دور الامبراطوريه البيزنطيه فى الحمله الصليبيه الثانيه والثالثه

زائر

دور الامبراطوريه البيزنطيه فى الحمله الصليبيه الثانيه والثالثه Mtzxluwndzgxeznynnyadu4

بحث بعنوان
دورالامبراطوريه البيزنطيه فى الحمله الصليبيه الثانيه والثالثه

تحت اشراف
الدكتوره ناديه المويهى

دور الامبراطوريه البيزنطيه فى الحمله الصليبيه الثانيه والثالثه 16

دور الامبراطوريه البيزنطيه فى الحمله الصليبيه الثانيه والثالثه 16

فريق عمل البحث
1 ـ اسراء سعيد عبد الحميـــد
2 ـ ناديه مصطفى ضيف الله
3 ـ صفاء رزق عبد المنعـــم
4 ـ سهــام احمـد شوقـــــــى
5 ـ بسمــــه رزق علــــــــى
6 ـ ربــــاب رزق عبد السلام
7 ـ شيمــــاء محمد المدبولـــى
8 ـ شريهان سعيد محمد ابراهيم
9 ـ نورا فرج عبد الحميدـانتساب
10 ـ ايمان محمد سليمان ـ انتساب
11 ـ فاتن شريف راضى ـ انتساب

دور الامبراطوريه البيزنطيه فى الحمله الصليبيه الثانيه والثالثه 16

مقدمه

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة والسلام علي اشرف المرسلين سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم – المبعوث رحمة للعالمين،الحمد لله على كل حال، وإليه- سبحانة وتعالى – المرجع والمآل ، وبعد

إن البحث الذى بين أيديكم يتعرض لموضوع هام وهو " دور الإمبراطورية البيزينطية فى الحملة الصليبية الثانية والثالثة" فإذا تكلمنا عن طبيعة العلاقات البيزينطية الصليبية عشية الحروب الصليبية نجد القطيعة الدينية التى حدثت بين( بابوية روما وكنيسة القسطنطينية سنة )1054بسبب رغبة روما فى فرض سلطانها الدينى على القسطنطينية مع عناء هذه ورغبتها فى الإستقلال عن كنيسة الغرب ، وقوى هذا الخلاف ماحدث من دخول( النورمان )فى حلف مع( البابوية) إعتباراً من سنة 1059 وتهيأً والإبتلاع بقية املاك( بيزنطة فى جنوب إيطاليا )، فا دى ذلك إلى دفع بيزنطة إلى مصادقة البابوية والتقرب منها لوقف خطر النورمان فى الغرب خاصةً بعد أن منيت بيزنطة بكارثة فى مانزكرت وفى نفس العام الذى استولى فيه النورمان على بارى 1071 ميلادى فى جنوب إيطاليا ، ولقد جذبت تلك المحنة البيزنطية إنتباه البابوية وآثارت إهتمام الغرب الأوروبى كلة فى الوقت الذى اعتلى فيه البابا جريجورى (1073-1085) .

ولقد استطاع (إلكسيوس كومنين 1081-1118) التغلب على بعض صعاب الإمبراطورية بأن حقق إنتصاراً نسبياً بالداخل وصد هجامات النورمان وبذلك فإنه وقف عاجزاً عن التصدى لخطر السلاجقة لمل يحتاجه من جيش كبير لم يتوفر له ولجهود وطنية لم يكن يستطيع النهوض بها لهذا أضحى بحاجة إلى التعاون الخارجى بل والعون الكبير كى يتمكن من صد هذا الخطر ولذا قيل "أنه استنجدا بالبابا اوربان الثانى وبعض قادة الغرب الأوروبى" لكى يضمن ترك البابا آثار اليكسيوس بأنه لابد من تحرير الأراضى المقدسة المسيحية من المسلمين ولن يتأتى ذلك ل بإرسال نجده من الغرب الأوروبى .

اما عن موقف الإمبراطورية البيزنطية من الحملة الصليبية الأولى فلم يشغل الأمبراطور اليكسيوس بالة كثيراً بأهداف الصلبيين وأمالهم من وراء الحروب الصليبية وغاية الأمر أنه حاول مساعدتهم وتقديم العون العسكرى لهم ولكن احس بتضارب مصالحه معهم فحرص على ان ينتزع من قادتهم يمين الولاء والطاعة ولكن نقضوا عهودهم معه واعتبروه السبب فى إبادة حملة العامة ،وبذلك إنقسمت الفرقة بين الجانبين البيزنطى والصليبى ...

