آداب دمنهور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

آداب دمنهور


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحضارة بين الإيمان والإلحاد

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ملكة الاحزان
مشرف سابق
مشرف سابق



الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : دمنهور
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : الرابعة
قسم : التاريخ
الشعبة : عامة
عدد المساهمات : 4154
العمر : 35
الجنس : انثى

الحضارة بين الإيمان والإلحاد Empty
مُساهمةموضوع: الحضارة بين الإيمان والإلحاد   الحضارة بين الإيمان والإلحاد Icon_minitimeالخميس 14 مايو 2009, 23:13

الحضارة بين الإيمان والإلحاد
بقلم / الشيخ محمد الغزالي
لا يختلف أحد مع نفسه أن العصر الذي نعيش فيه عصر طغيان المادة واستحكام أمرها وسيطرة نوازعها الطيبة والخبيثة على تقاليد الحياة وقوانينها ، ونعنى بالمادة تغليب البدن على الروح ٬ وتغليب الدنيا على الآخرة ، أو بتعبير أصرح جحود ما وراء عالمنا المحسوس من حياة أخرى في يومنا القريب أو في غدنا البعيد ٬ وإطراح الأديان باعتبارها أفكارا تبدي وتعيد حول هذه المعاني...!
وإن كان لا بأس من قبول الأديان ٬ من حيث كونها وصايا خلقية ٬ ونصائح شخصية ٬ ومسكنات اجتماعية!!. أما الإيمان بالله إيمانا ينطوي على الجد والتوقير والملاحظة ٬ ويرتقي إلى مصاف المسائل التي تهتم بها الدول ٬ وتعقد لها المؤتمرات ٬ على نحو ما نسمع به ونقرأ عنه فلا.. وأما الإيمان باليوم الآخر إيمانا يقذف في النفوس أن العمران البشري إلى انقراض ٬ وأن النشاط الإنساني منقلب لا محالة يوما إلى حساب دقيق ٬ ونقد عميق ٬ كما يقول الشاعر:
فإنك كالليل الذي هو مدركي **وإن خلت أن المنتأى عنك واسع!
فهذا أيضا لا يكترث العالم به، ولا يستعد له ، بل لعله شيء يهزأ به ، ويسخر من أصحابه.
والأديان برغم ما يزعم لها من منزلة تقليدية أقصيت تماما عن مراكز التوجيه الأعلى للإنسان ، والدنيا الآن تسير بقوة جارفة إلى غير غاية ٬ وهى مشغولة أعظم الشغل بالوقود الذي تستهلكه في هذا السير من غذاء ٬ وكساء ٬ ومتاع ٬ وشهوة ٬ وذهب وفضة ٬ وما يستتبعه الحصول على هذا الوقود ٬ من خصام وسلام ٬ واغتيال واحتيال ٬ وانقسام وانسجام.
وهذا هو عمل الدول قديما وحديثا في عصبة الأمم ومجلس الأمن ، وقد سخر العلم تسخيرا ناجحا في هذه الآفاق كلها ، ويوشك أن تأخذ الأرض زخرفها وتزدان ٬ ويظن أهلها أنهم قادرون عليها.. ثم ماذا بعد ذلك؟. إن الأفئدة لما فرغت من الإيمان بالله واليوم الأخر ٬ امتلأت إيمانا بأمور أخرى ٬ اختلقتها اختلاقا ، فالحقيقة كما يقول العلامة ‘هارى أرسون ‘ في كتابه كيف تكون رجلا حقا؟: ‘.. إنه ما من إنسان يستطيع أن يكون غير مؤمن ٬ فقد ر كب الإنسان من الناحية النفسانية بحيث أصبح مضطرا إلى الإيمان بالله أو بغيره!. ومتى مات الإيمان الإيجابي ٬ فإن الإيمان السلبي يحل محله ، يتعلق بالمستحيلات أكثر من الممكنات ٬ وبالآراء التي تجعل منا ضحايا للحياة ٬ لا سادة لها ٬ وبالفلسفات التي تدفعنا إلى مثل الحالة النفسية التي كان ‘ رابليهيجود فيها بأنفاسه وهو يقول: اسدلوا الستار ٬ فقد انتهى تمثيل المهزلة.
وهذا صحيح ٬ فالإنسان إن لم يعبد الله عبد غيره ٬ ولن يتحرر البتة من العبودية " إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا " وفى التدليل على هذه الحقيقة يذكر المؤلف أن صديقا لـ ‘ برجنيف ‘ كتب إليه يوما لشيء : " يبدو لي أن وضع الإنسان نفسه في المحل الثاني هو كل مغزى الحياة ، فأجابه قائلا : يبدو لي أن اهتداء المرء إلى ما يقدمه على نفسه ويضعه في المحل الأول هو كل مشكلة الحياة.. فالذي يقدمه الإنسان على نفسه كائنا ما كان هو ما يؤمن به ، ومتى بذل الإنسان إيمانه من قلبه ٬ فقد شد زناد النشاط الإنساني ‘ ا. هـ.
ونحن نأسف لأن الأجيال الحاضرة ضلت سبيل الإيمان الصحيح ٬ واستنفدت قواها في باطل بعد باطل ، كما نأسف لأنها لما عجزت عن التسامي بالغرائز السفلى استنامت لها ٬ وهامت فيها ٬ وقررت إطلاق زمامها لتعربد كيف تشاء.
وعندي أن هذا الارتكاس الروحاني يفوت ثمرات التقدم العلمي كلها ٬ فخير للناس أن يمشوا على الأرض وهم أطهار من أن يطيروا في الجو وهم لصوص ، وخير للأرض أن تكون معابد مضاءة بالشموع ٬ من أن تكون مراقص مضاءة بالكهرباء ، على أي أنقاض قامت المادية الحديثة: إن المادية القائمة على نوازع الأثرة وقوانين المنفعة ٬ وانتهاز اللذائذ واشترائها بأي ثمن ٬ قد كسبت المعركة ضد الأديان ٬ دون أن تجد أمامها مقاومة تذكر.
ونعنى بالأديان ما كان له أصل محترم من وحى السماء ، أما ما يسود الهند والصين واليابان وغيرها من وثنيات أخذت سمت الدين وصيغته ٬ فهي أفكار وعواطف أرضية ٬ لا مكان هنا لمحاسبتها. وإنما نعرض لليهودية والمسيحية.. ثم نتكلم عن الإسلام.
ولما كان التقدم العلمي والاتجاه المادي قد طفر طفرته الكبرى في الغرب ٬ حيث توجد اليهودية وتسود المسيحية ، ولما كان الإسلام في هذه الفترة محسورا في بلاده ٬ بين همل لا يدركون شيئا ٬ ولا يحسنون عملا ٬ بل كان شائه الحقائق ٬ طامس المعالم ، راكد التيار.. فقد انفردت المادية بالديانتين القديمتين فافترستهما ٬ ونظرت في شرق الأرض وغربها فلم تسمع صوتا يتحداها ، فظنت أن الأمر قد استتب لها ، ولم تحسب في الإسلام قوة يستطيع بها البقاء ٬ بله زيادة من قوة يستطيع بها المغالبة والنجاح ، إذ كانت جماهير المسلمين أشبه بالغيوم الكثيفة حول شمس الإسلام تميت شعاعه ، وترد نهاره ظلاما طويلا
المصدر : موقع الشيخ محمد الغزالي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
برينسس الشيماء
مشرف سابق
مشرف سابق
برينسس الشيماء


الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : دمنهور
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : الثالثة
قسم : التاريخ
الشعبة : عامه
عدد المساهمات : 2674
العمر : 33
الجنس : انثى

الحضارة بين الإيمان والإلحاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحضارة بين الإيمان والإلحاد   الحضارة بين الإيمان والإلحاد Icon_minitimeالإثنين 18 مايو 2009, 15:48


رااااااااااااااااائعة يا ملكة كالعادة

التوبيك هايل وزاخر بمعلومات اكتر من رائعة

سلمتى وسلمت يداكى

دمتى فى حفظ وامان الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ملكة الاحزان
مشرف سابق
مشرف سابق



الدولة : مصر
المحافظة : البحيرة
المدينة : دمنهور
الجامعة : الإسكندريه فرع دمنهور
الكلية : كلية الآداب
الفرقة : الرابعة
قسم : التاريخ
الشعبة : عامة
عدد المساهمات : 4154
العمر : 35
الجنس : انثى

الحضارة بين الإيمان والإلحاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحضارة بين الإيمان والإلحاد   الحضارة بين الإيمان والإلحاد Icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2009, 19:58

مشكورة على تشريفك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحضارة بين الإيمان والإلحاد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحضارة الاسلامية
» الحضارة الإسلامية
» الحضارة في الدولة العباسبة
» الحضارة الاسلامية
»  الحضارة الفرعونية؛

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
آداب دمنهور :: منتديات التاريخ الاسلامى :: منتدى الحضارة والآثار الإسلامية-
انتقل الى: