الانتقال إلى أمريكا
وقد إعتبرت عائلة روتشيلد بعد ذلك ومعها عدد من العائلات اليهودية الاخرى بالغة الثراء أن المعركة الحقيقية فى السيطرة على العالم تكمن فى واقع الامر فى السيطرة على الولايات المتحدة فبدأ مخطط اخر اكثر صعوبة لكنه حقق مآربه فى النهاية
فقد شهد يوم 23 ديسمبر عام 1913 منعطفا مهما فى تاريخ الولايات المتحدة عندما اصدر الرئيس الامريكى ويدرو ويلسون قانونا بانشاء البنك المركزى الامريكى (الاحتياطي الفدرالي) لتكون الشرارة الاولى فى إخضاع السلطة المنتخبة ديمقراطيا فى امريكا المتمثلة فى الرؤساء الامريكيين لسلطة المال المتمثلة فى الاوساط المالية ، وكبار رجال البنوك الخاضعة لليهود بعد حرب شرسة بين الطرفين استمرت مئة عام
ولم تكن عائلة روتشيلد هى العائلة اليهودية الوحيدة التى شاركت فى تحقيق الانتصار على رؤساء امريكا المنتخبين ديمقراطيا فى حرب المائة عام بل ساعدتها فى ذلك خمس او ست عائلات يهودية كبرى بالغة الثراء اشهرها بالقطع عائلتى روكفيلر ومورغان. وقد تمثلت هذه الهيمنة على البنك المركزى الامريكى فى نجاحهم فى امتلاك اكبر نسبة فى رأس ماله
ويتناول "حرب العملات" بالتفصيل ظروف الحرب الشرسة التى دامت مئة عام بين رؤساء امريكا والاوساط المالية و المصرفية التى يسيطر عليهما اليهود و التى انتهت بسقوط البنك المركزى الامريكى فى براثن امبراطورية روتشيلد و اخوانها
ويقول هونغبينغ ان رؤساء امريكا كانوا على قناعة تامة طوال حرب المئة عام بأن الخطر الحقيقى الذى يتهدد امريكا يكمن فى خضوع امريكا لرجال المصارف اليهود على اساس أنهم لا ينظرون إلا لتحقيق الثروات دون النظر الى اى اعتبارات اخرى
ويستشهد الكتاب فى ذلك بالرئيس أبراهام لينكولن الذى حكم امريكا خلال الحرب الاهلية الامريكية. فقد اعلن لينكولن اكثر من مرة انه يواجه عدوين و ليس عدوا واحدا .. العدو الاول الذى وصفه لينكولن بأنه الاقل خطورة يكمن فى قوات الجنوب التى تقف فى وجهه اما العدو الثانى الاشد خطورة فهو اصحاب البنوك الذين يقفون خلف ظهره على اهبة الاستعداد لطعنه فى مقتل فى اى وقت يشاء . اما الرئيس توماس جيفيرسون صاحب اعلان استقلال امريكا فى العام 1776 فقد اكد انه مقتنع تمام الاقتناع بان التهديد الذى يمثله النظام المصرفى يعد اشد خطورة بكثير على حرية الشعب الامريكى من خطورة جيوش الاعداء
ويكشف هونغبينغ فى كتابه عن ان حرب المائة عام بين رؤساء امريكا واوساط المال والبنوك تسببت فى مقتل ستة رؤساء امريكيين اضافة الى عدد اخر من أعضاء الكونغرس
فقد كان الرئيس وليام هنرى هيريسون الذى انتخب فى العام 1841 أول ضحايا حرب المائة عام عندما عثر عليه مقتولا بعد مرور شهر واحد فقط على توليه مهام منصبه انتقاما من مواقفه المناهضة لتغلغل اوساط المال والبنوك فى الاقتصاد الامريكى ، اما الرئيس زيتشارى تايلور الذى مات فى ظروف غامضة بعد خضوعه للعلاج من آلام فى المعدة اثر وجبه عشاء فقد اثبت التحليلات التى جرت على عينة من شعره بعد استخراجها من قبره بعد مرور 150 عاما على وفاته (اى فى العام 1991) انها تحتوى على قدر من سم الزرنيخ
]وقد تسببت ايضا حرب المائة عام بين رؤساء امريكا وأوساط المال والبنوك بقيادة عائلة روتشيلد فى مقتل الرئيس ابراهام لينكولن فى العام 1841 بطلق نارى فى رقبته فيما توفى الرئيس جيمس جارفيلد أثر تلوث جرحه بعد تعرضه لطلق نارى من مسدس اصابه فى ظهره.