دور الامبراطوريه البيزنطيه فى الحمله الصليبيه الثانيه والثالثه Tajmeel1yh6

زائر

الفصل الاول

دور الامبراطوريه البيزنطيه فى الحمله الصليبيه الثانيه

تمهيد

ـ موقف الامبراطور البيزنطى من الحمله الألمانيه.

ـ موقف الامبراطور البيزنطى من الحمله الفرنسيه.

ـ مدى مسؤوليه بيزنطه عن فشل الحمله الصليبيه الثانيه.

دور الامبراطوريه البيزنطيه فى الحمله الصليبيه الثانيه والثالثه 16

التمهيد

لقد كانت الحملة الصليبية الثانية فى مبدئها حمله عسكرية أكثر منها حركة دينية فكانت حملة عسكرية موجهة ضد (آل زنكى)الذين استعادوا مدينة الرها عام (1144م) فكان سقوطها إيزاناً بتصدع البناء الصليبى بأكمله، ولكن بدون شك، كان يجب إثارة واستنهاض حماسة الشعوب الغربيةوتوجية النداء بأسم الدين ولكن الواقع أن كانت مهمتهم هى وقف زحف المسلمين إلى الإمارات الصليبية الآخرى وان يستعيدوا أمارة الرها.(1)
"وليس من شك فى انه خلال عصر الحروب عادت بيزنطه إلى الإتصال المباشر بالغرب الأوروبى فقد قاربت هذه الحروب بين عالمين عاجزين عن التفاهم بل ظلا كذلك فترة طويلة فكانت النتيجة النهائية أن زادت حدة الضغائن وأسباب الكراهية بينهم وأطلعت أهل الغرب على مدى غنى الدولة البيزنطيه ، وعلى الميادين التجارية الفسيحة التى تضمها فاثارت بينيران الطمع والحقد فى نفوس أهل الغرب ، فلما جاء( مانويل الأول كومنين1143-1180) وفتح بيزنطه على مصراعيها لكثير من أجناس الغرب أسهم بذلك فى إثارت المطامع القديمة لديهم وأطلعهم فى نفس الوقت على كثير من أحوال دولته فجلب فى النهاية كارثة على بيزنطه إن لم تحدث فى عهده فإنها لم تتأخر كثيراً بعد رحيله."(2)
"أما موقف مانويل كومنين من سلاجقة الروم الذين مثلوا للإمبراطورية مشكلة مستعصية الحل ، لاسيما وقد افاقوا بعد ضربات التى تلقوها على ايدى الصلبيين فى الحملة الصليبية الأولى وراحوا يسببون متاعب شديدة لبيزنطه فى آسيا الصغرى بعد أن أقاموا لهم دولة عاصمتها قونية فقد كان هذا الإمبراطورأحسن من سيلفة فى سياستة تجهاهم نظراً لانشغالهم عن دولته للحروب الضارية التى استمرت بينهم وبين دولة تركمانية آخرى اساسها آل الدانشمند فى الشمال فى شبة جزيرة آسيا الصغرى فاستنفدت الحروب مع هذه الدوله حانباًكبيراُ من جهود بقوة سلاجقة الروم فبدات ضربتهم تخف تدريجياًعن بيزنطه فضلاً عما لجأ إلية مانويل كمومنين من إذكاء نار الفرقة بينهم وبين أعدائهم –آل الدانشمند-ونجحت هذه السياسة نجاحاًوترتب عليها قلة خطر السلاجقة على بيزنطة فى آسيا الصغرى."(3)
أما بالنسبة لموقف مانويل كومنين من الحملة الصليبية التى بدات تتقدم من الغرب الأوروبى سنة1146م فقد حكمته إعتبرات كثيرة وترتب على مسلك جانبين خلال تلك الحملة نتائج بلاغة الأهمية فليس هناك شك فى أنه الحمله الصليبيه تقدمت إلى الشرق وسط اتهامات كثيرة لبيزنطه بأنها تسعى دائماً لوضع العراقيل فى وجة الصلبيين وإحداث الفشل لجهودهم وفى غمرة هذه الإتهامات وصل الشق الألمانى من الحملة الصليبية الثانية" (4)

(1) محود سعيد عمران ،معالم تاريخ الإمبراطورية البيزنطيه ، دار المعرفة الجامعية ،الشاطبى،2004،صـ276.

