هذا ما دهانا
(1)
سأبحث عن نفسي .....
قررت يوما الرحيل ،،، لكن ليس الرحيل بمعناه الحقيقي
كان رحيلي في نفسي عالم مليء بالعثرات والصخور والأشواك
سأبحث عن وطني الذي ضاع بين أشواك متشعبة
سأبحث عـن... وعن من سيبني معي الحياة
كم طال البحث في نفسي عـن
أم ،، زوجة
وجدتهم ،،، وفرحت بلقياهم
لكن هذا ما حصدناه من الحروب ..............
عندما وجدتهم ،،، كانوا تحت أكوام الصخور لكني تحديت أشياء لا يمكن وصفها
وعندما وجدتهم كانوا بين الحياة والموت
وطني ،،،،، كان مغطى بالدماء...، لا يمكن وصفه!
تمعنت فيه.. هل سيجرؤ أي جراح على شفائه أم سنتركه للقضاء والقـدر؟!
كيف سيجمع أبناءه ........ كيف سيجمع كبرياءه
كيف... وكيف... وكيف؟
نهراه لا يجري فيهما ماء... بل دماء...وكنا من قبل نرتوي بمياه !
لا يوجد فيه باب للأمل
سوى باب الله
هل سأطرقه لحالي؟ ألا يطرقه معي الأبناء؟
(2)
أب أولادي،
حلمت به كثيرا
وعندما وجدته
كان يائسا من الحياة
بل أكثر ،،،،
سألته ما بك فأجابني مرارة الأيام وقسوتها اشتكي
سألني ما الذي جاء بكِ إلى هـنا وكيف اجتمعنا
قلتُ له الله الذي جمعنا وإصراري على أن أجدك وعلى أن لا أفقدك
الم تكن تحلم بي؟ أما تمنيت لقاءي يوميا ؟!
قال: بلى لكني اليوم غـير أمس...
ولمَ غير أمس
ماذا دهانا الكل يائس في هذي الحياة
لمَ لم أيأس أنا؟!
قد يكون أنك امرأة ،،، وطبع النساء الصبر والتحدي
نعم ،،، هذا طبعنا وبه تكملون انتم
انتم لديكم القـوة والشجاعة ونحن الصبر والعطف والحنان التحدي
وبه سنبني الحياة
فقط أنت حاول الوقوف ثانية لا يوجد يأس في هذه الحياة مادمنا نحيا على حب الله وطاعته
قم يا من سابني معك الحياة
قم ولا تستسلم لمواجعك
لا يوجد في قاموسي معنى للحب ولكن وجدت فيه ماهـو اكبر من لك
هات يدك
لا تجعـل الحروب تفـرقـنا
لا تجعل بيننا حاجزا" لليأس أضربه بسيــفـك
فمهما طال ليل الألم لابد أن يأتي نهار
تعال معي فلن أتنازل عـنك.. اراك وطنا التجأ اليه حين تغتربني الغربة
لا تبعدني عن طريقـك فجميع الطرق تودي لمكان واحد
لو تعلم كم كان الطريق للمجيء أليك صعب ولو كنت تحت أعماقي لغطست وبحثت عـنك
الآ ترى هذه الجبال..... وراءها أولادنا ينتظرون رؤيتنا... وراءها بلادي.............. العراق
وراءها حياة ستأخذنا- بصبرنا- للجنة
لا تفكر وقم... فهذه الأشياء لا تستحق التفكير
لا تتردد تعال معي
لا تتركني ولا تتنازل عـني
قم وانفـض عـنك غـبار الأحزان
قم وأزل عنك قسوة الأيام التي داهمتك
تناسى الماضي لا تتذكر منه سوى أيامك الحلوة فمهما كانت قساوة الأيام ففــيها ذكرياتنا وطفــولتنا وأحباؤنا وناسنا
فلا توجد سعادة إلا بعد مرار كي نلتذذ بالسعادة وندرك قيمتها
فلا يوجد باب الا وله مفـتاح... فهيا معي لنجد المفـــتاح
هذا ما خطه قلمي ،،،،،،،،
الأحد 21 يونيو 2009, 18:38