أما الرئيس الامريكى الذى اعطى الانطباع بأنه انتصر على رجال البنوك فهو الرئيس اندرو جاكسون (1867 ـ 1845) الذى استخدم مرتين حق الفيتو ضد إنشاء البنك المركزى الامريكى ساعده فى مقاومته الناجحة لاوساط المال الاعمال التى يسيطر عليهما اليهود الكاريزما التى كان يتمتع بها بين ابناء الشعب الامريكى.
"الاحتياط الفدرالي" تحت سيطرة روتشيلد وأخواتها
وكان الرئيس جاكسون قد اوصى قبل وفاته بان يكتب على قبره عبارة "لقد نجحت فى قتل لوردات المصارف رغم كل محاولاتهم للتخلص منى". ويؤكد هونغبينغ أن البنك المركزى الامريكى يخضع فى واقع الامر لاوساط المال والبنوك لا سيما لعائلة روتشيلد بعد أن سيطرت على البنك المركزى الامريكى بشراء جانب كبير من اسهمه.
وقد حاولت بعض وسائل الاعلام الصينية التحقق من هذا الامر بإستضافة احد الرؤساء السابقين للبنك المركزى الامريكى و هو بول فولكر الذي رد في مقابلة على أحد القنوات التلفزيونية الصينية على سؤال إن كان البنك المركزي الأمريكي يخضع بالفعل للبنوك الخاصة التى تمتلك الجانب الاكبر من اسهمه، رد معترفا بأن البنك المركزى الامريكى ليس مملوكا للحكومة الامريكية بنسبة 100 بالمئة لوجود مساهمين كبار فى رأس ماله غير انه طالب الصينيين بعدم اصدار احكام مسبقة فى هذا الصدد
ومن المعروف أن البنك المركزي الأمريكي يصف نفسه بأنه "خليط غير عادي من عناصر القطاعين العام والخاص" بينما يقوم الرئيس الأمريكي بتعيين الأعضاء السبعة لمجلس محافظيه فإن البنوك الخاصة تمتلك حصصا في فروعه الإقليمية الـ 12 الأخرى
غير أن هونغبينغ يتجاوز ذلك ليؤكد أن البنك المركزى الامريكى يخضع لخمسة بنوك أمريكية خاصة على شاكلة سيتي بانك، وهي تخضع بالفعل لاثرياء اليهود الذين يحركون الحكومة الفيدرالية الامريكية من وراء الستار كيفما شاءوا، وبالتالى فهم يتحكمون فى اقتصاد باقى دول العالم من خلال البنك المركزى الامريكى .
وقامت بعض الاوساط اليهودية باتهام كتاب حرب العملات بأنه كتاب معاد للسامية مشيرة انه فى حال حدوث اى انهيار للاقتصاد الصينى فان مسئولية هذا الانهيار المزعوم يجب ان يلقى على عاتق انتهاكات الصين لحقوق الانسان و كبت الحريات و مقاومة شعب تايوان للتوسع الصينى و ليس على عاتق اليهود حتى لو حاول مؤلف الكتاب ان ينفى عن نفسه تهمة معاداة السامية بالاشادة بذكاء اليهود و قدرتهم على تحقيق النجاح الباهر، حيث يقول "يعتقد الشعب الصيني أن اليهود أذكياء وأغتياء، لذلك ينبغي أن نتعلم منهم. وحتى أنا أعتقد أنهم بالفعل أذكياء، وربما أذكى الناس على وجه البسيطة
اذا من هو روتشيلد
تبدأ قصة هذه العائلة بمؤسسها "إسحق إكانان"، ولقَب "روتشيلد" يعني في حقيقته الدرع الأحمر"، في إشارة إلى "الدرع" الذي ميز باب قصر مؤسس العائلة في فرانكفورت في القرن 16، ويعتبر "ماجيراشيل روتشيلد" -تاجر العملات القديمة- هو صاحب الفضل على هذه العائلة؛ إذ عمل على تنظيم العائلة ونشرها في مجموعة دول، وتأسيس كل فرع من العائلة لمؤسسة مالية، وتتواصل هذه الفروع وتترابط بشكل يحقق أقصى درجات النفع والربح على الجميع لذا فقد أرسل أولاده الخمسة إلى إنجلترا، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، والنمسا، وتم