موقع مالقه الجغرافي واصلها:
حظيت مدينة مالقه بموقع جغرافي هام روعيت فيه اشتراطات اختيار المكان النافع المنيع اذ تقع على ارض منبسطه في اقصى جنوب شرق الاندلس على شاطيء البحر الابيض المتوسط .
وتأسيس هذه المدينه قديم يعود الى ماقبل الاسلام اذ اسسها الفينيقيون القادمون من مدينة صور ،ويقال انها منم بناء الروم.
ويغلب على الظن ان بنائهم تم في القرن الثاني عشر قبل الميلاد ،وفي عهد المسلمين عُمّرت فاصبحت من المدن الكبيره العامره .
وفي نطق كلمة مالقه اختلف الجغرافيون والمؤرخون على رأيين:
الاول (مَالِقه) بفتح الميم وكسر اللام وهو لفظ غير صحيح في النطق .
الثاني (مَالَقه)بفتح الميم واللام وهو اللفظ الصحيح .
وسمّى الفينيقيون هذه المدينه بإسم المالحه لأنها كانت مركزاًُ لتمليح الاسماك ومستودعاً لحفظه.
وتخلط بعض المصادر بين مدينة مالقه وكورة ريه فبعضها يعتبر ان ريه هي مالقه تارة وأن مالقه قاعدة ريه وبالعكس تارة اخرى ،والبعض الآخر يعتبر ان مالقه مدينة من اعمال ريه والراجح ان لفظ ريه اطلق على كورة كانت عاصمتها ارجدونه ومالقه مدينه صغيرة من اعمالها التابعه لعاصمتها
وفي عصر الخلافه الامويه خربت ارشدونه بسبب الفتن والثورات ورحل عنها اهلها واضمحل شأنها فأخذت مدينة مالقه في النمو والعمران وقصدها التجار بكثره فأصبحت في القرن الرابع الهجري حاضرة كورة ريه وارجدونه تابعه لها وطغى اسمها وانتشر -وتلاشى اسم ريه واندثر-مع مرور الزمن واصبحت تعرف بكورة مالقه
فتح مدينة مالقه وسقوطها:
كان فتح مالقه من ايسر واسهل الفتوح الاسلاميه حيث فتحت فيما يبدو مرتين الفتح الاول في زمن طارق بن زياد وكان فتحا هامشيا ً قصيراً مالبث فيه اهل المدينه ان استعادو ا مدينتهم والفتح الآ خر كان فتحا حقيقيا اكد الفتح الاول والراجح انه تم في عام 94- 95هـ
وقد قامت مدينة مالقه بدورٍتاريخي كبير في البناء السياسي والاقتصادي لدولة الاسلام في الاندلس على عصر الطوائف والمرابطين وبلغت قمة المجدوالازدهار الحضاري في عصر الموحدين واكثر منه في عصر النصريين ولكنها مثل سائر المدن الاسلاميه في الاندلس تعرضت لغزو النصارى الاسبان فسقطت بعد دفاع منيع مشرف في عام( 892 هـ\1487 م) والحقيقه ان الحديث ذو شجون عن هذه المدينه ولكن ابشركم انه سوف ينشر قريبا في اوائل العام القادم كتاباً يتحدث عن تاريخ هذه المدينه وحضارتها في عصرها الاسلامي.