـ ، الكامل في التاريخ ، بيروت 1978.
- ابن العبري : جريجوريوس الملطي ،ت685هـ ، تاريخ الزمان ، بيروت 1986 .
- ابن قتيبه : ابو محمد عبدالله بن مسلم الدينوري ، ت276هـ ، المعارف ، القاهره 1969 .
- ابن كثير : الحافظ ابو الفدا ، ت774هـ ، تفسير القرآن العظيم ، القاهره ، بدون تاريخ .......... وغيرهم
المصادرغير العربيه :-
AGATHIA , Histaria, ed, by l.Dindrof, in corpus scriptorum
Historia Byzantinae ( CSHB ) Bonn 1828
وغيرها الكثير
المراجع
كثير من المراجع الاجنبيه
| |
|
yasmean مشرف سابق
الدولة : المحافظة : البحيرة المدينة : كفر الدوار الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور الكلية : كلية الآداب الفرقة : الرابعة قسم : التاريخ والاثار الاسلامية الشعبة : عامة عدد المساهمات : 840 العمر : 34 الجنس :
| موضوع: رد: بيزنطة والفكر والدين والسياسة الأحد 14 ديسمبر 2008, 13:49 | |
| التحليل رائع جدااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ونتمنا من الله التوفيق | |
|
كتكوته طالب جديد
الدولة : المدينة : دمنهور الفرقة : الثانية الشعبة : التاريخ والاثار المصرية عدد المساهمات : 37
| موضوع: رد: بيزنطة والفكر والدين والسياسة الثلاثاء 16 ديسمبر 2008, 14:47 | |
| شكرا اوى يا جماعة تحليل ممتاز ربنا يوفقنا جميعا |
|
| |
|
أميرة طالب نشيط
الدولة : المحافظة : الإسكندريه المدينة : سموحه الشعبة : عامه عدد المساهمات : 99 الجنس :
| موضوع: رد: بيزنطة والفكر والدين والسياسة الأحد 28 ديسمبر 2008, 12:36 | |
| | |
|