(2) محمد محمد مرسى الشيخ تاريخ الإمبراطورية البيزنطيه ،طـ3،صــ357،358

(3) نفسه، صـ359

(4) محمد محمد مرسى الشيخ ، المرجع السابق صـــ359

دور الامبراطوريه البيزنطيه فى الحمله الصليبيه الثانيه والثالثه 16

موقف الامبراطوريه البيزنطيه من الحمله الالمانيه

إنة لمن المعروف أن الحملة الصليبية الثاتية تشكلت من جيشيين قاد الجيش الفرنسى منهما لويس السابع ملك فرنسا ، وقاد الإمبراطور كونرادالثالث إمبراطور المانيا الجيش الألمانى فتقدم الإمبراطور مانويل كومنين بعرض استعداده للسماح للصلبيين بعبور أراضى دولته وإمدادهم بالزاد والعتاد بشرط تعهدهم له بالولاء من ناحية وتسليمة ما يستولون عليه من مواقع فى آسيا الصغرى من ناحية آخرى "(1) ونجد أن اشتراك بيزنطه فى تلك ااحمله كان ضرورياً حيث أن وصولها قد أقلق الإمبراطور مانويل إلى حدكبير حيث كان يرى أن الإمارات الصليبية التى قامت فى الشرق يجب أن تكون تحت سيادة الإمبراطورية ، وإذا نشب الصراع بين الصلبيين والمسلمين فيجب أن يكون مرده ألى الإمبراطورية البيزنطيه لا إلى الدول الغربية وكان مانويل يعتقد أيضاً أن الإمبراطورية بكل تاريخها القديم وبكل ظروف قيامها ووجودها هى الوحيدة المؤهلة عسكرياً والمختصة بإدارت العمليات العسكرية فى الشرق وان الحملة الصليبية الأولى كانت نوع من التعدى والتطاول على سيادة الإمبراطورية وعلى ضوء هذا المفهوم كان على الإمبراطور أن يشترك فى الحملة الصليبية الثانية من أجل المحافظة على مكانة الأمبراطورية كما أن المساعدة التى قدمها كونراد للحمله الصليبية الثانية وقدومه بنفسة على رأس القوات الألمانية سوف يثير المشاكل التى من شأنها حرمان بيزنطه من مساعدة كونراد ضد روجر ملك صقلية وجنوب إيطاليا .(2)
"فعندما سمع الإمبراطور البيزنطى بتقدم الجيش الألمانى قام بإرسال سفارة إلتفت بالملك كونراد فى بلاد المجر خلال شهرواب وطلبت منه بأن يقسم أنه لايفعل مايسئ إلى الإمبراطور البيزنطى ومصالحة وبعد أن أدى الملك اليمين المطلوب وعده السفراء البيزنطيون بتقديم كل مساعدة لجيشه أثناء عبوره الأراضى البيزنطية وبالفعل نفذت بيزنطه وعدها للإمبراطور كونراد بأن أعطت جيشة مايحتاج من المؤن إلإ أن الجيش الألمانى أخذ ينهب القرى ويعتدى على السكان بعد أن أجتازا مدينة صوفيا ثم أخذت الأمور تزداد سوءًا مما أجبرا الإمبراطور مانويل كومنين إلى أرسال قوة لتصحب الألمان أثناء تقدمهم وتحملهم على التقيد بالطرق ، وقد أدى ذلك إلى زيادة الموقف سوءًا بين الطرفين فارسل الإمبراطور مانويل سفارة إلى الملك كونراد يتطلب منه تعقيب الطريق إلى سيستوس الواقعة على مضيق الدردنيل والعبور منها إلى البر الثانى ورغم تعرض الجيش الألمانى للعوارض الطبيعية التى الحقت بهى الكثير من الخسائرفإنه وصل إلى القسطنطينيه يوم10 تشيرين الأول من عام 1147 م"(3)

(1) محمد محمد مرسى الشيخ : المرجع السابق

(2) محمود سعيد عمران، المرجع السابق،صـ277،278

(3)، الحروب الصليبية عهد الوحده، جـ3، دار الشئون الثقافية العامة ،بغداد ،1993 ،صـ23،24،25