وضع قواعد صارمة لضمان ترابط العائلة واستمرارها؛ فكان الرجال لا يتزوجون إلا من يهوديات، ولا بد أن يكنَّ من بيوتات ذات ثراء ومكانة، فمثلاً تزوج مؤسس الفرع الإنجليزي "نيثان ماير روتشيلد" من أخت زوجة "موسى مونتفيوري" الثري والمالي اليهودي، وزعيم الطائفة اليهودية في إنجلترا. بينما تسمح القواعد بزواج البنات من غير اليهود، وذلك على أساس أن معظم الثروة تنتقل إلى الرجال، وبالتالي تظل الثروة في مجملها في يد يهودية، ومن ناحية أخرى الديانة في اليهودية تنتقل عن طريق الأم، وبالتالي سينجبن يهودا مهما كانت ديانة الأب، ووضع ماجيراشيل روتشيلد" قواعد لـ"تبادل المعلومات في سرعة، ونقل الخبرات المكتسبة" من التعاملات والاستثمارات بين الفروع
ترجمة الشخصية
استثمرت بيوت روتشيلد ظروف الحروب النابليونية في أوروبا، وذلك بدعم آلة الحرب في دولها، حتى كان الفرع الفرنسي يدعم نابليون ضد النمسا وإنجلترا وغيرها، بينما فروع روتشيلد تدعم آلة الحرب ضد نابليون في هذه الدول، واستطاعت من خلال ذلك تهريب البضائع بين الدول وتحقيق مكاسب هائلة وحدث أن انتهت موقعة "ووترلو" بانتصار إنجلترا على فرنسا، وعلم الفرع الإنجليزي من خلال شبكة المعلومات بهذا قبل أي شخص في إنجلترا كلها، فما كان من نيثان" إلا أن جمع أوراق سنداته وعقاراته في حقيبة ضخمة، ووقف بها مرتديًا ملابس رثة أمام أبواب البورصة في لندن قبل أن تفتح أبوابها، ورآه أصحاب الأموال، فسألوه عن حاله، فلم يجب بشيء وما إن فتحت البورصة أبوابها حتى دخل مسرعًا راغبًا فيبيع كل سنداته وعقاراته، ولعلم الجميع بشبكة المعلومات الخاصة بمؤسسته، ظنوا أن معلومات وصلته بهزيمة إنجلترا، ومن ثَم أسرع الجميع يريدون بيع سنداتهم وعقاراتهم، وأسرع "نيثان" من خلال عملائه السريين بشراء أكثر ما عرض من سندات وعقارات بأسعار زهيدة، وقبل الظهر وصلت أخبار انتصار إنجلترا على فرنسا، وعادت الأسعار إلى الارتفاع؛ فبدأ يبيع من جديد، وحقق بذلك ثروة طائلة، وبين مشاعر النصر لم يلتفت الكثيرون لهذه اللعبة الخبيثة أما في جانب تبادل الخبرات، فقد كانت مؤسسات روتشيلد -على عادة المؤسسات اليهودية- تعمل بصورة أساسية في مجال التجارة والسمسرة، ولكن تجربة بناء سكة حديد في إنجلترا أثبتت فاعليتها وفائدتها الكبيرة لنقل التجارة من ناحية، وكمشروع استثماري في ذاته من جانب آخر، وبالتالي بدأت الفروع الأوروبية في إنشاء شركات لبناء سكك حديدية في كافة أنحاء أوروبا، ثم بنائها على طرق التجارة العالمية؛ لذا كان حثهم لحكام مصر على قبول قرض لبناء سكك حديدية من الإسكندرية إلى السويس ومن ثم بدأت مؤسسات روتشيلد تعمل في مجال الاستثمارات الثابتة، مثل السكك الحديدية، مصانع الأسلحة والسفن، مصانع الأدوية، ومن ثم كانت مشاركتها في تأسيس شركات مثل شركة الهند الشرقية، وشركة الهند الغربية، وهي التي كانت ترسم خطوط امتداد الاستعمار البريطاني، أو الفرنسي أو الهولندي أو غيره. وذلك على أساس أن مصانع الأسلحة هي التي تمد هذه الجيوش بالسلاح، ثم شركات الأدوية ترسل بالأدوية لجرحى الحرب، ثم خطوط السكك الحديدية هي التي تنشر العمران والحضارة، أو تعيد بناء ما هدمته الحرب
يتبع