كتاب يسرد تاريخ الكتب المفقودة
مؤلفات لن تقرأها
نيويورك: جو كوينان*
قبل ان يجلس الكاتب ادوارد جيبون ليكتب كتابه الشهير «انحدار وسقوط الامبراطورية الرومانية» فكر في تأليف كتابين آخرين أحدهما اطلق عليه اسم «تاريخ تحرير السويسريين» والاخر يدور حول فرعون مصري مجهول ادت انجازاته الزراعية الى اختراع الهندسة.
وبعد نفيه الى شاطئ البحر الاسود قام اوفيد بكتابة قصيدة مديح في خصمه بلغة اهل المنطقة التي نفي اليها ولكن القصيدة اختفت مثل اللغة التي كتبت بها. قبيل نهاية حياته كتب سير والتر سكوت رواية بعنوان «ال بيزارو» ولم يتبق منها الان الا صفحات معدودة. عرض الكاتب تشارلز ديكنز على الملكة فيكتوريا ان يكشف لها عن نهاية كتابه «لغز ادوين برود» ولكنها ماتت قبل ان تعرف النهاية للكتاب الذي لم يكمله ديكنز. لكل المهتمين بمثل هذه القصص فان كتاب ستيوارت كيلي «كتاب الكتب المفقودة: تاريخ غير مكتمل لكل الكتب التي لن تقرأها ابدا» والذي كتبه بمهارة وخفة ظل واثراه بإضافة معلومات طريفة سيضيف الكثير من المعلومات والمتعة. يهتم كيلي في كتابه بنوعين من الكتب المفقودة، تلك التي فقدت نتيجة للاهمال والتدمير المتعمد او لتعاقب السنين. والشريحة الاخرى لكتب لم تكتب في المقام الاول. وعبر مروره بالأسماء المعروفة مثل ارنست همينجواي، جين اوستن وارستوفان فانه ايضا يتعرض لأسماء كتاب غير معروفين مثل فالجينتيوس، احمد الدقيقي وفالتونيا بتيتا. وينقسم الكتاب الى فصول يضم كل فصل معلومات عن كتاب ومؤلفه ثم يتعرض لقصة اندثار الكتاب سواء اكان ذلك عن طريق السرقة او التدمير المتعمد. ويبدو ان المؤلف يرمي لإشعار القارئ بأنه محظوظ لنجاة كل الكتب التي يستمتع بها الان ولكنه بالتأكيد كان سيكون اكثر حظا اذا لم تحرق مكتبة الاسكندرية التي احتوت على الاعمال الكاملة لاسخيلوس ضمن مؤلفات عديدة لم يكتب لها النجاة. ولكن ما هي تلك الكتب التي حرمنا منها؟ سكوت يذكر كوميديا منسوبة للكاتب اليوناني هومر، اوراق كونفوشيوس حول الموسيقى كما يذكر ايضا الجزء الثاني من «الاوديسة». ويحفل الكتاب بالمعلومات الطريفة والشيقة مثل ان الكاتب الفرنسي الشهير جون راسين كتب عن البحر وان لم يره في حياته. لو ان الكاتبة جين اوستن بدأت في الاعداد لمؤلف تحت عنوان «مغامرات وغراميات ال ساكس كوبورغ» ولكنها توفيت قبل ان تبدأ في الكتابة. وكيف ان توماس كارليل اعار الفصل الاول من كتابه «تاريخ الثورة الفرنسية» لصديقه جون ستيوارت ميل الذي اعاره بدوره لصديق ظنت خادمته ان المخطوط عبارة عن اوراق لا فائدة منها ورمت بها في نيران المدفأة.