دور الامبراطوريه البيزنطيه فى الحمله الصليبيه الثانيه والثالثه 16

موقف الامبراطور البيزنطى من الحمله الفرنسيه
" حيث باشر الجيش الفرنسى بالتقدم بعد حركة الجيش الألمانى بشهر وكانت القاعدة التى تحشد الجيش الفرنسى هى مدينة ميتز وكان هذا الجيش حسب تقرير المؤرخ رنسيمان أقل من الجيش الألمانى وقد التحقت به كتيبة من المتطوعين من فرسان المعبد للإتحاق بطائفتهم فى فلسطين، وبعد إكمال تحشد القوات الفرنسية تقدمت عبر بافاريا فوصلت راتيزيون فى 29 حزيران عام 1147م وكان بإنتظاره سفارة الإمبراطور مانويل كومنين فطلبت من الملك لويس السابع الضمانات التى تكفل بأن يتصرف كصديق أثناء عبوره الأراضى البيزنطية وأن يعد بان يرد للإمبراطورية البيزنطية ما يستولى علية من الأراضي التي كانت تابعة له إلا أن الملك لويس قبل أن يعلن انه صديق للإمبراطورية ولكن لم يعد بتنفيذ الشرط الثاني وتقدمت القوات الفرنسية في نهاية شهر اب ثم عقبت الطريق الرئيسى الذى يمر فى شبه جزيرة البلقان وقد وجدت بعض المتاعب نتيجة قلة مواد التموين التى سبق أن استولت عليها القوات الألمانية ولما أقتربت القوات من مدينة القسطنطينيه حاولت القوات البيزنطية إقناع الملك لويس بالعبور فوراً إلى الجهة الشرقية تخلصاً من مشاكل قطعاته إلأإنها لم توافق فى ذلك مما أثار كراهية بينها وبين القوات الفرنسية ، وإن كتائب اللورين التى كانت مع الجيش الألمانى قامت بالأحتاق بالقوات الفرنسية بسبب عدم التفاهم مع الألمان وقيام هذه الكتائب لإثارة الراى العام الفرنسى ضد الجيش الألمانى أدى كل ذلك إلى إثارة الأحقاد بين الجييشين الصلبيين فأصبحت العلاقات التى تربط الصلبيين بعضهم ببعض سيئه وعلى هذه الصورة قد حملت الحملة الصليبية الثانية أسباب فشلها قبل أن تصل البلاد الإسلامية ." (1) " ونجد أنة مما فعلة مانويل كومنين للتخلص من لويس وقواته حتى يرحل إلى أسيا الصغرى ،أشاع مانويل خبر إنتصار الألمان فلى اسيا الصغرى فعجل لويس بالرحيل حتى لايفوز كونراد بشرف النصر بمفرده، وبعدما عبرلويس وقواته إلى آسيا الصغرى وعرف الحقيقة (قضاء القوات السلجوقيةعلى الجزء الأكبر من الحملة الألمانية فى مذبحة رهيبة لم يسلم منها كونراد نفسة حيث خرج بجرح فى رأسة) إنضم إلى جيشة الفلول الباقية من الجيش الألمانى وعندما وصلت الحملة إلى الشام دخلت فى معركة مع المسلمين عند أسوار دمشق وهزم لويس وكونراد ومعهم ملك (بيت المقدس بلدوين الثالث1144-1162) وعلى أثر
هزيمة الحملة الصليبية الثانية أيد كونراد إلى القسطنطينية بينما عاد لويس محصوراً إلى مملكتة لينسب إلى الإمبراطورية مسئوليتها عن فشل الحملة "(2)

دور الامبراطوريه البيزنطيه فى الحمله الصليبيه الثانيه والثالثه 16

(1) سالم محمد الحميده المرجع السابق صـ24،25

(2) محمود سعيد عمران ، المرجع السابق صـ279

زائر

مدى مسؤوليه بيزنطه عن فشل الحمله الصليبيه الثانيه

لقد إزداد سوءا العلاقات بين المسحين فى بيزنطة وفى الغرب الأوروبى إذا تبادل الجانبين التهم والقى كل فريق مسئولية الهزيمة على الفريق الآخر ، فبالغ الصلبيين فى نقد البيزنطيين واتهموهم بأنهم لم يقدموا إلاالقليل من المؤن مقابل المبالغ الدخمة ولم يوفروا السفن اللازمة لنقل الصلبيين إلى بلاد الشام ،وقصروا فى مدهم بالأدلاءوالمرشدين وأثاروا المتاعب فى وجههم ووضعوا فى طريقهم كل العقبات بل وتحالفوا مع التركى ضدهم واتهم البزنطيون الصلبيون بأنهم درجوا على السلب والنهب وإحداثى الدمار والخراب فى كل املك بيزنطه عبر الطريق، وأنهم لم يأخذوا بنصائح البزنطين ولم يلتزموا بمحالفت بيزنطه ضد نورمان صقلية وهكذا اتسعت الهوه بين الجانبين " (2)
"واذا كان مسلك مانويل الأول كومنين اتجاه الحمله الصليبية قد تسبب فى إزدياد كراهية اللاتينى للإمبراطورية البيزنطية والتى تستند إلى جذور فى الماضى تخص بالخضارة والتراث والخلاف الدينى والمذهبى فإن هذا المسلك أيضاً قد جلب عليها خطراً آخر إذا حاول روجر ملك صقلية استغلال تلك الكراهية للقيام بغزوا الأراضى البيزنطية القريبة من شاطئ الإدرياتى .(3)

