عدالة للبيع

عدالة للبيع
حدث ذات يوم
الأهرام 24/2/2009

دخل كاتب مرموق إلى مجلس خاص فى مكتب محامى شهير كان ضابطاً قبل أن يتفرغ للمهنة فهاله نوعية الحضور إلى حد الصدمة، فقد كان الحضور خليطاً من شخصيات كبيرة فى مجالات متعددة عامة وخاصة ، وهذا أمر عادى ومن طبائع المهنة، فالمحامى معروف وذو سيط ومن عائلة لها اسم فى السوق،لكن الكاتب استوقفه كثيراً أن يجد من بين الجالسين إلى مائدة الطعام العامرة بعضاً من رجال العدالة فى مناصب رفيعة، فأصابته الدهشة بالصمت القاتل فلم ينطق ببنت شفة إلا كلما سئل عن رأيه بإلحاح.
ودار فى نفسه سؤال خبيث له وسوسه الشيطان ما الذي يربط بعض من ينتسبون رسمياً إلى العدالة بمحام قد تشأ الظروف والمصادفات أن يتقابلا وجهاً لوجه فى قاعة المحكمة؟!
وراح يستمع ويحقق ويدقق حتى وقعت المفاجأة، علم أن البعض يعمل لدى المحامى الشهير من الباطن، المحامى يقابل زبائنه الأثرياء ويقبل قضاياهم ثم يسلم الملف إلى صاحب النصيب يقرأ ويبحث ويدرس ويكتب المذكرات والمرافعات ويسلمها إلى المحامى، الذي يذيلها باسمه فى قاعات المحاكم، وينال أحكام تزيد من شهرته وسمعته وأتعابه.
وظل الكاتب المرموق لا يصدق نفسه، واحتفظ بالحكاية وقتاً طويلاً حتى رواها مؤخراً.
كنا نتصور أن مثل هذه العلاقات التحتية يمكن أن تحدث بين المحامين أنفسهم، على طريقة فيلم "طيور الظلام" الذي لعب بطولته الفنان القدير عادل إمام، فعادل فى الفيلم محامى شاطر من الأرياف ، يستخدمه محامى شهير من الباطن فى قضايا الرأي العام الكبيرة، خاصة قضايا الفساد، لينقب عن ثغراتها فيفتتها ويهلل أركان الاتهام فيها، مقابل بضعة آلاف من الجنيهات بينما المحمى الكبير يتقاضى الملايين... هذا مفهوم وممكن أن يحدث فى أي مجتمع فى الدنيا.. شرقاً وغرباً، متقدماً أو متخلفاً!
لكن من المستحيل أن يحدث بين محامى ورجل عدالة.
فكيف حدث هذا المستحيل ذات يوم ؟، وهل ما زال يحدث حتى لو على نطاق ضيق للغاية؟!
سؤال صعب جداً، والأصعب منه إجابته، وقد لا تأتى على هوانا وتضرب العدالة فى مقتل ، فالعدالة، مثل الشرف الرفيع – لا يجوز أبداً أن تكون للبيع وإذا حدث فالخلل جلل إلى حد زلزال بقوة عشرة ر يختر!
نبيل عمر

very nice one ....thanks 4 u good work $ SAMMAR $

شكرا جزيلا للبداع المستمر اختى الغلية

دمتى باريج الورود

مشكورين لمروركم الكريم ملكة وبرنسس شيماء وعماد وتقبلى تحياتى دمتوا بكل الود والاحترام

» المساواة في الظلم عدالة.. قصة على لسان مسجون وحكيم
» اب للبيع
» بضاعة ليست للبيع
» الفلم الأول: العراق للبيع (Iraq for Sale)