[center][center] " هيا لنغادر "
" هل رآكِ ؟ "
" نعم ، لقد نظر إلي ونظرت إليه. ساحضر ليلاً لأراه مرةً أخرى في وقت الاحتفال الرئيسي "
عادت ألبا إلى منزل والدها وارتمت على سريرها لتعود إلى سرحانها من جديد وبدأت تحلم بتلك الأحلام الوردية التي
تجمعها بذلك الفارس الأمير استيفان.
" ألبا. ألبا. أين أنتِ يا ابنتي ؟ "
" نعم يا والدي. أنا هنا. كيف لي أن أخدمك ؟ "
" سأتأخر الليلة في المجيء إلى المنزل لأني سأكون في احتفال المدينة بميلاد الأميرة ديفيليا "
" حسناً يا والدي. سأكون هنا في انتظارك "
" لا تنتظريني. نامي فأنا سأعود في ساعة متأخرة "
" حسنا يا والدي. كما تريد "
ارتاحت ألبا كثيراً لسماعها والدها بأنه سيتاخر فهي ستأخذ فرصتها في البقاء متأخرة الليلة في الاحتفال نفسه لملاقاة
وسيمها.
في العصر ذهبت ألبا وصديقتها ديبورا إلى البحيرة الموجودة أسفل الجهة الأخرى من الجبل لكي تستحم وتجهز أمورها
فمن يعلم إلى أين تصل بها الأمور. ربما تلاقي الأمير وتتحدث إليه. وربما يطلب منها قبلة. كانت تريد أن تظهر بمظهر
الأنيقة النظيفة كما تريد أن يراها استيفان.
عادت إلى منزل والدها كي تلبس أفضل مالديها فقد كان لديها الكثير من الملابس الجيدة بسبب كون والدها من تجار
المدينة الواقعة في تلك الجزيرة العظيمة بحضارتها - باشينسيا.
كانت الحشود ليلاً متواجدة في الساحة لا على المدرجات كما في الصباح. وكانت ألبا وقتها قلقة أن يراها والدها ،
فالمدرجات كانت أفضل بكثير من هذه المساحة المفتوحة التي يُرى فيها الجميع. كان هناك ممر في وسطه بوابة ضخمة
يصل الساحة بالقاعة الملكية للاحتفالات الرسمية التي لا يدخلها إلا علية القوم. وصلت إلى البوابة فخلفها بالتأكيد يتواجد
استيفان. أوقفها أحد الحراس الموجودين على البوابة وسألها عن هويتها.
تحدثت بلغة متعالية و مصطنعة " أنا دوريتا ابنة الوجيه أرماندو "
" تفضلي يا سيدتي "
كانت الأمور تسير من أجلها سهلة وتجاريها. فملامحها وملابسها كانت توحي بالوجاهة والرقي. خصلاتها الشقراء
الممزوجة باللون الكستنائي كانت كالعصا السحرية منذ صغرها. فقد كانت تروّض بها الكثيرين من رجال الجزيرة
وتجعلهم يتسابقون في خدمتها.
أخذت أحد الأقداح التي أحضرها لها أحد السقاة في القاعة. كانت تنظر إلى السقف وقتها لترى عظمة المصابيح المعلقة من
السقف والتي وضح من لونها أنها من الذهب الخالص ، وتنظر إلى تلك الزخارف والرسوم الموجودة عليه. ثم نظرت إلى
الجدران لترى تلك الصور التي تمجد الآلهة وقد رُسمت بشكل متقن تماماً يوحي لمن ينظر إليها بصغر حجمه نظراً
لمقاسها الكبير جداً. بدأت تنظر إلى الوجوه لعلها ترى ذلك الوسيم الذي أتت من أجله ومن أجل التقرب منه.
كانت تحدث نفسها " أخيراً ، ها هوذا "
كان استيفان يجلس على طاولة ضخمة وبجواره ديفيليا. كانا يتحدثان وهما يضحكان ويشربان النبيذ. وكان الحرس واقفاً
من ورائهما والخدم يحومان حولهما ليضمنا راحتهما.
" عليّ أن أمر من أمامه لعله ينتبه لي "
ذهبت باتجاه الطاولة وحاول أحد جنود الحراسة إيقافها.
" أعتذر منك سيدتي. هذه الطاولة خاصة بالطبقة الملكية وأصدقائهم "
" لا .. لا أريد الوصول إلى الطاولة وإنما أردت .. أردت أن أذهب إلى الجهة الأخرى .. إلى تلك الطاولة هناك "
" يمكنك الجلوس على تلك الطاولة وأعتذر منك مرة أخرى سيدتي "
كانت الطاولة الأخرى مقابلة لطاولة استيفان. جلست على أحد الكراسي وتقرب منها ذلك العجوز الذي ابيض شعر رأسه
وشاربه.
" ما اسمك يا جميلة ؟ "
أحست وقتها بالضيق والحرج من ذلك العجوز الذي يحاول التحرش بها. فلم ترد عليه. كرر عليها نفس السؤال ولم تجاوبه.
" أعتقد بأنك لا تنتمين إلى هنا. أنا متفرغ الليلة وقصري لا يوجد فيه أحد غير الخدم والحراس. كما أن بركة القصر بها
من الماء الدافيء ما يرخي الأعصاب "
أحست وقتها بالضيق فهذا المجنون يريد أن ينام معها. شرعت في القيام من على كرسيها ولكنه أمسك بها من يدها.
بدأت في سحب يدها بقوة لكنه أحكم قبضته عليها وبعدها وقف وقربها إلى صدره. كان المسّن سكران ولا هم له في تلك
اللحظة غير أن يحظى بفتاة صغيرة. بدأت تصرخ وتضرب على صدره. ولكنه زاد في احتضانها. ثواني وأحست به
يفلتها ومن ثم بدأت في السقوط ولكنها انتبهت إلى أن ذراعين قويتين التقطتها قبل أن تصل الأرض. رأت المسّن ملقى
على الأرض وهو يأن من أوجاعه وانتبهت للأمير استيفان يتحدث إليها وينظر إلى عينيها
" هل أنتِ بخير ؟ "
كانت كمن عُقِدَ لسانها من هول الدهشة
يُتْبَع
آخر العرّابين
[/center]
[/center]