(2) عصر الحروب الصليبية فى الشرق

(3) محمد محمد مرسى الشيخ تاريخ الإمبراطورية البيزنطية صـ 362

دور الامبراطوريه البيزنطيه فى الحمله الصليبيه الثانيه والثالثه 16

زائر

الفصل الثانى
دور الامبراطوريه البيزنطيه فى الحمله الصليبيه الثالثه
التمهيد
ـ العلاقات الوديه بين صلاح الدين والامبراطور اسحق انجيلوس
ـ أثر تلك العلاقات الوديه على موقف بيزنطه من الحمله
ـ موقف الامبراطور البيزنطى من الجيش الالمانى
ـ مدى مسئوليه بيزنطه عن فشل الحمله الصليبيه الثالثه

دور الامبراطوريه البيزنطيه فى الحمله الصليبيه الثانيه والثالثه 16

التمهيد

"على الرغم من أن العرش البيزنطى قد أنتقل إلى أسرة جديدة هى أسرة أنجيلوس إلاأن الأمور لم تتحسن فى بيزنطه بل كانت الدولة فى طريقها إلى الزوال فعلاً، ولم يطرأتغير ذلك على أحوالها يمكن أن تهرب به إلى مصيرها المحتوم ، بسبب الفتن التى ميزت الفترة الأخيرة من عصر الأسرة الكومنينية استمرت تميز عهد الأسرة الجديدة ،حيث ترتب على الأقاليم والأسرات الإقطاعية ان اعتلى إسحق انجيلوس العرش باسم إسحق الثانى (1185-1195) ولكن فترة حكم هذا الإمبراطور جاءت سلسلة من الكوارث على بزنطية ادت إلى زيادة ضعفها وبات املاكها فى الانسلاخ عنها وبدات نزعة إنفصالية تميز اتجاهات القائمين على املاكها وكان لها نتائج بالغة الأهمية دون جدال "(1)
"وقد انفصلت جزيرة قبرص عن بيزنطة ودخلت فى عهد جديد من تاريخها ولقد عانت بيزنطة ايضاً وسط ضعفها واضمحلالها حركة انسلاخ آخرى فى شبة جزيرة البلقان من قبل الدول البلقانية تابعه لها مثل بلغاريا وصربيا اللتين أعلنتا استقلالهما عن أى تبعية ليبزنطة سوءا كانت تبعية إسمية أو فعلية وتشير الدلائل أن الأمبراطور الألمانى( فردريك بربروسا)هو الذى كان يشجع البلغار على طرح طاعة البزنطيين والاستقلال عنها وبناء دولة فى البلقان كما استقل الصرب واسسوا دولة لهم أيضاَ فى الوقت الذى لم يكن بوسع بيزنطة أن ترسل الجيوش إلى بلغاريا وصربيا أو تجند الجند أو تحاول استعادة نفوذها فى تلك الدويلات ووسط هذا الضعف الذى إنتاب بيزنطة تحركات التجار الإيطاليون فى الداخل وتلعبوا بالإقتصاد البيزنطى وتحكموا فيه بعد أن ازدادت امتيازاتهم وازداد نفوذهم وجشعهم فى القسطنطينية وهكذا عانت الدولة نتائج الضعف والفتن والاضمحلال الذى ران عليها فى أواخر القرن الثانى عشر الميلادى ومن سوءا الحظ لبيزنطة أيضاً أن تتقدم الحملة الصليبية الثالثة بعد أن نجح صلاح الدين الأيوبى فى استعادة بيت المقدس من الصلبين ،وصفى كثيراً من الوجود الصليبى فى بلاد الشام وفلسطين والموانى الساحلية هناك وكان من ضمن الحملة الثالثة الإمبراطور (فردريك بربروسا)نفسة عدوالإمبراطورية البزنطية القديمة "(2)
وقد قدر الصلبيون أنه إذا كان لابد من بقاء وجودهم فى الشرق بعد معركة حطين
فعلى أوروباأن ترسل حملة صليبية جديدة وبأسرع مايمكن وقد أخذت رسل الصلبيين تصل إلى أوروبا تنقل أخبار ماحل بالصلبيين فى الشرق وأن بقاءهم فى بلاد الشام مرهون بوصول هذه الحملة ،فقامت الحملة الصليبية الثالثة بقيادة(فردريك بربروسا)قائد للجيش الألماني والملك فليب اغسطس قائد الجيش الفرنسي ، والملك ريتشارد قائد الجيش الإنجليزى .(3)

دور الامبراطوريه البيزنطيه فى الحمله الصليبيه الثانيه والثالثه 16

(1) محمد محمد مرسى : المرجع السابق ،صـ381

(2) نفسة :صــ 382،383

(3) سالم محمد الحميد ه المرجع السابق صـ87،88

دور الامبراطوريه البيزنطيه فى الحمله الصليبيه الثانيه والثالثه 16

العلاقه الوديه بين صلاح الدين واسحق انجيلوس الثانى ( ونتائجها)

" كانت هناك علاقات ودية بين الإمبراطور إسحق انجيلوس الثانى والسلطان صلاح الدين

تلك السياسة التى اثمرت من الفترة السابقة للحملةالصلبية الثالثة، التى كانت موجهه ضد سلاجقة الروم فى آسيا الضغرى ولتعهد صلاح الدين بوضع الأماكن فىبيت المقدس تحت إشراف رجال الدين الأرثوذكس بعد القضاء على الحكم الكاثوليكى بها ولهذا حلت المصالحة بين بيزنطة وصلاح الدين محل الكراهية فكان الإمبراطور اسحق الثانى انجيلوس هو الذى اتصل بصلاح الدين واطلعه على تحركات الألمان فضلاً عن أن صلاح الدين كان يقف على أخبارهم من التجارالإيطاليين فى الإسكندرية ومن الثغور المغربية ."(1)

" نجد أن هذا الصلح فى الواقع كان امتداداً للتحالف الذى جرى بين أندرونيقوس من قبل صلاح الدين بل غدا تحالف اسحق انجيلوس وصلاح الدين كما يقول –أحد المؤرخين المحدثين –حجر الزاوية فى سياسة بيزنطة الخارجية فيما بين سنتى (1185-1192 )فقد اعتمدت بيزنطة على قوة صلاح الدين فى مصر والشام للوقف فى وجه النورمان والمدن الإيطالية وامبراطور المانيا والبابا فضلاً عن الصلبيين ويبدو أن إسحق انجيلوس تحمس لهذا الوفاق أكثر من سلفه لانة سمح بالدعاء للخليفة العبا سى على منبر جامع القسطنطينية تعبيراً عن هذا الوئام البيزنطى الإسلامى بل قيل أن اسحق انجيلوس هوالذى حذر صلاح الدين من تقدم الحملة الصليبية الثالثة إذ لم يكن يقلق باله انتصارات صلاح الدين بقدر ماكان يقلقه أطماع الصلبيين ."(2)

"وكان اسحق انجيلوس قد امل كثيراً من تحالفه مع صلاح الدين ، واعتقد أن بإمكانه إسترداد قبرص واستعادة أملاك البيزنطة فى آسيا الصغرى وفى الأراضى المقدسة فى فلسطين لكن هذه الأمال كان مبالغ فيها ولم يتحقق منها الكثير إذ لم تستفد بيزنطة كثيراًمن هذا التحالف بل أن ذلك أساء نوع ما إلى سمعة الدولة البيزنطية ، حيث استغل الصلبيون ذلك واثاروا الشعور العدائى ضد بيزنطة ، فتحركت دعوات للبابا للحث على توجية حملة صليبية ضد البيزنطيين وبدأت الحملات الصليبية تأخذ الطريق البحرى إلى الشرق بسبب تحالف بيزنطة والمسلمين ، وعلى الرغم من المعاهدة التى عقدها البزنطيون مع الإمبراطورالألمانى (فردريك بربروسا) قبل خروج هذا العاهل فى الحملة الثالثة ،إلإأن اسحق انحيلوس لم يكن يثق فى اإمبراطور الألمانى وربما لهذا سعى البزنطيون للتحالف مع كلاًمن (صلاح الدين و سلطان قونية السلجوقى.(3)

(1) / محمد محمد مرسى الشيخ، عصر الحروب الصليبية فى الشرق /صـــ381

(2) محمد محمد مرسى الشيخ ،تاريخ الإمبراطورية البيزنطية،صـ383

(3) محمد محمد مرسى الشيخ تاريخ الإمبراطورية البيزنطية،صـ384،385

دور الامبراطوريه البيزنطيه فى الحمله الصليبيه الثانيه والثالثه 16

موقف الامبراطوريه البيزنطيه من الجيش الالمانى

"إن أول اتصال بين اإمبراطور الألمانى والإمبراطور البيزنطى اسحق انجيلوس جرى عند قيام ألأول بعملية تحشد للحملة الصليبية حيث قامت الإمبراطورية البيزنطية بإرسال سفارة إلى الإمبراطور الألمانى قبل تحركتة للإتفاق معه على الترتيبات اللازمة لعبور الجيش الألمانى أراضى الإمبراطورية البيزنطية الا أنه على الرغم من ذلك فإن شعور البزنطيين كان عدائياً تجاه الألمان وذلك للاسباب الآتية:

1-تحالف الإمبراطور فردريك بربروسا مع النورمان فى صقلية أعداء الإمبراطورية البيزنطية.

2-تحالف البزنطيين مع السلطان صلاح الدين وطمعهم فى أن يسلمهم الأماكن المقدسة فى مدينة القدس بعد طرد الصلبيين منها.

3-كان لموقف الإمبراطورية البيزنطية من الحملة الصليبية الثانية التى أشترك فيها الإمبراطور فردريك بربروسا نفسة أثر كبير على تصرفاته أثناء الحملة الصليبية الثالثة. وكان من نتيجة ذلك أن ارسل الإمبراطور البيزنطى يخبر السلطان صلاح الدين بوصول القوات الألمانية إلى منطقة أدرنه وقد وعده لمنعهم من العبور ألى الجانب الأناضولى الاأن قوة الجيش الألمانى مع خشية البزنطيين منه أجبرهم على الرضوخ والمساعدة فى تعبير الجيش الألمانى ألى البر الآسيوى الاأن الإمبراطور البيزنطى كان يخبرالسلطان صلاح الدين بمراحل تقدم القوات الألمانية بإستمرار."(1)

"بعد أن أكملت القوات الألمانية عبروها إلى الضفة الشرقية من الدردنيل فى أواخر شهر اذار من عام 1190م-586 هـ بفضل السفن البيزنطية سارت على الطريق البرى الذى سارت علية الحملة الصليبية الثانية مع بعض التغير والذى يهمنا هو قسم الطريق الذى يدخل أراضى سلطنة سلاجقة الروم ويسير هذا الطريق بعد عبور الدردنيل مع ساحل البحرداخل أراضى الإمبراطورية البيزنطية فى قسمة الأول الذى يصل الى مدينه افيوس الواقعة جنوب مدينة أزمير وعلى الرغم من ذلك فإن سكان المنطقة كانوا يهاجمون مؤخرة الجيش بدافع من شعورهم العدائى لهذة القوات مما أجبرالإمبراطور فردريك على قيام عمليات ضدهم لمعاقبتهم ووصل الجيش الى اودينا ومنها اتجه إلى الداخل حتى وصل ميريوكيفا اليوم وقد اجتازها الجيش الألمانى تحت تأثير قوات السلاجقة بهجماتهم ولكن استمر الجيش على تقدمةعلى الرغم من هذه الهجمات وذلك لتفوقه الساحق على قوات السلاجقة ،ولكن أوقع السلاجقة الجيش الألمانى في خسائر كبيرة حتي وصلت مدينة قونية عاصمة دولة سلاجقة الروم وقامت بينهم معركة شديدة انتصرت فيها القوات الالمانية واستولت علي المدينة 1190م."(1)

(1) سالم محمد الحميدة ،عصر النهضة ،الحروب الصليبية جـ4 ، 89 ص

(1) سالم محمد الحميدة /عهد النصر ،صـ90،91

دور الامبراطوريه البيزنطيه فى الحمله الصليبيه الثانيه والثالثه 16

مدى مسئوليه بيزنطه عن فشل الحمله الصليبيه الثالثه

"لقد فشلت الحملة الصلبية الثالثة لانة ليس في استطاعة جيش تجردمن القيادة وقسمتة ومزقتة النزاعات السياسية وباشر القتال على أرض أجنبية أن يحرز النصر على جيوش جمع بينها ووحدها للحماس الدينى وانضمت تحت لواء قائد مثل صلاح الدين ومع ذلك فإنها استطاعت أن تحفظ للمسحين إمارة انطاكية وكونتية طرابلس وعدد من المدن الساحلية التى كانت من أملاك مملكة بيت المقدس."(2) ونتيجة لفشل الحملة الصليبية الثالثةمن الناحية العملية بعد عقد الصلح مع صلاح الدين فإن بيزنطة كانت متهمة فى تلك الهزيمة وذلك الفشل فى نظر الصلبيين بسبب تعاون اسحق انجيلوس مع صلاح الدين وكذلك تتبادل التهم وهكذا كان حصاد الحملة الصلبية الثالثة هزيلاً بالقدر الذى خيب آمال الآروبيين والفرنج المقيمين تحت سماء الشرق العربى وسرعان ماتحولت الآمالا الكبار التى عقدت على هذه الحمله إلى أحباط بل وزادت الإتهامات الحادة التى تبادلها زعماء الصلبيين."(3)

(2) ارنست باركز، الحروب الصلبية ، ترجمة السيد الباز العريينى ، دار النهضة العربية بيروت ، صـ92

(3) قاسم عبه قاسم ،ماهية الحروب الصليبية (الأيديو لوجية –الدوافع-النتائج)،2001،صـ150

دور الامبراطوريه البيزنطيه فى الحمله الصليبيه الثانيه والثالثه 16

زائر

الخاتمه

الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ،سيدنا محمد –صلىالله عليه وسلم-المبعوث رحمة للعالمين ،والحمد لله على كل حال ،وإليه-سبحانةوتعالى-المرجع والمآل،وبعد:
فلقد تم بحمد الله إنهائى للبحثى فى موضوع دور لإمبراطورية البيزنطية فى الحملة الصليبية الثانية والثالثة تلك الفترة من الحروب الصليبية واثرها على بيزنطة حيث أن الحروب الصليبية عاصرت أزمان بيزنطية مختلفة على مدى عصورهاتتنوع بين ازمات دينية وسياسية اما الدينية فتعلقت بالبابوية في روما ومحاولتها ضم الكنيسة الشرقية إليها مع عدم رضاء الأخيرة عن ذلك ومحاولتها الاستقلال بنفسها بسب الإختلاف اللغوى والمذهبى مع روما .
أماأذمة بيزنطة السياسية فكانت تتمثل فى خطر النورمان فى الغرب والسلاجقة فى الشرق وزاد على ذلك أيام الحملة الصليبية الثالثة الصرب والبلغار اللتيين إنفصلتا وإستقلتا نهائياًعن الدولة البيزنطية ، وقد كان خطر السلاجقة ملحقاًبالإمبراطورية البيزنطية على مر عهود طويلة لاباطرة عظام ولكن لم يقدروا على
إخماد قوة السلاجقة،كما أن النورمان توارثوا العداوة للإمبراطورية البيزنطية أم بعضهم وكان الإستلاء على بيزنطة فى إنقاذ إمبراطوريتهم سواء بالسلم والتصالح أو بالحرب أوالمعاونة عليها مع توالى الأسر الحاكمة لتلك الإمبراطورية العظيمة .
ونخد أيضاً مدى حقد الغرب الأوروبى على تلك العاصمة (قسطنطينية-بيزنطة )وخيراتها الكثيرة التى لفتت الأنظار وتسلبقت عليها الدول المختلفة
وفى النهاية عرض لإهم نتائج الحملتيين الصلبينيين الثانيةوالثالثة على بيزنطة العريقة .
....فتمنيت من الله أن ينال البحث إعجاب سيادتكم لماقدمت فيه عن هذا الموضوع المهم والشيق.......
والحمد لله

دور الامبراطوريه البيزنطيه فى الحمله الصليبيه الثانيه والثالثه 16

قائمه المصادر والمراجع

1-محمود سعيد عمران:
*معالم تاريخ الإمبراطورية البيزنطية(2004).
2-محمد محمد مرسى الشيخ:
*تاريخ الإمبراطورية البيزنطية(الطبعة الثالثة).
*عصر الحروب الصليبية فى الشرق.
3-سالم محمد الحميدة:
*الحروب الصليبية (عهد الوحدة)(جزء 3بغداد 1993)
*الحروب الصليبية (عهدالنصر)(جزء4)
4-قاسم عبده قاسم
*ماهمية الحروب الصليبية (الايديولوجية-الدوافع –النتائج)(2001)
5-ارنست باركر*الحروب الصليبية
(ترجمة السي الباز العريينى –بيروت)